المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يالله ! إني أكبرُ .



ضفاف أماني
31-07-2012, 11:37 AM
.








(1)
الـــوعي لصٌ بارعٌ؛ ينسلُ من بين جنبيك الراحة دون أن تَحُسُه !



(2)
تسألُ : هل من رغيفٍ ؟
قد سمِعتُها, هذه الألفاظُ ؛سمعتها وهي تتسول , واقفةٌ على باب المعاني , تمدُ يدَها إليها , تشحذُ منها ما يسدُ جوعها !


(3)
ولو أعدتُ لكم ما قد قاله نتشيه في كتابه (هكذا تكلم زرادشت) فسأقول على مِحَكِ تجربتي :أن ليس ثمة عقبة لرؤية حقيقةٍ ما ؛ سوى أراؤنا , التي تقف كإشارة حمراء ؛دون استرسالنا في البحث ذا .



(4)

بلا مبالغةٍ : إن وقفتُ اليوم أمام عمادةِ القبولِ بالجامعةِ لأُجدد عهد دراستي, لفعلتُها مرةً أخرى واخترتُ الفيزياء ؛هي محكٌ حقيقي لفهم لغة الكون الخفية, وتُلبسكَ ثوب رهبنةٍ وتأمل ٍفي ملكوت الله العظيم.



(5)
لو تدرون ؟!!!!
أني أرى اللغةَ تندفعُ أقراصاً في فرن الفلسفة , فتُخبز على نارها خبزا بطعومٍ عدة , مرة خبزا بالزيتون , وأخرى خبزا بالزعتر , وبعدُ خبزا ...أمممم والله كثيرة هي الطعوم , لكن ألا تتفقون معي أن اللغة ستصبح لذيذة وجداً ؟




(6)
"ولا زلتُ أشمُ القرآن وقلبي يدعو بدعوة القايتباي سيدٍالــ قطبِ؛ أن يزكني ببيانه , ويفهمني بكنوزه , ويُحلي لساني بعذوبته . ولا أخفيكم بعدها أن الشقيةَ (الدهشة) صارتْ تفتح لي أبواب المصحف وتاخُذُني من يدي نحو الداخل.




(7)
ابنة الرئيس السابقُ المنفي ,
وقفتُ أمامها , والذهولُ يطحنني, ويذرني دقيقا في وجه الحيرة .
رباه!! صار شعرها كله أبيضاً , عينيها تثنت تحتها أخاديد جمة , ويلي من نفسي !!
ماذا جرى ؟!! غبتُ , نعم, ولكنيّ ماحسبتُ أن الذبول سريع!
أهو المنفى الذي سحب وجهك القديم ومزقه ؟! أهو ,أهو ؟!!!
أسفارك التي خبئتها في قلبي لازالت شابة ريانة , لينة لازالت والله ,
أتعلمين؟ أنا اليوم أذرها في قلوبٍ شتى , وأخبرهم أنك تبعثين سلاما لهم , سلاماً بالغ المحبة .


(8)
صباح ,
طفلةٌ مثل الصباح ؛ من قريةٍ صغيرة , ببطن الوادِ الكبير .
عقلُها كبير ,عنيدة , لاتفعل إلا ما تراه ,تمرني كل صباح, وتبتسم ,
وقلبي يقول: أن التمرد لعبة البنت الصغيرةُ هذه .
صباح مثل الصباح ,كلها ضوء ,إن وقفتْ أمامك عليك أن تطفئ قناديل الليل ؛ فقد حل الصباح للتو .


(9)
يا "عبدالعزيز *"
هاهو جالوت قد حلّ بنا , ويُقرؤنا سلامه كل آن , ثم يُعلمنا عدوانه .
جبهته تهفو لها قلوبٌ شتى , ضالة ضلال الشياطين , مضطبعةٌ بالسواد , وطوّافةٌ بولاءه في خنوعٍ فاضح .
انتشرت وحوشٌ كثرة , تُساقط كل خضرة وتدوسها دوس الفسقة ؛
ليبقَ الجفاف والتصحر حافلا بنا جرما وعدوانا.
نحن الضعاف خبلاً وعُتهاً أن تركناهم ؛ يَمُضُّونَ سيوفهم في عقولنا.
بعدها ؛ لم يعد من بدٍ (للأمان) سوى أن يغلق الباب على نفسه , فنظل فقراء فقراء إليه ,
نحن المجرمون حقا يا عبدالعزيز!


(10)
صمتاً , لاتعبث بالكهلِ وعماه بادٍ .
تدري , عيناه مثقوبتان , وماباليد حيلة أن لا يرى وضح السوادِ ؛المستدام حوله ,
السوادُ المُعَفِّرُ لبياضِ الصباح ؛ فلا تُمَلِّي عليّه رؤياك .
لا تخبره عن هؤلاء الذين داسوا وجهه ورحلوا, تركوه كالخرق البالية المتهدلة في وجه الريح .
هكذا بكل بساطة الأحداث قدانسدلت ستارته , ومسرحه غربتْ عنه مشاهدهم .مظهره الــ متسخِ الثياب؛ ينطق بأزمة حقيقيةٌ في هروبه عن الماء ؛يظنه شبحا قد خلفوه وراءهم , يتذكر غرقهم في بحر الغياب , صار يخاف الماء, حتى الموتُ عطشاً ؛ فيُشرّبُ مرغماً .
كل يومٍ يتذكر , يرقب المارة في ذاكرته , ويسألهم كفافه , وينثر وجوههم على بؤسه,
كل يومٍ يحدث هذا , فينام تحت عزفٍ فوق أوتار حياواتهم المنسدلة أمام عينيه المترقبة .
لن يرَ إلا ظلمةً , و سيترنم ألماً داخلها .
الألمُ يرتكب به الــــــــــ تعثر , والتخثرُ لدفقِ الحياةِ في جسده ,
الألم ماءٌ أزرق , يسقي زنابقاً سُوداً, تنبتُ في عينيه .





(11)
صرختُها لازالتْ تضربُ صدري كالرصاص كلما تذكرتها .
يوم عزاء أمها , وبعد أن ذوّب البكاءُ وجهها في كأسِهِ ؛ استنكرتْ ما قدموه لها من طعامٍ ؛ فصرختْ في وجوههم قائلة :
أأكلُ ؟! وأمي, أمي ماذا تأكل الآن ؟ الثرى ؟


(12)

هيه, يا أنت, يا قارئ الوجوه,
لاتقرأ وجهه , ولا تحاول سماع صوته , ذاك الأعزلُ إلامن ذاكرته ؛ كل الدنيا لعبتْ عليه ونازعته كل أشياءه,
وحتى وطنه شدّ اللحافَ من بين يديه الذي قاسمه إياه , ثم سوى الوسادة ونام , تركه مذهولاً على الحافة , حدّ أن صار أريانو أخراً , يصف وطنه بالكذب ؛( إل دورادو) ثانيةً .
وجهه وصوته صارا عارييّن ؛ يفضحان عورة حزنه .
فلا تلتفت نحوه .







( 13)


مالك تعتزل ؟!
أنظر , ليس أنجعُ لك ؛ من أن تتقن عقلاً لا يكتفي ,أبداً لايكتفي, دوما يهوجُ , ينزع نحو التهورِ إن أمكن , والركضِ , والتفلت من التجمد , سيالٌ دون صنمية , عقلٌ يهوى المغامرة , فالبحث عن أم الحقيقة هو الحياة ,أقسم لك .
حتما ستبصرُ نفسك من مكان قصي إن أمعنت النظر إليك وعرفتها , تلك الروح التي تسكنك , أصغي ما تقول إنها تنتظرك أن تتوقف عن الكلام فقد أكثرت الثرثرة ولم تترك لها الفرصةُ لتوضحُ لك من أنت .
كلهم هؤلاء الذي وراءك ؛ لو عبّأوا رأسك أنك أفضل مما تظن وأن على مياهك أن تسكن ولا تثور في وجوههم فتظل موجة لاتتمكن الوصول لشاطئ أبدا .
ثابر , احمل سلاحك واتجه نحو الجبهة مباشرةً سِرْ إليها بصدرٍ منتفخٍ , ولا أمل يُداخلُك سوى أن النصر؛ صيدك المؤكد.
لا تُصعِّر خدك للحياة وتقف على الباب متراجعا , تتركها تدفع كل الأوساخ نحو عتبة بيتك , فقد جال الوسخ بدارك , وأنت , كالبوم لاتتحرك , أهو الحمق أم أنك فعلا بحاجةٍ لصدمةٍ كهربائية لتنجو من غيبوبتك ؟! أنت لاتتقنُ سوى التذمر .
يا كسول كن خبزا حارا وقتَ أن يذوبَ في فم طفلٍ يتلسعُ منه, كن لمعة في عين صقرٍ يتجه إلى الاعالي ,
كن عجوز همنغواي , كن زرعا يتشبث بالأرض رغم المطر ووقع الأحذية فوق خده رغمهم كلهم يتشبث .
حاورني لا تُدر ظهرك, وتنكفئ كقنديل نفذ زيته .
تباً لك , غبي.







(14)

إلاً تبقى اللغة ــ عبر الزمان ــ منزلقة حدّ التمنع ,لاتمكنك منها كلها ؛ فقط أثرةٌ تكفي,
صخرٌ لاتُفرِّجُ إلا عن حصى منتثرٍ ؛ إن هطل المطر, واندفع الحجر من علٍ ,
لم تكن يوما صدأً يتهشم عند أدنى ضربة بل حديد .
ياللغة حاوريني بالله عليك , إني أسألك أين كهفك الـــــــــ وجده علي , أين المكمن كله .ألا ترحمين ؟!
ضاع البحارة كل البحارة في عرض البحر , وما وصلوا الكنز !







(15)

يالحشمة أنتِ , يالطويلة الثياب,
ياللغة ,
ياللغة , بالله توقفي , اسمعيني , هزي ولو قليلا الحروف ,
إني محتاجٌ, والله محتاجٌ بعض الزينة؛ المخبوءة تحت الركام , أود التنعمُ بك دون السيجار ذا, أفٍ له ؛ يُغبّر عليّ رؤياك ,
سأقذفه تحت النعال,إن عكّر مزاجاتُك ,
لكن بالله لاتهربي .










.


أماني الغانمي

آمال المصري
31-07-2012, 02:07 PM
بوركت اليراع التي خطت والفكر الناضج أخت أماني
لست هنا للثناء فحرفك الفريد له وقع مميز على المتلقي
ولكن للترحيب بعودتك لواحتك
دام ألقك
وكل عام وأنت بخير
تحاياي

محمد محمود محمد شعبان
31-07-2012, 02:11 PM
جميل ما قرأته لك أخت أماني
دمت ودام إبداعك

تحيتي



حمادة الشاعر
مشرف عامية

ضفاف أماني
02-08-2012, 07:52 PM
بوركت اليراع التي خطت والفكر الناضج أخت أماني
لست هنا للثناء فحرفك الفريد له وقع مميز على المتلقي
ولكن للترحيب بعودتك لواحتك
دام ألقك
وكل عام وأنت بخير
تحاياي

مرحبا بك وحياك الله , سعيدة بمرورك أستاذة آمال :)

مرمر القاسم
02-08-2012, 09:20 PM
كل لوحة فلسفية تلزم القارئ إعادة القراءة وبتأن،لأن الفلسفة مثل الفيزياء وربما أشد قسوة على المتلقي،

الـــوعي لصٌ بارعٌ؛ ينسلُ من بين جنبيك الراحة دون أن تَحُسُه !
أظنك هنا أردت القول من بين جنبيّ الراحة.


قوافل زهر ،،

ربيع بن المدني السملالي
03-08-2012, 04:42 AM
أوافق الأخت مرمر القاسم فيما ذهبت إليه ، فهذا النّص الكبير يحتاج لكثير من الوقت ، ليُقرأ بتأنٍ وتدبر وتأمل !

دمت مبدعة أختي

تحياتي

سامية الحربي
03-08-2012, 10:03 AM
محطات تحتاج وقفة مطولة عند كل منها .قرأت هنا حرفًا بديعا محلقا في فضاءات سامقة . لكِ كل الشكر والتقدير على هذه اللغة الجميلة. تحياتي وتقديري.

وليد عارف الرشيد
03-08-2012, 04:48 PM
نص فلسفي عميق كل لوحة فيه لها طعم ولون وخلفية مختلفة يجمعها أسلوب كتابي متميز ينهل من ثقافة معرفية وقراءة ومحاكمة ..
راقت لي اللوحة العاشرة فقد أضفت بها الفيض الشعوري وكانت على الأقل بالنسبة لي أكثر تأثيرا.
النص طويل كاتبتنا المبدعة وليتك قسمته على أكثر من نثرية ... شابه بعض هنات التعجل في الكتابة ولكن في النهاية ظفرنا بنص أدبي فلسفي جميل
مودتي وتقديري كما يليق

ربيحة الرفاعي
13-08-2012, 01:26 AM
معرض من اللوحات الفلسفية جلنا في ردهاته مصفقين لجمال الفكر وألق الوعي

وددت لو أعفيته أديبتنا الكريمة من تلك المسافات الطويلة بين اللوحة وتاليتها
ولو أوليته بعض مراجعة لتخليصة من بعض هنة شابته

أهلا بك في واحتك

تحاياي

كاملة بدارنه
27-10-2012, 03:47 PM
ولو أعدتُ لكم ما قد قاله نتشيه في كتابه (هكذا تكلم زرادشت) فسأقول على مِحَكِ تجربتي :أن ليس ثمة عقبة لرؤية حقيقةٍ ما ؛ سوى أراؤنا , التي تقف كإشارة حمراء ؛دون استرسالنا في البحث ذا .
الآراء هي الشّرة الضّوئيّة بألوانها الثّلاث التي يعتمد عليها تنفيذ (وعبور) الحقيقة!

"ولا زلتُ أشمُ القرآن وقلبي يدعو بدعوة القايتباي سيدٍالــ قطبِ؛ أن يزكني ببيانه , ويفهمني بكنوزه , ويُحلي لساني بعذوبته . ولا أخفيكم بعدها أن الشقيةَ (الدهشة) صارتْ تفتح لي أبواب المصحف وتاخُذُني من يدي نحو الداخل.
المكان الأجمل والفضل الذي يدعونا للدّخول إليه، وإن دخلنا فنحن الرّابحون حتما.
جذوات وحكم جميلة تحتاج أكثر من زيارة .
وددت مراجعتها قبل النّشر لظهور بعض الأخطاء
بوركت
تقديري وتحيّتي

نسرين بن لكحل
28-01-2013, 01:45 AM
.





لا تُصعِّر خدك للحياة وتقف على الباب متراجعا , تتركها تدفع كل الأوساخ نحو عتبة بيتك , فقد جال الوسخ بدارك , وأنت , كالبوم لاتتحرك , أهو الحمق أم أنك فعلا بحاجةٍ لصدمةٍ كهربائية لتنجو من غيبوبتك ؟! أنت لاتتقنُ سوى التذمر .
يا كسول كن خبزا حارا وقتَ أن يذوبَ في فم طفلٍ يتلسعُ منه, كن لمعة في عين صقرٍ يتجه إلى الاعالي ,
كن عجوز همنغواي , كن زرعا يتشبث بالأرض رغم المطر ووقع الأحذية فوق خده رغمهم كلهم يتشبث .
حاورني لا تُدر ظهرك, وتنكفئ كقنديل نفذ زيته .
تباً لك , غبي.


.


أماني الغانمي


كن عجوز همنغواي..هي رواية "الشيخ والبحر" ..قرأتها منذ أيام مضت..رمز للصمود و العزيمة، الاصرار و اليقين.. و تجسيد لمقولة الكاتب الشهيرة: " الإنسان يمكن هزيمته، لكن لا يمكن قهره "
لوحات فلسفية و ثمينة، تتطلب كل واحدة منها اعادة القراءة بتمعن شديد لاستخلاص ما فيها من قول عميق و حكمة بين طياتها.. رائعة و أكثر

بابيه أمال
28-01-2013, 09:23 AM
كريم هو الفكر حين يدعوك بعبارات فلسفية راقية تحت العقل منك على التمعن في كل كلمة ومعنى، فاتحا لك بعدها فضاء الرؤيا شاسعا نحو أقصى درجات الإدراك وعيا بعد بيان..

أماني..
رائعة هي كل ضفافك الفكرية هنا..
كوني والخير على بقاء أخية..

فاتن دراوشة
28-01-2013, 01:10 PM
ما أروع الصمت والتأمّل على ضفاف هذه الوجبات الدّسمة

لروحك البيلسان غاليتي

محبّتي

فاتن

نداء غريب صبري
21-02-2013, 08:55 AM
كنز عظيم فتحته لنا نغرف منه ما نشاء
ما أجمل لوحاتك أختي

شكرا لك

ناصر أبو الحارث
30-03-2013, 12:04 AM
بين دفتي كتيب نثري جميل تجولنا في صفحتك
واستمتعنا