مشاهدة النسخة كاملة : سَــــجِـيّـة
ربيحة الرفاعي
23-07-2012, 07:51 PM
تَمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ، تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ إنزِعَاجًا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي، اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
- أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ، لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد ... قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول، أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ، نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت، وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقَاةِ عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين، وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ، تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا، تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي، تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
- حَيَاتِي
- تَأَخَّرتَ حَبِيبِي، أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
- سَامِحِينِي يَا غَالِيَة ، مَشْغُولْ.
- أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
- مَشغُولٌ أُقْسِمُ، لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ، سَامِحِينِي.
مَسَحَت بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
ربيحة الرفاعي
23-07-2012, 07:51 PM
النص معدلا
سَـــــجـيـّة
تَمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ، تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ إنزِعَاجًا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي، اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
- أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ، لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد ... قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول، أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ، نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت، وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقَى عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين، وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ، تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا، تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي، تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
- حَيَاتِي
- تَأَخَّرتَ حَبِيبِي، أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
- سَامِحِينِي يَا غَالِيَة ، مَشْغُولْ.
- أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
- مَشغُولٌ أُقْسِمُ، لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ، سَامِحِينِي.
مَسَحَت بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
عبد المجيد برزاني
23-07-2012, 09:30 PM
كباقي النصوص السردية للشاعرة ربيحة
رائعة هذه القصة وشاعرية حد الألم .....
ذكرتني بأغنية جميلة ( رسالة من امرأة ) من شعر قباني وغناء فايزة أحمد.
تقول الأغنية :
.....
إني أراها
تجلس بجوار الموقد
أخذت هنالك مقعدي
بالركن ذاك المقعد
وأراك تمنحها يدا
مسلوبة ً ذاتَ اليد
ستردد القصص التي أسْمعْتني
ولسوف تخبرها بما أخْبرْتني
وسترفع الكأس التي جرّعْتني
كأسا بها سمّمْتني
حتى إذا عادت إليك
نشوى ...
بورك قلمك الراقي أختنا الشاعرة ربيحة.
مودتي وكل التقدير.
آمال المصري
23-07-2012, 10:59 PM
طالما هي سجيته سيلتهم الشطيرة .. وتتوالى الشطائر !
وللزوجة من المبررات سيجد وإن كانت على بينة من خيانته فهنا نجدها لم تمتلك سوى الدمع تزرفه
ترتقي لذائقتي نصوصك سيدتي بألقها المعهود ولغتها السامقة ومتانة حبكتها
قرأت واستمتعت وخرجت وبرفقتي الإعجاب
دام ألقك
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
تحاياي
صادق البدراني
23-07-2012, 11:28 PM
تأخذيننا للمرة الألم ، نحو الوجع
وتنثرين علينا نفحات مشاعر بريئة صاغتها انامل الانوثة
قد لا يعلّق المارّ من هنا بشئ سوى حزن صمته
فقد أبكمتِ الحروف وهذا الألق
ربما لم يتسلل الى ذهني طريقٌ لوصفها رحلته على هذا النحو الماتع من شدة الحضور
الا أن عزائي في قلة فهمي ربما ، انها تخيّلت ذات الرحلة معها في واقع مضى .
فقد وصفت الزوجة حركاتهما من الدقة بمكان قد يخفى على الحاضرين
سوى ان هالة ذكرى انارت لها حقيقة ماكانت عليه حينها قبل الف ألم .
في حرم هذه الروعة في السرد والتجسيد والمفردات
اقف عاجزا عن التعبير بصدق
شكرا لبهاء حرفك الذي طالما انعشنا بالجمال
همسة:
الرأس ... كلمة مذكر على ما أظن ... فهو ملقى وليس ملقاة .
مع كامل الود والاحترام
كاملة بدارنه
24-07-2012, 12:39 PM
كعادتك أمّ ثائر وجباتك الإبداعيّة دائمة الدّسم
كثيرون أمثال ذلك (العاشق) يتنقلون في مراكبهم من صيد إلى أخر غير آبهين لما يخلّفون!
كنت قد كتبت جذوة أهديها تعليقا لرائعتك:
ظلّ شهريار التّراث منتظرا حتّى تحقّقت أمنيّته في الظّفر بشهرزاده لتستقرّ عواطفه وتهدأ ثورته.
أمّا (شهريار) هذا الزّمان، فكلّما حظي بشهرزاد تقلقلت عواطفه، وازدادت شهوته ليعيثَ حُبّا في قلوب (الشّهرزادات) .
بورك الحرف بلغته وسمو فكرته وصاحبته عزيزتي الأخت ربيحة
تقديري وتحيّتي
فاطمه عبد القادر
24-07-2012, 03:21 PM
مَشغُولٌ أُقْسِمُ، لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ، سَامِحِينِي.
مَسَحَت بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
السلام عليكم صديقتي العزيزة ربيحة
قصة قصيرة في منتهى الجمال,, وروعة الحبكة ,,وسلامة اللغة
وأزيد ,,,,حلاوة التشويق ,وسلاسة الأحداث
يقول المثل العامي
(من تحت إبطه مسلة تنخسه )ويقول المثل أيضا (من كان على رأسه بطحة يحسس عليها )
هذة المرأة تعرف تماما ما يعني مشغول ,وليس لديه وقت لتناول الشطيرة ,وتحس أيضا صوت هدير الماء تحت المركب ,وما يعني ذلك
وما عليها إلا ذرف الدموع الآن والحسرة ,كما ذرفتها يوما امرأة غيرها تجلس في البيت تنتطر زوجها على الغداء ,
ولكني اتساءل من هذا الدونجوان الرائع الذي يبدل النساء كما يبدل ربطات عنقه ؟؟
أشكرك ربيحة
ماسة
وليد عارف الرشيد
24-07-2012, 05:07 PM
نعم .. ألم تكن تلك النهاية الطبيعية المنتظرة أم أنها فعلًا كانت مقتنعة أنه فعلها وهي شاهدة وأنه لن يعيد الكرة؟
قصة رائعة تفوق بها السرد الشائق واللغة الماتعة بأبهى حللها والقفلة المؤثرة
أشكرك مبدعتنا الراقية على هذا الألق المتواصل
مودتي وكثير تقديري كما يليق
ربيحة الرفاعي
25-07-2012, 01:16 AM
سَـــــجـيـّة
تَمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ، تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ إنزِعَاجًا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي، اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
- أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ، لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد ... قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول، أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ، نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت، وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقَى عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين، وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ، تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا، تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي، تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
- حَيَاتِي
- تَأَخَّرتَ حَبِيبِي، أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
- سَامِحِينِي يَا غَالِيَة ، مَشْغُولْ.
- أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
- مَشغُولٌ أُقْسِمُ، لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ، سَامِحِينِي.
مَسَحَت بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
ربيحة الرفاعي
25-07-2012, 01:20 AM
كباقي النصوص السردية للشاعرة ربيحة
رائعة هذه القصة وشاعرية حد الألم .....
ذكرتني بأغنية جميلة ( رسالة من امرأة ) من شعر قباني وغناء فايزة أحمد.
تقول الأغنية :
.....
إني أراها
تجلس بجوار الموقد
أخذت هنالك مقعدي
بالركن ذاك المقعد
وأراك تمنحها يدا
مسلوبة ً ذاتَ اليد
ستردد القصص التي أسْمعْتني
ولسوف تخبرها بما أخْبرْتني
وسترفع الكأس التي جرّعْتني
كأسا بها سمّمْتني
حتى إذا عادت إليك
نشوى ...
بورك قلمك الراقي أختنا الشاعرة ربيحة.
مودتي وكل التقدير.
بورك الحضور العريق والتعليق المورق أديبنا الكبير
هذه المزاوجة بين نصي المتواضع ورائعة نزار قباني أسعدتني
لا حرمت سمو مرورك
تحاياي
أحمد عيسى
25-07-2012, 11:40 PM
ولهذا كان العنوان مناسباً تماماً للنص
فمن كانت سجيته الخيانة فتلك لم تكن الضحية الأولى
ولن تكون الأخيرة
نصٌ باهر
أحييك أديبتنا القديرة
كوني بخير دائماً
أماني عواد
26-07-2012, 12:36 AM
الاستاذة الكبرة ربيحة الرفاعي
يبقى السؤال هل هي سجية نوعية, ام انها سجية تفرد بها البطل ؟
تلك السجية التي تبقيه قيد حب يتبدل , يصطاد بتأثيرها القلب تلو القلب
أكاد اجزم ان هناك علاقة طردية بين الاتزان السلوكي المنطقي والتقلب العاطفي فينا , فالمراة على تقلبها العاطفي متزنة السلوك لا ترى غير قلب واحد على عكس الرجل الذي يتمتع باتزان عاطفي يفقده اتزانه السلوكي فيبدل القلوب تماما كما يبدل الثياب دون تكلف ,
قد كان لاخيارالالفاظ في القصة دلالات ذكية :
فالمركب السائرة تستقر عند الشاطئ ثم تعود بالاتجاه المعاكس لرحلة اخرى
خرير الماء ذلك اللحن الدافئ العذب الذي تتراقص على وقعه القلوب
مشغول ....عذر مفتوح
شطيرة .... قلب جديد لكنه وجبة لا تشبع (شطيرة لا بد ان تتبعها شطائر)
اما على المستوى الدرامي فالانثى البطلة التي تبادلت دور الحبيبة والزوجة بآن معا انزوت لتسلط الضوء ضيف الشرف (صاحب السجية)
ويبقى في افق القصة فكرة تخطر على هامش الفكر المستوحاة منها هي ان الحركة الدورانية التي تعم الكون تعم احداثه, تماما كما دار الحدث بتلك الانثى
رائعة واكثر
سلمت يداك
بابيه أمال
26-07-2012, 02:07 AM
عذرا كبيرة لكل المتعاطفين.. لكن لم الدموع على من عرفت سجيته وما أنكرت فعلته بادئ ذي الأمر ؟! أم أنها المودة.. حين تغرس الوصل في القلب والعقل معا.. لتأتي بعد ذلك كل أخطاء الطرف الآخر.. صغيرة.
ربيحة
شكرا لقلم سطر بإتقان التعابير كلمات جسدت الصور حية بتفاعل الأحداث..
ربيع بن المدني السملالي
27-07-2012, 04:01 AM
أقف احتراماً وتقديرا لهذا الجمال الذي بين يدي ، قرأت واستمتعت ، فلما انتهيت وجدت لساني ينطلق بالشكر لك أديبتنا الكبيرة ربيحة ، لغة سامقة ، ومضمون هادف ، وسرد مشوّق...
دمت مُشرقة كالشّمس في رابعة النهار
تحياتي ومحبتي التي تعرفين
ابنك البار / ربيع السملالي
د. سمير العمري
01-08-2012, 08:13 PM
ابتسمت جدا وأنا أقرأ هذا النص الإبداعي وهذه الردود التي صاحبته.
أما النص فابتسمت لروعته شكلا ومضمونا ورقي أسلوبه وألق طرحه وذكاء توجيهه!
وأما الردود فابتسمت لما وجدت من ثورة نسائية ضد الرجال ، وإني لولا أننا في شهر فضيل من الأشهر الحرم لأعلنتها حربا أقود فيها معشر الرجال نطالب بحقوقنا ، ولكني إن راق لكن هذا جعلناه حوارا بعد رمضان ننصف فيه جميع الأطراف.
راق لي هنا ذكاء وألق اختيار العنوان فهو بحق يمثل نصا لوحده!
دام الله ألقك وإبداعك أيتها الأديبة الكبيرة!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
مصطفى حمزة
01-08-2012, 09:12 PM
تَمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ، تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ إنزِعَاجًا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي، اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
- أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ، لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد ... قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول، أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ، نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت، وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقى عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين، وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ، تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا، تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي، تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
- حَيَاتِي
- تَأَخَّرتَ حَبِيبِي، أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
- سَامِحِينِي يَا غَالِيَة ، مَشْغُولْ.
- أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
- مَشغُولٌ أُقْسِمُ، لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ، سَامِحِينِي.
مَسَحَت بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
---------------
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة
أسعد الله أوقاتك
قصّة قصيرة رائعة . مشهد كذب زوجيّ ، وغدر لقلبٍ مُحب !
سبكتِ القصّة بالسرد ، والوصف ، والحوار .. وكنتِ فنّانة قديرة بالومضة المؤثرة المفاجئة ، والواقعيّة جداً ..
لعبَ الحوارُ دوراً كبيراً في رسم ملامح الشخصية النفسية لكلا الزوجين .
اللغة بقلم أستاذة طرحت المفردات بين يديها تختار منها ما شاءت .
كنت أتمنى ألاّ تلزمي ما لا يُلزم في التشكيل التام للمفردات ، فقد وقعت بعض الأخطاء في ضبط بعض الكلمات
تحياتي وتقديري
ربيحة الرفاعي
29-08-2012, 02:18 AM
طالما هي سجيته سيلتهم الشطيرة .. وتتوالى الشطائر !
وللزوجة من المبررات سيجد وإن كانت على بينة من خيانته فهنا نجدها لم تمتلك سوى الدمع تذرفه
ترتقي لذائقتي نصوصك سيدتي بألقها المعهود ولغتها السامقة ومتانة حبكتها
قرأت واستمتعت وخرجت وبرفقتي الإعجاب
دام ألقك
وكل عام وأنت للرحمن أقرب
تحاياي
لقراءتك ألق ينير زوايا النص بعمقه ووعيه
ولحضورك عبق ينعش القلب امتنانا
شرف بتعبليقك النص وصاحبته غاليتي
تحاياي
مازن لبابيدي
29-08-2012, 01:25 PM
قصة رائعة ماتعة أختي الأديبة الشاعرة المبدعة ربيحة الرفاعي .
ومرة أخرى تظهرين لنا كم هم مخادعون وخونة الرجال والأزواج من خلال نص بارع تألقت في سرده وحبكته ، ورغم أنه كان يحتمل بعض التكثيف الإضافي إلا أنه جاء متوازنا متراصا .
تكرر ذكر خرير الماء لكن بذكاء يحسب للكاتبة ، فمرة كان أثره عاطفيا (رومانسيا) ، وفي الخاتمة المدهشة كان دلالة على الكذب والخداع والغدر وبدلالة رائعة حيث لم يكن الماء يمشي من تحت الزوجة دون أن تدري ، بل سمعت خريره تحت زوجها وانحدرت دمعة على وجنتها ، ماء الغدر مقابل ماء الطهر والعفة والحسرة .
لا زال عندي أمل أن أقرأ لكاتبتنا الكبيرة قصة فيها رجل نقي القلب وزوج وفي مخلص وأنا على يقين أن الأمثلة حولها كثيرة .
أختلف مع إخوتي الأكارم فأنا من هواة التشكيل .
تحيتي الكبيرة وتقديري الكبير
ناديه محمد الجابي
29-08-2012, 08:19 PM
كما تدين تدان
الخيانة لا تكون من رجل وحده ولكن من رجل وأمرأة
كانت هى من قبل سبب لهدم بيت
وهاهى الدائرة تدور عليها لتشرب من نفس الكأس التى سقتها من قبل لأخرى .
بإقتدار وبروعة فى الحبكة والسرد وبلغة طيعة موحية راقية وحوار رائع
أسرتنا هذة القصة .. فقرأتها بكلى أرتشف كل كلمة فيها .. وأقف بإجلال لأتعلم
من أستاذة كيف تكون كتابة القصة .
تحية إكبار وتقدير لك أيتها المبدعة الكبيرة .
شماء حسن الوكيل
20-09-2012, 11:13 PM
قصة معبرة
ومؤثرة
وبعد إذنك
سعيدة بكوني من تلامذتك ، وأتابع كل كتابتك
شكرا يا مبدعة
محمد ابو الصقيل
21-09-2012, 09:31 PM
...قدرتك الفذة على مراقصة الكلمات،جعلتني انساب مع احداث القصة،وأغرق في تفاصيل الاشياء،اما اللغة فهي ساحرة،اخذتني معها الى نهاية المعنى وكم هي قليلة تلك النصوص التي تمتلك هذه الميزة.ايتها الشاعرة بوركت من مبدعة نستظل بفيئ كلماتها الممتعة..
ربيحة الرفاعي
29-11-2012, 03:11 AM
تأخذيننا للمرة الألم ، نحو الوجع
وتنثرين علينا نفحات مشاعر بريئة صاغتها انامل الانوثة
قد لا يعلّق المارّ من هنا بشئ سوى حزن صمته
فقد أبكمتِ الحروف وهذا الألق
ربما لم يتسلل الى ذهني طريقٌ لوصفها رحلته على هذا النحو الماتع من شدة الحضور
الا أن عزائي في قلة فهمي ربما ، انها تخيّلت ذات الرحلة معها في واقع مضى .
فقد وصفت الزوجة حركاتهما من الدقة بمكان قد يخفى على الحاضرين
سوى ان هالة ذكرى انارت لها حقيقة ماكانت عليه حينها قبل الف ألم .
في حرم هذه الروعة في السرد والتجسيد والمفردات
اقف عاجزا عن التعبير بصدق
شكرا لبهاء حرفك الذي طالما انعشنا بالجمال
همسة:
الرأس ... كلمة مذكر على ما أظن ... فهو ملقى وليس ملقاة .
مع كامل الود والاحترام
هي تذكرت ذات الرحلة معها في واقع مضى
سبحان من أهداك عميق فهمك
غرقت بين أمواج الذكرى تحيي في وعيها حقيقة شوق إليه يزداد وتحملها على ندائه بهاتف نقل إليها الأدلة على مغامرته الجديدة
مرورك زان ببهائه النص وأكرم الحرف وصاحبته
و
شكري الكبير للملاحظه القيمة بخصوص جنس لفظة الرأس
أظنها تصح مؤنثا أيضا، لكن حجتي في هذا ضعيفة وشاهدي غائب إلا من قول الشاعر عبد الرحمن العشماوي في قصيدته "شموخ في زمن الإنكسار ":-
لا ترفعوا رأسا ، فإن حسامنا = بإزالة الرأس العزيزة مُغرم
ولعلها جاءت من باب الضرورة الشعرية عنده، فتسللت لمردود لغوي أستند إليه
تمت إعادة نشر النص في مشاركة جديدة مصححا وفقا لملاحظتك
أهلا بك أديبنا الكريم في واحتك
تحاياي
مصطفى حمزة
29-11-2012, 04:54 AM
شكري الكبير للملاحظه القيمة بخصوص جنس لفظة الرأس
أظنها تصح مؤنثا أيضا، لكن حجتي في هذا ضعيفة وشاهدي غائب إلا من قول الشاعر عبد الرحمن العشماوي في قصيدته "شموخ في زمن الإنكسار ":-
لا ترفعوا رأسا ، فإن حسامنا = بإزالة الرأس العزيزة مُغرم
ولعلها جاءت من باب الضرورة الشعرية عنده، فتسللت لمردود لغوي أستند إليه
--------
السلام عليكم
أرجو أن تسمحوا لي بمداخلة سريعة ..ممكن ؟
لفظ ( الرأس ) مذكر ، يقول الأنباري في كتابه ( المذكر والمؤنث ) في باب : ( ما يُذكر من الإنسان ولا يُؤنث ) : " الوجه والرأس والحلق و..... "
وفي التنزيل : ( قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ... )
هذا رغم أنه وردت كلمة ( رأس ) في الشعر وفي النثر - ولا يحضرني أيضاً شاهد ! - على أنها مؤنثة !
ولي أبيات بعنوان ( رأسي ) أنثتها لما كتبتُها ظاناً أنّ الرأس يجوز فها التذكير والتأنيث ... وسأبقيها على أنها ضرورة شعرية مستأنساً بما ذهبت إليه الأستاذة ربيحة حفظها الله
دمتم بخير
سعاد محمود الامين
29-11-2012, 06:06 AM
الاستاذة ربيحة تحية عطر
جدفت مبحرة فى نصك الراقى لغة ومعنى يالك من أديبة وشاعرة تعجبنى كتاباتك منها اتعلم شكراأستاذتى ودمت لنا نبراسا مضيئا.
ماهر يونس
20-12-2012, 04:37 PM
حين تعجز حروفي عن تفصيل عباءة تليق بالجمال..أترجم النص لأمضي بين حروفه أطول وقت ممكن
محبتي يالسامقة
عماد بكّر الحضرمي
16-02-2013, 01:14 PM
مسكينة هي المرأة عليها دائما أن تتحمل خطايا الرجل في حياتها ثم تكون هي المسؤلة أمام المجتمع عنها !! بالتأكيد سيُقال أنها السبب فقد قصرت في حقه أو أخفقت في أسره وهي السبب بالتأكيد عن كل ذنوبه ؟؟؟؟؟.. كم هي عميقة فكرة هذه القصة ! ولكن الأجمل سلاسة تعبيراتها وقوة سبكها وبُعد غوصها في النفس ،سلمتْ أناملُك التي خطّت هذا الإبداع أيتها الأديبة القديرة وبارك الله في قلمك.
محمد ذيب سليمان
16-02-2013, 09:11 PM
شكرا ام ثائر على هذا التصوير الجميل لحالة
قد تكون موجودة في كل مكان .. في كل وقت
وان اختلفت الصورة قليلا
مودتي
ربيحة الرفاعي
26-02-2013, 11:08 PM
كعادتك أمّ ثائر وجباتك الإبداعيّة دائمة الدّسم
كثيرون أمثال ذلك (العاشق) يتنقلون في مراكبهم من صيد إلى أخر غير آبهين لما يخلّفون!
كنت قد كتبت جذوة أهديها تعليقا لرائعتك:
ظلّ شهريار التّراث منتظرا حتّى تحقّقت أمنيّته في الظّفر بشهرزاده لتستقرّ عواطفه وتهدأ ثورته.
أمّا (شهريار) هذا الزّمان، فكلّما حظي بشهرزاد تقلقلت عواطفه، وازدادت شهوته ليعيثَ حُبّا في قلوب (الشّهرزادات) .
بورك الحرف بلغته وسمو فكرته وصاحبته عزيزتي الأخت ربيحة
تقديري وتحيّتي
تباهي النصوص بمرورك ويسعد حرفي بتقييمك السامق
الرائعة كاملة بدارنة
طربت لتعليقك لا حرمتك حضورك
تحاياي
الفرحان بوعزة
28-02-2013, 10:35 PM
بطلة عاشت تموجات فكرية موازية مع تموجات بحرية ، لم تقف أفكارها على حقيقة رجل يتحجج بشغل تجهل طبيعته ، وإنما وقفت على صوت هدير الماء تحت المركب لتنكشف الحقيقة أمامها في نهاية النص ..
جميل ذلك التوازي بين حركة البطلة وقت الانتظار وما أعقبه من إعداد واستعداد نفسي وتشوق كبير لحضور الزوج ..
فحركة الأمواج وتمايل المركب فوق الماء حركة فضحت حركة الزوج المتخادل الذي لم يعرف كيف يطمس سوءة الخيانة ..
تدرج جيد في النسيج السردي ، ولغة مطوعة بفنية أدبية متمميزة تتساوق مع الجو النفسي والحالة التي توجد فيها البطلة ..
جميل ما كتبت وأبدعت أختي المبدعة المتألقة ربيحة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
آمال المصري
23-03-2013, 10:19 PM
سَـــــجـيـّة
تَمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ، تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ إنزِعَاجًا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي، اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
- أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ، لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد ... قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول، أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ، نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت، وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقَى عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين، وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ، تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا، تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي، تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
- حَيَاتِي
- تَأَخَّرتَ حَبِيبِي، أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
- سَامِحِينِي يَا غَالِيَة ، مَشْغُولْ.
- أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
- مَشغُولٌ أُقْسِمُ، لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ، سَامِحِينِي.
مَسَحَت بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
ما أروعك سيدتي وأنت تحيكين من الحروف بديعة لايمل أحدنا تكرار قراءتها لنستمتع ونتعلم كيف يصاغ الأدب
أرفع قبعة الإعجاب أكثر انبهارا
بوركت واليراع المبدعة
ولك أجمل زهوري وصادق محبتي
لانا عبد الستار
29-06-2013, 10:17 PM
- أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ، لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد ... قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول، أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
عندما لا تعود علاقتهما مسروقة سيضيق بها لانشغاله كما يضيق بصاحبته اليوم لانشغاله بها
سجية معيبة
قصة رائعة أستاذة ربيحة الرفاعي
أشكرك
براءة الجودي
02-07-2013, 09:00 AM
كان اقتناصا رائعا أستاذتنا الفاضل , فحقا من هي سجيته الخيانة سيفعلها آلاف المرات وسيعتاد لسانه على كلمات الغزل واللعب بها دون إحساس بالمشاعر فقط ليمتع قلبه الذليل
لاتعليق على اوصف فهو يشد انتباه القارئ
تقديري
ربيحة الرفاعي
29-07-2013, 02:14 AM
--------
السلام عليكم
أرجو أن تسمحوا لي بمداخلة سريعة ..ممكن ؟
لفظ ( الرأس ) مذكر ، يقول الأنباري في كتابه ( المذكر والمؤنث ) في باب : ( ما يُذكر من الإنسان ولا يُؤنث ) : " الوجه والرأس والحلق و..... "
وفي التنزيل : ( قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ... )
هذا رغم أنه وردت كلمة ( رأس ) في الشعر وفي النثر - ولا يحضرني أيضاً شاهد ! - على أنها مؤنثة !
ولي أبيات بعنوان ( رأسي ) أنثتها لما كتبتُها ظاناً أنّ الرأس يجوز فها التذكير والتأنيث ... وسأبقيها على أنها ضرورة شعرية مستأنساً بما ذهبت إليه الأستاذة ربيحة حفظها الله
دمتم بخير
لا أخفيك أيها الرائع، أني منذ هذه القصة وهذا الحوار ألتقط بلهفة كل تأنيث للفظة في نص أدبي ، رغم أني أطعت بتعديلها
ويبقى أنها جاءت في نصوص لشعراء كبار
فلعلها تصح ضرورة والله أعلم
سعيدة بمداخلتك
حفظك ربي وبارك بك
تحاياي
ربيحة الرفاعي
01-09-2013, 10:55 PM
السلام عليكم صديقتي العزيزة ربيحة
قصة قصيرة في منتهى الجمال,, وروعة الحبكة ,,وسلامة اللغة
وأزيد ,,,,حلاوة التشويق ,وسلاسة الأحداث
يقول المثل العامي
(من تحت إبطه مسلة تنخسه )ويقول المثل أيضا (من كان على رأسه بطحة يحسس عليها )
هذة المرأة تعرف تماما ما يعني مشغول ,وليس لديه وقت لتناول الشطيرة ,وتحس أيضا صوت هدير الماء تحت المركب ,وما يعني ذلك
وما عليها إلا ذرف الدموع الآن والحسرة ,كما ذرفتها يوما امرأة غيرها تجلس في البيت تنتطر زوجها على الغداء ,
ولكني اتساءل من هذا الدونجوان الرائع الذي يبدل النساء كما يبدل ربطات عنقه ؟؟
أشكرك ربيحة
ماسة
شكرا لقراءتك المتأنية للنص أيتها الرائعة
سعدت بمرورك ورأيك غاليتي
لا حرمت بهاء حضورك
تحاياي
نداء غريب صبري
09-11-2013, 01:24 AM
بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ
صعقتني هذه الخاتمة
نسي أنها تعرف هذه التمثيلية لأن كل الكلمات قيلت أمامها
ونسي أن قسمه قد يخدعها وأن ذاكرتها قد تخدعها ولكن رائحة غدرة لا بد أن تفوح والأدلة ستأتي وحدها لتفضحه
لكنها سجيته أستاذتي
الخائن لا يستطيع أن لايكون خائنا حتى لو حاول
ربما لا تكرهه
لكنها لا تستطيع أن تحترمه
قصة جميلة أستاذتنا
أعادت لي سؤالا كان دائما يحيرني ...
هل هو موقع واحد تحاول الجديدة أن تقاسم فيه الزوجة الأولى أم أنها أربعة مواقع تطلب منها موقعها؟
شكرا لك سيدتي
بوركت
خلود محمد جمعة
11-11-2013, 06:54 PM
كم هي مسكينة الانثى تحب بكل عواطفها
تصدق بملئ احساسها
تتجرع الخيانة بصمت قاتل
وما زالت تنتظره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتسخن العشاء
على رأي ستي ( سم يسمه)
دمت محلقة
محبتي وتقديري
هشام النجار
17-11-2013, 07:42 PM
القصة القصيرة حقل لا أولَ له ولا آخر للتجارب الناضجة والغريبة ، ومعرض صور وبورتريهات آلاف الشخصيات التى تلعب بوعى وبدون وعى وبعلم وجهل وطهر ونزق وادراك وغباء فى ميادين وساحات الخير والشر والجريمة والخيانة والوفاء والبر والعطاء والعقوق والجحود والتسامح والغفران والخداع والتلون والفساد والعفة .. الخ .
الواقع بحلوه ومره وخيره وشره ليس من ابتكار الأديب انما هو خلق المبدع الأكبر جل فى علاه وتسامتْ حكمته ، وما يفعله القاص أنه يُعيد تشكيل هذا الواقع على الورق فى صورة مختزلة هو صاحبُ ابتكارها واقتناصها وتأملها وصياغتها بشكل يُعرى الشخصية الشريرة الخائنة ويفضحها وينفر المتلقى منها ، وفى المقابل يضع الشخصية الخيرة فى المكانة التى تستحق من التكريم والتعاطف .
فى هذه القصة للأديبة الكبيرة ربيحة الرفاعى نقف قبالة احدى الصور التى تذخر بها الانسانية المعذبة بأهلها ؛ ويرقى الكاتب ويحجز مكانه سريعاً فى قلوب الناس كلما استمد صوره وقضاياه من تجارب الحياة ومن دقائقها ومتناقضاتها ومآسيها .
ويبرع الكاتب كلما كان تصويره حاداً شرساً مُفجعاً جارحاً ، يقفز كقفزات الحياة وغدراتها ليضرب وجه الانسانية بعنف وغضب ، علها تفيق من غيها ، وتخلع أقنعة الزيف والتلون والكذب والخداع .
انها سجية الحياة كما خلقها الله تعالى ؛ مجنونة بما فيها من شرور ونفوس لا تشبع ولا ترتوى من الخيانة ، وبناسها الذين احترفوا الكذب ، فلم يعد شذوذاً وعيباً انما أصبحَ سجية .
ابتكار الصورة هنا لا ينتهى عند هذا الحد بنقل واختزال ملايين قصص الخداع والخيانة بين البشر بزحف جماعى نحو الخيانات يكرس فى الوعى ويؤرخ للانسان ككائن خائن فيما عدا صفحات قليلة على استحياء من الصدق والوفاء .
انما تجاوز الابتكار الى الدقة فى نقل التلون الاحترافى ما بين الضحك والفرفشة والتبسط والنغنغة مع الأخرى على المركب فوق البحر الذى لا أمان له – واختيار المكان كان دقيقاً برعت الكاتبة فيه - ، وفى ذات الوقت الجدية والصرامة والشخط والنطر مع الزوجة المكلومة فى مشاعرها ، بشكل لا يتقنه الا من تمرس على هذا التلون مراراً لسنوات طويلة حتى صارَ سجية عنده .
كثير من السجايا المريضة فى البنى آدم رصدتها الكاتبة المبدعة فى هذه القصة الى جانب الكذب والخيانة والخداع والتمرد والجحود .
وكما نتتبعُ بمزيد من اهتمام مسيرَ الرجل الخائن ودرامية علاقته مع الاثنتين ، فهناك أيضاً المرأة الخائنة على الجهة المقابلة ، وما كثرت الخيانات الا بتوفر عدد لا حصر له من النساء البديلات اللاتى يعرضن أنفسهن ومواهبهن الأنثوية كتجربة ثانية باغواء ودلال زائد حتى صارَ سجية فى قطاع لا يُستهان به فى مجتمع المرأة .
هناك النهم والطمع والجحود ، واذا استكثرنا الخيانة من الرجل لزوجته ، فماذا نقول فى خيانة امرأة لزوجها فى تبادلية صارت فى بعض المجتمعات العربية ظاهرة ، ولو لم تصل بعد الى مستوى " السجية " كما فى المجتمعات الغربية .
على الجانب الآخر هى خائفة عليه ، يشغلها هل تناول غداءه أم لا ! ويقسم هو بانشغاله الذى يعوقه عن تناول شطيرة ، وهو فى الحقيقة منشغل بما يغرقه فيما طاب لنفسه الشريرة من همسات ولمسات ولذائذ الفاكهة والحلوى واللهو الحرام .
هل هذا هو الانسان ، وهل هذه هى سجيته ؟
الطبيعى والمعتاد أن يكون مع زوجته وبما أعدته من ذكريات وطعام وحب كامل الدسم والشهية ، فهناك السعادة الحقيقية والاطمئنان النفسى ، لكن سجية الانسان صارت كسر المألوف والمعتاد والخروج عن طبائع الأشياء وسنن الكون .
فى اكتشاف الخيانة تجاوز غير معهود ؛ فمن يقدم على مغامرة محدودة حذراً مشفقاً على نفسه وسرعان ما يعود مستغفراً غالباً ما يستره الله ولا يكشف سره ويستره بستره .
وفى اكتشاف الزوجة للخيانة من مفارقة الرحلة البحرية النزقة ، دليل على أن الانحراف فى نفس بطل القصة ليس طارئاً أو هامشياً ، انما سجية .
ربيحة الرفاعي
01-03-2014, 02:34 AM
نعم .. ألم تكن تلك النهاية الطبيعية المنتظرة أم أنها فعلًا كانت مقتنعة أنه فعلها وهي شاهدة وأنه لن يعيد الكرة؟
قصة رائعة تفوق بها السرد الشائق واللغة الماتعة بأبهى حللها والقفلة المؤثرة
أشكرك مبدعتنا الراقية على هذا الألق المتواصل
مودتي وكثير تقديري كما يليق
أليس الحلم قائدا للتمني يوهمها في ألاعيبه الصدق؟
حفنة مطايا بعيدا عن الواقع .. أحلام وأمان وأوهام .. وتأتي الحقيقة لتصفع الخيال
مرورك أضفى على النص بهاء وألقا
وتعقيبك أكرمني
لا حرمك البهاء
تحاياي
سامية الحربي
01-03-2014, 10:15 AM
يحترف الخيانة لذا هي سجية تدرك كنهها الزوجة التي لا تملك سوى مسح دموعها و تجرع غصص تبرير غيابه اللاهي. المشهدان بين المرأتين تتزاوج فيه لغتان اللغة الأولى تأجج الحنق في نفس القارئ و الأسى في اللغة الثانية .الشاعرة و الأديبة القديرة ربيحة الرفاعي دمتِ بألق. أطيب التحايا.
فوزي الشلبي
04-03-2014, 04:33 PM
الأديبة النبيلة ربيحة:
الغدرُ هو أردى سلعة في سوق النخاسة، وهو ارخص عملة في راس مال الإنسان...وقد رسمت صورة مشرقة للمراة التي تنتظر...والزوج الذي يخيط شباك الخيانة بلغة سامية بديعة!
تقديري ليراع ينزف روعة!
اخوكم
ربيحة الرفاعي
28-04-2014, 02:11 AM
ما أروعك سيدتي وأنت تحيكين من الحروف بديعة لايمل أحدنا تكرار قراءتها لنستمتع ونتعلم كيف يصاغ الأدب
أرفع قبعة الإعجاب أكثر انبهارا
بوركت واليراع المبدعة
ولك أجمل زهوري وصادق محبتي
وما أروعك وسامق مرورك أيتها النديّة
أكرمت الحرف وصاحبته بردك ورأيك
لا حرمت دفعك
تحاياي
ربيحة الرفاعي
20-05-2014, 02:46 AM
ولهذا كان العنوان مناسباً تماماً للنص
فمن كانت سجيته الخيانة فتلك لم تكن الضحية الأولى
ولن تكون الأخيرة
نصٌ باهر
أحييك أديبتنا القديرة
كوني بخير دائماً
شكرا لمرورك الكريم ايها القاص الرائع
شرف للنص إطراؤك
لا حرمك البهاء
تحاياي
ربيحة الرفاعي
09-09-2014, 03:11 AM
الاستاذة الكبرة ربيحة الرفاعي
يبقى السؤال هل هي سجية نوعية, ام انها سجية تفرد بها البطل ؟
تلك السجية التي تبقيه قيد حب يتبدل , يصطاد بتأثيرها القلب تلو القلب
أكاد اجزم ان هناك علاقة طردية بين الاتزان السلوكي المنطقي والتقلب العاطفي فينا , فالمراة على تقلبها العاطفي متزنة السلوك لا ترى غير قلب واحد على عكس الرجل الذي يتمتع باتزان عاطفي يفقده اتزانه السلوكي فيبدل القلوب تماما كما يبدل الثياب دون تكلف ,
قد كان لاخيارالالفاظ في القصة دلالات ذكية :
فالمركب السائرة تستقر عند الشاطئ ثم تعود بالاتجاه المعاكس لرحلة اخرى
خرير الماء ذلك اللحن الدافئ العذب الذي تتراقص على وقعه القلوب
مشغول ....عذر مفتوح
شطيرة .... قلب جديد لكنه وجبة لا تشبع (شطيرة لا بد ان تتبعها شطائر)
اما على المستوى الدرامي فالانثى البطلة التي تبادلت دور الحبيبة والزوجة بآن معا انزوت لتسلط الضوء ضيف الشرف (صاحب السجية)
ويبقى في افق القصة فكرة تخطر على هامش الفكر المستوحاة منها هي ان الحركة الدورانية التي تعم الكون تعم احداثه, تماما كما دار الحدث بتلك الانثى
رائعة واكثر
سلمت يداك
سبق وأخبرتك أني تدهشني قراءتك للنصوص، وتزيد دهشتي أمام كل تعليق جديد أجده بتوقيعك على نص لي أو لغيري
تغوصين عميقا عميقا وراء كل صورة وكل تعبير وكل لفظة، وتلتقطين الإشارة الأبعد والمعنى الأعمق وتضعين بصمتك المائزة تزين النص وترتقي به
لله أنت ما ارعك حلوتي
تشتاقك أفياء واحتك وقلبي
تحاياي
ربيحة الرفاعي
02-11-2014, 07:52 PM
عذرا كبيرة لكل المتعاطفين.. لكن لم الدموع على من عرفت سجيته وما أنكرت فعلته بادئ ذي الأمر ؟! أم أنها المودة.. حين تغرس الوصل في القلب والعقل معا.. لتأتي بعد ذلك كل أخطاء الطرف الآخر.. صغيرة.
ربيحة
شكرا لقلم سطر بإتقان التعابير كلمات جسدت الصور حية بتفاعل الأحداث..
أصبت غاليتي
تتسلل سهام كيوبيد للعقل فتعمي العيون عن الحقيقة الساطعة
أكرمتني بمرورك ردّك
لا حرمك البهاء
تحاياي
فوزي الشلبي
28-11-2014, 10:11 AM
الأديبة النبيلة ربيحة:
تحية محبة وتقديرٍ وود..
نص بهي، ما خط البيان من بهي القص..لماذا يكون العقاب أليما في يد الجلاد..ولماذا لا يصرخ المظلوم بكشف زيف مشاعر من يحب...ألأن الذكريات الحبيبة تمنع القلب ثورة الغضب..أم أن السوط أصبح مما يعشقه الضحية في الجلاد..
تقديري الكبير وخالص دعائي لقلم يسطع بالبهاء!
أخوكم
ربيحة الرفاعي
03-01-2015, 03:07 AM
أقف احتراماً وتقديرا لهذا الجمال الذي بين يدي ، قرأت واستمتعت ، فلما انتهيت وجدت لساني ينطلق بالشكر لك أديبتنا الكبيرة ربيحة ، لغة سامقة ، ومضمون هادف ، وسرد مشوّق...
دمت مُشرقة كالشّمس في رابعة النهار
تحياتي ومحبتي التي تعرفين
ابنك البار / ربيع السملالي
أكرمتني بمرورك وتعليقك بني وأسعدتني برأيك
دام دفعك ولا حرمتك
ولا أوحشتك منك الصدور
تحاياي
ربيحة الرفاعي
22-03-2015, 01:23 AM
ابتسمت جدا وأنا أقرأ هذا النص الإبداعي وهذه الردود التي صاحبته.
أما النص فابتسمت لروعته شكلا ومضمونا ورقي أسلوبه وألق طرحه وذكاء توجيهه!
وأما الردود فابتسمت لما وجدت من ثورة نسائية ضد الرجال ، وإني لولا أننا في شهر فضيل من الأشهر الحرم لأعلنتها حربا أقود فيها معشر الرجال نطالب بحقوقنا ، ولكني إن راق لكن هذا جعلناه حوارا بعد رمضان ننصف فيه جميع الأطراف.
راق لي هنا ذكاء وألق اختيار العنوان فهو بحق يمثل نصا لوحده!
دام الله ألقك وإبداعك أيتها الأديبة الكبيرة!
ودمت بخير وعافية!
تحياتي
بعد شكري الكبير لكريم المرور وما أغدقتم على النص من إطراء، فإني استعيد هنا تهديد أمير الركب بإعلانها حربا يقود فيها معشرالرجال للمطالبة بحقوقهم، وأذكره بدعوته لحوار يكون فيه انصاف جميع الأطراف...
فهل آن الأوان ؟
وهل لهذه الجولة من فرسان ؟
شرف النص بمروركم د. العمري وسعدت صاحبته
لا حرمك البهاء
تحاياي
ربيحة الرفاعي
31-05-2015, 02:16 AM
---------------
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة
أسعد الله أوقاتك
قصّة قصيرة رائعة . مشهد كذب زوجيّ ، وغدر لقلبٍ مُحب !
سبكتِ القصّة بالسرد ، والوصف ، والحوار .. وكنتِ فنّانة قديرة بالومضة المؤثرة المفاجئة ، والواقعيّة جداً ..
لعبَ الحوارُ دوراً كبيراً في رسم ملامح الشخصية النفسية لكلا الزوجين .
اللغة بقلم أستاذة طرحت المفردات بين يديها تختار منها ما شاءت .
كنت أتمنى ألاّ تلزمي ما لا يُلزم في التشكيل التام للمفردات ، فقد وقعت بعض الأخطاء في ضبط بعض الكلمات
تحياتي وتقديري
الرائع الكريم "أبو عقبة"
تقريضك النص غمرني بودق غيمات كرمك، وأنعش بفضله حروفي
لا حرمت دفعك
أما عثرات لوحة المفاتيح في التشكيل فلن يشفع لي فيها نظر عجوز ، ولكني لن أفرّ منها بعدم التزامه رغم ما تتسبب لي به من إحراج
دمت وروعة حضورك أخي
ولا حرمت دفعك
تحاياي
ربيحة الرفاعي
21-07-2015, 07:02 PM
قصة رائعة ماتعة أختي الأديبة الشاعرة المبدعة ربيحة الرفاعي .
ومرة أخرى تظهرين لنا كم هم مخادعون وخونة الرجال والأزواج من خلال نص بارع تألقت في سرده وحبكته ، ورغم أنه كان يحتمل بعض التكثيف الإضافي إلا أنه جاء متوازنا متراصا .
تكرر ذكر خرير الماء لكن بذكاء يحسب للكاتبة ، فمرة كان أثره عاطفيا (رومانسيا) ، وفي الخاتمة المدهشة كان دلالة على الكذب والخداع والغدر وبدلالة رائعة حيث لم يكن الماء يمشي من تحت الزوجة دون أن تدري ، بل سمعت خريره تحت زوجها وانحدرت دمعة على وجنتها ، ماء الغدر مقابل ماء الطهر والعفة والحسرة .
لا زال عندي أمل أن أقرأ لكاتبتنا الكبيرة قصة فيها رجل نقي القلب وزوج وفي مخلص وأنا على يقين أن الأمثلة حولها كثيرة .
أختلف مع إخوتي الأكارم فأنا من هواة التشكيل .
تحيتي الكبيرة وتقديري الكبير
مجرد حضورك في النص إكرام لصاحبته، وردك الدافع أسعدني
لا حرمت أنق حضورك وسموق حرفك يزين صفحتي
دمت ألقا مهيبا
تحاياي
الطنطاوي الحسيني
21-07-2015, 11:46 PM
جئت متاخرا ولكن ان تجيئ متأخرا خيرا من الا تجيئ لاسجل اسمي في حضرة الابداع والالم
تحياتي واحترامي لأم ثائر تعلمنا كيف نحترم القلم وما يكتب القلم
دمت مبدعة ابية واعية
ربيحة الرفاعي
18-02-2016, 02:26 AM
كما تدين تدان
الخيانة لا تكون من رجل وحده ولكن من رجل وأمرأة
كانت هى من قبل سبب لهدم بيت
وهاهى الدائرة تدور عليها لتشرب من نفس الكأس التى سقتها من قبل لأخرى .
بإقتدار وبروعة فى الحبكة والسرد وبلغة طيعة موحية راقية وحوار رائع
أسرتنا هذة القصة .. فقرأتها بكلى أرتشف كل كلمة فيها .. وأقف بإجلال لأتعلم
من أستاذة كيف تكون كتابة القصة .
تحية إكبار وتقدير لك أيتها المبدعة الكبيرة .
لله حضورك أيتها الأديبة والقاصة الجادة الحلوة الحرف
ردك كريم دافع ومرور أشرق في فضاء النص
دام لك الألق غاليتي
محبتي وامتناني
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir