مشاهدة النسخة كاملة : خيانة قلم
ياسر ميمو
21-06-2012, 10:42 PM
أسقط في يده..... إذ لم تُجدِ نفعاً كُل الخطط , التي أعدها ونفذها في سبيل الخلاص من مكائد وشرور مديره في العمل , فهو رجلٌ غليظ الطباع , عصبي المزاج مُعجب بنفسه أشد الإعجاب , واثق منها حتى الغرور , وكان لسوء حال زوجته المريضة , و بطون أولاده الجائعة , بالغ الأثرٍ في توكيد إحساسه باليأس , والعجز أمام جبروته , و حمله الخوف من الغرق في مستنقع البطالة المقيت , إلى الإذعان والرضوخ لأوامره الجائرة , ومضت الأيام وهو في همٍ وحزنٍ , وقلق و وهن إذ كيف السبيل إلى الخلاص من أسره , وذات ليلة اهتدى إلى فكرة أتته في ساعة تفكيرٍ مُضني , وبادر يُحيك خيوطها بعناية وتدبر, تذكر موهبته في الشعر , بعد أن حباه الله برهافة الحس و وجودة التعبير عن دُرر العقل من حكمةٍ وفكر , و خلجاتِ القلوب من حبٍ وخوف ومكنونان النفس من قبح وجمال , انتظر بفارغ الصبر يوم عيد ميلاد المدير , وفي اليوم الموعود , أرسل إلى منزله باقة زهور جميلة , وهدية ثمينة قد استدان ثمنها , وظرف أنيق وضع بداخله , رسالة نظم فيها قصيدة عصماء تتقاطر من أبياتها كلمات المديح والثناء
, جاعلاً منه رجل الزمان , وصاحب القول الفصل وانتظر الغد بفارغ الصبر, وكوابيس النهار القادم تلعب لعبتها في عقله , وفي الصباح فوجىء بحاجب المدير , يدخل غرفته و يسارع إلى إعطائه قرراً إدارياً , تسارعت دقات قلبه , اعتقد للوهلة الأولى, أن المدير قد غضب من فعلته بالأمس , و أن عقوبة جسيمة بانتظاره , التهم كلماتها بسرعة البرق , وما أن قرأ قرارتعيينه في منصبٍ رفيع في المؤسسة حتى تنفس الصعداء , و ارتمى إلى أقرب كرسي إليه و كأنما يستريح من عناء سفر طويل شاق وابتسم بتهكم حين قرأ على هامش القرار حكمة صغيرة تقول (( أن تصل متاخراً خير من أن لا تصل أبدا )) ثم شكر الحاجب واضعاً في جيبه بعض ما يملك , مُبدياً سعادته وغبطته بهذه المكرمة الكبيرة وما أن غادر الحاجب المكان , حتى أمسك بورقة القرار بيدٍ نعتت برجفتها أخلاق صاحبها فلم يعهد نفسه من قبل مُنافقاً أو مُداهناً , أو من المتقربين من الباطل زُلفى , تملكه الشعور بأن الثمن الذي دفعه لقاء تلك المكرمة , قد كان باهظاً ومؤلماً , كيف بوسعه أن يسرد على مسامع أطفاله حكايا , يُمسك أبطالها براية الحق بقوة , دفاعاً عن الفضيلة ,غير عابئين بقوى الشر الحاقدة , بدأ يتحسس رائحة الخذلان تفوح من صندوق حكاياه النبيلة فدمعت عيناه بحرقة و أسى , و أمسك بورقة جديدة , وكتب على رأس الصفحة....خيانةُ قلم
تمت بحمد لله
أسماء منصور
22-06-2012, 12:05 AM
كل التحايا لحرفك النضر كالزهور
كلمات باسقات تخفى بطياتها ماهو كامل القوى بموسم خيفى الحزن
مودتى التى لا تشيخ
ياسر ميمو
22-06-2012, 05:05 PM
كل التحايا لحرفك النضر كالزهور
كلمات باسقات تخفى بطياتها ماهو كامل القوى بموسم خيفى الحزن
مودتى التى لا تشيخ
وعليكم السلام ورحمة الله
أهلاً بالأديبة القديرة أسماء
امتناني لحضورك الآثر لا حدود له
و رأيك في النص موضع اهتمامي وتقديري
وباقات من .......... الكاردينيا
آمال المصري
22-06-2012, 05:22 PM
ماكانت خيانة قلم بقدر ماكانت خذلان ضمير ولكنه الفقر والعوز الذي لايشفعان له رياءه
رائع أديبنا الفاضل وأنت تقبض يدك وبقوة على أحد مواجع المجتمع
أسلوب سلس وحبكة قوية وخاتمة موفقة
مكنونات - فوجئ
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
عمر الحجار
22-06-2012, 05:30 PM
الاستاذ الكريم ياسر
قصة جميلة ومعبرة عن واقع معاش
ولا اعتقد ان عليه ان يحزن ، فقد سرق اعجاب المدير وحظوته ليبقي على قوت عياله
والسارق من السارق، اعادة توزيع الثروة
استمتعت بحضوري هنا
كاملة بدارنه
22-06-2012, 06:21 PM
قصّة استلهمت أحداثها من الواقع، حيث تقضي الحاجة المّاسة للعيش أحيانا باتّباع أساليب ومناهج لا يؤمن بها من فعلها
سرد شيّق وجميل
بوركت
تقديري وتحيّتي
(مضنٍ - وظرفا أنيقا )
مصطفى حمزة
22-06-2012, 06:41 PM
أسقط في يده..... إذ لم تُجدِ نفعاً كُل الخطط , التي أعدها ونفذها في سبيل الخلاص من مكائد وشرور مديره في العمل , فهو رجلٌ غليظ الطباع , عصبي المزاج مُعجب بنفسه أشد الإعجاب , واثق منها حتى الغرور , وكان لسوء حال زوجته المريضة , و بطون أولاده الجائعة , بالغ الأثرٍ في توكيد إحساسه باليأس , والعجز أمام جبروته , و حمله الخوف من الغرق في مستنقع البطالة المقيت , إلى الإذعان والرضوخ لأوامره الجائرة , ومضت الأيام وهو في همٍ وحزنٍ , وقلق و وهن إذ كيف السبيل إلى الخلاص من أسره , وذات ليلة اهتدى إلى فكرة أتته في ساعة تفكيرٍ مُضني , وبادر يُحيك خيوطها بعناية وتدبر, تذكر موهبته في الشعر , بعد أن حباه الله برهافة الحس و وجودة التعبير عن دُرر العقل من حكمةٍ وفكر , و خلجاتِ القلوب من حبٍ وخوف ومكنونان النفس من قبح وجمال , انتظر بفارغ الصبر يوم عيد ميلاد المدير , وفي اليوم الموعود , أرسل إلى منزله باقة زهور جميلة , وهدية ثمينة قد استدان ثمنها , وظرف أنيق وضع بداخله , رسالة نظم فيها قصيدة عصماء تتقاطر من أبياتها كلمات المديح والثناء
, جاعلاً منه رجل الزمان , وصاحب القول الفصل وانتظر الغد بفارغ الصبر, وكوابيس النهار القادم تلعب لعبتها في عقله , وفي الصباح فوجىء بحاجب المدير , يدخل غرفته و يسارع إلى إعطائه قرراً إدارياً , تسارعت دقات قلبه , اعتقد للوهلة الأولى, أن المدير قد غضب من فعلته بالأمس , و أن عقوبة جسيمة بانتظاره , التهم كلماتها بسرعة البرق , وما أن قرأ قرارتعيينه في منصبٍ رفيع في المؤسسة حتى تنفس الصعداء , و ارتمى إلى أقرب كرسي إليه و كأنما يستريح من عناء سفر طويل شاق وابتسم بتهكم حين قرأ على هامش القرار حكمة صغيرة تقول (( أن تصل متاخراً خير من أن لا تصل أبدا )) ثم شكر الحاجب واضعاً في جيبه بعض ما يملك , مُبدياً سعادته وغبطته بهذه المكرمة الكبيرة وما أن غادر الحاجب المكان , حتى أمسك بورقة القرار بيدٍ نعتت برجفتها أخلاق صاحبها فلم يعهد نفسه من قبل مُنافقاً أو مُداهناً , أو من المتقربين من الباطل زُلفى , تملكه الشعور بأن الثمن الذي دفعه لقاء تلك المكرمة , قد كان باهظاً ومؤلماً , كيف بوسعه أن يسرد على مسامع أطفاله حكايا , يُمسك أبطالها براية الحق بقوة , دفاعاً عن الفضيلة ,غير عابئين بقوى الشر الحاقدة , بدأ يتحسس رائحة الخذلان تفوح من صندوق حكاياه النبيلة فدمعت عيناه بحرقة و أسى , و أمسك بورقة جديدة , وكتب على رأس الصفحة....خيانةُ قلم
تمت بحمد لله
------------
أخي الكريم الأستاذ ياسر
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
قصّة فاخرة ، تسرد لحظة صراع داخلي ، وتنتهي نهاية هادفة ، أخلاقية نبيلة .
في رأيي لو أنّها كتبت في معظمها بضمير المتكلم لكانت أكثر إقناعاً لنا بما تشعر به الشخصيّة من أحاسيس ومن صراع .
كما أني أرى - مجرد اقتراح - أن تكون الأسطر الأخيرة هكذا : ( بيدٍ نعتت برجفتها أخلاق صاحبها !.. كيف سيكون بوسعه - بعد اليوم - أن يسرد على مسامع أطفاله تلك الحكايا النبيلة ؟! ..ثم دمعت عيناه ، و أمسك بورقة جديدة , ليكنب على رأس الصفحة : خيانةُ قلم ) ، لعلها بهذا الاقتراح تتخلص من العبارات التقريرية التوضيحية ، وتكون ملمحة غير مصرّحة بما يعتقده الكاتب ، وبما يشعر .
أسقط في يده = سُقط في يده
ساعة تفكير مُضني = ساعة تفكير مُضنٍ
أرسل إلى منزله باقة زهورٍ ... وظرف أنيق = وظرفاً أنيقاً
تحياتي وتقديري
ياسر ميمو
22-06-2012, 07:19 PM
ماكانت خيانة قلم بقدر ماكانت خذلان ضمير ولكنه الفقر والعوز الذي لايشفعان له رياءه
رائع أديبنا الفاضل وأنت تقبض يدك وبقوة على أحد مواجع المجتمع
أسلوب سلس وحبكة قوية وخاتمة موفقة
مكنونات - فوجئ
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
الأديبة والمتميزة آمال
أُثمن بعمق ومحبة رأيك الأنيق في القصة
الحمد لله أنها نالت استحسانك ورضاك
دمت بخير أيتها الأصيلة
ياسر ميمو
22-06-2012, 07:22 PM
الاستاذ الكريم ياسر
قصة جميلة ومعبرة عن واقع معاش
ولا اعتقد ان عليه ان يحزن ، فقد سرق اعجاب المدير وحظوته ليبقي على قوت عياله
والسارق من السارق، اعادة توزيع الثروة
استمتعت بحضوري هنا
الأخ الأديب الفاضل عمر
هو حزن الشريف إذا نيل من شرفه
أتشرف بتواجدك الآثر في متصفحي
وباقات من......... الفل
ياسر ميمو
22-06-2012, 07:26 PM
قصّة استلهمت أحداثها من الواقع، حيث تقضي الحاجة المّاسة للعيش أحيانا باتّباع أساليب ومناهج لا يؤمن بها من فعلها
سرد شيّق وجميل
بوركت
تقديري وتحيّتي
(مضنٍ - وظرفا أنيقا )
وعليكم السلام ورحمة الله
أسعد الله أيامك أستاذتي الفاضلة
أبادلك التحية والمودة والتقدير
أشكرك على التصحيح لأخطائي
حماك الباري
ياسر ميمو
22-06-2012, 07:32 PM
------------
أخي الكريم الأستاذ ياسر
أسعد الله أوقاتك بكل الخير
قصّة فاخرة ، تسرد لحظة صراع داخلي ، وتنتهي نهاية هادفة ، أخلاقية نبيلة .
في رأيي لو أنّها كتبت في معظمها بضمير المتكلم لكانت أكثر إقناعاً لنا بما تشعر به الشخصيّة من أحاسيس ومن صراع .
كما أني أرى - مجرد اقتراح - أن تكون الأسطر الأخيرة هكذا : ( بيدٍ نعتت برجفتها أخلاق صاحبها !.. كيف سيكون بوسعه - بعد اليوم - أن يسرد على مسامع أطفاله تلك الحكايا النبيلة ؟! ..ثم دمعت عيناه ، و أمسك بورقة جديدة , ليكنب على رأس الصفحة : خيانةُ قلم ) ، لعلها بهذا الاقتراح تتخلص من العبارات التقريرية التوضيحية ، وتكون ملمحة غير مصرّحة بما يعتقده الكاتب ، وبما يشعر .
أسقط في يده = سُقط في يده
ساعة تفكير مُضني = ساعة تفكير مُضنٍ
أرسل إلى منزله باقة زهورٍ ... وظرف أنيق = وظرفاً أنيقاً
تحياتي وتقديري
السلام عليكم ورحمة الله
العزيز والغالي مصطفى
أشكرك على نقدك الهادف والبناء
فذاك بعض أدبك و علمك
مودتي وتقديري لأخ عزيز كريم
أيامك رضا و ....... سعادة
ربيحة الرفاعي
06-11-2012, 06:16 PM
باقتناص للفكرة من واقع مفوض على كل ما حولنا، وذكاء في توظيفها لخدمة بناء نص قصّي جميل وواعظ، رسم كاتبنا لوحة إنسانية بكت اضطرار البطل لتغييب ضميره ومصداقيته وراء موجة نفاق ركبها لتأمين غده
صراع داخلي عميق حملته السطور وحكاه المشهد
وأداء قصي طيب وقفلة رائعة
أهلا بك ايها الكريم في واحتك
تحاياي
ياسر ميمو
08-11-2012, 09:47 AM
باقتناص للفكرة من واقع مفوض على كل ما حولنا، وذكاء في توظيفها لخدمة بناء نص قصّي جميل وواعظ، رسم كاتبنا لوحة إنسانية بكت اضطرار البطل لتغييب ضميره ومصداقيته وراء موجة نفاق ركبها لتأمين غده
صراع داخلي عميق حملته السطور وحكاه المشهد
وأداء قصي طيب وقفلة رائعة
أهلا بك ايها الكريم في واحتك
تحاياي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومن غير الواقع المؤلم يثير في أنفسنا قوة لم نعهدها من قبل
قدر الإبداع أن يولد من رحم المعاناة
أديبتنا الراقية ربيحة
أثلجت صدري.... طيب الله خاطرك
الفرحان بوعزة
09-11-2012, 12:17 PM
الأخ المبدع المتألق .. ياسر ميمو ..تحية طيبة ..
قصة جميلة منتزعة من الواقع الاجتماعي الممكن التي قد نعايشها .. صيغت في سرد جميل وبناء محكم .. فبغض النظر عن العلاقة الموجودة بين المدير والبطل فإن ما هو أهم في هذه الخطاطة السردية هو الكشف عن الوجه الحقيقي لنماذج إنسانية تصنع حياتها المتفردة منأجل خلق التوازن بين الرغبات النفسية والاجتماعية .. فمن خلال مجموعة من السلوكات والأفعال التي قامت بها شخوص القصة / المدير / البطل / الحاجب / فإنها شخوص استفادت وحققت مكاسب ترضي كل الأطراف ..
إنه اهتزاز عميق للنفس والذات والضمير والإنسانية .. اهتزاز تؤطره الأنانية والانتهازية والمصلحة الخاصة .. وليس بغريب أن تجهز هذه التغيرات إلى هدم المواقف وتدمير المبادئ من أجل إخضاعها للمصالح الخاصة والرغبات الدفينة ..
جميل ما كتبت وأبدعت ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
ياسر ميمو
10-11-2012, 02:12 AM
الأخ المبدع المتألق .. ياسر ميمو ..تحية طيبة ..
قصة جميلة منتزعة من الواقع الاجتماعي الممكن التي قد نعايشها .. صيغت في سرد جميل وبناء محكم .. فبغض النظر عن العلاقة الموجودة بين المدير والبطل فإن ما هو أهم في هذه الخطاطة السردية هو الكشف عن الوجه الحقيقي لنماذج إنسانية تصنع حياتها المتفردة منأجل خلق التوازن بين الرغبات النفسية والاجتماعية .. فمن خلال مجموعة من السلوكات والأفعال التي قامت بها شخوص القصة / المدير / البطل / الحاجب / فإنها شخوص استفادت وحققت مكاسب ترضي كل الأطراف ..
إنه اهتزاز عميق للنفس والذات والضمير والإنسانية .. اهتزاز تؤطره الأنانية والانتهازية والمصلحة الخاصة .. وليس بغريب أن تجهز هذه التغيرات إلى هدم المواقف وتدمير المبادئ من أجل إخضاعها للمصالح الخاصة والرغبات الدفينة ..
جميل ما كتبت وأبدعت ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحية بحجم............ الشمس
أهلاً بالأديب الفاضل الفرحان
حقيقة لا أجيد فن الرد على الردود الصعبة
وردك صعب يا صاحبي
أشكرك على لباقتك و أدبك و ذوقك
أيامك رضا وسعادة أيها .... الأصيل
نداء غريب صبري
17-11-2012, 12:44 AM
قصة رائعة أخي
مستلهمة من الواقع
وتقول الحقيقة التي يعيشها اكثرنا
شكرا لك
بوركت
ياسر ميمو
17-11-2012, 07:35 PM
قصة رائعة أخي
مستلهمة من الواقع
وتقول الحقيقة التي يعيشها اكثرنا
شكرا لك
بوركت
وعليكم السلام ورحمة الله
نعم هي الحقيقة التي نمارسها بخجل و ربما بوقاحة
أستاذة نداء أثمن تواجدك هنا
حماك ..... الباري
محمد الشرادي
17-11-2012, 09:27 PM
أسقط في يده..... إذ لم تُجدِ نفعاً كُل الخطط , التي أعدها ونفذها في سبيل الخلاص من مكائد وشرور مديره في العمل , فهو رجلٌ غليظ الطباع , عصبي المزاج مُعجب بنفسه أشد الإعجاب , واثق منها حتى الغرور , وكان لسوء حال زوجته المريضة , و بطون أولاده الجائعة , بالغ الأثرٍ في توكيد إحساسه باليأس , والعجز أمام جبروته , و حمله الخوف من الغرق في مستنقع البطالة المقيت , إلى الإذعان والرضوخ لأوامره الجائرة , ومضت الأيام وهو في همٍ وحزنٍ , وقلق و وهن إذ كيف السبيل إلى الخلاص من أسره , وذات ليلة اهتدى إلى فكرة أتته في ساعة تفكيرٍ مُضني , وبادر يُحيك خيوطها بعناية وتدبر, تذكر موهبته في الشعر , بعد أن حباه الله برهافة الحس و وجودة التعبير عن دُرر العقل من حكمةٍ وفكر , و خلجاتِ القلوب من حبٍ وخوف ومكنونان النفس من قبح وجمال , انتظر بفارغ الصبر يوم عيد ميلاد المدير , وفي اليوم الموعود , أرسل إلى منزله باقة زهور جميلة , وهدية ثمينة قد استدان ثمنها , وظرف أنيق وضع بداخله , رسالة نظم فيها قصيدة عصماء تتقاطر من أبياتها كلمات المديح والثناء
, جاعلاً منه رجل الزمان , وصاحب القول الفصل وانتظر الغد بفارغ الصبر, وكوابيس النهار القادم تلعب لعبتها في عقله , وفي الصباح فوجىء بحاجب المدير , يدخل غرفته و يسارع إلى إعطائه قرراً إدارياً , تسارعت دقات قلبه , اعتقد للوهلة الأولى, أن المدير قد غضب من فعلته بالأمس , و أن عقوبة جسيمة بانتظاره , التهم كلماتها بسرعة البرق , وما أن قرأ قرارتعيينه في منصبٍ رفيع في المؤسسة حتى تنفس الصعداء , و ارتمى إلى أقرب كرسي إليه و كأنما يستريح من عناء سفر طويل شاق وابتسم بتهكم حين قرأ على هامش القرار حكمة صغيرة تقول (( أن تصل متاخراً خير من أن لا تصل أبدا )) ثم شكر الحاجب واضعاً في جيبه بعض ما يملك , مُبدياً سعادته وغبطته بهذه المكرمة الكبيرة وما أن غادر الحاجب المكان , حتى أمسك بورقة القرار بيدٍ نعتت برجفتها أخلاق صاحبها فلم يعهد نفسه من قبل مُنافقاً أو مُداهناً , أو من المتقربين من الباطل زُلفى , تملكه الشعور بأن الثمن الذي دفعه لقاء تلك المكرمة , قد كان باهظاً ومؤلماً , كيف بوسعه أن يسرد على مسامع أطفاله حكايا , يُمسك أبطالها براية الحق بقوة , دفاعاً عن الفضيلة ,غير عابئين بقوى الشر الحاقدة , بدأ يتحسس رائحة الخذلان تفوح من صندوق حكاياه النبيلة فدمعت عيناه بحرقة و أسى , و أمسك بورقة جديدة , وكتب على رأس الصفحة....خيانةُ قلم
في أحيان كثيرة يضعف الإنسان فتلين عزيمته و يتخلى عن مواقفه المشرفة. لكن باب التوبة مفتوح و المجال متاح دائما لصحوة ضمير حتى و لو جاءت متأخرة.
مودتي
تمت بحمد لله
ياسر ميمو
17-11-2012, 11:02 PM
في أحيان كثيرة يضعف الإنسان فتلين عزيمته و يتخلى عن مواقفه المشرفة. لكن باب التوبة مفتوح و المجال متاح دائما لصحوة ضمير حتى و لو جاءت متأخرة.
وعليكم السلام أستاذ محمد
يسعدني الترحيب مجدداً بأديبٍ متميزٍ مثلك
نعم فأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي
حكمة قد لا يقتنع بها البعض لكنها موجودة
امتناني لحضورك لا حدود له
دمت أخاً عزيزاً كريماً
ناديه محمد الجابي
18-03-2016, 08:28 PM
النفاق .. طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد ، وطمع بالمنافع الدنيوية
وجحود للحق، وكذب .. نخفي ما في صدورنا لنصل لما نريد
موضوع جميل وطرح هادف ومعبر وإنسانية شفيفة مؤثرة.
دمت بكل خير. :001:
ياسر ميمو
30-09-2016, 07:38 AM
النفاق .. طبخة شيطانية مركبة من جبن شديد ، وطمع بالمنافع الدنيوية
وجحود للحق، وكذب .. نخفي ما في صدورنا لنصل لما نريد
موضوع جميل وطرح هادف ومعبر وإنسانية شفيفة مؤثرة.
دمت بكل خير. :001:
تحية أستاذة نادية
هؤلاء يملكون عائلة كبيرة جدا
المصيبة أن الوقوف في وجههم
مجرد إضاعة.....للوقت
مودة و تحية
ناديه محمد الجابي
23-09-2023, 07:33 PM
قد يقنع الإنسان نفسه بأن الغاية تبرر الوسيلة
وأن دفع أذى الظالم بالحيلة جائز
ولكن في النهاية يجب أن نعلم إن السعادة لا تكمن إلا في الطريق الصحيح
فأي طعم للسعادة إذا خسرت نفسك؟؟
ولك تحياتي وودي.
:v1::001::wow:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir