المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كعكٌ وغضبْ



عبدالكريم شكوكاني
21-06-2012, 01:00 PM
كعكٌ وغضبْ




ما زالَ في القدسِ العتيقةِ..
بائعُ الكعكِ العجوزِ منارةً
يَتنسمُ الصبحَ البهيجَ مع الضياءْ
يُنبي بأنَّ البارَ مِلكي صادقٌ في حَضرةٍ للأنبياءْ*
وبأنَّ في المدنِ العتيقةِ..
مَن يبيعُ الكعكَ آتٍ مِع دموعِ الأولياءْ
فلِذا تراهمْ غاضبينَ بِكبرياءْ
في كلِّ يومٍ مع تباشيرِ الصباحِ لِكعكهِ يشدو الغِناءْ
ويُردِّدُ الموَّالَ في صوتٍ هديلْ
من سمسمِ اللطرونِ وجهُ الكعكِ وضَّاحٌ جميلْ*
يَغبرُّ عندَ مرورِ خَزْريٍّ بشارعنا دخيلْ
والفوحُ رائحةٌ لطيبٍ ..
مَحلبُ واليانَسون وزَنجبيلْ
وهوَ الأصيلُ مع المكانْ
فالكعكُ يرفضُ أن يكونَ ملاذهُ الوطن البديلْ
في رفِّ مَولٍ يَنزوي كتراثِ ذِكرى للمرورْ
أو فوقَ سُفرةِ مطعمٍ راقٍ تُجاورهُ الخُمورْ
هوَ في المكانِ مكانهُ لا قصَّةً بينَ السطورْ
هوَ حفرُ تاريخٍ تراهُ في العمائرِ والصخورْ
في القدسِ يَسكننا الغضبْ
غضبٌ على عاتٍ لموطننا اغتصبْ
وعلى خَؤونٍ يستظلُ بأجنبيْ
في يومِ مقتلنا تراهُ قد شجبْ
ويعيشُ حزناً مصطنعْ
من ثمَّ يهدأ ساخطاً فيلومنا
يرمي علينا كلَّ أنواعِ العتبْ
لا تزعجوا السلطانَ يا أهلَ البلادْ
فجلالهُ فَحلٌ يُبيِّضُ وجهنا في المُغتربْ
فلهُ الشهادةُ في مواخيرِ الدعارةِ..
فهوَ في ميدانها فحلٌ يُواجه مُنتخبْ
زُبدُ الحكايةِ كعكةٌ غَضبتْ فَفجَّرَ قلبها وجهَ المساءْ
وتناثرَ الخوفُ الفظيعُ على وجوهِ مَن ادعوا حُكم السماءْ
في وقتها
كانت لكعكِ القدسِ أصداءٌ ووهجٌ يُستضاءْ
وأتى سلامٌ يستمدُ العُهرَ من دورِ الدعارةِ والبغاءْ
يجترُّ حلَّاً من خيالِ الواهمينَ الأغبياءْ
ويَظلُّ في القدسِ العتيقةِ بائعُ الكعكِ المغنِّي للبقاءْ
يبَرا من العُرسِ المُزيفِ والجنينِ وأمّهِ والمُدَّعينَ والادِّعاءْ





*ملكي صادق الثابت أنه رجل صالح من الكنعانيين اليبوسيين ..ويحكى عنه في المراجع اليهودية والمسيحية أنه كان نبياً وإنه ولد بإعجازٍ ورفع للقدوس بإعجاز وأنه استقبل سيدنا ابراهيم عليه السلام في القدس ورحب به
والله أعلم
*اللطرون هي منطقة تقع بين القدس واللد وقد حاول اليهود في حرب 1948 العبور منها إلى القدس ومنعتهم قوة من الجيش الأردني وقوات من اللد وتشمل هذه المنطقة عدة قرى

محمد ذيب سليمان
21-06-2012, 02:29 PM
شكر شكرا شكرا
في كل نصوصك نجد رائحة الأرض
والقدس سيدتها ولهذا نجدها حاضرة
بروائحها العتيقة الممزوجة مع الحضارات التي مرت عليها
واستضار بائع اكعك وسجحام ذلك مع النص وما تبع وارتبط به من مواضيع تحسب للشاعر الجميل
شكرا ايها الحبيب
مودتي

محمود فرحان حمادي
21-06-2012, 03:11 PM
تحمل هموم أمتك في كل ما تكتب
صديقي الشاعر المبدع
وحرفك الرسالي هذا نحن بأمس الحاجة له
بوركت المشاعر الصادقة
تحياتي

ربيحة الرفاعي
12-07-2012, 04:33 PM
فالكعكُ يرفضُ أن يكونَ ملاذهُ الوطن البديلْ
في رفِّ مَولٍ يَنزوي كتراثِ ذِكرى للمرورْ
أو فوقَ سُفرةِ مطعمٍ راقٍ تُجاورهُ الخُمورْ
هوَ في المكانِ مكانهُ لا قصَّةً بينَ السطورْ
هوَ حفرُ تاريخٍ تراهُ في العمائرِ والصخورْ

ثمة سطور في كل نص تأسرك
وقد أسرتني هذه بكل ما حملت

أهلا بك شارعنا في واحتك

تحاياي

مؤيد عبدالله الشايب
12-07-2012, 04:44 PM
نصك الرائع آسر و جذاب و أصيل
و لا يكتبه إلا ماهر و محترف و حساس و فنان
يعرف الأرض و أهلها و تاريخها و رائحتها
و تعيش الأرض في كلّ خلاياه
لا فض فوك
و بصدق أشكرك على هذا النص الذي
أتمنى أن أكتب مثله
و سأعود إليه مراراً

عبدالكريم شكوكاني
14-10-2012, 12:49 PM
شكر شكرا شكرا
في كل نصوصك نجد رائحة الأرض
والقدس سيدتها ولهذا نجدها حاضرة
بروائحها العتيقة الممزوجة مع الحضارات التي مرت عليها
واستضار بائع اكعك وسجحام ذلك مع النص وما تبع وارتبط به من مواضيع تحسب للشاعر الجميل
شكرا ايها الحبيب
مودتي

والشكر لك أخي أبو الذيب


:noc:
الشكر الجزيل
لهذه الطلة البهية
والرد البهيج

تحياتي لك دائماً
والاحترام

وليد عارف الرشيد
14-10-2012, 01:21 PM
من طينة الأرض ومن وجع الطفولة ومن ذكريات المواجع غزلت شاعريتك فلاعجب إذًا أنه كلما مر قصيدك ازددت حبًا وتعلقًا بفلسطين الحبيبة وقدسنا الصارخة
أحييك شاعرنا المبدع النبيل وأحيي حروفك الآسرة رغم الألم
محبتي وكثير تقديري

عبدالرشيد غربال
14-10-2012, 01:28 PM
ونعم البر يا سليلها..

ما تفتأ تدون هذا العشق المقدسي.

سر وطهرها يحرسك..وعناية الله ترعاها وترعاك يا أخضر.

عبدالكريم شكوكاني
16-11-2012, 06:04 PM
تحمل هموم أمتك في كل ما تكتب
صديقي الشاعر المبدع
وحرفك الرسالي هذا نحن بأمس الحاجة له
بوركت المشاعر الصادقة
تحياتي


وبورك نبضك
سلامي لك دائماً

وشكراً أيها الحبيب محمود

نداء غريب صبري
18-11-2012, 08:03 PM
شعر جميل جدا
حضور الوطن في قصائدك يشعرني أني في ضيافة مناضل

شكرا لك اخي

بوركت

براءة الجودي
18-11-2012, 08:17 PM
عبيرك حرفك الاصيل الزاكي يضوع في الصفحة ويهب نسيمه ليلامس الفؤاد
شكرا لك ولجمال حرفك

د. سمير العمري
19-08-2013, 10:33 PM
في نصك دفء الوطن وعبق تاريخه الطويل!

وهل أشهى من كعك القدس وتاريخ القدس؟؟

لا فض فوك!

تقديري

فاتن دراوشة
20-08-2013, 05:31 AM
ما أروع تقاسيم وجه الوطن وهي تنعكس من مرآة حرفك المتميّز أخي عبد الكريم

كم أفتقد حروفك أيّها الأخضر

أتمنّى أن يكون مانع وجودك بيننا خيرًا

مودّتي

عبدالحكم مندور
21-08-2013, 11:54 PM
نبض متدفق وإحساس عميق يصوغه وجدان صادق
خالص تقديري