تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعويد على المشاركة والعمل



عبد الرحيم بيوم
14-06-2012, 07:59 PM
التعويد على المشاركة والعمل
اعتاد كثير من ناشئة المسلمين اليوم أن يُكفى كل شيء، فهو في المنزل يقدم له الطعام والشراب، ويتولى أهله تنظيم غرفته وغسل ملابسه، فساهم ذلك في توليد جيل كسول لا يعرف العمل والمسئولية.
وفي المدرسة وميادين التعليم اعتاد التلاميذ الكسل الفكري، وصار دورهم مجرد تلقي المعلومات جاهزة دون أي جهد، وحتى حين يطلب منهم بحث أو مقالة فلابد أن تحدد لهم المراجع، وبأرقام الصفحات، وقل مثل ذلك في كثير من المحاضن التربوية.
إننا حين نريد تخريج الجيل الجاد فلابد من تعويده من البداية على المشاركة وتحمل المسئولية: في المنزل بأن يتولى شؤونه الخاصة، وفي المدرسة بأن يبذل جهداً في التعلم.
وعلى القائمين اليوم على المحاضن التربوية أن يأخذوا بأيدي تلامذتهم، وأن يسعوا إلى أن يتجاوزوا ـ في برامجهم التي يقدمونها ـ القوالب الجاهزة، وأن يدركوا أن من حسن تربية الناشئة أن يمارسوا المسئولية، وألا يبقوا كلاً على غيرهم في كل شيء، فينبغي أن يكون لهم دور ورأي في البرامج التي يتلقونها.
وحين نعود لسيرة المربي الأول سنرى نماذج من رعاية هذا الجانب، فهو صلى الله عليه وسلم يعلم الناس أن يتحملوا المسئولية أجمع تجاه مجتمعهم، فليست المسئولية لفرد أو فردين فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :«مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك؟ قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم»(1)
ومن ذلك أيضاً استشارته صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من المواطن، بل لا تكاد تخلو غزوة أو موقف مشهور في السيرة من ذلك، وفي الاستشارة تعويد وتربية لهم، وفيها غرس للثقة، وفيها إشعار لهم بالمسئولية، ولو عاش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف ذلك، أتراهم كانوا سيقفون المواقف المشهودة في حرب أهل الردة وفتوحات فارس والروم؟
وعلى المستوى الفردي كان النبي صلى الله عليه وسلم يولي أصحابه المهام، من قيادة للجيش وإمارة ودعوة وقضاء وتعليم، فأرسل رسله للملوك، وبعث معاذاً إلى اليمن، وأمَّر أبا بكر على الحج، بل كان يؤمر الشباب مع وجود غيرهم، فأمر أسامة على سرية إلى الحرقات من جهينة.(2)، ثم أمره على جيش يغزو الروم (3) وولى عثمان بن أبي العاص إمامة قومه. (4) ... وهكذا فالسيرة تزخر بهذه المواقف.
فما أجدر الدعاة والمربين اليوم أن يسيروا على المنهج نفسه ليخرج لنا بإذن الله جيل جاد يحمل المسئولية ويعطيها قدرها.

منقول
------------------------------
(1) [رواه البخاري (2686)]
(2) [رواه البخاري (4269) ومسلم (96) ]
(3) [رواه البخاري (4469) ومسلم (2426) ]
(4) [رواه مسلم(468)]

ربيع بن المدني السملالي
15-06-2012, 01:40 PM
موضوع رائع ، ومفيد ، ونافع

نفع الله بك أخي الحبيب عبد الرحيم ، منقول موفق فعلا ، جزاك الله خيراً

دمتَ موفقاً

تحياتي

بهجت عبدالغني
16-06-2012, 05:14 PM
( وهكذا فالسيرة تزخر بهذه المواقف . فما أجدر الدعاة والمربين اليوم أن يسيروا على المنهج نفسه ليخرج لنا بإذن الله جيل جاد يحمل المسئولية ويعطيها قدرها )

لا تعليق ..

بارك الله فيك اخي الكريم
وجزاك ربي خيراً ..



تحياتي ..

عبد الرحيم بيوم
17-06-2012, 09:11 AM
موضوع رائع ، ومفيد ، ونافع

نفع الله بك أخي الحبيب عبد الرحيم ، منقول موفق فعلا ، جزاك الله خيراً

دمتَ موفقاً

تحياتي
ودمت بخير وبركة
تحية لك عطرة

نادية بوغرارة
24-06-2012, 06:56 PM
بارك الله فيك .

شكرا لك على نقل هذا الموضوع المميز.

عبد الرحيم بيوم
29-06-2012, 11:32 AM
( وهكذا فالسيرة تزخر بهذه المواقف . فما أجدر الدعاة والمربين اليوم أن يسيروا على المنهج نفسه ليخرج لنا بإذن الله جيل جاد يحمل المسئولية ويعطيها قدرها )

لا تعليق ..

بارك الله فيك اخي الكريم
وجزاك ربي خيراً ..
تحياتي ..


وتحياتي لك ايها الكريم
حفظك المولى

عبد الرحيم بيوم
30-06-2012, 10:44 AM
بارك الله فيك .

شكرا لك على نقل هذا الموضوع المميز.

وفيك بارك ربي وشكرا لك
حفظك المولى ورعاك

ربيحة الرفاعي
28-01-2013, 03:23 AM
بالمشاركة يتعلم الفرد تحمل المسؤولية وتنشأ لديه وتتطور روح المبادرة ومهارات التفكير والتخطيط والتنفيذ المختلفة
وبالمشاركة تنشا روح الجماعة والتكافل والتكاتف ويندمج الواحد في المجموع بما يحقق مجتمعا أفضل وأقوى
وإذا كان من هو وحي يوحى صلى الله عليه وسلم انتهج التعويد على المشاركة مع جيل صنعوا مجد الأمة الذي نبكيه اليوم، فحري بنا أن نسير على خطاه للخروج بجيل قادر على تحقيق الأمل بالتغيير الايجابي المطلوب

موضوع قيم
جزيت خيرا

تحاياي

عبد الرحيم بيوم
29-01-2013, 07:52 PM
فالتربية على روح الجماعة تجده في روح الاسلام انى وجهت نظرك من تعاليمه

حفظك المولى ورعاك

عبدالإله الزّاكي
29-01-2013, 09:18 PM
[QUOTE=عبد الرحيم صابر;715797]التعويد على المشاركة والعمل
اعتاد كثير من ناشئة المسلمين اليوم أن يُكفى كل شيء، فهو في المنزل يقدم له الطعام والشراب، ويتولى أهله تنظيم غرفته وغسل ملابسه، فساهم ذلك في توليد جيل كسول لا يعرف العمل والمسئولية.
وفي المدرسة وميادين التعليم اعتاد التلاميذ الكسل الفكري، وصار دورهم مجرد تلقي المعلومات جاهزة دون أي جهد، وحتى حين يطلب منهم بحث أو مقالة فلابد أن تحدد لهم المراجع، وبأرقام الصفحات، وقل مثل ذلك في كثير من المحاضن التربوية..

منقول
------------------------------

أتفق معك أخي الكريم و أستاذي الحبيب عبدالرحيم صابر حول ضرورة تحميل المسؤولية لناشئة المسلمين بشكل عام، أما في ما يخص ميادين التعليم فإني أختلف معك و أرى أن تقدم المعلومات جاهزة في الغالب و يبقى البحث و الجهد على ذوي الإختصاص، و أستحضر قول الله عز و جل : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }
و أقيس بذلك باقي الميادين على الدين، هذا رأي الشخصي و هذه نظرتي للأمور. تحياتي لك أخي الكريم و بالغ تقديري.

بهجت عبدالغني
29-01-2013, 09:37 PM
أما في ما يخص ميادين التعليم فإني أختلف معك و أرى أن تقدم المعلومات جاهزة في الغالب و يبقى البحث و الجهد على ذوي الإختصاص، و أستحضر قول الله عز و جل : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }
و أقيس بذلك باقي الميادين على الدين، هذا رأي الشخصي و هذه نظرتي للأمور. تحياتي لك أخي الكريم و بالغ تقديري.[/QUOTE]


أحترم رأيك أخي الحبيب سهيل
واختلف معك
تقديم المعلومات جاهزة للطلبة ، والمطلوب أن يحفظوها طريقة أثبتت فشلها ..
فالشخص الذي لا يبحث ولا ينقب لا يتعلم ..


محبتي ..

عبد الرحيم بيوم
01-02-2013, 06:35 PM
[QUOTE=عبد الرحيم صابر;715797]التعويد على المشاركة والعمل
اعتاد كثير من ناشئة المسلمين اليوم أن يُكفى كل شيء، فهو في المنزل يقدم له الطعام والشراب، ويتولى أهله تنظيم غرفته وغسل ملابسه، فساهم ذلك في توليد جيل كسول لا يعرف العمل والمسئولية.
وفي المدرسة وميادين التعليم اعتاد التلاميذ الكسل الفكري، وصار دورهم مجرد تلقي المعلومات جاهزة دون أي جهد، وحتى حين يطلب منهم بحث أو مقالة فلابد أن تحدد لهم المراجع، وبأرقام الصفحات، وقل مثل ذلك في كثير من المحاضن التربوية..

منقول
------------------------------

أتفق معك أخي الكريم و أستاذي الحبيب عبدالرحيم صابر حول ضرورة تحميل المسؤولية لناشئة المسلمين بشكل عام، أما في ما يخص ميادين التعليم فإني أختلف معك و أرى أن تقدم المعلومات جاهزة في الغالب و يبقى البحث و الجهد على ذوي الإختصاص، و أستحضر قول الله عز و جل : { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }
و أقيس بذلك باقي الميادين على الدين، هذا رأي الشخصي و هذه نظرتي للأمور. تحياتي لك أخي الكريم و بالغ تقديري.

العلوم تختلف نعم لكن لا بد من شحذ الدهن في عملية التعليم وانقل هنا كلاما نفيسا لابن خلدون في حديثه عن التعليم:
"الحذق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه إنما هو بحصول ملكة في الاحاطة بمبائه وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله وما لم تحصل هذه الملكة لم يكن الحذق في ذلك الفن المتناول حاصلا... وأيسر طرق هذه الملكة فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة في المسائل العلمية فهو الذي يقرب شانها ويحصل مرامها فتجد طالب العلم منهم بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في ملازمة المجالس العلمية سكوتا لا ينطقون ولا يفاوضون وعنايتهم بالحفظ أكثر من الحاجة فلا يحصلون على طائل من ملكة التصرف في العلم والتعليم ثم بعد تحصيل من يرى منهم أنه قد حصل تجد ملكته قاصرة في علمه إن فاوض أو ناظر أو علم وما أتاهم القصور إلا من قبل التعليم"

تحياتي لك
وحفظك المولى

نداء غريب صبري
18-02-2013, 10:32 PM
موضوع رائع أخي
شكر الله لك
وجزاك خيرا لنقله

يوركت

عبد الرحيم بيوم
18-02-2013, 10:44 PM
اسعدني مرورك ايتها الكريمة
تحياتي
وحفظك المولى

ناديه محمد الجابي
24-09-2018, 11:38 AM
أكرمك الله على هذه المشاركة القيمة
جزيتم خيرا ـ وبارك الله في نقلكم
وأشكر لك إختيارك المميز
ولك تحياتي وتقديري.
:hat::001::hat:

عبد الرحيم بيوم
27-09-2018, 07:12 PM
سعيد بمرورك أستاذة نادية
تحياتي لك وتقديري