تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلاميون الجدد



فتحي العابد
04-06-2012, 09:56 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
الإسلاميون الجدد
ما يطلق عليه اليوم بالإسلام التونسى الجديد، هو لم يأتي من الغرب كما روج البعض، إنما هو ابن شرعى لجامعات تونس ومساجدها، وهذا الخطاب الفكري الإسلامي المتجدد والمنفتح على مختلف التجارب والمشارب، أفرز هاته التجربة الإسلامية الأكثر تقدمية إذا أردنا، مما سيسهم لا شك في تقديم خطاب أكثر جاذبية، لدى شعب محافظ وأكثر رقيا وحضاريا.
الإسلاميون الجدد في تونس ليسوا جديدين على الساحة في بلدهم، بل هم أبناء الزيتونة وعقبة، رغم أن بعضهم ممن يحكم تونس اليوم هم خريجي الجامعات الغربية، رجعوا إليها وهم حاملين الشهادات العليا في الإقتصاد والهندسة والطب ومختلف التخصصات العلمية الأخرى، من شأنه أن يعزز من فرص تقديم خطاب سياسي وثقافي ناضج، والذي لا شك سيبدو متقدما على كثير من التيارات السياسية والثقافية حتى داخل البلاد نفسها، ويختلف عن الإسلام فى دول المشرق العربي الذي هو وليد تنظيمات سياسية.. فإسلامنا في تونس إسلام جماهيري يأكده فوز حزب حركة النهضة، التي أتى بها الشعب حيث أحس أنها الأقرب للشارع المتعطش للتدين بشكل كبير، والمتعاطف مع تضحيات الإسلاميين.
الاسلاميون الجدد في تونس ليسوا نسخة معدلة وراثيا في الجامعات الغربية كما يحاول نعته البعض في المشرق العربي للأسف.. هم أبناء هذا الشعب حتى وإن غابوا عنه مدة طويلة إما في السجون أو المهجر، لكنهم بقوا حاضرين داخله وهو حاضر داخلهم بكتاباتهم وأعمالهم، بل أغلب أبناء المهجر منهم تمتعوا في هاته الفترة القسرية من الغياب عن الوطن بامتلاك جسر ثقافي أوروبي من خلال أجيالهم المهجرية، التي نشأت في العواصم الأوروبية.
لكل كائن حي الحق في النقد، ولكن يجب عليه أن يضع نصب عينه أنه لا يمتلك الحقيقة، حتى وإن روج على أن الإسلام التونسي "إسلام عصراني"، أو تنويري.. فإن دل، يدل على حجم وتأثير إسلاميي تونس في الخارطة العربية والإسلامية.
إن تجربة جماعة الإخوان المسلمين مثلا في مصر المنبثق عنها حزب الحرية والعدالة، لم تكن في المستوى المطلوب، ولو قارنا بينها وبين حزب حركة النهضة التونسية، لوجدنا أن الأولى إسلامها إسلام التنظيمات السرية، والثانية زيتونى في عمومه، وأن جماعة الإخوان موجودة على جميع الأصعدة من بدايات القرن، ورغم ذلك لم ترق بنفسها ولم تراجع تجربتها.
ولو وضعنا ما أنجزه الإسلاميون التونسيون الذين كانوا متواجدين بشكل رسمي على الساحة التونسية من الثمانيات حتى الآن، على الصعيد الفقهي والنظري والفكري والثقافي والسياسي والعملي، رغم تجفيف منابع التدين ومحاصرتهم من كل حدب في كفة ميزان، مقابل فسحة زمنية من ثلاثين عاما في الكفة الأخرى، سنجدهم سابقوا الزمن المذكور وتجاوزوه في حجم عطائهم وتأثيرهم. فمازال بيان تأسيس حركة الإتجاه الإسلامي في تونس الشاهد الأول على الدور الريادي للإسلاميين التونسيين، ليس على مستوى تونس والمغرب العربي فحسب، وإنما أيضا على مستوى عربي وإسلامي عام. وقد جاء من جملة ماجاء فيه: "نحن لا نعارض البتة أن يقوم في البلاد أي اتجاه من الإتجاهات، ولا نعارض البتة قيام أي حركة سياسية، وإن اختلفت معنا اختلافا جذريا بما في ذلك الحزب الشيوعي. فنحن حين نقدم أطروحاتنا نقدمها ونحن نؤمن بأن الشعب هو الذي يرفعنا إلى السلطة ليس إلا".. فقد كانوا من السباقين في طرح برنامج سياسي تفصيلي، تضمن فيما تضمن الدعوة إلى قبول التعدد والإحتكام إلى خيار الشعب، ونبذ العنف وسيلة للوصول إلى السلطة، وإعلاء قيم الحرية وحقوق الإنسان وكرامته.
وإذا كانت هذه المعاني قد أصبحت الآن بديهيات ومسلمات بالنسبة إلى الكثير من المفكرين الإسلاميين والحركات الإسلامية، إلا أنها كانت يوم طرحوها الإسلاميين في تونس بمثل ذلك الوضوح والقوة خروجا عن المألوف، وتجديدا في الفكر السياسي الإسلامي.
وقد توقف عنده الكثيرون وأيديهم على قلوبهم، خوفا من أن يكون الطرح قد ذهب بعيدا حين أقر بحق تشكيل الأحزاب الأخرى، بما في ذلك الحزب الشيوعي، ووضع قاعدة الإحتكام لخيار الشعب طريقا لشرعية الوصول إلى الحكم.
كما أسهم الإسلاميون في تونس إسهاما رائدا، من خلال أدبياتهم المختلفة، وممارساتهم في المجالات المتعلقة بالقضايا الكبرى التي تشغل الأمة، خاصة كتابات رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، في قضية فلسطين والصراع ضد الصهيونية، أو مثل قضايا المرأة، والديموقراطية، وحرية الرأي، وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية، والوحدة المغاربية والعربية والإسلامية، أو مثل قضايا الحوار الإسلامي القومي، وما أسفر عنه من تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي، وقبله المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي، أو مثل قضايا الحوار الإسلامي المسيحي والإسلامي الغربي. فتجاوز الإسلاميون حدود تونس، مما أثرى تأثيرا إيجابيا بالغا في فكر الحركات الإسلامية والقومية العربية، كما في مجمل نهضة الأمة على مستوى عام.
ولهذا حظي الإسلاميون وخاصة أبناء حركة النهضة ورئيسها على مكانة خاصة من الإحترام والحب، من قبل المثقفين والنخب على مستوى عربي وعالمي، كما لا يجب أن ننسى أن الإسلاميين ساهموا في الثورة في تونس بشكل كبير، بل هم الذين أوصلوها لدرجة النضج بتضحياتهم..

عايد راشد احمد
21-06-2012, 02:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاضل

موضوع يستحق القراءة والنقاش

بالنسبة للتوجه الاسلامي في الحركات الموجودة علي الارض قيما يسمي ببلدان الربيع العربي عو هملية نسبيه تختلف من قطر للاخر

وايضا النظرة لها يختلف من شخص لشخص ومن فصيل لفصيل

اغلب مجتماعتنا مجتمعات مسلمة وكثيرا منهما يخاف الله ويتقيه دون ان ينضم تحت لواء فصيل بعينه

مجموعات الاسلام السياسي في وجهة نظري ليست عي اقوي تدينا من كثيرين لا دخل لهم بالفصائل

وانا حسب رؤيتي المحدودة لا اقر ان هدا فصيل اسلامي وذاك غير اسلامي لاننا كلنا مسلمون وكلا منا عنده غيرة علي دينه وارضه وعرضه

والتقوع تحت مسميات تحمل اسماء اسلامية لن يفيد قضية الاسلام بل ينفر منها لانه ان كان هدا اعوان مسلمون وذاك يقيم كل الفروض ويعمل كل الواجبات وبينه وبين

الله ما لايعرفه الا المولي عز وجل-- فمن سنفضل منهم

انا اري ان علي الفصائل ذات التوجه الاسلام السياسي ان تحاول ان تمتزج وتنصهر من المجتمع وتؤثر فيه ليتفاعل معها

اما ما نراه اليوم فهو امر منفر ولا يفيد الاسلام والمسلمين لا الاسلامين في شئ

فعندما نقول هدا اخوان مسلمين فمن سيكون انا وانت وهدا وذاك -- لا يحق لاي من كان ان يحتكر الدين له او لمجموعته فالدين دين الله لعباد الله كافة

لا اعارض في اقامة الحدود بعد توفير العدل والامان ولا اظن ان المسيحي سيعارض اقامة الحدود طالما لم تمس عقيدته

لن يختلف اثنان علي ان السارق تقطع يده والقاتل يقتل والزاني يجلد او يرجم - لكن المهم هو اقامة العدل اولا وخلاف ذلك فكلها عندي جماعات تلهث خلف كرسي الحكم

وكل شعاراتها هذه تغطية ومبررات ليس اكتر ولا اقل

اتمني من كل قلبي ان اجد الاسلاميين الحقيقين الذين يبغون الخدمة لوجه الله جل جلاله لا للوصول للكرسي من اجل الكرسي

شكرا مسبقا لتحملك لي

وتقبل مروري وتحيتي

عبد الرحيم بيوم
21-06-2012, 05:28 PM
اوافقك اخي عايد
فالتقوقع لن ياتي بنتيجة بل يجب الاندماج والتفاعل مع المجتمع ومع قضاياه
لكني اردت توضيح أمر، وهو ان نسبة الحركة للاسلام نسبة لا ارى إشكالا فيها
فهي حركات إصلاحية تتخذ من الاسلام معينها لاحياء مسيرة الاصلاح كما يتخذ غيرها مصادر اخرى مخالفة لمصادره
فلا إشكال ولا يرد هنا قولك كلنا مسلمون لان المسلمين ليسوا كلهم حركات
فالناس صنفان: داع ومدعو، حركة لها برنامج تسير عليه ومدعوون ومجال تتحرك خلاله وتستهدفه ببرنامجها
وهنا اريد ايضا ان اوضح بان كلمة الانصهار تعني التخلي عن منهج اي حركة ولن تصير حركة عند الانصهار
فالاصل في الحركة التاثير لا ان تتاثر الاصل فيها ان تغير لا ان تتغير
الاصل ان يكون لها ثوابت واصول تسير على ضوءها
لانها اذا انتمت للاسلام فتلك هي صفة الاسلام

فتحية لك اخي عايد
وتحياتي للكريم اخي فتحي حفظه المولى

ربيحة الرفاعي
18-07-2012, 02:01 PM
أؤيد الأستاذ عايد راشد فيما ذهب إليه من اختلاف النظرة والتقييم للحركات ذات التوجه الإسلامي في ميادين التحرك التحرري العربي، وأتساءل بالمقابل حول ما ذكر من تنفير يؤدي له العمل في إطار تنظيمات تحمل مسميات إسلامية التوجه، فلست أجد خطأ في نسبة حركة إسلامية التوجه للإسلام، وكل حركة أو تنظيم في الأرض منسوب لتوجهه
نحن ننسب للاشتراكية والديمقراطية واليسار واليمين والشيوعية ورأس المال والملكية والجمهورية وغيرها، فلماذا تصير النسبة منفرة حين تكون للإسلام، كأنما هو تهمة نتهرب منها؟

وأظنني أكتفي بما ذكر الأستاذ عبد الرحيم صابر في تعقيبة فقد كفى ووفى

شكرا لصاحب الموضوع
وللمداخلين الكرام لم\داخلاتهم المفيدة

تحاياي