المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوريّة



مُنتظر السوادي
21-07-2012, 10:20 PM
حوريّة
أَمامَ النهرِ يتأملانِ ، بجنبه هانئ ، يحاورُه حول جمالِ الأَسماك السَّابحة ، ويرشده إِلى مفاتن حركتِها وامتلائها ، يسمك الفَتَّى المنجل وينزل بهدوءٍ في النهر .
يرقب الأسماك أَيُّهُنَّ اصطاد ، يبصرُ الجرفَ ويحاولُ الإمساك بها ، يمدُّ يده بسكون وصمت ، تنزلقُ السمكةُ برشاقتها وتتلاشى عن بصرِه ، فجأة يكلمه هانئ انظر إِلى تلك البيضاء في الوسط ، يلتفت إِليها ، ويضربها بما أُؤتي من قوة ، يبحثُ عنها لم يجد شيئاً ، سوى بعض أَصدافٍ لؤلئيَّة تملأُ فضاءَ المياه .
بإِكليلٍ بنفسجي فتاة أَقبلت ترثيها شعراً ، وتنوح ، قتلتها ، أَجملنا هي ، وأَكثرنا فهماً وعلماً ، تلومه . يبكي عليها ، ويندم أَيَّما ندامة ، يحملها حوريّةً على كتفه ، ويعظ ندماً على نبضِ روحه ، يتكسر قلبه آهات وحسرات ، بلا ثيابٍ كما خُلقت ، يقطر منها ماءٌ كثير ، لا تضاهيه سوى دموع قلبه ، وبدأ يذبل جسدها كما يذوب الثلج .
يتوقف تقاطر الماء منها ، ضجيج يعلو من غير مكان ، يملأُ سمعه ، يحاول أَن يسقط قطرات علَّ الأَصوات تسكن ، لكن الصراخ يزداد ، يضغطُ رأسه ، يجمع كلّ رجولته المتهدمة ، لا ينفع ، الضجيج والصياح يعصرُه ، لحظات ، تفتحُ الفتاة عينيها ، وتحرك جذعها ، ويمتلأُ جسمها ، ما يزال حاملها ، ينظر إِليها ، فتورق بسمتها في روحه .


مُنتظر السَّوَّاديّ
14 / 7 / 2012 م

مصطفى حمزة
22-07-2012, 09:00 PM
حوريّة
أَمامَ النهرِ يتأملانِ ، بجنبه هانئ ، يحاورُه حول جمالِ الأَسماك السَّابحة ، ويرشده إِلى مفاتن حركتِها وامتلائها ، يسمك الفَتَّى المنجل وينزل بهدوءٍ في النهر .
يرقب الأسماك أَيُّهُنَّ اصطاد ، يبصرُ الجرفَ ويحاولُ الإمساك بها ، يمدُّ يده بسكون وصمت ، تنزلقُ السمكةُ برشاقتها وتتلاشى عن بصرِه ، فجأة يكلمه هانئ انظر إِلى تلك البيضاء في الوسط ، يلتفت إِليها ، ويضربها بما أُؤتي من قوة ، يبحثُ عنها لم يجد شيئاً ، سوى بعض أَصدافٍ لؤلئيَّة تملأُ فضاءَ المياه .
بإِكليلٍ بنفسجي فتاة أَقبلت ترثيها شعراً ، وتنوح ، قتلتها ، أَجملنا هي ، وأَكثرنا فهماً وعلماً ، تلومه . يبكي عليها ، ويندم أَيَّما ندامة ، يحملها حوريّةً على كتفه ، ويعظ ندماً على نبضِ روحه ، يتكسر قلبه آهات وحسرات ، بلا ثيابٍ كما خُلقت ، يقطر منها ماءٌ كثير ، لا تضاهيه سوى دموع قلبه ، وبدأ يذبل جسدها كما يذوب الثلج .
يتوقف تقاطر الماء منها ، ضجيج يعلو من غير مكان ، يملأُ سمعه ، يحاول أَن يسقط قطرات علَّ الأَصوات تسكن ، لكن الصراخ يزداد ، يضغطُ رأسه ، يجمع كلّ رجولته المتهدمة ، لا ينفع ، الضجيج والصياح يعصرُه ، لحظات ، تفتحُ الفتاة عينيها ، وتحرك جذعها ، ويمتلأُ جسمها ، ما يزال حاملها ، ينظر إِليها ، فتورق بسمتها في روحه .


مُنتظر السَّوَّاديّ
14 / 7 / 2012 م

------------
أخي الأكرم ، الأستاذ منتظر
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ نصّاً بيغ اللغة ، جميل الصور ، شفيفاً حالماً .... لكنه مُضمر المغزى ، فكرته مُغلّفة بفكر كاتبها .. أو هكذا بدت لي !!
تحياتي
ورمضان مُبارَك

كاملة بدارنه
22-07-2012, 10:09 PM
قصّة رمزيّة بنهاية توحي بالبعث من جديد
النّهر هو الحياة بجريانها وعدم توقّفها، والهانئ قد يكون الذّات أو الأنا الذي يوجه صاحبه، حيث أشار عليه بالنّزول إلى النّهر، أي دخول معترك الحياة فيصطاد من الأسماك دلالة على الكسب والحصول على نصيبه.
حين يشير عليه الهانئ بضرب السّمكة البيضاء، فإنّه يضرب سعادته، وينشر اللّؤلؤ لغيره، فاللون الأبيض هو النّقاء والطّهر. وتكون الضّربة للحوريّة التي ترمز للجمال. وبعد ضربها تظهر له الفتاة التي ترثيها شعرا
قد تكون الفتاة إشارة إلى الدّنيا وحبّها التي نبّهته لسوء ما فعل، فأحسّ بالذّنب وهي تتلاشى أمامه، وكأنّا بالأحلام والأمنيّات تضمحلّ وتذوب، ولحسن الحظّ تورق بسمتها في النّهاية بروحه... عودة لتجدّد الحياة والأمل ...هكذا فهمت هذه الرّائعة الرّمزيّة أخ منتظر
بوركت
تقديري وتحيّتي
( همسة: يعضّ - ويمتلئ )

نادية بوغرارة
24-07-2012, 12:32 AM
ما أجمل أن يعود المفقود بعد أن بلغ اليأسُ من عودته مَبلغه .

المتألق منتظر السوادي ،

قصتك أوحت لي بأمور كثيرة أهمها أن لك قلما أديبا له بصمته الخاصة .

دمت والإبداع .

ربيحة الرفاعي
24-07-2012, 08:56 PM
بلغت الرمزية حدا أطلق لخيل التأويل العنان، بشطحات خيال مفتوحة المدى، وتحليق بين دلالات توجهها خيالي في عمومه

طيب أن ختمتها بعد مسحة التلاشي بعودة الأمل والحياة

حرف مائز يطيب في أفيائه المكوث

أهلا بك أديبنا في واحتك

تحاياي

فاطمه عبد القادر
24-07-2012, 11:44 PM
لا ينفع ، الضجيج والصياح يعصرُه ، لحظات ، تفتحُ الفتاة عينيها ، وتحرك جذعها ، ويمتلأُ جسمها ، ما يزال حاملها ، ينظر إِليها ، فتورق بسمتها في روحه .

السلام عليكم
قصة قصيرة تشبه الحلم أو المنام ,,لكنها لذيذة
أو تشبه لوحة خيالية تحتاج جهدا لفك رموزها لكنها رائعة
أعتقد أن السمكات الجميلات هن النساء أو البنات الشابات بالتحديد ,والنهر هو درب الحياة ,والمنجل هو السوء ,,أو النية السيئة للاصطياد
السمكة البيضاء دليل الطهر لفتاة جيدة ,اللؤلؤ هو أثرها بعد قتلها ,الشاب ندم ندما شديدا على تسرعه وطيشه ,ضميره يعذبه عذابا أليما ,يفرح إذ تعود ضحيته للحياة
ستكون درسا لن ينساه أبدا
أما هانىء فهو الضمير الهانىء بموته
شكرا لك أخي منتطر
ماسة

مُنتظر السوادي
05-11-2012, 06:16 PM
------------
أخي الأكرم ، الأستاذ منتظر
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ نصّاً بيغ اللغة ، جميل الصور ، شفيفاً حالماً .... لكنه مُضمر المغزى ، فكرته مُغلّفة بفكر كاتبها .. أو هكذا بدت لي !!
تحياتي
ورمضان مُبارَك

شكرا لك أستاذي العزيز
بارك الله فيك
نعم غامضة الفكرة
إنها محاولة وانتهت

أكرر شكري وتقديري لشخصكم الكريم

الفرحان بوعزة
05-11-2012, 09:22 PM
أخي المبدع المتألق .. منتظر السوادي .. تحية طيبة ..
انتقل السارد من ما هو واقعي /اصطياد السمك / إلى ما هو عجائبي وغرائبي .. بطل حاول اصطياد سمكة بطريقته الخاصة لكنه فشل .. فلجأ إلى استعمال العنف القاتل ..
حادثة ولدت فتاة تقول شعراً ، وتتغنى بجمال السمكة الميتة .. والواقع أنها كانت تتغني بجمالها .. فغير البطل وجهته نحوها كأنه أعطته نفساً جديداً لمتابعة الحياة بعيداً عن ألم الندم ..
صور جميلة وأسلوب شيق .. وقد يساهم الغموض في جمالية النص ودافعاً لقراءات متعددة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

نداء غريب صبري
20-11-2012, 04:59 PM
نص قصصي جميل
احببت لغته ورموزه ولم أتمكن من فهم مضمونه

شكرا لك أخي

بوركت

مُنتظر السوادي
14-02-2013, 01:07 AM
قصّة رمزيّة بنهاية توحي بالبعث من جديد
النّهر هو الحياة بجريانها وعدم توقّفها، والهانئ قد يكون الذّات أو الأنا الذي يوجه صاحبه، حيث أشار عليه بالنّزول إلى النّهر، أي دخول معترك الحياة فيصطاد من الأسماك دلالة على الكسب والحصول على نصيبه.
حين يشير عليه الهانئ بضرب السّمكة البيضاء، فإنّه يضرب سعادته، وينشر اللّؤلؤ لغيره، فاللون الأبيض هو النّقاء والطّهر. وتكون الضّربة للحوريّة التي ترمز للجمال. وبعد ضربها تظهر له الفتاة التي ترثيها شعرا
قد تكون الفتاة إشارة إلى الدّنيا وحبّها التي نبّهته لسوء ما فعل، فأحسّ بالذّنب وهي تتلاشى أمامه، وكأنّا بالأحلام والأمنيّات تضمحلّ وتذوب، ولحسن الحظّ تورق بسمتها في النّهاية بروحه... عودة لتجدّد الحياة والأمل ...هكذا فهمت هذه الرّائعة الرّمزيّة أخ منتظر
بوركت
تقديري وتحيّتي
( همسة: يعضّ - ويمتلئ )


الأستاذة القديرة كاملة

الحياة وحركتها المستمرة

هناك أوفياء حتى بعد الموت يرثون صاحبهم ، وهناك من ينساه من أول ....

يبقى هانئ والحورية من أسرار النص

شكرا لك على القراءة والتحليل

محمد ذيب سليمان
14-02-2013, 02:24 AM
نص رائع ماتع مغرق في الجمال والتصوير
واجتلاب الخيال لتكون الرمزية
هي سيدة القصة والحدث

امتعني اني بين حروفك
مودتي

آمال المصري
13-03-2013, 09:26 PM
كان هانئ رفيق سوء أوقع بالفتى في سيء العمل عندما دفعه لاستخدام العنف حيث لم يثمر به إلا الندم
وجاءت الحورية تمثل الخير الذي كاد أن يؤوده بيده لتهبه الحياة
رائعة بلغتها الشاعرية الأنيقة
بوركت أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي