المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البناء الأخلاقي الإسلامي .



أ د خديجة إيكر
06-07-2012, 07:00 PM
يقيم الإسلام الحياة على الأخلاق الفاضلة، ذلك أن المجتمع الإسلامي مجتمع فاضل، والمسلمون ـ الذين يتمثلون الإسلام حقا ـ تكون لهم أخلاق فاضلة في كل مجالات الحياة : الاجتماعية والاقتصــادية والسياسية .
وقد امتدح الحق سبحانه الرسول صلى الله عليه و سلم بالخلق الكريم، في قوله عز و جل : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) القلم / 4 ، مبينا أهمية الأخلاق في الحياة، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه و سلم القدوة، والقمة السامقة في الأخلاق . كما بيَّن الرسول صلى الله عليه و سلم وظيفته الأخلاقية عندما قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .
وقد ارتبطت جوانب الإسلام برباط أخلاقي، مما يؤكد أن الأخلاق هي روح الدين الإسلامي، وأن النظام التشريعي الإسلامي ما هو إلا كيان مجسِّد لهذه الروح الأخلاقية.
والإسلام لا ينظر إلى الأخلاق على أنها قيم شكلية، أومثالية كما تنظر إليها الحضارات الأخرى ، بل ينظر إليها على أنها ضرورة حياتية لا يمكن للإنسان أن يحقق وجوده الإنساني بدونها، كما أن سعادته الدنيوية و الأخروية مرتبطة بها .
إن الأخلاق في نظر الإسلام هي مبادئ وقواعد حددها الوحي الإلهي لتنظيم حياة الإنسان ، وتحديد علاقته بغيره على نحو يحقِّق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه . والتربية الخلقية في الإسلام تربية مقاصدية، ذات أبعاد و غايات و ليست شعارات جوفاء . فمن هذه الغايات التي تتحقَّق بالأخلاق الإسلامية الفاضلة إصلاحُ السر والعلن و الرقابةُ الداخلية الذاتية وتقويمُ السلوك الفردي والعملُ على ترقيته وفقاً للشرع الحنيف والشعورُ بالمسؤولية.
ويتميز النظام الأخلاقي الإسلامي بكونه نظاماً إلهياً من حيث المصدر، إنسانياً من حيث الموضوع . فلا يكتفي الإنسان ـ في الجانب الأخلاقي ــ بالتنظير بل لا بد إلى جانبه من تطبيقٍ و تَمَثُّلٍ لهذه الأخلاق .
و قد دعا الإسلام إلى اتباع طرق متعددة لغرس الأخلاق في النفوس، بحيث تصبح قناعة لدى الفرد والجماعة، ويكون الحامل على تمثُّلها في كل مجالات الحياة هو الاقتناع بأهميتها وجدواها، و ليس التقليد فقط . كما يجب أن يكون الرقيب الأساس على حفظها وصيانتها هو الوازع الديني، الذي تتولد عنه الرقابة الداخلية، المنبعثة من ذات الفرد والجماعة.
و لعل من أهم هذه الوسائل الوعظُ و الإرشادُ، والتذكيرُ والنصحُ ،والترغيب والترهيب، والعبادة ، و التوبة والمغفرة .
و تغرس هذه الوسائل التربوية السالفة الذكر في نفس المؤمن الفضائلَ ، وتقوي لديه الوازع الديني، وتحمله المسؤولية تجاه ربه سبحانه و تعالى و تجاه نفسه والناس أجمعين و تجاه كل من يشاركه الحياة من كائنات ، حتى يصبح ما يصدر عنه من أقوال وأفعال وتصرفات وسلوكات ومواقف واتجاهات مطابقا لمعايير الأخلاق المحمودة التي دعا إليها الإسلام .
و إذا تتبعنا البناء الأخلاقي في القرآن الكريم سنصل إلى حقيقة نَغفل عنها جميعاً و هي أن عدد آيات الأخلاق كبير جدا بالقياس إلى آيات الأحكام، حيث بلغ عددها أربعاً وخمسمائة و ألف آية ، موزعة في مختلف سور القرآن الكريم . و هذا دليل على أهمية الأخلاق في المنظومة الإسلامية، يمكِّننا من فهم أسلوب الحصر"بإنما " الوارد في الحديث النبوي الشريف: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .

ربيحة الرفاعي
06-07-2012, 10:33 PM
و تغرس هذه الوسائل التربوية السالفة الذكر في نفس المؤمن الفضائلَ ، وتقوي لديه الوازع الديني، وتحمله المسؤولية تجاه ربه سبحانه و تعالى و تجاه نفسه والناس أجمعين و تجاه كل من يشاركه الحياة من كائنات ، حتى يصبح ما يصدر عنه من أقوال وأفعال وتصرفات وسلوكات ومواقف واتجاهات مطابقا لمعايير الأخلاق المحمودة التي دعا إليها الإسلام .
و إذا تتبعنا البناء الأخلاقي في القرآن الكريم سنصل إلى حقيقة نَغفل عنها جميعاً و هي أن عدد آيات الأخلاق كبير جدا بالقياس إلى آيات الأحكام، حيث بلغ عددها أربعاً وخمسمائة و ألف آية ، موزعة في مختلف سور القرآن الكريم . و هذا دليل على أهمية الأخلاق في المنظومة الإسلامية، يمكِّننا من فهم أسلوب الحصر"بإنما " الوارد في الحديث النبوي الشريف: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .
بينما يرهق البعض الأمة بإحصائيات لا مبرر لها ولا نفع حقيقي يرجى منها في أي الذكر الحكيم وحروفه، فإن بعض الإحصائيات تحمل عمقا وقيمة يجب على العاقل ملاحظتها وتدبرها...
موضوع قيم أبدعت فاضلتي باختيار خاتمته المحملة بزبدة القول

أهلا بك دائما في واحتك

تحاياي

أ د خديجة إيكر
06-07-2012, 10:49 PM
بينما يرهق البعض الأمة بإحصائيات لا مبرر لها ولا نفع حقيقي يرجى منها في أي الذكر الحكيم وحروفه، فإن بعض الإحصائيات تحمل عمقا وقيمة يجب على العاقل ملاحظتها وتدبرها...
موضوع قيم أبدعت فاضلتي باختيار خاتمته المحملة بزبدة القول

أهلا بك دائما في واحتك

تحاياي



يشرفني أن تكوني أول الزائرين أستاذة ربيحة الرفاعي

بوركت أيتها الكريمة على طيب حرفك .

عبد الرحيم بيوم
07-07-2012, 11:56 AM
ومن اسس البناء الاخلاقي في الاسلام انه حث على الاخلاق متجها لها قصدا دون بناءها او اسنادها للمنفعة الدنيوية تاصيلا
بل ربطها بالثواب وفي ذلك ضمان لثباتها وديمومتها وعدم تاثير الزمان ولا المكان على تغيرها
بخلاف البناء الغربي للاخلاق، وهذا اختلاف جوهري
ومما يستدل به هنا ما خرجه مسلم (1787) من حديث حذيفة بن اليمان قال: ما منعنى أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل قال فأخذنا كفار قريش قالوا إنكم تريدون محمدا ؟ فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرناه الخبر فقال "انصرفا نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم"
ومن وسائل التربية على الاخلاق المهمة جدا التربية بالقدوة المباشرة والاحتكاك باصحاب الاخلاق العالية والتصرف الحسن
فالنفوس تشرب بالمجاورة والقلور تتاثر بالمصاحب

اختي الكريمة الدكتورة خديجة
ارحب بك في واحتك
وسعدنا بموضوعك وإثراءك
ولك من تحياتي اجملها
حفظك المولى ورعاك

أ د خديجة إيكر
07-07-2012, 08:17 PM
الأستاذ عبد الرحيم صابر

طيّب الله أوقاتك

أشكر لك تواصلك

تحيتي إليك

عايد راشد احمد
12-07-2012, 02:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الاستاذة الدكتورة الفاضلة

موضوع جيد ويحث علي التمسك بالاخلاق استنادا للقران والحديث

بوركتي استاذتنا اكريمة علي جهدك الطيب

وجزاكي الله عنا خيرا

ومرحبا بك في واحتك ودارنا جميعا

تقبلي مروري وتحيتي