المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في مجموعة الطبلاوي القصصية



حسين العفنان
22-07-2012, 12:35 AM
مجموعة ( عندما يظمأ النهر ) القصصية



بقلم / محمود توفيق حسين

يأتينا الأديب خالد الطبلاوي في مجموعته هذه بضميره ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالات ؛ إنه لا يقف في وسط الحلقة كما يفعل الحواة الواقعون تحت ابتزاز الجمهور فيقدمون الدهشة ولو بالألم المكتوم ، ألم الضلوع الذي تكاد تختلف بعد التكتيف المتقن ، خالد الطبلاوي ليس كذلك ، فهو بأدبه هذا الريفي الجميل الشهم الذي يفك أحبال الحواة ، أو يوصي الغلاظ الذين يتقدَّمون لتقييدهم بأن يمارسوا ذلك بشيءٍ من الرحمة.



نحن كلنا – أدباء وقراء – نمارس أعمال الحواة وجمهور الحواة بأشكال متباينة ، وخالد بفطرته النقية التقية يأبى ذلك ، ويعمل على تفكيك البراعة الخادعة المبطَّنة بالألم ، إنه في حرب إبداعية ضد القسوة التي نمارسها على بعضنا البعض ، فهي ممارسة ضد الذات ، ضد الفطرة ؛ ومن الجميل أنه ببساطة يكشف لنا بأسلوبه كيف أننا نقوم بتكتيف أنفسنا بعنفٍ حينما نكتب القصة القصيرة ؛ بغرض حبس الأنفاس وتضخيم الحلقة بالمتفرجين العابرين وخلق حالة من الهوس المرَضي، هو لا يحب ذلك ، فالأدب عنده ممارسة اجتماعية مقبولة منسجم مع همَّة الفلاحة وتنميق الباشكاتب ومجاهرة المؤذن من أعلى مئذنة بالريف ، وهو بهذا أدبٌ جديرٌ بدخول البيوت ليسمع منها ويكتب لها ، أما الأدب الذي هو عمل من أعمال الحواة ، الأدب المؤسَّس على البراعة والتوتر وخفة اليد ، فهو وإن كان جاذبًا للازدحام ، إلَّا أنه ازدحام مؤقَّت ، أدب كتب عليه أن يكون على مسافة من بيوت الناس.



وخالد الطبلاوي حريص على إبراز وجوه نقية وقوية تصل إلى حد المثالية ، وغالبًا ما تكون وجوهًا نسوية ، ينتصر للمرأة بالشرط الاجتماعي والديني ، وليس بالشرط الغربي المعلَّب ؛ ومع اهتمام خالد الطبلاوي بالبطل المثالي ، إلَّا انه حاذق في تلمُّس الندوب على الشخصيات بطريقة ظريفة ، بعضها لو جمعناها معًا شكَّلت متحفًا حيويًا للشخصية المصرية في أطوارها الغريبة ؛ هنا نحن أمام قلم يقف بالمرصاد لما يسمى بـ ( الملعنة ) و( النمردة ) وبخاصة في تجلياتهما الريفية ، قلمٌ يحمله رجل على ما يبدو أنه يكتب في صفاء الفجر بعد أن خلت الطرقات المتربة مما كانت تئن به من تناقضات وعذابات وأحلام البشر.

***
بحمد الله تعالى وتوفيقه صدرت عن مكتبة أجيال بمدينة السادات المجموعة القصصية بعنوان "عندما يظمأ النهر" للأديب / خالد الطبلاوي قدم لها القاص والروائي / محمود توفيق ، الكتاب من القطع المتوسط وعدد صفحاته 168 صفحة و يضم ما يزيد على 60 قصة و أقصوصة وبارقة و خطت شهادتها على غلافه الناقدة الأستاذة / ماجدة شحاته ، والتوزيع من خلال الأديبة : سلوى حبيب أو من خلال الأستاذ : خميس نصر ت 01221919590

براءة الجودي
15-06-2013, 06:15 AM
حقا ( من خلال قراءتك هذه قد اقول ان الكاتب ( خالد الطبلاوي ) يتميز بالبساطة والروح المرحة والقلب النقي , جميل من الكاتب أن يميز في كتاباته بين الإدهاش زالتشويق والصدمة المفاجأة بطريقة معقولة وعرضها بشكل ماتع وبين المبالغة المذمومة في وصف الحدث وتضخيمه الذي قد يقلب الصورة من استحسانها لدى القارئ إلى شبه استهجانها
قراءة وتعريف جميل بهذا الكاتب المحافظ
تقديري