نافع سلامة
29-08-2012, 03:19 AM
أتَى العَصرُ الحَديثُ فَمَا دَرَيْنَا=نُخَبّئُ عصرنا الكذّاب أينا
رِوَايَاتُ الشّجاعَةِ والتّبَاهِي=بِأنْ لا يَجْهلنْ أَحَدٌ عَلَينا
بِأنّا الآخِذُونَ لِمَا أَرَدْنَا=وأنّا التّارِكُونَ لِمَا عَفَينا
بِأنّا الرّادِعُونَ لمَن عَدَانا=وأنّا القَاهِرُونَ لِمَن عَدَينا
بِأنّا النّازِلُونَ بِحَيثُ شِئنَا=وأنّا الفَاعِلُونَ لِمَا نَوَينا
وأنْ لا بَحْرَ يَمْنَعُ مُبْتَغَانَا=إِذَا رَكِبَ السّفِينَةَ أوْ رَسَينا
وأنّ المَوتَ أكْرمُ مِن حَيَاةٍ=بَهَا يُؤذى الأبيُّ الحُرُّ ضَينا
وأنّا الأُمّةُ العَصْمَاءُ نَفْنَى=ولاَ أُمَمٌ تَجُورُ هَوىً علَينا
إذَا احْتََدَامَ الصّرَاعُ فَلَيسَ إلاّ=نُري الوَيلاتَ للأَعدَاءِ عَيْنَا
أُسُوْدُ الغَابِ مَا خَضَعتْ لِذِئبٍ=ولاَ أدّتْ إلى الأَفْيَالِ دَينا
تُعُلِّمُنَا الفَلاةُ الصّبرَ حتَى=جِمالاً في الشّدَائِدِ قَد مَضَينا
وتُرْضِعُنَا الخِيَامُ أخِي وعِرضِي=وموتُكَ إنْ يَرى في العَيشِ هَينا
ونَقْهَرُ بِالمُرُوْنَةِ كلَّ شَدٍّ=ونَكْسِرُ بِالصّلابِةِ إنْ هَوَينا
ومَا زَالتْ تَبِيضُ بِنَا الأَمَاني=ويَفْقِسُ بَيْضُهَا قِصَصَاً لَدَينا
أغَانِينَا الحَمِيّةُ كلَّ عُرسٍ=وقدْ أَخَذُوا العَرُوْسَ وشَاهِدَيْنَا
أَكَاذِيْبَ الأَشِقّةِ والتّآخِي=وجَامِعَةَ العُرُوْبَةِ مَا انْتَأَينا
إذَا مَسَّ الفُراتَ هُناكَ جُرْحٌ=عُيُونُ النّيلِ مِن قُرِحٍ جَرَينا
ولا يَمَنٌ سَعِيدٌ إنْ تَأذّى=هُنَاكَ المَغرِبُ العَرَبيُّ بَينا
مِنَ البَحرِ المُحِيطِ إلى الخَلِيجِ=ومِن لُبنَانَ حتّى ما انْتَهَينا
تَداخَلْنَا نَسِيجَاً في قَمِيصٍ=فلا خَيطٌ يُشَدُّ سِوى انْسَلَينا
لزُورِكِ في الهَوى وَجهٌ جَمِيلٌ=يَغُرُّ الحَاذِقَاتِ إذا رَأيْنَا
كَنَائِمَةٍ تَرَى حُلُمَاً سَعِيدَاً=يُدغْدِغُ بِالعَوَاطِفِ جَانِبَينَا
تَطُلُّ عَلى البِحَارِ الزُّرْقِ مِمّنْ=تَدَثّرَ بِالنّخِيلِ الخُضْرِ لَوْنَا
ومَا أغْرَاكِ فِي عَضُدِيْ حُصَانٍ=طَوَى المَلَكُوتَ مُمْتَشِقَاً لُجَينا
وجَاءَ البَحْرَ أرْدَى البَحْرَ رُمْحَاً=فطأطأ لسّفائِنِ إذ ثَرَيْنَا
لِمَاذَا تُسْرِفينَ على خَيَالي=وهَذا الوَاقِعُ المَطْحُونُ بَيْنَا
أَكَادُ إِذَا قَرَأْتُ مِسَا كِتَابَاً=عَنِ الغُرِّ الحِجَالِ وقَد غَزَيْنَا
أُقَطِّفُ أَنْجُمَاً بِيَدِي وأَلْهُو=بِأَقْمَارِ السّمَاءِ إذا بَدَيْنَا
وأدّرِعُ الشِّهَابَ الرَّعْدِ سَيفَاً=وأتّخِذَ السَّحَابَ الخَيْلَ أينا
وأصْحُو حِينَ أصْحَو عَلَى مُذِيْعٍ=يُعَدِّدُ فِي القنَابِلِ كَم شَظَيْنَا
لنَا فِي الذّلِ كم ثَوبٍ صَفِيحٍ=وفِي القَهرِ الحَدِيدِ ومَا أبَينَا
لنَا فِي العَارِ كم سَنِةٍ ثِمَانٍ=وفِي الظُلُمَاتِ كَم دَرْبٍ مَشَينَا
لنَا فِي الجّهلِ كَم رَأسٍ غَلِيظٍ=وفِِي الجِلْبَابِ كم لَغَطٍ حَشَيْنَا
وقطّعَنَا العَدّوّ بِلا سِلاحٍ=ومَزّقَنَا السِّلاحُ فَمَا انْتَخَينَا
كَرِهتُكِ فِي السّلام فَكَم سَلامٍ=يَفُوقَ الانِهزَامَ خِنَىً وقَيْنَا
كَفَاكِي اسْتَيْقِظِي مِن ألْفِ نَومٍ=وعُودي مِن رُؤى الماضي إلينا
دَعِي عُمَرَاً يَنامُ بلا ضَجِيجٍ=ولاَ تُؤْذِي منَ الآتى الحُسَينا
دَعِي مَن شذّبَ الفُرْسَ اقْتِدَارَاً=فقدْ عَادُوا المَجُوسَ علَى يَدَينا
وقدْ طَعَنَ الفَرَزْدَقُ في جَريرٍ=وعَاهَدَ ضِدّ اِخوَتِهِ خُمَيْنَا
دَعِي مَن علّمَ الرّوْمَانَ عِلْمَا=أنَارُوا الفَكرَ منهُ وانْطَفَينا
لَمَاذا تَنْسِبِينَ لَهُمْ غُثَانا=فَهل يَلِدُ الغمامُ قَذَىً وشَينا
أعَيذِي الضّوْءَ مِن ظُلَمٍ طباقٍ=ويوسفةَ الحياءِ منَ الهِوَينَا
ومَكْحَلِةَ النَّبِيِّ منَ الفَتَاوي=ومِن جِبَبِ المَشَايخِ عَامِرَينا
أعَيْذِى الشّاعرَ المَكلُومَ همّاً=مِنَ البَاكي الحَجِيْجَ على بُثينا
وغِزلانَ الفَيافي القُمْرِ لَيلا=مِنَ الآبَارِ مَا جَرّتْ إلينا
رِوَايَاتُ الشّجاعَةِ والتّبَاهِي=بِأنْ لا يَجْهلنْ أَحَدٌ عَلَينا
بِأنّا الآخِذُونَ لِمَا أَرَدْنَا=وأنّا التّارِكُونَ لِمَا عَفَينا
بِأنّا الرّادِعُونَ لمَن عَدَانا=وأنّا القَاهِرُونَ لِمَن عَدَينا
بِأنّا النّازِلُونَ بِحَيثُ شِئنَا=وأنّا الفَاعِلُونَ لِمَا نَوَينا
وأنْ لا بَحْرَ يَمْنَعُ مُبْتَغَانَا=إِذَا رَكِبَ السّفِينَةَ أوْ رَسَينا
وأنّ المَوتَ أكْرمُ مِن حَيَاةٍ=بَهَا يُؤذى الأبيُّ الحُرُّ ضَينا
وأنّا الأُمّةُ العَصْمَاءُ نَفْنَى=ولاَ أُمَمٌ تَجُورُ هَوىً علَينا
إذَا احْتََدَامَ الصّرَاعُ فَلَيسَ إلاّ=نُري الوَيلاتَ للأَعدَاءِ عَيْنَا
أُسُوْدُ الغَابِ مَا خَضَعتْ لِذِئبٍ=ولاَ أدّتْ إلى الأَفْيَالِ دَينا
تُعُلِّمُنَا الفَلاةُ الصّبرَ حتَى=جِمالاً في الشّدَائِدِ قَد مَضَينا
وتُرْضِعُنَا الخِيَامُ أخِي وعِرضِي=وموتُكَ إنْ يَرى في العَيشِ هَينا
ونَقْهَرُ بِالمُرُوْنَةِ كلَّ شَدٍّ=ونَكْسِرُ بِالصّلابِةِ إنْ هَوَينا
ومَا زَالتْ تَبِيضُ بِنَا الأَمَاني=ويَفْقِسُ بَيْضُهَا قِصَصَاً لَدَينا
أغَانِينَا الحَمِيّةُ كلَّ عُرسٍ=وقدْ أَخَذُوا العَرُوْسَ وشَاهِدَيْنَا
أَكَاذِيْبَ الأَشِقّةِ والتّآخِي=وجَامِعَةَ العُرُوْبَةِ مَا انْتَأَينا
إذَا مَسَّ الفُراتَ هُناكَ جُرْحٌ=عُيُونُ النّيلِ مِن قُرِحٍ جَرَينا
ولا يَمَنٌ سَعِيدٌ إنْ تَأذّى=هُنَاكَ المَغرِبُ العَرَبيُّ بَينا
مِنَ البَحرِ المُحِيطِ إلى الخَلِيجِ=ومِن لُبنَانَ حتّى ما انْتَهَينا
تَداخَلْنَا نَسِيجَاً في قَمِيصٍ=فلا خَيطٌ يُشَدُّ سِوى انْسَلَينا
لزُورِكِ في الهَوى وَجهٌ جَمِيلٌ=يَغُرُّ الحَاذِقَاتِ إذا رَأيْنَا
كَنَائِمَةٍ تَرَى حُلُمَاً سَعِيدَاً=يُدغْدِغُ بِالعَوَاطِفِ جَانِبَينَا
تَطُلُّ عَلى البِحَارِ الزُّرْقِ مِمّنْ=تَدَثّرَ بِالنّخِيلِ الخُضْرِ لَوْنَا
ومَا أغْرَاكِ فِي عَضُدِيْ حُصَانٍ=طَوَى المَلَكُوتَ مُمْتَشِقَاً لُجَينا
وجَاءَ البَحْرَ أرْدَى البَحْرَ رُمْحَاً=فطأطأ لسّفائِنِ إذ ثَرَيْنَا
لِمَاذَا تُسْرِفينَ على خَيَالي=وهَذا الوَاقِعُ المَطْحُونُ بَيْنَا
أَكَادُ إِذَا قَرَأْتُ مِسَا كِتَابَاً=عَنِ الغُرِّ الحِجَالِ وقَد غَزَيْنَا
أُقَطِّفُ أَنْجُمَاً بِيَدِي وأَلْهُو=بِأَقْمَارِ السّمَاءِ إذا بَدَيْنَا
وأدّرِعُ الشِّهَابَ الرَّعْدِ سَيفَاً=وأتّخِذَ السَّحَابَ الخَيْلَ أينا
وأصْحُو حِينَ أصْحَو عَلَى مُذِيْعٍ=يُعَدِّدُ فِي القنَابِلِ كَم شَظَيْنَا
لنَا فِي الذّلِ كم ثَوبٍ صَفِيحٍ=وفِي القَهرِ الحَدِيدِ ومَا أبَينَا
لنَا فِي العَارِ كم سَنِةٍ ثِمَانٍ=وفِي الظُلُمَاتِ كَم دَرْبٍ مَشَينَا
لنَا فِي الجّهلِ كَم رَأسٍ غَلِيظٍ=وفِِي الجِلْبَابِ كم لَغَطٍ حَشَيْنَا
وقطّعَنَا العَدّوّ بِلا سِلاحٍ=ومَزّقَنَا السِّلاحُ فَمَا انْتَخَينَا
كَرِهتُكِ فِي السّلام فَكَم سَلامٍ=يَفُوقَ الانِهزَامَ خِنَىً وقَيْنَا
كَفَاكِي اسْتَيْقِظِي مِن ألْفِ نَومٍ=وعُودي مِن رُؤى الماضي إلينا
دَعِي عُمَرَاً يَنامُ بلا ضَجِيجٍ=ولاَ تُؤْذِي منَ الآتى الحُسَينا
دَعِي مَن شذّبَ الفُرْسَ اقْتِدَارَاً=فقدْ عَادُوا المَجُوسَ علَى يَدَينا
وقدْ طَعَنَ الفَرَزْدَقُ في جَريرٍ=وعَاهَدَ ضِدّ اِخوَتِهِ خُمَيْنَا
دَعِي مَن علّمَ الرّوْمَانَ عِلْمَا=أنَارُوا الفَكرَ منهُ وانْطَفَينا
لَمَاذا تَنْسِبِينَ لَهُمْ غُثَانا=فَهل يَلِدُ الغمامُ قَذَىً وشَينا
أعَيذِي الضّوْءَ مِن ظُلَمٍ طباقٍ=ويوسفةَ الحياءِ منَ الهِوَينَا
ومَكْحَلِةَ النَّبِيِّ منَ الفَتَاوي=ومِن جِبَبِ المَشَايخِ عَامِرَينا
أعَيْذِى الشّاعرَ المَكلُومَ همّاً=مِنَ البَاكي الحَجِيْجَ على بُثينا
وغِزلانَ الفَيافي القُمْرِ لَيلا=مِنَ الآبَارِ مَا جَرّتْ إلينا