المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى بشار الأسد... الكتاب الخامس عشر



عبد الرحيم صادقي
22-08-2012, 02:00 PM
أما بعد،
فلا حُرمة عيدٍ رعيْت، ولا أيام صومٍ شفَعتْ للصائمين. ولا يكاد ينقطع بأسك وضرّك، وكأنما أُغريتَ بقومك، أو كأن للدم ضَراوةً كضراوة الخمر. قصفٌ من عَلِ وتدمير لا سكَنَ بعد حدّة، ولا لان بعد شدّة. أما تعجبُ لقوم عرفوا للشهر الحرام حرمته، على ما بهم من جاهلية جهلاء، فلا يبغي بعضهم على بعض، ولا يعتدي قوم على قوم! ألَا برجولتهم اقتديت؟ كلا والله، لا عُرفَ عرفت، ولا شرعَ اتّبعت، ولا شرف لزمت، ولا أدب راعيت، ولا دين لك يهديك. خسِئت وخسِئ أجنادك!
أيها الوغد الحقير! أما علمتَ أن للحرب أحكاما؟ وأن للمناجزة آدابا؟ أم تُراك لا ترى صوتا يعلو على صوت الوغى؟ ويا لحزمِك الذي وصل الليلَ بالنهار! ويا لعزمِك الذي لا يفترُ ولا يَني! وقتلاك صِبيةٌ ونساء، وشيوخ وعجائز، لا في ساحِ وغى، بل تحت سقوفِ مساكنَ ظنّوها آمنة! ولِمَن نجا منهم التنكيل. بِئستِ الفِعال فِعالك، والخصال خصالك! هذا عدوّك -كما زعمت- قاب قوسين أو أدنى، أفلا شفيت صدور قوم مؤمنين، وأبرأتَ نفوسا مكلومة بمعشار ما اقترفت؟ ألا تُريهم أنك الفَعّال لست بالقوّال؟ تكون قد رحمتَنا من هذْرٍ إذاً، وأرحْتَ أسماعنا من لغْوٍ عافته الفِطَر السليمة لفَرْط ما تكرّر ولا تقرّر.
هذا وإن العصا قُرِعت لذي الحِلم، أمّا مَن على وجهِه رَأوَةُ الحُمق فنسأله تعالى أن يردّ كيده إلى نحره، ونسأله وهو القادر أن يحرمَك النّسمة كما حرمتَ صِبيتنا الأمن والأمان وما أفْرَخَ رَوْعُهم، ونسأله أن يُذيقك من الحَرِّ مثل ما أذقت نساءنا، حتى لا يبقى بالشام مُحْرَقةُ كبدٍ ولا عَبْرى.
نضرعُ لك ربنا -واليوم يوم عيد- بكل عَبرةٍ سَفحَت على خدِّ ثكلى ما لها مُكفكِف، وبكل لسانِ مُرابطٍ لهَج بذكرِك، وبكل شكوى جأرَ بها إليك مظلومٌ بليل، وفزعةِ مُرَوَّعٍ لم يجد مُؤَمِّناً من خوف، ودعوةِ مستنصِر ليس له صريخٌ إلا أنت، أن تضرَعَ خدَّ الطاغية، وتقطعَ لسانه، وتُجمِّد الدماء في عروقه، وتُنزِل به بأسك حتى يطلبَ الموت ولا يجده.
والسلام على من اتبع الهدى
غرّة شوال 1433ه
(19/08/2012م)

كاملة بدارنه
22-08-2012, 04:46 PM
السّلام عليكم أخ عبد الرّحيم
يبدو أنّ تجريع كؤؤس المرارات قد طال الكثيرين من أبناء الشّعب، ولا ناصر لهم إلّا الله
بورك القلم وصاحبه
تقديري وتحيّتي

ربيع بن المدني السملالي
23-08-2012, 01:22 AM
شكراً لك أخانا عبد الرحيم على هذه الأسطر الطيبة التي تعرّي اللعين وزبانيته ...وإن شاء الله قريباً سيكون هلاكه ، ولا نشكّ في ذلك طرفة عين ..الصّبرَ الصّبر ...

دمت بخير وعافية

تحياتي لك ولقلمك الأصيل

ربيحة الرفاعي
23-08-2012, 02:27 AM
حروف من نور، بجزالة اللغة وقول الحق وصدق التعبير
مدهشة كتبك القوية المواجهة الواثقة بأن الأعمار والمصائر بيد الله

بورك الفكر والموقف

تحاياي

أ د خديجة إيكر
23-08-2012, 11:28 PM
لا فُض فوك ، و لا جفّ قلمك أستاذ عبد الرحيم صادقي

لقد لامستَ آلامنا المشتركة ، و بثثتَ شجوننا جميعاً

نسأل الله الفرج القريب لإخواننا في الشام

وليد عارف الرشيد
24-08-2012, 09:44 AM
ما أسمعت إذ ناديت أصمًا أخرقا ولكن أفئدتنا احتقنت وارتعشت من هذا الخطاب الذي لو قيل لأبي جهلٍ لأصغى
رائعة رسائلك كدأبك .. بوركت أيها المبدع الأبي وجزاك الله خيرا
محبتي وتقديري ودعائي

عبدالرحمن لطفي
24-08-2012, 12:21 PM
الحق يعلو دائما ولكن .. أنت تريد ونحن نريد والله يفعل ما يريد

اللهم تقبل دعاء .. اللهم نصرك الذي وعدت ..

بورك البنان الذي خط هذه الرسالة

لك المجد

عبد الرحيم صادقي
27-08-2012, 01:49 AM
بارك الله فيكم جميعا
تحياتي لكم