مشاهدة النسخة كاملة : مدفع الإفطار
وليد عارف الرشيد
27-08-2012, 04:38 AM
مدفع الإفطار
كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار .. يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات ..
تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، وحاول بما حباهُ اللهُ من رغبةٍ في النَّجدةِ، وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي !!!!
ربيحة الرفاعي
27-08-2012, 04:46 AM
من وحي الثورة يكون هطول الحرف جمالا، وذكاء القول لتحريك الدوافع وبعث المتلقين من موات طغى، فبغى من بغى
قصة مدهشة بقفلة فاجعة صورت بعميق الحس وقوي التعبير مشهدا لا أجد بي بعده قدرة على قراءة سواه
أعلقها على جدران الضمير الإنساني
وأمضي بصمت
تحاياي
مازن لبابيدي
27-08-2012, 01:04 PM
ق ق ج ممتازة في مضمونها ودلالتها ،
التشبيه مكرر لكن أحسنت توظيفه ولو كنت مكانك لجعلت العنوان "مدافع الإفطار" لإعطاء مزيد من الغموض والتشويق ومطابقة الواقع الذي جاء في مطلع القصة .
تشتت قليلا في مشهد الاتجاه اللاإرادي للطاولة وكونه يركز على إنقاذ الطفل وضرورة ألا يفارقه ، لكن أمكنني الجمع بينهما بافتراض الحيرة التي تسبب الحركة جيئة وذهابا أو جلب شيء من الضروريات .
اللغة قوية والحبكة موفقة والمشهد الدرامي مؤثر إلى حد كبير والخاتمة مدهشة .
تحيتي لك أخي الحبيب المبدع وليد الرشيد مع وافر التقدير .
نادية بوغرارة
27-08-2012, 01:06 PM
قرأت قصصا كثيرة تحكي عن يوميات الثورة ، آلامها آمالها ، دموعها ، دمها ،،،
لكنها برغم ما فيها من روعة ، لم تعلق بالذاكرة مثلما سكنتها قصة :
" مدفع الإفطار "
يوحي العنوان بأننا أمام قصة عن رمضان ، و لا يحمل خصوصية ويتلقاه القارئ مباشرا لا يحتاج لإعمال فكر أو تأمل .
هل الأمر كذلك ؟؟
فلنقرأ لنكتشف ...
"كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار"
مشهد متكرر في الزمان ( كلما سمع ) يوحي بأننا في خضم الحدث ، كما يشير إلى أننا في زمن رمضان
بذكر المدفع و الصيام ، لكن ، هل المدفع هنا يؤثث المشهد الرمضاني الإيماني المعتاد ؟
ربما نقول نعم لو لم يستخدم الكاتب كلمة " قذيفة "
لأنها أوحت لنا أن المدفع قاتل ، آلة مجرمة يُحركها الظُلاّم .
وهذه البداية جعلت القارئ يشرع مبكرا في طرح الأسئلة : ترى من هو بطل القصة ؟؟
من ذاك الذي نسي أنه صائم و تذكر عند سماع طلقة المدفع ؟؟
ما الذي كان يشغله ؟؟
فتأتي الصدمة قوية تلغي تأويلات عدة لاحت في أفق مطلع القصة ، يقول الكاتب :
" يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ
بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات .."
فالطاولة إذن فارغة من طيبات الأكل ، هي ليست مائدة إفطار و كان من المفترض أن تكون ،لكنه حُرم مما ينعم به كثير من المسلمين ،
ومنهم للأسف من لا يشعر بمأساة الآخرين .
"يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ "
لماذا كان الفعل لا إراديا ؟؟
لعل الكاتب يريدنا أن نعي و نفهم جيدا أننا أمام طفرة حياتية ، وحالة مختلفة ،ويوم خاص من أيام رمضان .
نظن أن البطل يتوجه إلى الطاولة ليتناول إفطاره كما يفعل كل الصائمين ، و كأننا نريد أن نبتعد عن مشهد مخيف
نشعر أن النص سيكشفه لاحقا ، هروب لن نمكث فيه طويلا ...
في ظل أوضاع مختلفة تفقد بعض الأشياء طبيعتها ، وبعض التفاصيل خصوصيتها ،فالصائم هنا تحيط به أجواء حرب و عنف و هلع ،
وكثيرا ما تكون الدوافع لا إرادية ،وسط زخم من الفوضى والقلق والمهام .
" تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، "
لم يكن الأمر يتعلق بطلقة واحدة مسالمة ، بل بطلقات تأمر بها عنجهية الظلم ،
ويطلقها مركزة مضغوطة الجورالمتمكن والطغيان المسيطر .
أية موائد مهما بلغت زينتها تغري في مثل هذا الموقف ؟؟
فصوت المدافع يقبر الشعور بالجوع و العطش و يحيي الشعور بالواجب ،فتتغير معالم الطاولة ،
لتتحول من مائدة طعام لشيء آخر استأثر بكل تركيز البطل ،الطاولة هي هي لكن بساط لما لا يمت للطعام بصلة .
يقول الكاتب :
" واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، "
مازات الحيرة تأخذ بنا ، و مازال الفكر يسرح بفهمنا ،
إن لم تكن مائدة طعام الإفطار ، فما الذي يمكن وضعه عليها ؟؟
" وحاول بما حباهُ اللهُ من رغبةٍ في النَّجدةِ، وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي "
هو ذا ،،، بطلنا طبيب ...
أخذ بنا القاص للحظات في جولة سريعة في ضمير البطل ، " رغبته في النجدة "
هي رسالة الأطباء و برّ بقسمهم المهني ، بل إن بطلنا يمثل أعلى حالات الإخلاص ، حيث يصرف النظر عن تلبية حاجاته ،
ويواصل صومه لينقذ حياة الآخرين ، ناكرا ذاته و حاجياته و حقوقه .
نعم ، إنه يحاول فقط ،والله تعالى هو المنجي وهو الحافظ ، وأيضا يحاول لأن الجرح غائر والإصابة بليغة ..
الضحية طفل !!!
إنهم يقتلون البراءة ، ويجرحون الزهور ، ويبيدون الجمال ،حتى في رمضان والناس صيام .
كون الضحية من عالم الطفولة يزيد من فداحة الجرم ، ويرفع درجة السخط والاستنكار إلى أعلى النسب .
ويبقى السؤال في الأخير غصة تخنق فينا الأنفاس، ورجفة قلب يرتعش فرقا ،
هل نجا ؟؟ هل أفلح الطبيب في إنقاذ الطفل المصاب ؟؟
متى ستتوقف قذائف المدافع الآثمة لتفسح الفضاء لطلقات الحرية ، وأصوات تكبيرات الصائمين فرحا بيوم عيدهم ،
عيد النصر ؟؟
لا ريب أن ما قرأناه يستحق أفضل وأعمق من قراءةِ متذوقة، كل ما قامت به هو تحويل مشاعرها
و إحساسها بالقصة إلى كلمات ،فاقبلوا مني راجية الصفح عن أي سهو أو خطأ .
=======
الأديب المتألق وليد عارف الرشيد ،
إن مضمون بعض القصص نراه متمثلا أمام العين ، بارز الفكرة قريب الشخوص ،
نعيش معه الأحداث لحظة لحظة ، ننسجم مع ماهيته وكينونته ، نتوحد مع جزيئات مشاهده كلها .
هي قصة شعرنا بثقل أحزانها ، وأتبعنا آخر كلمة فيها زفرة لم تزد جوفنا إلا التهابا .
أحييك على نصك الثائر بامتياز ، و من خلال ومضتك الإنسانية الرائعة ، أحيي الصابرين المرابطين المجاهدين ،
وأحيي كل من سخر علمه وجهده لإسعاف ضحايا الظلم ، ورحم الله من استشهد منهم في سبيل ذلك .
بوركت ونبضك .
http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/577395_377543995632831_642948015_n.jpg
كاملة بدارنه
27-08-2012, 08:13 PM
وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي !!!!
صورة مؤلمة وقفلة رائعة للقصّة
بوركت أخي الأستاذ وليد
تقديري وتحيّتي
فايدة حسن
27-08-2012, 10:16 PM
موجعة صارخة جعلتني أذرف الدمع مشهد بتنا نراه كثيرا ولا حراك إلا الشجب والاستنكار
الفرحان بوعزة
28-08-2012, 02:16 AM
الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. وليد عارف الرشيد .. تحية طيبة ..
نص مؤلم ، جميل الصياغة والبناء .. يقوم على شدة اللحظة ، وقوة الانفعال ، والخلط بين الوهم والحقيقة .. نص يكشف عن عالم فقد الإنسان فيه ثقته ، عالم يطفح بالتناقض رغم أن التناقض ملازم للحياة نفسها / الصوم /القتل / العبادة /القتل / الآذان /المدافع /...
حادث مؤلم ولده السارد من اللحظة الراهنة ، لحظة تحكي عن نفسها ، لحظة مغلفة بالخوف من أول جملة سردية في النص / كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار / فداخل جسد النص كبر الحدث ونما وتطور نحو الأسوأ، فتأكد ذلك الخوف الذي جسدته الجملة الأولى كحقيقة في نهاية النص ، ما دام قد اختلط صوت مدفع الإفطار بصوت مدفع القتل / وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي ../
نص جميل يطفح بإنسانية لا حد لها .. إنسانية تحمل هماً كبيراً لما آلت إليه أوضاع الناس في شهر العبادة ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخي وليد .. أعجبتني قراءة المبدعة نادية بوغرارة للنص ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
فاطمه عبد القادر
28-08-2012, 03:42 AM
مدفع الإفطار
كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار .. يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات ..
تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، وحاول بما حباهُ اللهُ من رغبةٍ في النَّجدةِ، وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي !!!!
السلام عليكم
مشهد رهيب ,قصة مؤلمة ,واجب مقدس
يستشهدون صائمين ,يعملون صائمين ,يتألمون صائمين
يا لنا من شعب يعاني ,ولا تشبع منه المعاناة
قصة رائعة أخي العزيز وليد,, وضعت سبابتها على الجرح مباشرة
شكرا لك
ماسة
وليد عارف الرشيد
28-08-2012, 11:37 PM
من وحي الثورة يكون هطول الحرف جمالا، وذكاء القول لتحريك الدوافع وبعث المتلقين من موات طغى، فبغى من بغى
قصة مدهشة بقفلة فاجعة صورت بعميق الحس وقوي التعبير مشهدا لا أجد بي بعده قدرة على قراءة سواه
أعلقها على جدران الضمير الإنساني
وأمضي بصمت
تحاياي
مرور راقي من أديبة شاعرة كبيرة تدرك كما ينبغي عمق الحرف وخصوصية الحدث ومن أبن يؤتى الكلم الطيب
ولصمتك سلطان الحكي الجميل
لك مودتي وشكري وتقديري
وليد عارف الرشيد
28-08-2012, 11:39 PM
ق ق ج ممتازة في مضمونها ودلالتها ،
التشبيه مكرر لكن أحسنت توظيفه ولو كنت مكانك لجعلت العنوان "مدافع الإفطار" لإعطاء مزيد من الغموض والتشويق ومطابقة الواقع الذي جاء في مطلع القصة .
تشتت قليلا في مشهد الاتجاه اللاإرادي للطاولة وكونه يركز على إنقاذ الطفل وضرورة ألا يفارقه ، لكن أمكنني الجمع بينهما بافتراض الحيرة التي تسبب الحركة جيئة وذهابا أو جلب شيء من الضروريات .
اللغة قوية والحبكة موفقة والمشهد الدرامي مؤثر إلى حد كبير والخاتمة مدهشة .
تحيتي لك أخي الحبيب المبدع وليد الرشيد مع وافر التقدير .
ولك التحايا العطرات والشكر الجزيل مبدعنا الكبير الدكتور مازن
ملاحظاتك دروس وثناؤك وسام .. لا حرمت من بديع مرورك
محبتي وكثير تقديري لك وللوطن
وليد عارف الرشيد
01-09-2012, 02:47 AM
قرأت قصصا كثيرة تحكي عن يوميات الثورة ، آلامها آمالها ، دموعها ، دمها ،،،
لكنها برغم ما فيها من روعة ، لم تعلق بالذاكرة مثلما سكنتها قصة :
" مدفع الإفطار "
يوحي العنوان بأننا أمام قصة عن رمضان ، و لا يحمل خصوصية ويتلقاه القارئ مباشرا لا يحتاج لإعمال فكر أو تأمل .
هل الأمر كذلك ؟؟
فلنقرأ لنكتشف ...
"كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار"
مشهد متكرر في الزمان ( كلما سمع ) يوحي بأننا في خضم الحدث ، كما يشير إلى أننا في زمن رمضان
بذكر المدفع و الصيام ، لكن ، هل المدفع هنا يؤثث المشهد الرمضاني الإيماني المعتاد ؟
ربما نقول نعم لو لم يستخدم الكاتب كلمة " قذيفة "
لأنها أوحت لنا أن المدفع قاتل ، آلة مجرمة يُحركها الظُلاّم .
وهذه البداية جعلت القارئ يشرع مبكرا في طرح الأسئلة : ترى من هو بطل القصة ؟؟
من ذاك الذي نسي أنه صائم و تذكر عند سماع طلقة المدفع ؟؟
ما الذي كان يشغله ؟؟
فتأتي الصدمة قوية تلغي تأويلات عدة لاحت في أفق مطلع القصة ، يقول الكاتب :
" يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ
بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات .."
فالطاولة إذن فارغة من طيبات الأكل ، هي ليست مائدة إفطار و كان من المفترض أن تكون ،لكنه حُرم مما ينعم به كثير من المسلمين ،
ومنهم للأسف من لا يشعر بمأساة الآخرين .
"يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ "
لماذا كان الفعل لا إراديا ؟؟
لعل الكاتب يريدنا أن نعي و نفهم جيدا أننا أمام طفرة حياتية ، وحالة مختلفة ،ويوم خاص من أيام رمضان .
نظن أن البطل يتوجه إلى الطاولة ليتناول إفطاره كما يفعل كل الصائمين ، و كأننا نريد أن نبتعد عن مشهد مخيف
نشعر أن النص سيكشفه لاحقا ، هروب لن نمكث فيه طويلا ...
في ظل أوضاع مختلفة تفقد بعض الأشياء طبيعتها ، وبعض التفاصيل خصوصيتها ،فالصائم هنا تحيط به أجواء حرب و عنف و هلع ،
وكثيرا ما تكون الدوافع لا إرادية ،وسط زخم من الفوضى والقلق والمهام .
" تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، "
لم يكن الأمر يتعلق بطلقة واحدة مسالمة ، بل بطلقات تأمر بها عنجهية الظلم ،
ويطلقها مركزة مضغوطة الجورالمتمكن والطغيان المسيطر .
أية موائد مهما بلغت زينتها تغري في مثل هذا الموقف ؟؟
فصوت المدافع يقبر الشعور بالجوع و العطش و يحيي الشعور بالواجب ،فتتغير معالم الطاولة ،
لتتحول من مائدة طعام لشيء آخر استأثر بكل تركيز البطل ،الطاولة هي هي لكن بساط لما لا يمت للطعام بصلة .
يقول الكاتب :
" واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، "
مازات الحيرة تأخذ بنا ، و مازال الفكر يسرح بفهمنا ،
إن لم تكن مائدة طعام الإفطار ، فما الذي يمكن وضعه عليها ؟؟
" وحاول بما حباهُ اللهُ من رغبةٍ في النَّجدةِ، وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي "
هو ذا ،،، بطلنا طبيب ...
أخذ بنا القاص للحظات في جولة سريعة في ضمير البطل ، " رغبته في النجدة "
هي رسالة الأطباء و برّ بقسمهم المهني ، بل إن بطلنا يمثل أعلى حالات الإخلاص ، حيث يصرف النظر عن تلبية حاجاته ،
ويواصل صومه لينقذ حياة الآخرين ، ناكرا ذاته و حاجياته و حقوقه .
نعم ، إنه يحاول فقط ،والله تعالى هو المنجي وهو الحافظ ، وأيضا يحاول لأن الجرح غائر والإصابة بليغة ..
الضحية طفل !!!
إنهم يقتلون البراءة ، ويجرحون الزهور ، ويبيدون الجمال ،حتى في رمضان والناس صيام .
كون الضحية من عالم الطفولة يزيد من فداحة الجرم ، ويرفع درجة السخط والاستنكار إلى أعلى النسب .
ويبقى السؤال في الأخير غصة تخنق فينا الأنفاس، ورجفة قلب يرتعش فرقا ،
هل نجا ؟؟ هل أفلح الطبيب في إنقاذ الطفل المصاب ؟؟
متى ستتوقف قذائف المدافع الآثمة لتفسح الفضاء لطلقات الحرية ، وأصوات تكبيرات الصائمين فرحا بيوم عيدهم ،
عيد النصر ؟؟
لا ريب أن ما قرأناه يستحق أفضل وأعمق من قراءةِ متذوقة، كل ما قامت به هو تحويل مشاعرها
و إحساسها بالقصة إلى كلمات ،فاقبلوا مني راجية الصفح عن أي سهو أو خطأ .
=======
الأديب المتألق وليد عارف الرشيد ،
إن مضمون بعض القصص نراه متمثلا أمام العين ، بارز الفكرة قريب الشخوص ،
نعيش معه الأحداث لحظة لحظة ، ننسجم مع ماهيته وكينونته ، نتوحد مع جزيئات مشاهده كلها .
هي قصة شعرنا بثقل أحزانها ، وأتبعنا آخر كلمة فيها زفرة لم تزد جوفنا إلا التهابا .
أحييك على نصك الثائر بامتياز ، و من خلال ومضتك الإنسانية الرائعة ، أحيي الصابرين المرابطين المجاهدين ،
وأحيي كل من سخر علمه وجهده لإسعاف ضحايا الظلم ، ورحم الله من استشهد منهم في سبيل ذلك .
بوركت ونبضك .
http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/577395_377543995632831_642948015_n.jpg
كتبت ردي أختي المبدعة الرائعة نادية هناك في قسم النقد وهنا أكرر شكري وتقديري بلاحدود
دمت والألق
وليد عارف الرشيد
12-09-2012, 11:21 PM
وأخذ يبحثُ عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ هذا الصَّبي !!!!
صورة مؤلمة وقفلة رائعة للقصّة
بوركت أخي الأستاذ وليد
تقديري وتحيّتي
بوركت وبورك مرورك الأنيق الجميل مبدعتنا الكبيرة وشهادة أعتز بها
مودتي وشكري وتقديري
وليد عارف الرشيد
12-09-2012, 11:23 PM
موجعة صارخة جعلتني أذرف الدمع مشهد بتنا نراه كثيرا ولا حراك إلا الشجب والاستنكار
سرني مرورك وردة فعلك مع أنها بطعم الشجن والدموع .. بوركت وسلمت
لك مودتي وشكري وتقديري
عمر الحجار
12-09-2012, 11:28 PM
الاستاذ القدير وليد عارف رشيد
ان ابداع هذه القصة باسقاطاتها الواعية والدقيقة انما تعبر عن حقيقة الانتماء الواعي والصادق للوطن واهله
وهي كذلك تعبير عن معايشة الحدث وارهاصاته وتحولاته التي تعيد تشكيل الحالة الوطنية وحالة الهوية من وطن مقيد باسم فرد الى وطن مقيد باسم امة وشعب عظيم
هذا هو الاساس الانتماء الصادق والفهم الدقيق للحالة كي نستطيع الوصول للمخرج الذي يحقق الاهداف والامنيات
دمت لوطنك العزيز ودام هو لاحبائه
د. سمير العمري
09-01-2013, 06:16 AM
التناول الموضوعي في هذا النص منطلق من أرض الواقع ومرتكز على ما يقع من أحداث ، والتناول البنائي هنا جاء مميزا باعتبار التكثيف الذي يجعل كل حرف في النص يؤدي دورا بل أدوارا متعددة ويوصل معلومات مهمة للمتلقي.
الربط في صوت المدافع وإن بدا مطروقا إلا أنه جاء هنا في إطار ذكي للتأطير للحدث وللتوضيح على الزمكانية ، والخاتمة جاءت مدهشة ومركزة وكاشفة لمقدار الألم المصاحب.
نص مميز أشكره لك وأشكرك عليه!
تقديري
نداء غريب صبري
21-01-2013, 10:57 PM
عندما نتذكر أن القصة رمضانية وأن هذا الجراح صائم تتضح الصورة أكثر
ونفهم الحدث والحركة باتجاه طاولة الطعام التي يستخدمها في طوارئ الحرب طاولة جراحة
قصة واقعية عشنا ما يشبهها قبل أن نهرب للمجهول
شكرا لك اخي
بوركت
لانا عبد الستار
21-02-2013, 09:00 PM
استعيد النص
"كانَ كلَّما سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ مدفعٍ يتذكرُ لحظةَ الإفطار .. يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات .."
بعد تكرار القراءة تنبهت للنقطتين تفصلان يتحرك عن الأفطار
وكنت في قراءتي الأولى تخيلته يتحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه الطاولة كلما سمع انفجار قذيفة فتكر الإفطار
مؤثر جدا هذا النص
الأستاذ وليد عارف الرشيد
أشكرك
ناصر أبو الحارث
28-03-2013, 12:51 PM
سمع صوتَ انفجارِ قذيفةِ أخرى وتذكر لحظةَ الإفطار .. تحركُ بفعلٍ لا إراديٍّ باتِّجاه طاولةٍ كان من المفترضِ أن تكون عامرةً كما جرتْ عليه العادةُ بأصنافَ شهيةٍ من الأطعمةِ والمشروبات ..
تغلَّب على شعوره بالعطش والجوع اللذين هيَّجتْهُما أصواتُ المدافع، واستحضرَ جميعَ تركيزِه فوق تلك الطاولةِ، باحثا عن الرَّصاصةِ الغائرةِ في أحشاءِ الصَّبي
هكذا رأيتها أكثر تكثيفا
قصة جميلة وفكرتها حزينة جدا
فاتن دراوشة
29-03-2013, 10:22 PM
مَدْفَع ورصاص ومصاب وطبيب تائه الحسّ بين رغبته بالطّعام ورغبته بالإنقاذ
ومضة باحت بالكثير وحقّقت الدّهشة
دمت بودّ أستاذنا
فاتن
آمال المصري
05-05-2013, 03:45 PM
على مائدة رمضانية مليئة بالوجع على أرض الحدث كانت صورة ناطقة اختلط فيها صوت مدفع الإفطار بصوت مدافع الغدر
نص مدهش بتصويره ولغته
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
خليل حلاوجي
06-05-2013, 05:37 PM
نص موجع ... ينزف رغباتنا الطارئة ..
/
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا..
خلود محمد جمعة
12-11-2014, 09:47 AM
مائدة إفطار بلحم آدمي و على صوت المدافع يصير الماء دماءا
صورة مؤلمة حد القهر رسمتها بمهارة
رائعة
كل التقدير
ناديه محمد الجابي
04-03-2023, 05:21 PM
في رمضان ..وما بين صوت مدفع الإفطار وبين صوت انفجار القذائف القاتلة
وما بين طاولة من المفروض أن تكون عامرة بما لذ وطاب
وبين طاولة استجمع كل تركيزه كطبيب ليستخرج تلك الرصاصة الغائرةفي أحشاء الصبي
كانت هذه القصة الواقعية المؤلمة بالغة التأثير ، جميلة الصياغة، ذكية الفكرة ، شديدة التكثيف.
سلم الفكر والقلم ودامت أحرفك.
:v1::nj::0014:
أسيل أحمد
07-03-2023, 06:45 PM
من أدب الثورة السورية كانت هذه القصة الواقعية المؤلمة لطبيب في رمضان
تذكره انفجار القذائف بمدفع الأفطار ـ استبدل طاولة الطعام بطاولة جراحة تمدد عليها صبي
فيحاول جاهدا استخراج الطلقة الغائرة في احشاءه.
قصة اخذت بمجامع القلب فدمعت العين.
بوركت واليراع.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir