المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحرش ثقافة !



اشرف نبوي
28-08-2012, 09:05 AM
التحرش ثقافة !
يخطئ من يفصل حوادث التحرش التي زادت بشكل مخيف مؤخرا وأقول زادت لأنها لم تظهر فجأة كما قد يعتقد البعض بل تنامت كظاهرة سلبية مصاحبة لظواهر سلبية كثيرة في مجتمعنا الذي يتمتع بثقافة ضحلة وأمية طاغية ولست أقصد هنا أمية القراءة والكتابة بل أمية الفكر والثقافة فنحن منذ عدة عقود ونحن نستقي ثقافتنا من ثلة من البرجوازيين الجهلة الذين سيطروا بشكل ما علي صناعة السينما والإعلام والنشر بكافة صورة وصدروا لنا جهلهم وغبائهم في منتوجهم الإعلامي المشوة
ولأن التكوين الفكري للإنسان لا يستوى أن يكتمل بين عشية وضحاها فقد تراكمت السنون بالمتغيرات الفكرية السالبة لتنشيء عفن فكري تأصل في نفوس الكثيرين ممن تركوا أنفسهم نهبا لهذا الشحن الفاسد والتغير الممنهج بقصد أو عن غير قصد لمجموعة القيم والأخلاق التي كانت تحكم مجتمعنا فيما مضي وتبدل النمط الحياتي القائم علي تماسك الأسرة التي هي اللبنة الأولي لأي مجتمع ناضج ليحل محلها أفكار وأشكال للتشتت والتفكك الأسري روج لها علي أنها المثل والقدوة المستقلبية .
والدليل علي هذا التحول الذي شمل قطاعات واسعة من المجتمع هو عدد وحدة الجرائم التي ظهرت خلال الثلاث عقود الأخيرة من عمر الوطن فالناظر لطبيعة الجرائم فيما مضي يري أن البون الشاسع بين فجيعة المجتمع بجرائم ريا وسكينة في ذلك الوقت وتقبل المجتمع لجرائم أفظع بكثير وأكثر عنفا في وقتنا الراهن فالثقافة المجتمعية لنفوس تربت علي أعتياد الجريمة وتقبل قساوتها والتعامل معها علي أنها حدث عادي أصبحت ديدن الكثيرين .
التحرش يمس جزءا مهما من حياتنا وقطاعا عريضا قد يتعدي نصف المجتمع فعليا ومشكلة التحرش لا تقف عند الأنثي التي تم التحرش بها فهذه الأنثى التي أضيرت نفسيا تنعكس تلك الأضرار علي من تتعامل معهم وتتغير نظرتها للذكر أيا كان قربه منها ومن يقرأ ولو قليلا في علم النفس يدرك خصوصية مشاعر الانثى ورهافة حسها ويدرك كم يؤلمها هذا الفعل مهما كان بسيطا أو رمزيا وهو ينشب أظافره في حيائها الذي يفقدها صوابها ، وبعد هذا فإن أي أنثي يتم التعرض لها هي علي الأرجح أم أو أخت أو زوجة لذكر ما يتأذي مما فعل بها فتتسع دائرة الأذي لتشمل مجتمعا بكامله يحاول كل أفراده النيل ممن سبب لهم الأذي وهكذا يتفرغ المجتمع بكامل طاقته لمحاربة بعضه البعض
وكما أسلفت فالتحرش جزء من منظومة أخلاقية فسدت لدي قطاعات كبيرة من أبناء الوطن وقد تسبب في هذا اختفاء القدوة وتشبع المناخ العام بكل أشكال الفساد التي تراكمت علي مدار سنين وصاحبها العوز والفقر وغذاها الجهل والإبتعاد عن الدين بما يوفره من سجايا حسنة وردع ذاتي من خلال الضمير والوازع الديني والأخلاقي ، وانت حين تفتش لن تجد المتحرش شخصا علي خلق أو علي علاقة طيبة مع ذوية أو رب عملة هذا أن كان يعمل من الأساس وليس عاطلا يحاول أن يجد له وسيلة تسلية حتي وإن كانت علي حساب أنثى ضعيفة، ولن تجده طالبا متفوقا مثلا أو موظفا مجدا في عمله بل علي الارجح ستجده إنسان مريضا نفسيا حاقد علي من حوله كارها لذاته متلذذا بمعاناته بشكل مرضي ،
نحن الأن لسنا بحاجه للتحدث فقط عن التحرش بل نحن بحاجة لتثقيف جيل بل أجيال بكاملها أخلاقيا لا عيب في أن نبدا بأبسط أبجديات الأخلاق لا تكذب لا تغضب لا تكره لا تنسي الله ، وأنا علي ثقة من أن هذه الكلمات البسيطه لو فهمها ووعيها أيا كان وبدأ في إستشعار فضلها وتعامل مع من حوله وهو يطبقها ورويدا رويدا إنتقل إلي مجالات أخلاقية أعمق وأشمل وروض نفسه وحاسبها علي كل فعل وأدرك إنه واحد يفعل الخطأ مره وإذا عم البلاء كما هو حادث فأنه معرض لفعل الأخطاء من الجميع فهو الخاسر بلا ريب ، لو ادرك الجميع هذا ولو فكر الجميع في إستعادة منظومة الأخلاق التي إفتقدناها ، فيقيني أن صلاح الأحوال سيكون أسرع وأقرب مما قد يظن ظان وما هي إلا بضعة أشهر حتي تعود لشوارعنا ومجتمعنا روح الألفة والمودة وطيب الأخلاق التي ذهبت .

أشرف نبوي

ربيع بن المدني السملالي
28-08-2012, 01:00 PM
موضوع قيّم أشكرك أخي أشرف بارك الله فيك

وأستأذنك في نقله لقسم الفكر والمعرفة حيثُ مكانُه المناسب

دمت موفقاً

تحياتي

عبد الرحيم بيوم
29-08-2012, 11:00 AM
فنحن منذ عدة عقود ونحن نستقي ثقافتنا من ثلة من البرجوازيين الجهلة الذين سيطروا بشكل ما علي صناعة السينما والإعلام والنشر بكافة صورة وصدروا لنا جهلهم وغبائهم في منتوجهم الإعلامي المشوة
ولأن التكوين الفكري للإنسان لا يستوى أن يكتمل بين عشية وضحاها فقد تراكمت السنون بالمتغيرات الفكرية السالبة لتنشيء عفن فكري تأصل في نفوس الكثيرين ممن تركوا أنفسهم نهبا لهذا الشحن الفاسد والتغير الممنهج بقصد أو عن غير قصد لمجموعة القيم والأخلاق التي كانت تحكم مجتمعنا فيما مضي وتبدل النمط الحياتي القائم علي تماسك الأسرة التي هي اللبنة الأولي لأي مجتمع ناضج ليحل محلها أفكار وأشكال للتشتت والتفكك الأسري روج لها علي أنها المثل والقدوة المستقلبية .
والدليل علي هذا التحول الذي شمل قطاعات واسعة من المجتمع هو عدد وحدة الجرائم التي ظهرت خلال الثلاث عقود الأخيرة من عمر الوطن فالناظر لطبيعة الجرائم فيما مضي يري أن البون الشاسع بين فجيعة المجتمع بجرائم ريا وسكينة في ذلك الوقت وتقبل المجتمع لجرائم أفظع بكثير وأكثر عنفا في وقتنا الراهن فالثقافة المجتمعية لنفوس تربت علي أعتياد الجريمة وتقبل قساوتها والتعامل معها علي أنها حدث عادي أصبحت ديدن الكثيرين .

صدقت، فللاعلام بكل أشكاله دور واضح بارز في تكوين مسخ للمبادئ وانتكاس للاخلاق والفطرة التي فطر الله عليها البشر
فبينما ركز منهج الاسلام على أن الدعوة من صفات المنتسبين اليه فقال سبحانه {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) } [يوسف: 108، 109]
نرى تنكص اتباعه عن حمل المسؤولية، بينما صار المدعو اصلا هو الداعي والساعي لبث عفن افكاره والانتصار لانتكاس فطرته.
مقالة تحمل الكثير وتشير الى عظيم اختلال في بناء المجتمع وصعوبة التحديات
فليس التحرش وحده من صار ثقافة فاضف له ايها الكريم ضياع الامانة وانتشار الخيانة وبيع كل شيء لاجل متاع دنيا ووو هلم جرا
نسال الله ان يصلح الاحوال
تحياتي لك
وحفظك المولى

خليل حلاوجي
29-08-2012, 04:45 PM
مقال موضوعي ويعرض الواقع بشكل منصف وشجاع ، ولكن ينقصنا بعد هذا التشخيص العلمي التوسع في طرح الحلول لهذه الظاهرة الخانقة .. والتحقق من جذورها الاجتماعية والاقتصادية .. لعل الله ينفع بكم وبعلمكم أخي الحبيب ... وتقبل وافر تقديري.

بهجت عبدالغني
29-08-2012, 05:01 PM
مقال قيّم في زمن صار العالم كله يشتكي من هذه الظاهرة المنتشرة والمتكررة
وإذا كان من لا يملك ديناً صحيحاً وخلقاً رفيعاً يسقط في هذا المستنقع ، فما بال المسلمين وبين ظهرانيهم كتاب الله وسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ؟

إن الاعلام المنحط والثقافة الفاسدة التي تروج لها شاشات وأقلام وأفكار من باعوا دينهم بدنياهم ، شكلت في المحيط الثقافي والاجتماعي هذه الظاهرة الخطيرة التي تبدو أحياناً بمقدارٍ ما ، لكن المقدار الأكبر ربما هو في القاع لا يظهر ، كجبل الجليد ، لا يظهر لأسباب كثيرة ..

المشكلة إذن في البنية الفكرية والثقافية والشرعية عند الجيل ، ومن هنا لا بد من الانطلاق في التصحيح ..


الأستاذ الكريم اشرف نبوي
وطرح موفق
جزاك الله خيراً


تحياتي ..

اشرف نبوي
30-08-2012, 10:23 AM
اخي ربيع

شكرا لعذب حرفك
وعذرا لخطأ التوجيه من جهتي

تقديري

اشرف نبوي
30-08-2012, 10:27 AM
عبد الرحيم صابر

نعم اخي فقد صور الاعلام علي مدار عقود سوء الخلق علي أنه نوع الذكاء والفهلوه وانتصر للباطل في ترسيخ لقيم بعيدة كل البعد عن واقعنا المسلم والمحافظ
وقد صدق الشيخ الشعرواي رحمة الله عليه حين قال ان الفاسد يغار من الصالح فيحاول بشتي الطرق ولو علي حسابه ان يجره غلي مستنقع المعصية ليتساويان

وقد رأيت والله من شياطين الانس من هم يفوقون شياطين الجن بكثير

اللهم اعف عنا وتقبل منا وتجاوز عن ذنوبنا


اشرف نبوي

اشرف نبوي
30-08-2012, 10:31 AM
خليل حلاوجي

الحل بسيط بساطة التوبة
نحن بحاجة لنعود إدراجنا إلي اخلاقنا الإسلامية السمحة التي كانت سمة مجتماعاتنا لعقود حتي انفتحنا ثقافيا علي الغرب ونسينا أن نتعلم محاسنهم وضيعنا محاسن ديننا
لنجمع بين مساوئ الغرب في الإنفلات الأخلاقي ومساوئ انفسنا في فتقاعسنا وخنعنا وتطاول بعضنا علي بعض وكفرنا بعضنا بعضا وهاجمنا كل من يخالفنا ونفرنا الناس من الدين الذي هو بالأساس دستور حياة سعد ت به الامه وسادت الدنيا

لو فكرنا للحظه ان نعود ادراجنا إلي ديننا القويم وسرنا عل ينهج وضعه لنا الكتاب والسنة اعتقد اننا في غضون سنوات قليلة سنقضي علي كثير من مسالب الاخلاق التي اثرت سلبا علي كل مناحي الحياة واعادتنا دهورا إلي الوراء فأصبحنا نشبة انسان الغاب

اشرف نبوي

اشرف نبوي
30-08-2012, 10:33 AM
بهحت رشيد

(المشكلة إذن في البنية الفكرية والثقافية والشرعية عند الجيل ، ومن هنا لا بد من الانطلاق في التصحيح ..)

هذا ملخص القول سيدي فقد اصبت كبد الحقيقه

نحن بحاجه لتصحيح مفاهيمنا عن الدين والأخلاق والشرع ولن يتأتي هذا إلا بإصلاح منظومة الأعلام وصدق نية الجميع في اصلاح ما افسده ابتعادنا عن منظومة الأخلاق والدين

تقديري

اشرف نبوي

ربيحة الرفاعي
20-09-2012, 01:51 AM
مقال موضوعي ويعرض الواقع بشكل منصف وشجاع ، ولكن ينقصنا بعد هذا التشخيص العلمي التوسع في طرح الحلول لهذه الظاهرة الخانقة .. والتحقق من جذورها الاجتماعية والاقتصادية .. لعل الله ينفع بكم وبعلمكم أخي الحبيب ... وتقبل وافر تقديري.

قدم الفاضل أشرف نبوي عنوانا هاما للحل يكمن في العودة لأخلاقنا الاسلامية والتسربل بتعاليم ديننا الحنيف
فهل لدى مفكرنا الكريم خليل حلاوجي من طرح أوسع يكون ننتقل به من مرحلة العناوين لما يليها من وضع برامج ضيقة أو واسعة المدى تقودنا لمبارة التنفيذ؟

أهلا بكم في واحة الخير

تحاياي

خليل حلاوجي
29-08-2013, 12:10 PM
قدم الفاضل أشرف نبوي عنوانا هاما للحل يكمن في العودة لأخلاقنا الاسلامية والتسربل بتعاليم ديننا الحنيف
فهل لدى مفكرنا الكريم خليل حلاوجي من طرح أوسع يكون ننتقل به من مرحلة العناوين لما يليها من وضع برامج ضيقة أو واسعة المدى تقودنا لمبارة التنفيذ؟

أهلا بكم في واحة الخير

تحاياي

شكرًا أستاذة ربيحة ..

كنت أود الخوض في منطلقات فعل ( التحرش) ..في مقابل مفاهيم قرآنية تحدثنا عن العفاف والحمية بل وحتى الذوق الفطري ..

لنأخذ مثلًا لذلك ..

الحجاب فريضة شرعية .. تقوم على أساس بث مفهوم ( العفاف )
فليس المهم أن تتحجب البنت ونتغافل عن الطرف الثاني من المعادلة .. وهي عين الذكر التي تلاحق البنت سواء المتحجبة وسواها ..
العفاف قد لايتحقق مع الحجاب في مجتمع ذكوره ذئاب !! فتأمل .

وهكذا .. فالحمية وهي ( مفهوم قرآني ) يستوعبها البعض بآلية مغلوطة وربما معكوسة فهو لايهتم بالدفاع عن حياضه وأعراضه .. بل لايرصد سلوكيات محيطه ويتغافل عن الخطيئات ..




تقديري للجميع.