تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابجدية النور / 21 ( خطر العزلة )



خليل حلاوجي
25-08-2012, 06:41 PM
العزلة أيام الفتن هي : رأس الفضائل، ولجام الرذائل، ودليل العزائم ، ونجاة الشدائد، ومرشد الصبر عند المصائب، ومعيار الرضا والقناعة ،بها تسكن النفوس إن أوحشتها صروف الحياة.

ولكن :
قد تغدو العزلة من الكبائر !!!

حين ينضم المسلم المؤمن إلى الكتلة الصامتة ، أو يصبح مذبذباً في ولاءاته ، أو عند تجاهل خروقات سلطان القانون الفاسد والدين المبتدع والمجتمع التائه ..

حين تكون العزلة اختياراً يضمن السلامة في معركة الشهوات والغرائز مع الضمائر ، ويرضى المنعزل بالقدر : خيره وشره وهو صامت لايحرك ساكناً ويتغافل عن قول الله : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

اليوم نشهد من يخدع نفسه : معتزلاً معركة الرزق الحلال ، بل ويرضى جائحة الفقر. وعسرة الحاجة. وذل السؤال.
اليوم نشهد من يخدع نفسه : ويتجنب المخالطة فيقطع الأرحام، ويفرق شمل الأصحاب ، بحجة أن المخالطة أورثته مهلكات الحسد والكذب والنميمة والنفاق والخيانة ..

نعم : إن الإنسان هو الضعيف الهلوع الجزوع ، المترف، المتكبر المتجبر، السافك الدماء، ولكننا مطالبون بالعيش ضمن هؤلاء ومعهم وبينهم لنتميز عنهم : فنكون لشقاء الحياة الشفاء ، وللضعفاء مصدر القوة ، وللطغاة مصدر المقاومة والتحدي
العزلة في أيامنا تعني بصراحة : قيادة الشيطان ليخرب ما عمَّر الله ، فيتحول المؤمن جندياً من جنود ابليس وهو لا يشعر ، فمن اعتزل هموم أمتنا الإسلامية صار من جنود العدو .... صدقوني !!

بهجت عبدالغني
26-08-2012, 01:25 PM
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
( المُؤْمِنُ الذي يُخَالطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ على أذاهم ، أعظم أَجَرًا مِن المُؤْمِنِ الذِّي لا يُخالط النَّاسَ ولا يصبر على أذاهم )

فيوقن الإنسان حينها أن جمالية الحياة لا تكمن فقط في العزلة عن الناس ، ولكنها تكمن كذلك في هذه التفاعلية القائمة بينهم ، لدفع مسيرة الإنسان نحو مرضاة الله عزّ وجلّ ..


خليل الروح
وحروف النور إبداع قلمك
زدنا مما فتح الله عليك من فكر ومعرفة

دعائي وتحياتي ..

عبد الرحيم بيوم
29-08-2012, 05:02 PM
اخرج البخاري في كتاب الايمان باب من الدين الفرار من الفتن من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم (خير مال المسلم غنما) يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن"
قال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 220): "وفي ذلك دليل على فضل العزلة والانفراد في آخر الزمان كزماننا هذا وقد ذكرنا لمعا في العزلة وفضلها وفضل اعتزال الناس ولزوم البيوت في باب أبي طوالة"
وفي باب ابي طوالة (17/ 440وبعدها): "وقد فضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ترى وفضلها جماعة العلماء والحكماء لا سيما في زمن الفتن وفساد الناس... [ثم ساق استدلاله على قوله ثم قال] وقد جعلت طائفة من العلماء العزلة اعتزال الشر وأهله بقلبك وعملك وإن كنت بين ظهرانيهم ذكر ابن المبارك قال حدثنا وهيب بن الورد قال جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال إن الناس قد وقعوا فيما فيه وقعوا وقد حدثت نفسي أن لا أخالطهم فقال لا تفعل إنه لا بد لك من الناس ولا بد لهم منك ولك إليهم حوائج ولهم إليك حوائج ولكن كن فيهم أصم سميعا أعمى بصيرا سكوتا نطوقا وقال ابن المبارك في تفسير العزلة أن تكون مع القوم فإذا خاضوا في ذكر الله فخض معهم وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت.
قال أبو عمر: يشبه أن يكون من ذهب هذا المذهب من حجته ما حدثناه أحمد بن قاسم ابن عيسى حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبابة حدثنا البغوي حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب حدثني شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلت من هو قال:ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم" .
وروينا عن الأحنف بن قيس أنه قال الكلام بالخير أفضل من السكوت والسكوت خير من الكلام باللغو والباطل والجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء".
قال ابن حجر في الفتح (13/ 43 ط السلفية): "والخبر دال على فضيلة العزلة لمن خاف على دينه وقد اختلف السلف في أصل العزلة فقال الجمهور الاختلاط أولى لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين وايصال أنواع الخير إليهم من إعانة واغاثة وعيادة وغير ذلك وقال قوم العزلة أولى لتحقق السلامة بشرط معرفة ما يتعين ... وقال النووي المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية فان أشكل الأمر فالعزلة أولى وقال غيره يختلف باختلاف الأشخاص فمنهم من يتحتم عليه أحد الأمرين ومنهم من يترجح وليس الكلام فيه بل إذا تساويا فيختلف باختلاف الأحوال فان تعارضا اختلف باختلاف الأوقات فمن يتحتم عليه المخالطة من كانت له قدرة على إزالة المنكر فيجب عليه اما عينا واما كفاية بحسب الحال والامكان وممن يترجح من يغلب على ظنه انه يسلم في نفسه إذا قام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وممن يستوي من يأمن على نفسه ولكنه يتحقق انه لا يطاع وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة فان وقعت الفتنة ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبا من الوقوع في المحذور وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعم من ليس من أهلها كما قال تعالى {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}".
الذي اردت من هذه النقول ان الشرع اورد هذه المسالة بموردين جمع الفقهاء بينهما جمعا لم يأخذوا الناس بجانب وهدرا لجانب آخر
لأن النفوس تختلف والعزائم تتغاير والمرء ادرى بنفسه، وعمل الصحابة جرى على هذا الفهم، فالقول بأن "العزلة في أيامنا تعني بصراحة : قيادة الشيطان ليخرب ما عمَّر الله ، فيتحول المؤمن جندياً من جنود ابليس وهو لا يشعر"، قول باطلاقه هو حكم لم يتسم بالعدل، ولا بالحكمة في محاولة خطاب الشخص المنعزل وجره لخوض غمار الحياة.
تحياتي لك ايها الكريم
وحفظك المولى

خليل حلاوجي
31-08-2012, 05:27 PM
الحبيب النجيب : بهجتنا


ذكرت الحديث ودعني أتأمل معك : قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ويصبر على أذاهم

هل لهذا الصبر حدود تفصل الصبر المجدي عن الصبر الذي يقضي على الصابر وقضيته ... فيعلن الأشرار انتصارهم !!


لابد من وضع مسارات نفهم من خلالها مآلات العزلة ومتى تكون بدرجة الوجوب ومتى تكون محرمة ..


تقبل مودتي .

بهجت عبدالغني
02-09-2012, 04:07 PM
الناس طبعاً يختلفون في مدى إمكانية امتزاجهم بالناس ومخالطتهم وبالتالي تحمل أذاهم والصبر عليه
الأخ عبدالرحيم ذكر ذلك
فلا يمكن وضع الناس كلهم في خانة واحدة

السؤال : ما هو الأصل وما هو الاستثناء في الموضوع ؟

وأنت اليوم تعتكف على دراساتك للقصة القرآنية ، يمكن أن تنفعنا من خلال التأمل في قصة أصحاب الكهف عندما قرروا الانعزال والانسحاب الى الكهف ، وكانوا يخافون الفتنة ( إنهم ان يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً ) ..
ولقد طرحت الموضوع في أولى مقالاتي في الواحة بعنوان ( وللنصر وجه آخر ) ، وكنت ثاني المعلقين عليه ..
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=34919


بالغ تقديري وتحاياي

ربيحة الرفاعي
03-09-2012, 10:25 PM
كان أول ما طرأ على بالي حين بدأت قراءتها التساؤل "فمن للفتن يواجهها ويردّ عن الأمة شرها إن اعتزل أهل الفضل والعلم؟"
وجاء الجواب في صميم الموضوعوقبل أن أترجم تساؤلي لقول

ولكن :
قد تغدو العزلة من الكبائر !!!
حين ينضم المسلم المؤمن إلى الكتلة الصامتة ، أو يصبح مذبذباً في ولاءاته ، أو عند تجاهل خروقات سلطان القانون الفاسد والدين المبتدع والمجتمع التائه ..

العزلة في أيامنا تعني بصراحة : قيادة الشيطان ليخرب ما عمَّر الله ، فيتحول المؤمن جندياً من جنود ابليس وهو لا يشعر ، فمن اعتزل هموم أمتنا الإسلامية صار من جنود العدو .... صدقوني !!
وبرغم إزاحة الكاتب الكريم للموضوع في جانب منه إلى الشأن الاجتماعي والاقتصادي الحياتي، فقد بقي الإطار الأهم والمتعلق بالهم الجمعي المشترك كالشأن السياسي ظاهرا متسيدا

كان لأبجديتك المنيرة هنا مذاق حاد لم يخفف من حدته رقي حرفك وسمو طرحك، فقد لامس وجعا وخوفا

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي

خليل حلاوجي
11-09-2012, 09:46 PM
لأن النفوس تختلف والعزائم تتغاير والمرء ادرى بنفسه، وعمل الصحابة جرى على هذا الفهم، فالقول بأن "العزلة في أيامنا تعني بصراحة : قيادة الشيطان ليخرب ما عمَّر الله ، فيتحول المؤمن جندياً من جنود ابليس وهو لا يشعر"، قول باطلاقه هو حكم لم يتسم بالعدل، ولا بالحكمة في محاولة خطاب الشخص المنعزل وجره لخوض غمار الحياة.
تحياتي لك ايها الكريم
وحفظك المولى

الأستاذ الحبيب : عبد الرحيم صابر.
أوافقك حين لايكون لقرار العزلة تأثيراً في مجرى حياتنا ورسم مستقبل الأمة .

اليوم أغلب الناس يميلون إلى الكتلة الصامتة ... حياداً .
وهو أمر مرفوض شرعاً ..



أشكرك من أعماق القلب :

عبد الرحيم بيوم
12-09-2012, 09:49 AM
لا اخالفك في بعض التفصيلات المتعلقة بذوات بعينها
لكني لا ارتضي اللتعميم في مقام التفصيل
وهنا مقام تفصيل، فالحكم بالعموميات فيه لن ينضبط، لذلك نقلت كلام الحافظ في الفتح
بوركت اخي
وحفظك المولى

خليل حلاوجي
05-12-2012, 04:01 PM
الاٍستاذ : عبد الرحيم صابر .

أشكر لك دقة المتابعة .

جزيت الجنة.

بهجت عبدالغني
07-12-2012, 12:19 PM
من كتاب ( فقه الأولويات ) للدكتور يوسف القرضاوي :

الاختلاط عند الفساد أم العزلة ؟

ومن ذلك بحثهم: أيهما أولى بالمسلم في أزمان الفتن وانتشار المعاصي والفساد: الاختلاط بالمجتمع ومحاولة إصلاحه أم العزلة والنجاة بالنفس؟
أما الصوفية .. ففضل جمهورهم الاختيار الثاني، وأما العلماء الربانيون المجاهدون ففضلوا طريق الأنبياء، وهو المخالطة والمجاهدة والصبر على أذى الناس.
روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".
وللإمام أبي حامد الغزالي كتاب في "إحيائه" حول العزلة والخلطة، وما في كل منهما من فوائد، وما يحذر من آفات.
ومنها: بحثهم حول الدنيا ومتاعها أيهما أولى بالنسبة لها: الدخول في معمعتها، والمشي في مناكبها ومزاحمة أهلها والاستمتاع بطيباتها مع الالتزام بحدود الله، أم الانصراف عنها والزهد فيها وفي أهلها وزينتها وأموالها؟
آثر جمهور الصوفية الاختيار الثاني، لكن الربانيين المحققين من علماء الأمة آثروا الاختيار الأول، وهو الذي مضى عليه الأنبياء أمثال يوسف وداود وسليمان، وكبار الصحابة مثل عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد وغيرهم.
ورد العلامة أبو الفرج الجوزي (المتوفى سنة 597هـ) على الصوفية الذين ذموا المال بإطلاق، واعتبروه شرا وآفة، وأنكروا على من ملكه واكتسب الغنى ولو من حلال. واستدل ابن الجوزي في كتابه النقدي الرائع "تلبيس إبليس" بالكتاب والسنة وهدي الصحابة، وقواعد الشريعة.

عبد الرحيم بيوم
07-12-2012, 12:40 PM
الاولوية امر، وفضل العزلة امر اخر وفيه حديث، والنسبة للصوفية فيه تشنيع للاختيار، مع اننا نقلنا كلام العلماء في المسالة وانها لا ينبغي ايرادها باطلاق، فهو نقاش منسوب للسلف.
فما الذي تريد بنقلك اخي بهجت وتريد اضافته،
فالنقل يوحي بان هناك مسلك للصوفية ومسلك للعلماء، فكان كانما في المسالة قولا واحدا، لان اصول الصوفية في السلوك تسقط اقوالهم

خليل حلاوجي
07-12-2012, 12:50 PM
السؤال : هل العزلة مشروعة حين لايكون لوجودنا سوى الخسران والهزيمة وفتنة المال والدين ..

اليوم في العراق مثلاً يتنازع المسلم مع المسلم تحت مسميات شتى وكلا الأطراف على اعتقاد جازم أنه على الحق .

والغزالي بقي عشر سنوات يشاهد الغزو الصليبي ولم ينطق بكلمة ... بل اعتزل سوح الوغى والتحريض على الجهاد والتزم سوح الجهاد الفكري فكتب آخر حياته أهم كتب توضح هذا المعنى ..

لازلت أتشوق لمعرفة أيهما أولى :
نشارك ونخسر أم نعتزل لنستعد لمعركة قادمة ؟ أتكلم حصراً عن وضعنا الشخصي في عراق السنة والشيعة!!

بهجت عبدالغني
07-12-2012, 02:28 PM
لم أفهم نقطة الاعتراض أخي الكريم عبدالرحيم ..

أما نقلي فجاء في سياق الجواب على ذلك السؤال المطروح :
الاختلاط أم العزلة ؟
فذهب البعض الى الاعتزال وذهب آخرون الى الاختلاط ..
والذي أذهب اليه أن الأصل هو الاختلاط ، فهو طريق الأنبياء والعلماء والدعاة ، ولولا الاختلاط والتدافع بين البشر لفسدت الأرض ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ ) .


دعائي وتحياتي ..

عبد الرحيم بيوم
07-12-2012, 03:13 PM
اخي خليل
لكل حكم مناط، فالقول بتعميم حكم بني على مناط خاص خطا في الطرح، وكل تعليقاتي اردت بها بيان هذا

اخي بهجت
القول بان هذا اصل والاخر استثناء يحتاج منك تدليلا وبحثا موسعا، لان في كلا الامرين احاديث
وامر اخر وهو ان نقلك لم يذكر اصلا ولا استثاء، وانما جعل العزلة قول الصوفية مع ان في فضلها احاديث، وجعل المخالطة قول الربانيين والمحققين
وهنا يكمن الخطا في طرح المسالة، ولو راجعت تعليقي الاول - والذي وافقت عليه ودللت له - لتبين لك ما اقصد فطرح القرضاوي للمسالة يغاير ما نقلنا من اقوال اهل العلم في المسالة وتفصيلهم
اما من مثلت بهم فاني اتساال هل ياخذون تلك الالقاب والمكانة لو كانوا منعزلين؟ طبعا لا
فالبحث اعم منهم

وتحياتي لكما