حبيبتي تبحرُ في نومها

[ناصر ثابت]

حبيبتي تبحرُ في نومها

على الأرضِ...
فوقَ الأريكة
بين دمي والسرابْ
أراها
تمدُّ ابتسامَ الرياحين
تسبحُ مع كل لونٍ من العشق
ثم أعودُ.. لأقرأها كالكتابْ
أداعبُ
ما ينبغي أن أداعبَه
أمسكُ منها خيوطاً من الروحِ
إن دمي لحظةٌ بين غفوتِها والرُّضابْ
أداعبُ خمرتَها
ليتني أستعيدُ هدوئي
فإني تقلبتُ تحتَ لهيبِ العذابْ
أنا غيمةٌ ترتوي من عطورِ البنفسجِ
هل لي -وأنتِ امامي- سبيلٌ إلى أغنياتِ الصوابْ
وهل ليَ ألا أعيدَ قراءةَ عينيك
إنهما مبدأ للضياع
وكم هو حلوٌ خلودُك للنوم
سوف أدونُه فوقَ كراستي
لأصنعَ منه التألق والإنسياب
***
جميلٌ
خلودُك للنوم
فوقَ الأريكةِ
سوفَ أعدُّ له الثلجَ
والكأسَ
إني على نورِ نهديكِ كم أستطيب الشرابْ
***
حبيبةُ قلبي أمامي
تمدُّ على الأقحوان جدائلها
وأنا أستعدُّ لما يأمرُ الشعرُ
قبلَ الرحيلِ..
وقبلَ الغياب
***
حبيبةُ قلبي
تطيِّبُ أنفاسُها أغنياتِ المكان مساءً
ويأخذها النومُ في رحلةٍ بين روعتها والسحابْ
وعند انتصافِ الظلامِ
أفيقُ وأرسمُ فوق الدفاتر أحلامَها
فيباغتني الحزنُ
بعد البكاءِ
ومن ثم أكتبُ عنها الكلامَ الذي لا يقالُ
على صفحاتِ الضبابْ
***
أدللُّ نفسي برائحة البن
ثم أعودُ لقاطرةِ الحزنِ
إن السماءَ تهمُّ ببعضِ الذهابْ
وقلبيَ لا يعرفُ النومَ
والحلوة الآن تنثر ثلجاً جميلاً على عشبِ هذي الأريكةِ
ليتَ السكونَ يعلمني شعرَه
كم جميلٌ هو الشعرُ بعدَ العتابْ
***
تماثلتُ للعشقِ
من بعد أن طرقَ الفجرُ أبوابنا
فبكيتُ من الإنبهار بهذا الجمالِ
وصليتُ قبل انقشاعِ التفاصيلِ
ثم غسلتُ الوجودَ بماءِ السرابْ
وهذي الجميلةُ
تغفو أمامي
وتسلبني النومَ
هل أصبحَ العشقُ في عصرنا كالعقابْ
***
أعودُ إلى أولِ السطرِ
أكتبُ عنها بباقة زهرٍ
ألملمُها من تضاريسِها والهضابْ
أدللُ نفسي بشيءٍ من الخمرِ
من كرمةٍ تتمطى على حزن هذي الأريكةِ
ألمسُها مثل طفل يلملمُ ألعابه
ثم أبدأ بالإنسحابْ

[نهى فريد]

نص جميل أخ ناصر قمة في الرومانسية الرقيقة

ايقاعاته منظمة

أحب المتقارب كثيرا


هل تسمح لي؟

تسبحُ مع كل لونٍ من العشق

تضطر لتسكين عين معْ لينتظم الإيقاع
لماذا ليس( في )


***

سوف أدونُه فوقَ كراستي
(بل) سوف أصنعُ منه التألق والإنسياب

رغم أنك لم تكسر التفعيلة لكن اعتماد جزء منها وإهمال الآخر كما يروق للبعض أراه أثر على جمال الإيقاع خصوصا أنه المقطع الوحيد في النص كله

كان من الممكن أن تحذف سوف وتقول وأصنع منه

***

نور نهديك

لماذا ليس نور عينيك أو برق عينيك فنور العينين أوقع

عذرا على تطفلي


كن بخير

[عبد الوهاب القطب]

اخي الحبيب

شاعر الوصف

ناصر

كم اعجبتني بوصفها

ورقتها

وعذوبتها

وموسيقاها.

انت بحق شاعر اسعد

دوما بزيارته

تحياتي واعجابي

المخلص

ابو يوسف

[ناصر ثابت]

نص جميل أخ ناصر قمة في الرومانسية الرقيقة
ايقاعاته منظمة
أحب المتقارب كثيرا


شكرا لك أختي الكريمة... مجرد مرورك تشريف كبير لي
.


هل تسمح لي؟

.
بالطبع.. أهلا بك... وأنا سأرد :v1:
.


تسبحُ مع كل لونٍ من العشق
تضطر لتسكين عين معْ لينتظم الإيقاع
لماذا ليس( في )



أختي الكريمة.. من العرب من سكن العين في معْ... وهذا جائز وليس فقط ضرورة شعرية.. يقول سيبويه:
ورِيشِي مِنْكُمُ وهَوايَ مَعْكُمْ
وإِنْ كانتْ زِيارَتُكم لِماما
.


سوف أدونُه فوقَ كراستي
(بل) سوف أصنعُ منه التألق والإنسياب

رغم أنك لم تكسر التفعيلة لكن اعتماد جزء منها وإهمال الآخر كما يروق للبعض أراه أثر على جمال الإيقاع خصوصا أنه المقطع الوحيد في النص كله

كان من الممكن أن تحذف سوف وتقول وأصنع منه

.
كلام جميل ومنطقي... سآخذه بعين الإعتبار.. وسأغير المقطع إلى:

سوف أدونُه فوقَ كراستي
لأصنعَ منه التألقَ والإنسياب
.


نور نهديك
لماذا ليس نور عينيك أو برق عينيك فنور العينين أوقع
عذرا على تطفلي
كن بخير
.
شكرا لك.. هذا ليس تطفلا.. بل هو يسمى اقتراحا.. لكن هذه هي الصياغة التي أحسستُ بها عندما كتبتُ القصيدة... مع الإعتذار...

شكرا لك مرة أخرى
تحياتي
ناصر

[د. مسعد زياد]

اخي ناصر
تجية طيبة
كلمات يفوح منها صدق العاطفة .
وتزينها صور جميلة ،و ألفظها سلسلة منسابة .
أهنئك عليها .
لي وقفة قصيرة إذا سمحت لي :
كلامك حول " مع " غاية في الدقة في متحركة كونها ظرفية وهو الأصل ،
وساكنة كونها حرف جر وهو قليل وقال به بعض النحاة
وإليكم الحديث عنها مفصلا من موسوعتنا في النحو :

.خامسا ــ مع :
ظرف ملازم للظرفية الزمانية أو المكانية ، وذلك حسب ما تضاف إليه ، ويكون منصوبا بالفتحة ، ويفيد المصاحبة ، ولا يخرج عنها إلا إلى الجر " بمن" .
نحو : جئتك مع العصر ، ومنه قوله تعالى { إن مع العسر يسرا }5 .
وقوله تعالى { وكونوا مع الصادقين }6 .
ومنه قوله تعالى { وتوفنا مع الأبرار }7 .

ـــــــــــــــــــــــ
* لرجل من بنى عقيل ، وروى أيضا : فما شربوا بعدُ .
1 ــ 12 القصص . 2 ــ 4 الروم .
3 ــ 46 الطور . 4 ــ 4 الروم .
5 ــ 6 الشرح . 6 ــ 119 التوبة .
7 ــ 193 آل عمران .

* وقد تبنى " مع " على السكون وذلك في لغة غنم وربيعة ، فتكون في محل نصب .
وذكر سيبويه أن تسكينها ضرورة شعرية ، مثل " هل ، وبل " ، والصحيح أنها لغة .
* وذكر المالقي أن " مع " إذا سكنت عينها ، فهي إذ ذاك حرف جر معناه المصاحبة ، والعامل فيها فعل ، وما جرى مجراه ، كسائر حروف الجر ، ولا يحكم فيها بحذف ، ولا وزن ، ولا يُسأل عن بنائها لتبوث الحرفية فيها ، ومثّل بشاهد سيبويه :
فريشي منكم وهوايَ مَعْكم ــــــــ وإن كانت زيارتكم لماما
وقال : " مَعْكم " هنا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر " لهواى " لأنه مبتدأ .
والتقدير : وهواي كائن معكم (1) .
والرأي عندي : أن بناءها على السكون لا يدخلها في الحرفية ، لأن أكثر النحاة على القول باسميتها ، ولم يذكروها مع حروف الجر ، ولو كان تسكينها يجعلها حرفا لذكروها ضمن الحروف التي تشترك بين الحرفية والاسمية ، والله أعلم .
أما أبو علي الفارسي فحكم عليها بالحرفية إذا سكنت .
* وقال المرادي : واختلف في " مع " الساكنة ، فقيل : هي حرف جر ، وزعم أبو جعفر النحاس أن الإجماع منعقد على حرفيتها ، إذا كانت ساكنة .
والصحيح أنها اسم ، وكلام سيبويه مشعر باسميتها ، بدليل دخول حرف الجر " من "
عليها ، وقد سمع جرها بمن ، حكى سيبويه : ذهب من معه (2) .
وقرئ قوله تعالى { هذا ذكر من معي }3 . والتقدير : من قِبَلي (4) .
ومنه كان معها فانتزعْته مِنْ مَعِها (5) .

ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ انظر رصف المباني ص 394 . 2 ــ الكتاب طبعة بولاق ج2 ص 45 .
3 ــ 24 الأنبياء . 4 ــ الجني الداني ص 306 .
5 ــ انظر لباب الإعراب ص 287 .

* وقد تقع " مع " خبرا ، وصفة ، وصلة ، وحالا ، وتجر بمن كما ذكرنا (1) .
* وإذا انقطعت " مع " عن الإضافة ، أعربت حالا منصوبة مع التنوين .
نحو : جاء الرجلان معا ، ووصل المسافران معا .

ومنه قول الصمة القشيرى :
حننت إلى ريا ونفسك باعدت ــــــــ مزارك من ريا وشعباكما معا
ومنه قول امرئ القيس :
مكر مفر مدبر مقبل معا ـــــــــ كجلمود صخر حطه السيل من عل
* وقد تجيء خبرا كما ذكرنا ، ومنه قول جندل بن عمر :
أفيقوا بنى حرب وأهواؤنا معا ـــــــــ وأرواحنا موصولة لم تقضب
" فمع " خبر المبتدأ " أهواؤنا " ، وقال بعضهم أن " معا " في البيت السابق وقعت حالا ، والخبر محذوف ، والتقدير : وأهواؤنا كائنة معا ، وليس بصحيح (2) .
* وتستعمل " مع " للمثنى ، وللجماعة .
نحو : سافر الصديقان معا ، وسافر الأصدقاء معا .
ومنه قول الخنساء :
وأفنى رجالي فبادوا معا ـــــــــ فأصبح قلبي بهم مستفزا
ومثال مجيئها للمثنى قول متمم بن نويرة :
فلما تفرقنا كأني ومالكا ــــــــ لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
* والفرق بين " مع " و " وجميعا " في مثل قولنا : وصلنا معا ، ووصلنا جميعا .
أن " معا " يفيد أن وقت الوصول واحد ، بخلاف " جميعا " فهو يحتمل أن الوصول
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ الجني الداني ص 306 . ومغنى اللبيب ج 1 ص 333 .
2 ــ انظر الجني الداني ص 307 .

لم يكن في وقت واحد ، بمعنى أن " جميعا " يجوز فيها معنى الاجتماع والافتراق ، أما " معا " فلا تفيد إلا لاجتماع حالة الفعل .
اعدذوني على الإطالة بغرض الفئادة .
وتقبلوا فائق تحياتي
د . مسعد زياد.

[ناصر ثابت]

أخي الكريم الشاعر المبدع عبدالوهاب،
شكرا لك على هذا المرور الذي شرفني وشرّف حروفي وكلماتي

تحياتي الخاصة أيها المتألق

احترامي

ناصر

[رشا عبد الرازق]

حبيبةُ قلبي
تطيِّبُ أنفاسُها أغنياتِ المكان مساءً
ويأخذها النومُ في رحلةٍ بين روعتها والسحابْ
وعند انتصافِ الظلامِ
أفيقُ وأرسمُ فوق الدفاتر أحلامَها
فيباغتني الحزنُ
بعد البكاءِ
ومن ثم أكتبُ عنها الكلامَ الذي لا يقالُ
على صفحاتِ الضبابْ
***


أخي الفاضل

نص قوي بامتلاكك لتلابيب فكرته وابحارك في خياله حتى بدا حيا نابض بالروح الحانية والرومانسية التي تخطت الكلمات بشكل دافئ جدا

أعجبتني كل اجزائه وفاق ما اقتبست عندي جميع ما كان .... ففيه صورة ولا أعذب

تحياتي

[ناصر ثابت]

الأستاذ الدكتور مسعد زياد
حفظ الله قلمك وعلمك الوفير
وشكرا لمرورك العطر

أخي بصراحة أنا لم أفهم هل تؤيد حضرتك إبقاء "مع" ساكنة أم تغييرها... مع العلم أن المتنبي سكّن العين في مع في موقع مشابه لقصيدتي.. والبيت هو:

ومَـنْ لُبُّـهُ مَـعْ غَـيْرِهِ كَـيفَ حالُـهُ
ومَـنْ سِـرُّهُ فـي جَفْنِـهِ كَـيْفَ يُكْـتَمُ


تحياتي القلبية الحارة.. وإعجابي بقلمك وفكرك
ناصر

[ناصر ثابت]

أخي الفاضل

نص قوي بامتلاكك لتلابيب فكرته وابحارك في خياله حتى بدا حيا نابض بالروح الحانية والرومانسية التي تخطت الكلمات بشكل دافئ جدا

أعجبتني كل اجزائه وفاق ما اقتبست عندي جميع ما كان .... ففيه صورة ولا أعذب

تحياتي

الأخت الكريمة الشاعرة المبدعة رشا،
شرف كبير لي أن تمري هنا...

أشكرك من كل قلبي...

تحياتي
ناصر