تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوق العيد



سعاد محمود الامين
18-08-2012, 02:49 PM
سوق العيد
ياسمين طفلة جميلة هادئة، فى عينيها سؤال حائر. عندما ترى أترابها من صغار الحى يقفزون فرحا بقدوم العيد، يتباهون بملابسهم الزاهية وأحذيتهم التى تعكس كل ألوان الطيف، النقود التى ينفقونها على الألعاب والمراجيح وشراء البالونات، ضحكاتهم البريئة التى تختلط مع صريرالمراجيح القديمة قدم الساحة المسمى بسوق العيد. ياسمين تنظر حولها متوارية خلف أختها عائشة، ليس لديها فستان العيد. كانت ترتدى فستان أختها عندما كبرت آل اليها. يتأرجح جسدها النحيل داخل الفستان الواسع. الحذاء الكبيرتعالجه بقطعة قماش حتى تستطيع السير دون أن يفلته قدمها الصغير. عندما خرجت صباح العيد وجدت الاطفال بصحبة آبائهم فرحين، وعندما مروا بها سخروا من هيئتها المزرية ورفضوا أن ترافقهم بفستانها القديم إلى سوق العيد..
وجدت نفسها وحيدة، هرولت إلى داخل المنزل، تكورت فى فراشها داخل الحجرة الطينية، التى تفتقر إلى النوافذ، فقط تلك الفتحات المواربة ببقايا قماش قديم فى الأعلى، يدخل منها ضوء النهار. والجدران الطينية ثبت عليها المسامير تدلى منها اسمالهم التى فقدت لونها وغزلها وأصبحت باهتة، ولكنها ساترة لاجسادهن النحيلة. هرعت الأم الطيبه لمواساة صغيرتها. ووعدتها بالذهاب معها لسوق العيد وهى تعلم أنها لاتملك المال. صرخت ياسمين:
ــ لماذا ياتى العيد...... أنا لا أحب العيد...
نظرت الأم بحسرة إلى صغيرتها واضعة يدها النحيلةعلى خدها الذى خط الزمن عليه الأخاديد مبكرًا، فاصبحت مجرى لسيل الدموع. عندما تتذكر والد بناتها الأربعه الذى هجرها، تركها فى مهب الريح فى حجرةٍ آيله إلى السقوط عقابًا لها. لم تستطع أن تنجب له ولدا يحمل اسمه ويسير خلف نعشه متقدما الجمع ليرفع قدره فى تابوته. بارك له الجميع زواجه الثانى. ولم يحاسبه أحد على هجرانه لأم البنات التى أعياه الصبر والحرمان، الفقر وغيابه الطويل ونسيانه لبناته. كان العيد يشكل لها كابوسا مريعًا، وعبئا ثقيلا لضيق ذات اليد والسؤال الحائر المكرور عبر الأعياد .هل سياتى أبى فى العيد؟
النساء لايبحن بمعاناتهن. يتظاهرن بالرضا التام عن حياتهن التعيسة، ويمثلن الجهالة السعيدة، ويوقدن الشموع لازواجهن .
كانت أم البنات تخبرهن دائما أن والدهن يحبهن، وسياتى فى العيد ، محملا بالهدايا والملابس، وينتظرن بترقب وشوق ويأتى عيد ويأتى عيد....ويأتى آخر وهو لايأتى. حتى يئسن، ولكن ياسمين الصغيرة كانت تنتظر على أمل أن ياخذها كبقية الأطفال لسوق العيد...ولكن فى هذا العيد نفد صبرها واصبح الأطفال يسخرون منها عندما تقول أنه سيأتى فى العيد. تذ كرت جَدّها القابع فى حجرته لايدرى مايدور حوله فقد كان بمثابة الأب لحفيداته، عندما مرت السنون كبر وفقد جزء من حضوره. سمعت صوته ينادى طلبا للماء، هرعت نحوه والسؤال الملح يطاردها ياجدّى متى يعود أبى؟
نظر اليها كأنه لايعرفهاوقال متسائلا: بنت من أنت؟
أنا ابنة عطا المنان. عند سماعه للاسم تمتم الجَد وفتح عينيه على إتساعهما حتى كادتا أن تخرجا من تحت جفنيه المنتفخين. شخص ببصره سارحا بعيدا ثم نظر إليها قائلا: هل هو على قيد الحياة؟
قاومت ياسمين الشعور البغيض الذى إنتابها، حتى جدها لايستطع مشاركتها أحزانها، هرولت مسرعة من جحرته النتنة التى تبعث منها روائح العرق والبول، وبقايا الطعام . لا يعرف العيد طريقه اليها .
كانت زهره الغجرية بائعة العطور والأوانى المنزلية والحلويات، تتنقل داخل الحى حاملة سلتها فوق رأسها محملة ببضاعتها. يستقر بها المقام عند أم البنات التى اتخذ تها صديقة. تعترف لها بمعاناتها وتهمس لها بمتاعبها وحرمانها، زهره الغجريه غريبة عن البلد لذلك صارت مستودع أسرارها، لاتتحفظ فى الفضفضة تبوح لها بمكنونات قلبها، وحبها لزوجها الذى رفض أن يخبو مع الأيام. وظل عنيدا يراودها ويقض مضجعها البارد. كانت لزهره قلب من ذهب تستمع لإعترافاتها العاطفية، تشفق عليها وتواسيها وتغرضها المال وتعطيها من سلّتها ماتيسر للبنات.
ظلت ياسمين فاقدة الأمان، وعرضة دائمة لعبث الأطفال ومكايدتهم لها، كلما خرجت لتلهو تحت شجرة النيم الوارفة الظلال أمام المنزل. عندما أطلت ياسمين واقتربت من الظل، هجمت عليها نوال، وهالت عليها كميات من التراب فوق رأسها وضحك الأطفال وصاح أحدهم: أخبرى والدك........
صرخت ياسمين وارتمت فى حضن أمها التى لاتستطع الدفاع عنها. أم نوال سليطة اللسان ستسمع منها مالا تود سماعه، كتمت غضبها وغرست أصابعها داخل شعر ياسمين، الأسود الناعم المسترسل ، تزيل منه التراب وهى تتمتم غاضبة.
تراكمت الأحاسيس السالبة على نفس الصغيرة ياسمين، يئست من عودة الغائب ورفضت الذهاب الى المدرسة و اللعب تحت ظلال النيم. وحبست نفسها داخل تلك الحجرة المظلمة. ذات الباب المتكىء منذ خروج الأب.يرسل الباب صريرا عاليا عند إغلاقه خوفا من زمهرير الشتاء الذى لايرحم. كبرت ياسمين وكبرت غصتها، اصبحت صامتة ساهمة لايستطع أحد الدخول إلى عالمها الخاص، وقد نسيها الجميع بعد أن يئست أمها صارت تعالجها بالقرآن فى خلوة الشيخ الصالح. تركتها تمضى مع الأيام يسمع صوتها أحيانا ثحدث أبيها الغائب. وتحملق فى الفراغ وتسأله باكية :لماذا لم تأتى فى العيد؟ وتنخرط فى بكاء طويل.
سكنت قطة منزلية مع ياسمين فى الحجرة، وكانت تتسلى بمراقبتها، أتى القطة المخاض فانجبت أربعة صغار داخل الصندوق التى تحتفظ فيه أم البنات باشيائها العزيزة. رسائل زوجها القديمة عندما كان الحب موصولا، تذهب بها متباهية لتقرأها المعلمة وهى خجلة من سيل عبارات الحب، التى كان يخطها لها قبل أن يقذف رحمها هذا العدد من الإناث. ولكن الآن تخرجها سرا وتتحسس الكلمات بيدها، عندما يعصف بها الشوق ،مختبئة حتى لايراها أحد متلبسة بحالة حب. يحتوى الصندوق ايضا على الحُلى القديمة العاج، والسوميت، وخرز، وسكسك، وعطور و طافور به بقايا دهن، وبخور كانت تستخدمه فى تلك الليالى البعيدة، حيث الحب محتفلا بوجوده..
مدت ياسمين يدها متحسسه صغار القطة، أخذت واحدا وأحكمت قبضتها حول عنقه فمات الصغير، أزاحت ستائر القماش القديم من النافذة والقت به. هكذا اصبحت تمارس هذه الجريمة حتى قضت على كل الصغار..
ذات عيد من الأعياد، خرجت ياسمين من الحجرة مقوسة الظهر تمشى ببطء وتنظر بعيدا فى عوالمها. دهشت الأم لخروجها وتوجست، فنادت على ابنتها الكبرى عائشه التى كانت فى غاية الجمال. فاحبها الجميع مساندة لأمها ومتفهمه لغياب أبيها، الذى اصبح لديه ثلاث من الأبناء الذكور فقد حقق حلمه واغتال أحلام البنات......
جاءت عائشه وشاهدت ياسمين تنظر بتمعن الى الدجاجة التى تتمخطر وخلفها رتل من صغارها ، هجمت ياسمين على الكتاكيت وأخذت واحدة ولم تستطع عائشه بكل قوتها أن تخلصها منها، إلابعد أن عصرتها بيدها ورمتها هامدة. هجمت مرة أخرى وأخرى....... وعلا الضجيج والصياح، خرج الوضع عن السيطرة. تقفز الدجاجة مدافعة عن صغارها . تصرخ الأم خوفا على ياسمين التى انهارت كلية وصارت تصرخ وتصيح:
ــ أين أبى.. قد أتى العيد..
جاء الجيران والمارة وكل من نسى وجودها، تعاونوا على تهدئتها ادخلوها الحجرة المظلمة.
اشعلت ياسمين فانوس الجاز المطفئ منذ زمن بعيد، لم يهتم أحد بإنارته، تركوها فى ظلامها المزدوج، فوقع بصرها على قارورة دواء قديم، تناولتها ونظرت لمحتوياتها.... أقراص ابتلعت واحد ة وتبعتها باثنتين وثلاثة....و... حتى نفدت القارورة، قذفتها بعيدا فارتطمت بفانوس الجاز، تكسر زجاجه، وتارجحت الشعلة ورسمت على الجدران الباهتة ظلال تتحرك كالأشباح تلوح بيدها مودعة، وظلت تتابع الظلال متوسدة يدها النحيلة. عندما كبر الإمام لصلاة العيد. كانت ياسمين قد حلقت روحها فى عوالم تكون فيها الروح منفردة لاتسأل فيها عن والدٍ ولاولد . رقد جسدها المتعب بسلام. جاء والدها فى يوم رحيلها ولم ياتى للعيد ابداً.
:009:

آمال المصري
18-08-2012, 03:26 PM
سامحك الله أيتها الرائعة فقد أدميت قلبي بنصك البئيس والذي جعلني أكمم أنفاسي وأنا أقرأه حتى النهاية الصادمة الصاعقة
كم من أُسَر تعيش في فقر مدقع ليس فقر المال فقط ولكن فقر الاحتواء .. الفقر الأسري وهنا مأساة رسمت لنا إحدى الحالات التي تملكها الفقد
فقد الشعور بالبنوة وأبسط حقوق الطفل في العيد وهو مصاحبة الأب له كقرنائه
ودائما نقول أن حالات الانفصال بين الزوجين يدفع الثمن في المقدمة الأبناء ثم الزوجة
وكان تصوير حالة الفقر بالمكان والتفاصيل والملبس موجعة آلمتني
النص رائع رائع أديبتنا المكينة والخاتمة مباغتة غير متوقعة
دام ألقك
وكل عام وأنت بخير
تحاياي

سكينة الصميدعي
18-08-2012, 03:57 PM
الاخت الكريمة سعاد
إنَّها كآبةٌ تواطئت مع المٍ متأصلٍ منذُ الصغر
يا لها من تعاسة ,, حقٌ أن يتركهنَّ وهنَّ صغار ولا يعبئُ بفلذةِ اكباده
لكن اتساءل عن تعلق الطفلة بوالدها الى هذا الحد
أ لأنها كانت تتضايقُ من اطفالِ الحيّ!!؟ ام لأنها تتذكرُ طفولتها معه وإنْ كانت قصيرة؟
ولأن حب الاولاد للأبوين مكتسب وليسَ فطري
لكن الارجح انها احسَّت بنقصٍ يلاحقُها اينما ولَّت . خاصة في العيد.
آلمتني جداً خاصة عندما اتى بعد ان انتحرتْ
فما اقساهُ من عالمٍ ذاك الذي لايعرفُ الحبيبُ حبيبه الا عندما يفقده
يلقي الزهور ,, ويعودُ محملا بالعطر.. تحيتي
وكلُّ عامٍ وانتِ بألفِ خير:0014:

سعاد محمود الامين
18-08-2012, 04:08 PM
الأخت آمال
الواقع مؤلم ...عشرات الاطفال يفتقدون آبائهم فى صمت فى الإغتراب والمهجر قابلت من لم يشاهدوا ابنائهم عشرات السنين دون أدنى سبب وأمهات عظيمات قابضات على الجمر موضوع طويل وليس مجرد قص .. شكرا لك على المشاعر المرهفة ..

سعاد محمود الامين
18-08-2012, 04:12 PM
الأخت سكينه
كل عام وانت بخير
سعيدة بوجودك فى متصفحى معلقة .. ألاطفال لديهم احاسيس مرهفة لانشعر بها غياب الأب وسؤال الاطفال الدائم يجعلها تتعلق به وتحس بأن هناك فقد هذه قصة من الوقع الاطفال يشعرون بالآباء ولكن ربما لايشعر الآباء بهم بعد طول الغياب..

بهجت عبدالغني
18-08-2012, 07:41 PM
ورقد جسدها المتعب الذي أثقلته هموم سنين طويلة من اليأس والحرمان ، وبعد أن أخمدت في نفسها جذوة الأمل
رقد بسلام .
وجاء والدها
وكم من آتٍ بعد فوات الأوان ، حيث لا ينفع ندم ولا حسرة
جاء يوم رحيلها حيث لا عيد ولا ألعاب .. فراش ترابي هو كل ما حاز عليه هذا الجسد
جاء يوم رحيلها ولم يأت للعيد ابداً


المبدعة سعاد محمود الامين
قصة جميلة معبرة ، تحكي قصة الفقر من ناحية
وحالة التفكك النفسي التي تعانيها الأسرة إثر حالات الإنفصال وخاصة عندما تكون غير مبررة كالمعروضة هنا ، من ناحية أخرى ..
دمت مبدعة

وتقبلي مروري
وخالص تحياتي ..

سعاد محمود الامين
18-08-2012, 08:01 PM
أخى بهجت
كل عام وانت بخير
شكرا على مرورك الرائع المصحوب بتحليل العقدة.هذه صورة من عشرات المآىسى التى ترافق الطفولة أنانية الآباء والغياب والهروب من المسئوليات.

وليد عارف الرشيد
18-08-2012, 10:43 PM
نتيجة طبيعية لواقع أليم أجدت تصويره وصفع قلوبنا به مبدعتنا
سرد جميل وماتع رغم الألم .. شاب النص العديد من هنات الكتابة واللغة ويستحق بعض مراجعة
قص جميل وقصة أجمل وأحمل نفسي بعض المسؤولية كما لغيري في مجتمعاتنا لأنها حالة من حالات عديدة لا ينبغي أن تكون
مودتي وتقدير وكل عام وأنت والأمة والأوطان بخير

سعاد محمود الامين
19-08-2012, 10:48 AM
الأستاذ الاخ وليد كل عام وأنت بخير
شكرا على المرور والنصائح غياب الآباء ناتجه ابناء الشوارع وهجران الأطفال أشد ألما للطفل من الجوع غياب الاب فقدان الأمان..والخوف الدائم..

أحمد حاتم
20-08-2012, 09:54 AM
أختنا الكريمة سعاد الأمين

حقا هو النيل لمن عشقه لابد أن يكون متخما بهكذا مشاعر

مجرد مرور سريع
ولى عودة ان شاء الرحمن

سعاد محمود الامين
21-08-2012, 11:25 AM
الأخ أحمد
عيد مبارك أشكرك على المرور وفى انتظار عودتك وودامت أيامك سعيدة

ربيحة الرفاعي
22-08-2012, 06:18 PM
فكرة النص جميلة، وما حمل من رسالة تحث على الترابط الأسري وحسن أداء أدوارنا كآباء ومربين، ودورنا كافراد في المجتمع معنيين باحتواء أبنائه عموما رسالة عميقة وهادفة
غير أن ما شاب لغته من هنات كان حريا بمراجعة الكاتبة وتنقيحها ليأتلق نص ثقيل المحمول

شكرا لهطولك الكريم

تحاياي

سعاد محمود الامين
23-08-2012, 09:42 AM
الاستاذة ربيحة
دائما انتظر هطولك على متصفحى واستنير بتوجيهاتك لك شكرى وامتنانى.

مصطفى حمزة
23-08-2012, 02:45 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة سعاد
سردت القصّة بالوصف الدقيق ، والتصوير المؤثر حالاً بئيسة لأسرة هجرها المُعيل
البيئة بيئة بؤساء وسط عيد .. وحضور الأطفال ، ولا سيما الطفلة البطلة استدرّ تعاطف القارئ وتأثره
لعلّ تشعّب الأحداث الجانبيّة أثّر على متابعة البطلة فيما تعانيه حتى نهاية القصّة ، بمعنى أنّه ما كل ما
سرده النصّ كان يصبّ في تصاعد الحدث الرئيس الذي انتهى بانتحار الطفلة .. مجرد رأي وإحساس
تحياتي وتقديري

سعاد محمود الامين
26-08-2012, 10:45 AM
الأستاذ مصطفى
التحية
حاولت تجنب التفاصيل بقدر الإمكان.علما هناك من راسلنى بأن فى النص تهميش للاخوات والجد وبقية الأسرة ولكنها قصة قصيرة لذلك اوافقك على ما كتبت يجب إختصا ر التفاصيل ليتصاعد الحدث منسابا . شكرا لك

نداء غريب صبري
19-02-2014, 12:43 PM
قصة واقعية حزينة أبكتنا بقسوة الواقع ونتائجه التي ننسى كم ستكون قاسية حتى تقع ونتعذب بها
أنانية الأهل والجهل والغياب والتقصيير
أهل ظالمون وواقع ظالم للأطفال

شكرا لك اختي

بوركت

سعاد محمود الامين
19-02-2014, 07:43 PM
الأديبة نداء
تحية عطرة
اسعدنى ابتعاثك لهذا القص الذى كان العهد به قديما..
قرأته كأنى أقراءه لأول مرة ..
ولقد لاحظت الحزن والبؤس الذى صورته..
شكرا لك على تعليقك البهي
هجران الاطفال معول هادم لشخصياتهم مستقبلا
والاباء لايدركون ذلك المجتمع يدللهم لالوم او عتاب
لله الامر
ودمت بالف خير

خلود محمد جمعة
15-09-2014, 11:05 AM
قصة تحكي قصة الفقر والجهل الذي امتد الى أن وصل حالة التخلف
وتبقى الأنثى عار في أحياء الفقراء مع أنها الرجل الحقيقي في غمار الفقر ، ربما للجهل الذي تفرضه الظروف تتربى هذه الأفكار الفقيرة
ثم يأتي تعلق الرجل بأوهن الأسباب للتخلي عن مسؤلايته ومساندة المجتمع لقراره بغض النظر عن صوابه من عدمه
وما يترتب على ذلك من دمار نفسي وعقد وصراعات نفسية للأطفال
هناك من يستطيع تجاوز المحنة والإنتصار عليها بالتخلص من رواسبها في نفسه وتخطيها وهناك النفوس الرقيقة والحساسة التي تحفر المواقف السلبية أخاديد في روحها فتبقى في حالة غير مستقرة الى أن تحل كل عقدها أو أن تنهي حياتها
ياسمينة وردة رقيقة تعرضت لأقصى الظروف قسوة من فقر وحرمان ويتم وتنكيل الى أن أوت الى وحدتها وتوحدت مع عقدها فكانت النتيجة حالة العنف التي عبرت فيها عن غضبها على كل شيء و رفضها لكل شيء مما ساقها الى النهاية الحتمية وهي الانتحار لتحرير روحها
ربما أسهبت في الحديث لكن هذه القصة تحكي حال الكثيرين مما أيقظ الحزن في روحي
قصة حزينة بحرف جميل لامس أرواحنا
دمت متجددة
تقديري

سعاد محمود الامين
15-09-2014, 02:37 PM
العزيزة خلود
تحياتي القلبية
سعدت بك كثيرا وأنت تنقبين أرشيف النصوص
فتهيجي الذكريات لكل نص حدث وظرف كتبته فيه
حاولت نقل البيئة فأتت التفاصيل فى السرد المطول
تقديرى لك بما نتثرت من حرفك فزدان النص
دمت بألف خير....

ناديه محمد الجابي
03-09-2020, 10:54 PM
قصة واقعية مؤلمة هادفة ـ جميلة الفكرة ، رائعة السرد والوصف ـ مؤثرة
دام جمال عطاؤك.
:v1::0014: