تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غريب



د. سمير العمري
08-07-2012, 04:26 PM
أَرِيقِي بَرِيقَ الوَدْقِ قَبْلَ التَّفَرِّقِ=وَرِقِّي لِدَمْعٍ سَحَّ مِنْ عَيْنِ مُطْرِقِ
وَلا تَلْطِمِي خَدَّ الـحِكَايَاتِ إِنَّهَا=تَرَاتِيلُ مَكْلُومٍ وَآيَةُ مُشْفِقِ
لَئِنْ ضَاقَ مِنْكِ الصَّدْرُ مِنْ غَيرِ عِلَّةٍ=فَإِنَّ فُؤَادِي لمْ يَضِقْ مِنْكِ مَا سُقِي
مَضَيتِ لِدَرْبِ الـهَجْرِ فِي نَزَقِ الـهَوَى=وَمَزَّقْتِ مَا أَبْرَمْتُ شَرَّ مُمَزَّقِ
وَكُنَّا تَعَاهَدْنَا وَفَاءً وَذِمَّةً=فَآثَرْتِ طَعْنَ العَهْدِ فِي قَلْبِ مُرْهَقِ
تَمُوجُ اللَيَالِي بَينَ نَوْءٍ وَفَتْرَةٍ=وَحِضْنُكِ فِيهَا حِضْنُ يَمٍّ لِزَوْرَقِ
إِذَا رَقَّ هَمْسُ الرِّيحِ يُرْخِي شِرَاعَهُ=وَإِنْ هَبَّ عَصْفُ الوَهْمِ بِالذَّنْبِ يَغْرَقِ
وَكُنْتُ عَلَى الـحَالَينِ أُغْضِي وَأَجْتَبِي=وَمَا ذَاكَ إِلا مِنْ شَدِيدِ التَّعَلُّقِ
وَكُنْتُ إِذَا مَا القَلْبُ بِالشَّوْقِ شَفَّنِي=أَوَدُّ لَوَ انَّ القَلْبَ لَمْ يَتَشَوَّقِ
أَكَادُ بِمَا يُمْلِيهِ مِنْ لَـهْفَةِ الـجَوَى=أَمُوتُ كَصَقْرٍ ثُمَّ أَحْيَا كَخِرْنِقِ
وَإِنِّي عَزِيزُ الـجَنْبِ أَسْمُو عَنِ الـخَنَا=وَتَأْنَفُ نَفْسِي كُلَّ قَولٍ مُلَفَّقِ
أَنَاهِزُ تِلكَ الرُّوحَ فِي عُمْقِ كَوْنِهَا=وَلِلقِمَّةِ القَعْسَاءَ أَسْعَى وَأَرْتَقِي
أَنَا الكَوْكَبُ الدُّرِيُّ فِي عَتْمَةِ الرُّؤَى=أَعِيشُ غَرِيبًا بِاجْتِهَادِي وَمَنْطِقِي
أُحِبُّ نِدَاءَ القَلْبِ فِي ثَوبِ فَارِسٍ=يَمُوتُ لِيَحْيَا الـحَقُّ فِي كُلِّ مُتَّقِي
فَإِنْ نَاجَزَتْنِي البِيدُ عَنْ جَنَّةِ الـهَوَى=فَمَا عَتَبٌ يَسْقِي الـحَبِيبَ وَلا يَقِي
وَكُلُّ فُؤَادٍ فِي يَدِ الغَيبِ جَدُّهُ=وَمَا يَعْلَمُ المَرْءُ السَّعِيدَ مِنَ الشَّقِي
فَيَا وَاحَةَ الأُنْسِ التِي طَابَ نَشْرُهَا=وَيَا رَاحَةَ النَّفْسِ التِي لَمْ تَرَقْرَقِ
مَقَامُكِ فِي قَلْبِي مُنِيفٌ مُقَدَّمٌ=وَقَدْرُكِ عِنْدِي فِي الوَرَى تَاجُ مَفْرِقِ
وَحِسُّكِ دِفْءُ الرُّوحِ فِي رَجْفَةِ الـمَدَى=وَحُسْنُكِ يُنْبُوعِي الذِي مِنْهُ أَسْتَقِي
وَمَنْحُكِ أَنْدَى النَّفْسَ مِنْ غَيرِ مِنَّةٍ=وَبَوْحُكِ نَفْحُ الوَرْدِ فِي دَوْحِ جِلَّقِ
فَيَا لِطَرِيحٍ قَلْبُهُ فِي زُجَاجَةٍ=وَيَا لِضَرِيحٍ لِلذِي لَمْ يُصَدِّقِ
أَبُثُّ إِلَى الأَيَّامِ وَجْدِي وَلَوْعَتِي=وَأَنْفُثُ فِي الأَوْهَامِ إِلْهَامَ مُـخْفِقِ
وَأَبْحَثُ فِي الأَحْلامِ عَنْ صَفْوِ بَهْجَةٍ=وَمَا كُنْتُ أَلْقَاهَا إِلَى حِين نَلْتَقِي
رَضِيتُ لَكِ السُّكْنَى بِغَيرِ مَنَازِلِي=وَإِنْ كَانَ فِيهَا مِنْ هَلاكٍ مُحَقَّقِ
فَمَنْ لِي بِصَبْرٍ عَنْ وِدَادِكِ سَائِغًا=إِذَا خَارَ إِصْرَارِي أَوِ انْهَارَ خَنْدَقِي
إِذَا غِبْتِ يَوْمًا فَالأَمَانِيُّ فِي أَسَى=وَكُلُّ ابْتِسَامٍ إِن بَدَا لِلتَّمَلُّقِ
وَكُنَّا تَنَازَعْنَا هَوَانَا تَفَكُّهًا=نُحَلِّقُ شَوْقًا أَيُّنَا ذُو التَّفَوُّقِ
فَطِرْنَا حَنِينًا فِي رَبِيعٍ مِنَ الرِّضَا=وَعُدْنَا سُكَارَى مِنْ حَنَانٍ مُعَتَّقِ
إِذَا هَانَ فِيكِ الـحُبُّ وَاسْتَنْكَفَ الهَوَى=فَدُعِّي غَرَامِي كَيفَ شِئْتِ وَأَهْرِقِي
وَلا تُشْفِقِي إِنْ حَمْحَمَ الصَّدْرُ بِالأَسَى=وَلا تَصْفِقِي بَابَ الـحَدِيثِ الـمُنَمَّقِ
سَأَطْوِي كِتَابَ الشَّوْقِ مَا اسْطَاعَ خَافِقِي=وَأَحْفَظُ بِالذِّكْرَى عَلَى الدَّهْرِ مَوْثِقِي
وَدَاعًا بِطَعْمِ الجُرْحِ يَا بَلْسَمَ النَّدَى=يَئِنُّ لَهُ نَوْحُ الحَمَامِ الـمُطَوَّقِ
وَدَاعًا وَمَا فِي النَّفْسِ إِلا صَبَابَةٌ=وَدَعْوَةُ مَلْهُوفٍ بِعَيْشٍ مُوَفَّقِ
فَإِنَّ الذِي يَهْوَى يُضَحَّي بسَعْدِهِ=وَيَدْفَعُ عَنْهَا الهَمَّ فِي كُلِّ مَأْزَقِ
وِمَنْ يَطْرُقِ اللذَّاتِ يَصْخَبْ إِذَا مَضَتْ=وَمَنْ يَصْدُقِ الإِحْسَاسَ يُكْرِمْ ويَرْفُقِ
وَمَا السَّعْدُ إِلا فِي الفَرَاغِ مِنَ الـهَوَى=إِذَا كَانَ قَلْبٌ بَعْدَ ذَلِكَ قَدْ بَقِي