المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين أبي



نداء غريب صبري
06-06-2012, 06:42 PM
هذه محاولتي الأولى في القصة
أتمنى أن تعجبكم


أنشأه على الشهامة والإباء والانتصار للحق
علمه أن يواجه بقوة ووضوح وثقة كل اعتداء
أوصاه أن لا يترك لوغد أن ينتقص منه أو يهينه
ويوم أقام بعض البرابرة خيمتهم قرب بيته، زارعين على سوره أوتادها، وملقين داخل السور أثقالا مربوطة لسقفها بحبال ثخينة ترفعه، ساء الفتى هذا التعدي على حرمة بيته بدون حتى استئذان، ومضى إلى خيمتهم معترضا مبينا لهم خطأ ما فعلوا ومطالبا بحق أهل البيت بمراعاة حرمته، فنهروه واستهانوا به فغضب وثار، وذهب للأب المتشاغل دائما بما يراه هو عاديا غير جدير بانشغاله ذاك، ولم يجد عنده ما انتظر من غضبة لحقة وانتصار لكرامته، فسار لغرفته حاني الرأس محزونا، لكن تلك الأثقال المربوطة بالحبال الثخينة أطلت من وراء النافذة تتحداه بشكلها البشع داخل أسوار بيتهم يشوّه الحديقة التي كان يظنها الأجمل والأنظف.
ولم يطق الفتى صبرا على هوان عافته نفسه، فمضى بخطى وئيدة تحت ضوء القمر لتلك الأثقال يلقي بها خارج السور، وينتزع عنه الأوتاد المغروسة فيه، وعلا زعيق سكان الخيمة وتهديداتهم، وبسرعة البرق انفتح باب الحديقة ليدخل منه ثلاثة من الشباب مزمجرين في ذات اللحظة التي انفتح بها باب بيتهم ليخرج أبوه مسرعا يحتضنه ويحاول إخفاء رأسه في صدرة بينما يتملق الغزاة معتذرا لهم عن غلطة الفتى إذ لم يفهم وصايا أبيه، ويرجوهم أن يتفهموا ويعذروا.
رفع رأسه بقوة يبعدها عن صدر أبيه الذي بات له مرعبا، وأخذ يحدق في عينيه ويتأمل وجهه، وبوجل سحب نفسه من بين يديه وانطلق عبر البوابة التي تركوها مفتوحة يسابق الريح التي حملت سؤاله المفجوع: أنت منهم ، فأين ابي؟

عمر الحجار
06-06-2012, 07:51 PM
الاخت نداء


نعم ان حالة الخنوع هي جزء من مجمل مشكلاتنا واوجاعنا ، تسليمنا بالاشياء وان هناك من هو قادر من غير مساعدتنا على حلها هو الطامة الكبرى


سيدتي لست ناقدا انما انا قارئ

آمال المصري
06-06-2012, 07:54 PM
شعور بالفقد والغربة جاء مصاحبا لانهيار المثل الأعلى جعله يتساءل : أين أبي ؟
كيف يتجاهل ماعلمنيه وترك البرابرة يسيطرون على الأرض ؟
إن كانت تجربتك الأولى مع القصة شاعرتنا الرائعة فهنيئا لك قاصة مبدعة
وأخذ يحدق
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
06-06-2012, 08:36 PM
الاخت نداء


نعم ان حالة الخنوع هي جزء من مجمل مشكلاتنا واوجاعنا ، تسليمنا بالاشياء وان هناك من هو قادر من غير مساعدتنا على حلها هو الطامة الكبرى


سيدتي لست ناقدا انما انا قارئ

نعم أخي
حالة الخنوع
وقادة يخذلوننا دائما ربما جبنا وربما تواطئا مع الخصوم
لم نعد نعرف الحقيقة

لكننا نستطيع أن نثور عليهم ونتحرر منهم لنستعيد كراماتنا
وكما ثارت شعوبنا لتتحرر من سلطة قادة بغاة متخاذلين وتعيش بكرامة
فقد هرب الفتى ليتحرر من سلطان أب متخاذل ويعيش بكرامة

مرورك أثرى قصتي

شكرا لك أخي
بوركت

نداء غريب صبري
06-06-2012, 08:38 PM
شعور بالفقد والغربة جاء مصاحبا لانهيار المثل الأعلى جعله يتساءل : أين أبي ؟
كيف يتجاهل ماعلمنيه وترك البرابرة يسيطرون على الأرض ؟
إن كانت تجربتك الأولى مع القصة شاعرتنا الرائعة فهنيئا لك قاصة مبدعة
وأخذ يحدق
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

أنت قارئة رائعة أختي
وأنا معجبة جدا بفهمك الصحيح دائما لما تقرأيين والذي نلاحظة من قراءتنا لردودك

شكرا لملاحظتك

تم التعديل

بوركت

بهجت عبدالغني
06-06-2012, 09:24 PM
أول الغيث ينبؤ عن خير كثير ..

وبين بداية القصة ونهايتها فاصلة تصقل النفوس وتزكيها ..
وعندما تنفصل النظرية عن التطبيق ، تُفقد الثقة ..
أين أبي ؟
سؤال مشروع ..

الاخت الكريمة نداء
أعجبتني القصة
والى مزيد من الابداع ..


تحياتي ..

أحمد عيسى
06-06-2012, 09:45 PM
تجربة أولى غنية بالابداع

ولا شك أن الثانية والثالثة ستكون متألقة أكثر وأكثر

سرد جميل ورمزية أجمل

تقديري أ نداء

عصام ميره
06-06-2012, 10:30 PM
أختنا .. نداء
كلنا كنا منهم ..
ولكن الأبناء أفاقونا من سباتنا ..
وكما استطعنا كسر حاجز الخوف من كل حاكم جبار ..
بإذن الله قادرون على التخلص من رواسب سلبيتنا وجُبننا وتردّدنا ..
نصرَ الله المظلوم في كل مكان وأيّده وثبته ..
تحيتي لك ..

هائل سعيد الصرمي
06-06-2012, 10:42 PM
هذه القصة تنم عن أديبة متمرسة في ميدان القصة من زمن بعيد إنها قمة في الإبداع والإدهاش
تعالج موضوعا نحن بأمس الحاجة إليه خصوصا في هذه الأيام
ينزف جرحنا في كل مكان ونحن نصانع الأعداء والأصدقاء ونجاملهم
يكفي مهادنه
لا عدل إلا إن تعادلة القوى ويكافح الإرهاب بالإرهاب

أشكرك من كل قلبي أختي الكريمة نداء غريب
وأتمنى لك التوفيق الدائم
دمت بألق

كاملة بدارنه
06-06-2012, 10:43 PM
أنت منهم ، فأين ابي؟
سؤال ذو أبعاد ... أين عروبتي ؟ أين وطني؟ أين؟...
وشعور ليس سهلا على من رضع الكرامة
قصّة رائعة المعنى والمغزى
بوركت أخت نداء وبورك الإبداع
تقديري وتحيّتي

محمد النعمة بيروك
06-06-2012, 11:23 PM
إنها بداية الاستيطان: خيمة.. ثم طوب.. ثم حجر.. ثم هدم البيت الأصلي، كما يفعلون الآن في القدس.. لكن الأب لم يفهم الرسالة، وأراد الانحناء للعاصفة حتى تمر، ولكن: هل ستمر؟!

كأنها ليس قصتك الأولى أختي نداء، فهي جميلة ومُعبِّرة، صحيح أنها لم تحمل المفارقة المطلوبة في القفلة، لكنها ذات رسالة، وعرفتِ من خلالها كيف تلخصين قضيتنا مع الإحتلال بكل أشكاله..

بقليل من الانتياه إلى الهنات اللوحية التي خلطتْ أحيانا بين الهاء والتاء المربوطة، سيكتمل الجمال..

تحياتي.

صادق البدراني
06-06-2012, 11:24 PM
اتوقف عند رُقِيّ الفكرة والموضوع وسموّ التجسيد والتصوير
لأجد نفسي بلا أرادة مني اعود فأقرأه مرة اخرى
ولكن
بدون المقدمة .: هذه محاولتي الاولى في القصة
....
سرد يمتلك عنصري التشويق والتأمّل
جميلة هذه المعاني والمثل والمبادئ العليا التي نثرتِ عنها التراب في قصتك هذه
.....
دمتِ متألقةً كما تعودناكِ
تقبّلي مروري

نداء غريب صبري
07-06-2012, 11:23 PM
أول الغيث ينبؤ عن خير كثير ..

وبين بداية القصة ونهايتها فاصلة تصقل النفوس وتزكيها ..
وعندما تنفصل النظرية عن التطبيق ، تُفقد الثقة ..
أين أبي ؟
سؤال مشروع ..

الاخت الكريمة نداء
أعجبتني القصة
والى مزيد من الابداع ..


تحياتي ..




شكرا لك أخي الأديب والمفكر الكبير بهجت الرشيد لمرورك ولردك

رايك أسعدني

بوركت

وليد عارف الرشيد
08-06-2012, 05:29 AM
كان سيقولها ولدي لي بالأمس لولا أن تداركت خنوع الماضيات وفتحت له الطريق ليصرخ في وجه الاستبداد عندما استبقته بالرد .. وأرجو ألا أكون قد تأخرت كثيرا
رائعة مبشرة بدايتك القصصية أيتها الأخت الشاعرة المبدعة
أجدت فكرًا وسردًا وخاتمةً وايصالا
مودتي وكثير تقديري

ربيع بن المدني السملالي
08-06-2012, 07:00 PM
جميلة وذكية ورائعة ، لله درّك شاعرتنا نداء ، أحسنتِ أحسن اللهُ إليكِ

دمتِ مُشرقة في سماء الواحة

تحاياي وخالص الودّ

نداء غريب صبري
09-06-2012, 01:53 AM
تجربة أولى غنية بالابداع

ولا شك أن الثانية والثالثة ستكون متألقة أكثر وأكثر

سرد جميل ورمزية أجمل

تقديري أ نداء

شكرا لك أخي القاص أحمد عيسى

بوركت

نداء غريب صبري
10-06-2012, 11:27 AM
أختنا .. نداء
كلنا كنا منهم ..
ولكن الأبناء أفاقونا من سباتنا ..
وكما استطعنا كسر حاجز الخوف من كل حاكم جبار ..
بإذن الله قادرون على التخلص من رواسب سلبيتنا وجُبننا وتردّدنا ..
نصرَ الله المظلوم في كل مكان وأيّده وثبته ..
تحيتي لك ..

شكرا لك اخي عصام
نسأل الله أن يخلصنا من رواسب سلبيتنا وجبننا وترددنا

بارك الله بك اخي

نداء غريب صبري
11-06-2012, 01:36 AM
هذه القصة تنم عن أديبة متمرسة في ميدان القصة من زمن بعيد إنها قمة في الإبداع والإدهاش
تعالج موضوعا نحن بأمس الحاجة إليه خصوصا في هذه الأيام
ينزف جرحنا في كل مكان ونحن نصانع الأعداء والأصدقاء ونجاملهم
يكفي مهادنه
لا عدل إلا إن تعادلة القوى ويكافح الإرهاب بالإرهاب

أشكرك من كل قلبي أختي الكريمة نداء غريب
وأتمنى لك التوفيق الدائم
دمت بألق

نعم أخي
يكفي مهادنة، صار علينا أن ننزع أنياب مستعمرنا من أجسادنا
مهما كان هذا مؤلما

شكرا لك اخي

بوركت

مصطفى حمزة
11-06-2012, 07:29 AM
هذه محاولتي الأولى في القصة
أتمنى أن تعجبكم


أنشأه على الشهامة والإباء والانتصار للحق
علمه أن يواجه بقوة ووضوح وثقة كل اعتداء
أوصاه أن لا يترك لوغد أن ينتقص منه أو يهينه
ويوم أقام بعض البرابرة خيمتهم قرب بيته، زارعين على سوره أوتادها، وملقين داخل السور أثقالا مربوطة لسقفها بحبال ثخينة ترفعه، ساء الفتى هذا التعدي على حرمة بيته بدون حتى استئذان، ومضى إلى خيمتهم معترضا مبينا لهم خطأ ما فعلوا ومطالبا بحق أهل البيت بمراعاة حرمته، فنهروه واستهانوا به فغضب وثار، وذهب للأب المتشاغل دائما بما يراه هو عاديا غير جدير بانشغاله ذاك، ولم يجد عنده ما انتظر من غضبة لحقة وانتصار لكرامته، فسار لغرفته حاني الرأس محزونا، لكن تلك الأثقال المربوطة بالحبال الثخينة أطلت من وراء النافذة تتحداه بشكلها البشع داخل أسوار بيتهم يشوّه الحديقة التي كان يظنها الأجمل والأنظف.
ولم يطق الفتى صبرا على هوان عافته نفسه، فمضى بخطى وئيدة تحت ضوء القمر لتلك الأثقال يلقي بها خارج السور، وينتزع عنه الأوتاد المغروسة فيه، وعلا زعيق سكان الخيمة وتهديداتهم، وبسرعة البرق انفتح باب الحديقة ليدخل منه ثلاثة من الشباب مزمجرين في ذات اللحظة التي انفتح بها باب بيتهم ليخرج أبوه مسرعا يحتضنه ويحاول إخفاء رأسه في صدرة بينما يتملق الغزاة معتذرا لهم عن غلطة الفتى إذ لم يفهم وصايا أبيه، ويرجوهم أن يتفهموا ويعذروا.
رفع رأسه بقوة يبعدها عن صدر أبيه الذي بات له مرعبا، وأخذ يحدق في عينيه ويتأمل وجهه، وبوجل سحب نفسه من بين يديه وانطلق عبر البوابة التي تركوها مفتوحة يسابق الريح التي حملت سؤاله المفجوع: أنت منهم ، فأين ابي؟
----
أختي الفاضلة الأديبة نداء
أسعد الله أوقاتك
قصّة قصيرة هادفة ، وناضجة من حيثُ الفكرة الإنسانيّة العميقة ..التربية بالقدوة ، ومن حيث الشكل الفني : فهناك سردٌ سلس متصاعد ، وهناك حوار بسؤال استنكاري صنع الخاتمة القويّة المؤثرة المثيرة ، وهناك الوصف . ولكن السرد كان سيّد الأسلوب . والنزعة الدرامية واضحة بالتشويق ، وبالصراع الخارجي ، وباندهاش الابن من موقف أبيه ..
لا أشك أننا سنقرأ قريباً لأديبتنا المميزة نداء قصصاً قصيرة من الطراز الأول
أوصاه أن لا يترك = أوصاه ألاّ يترك ( إن جاء بعد أن ولا فعل يُرسمان بكلمة واحدة ألاّ ، وإن جاء بعدهما جملة اسمية فصلتا : أشهد أن لا إله إلا الله .. )
تحياتي وتقديري

نداء غريب صبري
12-06-2012, 03:52 AM
سؤال ذو أبعاد ... أين عروبتي ؟ أين وطني؟ أين؟...
وشعور ليس سهلا على من رضع الكرامة
قصّة رائعة المعنى والمغزى
بوركت أخت نداء وبورك الإبداع
تقديري وتحيّتي

أستاذتي الكبيرة كاملة بدارنة
أشرقت القصة بردك وقراءتك الرائعة لها

شكرا لك

بوركت

نداء غريب صبري
16-06-2012, 04:58 AM
إنها بداية الاستيطان: خيمة.. ثم طوب.. ثم حجر.. ثم هدم البيت الأصلي، كما يفعلون الآن في القدس.. لكن الأب لم يفهم الرسالة، وأراد الانحناء للعاصفة حتى تمر، ولكن: هل ستمر؟!

كأنها ليس قصتك الأولى أختي نداء، فهي جميلة ومُعبِّرة، صحيح أنها لم تحمل المفارقة المطلوبة في القفلة، لكنها ذات رسالة، وعرفتِ من خلالها كيف تلخصين قضيتنا مع الإحتلال بكل أشكاله..

بقليل من الانتياه إلى الهنات اللوحية التي خلطتْ أحيانا بين الهاء والتاء المربوطة، سيكتمل الجمال..

تحياتي.

نعم أخي الأديب الكبير محمد النعمة بيروك
إنها بداية الاستيطان
فلماذا ينحني الأب للعاصفة ويتخيل انها ستمر بسلام!

شكرا لقراءتك المتمعنة

بوركت

عبد الله راتب نفاخ
17-06-2012, 12:07 PM
ما أروعها
ما أصدقها
ما أشد واقعية فكرتها
فكرة تراودني منذ زمن لكنني صدقاً لم أفكر يوماً أن أكتب فيها
بورك هذا القلم المبدع أستاذتي
لكن لعل غلبة الفكرة أضعف الحبكة و الأسلوب قليلاً أستاذتي
سلمكم الله و بارك بكم
دمتم كما أنتم

ربيحة الرفاعي
19-06-2012, 03:36 AM
ليس مستغربا من أديبة كالشاعرة الكبيرة نداء غريب صبري
أن تكون قصتها الأولى بهذا الجمال
تقدمة موفقة هيئتنا لحدث مختلف ، لتكون المباغتة بموقف الأب قبل القفلة عنيفة وقاسية، تشبه الواقع
وتنتقل بنا لبداية جديدة وانطلاقة ثورية صارخة تتحدى الهوان وأطرافه

وجاءت القفلة حزينة موجعة وصادقة تستمد من واقعنا العربي حروفها في صرخة الفتى " أنت منهم"
لكنها لم تأت مباغتة ولم تحقق المفارقة المطلوبة في القصة القصيرة جدا

أبدعت شاعرتنا الجميلة

تحاياي

ماهر يونس
19-06-2012, 03:37 AM
هذه محاولتي الأولى في القصة
أتمنى أن تعجبكم


أنشأه على الشهامة والإباء والانتصار للحق
علمه أن يواجه بقوة ووضوح وثقة كل اعتداء
أوصاه أن لا يترك لوغد أن ينتقص منه أو يهينه
ويوم أقام بعض البرابرة خيمتهم قرب بيته، زارعين على سوره أوتادها، وملقين داخل السور أثقالا مربوطة لسقفها بحبال ثخينة ترفعه، ساء الفتى هذا التعدي على حرمة بيته بدون حتى استئذان، ومضى إلى خيمتهم معترضا مبينا لهم خطأ ما فعلوا ومطالبا بحق أهل البيت بمراعاة حرمته، فنهروه واستهانوا به فغضب وثار، وذهب للأب المتشاغل دائما بما يراه هو عاديا غير جدير بانشغاله ذاك، ولم يجد عنده ما انتظر من غضبة لحقة وانتصار لكرامته، فسار لغرفته حاني الرأس محزونا، لكن تلك الأثقال المربوطة بالحبال الثخينة أطلت من وراء النافذة تتحداه بشكلها البشع داخل أسوار بيتهم يشوّه الحديقة التي كان يظنها الأجمل والأنظف.
ولم يطق الفتى صبرا على هوان عافته نفسه، فمضى بخطى وئيدة تحت ضوء القمر لتلك الأثقال يلقي بها خارج السور، وينتزع عنه الأوتاد المغروسة فيه، وعلا زعيق سكان الخيمة وتهديداتهم، وبسرعة البرق انفتح باب الحديقة ليدخل منه ثلاثة من الشباب مزمجرين في ذات اللحظة التي انفتح بها باب بيتهم ليخرج أبوه مسرعا يحتضنه ويحاول إخفاء رأسه في صدرة بينما يتملق الغزاة معتذرا لهم عن غلطة الفتى إذ لم يفهم وصايا أبيه، ويرجوهم أن يتفهموا ويعذروا.
رفع رأسه بقوة يبعدها عن صدر أبيه الذي بات له مرعبا، وأخذ يحدق في عينيه ويتأمل وجهه، وبوجل سحب نفسه من بين يديه وانطلق عبر البوابة التي تركوها مفتوحة يسابق الريح التي حملت سؤاله المفجوع: أنت منهم ، فأين ابي؟

الله يا النداء! وتقولين محاولتك الأولى! أعاننا الله على جمال وروعة الآتي إذن!
سامقة أخيتي وثابته الحضور النقي كنجمة القطب

نداء غريب صبري
11-07-2012, 01:08 PM
اتوقف عند رُقِيّ الفكرة والموضوع وسموّ التجسيد والتصوير
لأجد نفسي بلا أرادة مني اعود فأقرأه مرة اخرى
ولكن
بدون المقدمة .: هذه محاولتي الاولى في القصة
....
سرد يمتلك عنصري التشويق والتأمّل
جميلة هذه المعاني والمثل والمبادئ العليا التي نثرتِ عنها التراب في قصتك هذه
.....
دمتِ متألقةً كما تعودناكِ
تقبّلي مروري

هذا التقييم الرفيع من أديب كبير كأستاذنا صادق البدراني شهادة ساأتخر بها دائما
شكرا لقراءتك قصتي
وشكرا لراأك الرائع أخي الكريم

بوركت

ريمة الخاني
11-07-2012, 02:24 PM
إن كانت القصة الأولى فأنت اديبة كبيرة قادمة إلينا بقوة فلننتظر المزيد ثم المزيد.
تحيتي وتقديري.

نداء غريب صبري
01-10-2012, 10:39 AM
كان سيقولها ولدي لي بالأمس لولا أن تداركت خنوع الماضيات وفتحت له الطريق ليصرخ في وجه الاستبداد عندما استبقته بالرد .. وأرجو ألا أكون قد تأخرت كثيرا
رائعة مبشرة بدايتك القصصية أيتها الأخت الشاعرة المبدعة
أجدت فكرًا وسردًا وخاتمةً وايصالا
مودتي وكثير تقديري

الحمد لله انك تداركت خنوع الماضيات واستبقته بالرد
فإن أقسى المصائب على الولد والد خانع ، وكل المبررات لا تغسل نزيفه بخنوع والده

شكرا لك أخي ولمرورك الجميل

بوركت

نداء غريب صبري
14-10-2012, 04:06 PM
جميلة وذكية ورائعة ، لله درّك شاعرتنا نداء ، أحسنتِ أحسن اللهُ إليكِ

دمتِ مُشرقة في سماء الواحة

تحاياي وخالص الودّ

شكرا أخي الكريم ربيع
رأيك هذا أسعدني

شكرا الله لك وأسعدك

بوركت

نداء غريب صبري
22-10-2012, 12:21 PM
----
أختي الفاضلة الأديبة نداء
أسعد الله أوقاتك
قصّة قصيرة هادفة ، وناضجة من حيثُ الفكرة الإنسانيّة العميقة ..التربية بالقدوة ، ومن حيث الشكل الفني : فهناك سردٌ سلس متصاعد ، وهناك حوار بسؤال استنكاري صنع الخاتمة القويّة المؤثرة المثيرة ، وهناك الوصف . ولكن السرد كان سيّد الأسلوب . والنزعة الدرامية واضحة بالتشويق ، وبالصراع الخارجي ، وباندهاش الابن من موقف أبيه ..
لا أشك أننا سنقرأ قريباً لأديبتنا المميزة نداء قصصاً قصيرة من الطراز الأول
أوصاه أن لا يترك = أوصاه ألاّ يترك ( إن جاء بعد أن ولا فعل يُرسمان بكلمة واحدة ألاّ ، وإن جاء بعدهما جملة اسمية فصلتا : أشهد أن لا إله إلا الله .. )
تحياتي وتقديري

شكرا أخي أبا الشهيد عقبة
مرورك كريم ورأيك جعلني أسعد بقصتي وربما اتجرا فأكتب غيرها
وشكرا للمعلومة الهامة

بوركت

نزار ب. الزين
23-10-2012, 03:02 AM
أختي الفاضلة نداء
كثيرا ما يغرس الآباء في نفوس أبنائهم ،
قيما لا يتمتعون بها ، و هذا ما أثبته الأب ،
فعندما شعر بأن الآخرين أقوى منه ،
دب في قلبه الخوف و الخنوع ،
مما جعل الإبن يتفاجأ و ينصدم من سلوك أبيه ؛
و الجميل في النص أنه قابل للتأويل ،
و ينسحب على أحوال بني يعرب تجاه أعدائهم !.
***
أختي الكريمة
قدمت نصا ناجحا فكرة و أسلوبا ،
و لقد بدأت بداية رائعة ،
تبشر بالكثير ، أهنئك ....
نزار

نداء غريب صبري
29-10-2012, 12:36 AM
ما أروعها
ما أصدقها
ما أشد واقعية فكرتها
فكرة تراودني منذ زمن لكنني صدقاً لم أفكر يوماً أن أكتب فيها
بورك هذا القلم المبدع أستاذتي
لكن لعل غلبة الفكرة أضعف الحبكة و الأسلوب قليلاً أستاذتي
سلمكم الله و بارك بكم
دمتم كما أنتم

شكرا أخي عبد الله
لكني احتاج أن اعرف وجه الضعف في الحبكة
وعيب الأسلوب

شكرا مرة أخرى

بوركت

محمد مشعل الكَريشي
29-10-2012, 04:24 AM
قصة جميلة موضوعها كبير بحجم الوطن...
دمت موفقة اختي العزيزة ..

نداء غريب صبري
06-12-2012, 05:58 PM
ليس مستغربا من أديبة كالشاعرة الكبيرة نداء غريب صبري
أن تكون قصتها الأولى بهذا الجمال
تقدمة موفقة هيئتنا لحدث مختلف ، لتكون المباغتة بموقف الأب قبل القفلة عنيفة وقاسية، تشبه الواقع
وتنتقل بنا لبداية جديدة وانطلاقة ثورية صارخة تتحدى الهوان وأطرافه

وجاءت القفلة حزينة موجعة وصادقة تستمد من واقعنا العربي حروفها في صرخة الفتى " أنت منهم"
لكنها لم تأت مباغتة ولم تحقق المفارقة المطلوبة في القصة القصيرة جدا

أبدعت شاعرتنا الجميلة

تحاياي
أستاذتنا ربيحة الرفاعي
هذه القراءة النقدية والمختصرة جعلتني افرح بقصتي وهي التي شجعتني على المحاولة الثانية
ولن أتوقف
أعدك سيدتي

بوركت

محمد الشرادي
06-12-2012, 06:15 PM
هذه محاولتي الأولى في القصة
أتمنى أن تعجبكم


أنشأه على الشهامة والإباء والانتصار للحق
علمه أن يواجه بقوة ووضوح وثقة كل اعتداء
أوصاه أن لا يترك لوغد أن ينتقص منه أو يهينه
ويوم أقام بعض البرابرة خيمتهم قرب بيته، زارعين على سوره أوتادها، وملقين داخل السور أثقالا مربوطة لسقفها بحبال ثخينة ترفعه، ساء الفتى هذا التعدي على حرمة بيته بدون حتى استئذان، ومضى إلى خيمتهم معترضا مبينا لهم خطأ ما فعلوا ومطالبا بحق أهل البيت بمراعاة حرمته، فنهروه واستهانوا به فغضب وثار، وذهب للأب المتشاغل دائما بما يراه هو عاديا غير جدير بانشغاله ذاك، ولم يجد عنده ما انتظر من غضبة لحقة وانتصار لكرامته، فسار لغرفته حاني الرأس محزونا، لكن تلك الأثقال المربوطة بالحبال الثخينة أطلت من وراء النافذة تتحداه بشكلها البشع داخل أسوار بيتهم يشوّه الحديقة التي كان يظنها الأجمل والأنظف.
ولم يطق الفتى صبرا على هوان عافته نفسه، فمضى بخطى وئيدة تحت ضوء القمر لتلك الأثقال يلقي بها خارج السور، وينتزع عنه الأوتاد المغروسة فيه، وعلا زعيق سكان الخيمة وتهديداتهم، وبسرعة البرق انفتح باب الحديقة ليدخل منه ثلاثة من الشباب مزمجرين في ذات اللحظة التي انفتح بها باب بيتهم ليخرج أبوه مسرعا يحتضنه ويحاول إخفاء رأسه في صدرة بينما يتملق الغزاة معتذرا لهم عن غلطة الفتى إذ لم يفهم وصايا أبيه، ويرجوهم أن يتفهموا ويعذروا.
رفع رأسه بقوة يبعدها عن صدر أبيه الذي بات له مرعبا، وأخذ يحدق في عينيه ويتأمل وجهه، وبوجل سحب نفسه من بين يديه وانطلق عبر البوابة التي تركوها مفتوحة يسابق الريح التي حملت سؤاله المفجوع: أنت منهم ، فأين ابي؟

رباه علىا لإباء و الكرامة و رفض الظلم و الجور. و لكن عند الامتحان يعز المرء أو يهان. فكانت الصدمة للفتى إذ خيب الأب ظنه.
للفتى الحق أن يطرح السؤال: أين أبي؟
مودتي

لانا عبد الستار
10-12-2012, 06:08 PM
هذه القصة تنم عن أديبة متمرسة في ميدان القصة من زمن بعيد إنها قمة في الإبداع والإدهاش
مجاملة أم ضعف استسلم لهم؟
وهل يستسلم الكبار مهما كان السبب؟
يحق للفتى أن يخاف ويبجث عن الب الذي يعرفه

رائعة
نداء غريب صبري
اشكرك

نداء غريب صبري
30-04-2013, 03:31 PM
الله يا النداء! وتقولين محاولتك الأولى! أعاننا الله على جمال وروعة الآتي إذن!
سامقة أخيتي وثابته الحضور النقي كنجمة القطب

شكرا أخي ماهر
ردك فرحني

بوركت

نداء غريب صبري
12-05-2013, 01:48 AM
إن كانت القصة الأولى فأنت اديبة كبيرة قادمة إلينا بقوة فلننتظر المزيد ثم المزيد.
تحيتي وتقديري.
شكرا لك أختي الكاتبة ريمة الخاني

شهادتك وسام افتخر به

بوركت

نداء غريب صبري
22-06-2013, 06:22 PM
أختي الفاضلة نداء
كثيرا ما يغرس الآباء في نفوس أبنائهم ،
قيما لا يتمتعون بها ، و هذا ما أثبته الأب ،
فعندما شعر بأن الآخرين أقوى منه ،
دب في قلبه الخوف و الخنوع ،
مما جعل الإبن يتفاجأ و ينصدم من سلوك أبيه ؛
و الجميل في النص أنه قابل للتأويل ،
و ينسحب على أحوال بني يعرب تجاه أعدائهم !.
***
أختي الكريمة
قدمت نصا ناجحا فكرة و أسلوبا ،
و لقد بدأت بداية رائعة ،
تبشر بالكثير ، أهنئك ....
نزار

أخي الكاتب الكبير نزار الزين
شهادتك وسام أعتز به

شكرا لك

بوركت

نداء غريب صبري
06-08-2013, 04:21 AM
قصة جميلة موضوعها كبير بحجم الوطن...
دمت موفقة اختي العزيزة ..

الوطن هو الذي يعلمنا الكتابة
ذكرياتنا فيه
حياتنا وتجاربنا
همومه وقضاياه
كلها تعلمنا التعبير

شكرا لك أخي

بوركت

محمد عبد المجيد الصاوي
06-08-2013, 04:29 AM
رمزية وشت بواقع نكد ..
فعلا أين أبوه ؟
كيف يناقض التعاليم التي غرسها فيه ، مذعنا ؟
هذا حال من هانت عليهم دنياهم فتشدقوا بعبادتها ..

سأوالي متابعة نتاجك وإبداعك أختي الفاضلة نداء غريب صبري

نداء غريب صبري
28-09-2013, 12:20 AM
رباه علىا لإباء و الكرامة و رفض الظلم و الجور. و لكن عند الامتحان يعز المرء أو يهان. فكانت الصدمة للفتى إذ خيب الأب ظنه.
للفتى الحق أن يطرح السؤال: أين أبي؟
مودتي

نعم أخي
رباه على مبادئ لم يطبقها هو عند المواجهة
هذا التناقض الذي نعيشه بين ما يعلموننا وما يطالبوننا به لنسلم

شكرا لك

بورطت

نداء غريب صبري
14-01-2014, 02:08 AM
مجاملة أم ضعفا استسلم لهم؟
وهل يستسلم الكبار مهما كان السبب؟
يحق للفتى أن يخاف ويبجث عن الأب الذي يعرفه

رائعة
نداء غريب صبري
اشكرك

الاستسلام استسلام مهما كانت أسبابه
والعجز عيب مهما كانت حجته

شكرا لك أختي الحبيبة لانا عبد الستار
أسعدني ردك ورايك في قصتي

بوركت

خلود محمد جمعة
16-01-2014, 06:42 AM
لو لم تحني ظهرك لما استطاعوا الصعود إليه
يطلبون منك النجاح ويقولون فاشل
يدرسوننا حب الوطن والذود عن الشرف ويقولون قاتل
أين أبي
اين ما تعلمت
اين الوطن
وللأسف فهم منهم
فلا تقولوا زنديق وكافر
بداية موفقة أديبتنا الرائعة
ياسمينة للبدايات الجميلة
مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
27-04-2014, 02:40 AM
رمزية وشت بواقع نكد ..
فعلا أين أبوه ؟
كيف يناقض التعاليم التي غرسها فيه ، مذعنا ؟
هذا حال من هانت عليهم دنياهم فتشدقوا بعبادتها ..

سأوالي متابعة نتاجك وإبداعك أختي الفاضلة نداء غريب صبري

يسعدني أن أجد رأيك في كتاباتي يزينها أخيها


شكرا لك

بوركت

نداء غريب صبري
15-06-2014, 01:57 AM
شكرا لردك الذي يشهد بحجم الألم والخيبة والحسرة في قلب الفتى
شكرا لأنك رائعة أختي الحبيبة

بوركت

مصطفى الصالح
15-06-2014, 03:59 AM
فكرة وأسلوبا وحبكة رائعة جدا

أبدعت صراحة

دمت رائعة

كل التقدير

نداء غريب صبري
09-08-2014, 06:08 PM
لو لم تحني ظهرك لما استطاعوا الصعود إليه
يطلبون منك النجاح ويقولون فاشل
يدرسوننا حب الوطن والذود عن الشرف ويقولون قاتل
أين أبي
اين ما تعلمت
اين الوطن
وللأسف فهم منهم
فلا تقولوا زنديق وكافر
بداية موفقة أديبتنا الرائعة
ياسمينة للبدايات الجميلة
مودتي وتقديري

شكرا لردك الذي يشهد بحجم الألم والخيبة والحسرة في قلب الفتى
شكرا لأنك رائعة أختي الحبيبة

بوركت

نداء غريب صبري
23-08-2015, 02:52 AM
فكرة وأسلوبا وحبكة رائعة جدا

أبدعت صراحة

دمت رائعة

كل التقدير

أخي الرائع مصطفى صالح
أسعدتني شهادتك لقصّتي

شكرا لك أخي
بوركت