تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدواخل



سعاد محمود الامين
19-06-2012, 04:36 PM
(الدَوَاخِل)
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، أزيز الطائرات الحربية يشق السكون، وقد ساد المدينة صمت كصمت المقابر. أنا وحد ي فى المنزل الذى رحل ساكنيه رحلة الخلود الأبدية، اشقائى اعدمهم النظام والدي ماتا حسرة وألما على فقدان ابنائهما. تركوني وحيدة برفقه جَدّة عجوز غيبها الزمن وليس لها فى الحاضر وجود. تخاطب الأموات وتتحدث اليهم كأنها تراهم وتعيش بينهم. أراها أحيانا خارجة من حجرتها وانفاسها تعلو وتهبط فتذكرنى إنها مازالت على قيد الحياة، لاتدرى مايدور خارج حجرتها.
فى تلك الليله كنت أرقه وحيدة، سمعت طرقات على الباب الخلفى الموصد منذ زمن بعيد. كانت الطرقات متفرقة خافتة أشبه بنقرات طائر على حافة شباك خشبى. إحساس داخلي يحثني على فتح الباب، ولكنى خائفة. توقف الطرق برهة، ولكنه لم يتوقف داخل عقلي، ثم بدأ الطرق بقوة من جديد شعرت برأسى يتحطم نهضت مسرعة التصق بالجدران. اختبئ خلف الدرج أهرب هنا وهناك ولكن لايمكننى فتح الباب. الطرق مستمر قلبى تتسارع ضرباته شفتاي ترتجفان أريد الصياح بأعلى صوتى: اذهب بعيدًا أيها الطارق. أريد الخروج ولكن حين اخرج من يضمن لى الدخول من هذا الباب مرة أخرى. الطرق يزداد عنفا تناولت منضدة حديدية قديمة ودفعتها لأغلق بها المدخل كى لا يفتح الباب. ولكن هذة المرة جاء الطرق مروعًا اشعر بإهتزازالمنضدةالملتصقه بالباب، فأرعبنى ذلك. قفزت دفعة واحدة وازحت المنضدة واصخت السمع فسمعت أنفاسا متقطعة. دفعت بالمفتاح الى ثقبه بالباب الموصود وأدرته، مددت يدى الى المقبض كان مغطى بالأتربه. أدرته بضعة مرات بدأ صلبًا فدفعته بشدة انفتح الباب، هبت ريح قوية دفعتنى للداخل لم املك سوى الاستجابة لها. ثم خطوت إلى الأمام مرة أخرى، اندفع الطارق الى الداخل واغلق الباب خلفه. لم أتبين ملامحه. جسده يبدو بعيدًا عنى. بالرغم من عيْنى المفتحتين لا أرى إلّا الظلام يلف المكان كليًا. حدقت فى الظلام بشدة رأيت بذلته العسكرية دنوت منه وسألته: من أنت؟ اجابنى بصوت واهن بلغة إنجليزية: طيار سقطت مروحيته. شهقت من الدهشة الممزوة بالخوف ولكن بعد برهة هدأت نفسي المضطربة، وبدأ الخوف يفارقني، مددت له يدى وبقيت ممسكة بيده لا أدرى كم مضى من الزمن ربما دقائق. ومازال المكان مظلمًا ولكن الريح هدأت بعد أن أوصدت الباب.
جلس على الأريكة. واشعلت شمعة فرأيت جروحًا وحروقًا فى فى وجهه وساعديه. قضيت الليل اضمد جراحه. عندما تلوح الشمعة بنورهاعلى وجهه كنت أرى وجوه إخوتى فى قسماته، مما دفعنى لأسهر على راحته. تركته وذهبت لحجرتى. كم أنا متعبة وجسدي منهك. اختبأت تحت الغطاء أحاول جاهدة أن أغفو فقد أوشك الصبح على الانبلاج.
دقت ساعة المنبه بعلو صوتها، فنجحت فى اسكاتها عندما حاولت الوصول اليها فسقطت على الأرض وصمتت. جلست على السرير طفت بأصابعي على عيني وهرشت رأسى، وامتدت يدى الى المصحف استعين به لعل العواصف التى كادت أن تقتلع ايماني أن تنجلى. خمس وثلاثون عامًا لم ينتهى الإنحناء ولم يتوقف التصفيق ولم تهدأ الجماهير. النسوة يتوشحن سوادهن الدائم ويخرجن يمارسن فروض الطاعة والولاء لهذا الرئيس.
وجدته مستيقظا ابتسم ممتنًا وانساب حوار بيننا. كان مهذباً. لذلك ألفته وكان يعتذر كثيرًهو لايعرف هذه البلادا دفع عنوة للحرب. كانت الأنباء تتواترعن طيار هارب داخل المدينة، خرج الأهالى يبحثون عنه فى كل مكان يحملون الهروات والأسلحة البيضاء. بحثوا عنه فى كل مكان وسط المزارع داخل الانهار يتوعدون كل من يتستر عليه. كنت أعيرهم أذن صماء، وأكثف له الحماية غير عابئة بالتهديدات.
دخلت جَدتي متسللة كالقطة ووقفت تنظر اليه، لم انتظر حتى تبدأ جدتى سرد قصة حياتها. أشرت لها بالانصراف فهمهمت بكلمات مبهمة، وزحفت نحو حجرتها. فقد ظنته شقيقي المغدور. جرس شديد العناد يرن على الباب قفز الطيار يجرجر جراحه واختفى. فتحت الباب ببط، فدفع بقوة الشرطى الغاضب وبأوامر شديدة اللهجةامرنى قائلا: نريد تفتيش هذا المنزل فابتسمت ببرود وبوجه جامد لاينم على شئٍ، اومأت بالموافقه فانصرف دون تفتيش.
بمرور الأيام اقتربت من الطيار أكثر، كانت روحه حية بقوتها وضعفها تحدثنا عن حزننا المتلون بالقهر معا. فى صدورنا تضاد الأشياء اتحدنا فى اللحظة ذاتها رقم بعد المسافة، هو لم يأتى لقتالنا أراد ان ينفذ أوامر فى حرب ربما خدع فيها. لقد تسللت روحي من جسدي بغير قيد نحوه، وقررت حمايته. رغم دهشة المداهمة، كنت ابحث عن لحظة هدوء من فراغ ممتد دون نهاية.
كانت الريح تلطم الأبواب. وتقذف حبيباتها سيلاً رمليًا، عتمت الرؤيا عندما غادر الطيار المنزل. فى ليلة حالكة الظلام فى طريقه الذى رسمناه سويًا بعد أن اخبرت دوريتة التى تبحث عنه بمكان لقائه. كنت قد قاومت رحيله وتصدعت، كنت مشحونه بلحظة انفجار، كانت دواخلى تبكى فى صمت وتهذئ فى صمت.
لقد تقمصنى الحزن بقسوة، وحملت شوقي المتدفق، وطفت الشوارع أرصد الأخبار لم اسمع مايفيد بالقبض عليه. لقد هجرنى النوم بعدما هبط هذا الطيّار على أرضى بقسوة، فأمطرت سمائى عواطفا متناقضه، لم استطع أن انسلخ من لحظة انصهاري فى تلك الأيام التى قضاها الطيار فى منزلي. حملت بقايا راياتى المنكسة فى معركة هزمت فيها أخلاقيًا كنت أدرى أن حمايتي للطيار هى سِقطتي الأخيرة، ولكن حين أتذكر أشقائى يستبيحني حزن يمزق دواخلي. سقطوا ظلمًا شامخون تركوني أبحث عن قسماتهم فى وجوه الآخرين.
فتحت ستائر غرفتى الضاجة بالحزن، عند سماعى لصوت جموع ثائرة تطرق باب منزلي. كُسر الباب واندفع الجمع الى الداخل حطموا كل شى وصفونى بالعمالة والخيانة. سمعت جَدّتي الضجيج، خرجت تدس شيئًا فى ثوبهًا دفعت به على المنضدة صائحة: هذا ماتبحثون عنه؟ خبئته لكم خذوه وانصرفوا. لقد دفعت لهم بشارة الطيار. قد هالنى مارأيت لقد قدمت لهم جَدّتي حياتي فاعترفت... اخرجوا جدتى من المنزل. واشعلوا فيه النار مد اللهب ألسنته فتداعت ذكريات هذا المنزل.
جلست بعيداً انظر إلى جثمانها الملطخ بالدم. وفمها المفتوح لعلها أرادت أن تقول شئ. وبعد لحظة جمود اعترتنى بدأت اشعر أن ساقيّ تخذلاني، وجسدي يرتعش، احرقتنى دموعى عندما رأيت المنزل كومة من الحطام المتفحم. رجعت الى بلادى وابقيت صورتها فى دواخلى تهيمن على عقلي وتحرمني النوم، نصبت لها تذكارًا فى حديقة منزلي أضع عليه إكليلا من الورود
كل صباح نحت عليه أبجدية حزن... إلى التى وهبتنى الحياة ورحلت.. تنازعت بين حب الأشقاء والوفاء للوطن.
12/8/2011

محمد النعمة بيروك
20-06-2012, 01:48 AM
أي قصة أليمة هذه أختي سعاد.. أي سرد شجي وجميل في الوقت ذاته، يأخذ القارئ بألم ومتعة في آن..
قصة تفوح منها رائحة الموت والحرب.. تتضارب فيها المشاعر بين الأعداء القريبين، والأقرباء البعيدين، بين الآخر المدفوع، والخل المتعمد..

أحيي هذا الدفق الكتابي، رغم أن النهاية أربكتني قليلا.. ورغم بعض الهنات المختلفة التي شابت النص مثل:
رحل ساكنوه
الدهشة الممزوجة بالخوف
لم ينته الإنحناء
هو لم يأت لقتالنا

استمتعتُ بهذه القصة التي زرعتني للحظات في أجواء مدينة تُقصف، حين تتسوى الحياة مع الموت، ويصبح لون الأرض أحمر قان..

تحياتي.

سعاد محمود الامين
20-06-2012, 06:10 AM
الأخ محمد النعمة
شكرا على مرورك الذى اسعدنى وتعليقك اثلج صدرى وإهتمامك بإهدائى هنات النص تجدنى شاكرة لك سأقوم بالتصحيح واتمنى دائما أن تطالع قصصى بعين فاحصة ولاترحمها.دمت

سعاد محمود الامين
29-12-2012, 01:59 PM
الاخوة أرجو ان يجد هذا القص النقد والتصويب..واختراح عنوان مناسب..

عبد السلام دغمش
29-12-2012, 04:37 PM
الأخت الأديبة سعاد:
النص القصصيّ صور حالةً ممن فقدوا ذويهم في الحروب و الثورات وكانت المقاربة صعبة على القارئِ كيف تفتح الأبواب لمن ساهم في العدوان حتّى وإن لم يكن إلاّ نازلاً عند الأوامر ..حاولت الكاتبة أن تفسر الحالة بانه التضاد الذي يجمعه ألم مشترك..ربما أفلح النصّ في نقل مشاعر الأنسانية حين تسمو على النزاعات ..
وأنبّه أديبتنا الكبيرة لملاحظات لا تقلل من شأن النص:
" ولكنه لم يتوقف داخل عقلي،ثم بدأ الطرق بقوة .." : لعل الأفضل ان نقول " ثم عاد الطرق بقوة "
" تهذئ " : لعلها "تهذي"
"سقطوا ظلما شامخون " : " شامخين "
" دخلت جدّتي متسللة كالقطة " : اتمنى - وانت صاحبة النصّ -أن تتغير الصورة
ولا أرى في وجهة نظري ضيراً في عنوانك للنص ...
شكراً ودمتِ مبدعةً

سعاد محمود الامين
29-12-2012, 07:29 PM
الاخ عبد السلام
شكرا على التعليق ساقوم بالتصويب مع عميق امتنانى ودمت

ناديه محمد الجابي
30-12-2012, 04:52 AM
الأخت العزيزة سعاد ..
كم هو نص باذخ جميل الأسلوب ساحر ..
بمهارة وحرفية وتمكن أخذتنا معك فى سرد جميل
لحالة إنسانية عميقة صورتها ببراعة وإبداع .
تمتلكين أيتها الموهوبة حقا قلما رائعا وفكرا خصبا وغنيا
سلمت والإبداع .

سعاد محمود الامين
30-12-2012, 08:05 PM
الاخت العزيزة نادية
تحية عطرة ما ذكرتيه عن نصى المتواضع لهو وسام اتقلده وأفخر به لقد سررت به كثيرا دمت ودامت ايامك سعيدة شكرا لك

عبدالإله الزّاكي
30-12-2012, 08:17 PM
(الدَوَاخِل)
جلست بعيداً انظر إلى جثمانها الملطخ بالدم. وفمها المفتوح لعلها أرادت أن تقول شئ. وبعد لحظة جمود اعترتنى بدأت اشعر أن ساقيّ تخذلاني، وجسدي يرتعش، احرقتنى دموعى عندما رأيت المنزل كومة من الحطام المتفحم. رجعت الى بلادى وابقيت صورتها فى دواخلى تهيمن على عقلي وتحرمني النوم، نصبت لها تذكارًا فى حديقة منزلي أضع عليه إكليلا من الورود
كل صباح نحت عليه أبجدية حزن... إلى التى وهبتنى الحياة ورحلت.. تنازعت بين حب الأشقاء والوفاء للوطن.
12/8/2011

قصة رائعة و سرد مشوق أختي الأديبة سعاد الامين. استمتعت كثيرا بقرائتها و أعتقد أنها تستحق التثبيت. تحياتي لك و بالغ شكري.

سعاد محمود الامين
31-12-2012, 12:30 PM
الأخ سهيل
كل عام وانت بخير:0014:
شكرا على المرور والتعليق المقدر من شخصك دمت بألف خير.

ربيحة الرفاعي
23-01-2013, 08:54 AM
دواخل
تهيأت ابتداء من العنوان لنص تتصاعد الصراعات الداخلية لبطله أو بطلته خطوة بخطوة مع تصاعد الحدث ، لكني وجدت دخيلتي أنا ضحية لذلك الصراع اعتبارا من لحظة إيوائها لطيار الجيش المعتدي ..
نختلف مع أنظمتنا، وقد يتنامى الخلاف ليكون قتالا عنيفا، لكن الوطن يكون قضيتنا وصالحه غايتنا، وتتلاشى كل الخلافات الداخلية أمام أي خلاف خارجي ...
هكذا أفهم المواطنة وحقوق الوطن

تتمتعين بمهارات سردية مدهشة أعشقها
ولا تعليق على اللغة فأنا جدّ واثقة أنك ستنتصرين على هذه العقبة في يوم ليس ببعيد

دمت بألق غاليتي

تحاياي

سعاد محمود الامين
23-01-2013, 11:32 PM
الاستاذة ربيحة
أقدر ماذكرتى فى المواطنة.. الوطن احساس مثل الام بكل ماتحمل من معنى وليس تلك البقعة من الأرض..فى اى موقع جغرافى..أذا تربى طفل عربى فى اوروبا سيكون ولائه العاطفى حيث ذكرياته وخطواته ومكونات شخصيتهابتدا من البيئة المحيطة والوعى الجمعى الذى هو فرد منه.لذلك الأوطان مجرد عواطف تربطنا بترابها وذكريات إن كانت مريرة هجرنا الوطن عندما يتحول لزوجة أب.الحكومات المستبدة خلفت ذلك الاضطراب الوجدانى لدى شعوبها فكانوا العملاء والخونة.فى قرارة نفسى أحس أن الكون كله وطنى ونشترك جميعا فى الأنسانية اشعر بمن فى السجون وفى المعتقلات وتحت التعذيب وفى الكوارث..لايهمنى اللون او الجنس او الدين لذلك اكتب بتجرد دون انتماء قد لايعجب الأخرين ذلك .االحديث كثير المعذرة لهذه الثرثرة شكرا جزيلا على تعليقك..

نداء غريب صبري
18-02-2013, 11:37 PM
الاستاذة ربيحة
أقدر ماذكرتى فى المواطنة.. الوطن احساس مثل الام بكل ماتحمل من معنى وليس تلك البقعة من الأرض..فى اى موقع جغرافى..أذا تربى طفل عربى فى اوروبا سيكون ولائه العاطفى حيث ذكرياته وخطواته ومكونات شخصيتهابتدا من البيئة المحيطة والوعى الجمعى الذى هو فرد منه.لذلك الأوطان مجرد عواطف تربطنا بترابها وذكريات إن كانت مريرة هجرنا الوطن عندما يتحول لزوجة أب.الحكومات المستبدة خلفت ذلك الاضطراب الوجدانى لدى شعوبها فكانوا العملاء والخونة.فى قرارة نفسى أحس أن الكون كله وطنى ونشترك جميعا فى الأنسانية اشعر بمن فى السجون وفى المعتقلات وتحت التعذيب وفى الكوارث..لايهمنى اللون او الجنس او الدين لذلك اكتب بتجرد دون انتماء قد لايعجب الأخرين ذلك .االحديث كثير المعذرة لهذه الثرثرة شكرا جزيلا على تعليقك..

لم يفعل نظام قمعي مستبد في العالم ما يفعله النظام السوري المتوحش
ومع ذلك فأنا لن أفتح بابي لطيار صهيوني بحارب وطني، لأني ثائرة ضد النظام
الوطن وطن أختي وظلمه لا يجعله أقل

شكرا لك

سعاد محمود الامين
19-02-2013, 02:02 AM
الاخت الاديبة نداء
تحية وود بلا حدود
قد يكون فتح باب منزل لمخلص أو فتح باب وطن لمخلص..أسألك لو جاء من يقذف مقر الرئاسة لقتل بشار لتحرير البلاد من بطشه..ستقولى لا؟ وتغلقى الابواب بحجة العواطف الى ورثناها من الوعى الجمعى للوطن.هذه الارض التى سفك فيها مواطنها(الجيش +والحاكم) الدماء من أجل نفسه وقتل اخى وأبنى وأمى وجارى سأ فكر فى تلك اللحظة من يكون مخلصى؟ فى مواقف لايمكن الفصل فيها الا بخوض التجربة إن وجدت إنسان يساعدنى فى قتل قاتل اخى وابى وأهلى وأنا فشلت فى أغتياله لن اتردد فى مد يدى له.عندما اتابع مايحدث فى سوريا أصاب بإكتئاب ومازلت متألمة للأمهات والاطفال.. ادعو من الله ان ينصر السوريون الاحرار.على هذا الظالم.

لانا عبد الستار
27-03-2013, 06:12 PM
الاستاذة ربيحة
أقدر ماذكرتى فى المواطنة.. الوطن احساس مثل الام بكل ماتحمل من معنى وليس تلك البقعة من الأرض..فى اى موقع جغرافى..أذا تربى طفل عربى فى اوروبا سيكون ولائه العاطفى حيث ذكرياته وخطواته ومكونات شخصيتهابتدا من البيئة المحيطة والوعى الجمعى الذى هو فرد منه.لذلك الأوطان مجرد عواطف تربطنا بترابها وذكريات إن كانت مريرة هجرنا الوطن عندما يتحول لزوجة أب.الحكومات المستبدة خلفت ذلك الاضطراب الوجدانى لدى شعوبها فكانوا العملاء والخونة.فى قرارة نفسى أحس أن الكون كله وطنى ونشترك جميعا فى الأنسانية اشعر بمن فى السجون وفى المعتقلات وتحت التعذيب وفى الكوارث..لايهمنى اللون او الجنس او الدين لذلك اكتب بتجرد دون انتماء قد لايعجب الأخرين ذلك .االحديث كثير المعذرة لهذه الثرثرة شكرا جزيلا على تعليقك..

لفت انتباهي رد الكاتبة نادية أعلاه، وسألت نفسي
ماذا يعني إذا ارتباط الفلسطيني اللاجئ بوطنه ، هل هو مجرد عاطفة وذكريات؟ وماذا إذا كان ولد وتربى في المنفى وارتبطت ذكرياته بالمنفى، وكان المنفى بلدا يتمتع فيها بحياة أفضل ، ولم يفقد ارتباطه بوطنه وحلمه بالعودة ......................... ماذا نعتبر هذا الارتباط؟
الوطن ليس نظاما بعدل فينا أو يجور
الوطن هو تلك الأرض التي ينام تحت ثراها أجدادنا وأجدادهم
الوطن ارتباط فوق العاطفة وفوق الذكريات وفوق كل شئ
الوطن وطن
ولا يمكن أن أعتبر من يعتدي على وطني مخلصا من نظام مستبد
لأن الخلاص من النظام المستبد مسؤولية أبناؤه
ولا أهلا بخاص يأتي بيد الأعداء

مجرد رأي
أشكرك

آمال المصري
28-02-2014, 11:11 PM
مؤلم أن لايجد المرء يدا حانية عدا يد من اغتالت ذويه وأهله
هكذا تفعل بنا الحروب فجاءتنا أديبتنا الفاضلة بصورة قاتمة من صورها
تابعت بشغف تلك الرائعة الناطقة بالوجع حرفا وسردا ولغة وراقت لي
ممزوجة - ببطء - شيء - رغم - لم يأت - تهذي - خبأته
والهمزة في بعض مواضعها
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
02-03-2014, 11:41 PM
هناك امور لا جدال فيها أبيض او اسود لا منطقة رمادية في المنتصف
الوطن معادلة لا تفاوض فيها
أديبتنا الرائعة ، ربما تدركين اعجابي الشديد بحرفك واسلوبك والافكار التي تطرحيها بكل عمق
لكنني لم اراك في هذه القصة
القصة جيدة لكنها ليس بمستوى أدائك
تقبلي اعتذاري اذا اسأت التعبير
دمت متجددة
مودتي وتقديري

سامية الحربي
03-03-2014, 08:15 AM
جميل ها الإثراء في التعقيبات لهذا النص المائز. و أتفق مع العزيزة نداء لن أفتح بابي لعدوي ولو على سبيل أن أجنب جدتي هذه النهاية المأساوية. ربما لوكانت الحرب بين حكومتين لا شعبين بروح واحدة كما كان الحال في ألمانيا. سردية ماتعة و مشوقة. دمتِ بخير. تحية وتقدير.

سعاد محمود الامين
06-03-2014, 07:24 PM
العزيزة غصن
تحية طيبة
شكرا لتعليقك وأثراء الحوار..ومرورك الجميل
افتح الأبواب لعدوى ليخلصنى من قاتلى وقاتل أسرتي لأنه لاخيار
أرى أمى وأخواتى يغتصبن وأخوتى يقتلوا
وانتظر مبادئى هذا من حيث التنظير
ولكن الفى البر عوّام ولكن إذا حمى الوطيس
تتعلق بالقشة للخلاص..
دمت بخير

سعاد محمود الامين
06-03-2014, 07:30 PM
العزيزة خلود
تحياتي
هذا نص قديم فى بدياتي ذلك اعتذر للأخطاء اللغوية
أما تقيمك [انه لم يرقى للنصوص الأخرى اولا أشكرك على قراءته
ثانيا الذائقة حرة لماذا أزعل أن لم يعجبك نص لى
أما فى الحروب والأوطان لايمكن أن يكون الفصل بين الموت والحياة أبيض واسود
أستعين بعدوى ضد قاتلى وقاتل اهلى ومغتصب حرماتى..
الأسلحة التى نحارب بها فى بلادنا مصنوعة بأيدى العدو مالكم كيف تحكمون
أستورد منهم أى شئ لكن لا أطلب حميايتهم من دكتاتور..يهلك شعبه ليبقى فى الكرسي!
أحترم رأيك وشكرا لك لأثراء الحوار

سعاد محمود الامين
06-03-2014, 07:38 PM
العزيزة لانا
تحياتي
شكرا على مرورك العبق وتعليق المبهر واحترم رأيك فى ماتفضلت به
ولكن العواطف لاتصلح فى هذا الزمن الأغبر.. ولقد تغيرت الحروب شكلها والاسلحة فتاكة تمحى وطننا بشعبه فى لمحة عين
لذلك ان فشلنا فى إزالة دكتاتور نستعين بالقوى الخارجية مثلما نستخدم سلاحهم المصنوع بايديهم ونرفض مساعدتهم
لقد تغيرت سياسة التباكى على الاوطان..وعدونا هو بن وطننا الذى يريدقتل الجميع ليبقى على الحكم...
الآن الوطن حيث ولدت وتربيت وتعلمت ودونك هذه الجوازات الغربية التى يحملها العرب ويتفاخرون بها والحديث يطول...دمت

سعاد محمود الامين
06-03-2014, 07:41 PM
الأستاذة آمال
تحياتي
سعدت بمرورك وتعليقك
كما أنا ممتنة لك على التصويب والأرشاد
سلم قلمك.