مشاهدة النسخة كاملة : طفلان
مصطفى حمزة
04-06-2012, 09:10 PM
طِفلان
في ذلك المساءِ الكئيب كآبةَ الغُربة المقيتة وقعتِ الواقعة !
لم يُصدّق أحدٌ ممّن يعرف الصَديقيْن أنّ ما حدثَ قدْ حدثَ ، وأنّ ابنَ أحدِهما وراءَ القضبان وابنَ الثاني يتنازعه الموتُ والحياةُ في المستشفى !
رامي طعنَ سامر بالسّكّين في ظهرِهِ !
وما أنْ علمَ أبوهُ بفعلتِهِ حتى بادرَ بتسليمه إلى مركز الشّرطة ، ثم هُرعَ هَلِعاً إلى المستشفى ليقفَ بجانبِ صديقِهِ المنكوبِ أمام باب غرفة العمليّاتِ ؛ يترقّبانِ قضاءَ اللهِ في الولد ! بعدَ حين خرج الطبيبُ مُستبشِراً ومُبشّراً ؛ فتعانقَ الصّديقانِ بقوّةٍ واختلطت دموعُهما يحمدان الله تعالى على رعايتهِ ولُطفِهِ ولبثَ أبو رامي في المستشفى حتى الصّباح متناسِياً ابنَهُ الموقوفَ ! لقد كانت ليلةً ليلاءَ لئيمة عنيدةَ الفجر ، مرّت على الأسرتين وكأنّها الدّهر !
***
خمسَ عشرةَ سنةً ضمّتهُما : صديقين في بلدِ الاغترابِ ، وزميلينِ مُدرّسَيْنِ بمدرسة واحدة وجارَيْنِ في العَمارةِ ذاتِها ، وعاشا آلقَ الأيام وأجملَها لمّا لبّوا معاً بأسرتيْهما داعيَ الحجّ وكان رامي وسامر حينئذٍ يتعثّرانِ بخطواتهما الأولى . و في مدرسة أبويهما كان رامي وسامر في فصلٍ واحد من الصّفّ السابع ، زميليْنِ كالأخَوين قُرباً وَحُبّاً ، ما يكادان يصلان المدرسةَ بصُحبةِ والدَيْهِما حتى يتصافَحا ويترافقا إلى غرفة الصفّ حيثُ يجلسان مُتجاورَيْن . وفي الفُسحة اعتادا أن يتقاسَما ما معهما من طعام أو حلوى ممّا جلباه من البيت ، وكم ساعاتٍ قضياها في الدراسة واللعبِ على الحاسوب أو بالدرّاجتينِ أمامَ العَمارةِ أو في الحديقةِ ؛ حين تذهب الأسرتان معاً للتنزّهِ أيامَ العطلاتِ !
***
في الغدِ دارتْ بأبي رامي الدّنيا وهو يقرأ أقوالَ ابنِهِ من محضرِ الشّرطة ! كان يُمرّر إصبعَه ببطء فوق كلّ كلمةٍ يقرؤها ، كالأمّيّ الذي يتعلّم القراءة ! ثم يعود لقراءة الكلمة أكثر من مرة وكان ينظر لأعلى الصفحة ، وإلى حيث وصل ، وكأنّه يربط الكلامَ ببعضه وبعض ليستوعب ما تقع عليه عيناه !
- ( قبلَ عشرة أيام تقريباً ضربني سامر في المدرسة على رأسي ضربةً آلمتني جداً ، وما زالت رأسي تشتكي منها إلى اليوم ! أشعر بصُداع !! اعتذر مني وادّعى أنّه كان مازحاً ولم يقصد إيلامي .. )
- ( لا ، لم أخبرْ أبي بذلك ... لأنني خفتُ أنْ يظنني البادئ فيوبّخني أو يضربني .. )
- ( بعد ذلك .. بدأ الطلابُ يَسْخرون منّي ويستهزئون بي ، ويقولون : أنت لستَ بِرَجُل .. أنت بنت ! سامر ضربكَ ثم لم تجرؤ على الردّ .. جبان أنتَ ! اضرِبه وأرنا قوتك .. لم يسكتوا .. كل يومٍ كان يأتي بمزيدٍ من إلحاحهم واستهزائهم وسُخريتهم ، حتى شَعَرْتُ بأنّي سأموت .. بأنّ رأسي ستنفجر بين لحظةٍ وأخرى .. كرهتُ المدرسة ، صارت وحشاً مُخيفاً يعضّني كل يوم ألف مرّة ! فقرّرتُ أن أضربه ! )
- ( نعم بالسّكين .. لم يكن ليشفيَ غليلي إلاّ سكّين ... وحادّة أيضاً ! )
- ( ثمّ .. ثُمّ كانَ أبي عندَ الحلاّق ، سمعتُهُ يُحدّثُ أمي بأنّه سيقصِدُ الحلاّقَ بعدَ صلاةِ المغرب فترقّّبْتُ حتى غادرَ البيتَ ، ودخلتْ أمّي غرفتها ، فسارعتُ إلى المطبخِ وتناولتُ سكيناً كبيرةً أخفيتُها تحتَ قميصي ، ثمّ صعدتُ إلى بيتِ سامر .. )
- ( طلبتُ منهُ أن يَنزلَ معي دقائقَ إلى مواقفِ الســيارات لأريَهُ زينةَ درّاجتي الجديـدة ! نعم كذبـتُ عليــه .. وحينَ انحنى ليرى زينةَ الإطار استللتُ سكيني بسرعة وطعنتُهُ في ظهرِهِ ! صَرخَ بصوتٍ رعيب .. رهيب ! كان يتألّم كثيراً ..وانفجرتْ دموعُه من عينيه ثمّ هوى إلى الأرض .. أنا خِفتُ جدّاً ! كانت يَداي وركبتايَ ترتجف بشدّة .. شعرتُ برغبة تدفعني إلى البحر القريب لألقيَ بنفسي فيه ! لكنني وجدتُ نفسي أعدو صاعداً إلى بيتنا .. )
- ( نعم ، سَمِعَهُ حارسُ العمارة الذي كان في غرفته ، فقد لمحتُه يُسرعُ باتجاه الصوت )
لم تُصدّق عينا أبي رامي ما قرأتا للتوّ ! فما كانَ ليظنّ يوماً أنّ ابنَهُ الهادئ الخجولَ ذا الإحساسِ المُرهَفِ يُمكن أن يفعلَ ما فعلَ ، أو قريباً منه ! شعرَ بجبينه يتصبّبُ عرقاً وخجلاً .. وبقلبِهِ ينزف ألماً وهمّاً !
أراحَ رأسه بين راحَتَيْهِ :
- ( ماذا فعلتَ يا رامي يا وَلَدي ؟! لماذا ؟! أينَ أذهبُ من أبيه ، ومن عيون الناسِ وألسِـنَتِهم ؟! آهٍ يا ولدي آه ، ماذا فعلتَ بي وبأمّك المسكينة ؟! )
قامَ مثّاقِلاً ، مُنقَضَ الظهرِ ، كأنّهُ كبُرَ سنواتٍ في دقائق ! وغادرَ غرفة المحقّقِ دونَ أن يطلبَ رؤية ابنه ! ولدى بابِ المركز فوجئ بصديقِه داخلاً ، فتأبّط أبو سامر يدَه وعاد به إلى غرفة المدير ، وما هي إلا ســاعة من الزمن حتى خرجا ومعهما رامي مُفَرَجاً عنه ؛ بعدَ أن تنازل أبو سـامرٍ عن حقّه الشـخصيّ ..
بعدَ أيام قلائل غادرَ سامر المستشفى ، وبعدَها بأيّام تماثلَ للشِفاء التامّ وعادَ إلى الدوام في مدرسته والتقى الحميمان من جديد . مضتْ شهورٌ ثلاثة على الحادث الأسيف ،تعالتْ عليه الأسرتان في أثنائها يوماً بعدَ يوم ، حتى توارىَ في النسيان !
لكنّ الأولادَ الأشرارَ المُحيطينَ بالصديقين الطفلين ، من كلّ الصفوف في المدرسة ؛ لم يكونوا لينسوا الحديث عن ذلك أبداً !!
وفي مساءِ يومٍ نعَبَتْ فيه الغِربانُ أكثرَ ممّا ألِفَ أهلُ المدينةِ الصغيرة ؛ وُجِدَ رامي مقتولاً في مدخلِ عمارةِ بيتِهِمْ وقدْ غارَ نصلُ سكّينٍ كبيرةٍ في ظهرِهِ !! وعصرَ اليومِ التالي ، عندَ شاطئ البحرِ القريبِ فوقَ مصَدّ الأمواج ؛ عُثرَ على جُثّةِ سامر ، وقد لفظَها البحر !!
***
اعتادَ أهلُ الحيّ - ومنذُ سنتين – أن يَرَوا الصّديقيْن أبا رامي وأبا سامر يتّجهانِ معاً إلى المقبرةِ القريبةِ من منزليهما ، وأمامَ قبْرِيْنِ صَغيريْنِ مُتلاصقين كانا يجلسان ويَتلوان من مُصحَفَيْهِما ما شاءتْ لَهُما الدُّموعُ ، ثمّ ينهضان راجِعَيْن ..
آمال المصري
04-06-2012, 10:05 PM
نص رائع بكل تفاصيله وفكرته رغم الإيلام والمأساة المرتسمة باقتدار
فنجد ملامح الغربة وماتركته من آثار إيجابية على الطفلين من ارتباط قوي واقتسام الوقت واللعب
ربما نجح الشر هنا لوهلة إلا أن اتكاء الأبوان رغم مصرع الطفلان بتلك الطريقة المأساوية والتي حالت بين حياة أحدهما دون الآخر كان دليل على بقاء الخير
السرد مدهش وتصاعد الأحداث كان شيقا والخاتمة رأيتها بانتهاء لفظ البحر لجثة سامر
ومازاد كان اصرارا لانتصار الخير
أبدعت أديبنا الفاضل
تحاياي
محمد النعمة بيروك
05-06-2012, 12:34 AM
قصة مؤلمة وحزينة عن الاستهتار والاندفاع المُراهقي.. إنها مأساة حقيقية ليافعين اختارا أن يتعاونا على الإثم والعدوان، بدل البر والتقوى..
وعلى الرغم من أن القصة تبدو تقليدية السرد، فإنها من وجهة نظري قابلة للتأويل، فقد لا يكون الطفلان سوى إحالة للدول "القاصرة" التي تلتفت إلى سفاسف الأمور فيما بينها، بدل الالتفات إلى ما هو مشترك، أو الصراعات الطائفية في بعض الدول، بدل البحث العلمي الذي ترمز إليه المدرسة في القصة، كما يمكن أن يكون "الأولاد الأشرار" كناية عن قوى تحرك بيادق الأمة بتحريك النزعات والنعرات المذهبية والدينية، كما يمكن أن ترمز للإعلام المضلل، وربما كان الأبوان كناية عن الماضي الجميل، حينما كانت الأمَّة بخير..
ربما استنطقتُ هذا النص الجميل بما لا يقصده الكاتب بالضرورة، لكنه القص القصير وطبيعته..
لقد وجدت في هذا النص وصفا وحوارا واسترجاعا وكل شيء.. كما وجدتُ فيه المتعة، والتشويق الذي أخذني بشغف إلى النهاية..
تحياتي.
فاطمه عبد القادر
05-06-2012, 04:50 PM
وفي مساءِ يومٍ نعَبَتْ فيه الغِربانُ أكثرَ ممّا ألِفَ أهلُ المدينةِ الصغيرة ؛ وُجِدَ رامي مقتولاً في مدخلِ عمارةِ بيتِهِمْ وقدْ غارَ نصلُ سكّينٍ كبيرةٍ في ظهرِهِ !! وعصرَ اليومِ التالي ، عندَ شاطئ البحرِ القريبِ فوقَ مصَدّ الأمواج ؛ عُثرَ على جُثّةِ سامر ، وقد لفظَها البحر !!
السلام عليكم أخي مصطفى
حدث مرعب
لعنة الله على رفقاء السوء ممن يحرضون الواحد على الآخر
كيف لا ؟؟ أطفال مراهقون,, ممكن أن يفعلوا كل شيء بدافع التحريض
لذلك من واجب الأهل أن يجاهدوا كثيرا في سبيل التسلل لنفسية الطفل واليافع, لمعرفة ماذا يدور في عقله الصغير
مثل هذة الشريحة تحس كثيرا ولا تعرف شيئا
ولكن ,إذا كان رامي وجد مقتولا في مدخل العمارة ؟فمن قتل سامر على شاطىء البحر ؟؟
قصة رائعة ,وجرس إنذار قوي للأهالي
التربية ليست الإطعام والنظافة فقط,بل هي المحادثة والمناقشة العميقة والمستمرة وإعطاء الوقت الكافي ,وملاحظة أي اشارة تبدو على وجه الأطفال والمراهقين
شكرا لك
ماسة
وليد عارف الرشيد
05-06-2012, 08:48 PM
قصة رائعة وسردية مشوقة ولغة ماتعة سلسة ومشهدية مؤثرة
نعم هي سردية تقليدية من النوع الذي أهوى وأحب فضلًا عن إمكانية إسقاطها كما تفضل الأستاذ الحبيب محمد النعمة .
رائعة أيها المبدع الصديق شدتني من أول حرفٍ وحتى النهاية الحزينة
محبتي وتقديري لصاحب القلم الرصين الجميل وألوف تقديري
أحمد عيسى
05-06-2012, 11:47 PM
قص ماتع
طفلان
تأخذنا في رحلة طولاً وعرضاً
عبر شريط ذكريات
يحكي لنا قصة الصداقة التي حولتها الأيام الى عداء
الى المسوم التي ينفثها من يحيطون بهما
ليحولوا الصداقة والحب الى كره
فيقضي أحدهما على الآخر
ويموت الآخر أيضاً
كيف وقد قتل الأول
فمن قتل الثاني؟
النص أبعد من المحتوى الاجتماعي
انما هو اسقاط على واقع الشعوب اليوم
والدول العربية التي تجري الوقيعة بينها
فتصير ضحية لمن يتلاعب بها
تتأخر هي
ويتقدم المتلاعب على كل الأصعدة
والمؤسف أننا نظل نصدق
اللغة كانت قوية
والسرد كان رائعاً
أجدت بصدق في هذا النص
تحيتي وتقديري
مصطفى حمزة
07-06-2012, 08:36 PM
نص رائع بكل تفاصيله وفكرته رغم الإيلام والمأساة المرتسمة باقتدار
فنجد ملامح الغربة وماتركته من آثار إيجابية على الطفلين من ارتباط قوي واقتسام الوقت واللعب
ربما نجح الشر هنا لوهلة إلا أن اتكاء الأبوان رغم مصرع الطفلان بتلك الطريقة المأساوية والتي حالت بين حياة أحدهما دون الآخر كان دليل على بقاء الخير
السرد مدهش وتصاعد الأحداث كان شيقا والخاتمة رأيتها بانتهاء لفظ البحر لجثة سامر
ومازاد كان اصرارا لانتصار الخير
أبدعت أديبنا الفاضل
تحاياي
-----------
شكراً أختي الفاضلة الأستاذة آمال
أنت السباقة دوماً إلى مصافحة النصوص بتعليقاتك العميقة متعددة الجوانب
تحياتي وتقديري
مصطفى حمزة
07-06-2012, 08:40 PM
قصة مؤلمة وحزينة عن الاستهتار والاندفاع المُراهقي.. إنها مأساة حقيقية ليافعين اختارا أن يتعاونا على الإثم والعدوان، بدل البر والتقوى..
وعلى الرغم من أن القصة تبدو تقليدية السرد، فإنها من وجهة نظري قابلة للتأويل، فقد لا يكون الطفلان سوى إحالة للدول "القاصرة" التي تلتفت إلى سفاسف الأمور فيما بينها، بدل الالتفات إلى ما هو مشترك، أو الصراعات الطائفية في بعض الدول، بدل البحث العلمي الذي ترمز إليه المدرسة في القصة، كما يمكن أن يكون "الأولاد الأشرار" كناية عن قوى تحرك بيادق الأمة بتحريك النزعات والنعرات المذهبية والدينية، كما يمكن أن ترمز للإعلام المضلل، وربما كان الأبوان كناية عن الماضي الجميل، حينما كانت الأمَّة بخير..
ربما استنطقتُ هذا النص الجميل بما لا يقصده الكاتب بالضرورة، لكنه القص القصير وطبيعته..
لقد وجدت في هذا النص وصفا وحوارا واسترجاعا وكل شيء.. كما وجدتُ فيه المتعة، والتشويق الذي أخذني بشغف إلى النهاية..
تحياتي.
----------
أخي الأكرم الأستاذ محمد النعمة
أسعد الله أوقاتك
ليس بالضرورة أن يقصد الكاتب ما يراه القارئ أو الناقد
بل كلما زادت القراءات كلما زاد النص ثراءً وأبعاداً ، والنص الأدبيّ بمجرد نشره يًُصبح - فنياً - ملكاً لمتلقيه .
أشكرك مرورك وأثمن هذه القراءة الطريفة
تحياتي وتقديري
مصطفى حمزة
07-06-2012, 08:42 PM
وفي مساءِ يومٍ نعَبَتْ فيه الغِربانُ أكثرَ ممّا ألِفَ أهلُ المدينةِ الصغيرة ؛ وُجِدَ رامي مقتولاً في مدخلِ عمارةِ بيتِهِمْ وقدْ غارَ نصلُ سكّينٍ كبيرةٍ في ظهرِهِ !! وعصرَ اليومِ التالي ، عندَ شاطئ البحرِ القريبِ فوقَ مصَدّ الأمواج ؛ عُثرَ على جُثّةِ سامر ، وقد لفظَها البحر !!
السلام عليكم أخي مصطفى
حدث مرعب
لعنة الله على رفقاء السوء ممن يحرضون الواحد على الآخر
كيف لا ؟؟ أطفال مراهقون,, ممكن أن يفعلوا كل شيء بدافع التحريض
لذلك من واجب الأهل أن يجاهدوا كثيرا في سبيل التسلل لنفسية الطفل واليافع, لمعرفة ماذا يدور في عقله الصغير
مثل هذة الشريحة تحس كثيرا ولا تعرف شيئا
ولكن ,إذا كان رامي وجد مقتولا في مدخل العمارة ؟فمن قتل سامر على شاطىء البحر ؟؟
قصة رائعة ,وجرس إنذار قوي للأهالي
التربية ليست الإطعام والنظافة فقط,بل هي المحادثة والمناقشة العميقة والمستمرة وإعطاء الوقت الكافي ,وملاحظة أي اشارة تبدو على وجه الأطفال والمراهقين
شكرا لك
ماسة
---
الفاضلة ، الأديبة فاطمة
أسعد الله أوقاتك
قراءة اجتماعية تربوية قيّمة ..لك شكري الجزيل عليها
أما من قتل سامر ... فلعله انتحر ، ولفظ البحرُ جثته ..
تحياتي وتقديري
مصطفى حمزة
07-06-2012, 08:45 PM
قصة رائعة وسردية مشوقة ولغة ماتعة سلسة ومشهدية مؤثرة
نعم هي سردية تقليدية من النوع الذي أهوى وأحب فضلًا عن إمكانية إسقاطها كما تفضل الأستاذ الحبيب محمد النعمة .
رائعة أيها المبدع الصديق شدتني من أول حرفٍ وحتى النهاية الحزينة
محبتي وتقديري لصاحب القلم الرصين الجميل وألوف تقديري
---------
أخي الحبيب الأستاذ وليد
أسعد الله مساءك
أسعدني أنني كتبتُ ما تحب ، وأنك أحببتَ ما أكتب ... وشرفني ذلك أي تشريف !
أشكر نقدك البليغ الوجيز والعميق
تحياتي لك ومحبتي دائماً
مصطفى حمزة
07-06-2012, 08:47 PM
قص ماتع
طفلان
تأخذنا في رحلة طولاً وعرضاً
عبر شريط ذكريات
يحكي لنا قصة الصداقة التي حولتها الأيام الى عداء
الى المسوم التي ينفثها من يحيطون بهما
ليحولوا الصداقة والحب الى كره
فيقضي أحدهما على الآخر
ويموت الآخر أيضاً
كيف وقد قتل الأول
فمن قتل الثاني؟
النص أبعد من المحتوى الاجتماعي
انما هو اسقاط على واقع الشعوب اليوم
والدول العربية التي تجري الوقيعة بينها
فتصير ضحية لمن يتلاعب بها
تتأخر هي
ويتقدم المتلاعب على كل الأصعدة
والمؤسف أننا نظل نصدق
اللغة كانت قوية
والسرد كان رائعاً
أجدت بصدق في هذا النص
تحيتي وتقديري
---------
قراءة نقدية للقصّة كأنها قصّة أخرى ! بهذا السرد الجميل , والرؤيا المميّزة ، وإنطاق ما بين السطور ..
تحياتي وتقدير أخي الحبيب ، الأستاذ أحمد
ياسر ميمو
07-06-2012, 09:31 PM
السلام عليكم
الأديب الفاضل مصطفى
منذ فترة لم أقرأ نص بهذه الحرفية العالية والسوية الممتازة
نص يعزف لحن الفتنة المقيت بين الأحبة والأصحاب
نص يصلح معناه لئن يكون أبطاله زوج وزوجة - أب و أبنه و ... إلخ
وتلك نقطة تسجل للكاتب بلا شك
أهنئك أيها الأصيل على هذه التحفة
مداعبة قانونية : إسقاط الحق الشخصي لا يُسقط الحق العام , و من الأفضل أن تنوه إلى بقاء رامي في السجن
عدة أيام و خروجه بكفالة مالية , خاصة أنها لم تكن مشاجرة عادية أو سطحية بل جريمة تامة الأركان
أيامك رضا و.......... سعادة
مصطفى حمزة
08-06-2012, 06:33 PM
السلام عليكم
الأديب الفاضل مصطفى
منذ فترة لم أقرأ نص بهذه الحرفية العالية والسوية الممتازة
نص يعزف لحن الفتنة المقيت بين الأحبة والأصحاب
نص يصلح معناه لئن يكون أبطاله زوج وزوجة - أب و أبنه و ... إلخ
وتلك نقطة تسجل للكاتب بلا شك
أهنئك أيها الأصيل على هذه التحفة
مداعبة قانونية : إسقاط الحق الشخصي لا يُسقط الحق العام , و من الأفضل أن تنوه إلى بقاء رامي في السجن
عدة أيام و خروجه بكفالة مالية , خاصة أنها لم تكن مشاجرة عادية أو سطحية بل جريمة تامة الأركان
أيامك رضا و.......... سعادة
---
أخي الأكرم الأستاذ ياسر
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
شرفتني بقراءتك المتأنية العميقة ، وأسعدني ثناؤك
أما عن مداعبتك القانونية ، فنعمَ المداعبة المُفيدة . ومعرفتي بالقانون الجنائي لا أحسد عليها ..لكنني أظن أن ملف القضية يُمكن أن يُغلق إذا لم يصل للمحكمة
وربما كان ذلك إذا كانت جناية بسيطة ... لستُ أدري !!
في كل حال لك الشكر الجزيل أيها العزيز
تحياتي وتقديري
نداء غريب صبري
08-06-2012, 07:41 PM
قصة جميلة ولغة رائعة
مليئة بالألم لكن قراءتها ممتعة
شكرا لك أخي
بوركت
مصطفى حمزة
09-06-2012, 10:59 AM
قصة جميلة ولغة رائعة
مليئة بالألم لكن قراءتها ممتعة
شكرا لك أخي
بوركت
------------
أختي الفاضلة الأديبة نداء
أسعد الله أوقاتك ، ولحفكم بالأمن والأمان
جميلٌ نقدك الانطباعيّ ، وشرّفني
تحياتي ، وبارك الله فيك
سمر احمد المكاوى
15-06-2012, 04:01 PM
قصة جميلة مشوقه واعتقد انها تميل للرمز بالرغم انه فى بداية قراتها تجلب الاحساس بانها قصة روائية قصيرة ولكن ما اسستنبطه انها رمز للدول العربية التى تحدث بينها المشاحنات بتحريض من الدول الاجنبية حتى تترك ماهو مهم وتنتبه الى الصغائر ،اعجبتنى:nj:
مصطفى حمزة
18-06-2012, 05:05 AM
قصة جميلة مشوقه واعتقد انها تميل للرمز بالرغم انه فى بداية قراتها تجلب الاحساس بانها قصة روائية قصيرة ولكن ما اسستنبطه انها رمز للدول العربية التى تحدث بينها المشاحنات بتحريض من الدول الاجنبية حتى تترك ماهو مهم وتنتبه الى الصغائر ،اعجبتنى:nj:
------------------
أختي الفاضلة ، الأديبة سمر
أسعد الله أوقاتك
يسرّني أنها أعجبتكِ ، ويسرني أيضاً أن أقرأها مرة أخرى من خلال قراءتكِ الرمزيّة ..
تحياتي وتقديري
ربيحة الرفاعي
19-06-2012, 12:40 AM
قصة اجتماعية ماتعة حملت رسالة تربوية ذكية في نص سرده مشوق وحبكته متينة وتيرة الحدث فيه متصاعدة بما يتفق مع انفعال القاريء مع الحدث بلا مبالغة ولا تباطوء
تمكن الكاتب بذكاء من بيان صحة القاعدة ونقاء النفوس وحسن الطوية ، وتوجيه إصبع الاتهام بمهارة للمؤثر الخارجي ، راسما مشهدا يفسح المجال للاسقاط السياسي في نص اجتماعي بامتياز
الرائع مصطفى حمزة
كنت هنا في حضرة الإبداع الأدبي أتلقى جرعة تربوية
تحاياي
مصطفى حمزة
19-06-2012, 05:17 PM
قصة اجتماعية ماتعة حملت رسالة تربوية ذكية في نص سرده مشوق وحبكته متينة وتيرة الحدث فيه متصاعدة بما يتفق مع انفعال القاريء مع الحدث بلا مبالغة ولا تباطوء
تمكن الكاتب بذكاء من بيان صحة القاعدة ونقاء النفوس وحسن الطوية ، وتوجيه إصبع الاتهام بمهارة للمؤثر الخارجي ، راسما مشهدا يفسح المجال للاسقاط السياسي في نص اجتماعي بامتياز
الرائع مصطفى حمزة
كنت هنا في حضرة الإبداع الأدبي أتلقى جرعة تربوية
تحاياي
---------
وأنا كنتُ هنا في حضرة التكريم - أكرمكِ الله - بقراءةٍ عميقة واعية للنص ، وبتعليق مُثمر ، ونقد فني موجز ودقيق .. وثناءٍ يَكفيني أقلّه ويزيد ...
تحياتي وتقديري لك دائماً أختي الفاضلة ، الأستاذة ربيحة
دمتِ بألف خير
صادق البدراني
19-06-2012, 10:36 PM
قصة توافرت في مضمونها الأعمدة النفسية والتربوية ، والأجتماعية ، والقانونية.... ونَفَسٍ اسلاميٍّ معتدل جاء ركناً ملازما للوصف والحكم والسلوك والختام.
وأرى ان اشارة كبيرة ارادها الكاتب تمثلت بضرورة الانتباه لحظة الحكم على السلوك الى ما ينقص المجرم او يزيد عليه كي يفعل ما يفعل..
وهذا ما يصدّقه علم الاجرام النفسي والفسلجي .
فذهب الى التوقف على مايربط الوالدين (بشدة) . مثلما توقف على ما يربط الابناء ايضا ، في اشارة الى البون الشاسع (قطعاً)بين اركان علاقة الابوين عن علاقة الولدين.
ولما رأيتُ ان الكاتب أغرق وصف ابي رامي اغراقة عميقة . ساورني الظن انه كان السبب الرئيس في كتابة القصة لتبنيه مشاعره الكسيرة العاجزة. بدلالة دفع اللائمة عنه لبراءته مما فعله ابنه لأسباب ذُكِرَتْ وستكتمل تباعاً.
وهذا ما اظهره السكوت عن ردة فعل رامي بعد طعن سامر(لانعدام التأنيب في داخله).بالوقت الذي برّزَ بتلميحة خجولة (لعدم موافقة الشرع بذلك) ان سامر قد انتحر(لشدة لوم نفسه على ما فعل).
وهو الامر الذي اضاف الى ابي رامي تبريرا لما شعر به بعد ان طال قفص الاتهام (في داخله) ابنه وحسب ، وليس بدافع التبرير لسامر عن القتل . بعد ان برر له قتل نفسه اخراجه من ذاك القفص.
ايماءة على ان الانسان يدور حول نفسه في محاور الموروث والبيئة والتجارب والعمر ، طبعاً وتطبّعاً . وقد يخرج عن نطاق المألوف (كالأسرة هنا) في هذا الوقت او ذاك ان ارتقت عقدةٌ في نفسه من الغرائز حتى وان بدت واهنةً مع الوقت والتعلم.
.
ولو جاء العنوان (مراهقان ، او فتيّان) لكان عبّر خيرما تعبير عن حقيقة العمر الذي وصف الكاتب سلوكهما به . ان لم يكن قصد التركيز على نقطة نموهما منذ الطفولة معاً.
لم استطع ان اسقط القصة على المنظر السياسي (ربما لقلة قدرتي في الربط بينهما) الا بواقع سلامة الاباء(اولياء الامور) حتى بعد ان قتل الولدين بعضهما(الشعوب)...........
كما انها قصةٌ توافرت فيها عناصر ، التشويق والسرد المباشر المحكم ووحدة الموضوع والدهشة واللغة الرصينة والأسلوب الممتع
عبّرت كل تعبير عن تمكن متفرد وصنعةٍ واحتراف لازمت القصة حتى النهاية.
طال بي الوقوف هنا لجمال هذه القصص عندي واقترابها من ذائقتي
رغم ان هذا لايبرر لي اسهابي في التفصيل ....
كم انت رائع ومتألق استاذي الغالي مصطفى حمزة
دام القك
د. سمير العمري
14-07-2012, 10:57 PM
الحقيقة أنه نص أنيق جدا من حيث شكله ومضمونه وطريقة عرضه وإخراجه.
هنا أجد حرفية الأداء الأدبي لفن القصة بكل جوانبه من حيث الحبكة والطرح والتقديم والخاتمة ، ومن حيث المباني من تراكيب وإيحاءات جاءت كلها في إطار فني عال أنيق بحق لتقدم لنا واقع هذه الصورة الأليمة بكل ما فيها من عبر وعبرات.
أشكر لك ما قرأت جدا وأعدك بأن تكون أحد أهم من أؤثرهم في قراءة نصوصهم القصصية.
دمت بخير وعافية!
تحياتي
ناديه محمد الجابي
12-12-2013, 11:48 AM
قصة موجعة مؤلمة .. وما أكثر ما تقلب من حياتنا تصاريف الأقدار
التي أرادها الله أن تكون.
في قصة ليست بعيدة عن قصتك ولكن بأسلوب آخر .. شابان صغيران
لعائلتين متجاورتين العمر كله ويقضيان جل وقتهما معا وأكثر من أخوة
سمعا شجارا في الشارع فنزلا ليتبنيا ما يحدث فأراد أحدهما أن يفرق بين
الجمع المتجمهر في عراك بين شباب الشارع, وبما أن السلاح أصبح منتشر
في يد الجميع أطلق طلقة في الهواء ليرعب بها المعاركين ـ فتطير الطلقة
لتنزل مستقرة في رأس صديقه ليموت على الفور.
كارثة نزلت على الأسرتين .. أسرة مات ولدها, والثانية اضطرت لترك
المنزل والبلد خوفا من الثأر الذي بات يهددهم رغم حبس ولدهم.
قصتك اجتماعية حملت رسالة تربوية في سرد تسربل بالعفوية
فصدق الحس وتغلغل في النفس, شائقا ألقا.
تحياتي وودي.
سامية الحربي
12-12-2013, 12:23 PM
"طفلان" رغم كل ما يحيط بهما من استقرار أسري ظاهر و وشائج الصداقة المتينة بين الأسرتين إلا أن ذلك لم يمنع جنوح أحدهما - الهادىء الخجول - للجريمة تحت وطأة التحريض. للأسف واقع أليم ينقله لنا الإعلام بذهول في كل مرة نبحث عن أسباب الجريمة. سرد رائع مشوق تصاعدت فيه الحبكة حتى النهاية المأساوية التي قربت الأبوين الصديقين بدل أن تبعدهما .دمت بخير أديبنا الكريم. تحياتي وتقديري.
مصطفى حمزة
14-12-2013, 07:04 PM
أخي الحبيب صادق
أسعد الله أوقاتك
كم أنا خجلٌ منكَ على تأخري بالرد عليك هنا ! ولو سألتني عن السبب لأجبتك : والله لا أعرف بالضبط !!
فاعذرني على أية حال تكرماً منك
أعجبني ردك جداً ، ولطالما أعجبتُ بفكرك ونفاذ قراءتك وشمولها
حياك الله ودمتَ بألف خير
مصطفى حمزة
14-12-2013, 07:09 PM
الحقيقة أنه نص أنيق جدا من حيث شكله ومضمونه وطريقة عرضه وإخراجه.
هنا أجد حرفية الأداء الأدبي لفن القصة بكل جوانبه من حيث الحبكة والطرح والتقديم والخاتمة ، ومن حيث المباني من تراكيب وإيحاءات جاءت كلها في إطار فني عال أنيق بحق لتقدم لنا واقع هذه الصورة الأليمة بكل ما فيها من عبر وعبرات.
أشكر لك ما قرأت جدا وأعدك بأن تكون أحد أهم من أؤثرهم في قراءة نصوصهم القصصية.
دمت بخير وعافية!
تحياتي
أخي الحبيب الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
نقد ناقد قدير وقارئ بصير شرفني وأكرمني بإعجابه والثناء
وعدٌ بهيج ، أظنك وفيتَ به كما وعودك دائماً ..
اعذرني على التأخر في الرد تكرما
تحياتي وتقديري
مصطفى حمزة
14-12-2013, 07:19 PM
"طفلان" رغم كل ما يحيط بهما من استقرار أسري ظاهر و وشائج الصداقة المتينة بين الأسرتين إلا أن ذلك لم يمنع جنوح أحدهما - الهادىء الخجول - للجريمة تحت وطأة التحريض. للأسف واقع أليم ينقله لنا الإعلام بذهول في كل مرة نبحث عن أسباب الجريمة. سرد رائع مشوق تصاعدت فيه الحبكة حتى النهاية المأساوية التي قربت الأبوين الصديقين بدل أن تبعدهما .دمت بخير أديبنا الكريم. تحياتي وتقديري.
أختي الكريمة الأديبة غصن
أسعد الله أوقاتك
هذه القصة نسجها الواقع بخيوطه ، لكنني نكثتها ونسجتها مرة أخرى كما تمنيت أنها حدثت
وكما تمنيتُ نهايتها ! ليقرأ من عاش هذه الأحداث ورأى الظالم والمظلوم فيها وعاقبة كل
منهما ليرى كيف أنّها كانت يُمكن أن تكون هكذا ، كما كتبتُها .. وليقارن بين الخبائث والطيبات
في نفوس البشر ..
إنها قصّة من خيوط أيّامي أنا .. وأيام أسرتي !!
أشكر مرورك وتعليقك والثناء أختي الكريمة
تحياتي وتقديري
خلود محمد جمعة
16-12-2013, 10:53 AM
أبحرنا في حروفك حد الغرق
الغرق بين سطورك متعة حقيقة
قصة مائزة بصدقها وسردها
دام اليراع رائعا
دمت بخير
مصطفى حمزة
17-12-2013, 07:35 PM
أبحرنا في حروفك حد الغرق
الغرق بين سطورك متعة حقيقة
قصة مائزة بصدقها وسردها
دام اليراع رائعا
دمت بخير
أختي الفاضلة ، الأستاذة خلود
أسعد الله أوقاتك
ولكنني يحزنني أن تغرقي ؟ اسبحي ما شاءت لك السباحة ولكن بلا غرق ههه
أشكر مرورك الذي له طعم خاص .
تحياتي وتقديري
كاملة بدارنه
21-12-2013, 06:23 PM
إن تطاولت يد الشرّ فإنّها تطال رؤوس الخير بالسّكاكين الحاقدة، ولن تبقى سوى مرارة الذّكرى، ودموع الخيبة!
قصّة رائعة السّرد والحبكة، عميقة الفكرة
بوركت
تقديري وتحيّتي
مصطفى حمزة
23-12-2013, 11:43 AM
إن تطاولت يد الشرّ فإنّها تطال رؤوس الخير بالسّكاكين الحاقدة، ولن تبقى سوى مرارة الذّكرى، ودموع الخيبة!
قصّة رائعة السّرد والحبكة، عميقة الفكرة
بوركت
تقديري وتحيّتي
أختي الفاضلة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
تعليق تأمّليّ في واقع الحال المؤسف
أشكر مرورك ، وشرفني الإعجاب بالنص
دمتِ بخير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir