تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : النباش الصغير



عبد الغني سهاد
04-07-2012, 08:50 PM
النباش الصغير
تنبيه :
يلزم وضع كمامات واقية للانفاس من نتانة النص النابع من اعماق المزابل البشرية ............
شكرا .....:






دات صباح باكر جدا ....يخيم فيه ضباب كثيف على زوايا المكان ...حاجبا الرؤيا الواضحة...كان سعيد ينبش بمخطافه النحاسي الطويل في ركامات القمامة المكدسة امامه هنا وهناك ..ضباب هدا الصباح اعور يسمح برؤية الاعالي ويمنع رؤية الاسافل ...تعود سعيد على تلك الروائح الكريهة من كل الاصناف ..لا يمل من رمي الاشياء التافهة في كل الجهات..وبعفوية يجمع ما تيسر من زجاج وبلاستيك وكارطون واشياء اخرى ...يفتح الاكياس المقفلة بحدر مستعملا قفازاته السوداء...يسكنه امل قوي في الحصول يوما على شيء ثمين ...شيء لا يعرفه..لكنه يعرف انه سيكون ثمينا.....
يسرع في النبش كانه في سباق للحصول على دلك الشيء قبل مجيء زملاء الحرفة ..وباقي النباشين الصغار والكبار ....في لحظة من الزمن تمكن منه التعب ...فجلس يستريح على ضخرة قرب برج من ابراج سور المدينة القديم ..
اناخ بفكره عن الازبال وجال بنظره في اشجار النخيل القريبة منه ..فكر في مدرسته...في شهادة الباكالوريا....في جمع المال الكافي لعلاج والده العاطل المريض بفقر الدم....في مساعدة والدته على مصروف الكوخ...وفي تتبع تمدرس اخته الصغيرة .في ....وفي.....فعاد لتوه الى حمل مخطافه والنبش بقوة في ناحية اخرى لعله يعثر على دلك الشيء الثمين .....
شيئا فشيئا يرتفع الضباب فتسطع شمس دلك اليوم ...و لا يزال سعيد يخبط بمخطافة في الازبال ...جمع ماقدر على جمعه .. رزمه في حزمات ورماها على دراجته الصغيرة... قاصدا اقرب المتاجر لبيعه...بعد فحص دقيق للبضاعة ووزنها ..امسك بثمنها يغمره شيء من الاحساس القريب من السعادة ....
اتجه سعيد الى الكوخ ..ومن بعيد شاهد رجال الحي يحتشدون على بابه ....لابد ان شيئا ما حدث هدا الصباح ...رمى دراجته وجرى نحو الكوخ ...
سمع احد الاصوات يقول :
عظم الله اجركم في الفقيد......
لم يرد سعيد..توغل داخل الكوخ ليجد امه تنوح مع نساء الحي... وجثةوالده النحيفة ممدة على السرير مغطاة بازار أبيض ... وعلى راسه فقيه الحي ....
لم يتمالك نفسه وسط الحشود فعانق امه واخته الصغيرة ...ضمهن بقوة الى صدره ....وعيناه مغرورقتان بالدمع ...قرر في نفسه ان يعود بعد الدفن الى المزابل ... ويقضي بقية ايامه بها ...لعله يعثر يوما على دلك الشيء الثمين ....ويصبح احد اباطرتها الكبار ....

///////

كاملة بدارنه
21-07-2012, 12:35 PM
غرست مخرزا من مخارز وجع الفقر في صدر المعاناة!
رائعة الفكرة لكنّها بحاجة للمراجعة، والانتباه لحرف الذّال الذي كتب دالا
بوركت
تقديري وتحيّتي

فاطمه عبد القادر
24-07-2012, 11:54 PM
دات صباح باكر جدا ....يخيم فيه ضباب كثيف على زوايا المكان ...حاجبا الرؤيا الواضحة...كان سعيد ينبش بمخطافه النحاسي الطويل في ركامات القمامة المكدسة امامه هنا وهناك ..ضباب هدا الصباح اعور يسمح برؤية الاعالي ويمنع رؤية الاسافل ...تعود سعيد على تلك الروائح الكريهة من كل الاصناف .


السلام عليكم
هذة الطبقة من المسحوقين ستظل وصمة عار على وجه الإنسانية الوضاح
هذة الطبقة من الفقراء جدا,, يتألمون ويتعذبون لتغنى طبقة أخرى لحد الغنى الفاحش,, وكلا الحالتين تقود للإنحراف والكفر
على الجميع التفكير بكلتا الطبقتين التي تسير خطأ في الحياة ,الأولى مضطرة مقهورة ,والثانية فاجرة ملعونة
شكرا أخي عبد الغني
لقد ألقيت الضوء كما يجب,,, وهي مساهمة منك لمكافحة هذة الحالات الرهيبة
وذلك بقصة جميلة مؤثرة
ماسة

ربيحة الرفاعي
31-10-2014, 11:28 PM
ص اقتنص الصورة من قاع الفقر، وانحاز للوجع الانساني بأقسى أشكاله وإلى أقصى حدوده
أظن قولك
سمع احد الاصوات يقول :
عظم الله اجركم في الفقيد......
لم يرد سعيد..
جاء مقحما في النص مضيعا فكرة الصورة الأجمل فيما تلاه، حيث لم يكن لاجتماعهما ضرورة وكان ما جاء بعده أجمل

وددت لو أنك أوليت النص بعض مراجعة قبل اعتماد نشره

أهلا بك أديبنا في واحتك

تحاياي

خلود محمد جمعة
03-11-2014, 07:46 AM
وما جبره على الزبالة غير زبالة الفقر سيدي
قصة فقر جديدة ترسم صورة أخرى للوجع
احتاج النص بعض مراجعة
كل التقدير

نداء غريب صبري
11-02-2015, 12:00 PM
الفقر في القصة هو المزبلة الحقيقة
وهو الذي يجعل كل شئ بائسا وحزينا

أثرت بي جدا هذه القصة

شكرا لك
بوركت

آمال المصري
23-12-2015, 07:55 PM
ليست مزابل بشرية ولكنه الفقر المدقع الذي يخط تجاعيده على الملامح البئيسة والتي لم تنمحِ برحيل الوالد
بل تزداد المأساة مع تشبسه بالاستمرار في تلك المزابل وبرؤيته أنها مكانه الأمثل
دام ألقك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي