تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطّريقةُ الْمُثلى هي المحمّديّةُ



ربيع بن المدني السملالي
23-07-2012, 12:38 PM
الطّريقةُ الْمُثلى هي المحمّديّةُ

قال أحمدُ بنُ أبي الحواري : قلتُ لراهبٍ في دَيْر حَرمَلَة ، وأشرفَ من صومعته : ما إسمكَ ؟ قال : جُريج . قلتُ : ما يَحبِسُك ؟ قال : حبستُ نفسي عن الشّهواتِ . قلتُ : أما كان يستقيمُ لك أن تذهبَ معنا ها هنا ، وتجيءَ وتمنَعها الشّهوات ؟ قال : هيهات !! هذا الّذي تصفه قوّةٌ ، وأنا في ضَعفٍ . قلتُ : ولم تفعلُ هذا ؟ قال : نجدُ في كُتُبِنا أنّ بدَنَ ابنِ آدم خُلق من الأرض ، وروحه خُلِق من ملوك السّماء ، فإذا أجاعَ بدَنه وأعراه وأسهرهُ أقمأهُ نازعَ الرّوحَ إلى الموضعِ الّذي خرج منه ، وإذا أطعمه وأراحهُ أخلدَ البدنُ إلى الموضِع الذي منه خُلقَ ، فأحبّ الدّنيا . قلتُ : فإذا فعل هذا يُعجّل له في الدّنيا الثّوابُ ؟ قال : نعم ، نورٌ يوازيه . قال : فحدثتُ بها أبا سُليمانَ الدّارانيَّ فقال : قاتلهُ الله ، إنّهم يَصِفُونَ .

قال الإمامُ الذّهبيُّ ((عليه رحمة الله)) تعليقا على هذه القصّة : الطّريقةُ الْمُثلى هي المحمّديّةُ ، وهو الأخذُ من الطّيباتِ ، وتناولُ الشّهواتِ المباحة من غير إسراف ، كما قال تعالى : " يا أيها الرّسلُ كلوا من الطّيباتِ واعملوا صالحاً " [ المؤمنون : 51 ] ، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم : " لكنّي أصومُ وأفطِرُ ، وأقومُ وأنامُ ، وآتي النّساءَ ، وآكلُ اللّحم ، فمن رغِب عن سنّتي ، فليس منّي " .[ البخاري ومسلم ] فلم يَشْرَع لنا الرّهبانيةَ ، ولا التّمزّقَ ولا الوِصالَ ، بل ولا صومَ الدّهر ، ودينُ الإسلام يُسْرٌ وحنيفيةٌ سمحةٌ ، فليأكل المسلمُ من الطّيّبِ إذا أمكنه ، كما قال تعالى : " ليُنفِقْ ذو سَعَةٍ من سَعَته " [ الطلاق : 7 ] وقد كان النّساء أحبَّ شيءٍ إلى نبيّنا صلى الله عليه وسلم وكذلك اللّحمُ والحلواءُ والعسلُ والشّرابُ الحلو الباردُ ، وهو أفضلُ الخلقِ وأحبُّهم إلى الله – تعالى – ثمّ العابدُ العَريُّ من العلم ، متى زهد وتبتّل وجاعَ ، وخلا بنفسه وترك اللّحم والثمار ، واقتصر على الدُّقة والكِسرةِ ، صفتْ حواسّهُ ولطُفتْ ، ولازمته خطراتُ النّفسِ ، وسمع خطاباً يتولّدُ من الجوع والسّهر ، لا وجودَ لذلك الخطاب – واللهِ – في الخارج ، وولج الشّيطان في باطنه وخرج ، فيعتقِدُ أنّه قد وصل ، وخوطبَ وارتقى ، فيتمكّنُ منه الشّيطانُ ، ويسوِسُ له ، فينظُرُ إلى المؤمنين بعين الإزدراء ، ويتذكّرُ ذُنوبَه ، وينظرُ إلى نفسِه بعين الكمال ، وربّما آلَ به الأمرُ إلى أن يعتقِدَ أنه وليّ ، صاحبُ كراماتٍ وتمكّنٍ ، وربّما حصل له شكٌّ ، وتزلزلَ إيمانُه . والخلوَةُ والجوعُ أبوجادِ التّرهّبِ ، وليس ذلك من شريعتنا في شيء ٍ . بلى السّلوكُ الكاملُ هو الورعُ في القُوت ، والورعُ في المنطقِ ، وحفظ اللّسان ، وملازمةُ الذّكر ، وتركُ مخالطةِ العامّة ، والبكاءُ على الخطيئةِ ، والتّلاوةُ بالتّرتيل والتّدبّر ، ومقتُ النّفسِ وذمُّها في ذات اللهِ ، والإكثارُ من الصّوم المشروعِ ، ودوامُ التهجّدِ ، والتّواضعُ للمسلِمين ، وصلةُ الرّحم ، والسّماحةُ وكثرةُ البِشْرِ ، والإنفاقُ مع الخصاصةِ ، وقولُ الحقّ الْمُرّ برِفقٍ وتُؤَدَةٍ ، والأمرُ بالعُرف ، والأخذُ بالعفوِ ، والإعراضُ عن الجاهِلينَ ، والرِّباطُ بالثّغْرِ ، وجهادُ العدوّ ، وحجّ البيتِ ، وتناول الطّيبات في الأحايينِ ، وكثرةُ الاستغفارِ في السّحَرِ ، فهذه شمائِلُ الأولياءِ وصفات المحمّديينَ – أماتنا اللهُ على محبّتهم- . انتهى كلامه جزاه الله عنّا وعن الإسلام خيراً .

قلتُ : ورحمَ الله الإمامَ سُفْيانَ بنَ عُيينة حين قال : إنَّ رسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- هوَ المِيزان الأكبرُ وعليه تُعْرَضُ الأشْياءُ على خَلْقِهِ وسِيرَتِهِ وَهَدْيهِ فمَا وافَقَها فهوَ الحقُّ وما خَالفَها فهوَ البَاطلُ .اهـ تذكرةُ السّامع والمُتكلِّم لابن جُماعة ص 13 .


سير أعلام النبلاء ج 7 ص 42 . 43

نقلاً عن كتابي / لطائف الأجوبة ص 74 . 75 يسّر الله طبعه

بهجت عبدالغني
23-07-2012, 08:18 PM
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )

صحيح البخاري
هذا هو الاسلام ، يجمع بين الجسد والروح .. الدنيا والآخرة .. الارض والسماء ..
وفق منهج رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه


الاستاذ الكريم ربيع بن المدني السملالي
بارك الله فيك وجزاك ربي خيراً


تحياتي ..

ربيع بن المدني السملالي
23-07-2012, 09:36 PM
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي )

صحيح البخاري
هذا هو الاسلام ، يجمع بين الجسد والروح .. الدنيا والآخرة .. الارض والسماء ..
وفق منهج رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه


الاستاذ الكريم ربيع بن المدني السملالي
بارك الله فيك وجزاك ربي خيراً


تحياتي ..
وجزاك الله خيراً أخي

دمت بألق

تحياتي

عبد الرحيم بيوم
24-07-2012, 10:20 AM
ادعى اقوام انه اذا كانت الغاية رضى الله فكل الطرق موصلة
ونسوا ان الله ما امر باتباع الرسل الا لان الطريق الموصل اليه واحد وان غيره منقطع لا يوصل
ومما اثر عن الامام مالك تشبيهه للسنة بسفينة نوح فمن ركبها نجا ومن تركها غرق
فالطريق الموصل واحد وسبيل النجاة واحد
[QUOTE=ربيع بن المدني السملالي;727534]
ورحمَ الله الإمامَ سُفْيانَ بنَ عُيينة حين قال : إنَّ رسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- هوَ المِيزان الأكبرُ وعليه تُعْرَضُ الأشْياءُ على خَلْقِهِ وسِيرَتِهِ وَهَدْيهِ فمَا وافَقَها فهوَ الحقُّ وما خَالفَها فهوَ البَاطلُ .اهـ تذكرةُ السّامع والمُتكلِّم لابن جُماعة ص 13 .


شكرا اخي الحبيب ربيع على هذه الذكرى بالمنهج السوي
فتحياتي لك
وحفظك المولى

ربيع بن المدني السملالي
24-07-2012, 08:08 PM
شكرا لك أخي عبد الرحيم ، ولك بالمثل

دمت بخير

تحياتي

ربيحة الرفاعي
25-07-2012, 02:52 AM
قلتُ : ورحمَ الله الإمامَ سُفْيانَ بنَ عُيينة حين قال : إنَّ رسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- هوَ المِيزان الأكبرُ وعليه تُعْرَضُ الأشْياءُ على خَلْقِهِ وسِيرَتِهِ وَهَدْيهِ فمَا وافَقَها فهوَ الحقُّ وما خَالفَها فهوَ البَاطلُ

أصبت ايها الكريم
والأمر بالنص أن " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " وهديه بيّن لا يضل من اتبعه ولا يشقى
موضوع مبارك مرشد
جزاك الله عنه خيرا

وأهلا بك في واحتك

تحاياي

عايد راشد احمد
27-07-2012, 06:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله

اديبنا واستاذنا واخي الفاضل

هدا هو الاسلام دين يوزان بين الروح والجسد-- فهو دبن العقل والوسطبة

بارك الله لك وفيك وجزاك الله خيرا

تقبل مروري وتحيتي

ربيع بن المدني السملالي
27-07-2012, 06:45 PM
أصبت ايها الكريم
والأمر بالنص أن " وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا " وهديه بيّن لا يضل من اتبعه ولا يشقى
موضوع مبارك مرشد
جزاك الله عنه خيرا

وأهلا بك في واحتك

تحاياي
بارك الله فيك أستاذتنا ربيحة ، سررت وتشرفت بمرورك الجميل كالعادة

دمت متألقة

تحياتي وخالص الودّ

ربيع بن المدني السملالي
11-08-2012, 06:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله

اديبنا واستاذنا واخي الفاضل

هدا هو الاسلام دين يوزان بين الروح والجسد-- فهو دبن العقل والوسطبة

بارك الله لك وفيك وجزاك الله خيرا

تقبل مروري وتحيتي

نعم أخي هذا هو الإسلام

جزاك الله خيرا وبارك فيك

دمت موفقاً

تحياتي ومحبتي