سعاد محمود الامين
06-06-2012, 03:58 AM
حُوار طَرشان
(ثقافة منزلية)
إنتزعت الُلعْبة من يد ابنها وحَطمتها وقذفتها من النافذة. ذهل الطفل وصرخ باكيًا: لماذا حطمتى لُعبتى ياأمى أنا أُحبها أهداها لى أبى فى يوم عيد ميلادى.
فقالت له زاجرة: ألم أُحذرك من اللُعب التى تُصنع فى الغرب وعليها النجمة الخم..
قاطعها صارخًا: الغَرب ... الغرب..وماهو الغرب؟
ــ اللُعب الى تُصَنع فى امريكا واوروبا واسرائيل
ــ لماذا...؟
ــ لانهم يكرهوننا ويدمروننا
ــ لماذا؟
ــ لاننا على غير دِينهم
ــ دِينهم ... ماهو دينهم !
صمتت .............
لماذا أهداها لى أبى؟
ــ مشغول.
ـــ بماذا؟
نفد صبر الأم وهى تريد مواصلة التصفح على النت فصرخت فى وجهه: كَفى لا أريد مزيدًا من الأسئلة..
صَمت فترًة مُحدقا فى أمهِ وهى تتفاعل وتتضحك مع غرفة الدردشة، وقف أمامها وضغط زَرّ الإغلاق قائلا: هل صنع هذا أبى ؟ ودفع بجهاز الكمبيوتر فسقطت على الأرض. فولّى الطِفْلُ هاربًا ووقفت الأم مَشْدُوهةً .....
هُو أبى
(ثقافة منزلية)
المُعلم يَشرحُ للأطْفال الدَرس وهم صامتون كأن على رؤسهِم الطَيّر...
ـ الشيطان لعنة الله عليه يَوسْوِس للبَشر بإرتكاب المعاصى ونحن لانراه، وقد امرنا الله بالإسْتعاذة منه وتحصين أنفسنا بتلاوة القرآن و....
قاطعه تِلميذ كثير الأسئلة: نَحن لم نره ولانعرف شَكله كيف يبدو لنا..
همس هيثم التلميذ الذى يجلس أمامه: أنا رأيته سوف أصِفُه لك.
ذُهل المُعلِّم وسأل التِلميذ مُستفسرًا: متى رأيته؟
ــ أنه يَسْكن معنا فى المَنزلِ
سَرت هَمهَمة، وذُعر بين التلاميذ فى الصف، واسْترسل المُعلم يسْأل هيثم: هل منزلكم مَسْكون بالشياطيين؟كيف عرفت الشَيّطان؟!
ــ هوأبى ..أمى.. تقول أبى هو الشَيّطان وتناديه..و..
صاح المُعِلم ضَجِرًا وأمره بالسْكُوت. وضَجّ التلاميذ بالضَحك وتَبدد الخُوْف ــ مادام الشيطان أبوهيثم ــ وتبخر الدرس من عقول التلاميذ وذهب ادراج الرياح ووقف المُعلم حائراً..؟
خَوْف
طرقات متقطعة على الباب الخارجى. أزاح ستائر النافذة وأطل مُستجليًا الأمر من يأتى فى هذا الوقت المتأخر من الليل؟لم يرى أحداً . مزلاج الباب يتحرك من الداخل فى محاولة لدفعة ليُفتح، جلس على الأريكة وقد بلغ به الخوف مبلغا جعله يدفع بالمنضدة الحديديه نحو الباب، رآها هى الأخرى تهتز منتفضة، نهض مسرعًا ودفع بالأرائك والطاولات نحو الباب حتى أُغلق المدخل تمامًا. وجلس ينتظر مترقبًا أن تصمت الطرقات فزدادت واصبحت منتظمه داخل عقله. صاح بأعلى صوته هل هناك أحد؟ أجابته الرياح بصفيرها فقد كانت ليلة شتوية باردة، لم يذق فيها طعم النوم والخوف والقلق يسيطران عليه. اندفع الباب مُنفتحًا وسقطت كل المتاريس التى أغلق بها المدخل. فصرخ مُستنجدًا: الحقوووووونى.. لقد جاءوا.. ليأخذونى الى بيوت الأشباح(امن الدولة).
يدٌ حانية ربتت على كتفه لتوقظه من كابوسه قائلة:لقد أرّقُوا مَضْجِعك الله ينتقم منهم...
نظر الى أمه مليّا، وهو يتصبب عرقًا، وأنفاسه تعلو وتهبط. نظر حوله وابتسم.
(ثقافة منزلية)
إنتزعت الُلعْبة من يد ابنها وحَطمتها وقذفتها من النافذة. ذهل الطفل وصرخ باكيًا: لماذا حطمتى لُعبتى ياأمى أنا أُحبها أهداها لى أبى فى يوم عيد ميلادى.
فقالت له زاجرة: ألم أُحذرك من اللُعب التى تُصنع فى الغرب وعليها النجمة الخم..
قاطعها صارخًا: الغَرب ... الغرب..وماهو الغرب؟
ــ اللُعب الى تُصَنع فى امريكا واوروبا واسرائيل
ــ لماذا...؟
ــ لانهم يكرهوننا ويدمروننا
ــ لماذا؟
ــ لاننا على غير دِينهم
ــ دِينهم ... ماهو دينهم !
صمتت .............
لماذا أهداها لى أبى؟
ــ مشغول.
ـــ بماذا؟
نفد صبر الأم وهى تريد مواصلة التصفح على النت فصرخت فى وجهه: كَفى لا أريد مزيدًا من الأسئلة..
صَمت فترًة مُحدقا فى أمهِ وهى تتفاعل وتتضحك مع غرفة الدردشة، وقف أمامها وضغط زَرّ الإغلاق قائلا: هل صنع هذا أبى ؟ ودفع بجهاز الكمبيوتر فسقطت على الأرض. فولّى الطِفْلُ هاربًا ووقفت الأم مَشْدُوهةً .....
هُو أبى
(ثقافة منزلية)
المُعلم يَشرحُ للأطْفال الدَرس وهم صامتون كأن على رؤسهِم الطَيّر...
ـ الشيطان لعنة الله عليه يَوسْوِس للبَشر بإرتكاب المعاصى ونحن لانراه، وقد امرنا الله بالإسْتعاذة منه وتحصين أنفسنا بتلاوة القرآن و....
قاطعه تِلميذ كثير الأسئلة: نَحن لم نره ولانعرف شَكله كيف يبدو لنا..
همس هيثم التلميذ الذى يجلس أمامه: أنا رأيته سوف أصِفُه لك.
ذُهل المُعلِّم وسأل التِلميذ مُستفسرًا: متى رأيته؟
ــ أنه يَسْكن معنا فى المَنزلِ
سَرت هَمهَمة، وذُعر بين التلاميذ فى الصف، واسْترسل المُعلم يسْأل هيثم: هل منزلكم مَسْكون بالشياطيين؟كيف عرفت الشَيّطان؟!
ــ هوأبى ..أمى.. تقول أبى هو الشَيّطان وتناديه..و..
صاح المُعِلم ضَجِرًا وأمره بالسْكُوت. وضَجّ التلاميذ بالضَحك وتَبدد الخُوْف ــ مادام الشيطان أبوهيثم ــ وتبخر الدرس من عقول التلاميذ وذهب ادراج الرياح ووقف المُعلم حائراً..؟
خَوْف
طرقات متقطعة على الباب الخارجى. أزاح ستائر النافذة وأطل مُستجليًا الأمر من يأتى فى هذا الوقت المتأخر من الليل؟لم يرى أحداً . مزلاج الباب يتحرك من الداخل فى محاولة لدفعة ليُفتح، جلس على الأريكة وقد بلغ به الخوف مبلغا جعله يدفع بالمنضدة الحديديه نحو الباب، رآها هى الأخرى تهتز منتفضة، نهض مسرعًا ودفع بالأرائك والطاولات نحو الباب حتى أُغلق المدخل تمامًا. وجلس ينتظر مترقبًا أن تصمت الطرقات فزدادت واصبحت منتظمه داخل عقله. صاح بأعلى صوته هل هناك أحد؟ أجابته الرياح بصفيرها فقد كانت ليلة شتوية باردة، لم يذق فيها طعم النوم والخوف والقلق يسيطران عليه. اندفع الباب مُنفتحًا وسقطت كل المتاريس التى أغلق بها المدخل. فصرخ مُستنجدًا: الحقوووووونى.. لقد جاءوا.. ليأخذونى الى بيوت الأشباح(امن الدولة).
يدٌ حانية ربتت على كتفه لتوقظه من كابوسه قائلة:لقد أرّقُوا مَضْجِعك الله ينتقم منهم...
نظر الى أمه مليّا، وهو يتصبب عرقًا، وأنفاسه تعلو وتهبط. نظر حوله وابتسم.