تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي الرّافعيّ 2



عبلة الزغاميم
24-08-2012, 12:16 AM
" و لم يكن الإسلام في حقيقته إلّا إبداعا للصّيغة العمليّة الّتي تنتظم الإنسانيّة فيها، و لهذا كانت آدابُهُ كلّها حرّاسا على القلب المؤمن، كأنّها ملائكةٌ من المعاني، و كان الإسلامُ بها عملا إصلاحيّا وقع به التّطوّر في عالم الغريزة، فنقلهُ إلى عالم الخلق، ثمّ ارتقى بالخلق إلى الحقّ، ثمّ سما بالحقّ إلى الخير العام، فهو سموّلإ فوق الحياة بثلاث طبقات، و تدرّجٌ إلى الكمال في ثلاث منازل، و ابتعادٌ عن الأوهام بمسافة ثلاث حقائق" ( مصطفى صادق الرّافعي، وحي القلم ج 2)

لم يكن الإسلام إلّا قاموسا متجدّدا من معاني إسلام النّفس طائعةً و إخلاصِها، فتجدها تبحثُ مليّا عمّا يتمّم لها معاني الإسلام في طبيعته، لا في اسمه، و تجدها و إن أذنبت تعود، محمّلةً بشوق العظام قبل شوق القلوب، لأنّ الحبّ فيها يسترسل في الخلايا، يؤسّس كيانه في أصلبها و أقواها، ثمّ يتدفّق عبر الحنايا لتحمي القلب، وهل هناك حامٍ للقلب خيرٌ من حبّ النّقاء و إسلام النّفس لخالقها؟!، فكان أن سمت الحنايا بقلبها، تحرسُه من كلّ شر،و إن تسرّب إليه عبر الثنايا ما ران عليه،تعودُ لتُحْكِمَ عليه إرادتها برضاه، فهي لا تحكم تخويفا، و لا تزعُ بسلطان، إنّما تسيّرُهُ خجلا من المحبوب، إقرارا بالهوى له، و اللّجوء فقط و فقط إليه حين لا ملجأ إلّاه، فما أجمل بصيص الأمل المختبئ بين الضّلوع حين يشعّ كلّ محنةٍ لينجب منحة، و يتداخل مع النّبض ليُقِرّ بأنّ الرّوح منقادةٌ طوعا، بعيدا عن هوى الجسد و النّفس الضّعيفين، سمت خُلُقا و إقرارا بحقّ الرّوح في العيش ذليلةً " للأعلى"، و أنعم به من عيش!

سمت الرّوح لهوىً غير الهوى، و عُلاً غير العُلا، فكانت دليلا للسّكينة و الرّضى، إشارة مرورٍ على دربٍ تسلُكُه النّفس في اليومِ خمس مرّات، يُنكّرها لها الشّيطان في كلّ مرّة، لتستدلّ عليها بخيط المحبّة الأولى فـ " ما الحبُّ إلّا للحبيب الأوّلِ"، و ما الحبُّ إلّا خُلُقٌ و حقٌّ و خيرٌ عامٌّ يا رافعيّ، ما الحبُّ إلّا النّور ساعة العتم، لتصيح النّفس في كلّ مرّةٍ: " كأنّها هي"، دليلي لرضاي عمّا أعطانيهِ ربّي... فهل ربّي راضٍ عنّي... هل؟؟؟؟!!


الرّوح العطشى
24-8-2012

ربيع بن المدني السملالي
24-08-2012, 12:30 AM
رائعة ....

أشكرك أديبتنا عبلة على هذا الألق ..أنت أصيلة في كتاباتك ولغتك ومضامين موضوعاتك ..زادك الله من فضله

أُصْدِقُكِ القولَ أنت من بين الأقلام الشّابة التي أحبّ أن أقرأ لها دوماً ..

رحم الله إمام البيان العربي مصطفى صادق الرافعي

دمتِ مُشرقةً

تحياتي ومودّتي

عبلة الزغاميم
24-08-2012, 12:40 AM
رائعة ....

أشكرك أديبتنا عبلة على هذا الألق ..أنت أصيلة في كتاباتك ولغتك ومضامين موضوعاتك ..زادك الله من فضله

أُصْدِقُكِ القولَ أنت من بين الأقلام الشّابة التي أحبّ أن أقرأ لها دوماً ..

رحم الله إمام البيان العربي مصطفى صادق الرافعي

دمتِ مُشرقةً

تحياتي ومودّتي

مااا أجمله من شرف أن أنت لديّ يا جزل الكلمات و المباني
و أتشرّف و خالقي بك بين ثنايا حرفي و إن تواضع
و أصدقك أيضا أنّي أنتظر رأيك دوما و في طليعة من يقرأ لي
كن بخير أخي
صباحك الرّضى

فاطمه عبد القادر
24-08-2012, 01:26 AM
و ما الحبُّ إلّا خُلُقٌ و حقٌّ و خيرٌ عامٌّ يا رافعيّ،

السلام عليكم
الإسلام رسالة سامية جدا ترتفع بالإنسان لمصاف الملائكة
طبعا لا يمكن للإنسان أن يكون ملاكا,,, ولكنه يصبح للملائكة أقرب
كيف لا؟؟؟؟ وهي رسالة لنا من الله
شكرا لك صديقتي عبلة لأهمية الموضوع
ماسة

وليد عارف الرشيد
24-08-2012, 09:52 AM
سأسمح لنفسي بعد إذن الإخوة في الإشراف أن أثبت هذا التجلي الرائع إعجابا بهذه القراءة المتألقة للرافعي وتقديرًا لهذا الموضوع الراقي البديع
كم نحن بحاجة لمثل هذي المواضيع الراقية مبدعتنا الفاضلة فكيف إن كانت بهذه الأناقة والحضور والتأثير؟ جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان عملك
وتقبلي كثير المودة كما ينبغي

كاملة بدارنه
24-08-2012, 05:58 PM
رائعة الحرف والفكرة
الرّوح تسمو بابتعادها عمّا يكدّر صفوها، وتعلو بصاحبها إذا ما ظلّت ممسكة بحبل التّقوى ومخافة الله
دام لك حسن الإبداع أخت عبلة
تقديري وتحيّتي

عبلة الزغاميم
26-08-2012, 09:05 PM
و ما الحبُّ إلّا خُلُقٌ و حقٌّ و خيرٌ عامٌّ يا رافعيّ،

السلام عليكم
الإسلام رسالة سامية جدا ترتفع بالإنسان لمصاف الملائكة
طبعا لا يمكن للإنسان أن يكون ملاكا,,, ولكنه يصبح للملائكة أقرب
كيف لا؟؟؟؟ وهي رسالة لنا من الله
شكرا لك صديقتي عبلة لأهمية الموضوع
ماسة



ما الإسلام إلّا نقاء الأرواح و سموّها عزيزتي فاطمة...
و لن نكون ملائكة نعم... لكنّ ملائكيّتنا ستستبين
كوني بخير راقيتي

عبد الرحيم صادقي
27-08-2012, 01:31 AM
أحسنت الاختيار، وأجدت التحليق في فضاء النص.
لله درك.
بوركت وتحياتي

ربيحة الرفاعي
19-06-2015, 03:21 AM
في حضرة حرف الرافعي يكون للقراءة مذاق آخر، وللتعليق حول القراءة نكهة يعتصر فيها الأديب شيئا من روحه بأثر السمو الذي عايش في قراءته لغة وفكرا
ويشهد تحليقك الإبداعي في فضاء هذا النص للرافعي بسمو روح حاكى سمو فكره فكان هذا البهاء

المبدعة عبلة الزغاميم
تزادين وحرفك روعة مع كل هطول جديد
لا حرمنا روعتك

تحاياي

خلود محمد جمعة
21-06-2015, 11:09 AM
أدب على أدب
جمال على جمال
تذوق راق وقراءة رائعة
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
15-02-2024, 11:09 AM
رحم الله الرافعي معجرة الأدب العربي وملك البيان
كلماته ولادة وافكاره وقادة وسمات فكره حين يكتب ترفع القارئ
إلى أعلى الدرجات، وتنزهه عن لهو الكلمات.
شكرا على حسن اختيارك وقراءة متألقة وموضوع راقي بديع
ودام لقلمك الدرر يقطر بها شهدا، ودام لك الإبداع .
:002::011::010: