تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما لكِ والشوك!



مبارك الهاجري
02-09-2012, 10:01 PM
ما لكِ والشوكُ، فإنه ما عَلِقَ بكِ، وما جُعِلَ بين يديكِ كميناً حتى تُعرِّجي على الأذى بدءاً من نفسك ثمَّ بي.
*لِمَ كان ذلك اختيارَكِ الأولَ حال أن عانقتُ أملي الأخيرَ بكِ؟!
كنتُ آملُ لأني أذكرُ وأختزنُ لكِ من الجميل وحسن الظن ما نكس بكبير ثقتي فيك فأضحى ذلكم الخذلان دماً مفرَّقاً في تقاسيم وجهي. وفي الحقيقة لا أدري أأنا أتوجه بهذا الحديث لكِ أعاتبُك فيه، أم أصطنع لنفسي ذريعةً أصعدُ من فوقها على الحُطام الإنسانيِّ فيكِ لأُشرفَ على ما أظنه خيرَ ما بقي للأيامِ الخوالي فأمَسُّ منه ما اتَّفق معَ الحقِّ القديمِ الذي نُدينُ له بحلولنا في كأسٍ مزاجُهُ الحب ولا غير؛ أم أنني أرتدُّ بهذا الخبرِ إلى نفسي فألوككِ فيها بما لا يخالف هواي فيكِ؛ ولكن لا أخلو بهذا الخبر حين أخلو إلا غمزتُكِ فيه بما يتوافق وفاجعتي بالشمالِ التي تسقينَ بها جُرحي والله، ولا أرجو أكبرَ من ذلك إلا أن تكوني معي ساعة ذلك الخبرِ فأتبدَّل بغمزي عتبَ المُحبِّ على طول العهد، وخشيته من الوقتِ يذهبُ فيفتقدَكِ ثانية!
ولكنك لم تكوني معي منذ أن تسقَّطَ خريفُ مزاجِكِ ربيعَ عاطفتي الأولى، وإن كنتُ غضاْ فيه كما كنتِ إلا إنني قادرٌ على أن أغترف ما بين جنبيكِ وأتبيَّنَ ما جرى: كيف ومتى ولِمَ، عدا ذلك فلا أستطيع، وهو الأمرُ الذي ليس بمقدوري فيه حتى أن أشيرَ لكَ فيه على رأي، إلا ما كان على إثر عاطفتي.
يا ركزيَ الذي غرزته في خاصرةِ حزني المخبوء، ويا درعيَ التي اتقيَّتُ بها صروف الذاكرةِ ألَّا تخطِئني، كنتُ والله ما أصِلُ بفكرة بائسةٍ عما سيكون فيه الشقاق إلا وأنتِ غير داخلةٍ فيها ألبتة، وكنتُ مع ذلك التحليقِ ذي الريشِ الأسود أختلفُ على كل شيءٍ حتى نفسي؛ ولكنني لا أخفقُ بجناحي طائري فيك إلا وكان أبيضَ على أي وجهةٍ وكل جانب، فبالقدرِ الذي تجلَّت فيه قيمةُ انصهارِكِ في روحي كان الارتدادُ من الخذلان دماً مفرقاً في تلك التقاسيمِ التي اقتفيتِ بها أثرَكِ أنى أن بحثتِ عن نفسكِ ساعة ضلالة!
لا شيء يا ظلي الباهتَ يدعوكَ لأن تكشفَ لمن حولي على الذبول الذي يؤرقني سوى أن تقومَ مقامها فيما بعد، وإلا فالنَّيْلُ مني ليس بجديد ولا مستقر، وقل لها يا ظلي الموبوء طالما أشبهتها:
ما كنتُ أحسبُ أنها ستصدُّني / أو أنَّها عن قلبها تتمنَّعُ
لكنَّ فاتنتي أدارتْ ظهرَها / وتعززتْ فأبى عليها الموضِعُ
مبارك في 15/10/1433هـ

فاطمه عبد القادر
03-09-2012, 12:55 AM
وكنتُ مع ذلك التحليقِ ذي الريشِ الأسود أختلفُ على كل شيءٍ حتى نفسي؛ ولكنني لا أخفقُ بجناحي طائري فيك إلا وكان أبيضَ على أي وجهةٍ وكل جانب، فبالقدرِ الذي تجلَّت فيه قيمةُ انصهارِكِ في روحي كان الارتدادُ من الخذلان دماً مفرقاً في تلك التقاسيمِ التي اقتفيتِ بها أثرَكِ أنى أن بحثتِ عن نفسكِ ساعة ضلالة!

السلام عليكم ,
خطاب وعتاب وتقريع للنفس ولضعف الحب
التوافق التام بين اثنين مادة نادرة الوجود ,وإن وجدتها وبحثت فيها تجدها في معظم الأحيان استسلاما وليست توافقا
مشيئة الله
شكرا لخطابك الجميل وعتابك الرقيق وقلمك الرائع أخي مبارك
ماسة

نهلة عبد العزيز
03-09-2012, 11:04 AM
سيدي المقتدر على الحرف

إحترت أيُّ الشذرات أقتبس وأيُّها أترك

وما زلت في حيرة


لحرفك الكبير تصفيق حتى أُدمي راحتي

مودتي

مبارك الهاجري
09-09-2012, 06:04 AM
ممتنٌ لهذا الحضور يا فاطمة.
أسعدني كثيراً تعليقك.
بوركتِ.

مبارك الهاجري
09-09-2012, 06:05 AM
حفظكِ الله يا نور
حفظكِ الله وكفى!

وليد عارف الرشيد
09-09-2012, 04:06 PM
هذا نص فاخر رائع من العيار الثقيل
استمتعت أيما استمتاعٍ بنثريتك المحلقة لغةً وتصويرًا رغم أنها كانت خطابًا مباشرًا وقلما يجيد ذاك إلا بارع حرف قدير
لك محبتي وإعجابي وتقديري كما يليق بهذا الألق

ربيحة الرفاعي
12-09-2012, 05:36 AM
يا ركزيَ الذي غرزته في خاصرةِ حزني المخبوء، ويا درعيَ التي اتقيَّتُ بها صروف الذاكرةِ ألَّا تخطِئني، كنتُ والله ما أصِلُ بفكرة بائسةٍ عما سيكون فيه الشقاق إلا وأنتِ غير داخلةٍ فيها ألبتة، وكنتُ مع ذلك التحليقِ ذي الريشِ الأسود أختلفُ على كل شيءٍ حتى نفسي؛ ولكنني لا أخفقُ بجناحي طائري فيك إلا وكان أبيضَ على أي وجهةٍ وكل جانب، فبالقدرِ الذي تجلَّت فيه قيمةُ انصهارِكِ في روحي كان الارتدادُ من الخذلان دماً مفرقاً في تلك التقاسيمِ التي اقتفيتِ بها أثرَكِ أنى أن بحثتِ عن نفسكِ ساعة ضلالة!
نص تتمرد في حضرته حروف الرد عن غير إحناء الرأس انبهارا
وقد احنت حروفي رؤوسها فما أجد ما اقول

أبدعت شاعرنا
لا حرمك البهاء

تحاياي

مبارك الهاجري
17-09-2012, 10:29 AM
هذا نص فاخر رائع من العيار الثقيل
استمتعت أيما استمتاعٍ بنثريتك المحلقة لغةً وتصويرًا رغم أنها كانت خطابًا مباشرًا وقلما يجيد ذاك إلا بارع حرف قدير
لك محبتي وإعجابي وتقديري كما يليق بهذا الألق

شَكَرَ الله لك أخي وليد.
ممتنٌ لهذا الاحتفاء.

مبارك الهاجري
26-09-2012, 01:45 PM
شكراً كرات ومرات أختي ربيحة.

د. سمير العمري
08-10-2012, 07:07 PM
حين أشتاق لقراءة نص جميل في النثر أبحث عن نصوصك أيها المبدع الأنيق!

هذا نص آخر من النصوص الفارهة لغة والراقية حسا والمعبرة مضمونا فلا فض فوك!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نداء غريب صبري
09-10-2012, 05:30 PM
هذه نثرية سحرتني
كل شيء فيها رائع
المعاني
الكلمات
الصياغة
المشاعر

انت رائع اخي

بوركت

خالد بناني
09-10-2012, 07:10 PM
مبارك الهاجري الشاعر الجميل
سبحان الله عجيبة هي الجمالية في هذا النص
كيف لم أنتبه لوجوده قبلا؟
واصل سيدي واصل
مودتي

مبارك الهاجري
17-10-2012, 08:58 PM
كما أنا لا نألو نشتاق لحضوركِ دائماً د. سمير
كن بخير!

مبارك الهاجري
17-10-2012, 09:00 PM
الأكثرُ روعةً بالنسبة لي مما ذكرتِ هو هذا الحضور الألق يا نداء.
شكراً من القلب.

مبارك الهاجري
17-10-2012, 09:02 PM
الأكثرُ روعةً بالنسبة لي مما ذكرتِ هو هذا الحضور الألق يا نداء.
شكراً من القلب.