تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي الرّافعيّ 1



عبلة الزغاميم
10-08-2012, 10:52 PM
ما الإسلام في جملته إلّا مبدأ إنكار الذّاتِ و ( إسلامها ) طائعة ..... ( مصطفى صادق الرّافعي, وحي القلم ج2 )

و ما الذّاتُ إلّا عجينٌ من روحٍ و جسد، لكلٍّ حاجاتُهُ و لذّاتُه، و لكنّ هوى الرّوح أعلى و أجلُّ و أرفع و أسمى، فبِها يكون التّلذُّذ بإسلام الذّاتِ لخالقها، و بها يكون الحبُّ كاملا، فإذا طغتِ الرّوح على الجسد، تسامت الذّاتُ و كان أن اقتربت من السّماء في عُلُوِها فأنكرت صبغتها البشريّة، و زهدت بكلّ متاع الحياة، إلى هوائيّةٍ لا يعلم كنهها إلّا الله، و إن طغى الجسدُ على الرّوح انحطّت الذّات و صارت أقرب ما تكون إلى الطّبيعة الحيوانيّة، حيث لا نفس تختارُ صوابا من خطأ، إنّما جسدٌ يُسيِّرُ الأفعال حسب حاجاته و هواه، فكان أن كامل الإسلامُ العجين ليؤدّي كُلٌّ ما قُدِّرَ له من واجبات، و ليأخذ ما يشتهي من الحاجات ضمن ضوابط الاتزان، فتسمو الرّوح إلى خالقها، و يُعينُها الجسدُ على السّموِّ و الصّعود، لتكون أقرب ما تكون حين يُوصَلُ الجبينُ بالأرض، و تُستهلكُ كُلُّ الأنفاس في تأمُّلِ عُلُوِ الذّات الإلهيّة و ضآلة هذي النّفسِ في كونها، فأيُّ شرفٍ يحمل الرّوح لتلتقي بالأرض تسبيحا بالعلُوّ و حمدا على هكذا شرف؟!
أكانت الرّوح لتصِل إليه دون الجسد؟!
أم هل للجسد أنْ يعي اللّذة دون الرّوح؟!
ثمّ أيُّ سكينةٍ تسكنُ ذاك القرب، أيُّ استسلامٍ هو!
اللّـــه... اللّـــه... كأنّ السّاعي إليها لا يعرفُ إلّاها سكينة، و لا يدري سواها لذّة، فلا تستطيعُ اليدانِ أن تصعدَ بالجسد لتُبعِده عن قربهِ الأجلّ، الألذّ، الأسمى.
ولا يستطيع الجبين أن يُفارق

يقول الرّافعيّ في وحي القلم:
"و بالتّسليم الّذي يخرج به المسلم من الصّلاة، يُقبِلُ المسلمُ على الدّنيا و أهلها إقبالا جديدا من جهتيّ السّلام و الرّحمة "
يودّع به لذّة اللّذات، و الغايةَ و المُنى، و السّكنَ و الرّضى، إلى مستودَعِ الامتحان و الابتلاء و مفارقِ الحياة، إقبالا لو يدرك ما بدأه به لما تتزوّد إلّا بالرّضى بعبوديّته لمالكِ الرّوح و الأنفاس، و بالتّسليم و الإسلامِ تامّا لا يُخالطُهُ تأنٍ أو تردّد.


الرّوح العطشى
10-8-2012

كاملة بدارنه
10-08-2012, 11:02 PM
السّلام عليكم أخت عبلة
شكرا على هذه الكلمات الرّائعة التي تتصل بثنائيّة الروح والجسد
بوركت
تقديري وتحيّتي

رياض شلال المحمدي
11-08-2012, 06:55 AM
**(( قيل لي : أن للروح ثلاث قوى : القلب ، الفكر ، النفس . فمتى صاحب الفكرُ
القلبَ طاب وطاب رقيّه والمعارج ، أما إذا التفت الفكرُ إلى النفس مصاحبةً فلن تبقى هناك
روح بل جسد يروح ويغدو وهو عن المعاني غافلُ ... تحياتي وخالص الثناء ))**

حمزة محمد الهندي
11-08-2012, 02:31 PM
عبلة ....


لعلي هنا ... مع المغلوبين َ على أمرهم ... فالروح ... تنفخ ُ آيات نازفات ْ ... لينتفض بها الجسد ْ .. من المحيط النفسي ... وملكوت الذات ... وتبقة النفس تواقة ... للصريرة ... والبحث عن السلام ...
في عالم قد غدونا به ِ كالغابة ...

يبقينا التشرد النفسي اللامكاني ... بين قوقعة التمرد ... وصفاء الفكرة ...


عبلة ....

كنت هنا لوهلة ... أهديك ِ السلام


حمزة واكليل من الزنبق يغلف سريرتك

وليد عارف الرشيد
11-08-2012, 09:25 PM
فأيُّ شرفٍ يحمل الرّوح لتلتقي بالأرض تسبيحا بالعلُوّ و حمدا على هكذا شرف؟!

نعم أخت عبلة صدقت والله ورحم الله الرافعي الذي أوحت أفكاره بهذه الروعة وهذا السمو .. بوركت وها أنا هنا أنتظر المزيد من هذه التأملات والرؤى الرائعة التي نحن بأمس الحاجة لها كمسلمين حتى ندرك حقيقة الإسلام وكنهه الجوهري لا الظاهري ..
بارك الله بك فقد قدمت لنا اليوم وجهًا جديدًا من وجوه إبداعاتك تثبت أحقيتك بالرقي الأدبي والفكري، وأسلوبك كان رائعًا شائقًا حتى على مستوى الشكل علاوةً على المضمون ..
مودتي وتقديري

حمزة محمد الهندي
11-08-2012, 11:54 PM
عبلة ....


لعلي هنا ... مع المغلوبين َ على أمرهم ... فالروح ... تنفخ ُ آيات نازفات ْ ... لينتفض بها الجسد ْ .. من المحيط النفسي ... وملكوت الذات ... وتبقى النفس تواقة ... للصريرة ... والبحث عن السلام ...
في عالم قد غدونا به ِ كالغابة ...

يبقينا التشرد النفسي اللامكاني ... بين قوقعة التمرد ... وصفاء الفكرة ...


عبلة ....

كنت هنا لوهلة ... أهديك ِ السلام


حمزة واكليل من الزنبق يغلف سريرتك [/CENTER][/QUOTE]

ربيحة الرفاعي
12-08-2012, 12:25 AM
من وحي الجمال ينبثق الألق
هذا ما رأيناه في نص رائع فكرة وأسلوبا ومعالجة
فكان وجبة وجدانية من بديع القول

دم وهذا الألق
وأهلا بك ومرحبا في واحتك

تحاياي

فاطمه عبد القادر
12-08-2012, 01:23 AM
فإذا طغتِ الرّوح على الجسد، تسامت الذّاتُ و كان أن اقتربت من السّماء في عُلُوِها فأنكرت صبغتها البشريّة، و زهدت بكلّ متاع الحياة، إلى هوائيّةٍ لا يعلم كنهها إلّا الله، و إن طغى الجسدُ على الرّوح انحطّت الذّات و صارت أقرب ما تكون إلى الطّبيعة الحيوانيّة، حيث لا نفس تختارُ صوابا من خطأ، إنّما جسدٌ يُسيِّرُ الأفعال حسب حاجاته و هواه،

السلام عليكم
رحم الله الرافعي ,وشكر لك ولريشتك يا صديقتي العزيزة عبلة
كلام جميل ورائع وفيض من روح
شكرا لك
ماسة

ربيع بن المدني السملالي
12-08-2012, 03:54 AM
كتبت منذ ايام قليلة هذه العبارة : عندمَا أنظرُ في كتُب ( مصطفى صادق الرّافعي )، ينتابني شعورٌ بالتّقزّم .. و أمام قلمه الثّر العملاق يتملّكني إحساس عنيف يخاطب وجداني ...عنوانه :

دع عنكَ الكتابةَ فلستَ منها ... ولو سوّدتَ وجهك بالمدادِ


شكرا لإبداعك أختي عبلة ، ورحم الله إمامنا إمام البيان العربي ، مصطفى صادق الرافعي

دمت بألق

تحياتي

عبلة الزغاميم
13-08-2012, 05:55 PM
السّلام عليكم أخت عبلة
شكرا على هذه الكلمات الرّائعة التي تتصل بثنائيّة الروح والجسد
بوركت
تقديري وتحيّتي

كااملتي الغالية...
مساؤك الخير و المودّة يا عزيزة
كم أبتهج بمروركِ و بإطلالاتك عليّ...
كوني بخير

د. سمير العمري
11-01-2014, 02:09 PM
هو نص جاء فعلا من وحي الرافعي مشابها لأسلوبه حدا كبيرا وهذا مما يؤكد على قوة حرفك وموهبتك.

لا فض فوك!

تقديري

نداء غريب صبري
05-04-2014, 12:58 AM
كتبت من وحي الرافعي أدبا جميلا وفكرا جميلا أيضا
فمنحتنا قراءة ممتعة

شكرا لك أختي عبلة

بوركت

خليل حلاوجي
05-04-2014, 01:41 PM
رحم الله الرافعي ... ونفع بعلمه ..


نص ثري لقلم واعد ورصين .


تقديري.

قوادري علي
05-04-2014, 02:34 PM
لابد للحرف هنا أن يقرأ بامعان وامتاع ومؤانسة
شكرا جزيلا الراقية عبلة

خلود محمد جمعة
07-04-2014, 08:25 AM
تناغم الروح مع الجسد وتكاملهما يحقق للذات كينونتها ويرقى بها
بوح ناجى الروح والوجدان بهالة من الجمال
عمق وسكينة لون السطور
دمت بخير
مودتي وتقديري

عبد السلام دغمش
07-04-2014, 08:48 AM
"و يُعينُها الجسدُ على السّموِّ و الصّعود، لتكون أقرب ما تكون حين يُوصَلُ الجبينُ بالأرض، و تُستهلكُ كُلُّ الأنفاس في تأمُّلِ عُلُوِ الذّات الإلهيّة و ضآلة هذي النّفسِ في كونها، فأيُّ شرفٍ يحمل الرّوح لتلتقي بالأرض تسبيحا بالعلُوّ و حمدا على هكذا شرف؟!"

كلمات من نور .. وارتقاءٌ بالجسد حين يعين الروح على الرقيّ في مراتب العبودية .. وما أسماه هذا الرقيّ حين يهبط بالجبين - مكاناً- للأسفل حيث يلامس الأرض ، لكنّه ارتقاءٌ بمراتب العبودية وأيّ شرف أن يزداد العبد تذللا لله .

تقديري وتحيتي.

محمد محمد أبو كشك
07-04-2014, 10:50 AM
ألفاظ جزلة ومعان رائعة
كان هذا الرجل علامة وقامة كبيرة في الادب

ناديه محمد الجابي
12-10-2025, 06:22 PM
إن التناغم بين مطالب الروح والجسد بتحقيق ما يصبو إليه الجسد
وما تتمناه الروح المحفوف بظلال تعاليم الإسلام السمحة
يُثمر شخصية سوية تُعمر الكون الفسيح بيد تبني
ويد تعبد الله الخالق سبحانه وتعالى.
اللهم ارزقنا الفقه في ديننا وارزقنا حُسن خِتام
الأنبياء والمرسلين وعِبادك الصالحين المُصلحين .
بارك الله في الرافعي فكرا وعلما
وبارك الله فيك وسلم الفكر والقلم.
:v1::0014::wow: