المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البطل الأسطورة



د. محمد الشناوي
20-11-2004, 11:27 PM
يحكى أن "مسامح بن مسالم" كان مَضرِب المثل في السلام, ويروى أن بعوضة حطت على أنفه ذات ليلة, لكنه لم يدفعها مخافة أن يجرح شعورها, أو أن يُشعرها بالفارق الطبقي بينه -كإنسان- وبينها -كحشرة-, لذا استحق أن تتناقل الألسن حكاياته الطريفة, ومنها ما سأسرده عليكم الآن, فأنصتوا جيدا.

ذات ليلة هجم اللص "مغتصب بن سفاح" على دار"مسامح بن مسالم", فاغتصب زوجته الحامل, ثم أجهضها, ثم أعمل النار في أطفاله, فأرداهم جثثا هامدة بلا حراك, ثم عاث في الدار فسادا, بينما "مسامح بن مسالم" يروح عن نفسه في ماخور بجوار البيت, فقد كان لا يبخل على متعته ولا على مزاجه –شأنه في ذلك شأن أي "مسامح بن مسالم" آخر- , وعندما عاد ثملا بعد الفجر, رأى ما كان من خراب ودمار, فأفاقه الذهول, وأخذ يتلفت يمينا وشمالا عله يدرك ما حوله, واستدار فإذا "مغتصب بن سفاح" يقف خلفه, يعبث بمدية في يمناه, ويبرم شاربه بيسراه, فما كان من "مسامح بن مسالم" إلا أن قال له (يهديك الله يا أخي, كل مشكلة ولها حل, هون عليك, أما أطفالي القتلى فهم شهداء عند الله, وأما زوجتي فلك ليلة ولي ليلة, وليكن هذا بصفة مؤقته, إلى أن نتناقش ونتداول ونتباحث ونرسم خطة طريق لمستقبلنا, ثم نقتسم الدار بالحق والعدل).

لكن القدر الجسور لم يمهل "مسامح بن مسالم" وقتا ليعلن غرفته غرفة مستقلة إلى جوار غرفة "مغتصب بن سفاح", مات البطل الأسطورة, مات صانع السلام, مات ولكن ترك خلفه واحدا وعشرين "مسامح بن مسالم" ليكملوا مشوار كفاحه.

د.جمال مرسي
21-12-2004, 12:06 PM
لا حول و لا قوة إلا بالله

أنت لا تتكلم عن مسالم ابن مسامح و لكن تتكلم عن كل عربي كالح باع الأرض و العرض و سكت و صالح
تذكرني بقصيدة عباس للشاعر أحمد مطر

و لكنك أجدتك صياغتها بطريقة قصصية جميلة

كيف كانت غائبة عني هذه الرائعة أيها الحبيب

أحسنت إذ نكأت الجرح
و ليتنا نتعظ

تقبل ودي و تقديري و اعجابي
و جونينة ورد:0014::0014::0014:

أخوك د. جمال

د. محمد الشناوي
23-12-2004, 11:18 PM
أخي الحبيب د.جمال
نعم هذا حال كل عربي كالح باع الأرض و العرض و سكت و صالح

وهذه رائعة أحمد مطر ليستمتع بها الأخوة

لك حبي وجنة ورد


عـبـاس


عباس وراء المتراس ،

يقظ منتبه حساس ،

منذ سنين الفتح يلمع سيفه ،

ويلمع شاربه أيضا،

منتظرا محتضنا دفه ،

بلع السارق ضفة ،

قلب عباس القرطاس ،

ضرب الأخماس بأسداس ،

(بقيت ضفة)

لملم عباس ذخيرته والمتراس ،

ومضى يصقل سيفه ،

عبر اللص إليه، وحل ببيته ،

(أصبح ضيفه)

قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،

صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ،

ضيفك راودني، عباس ،

قم أنقذني يا عباس" ،

عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،

(زوجته تغتاب الناس)

صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،

قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،

أرسل برقية تهديد ،

فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"

( لوقت الشدة)

إذا ، اصقل سيفك يا عباس

د. سمير العمري
21-03-2005, 08:38 PM
دعني أقف لك إكباراً ...

بل وأرفع القبعة :hat:

لقد أصبت كبد الحقيقة بسهم الحرف النافذ والرأي الصائب والمثل القاتل.

أحسنت .. أحسنت ... أحسنت.


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

سلطان زمن
14-04-2005, 01:22 PM
السلام عليكم

أخي الحبيب والقريب إلى قلبي / د.محمد الشناوي .

والله إن هذا لهو أعظم ما يكتبه المرء ، حينما يسخر قلمه للدفاع عن دينه وللنهضة بالأمة

وإنقاذها من الضياع .

أخي قد صدقت القول والله ، ووضعت اليد على الجرح ، ولكن هل من متعض ، هل من مجيب؟

تقبل سيدي إعجابي وتعظيمي لقلمكم .


تحياتي وتقديري لشخصك الكريم ،،،،

جوري
16-04-2005, 01:00 PM
نعم أحسنت أخي كما سبقني إليها الكِبار ..
تمعنت في المعنى فوجدت أن مآل إليه الحال إلا من التقين بعدم جدوى الكلام , وأن الفعل فقط الفعل سيكون من المحال ..
لذلك نسكت عن الكلام المباح , وربما يكون للحديث بقية ...

تحية وتقدير أختك جوري .