مشاهدة النسخة كاملة : أوراق خريف العمر
سعاد محمود الامين
10-09-2012, 12:26 PM
1
أوراق خريف العمر
ذبابةٌٌ عنيدة حطت على جبينه فأيقظته من غفوة تقدم العمر الإجبارية. رفع يده النحيلة وبكفه المعروقة حاول أن يهشها بعيدًا، ولكنها رفضت الحراك، كأنها تعلم أنه لايستطع هشها أو قتلها. تمددت بجناحيها مزهوة، تقترب من عينه الملتهبة المغطاة بأوساخ افرازات تيبست على سطحها. فتح عينه السليمة ومن تحت اجفانه المنتفخة حاول أن يعرف من أين أتت هذه الذبابة اللعينة. فرأى النافذة المطلة على الشارع المؤدى إلى منزله الفخم الذى يسكنه مع عائلته مزدحمًا، تحرك ببطء وأطل من النافذة فرأى جمهرة من الناس يهرولون هنا وهناك. سيارات فارهة مصطفة أمام منزله والبوابة مفتوحة على مصرعيها. نساء واطفال وضحكٌ ومرح . وخِراف معلقة من عراقيبها تنزف دماؤها،قدور تغلى ترسل أبخرتها الشهية معطرة أجواء الحضور حتى القطط والكلاب تصول وتجول. تنتظر نصيبها من الوليمة . أغلق النافذة، زحف نحو باب حجرته قلقًا، جمع اطراف جسده المتباعدة ممسكا بعصاه متحركًا يستطلع الأمر .بعد جهدٍ جهيد عبر الفناء واقترب من مدخل المجلس حيث الضيوف سمع صوتًا زاجرًا أرعبه حتى كاد أن ينكفئ على وجهه: ارجع إلى حجرتك ماذا أتى بك هنا؟ ارجع ..ألم أقل..
غفل راجعا وهو يهتز من رأسه حتى أخمص قدميه. وقد اعتراه الخوف الذى اعتاده عند سماع صوت ابنه ينتهره، كلما حاول الخروج من حجرته المنتبذة ركنا قصيا فى باحة المنزل متعدد الطوابق. الذى افنى زهرة شبابه فى تشييده. أسرع متعثرا نحو حجرته حتى لايسمع مزيدا من التوبيخ، أغلق باب الحجرة فتدحرجت دمعة سخينة على أخاديد وجهه، الذى مازال يحتفظ بملامح الصرامة التى كان يتميز بها، والتى جعلته مهابا فى منصبه العالى الذى شغره ردحا من الزمن. حتى تساقطت أوراق العمر البخيلة، وانتهت بجسده الهزيل الذى أنهكه داء السكرى اللعين، فقضى على بقية قوته التى كان يتمتع بها فى شبابه.
هناك عينان تراقب الحدث عن كثب. إنه خالد الحفيد الصغير هرع مسرعا نحو حجرة جَدّه وطرق الباب. مسح الجد دمعته وتهيأ للقادم حذرًا.
اندفع الصغير الى حضن جَدّه يقبله ويسأله بحنوٍ بالغ: أراك حزينًا ياجَدى.. لماذا لا تأتى مع الضيوف ياجَدّى....
ـ.سأله الجَد متأثرا: ماهى المناسبة يابنىّ؟
ــ المناسبة! ألاتعرفها؟ ياجدى لقد تخرج أخى أحمد
صمت الجَدّ برهة ثم قال: مُبارك لم يخبرنى أحد..
كان يقاوم الغصة التى وقفت كالشوكة فى حلقه، وسؤال مُلح يفرض نفسه فى دواخله ــ إلى هذه الدرجة خرجت من حياتهم ـ كان خالد ابن العاشرة لديه ذكريات ثرّة مع جَدّه فاسترسل فى الحديث معه .. والجَدّ شاردًا فى عوالمه لايسمع مايقوله فصاح : ياجَدّى ألا تسمعنى؟.. فالنذهب إلى النهر لتعلمنى الصيد اليوم لقد وعدتنى بذلك..منذ زمن... وتركت الخروج معى ....
ربت الجَّد على ظهر خالد ومسح بيده على رأسه قائلا: مرحى مازال هناك من ينتظرنى لأعلمه شيئاً..ا سنذهب للنهر ياصغيرى، وابتسم راضياً. قفز خالد فرحًا وهرول للداخل ليخبر اباه المنشغل بضيوفه. شعر الجَّد بنشاط يسرى فى جسده، نهض واقفا وإرتدى جلبابه النظيف، اليوم سيتحرر من سجن الحجرة، لقد مضى وقت طويلا لم يخرج أو يتحدث. ظل يعد الزمن فى انتظارعودة حفيده، للذهاب إلى النهر وسعادة مبهمة تدغدغ حواسه عندما يتذكر النهر الذى يجرى خلف منزله..........
نواصل...
آمال المصري
10-09-2012, 01:19 PM
قصة شائقة وتسلسل موفق للأحداث وودقة الوصف جعلت الكلمات تتجسد أمامي
متابعة لتلك الجميلة حتى التتمة
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك أديبتنا الفاضلة
تحاياي
عمر الحجار
10-09-2012, 01:22 PM
الاستاذة سعاد تحية تليق بك
لا اعلم ان كنت بمشاركتي قد قطعت ما تودين تواصله ، ولكن جميل وقاسي ما قرأته هنا
جميل هو ابداعك وسردك واللغة المعبرة
وقاسي هو الموضوع ذلك الاجحاف الذي يلاقيه الاهل من الابناء والعقوق وان كنت اعتقد انها حالات قليلة في مجتمعاتنا
دام ابداعك وعذرا على المقاطعة
سعاد محمود الامين
10-09-2012, 04:18 PM
الأخت آمال
شكرا لك على المتابعة يسعدنى وجودك دائما بوركت
سعاد محمود الامين
10-09-2012, 04:21 PM
الاخ عمر
تحياتى مسرورة بمداخلتك ولكن الجحود ومايحدث للمسنيين فى هذا الزمن اغلبية منذ ان ظهرت دور ايواء المسنين فى الدول العربية مآسى أنا ناشطة فى هذه الشريحة لذلك افهم مشاعرهم واصفها بدقة تابع مع شكرى لك
ناديه محمد الجابي
10-09-2012, 06:51 PM
بداية موفقة لقصة جميلة جدا
أخذتنا بأسلوب سردى مشوق ولغة تصويرية
ووصف رائع .. بشغف وشوق نتابع فلا تتأخرى علينا .
سعاد محمود الامين
11-09-2012, 01:01 PM
شكرا الاخت نادية على المرور والتعليق سعدت بذلك عميق امتنانى على المتابعة
محمد فجر الدمشقي
11-09-2012, 06:29 PM
قصة معبرة و تشبيهات و صور بليغة جدا بلغة مميزة و أسلوب رائع
المبدعة سعاد
حرفك يحمل فكرة و غاية
سلمت أناملك
كاملة بدارنه
11-09-2012, 09:08 PM
ربت الجَّد على ظهر خالد ومسح بيده على رأسه قائلا: مرحى مازال هناك من ينتظرنى لأعلمه شيئاً..ا سنذهب للنهر ياصغيرى، وابتسم راضياً.
يظلّ الكبير هو المعلّم المرشد والحكيم الذي يعلّم السّباحة في نهر الحياة.
سرد جميل وشيّق وننتظر الآتي
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: قفل راجعا - تراقبان - شاردٌ - فلنذهب - وقتٌ طويلٌ )
ربيحة الرفاعي
12-09-2012, 03:09 AM
سرد جميل سيجعلنا في ترقب للتتمة
واختيار ذكي لموضوع ملفت بقسوته حاد الوقع بأحداثه وتعرجات فكرته
و
تمنيت لو أولت كاتبتنا النص عنايتها ببعض مراجعة تعفيه من هنات لغوية تناثرت هنا وهنا
ونبقى في انتظار متابعتها
أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك
تحاياي
سعاد محمود الامين
12-09-2012, 12:44 PM
الاخ محمد مرحبا بك شاكرة مرورك الكريم.
سعاد محمود الامين
12-09-2012, 12:48 PM
الأخت كاملة تحياتى
تحياتى
تعليقك اعجبنى من ليس له قديم ليس له جديد فلولم نتعلم من كبارنا ستصبح الحياة صعبة والأجداد كنوز الحياة ولكن متألمة لما آلت اليه الأحوال . وشكرا على همساتك سأ قوم بما يجب بوركت.
سعاد محمود الامين
12-09-2012, 12:50 PM
الأستاذة ربيحة تحياتى قلمك يجمل متصفحى. ويدفع بى الى كتابة نصوص خالية من الهنات تقديرى لك.
سعاد محمود الامين
14-09-2012, 08:00 AM
أوراق خريف العمر(2
تسلل خالد إلى حجرة جَدّه، وجده مرتديًا أبهى حلله وابتسامة عريضة تنير وجهه وعيناه قد استعادتا بريقهما الذى ينبئ بسعادةٍ عابرةٍ تمور فى دواخله. كانت شمس الأصيل تودع الكون تاركة على صفحة السماء ألوان أشعتها الذهبية المنعكسة على صفحة مياه النهر المتدفق فرحًا. يلثم الضفة حيث جلس الجد وحفيده. أخرج الجَدُ أدوات الصيد القديمة. وألقى بصنارته داخل المياه وانتظر وهو يستمع لثرثرة حفيده التى لاتنتهى
ــ متى يأتى السمك ياجَدى إلى الصنارة لياكل الطعم؟
ــ الصيد يابنّى يعلم الصبر سوف ننتظر حتى يأتى..
كان الجَدُّ سعيدً،ا نشطت ذاكرته وتراءت له تلك الصور البهية لأيام خَلت. يهز رأسه طربًا عندما تندفع المياه فتنثر بلورات الرذاذ على وجهه فيمسحها بكفه المرتعش ويميل مقبلا حفيده الذى يُزيّن حياته، يحس معه بقيمته، لولاه لم يأت إلى النهر . لقد أخبر خالد اباه ولكنه رفض. فما كان من الصغير إلّا أن عصى أوامره وصحب جده إلى النهر. الجد لايعلم ذلك تبع خالد لرغبته الملحة للخروج من سجنه الإجبارى الذى فرضه عليه تساقط أوراق عمره البخيلة، وابنه العاق الذى أوقف له حياته حيث لا يريد، أخرجه من حجرة عمره داخل منزله نزولا عند رغبة حرمه المصون، معللة ذلك بأن وجوده لايتناسب ومكانتهم الإجتماعية. وإن ديكور المنزل البديع لايتحمل وجود رجل مُسن، يتحرك كيفما اتفق ويحرك الأشياء.. اقنعته .فأودع اباه فى حجرة تنتبذ ركنًا قصيًا فى المنزل، يفصلها من داخل الحجرات فناءاً واسعاً.
ــ ياجدى إن الخيط يتحرك بشدة أنظر هل أرفعها .......؟
عاد الجد إلى الواقع بعض رحلة الخيال البديعة، وجذب الخيط فخرجت سمكةٌ تتلوى محاولة تخليص نفسها، خالد يقفز فرحًا ويضحك من أعماقه والجَد محاولا تخليصها، الرحلة يسودها الوئام حتى غربت الشمس وحان موعد الرحيل.
اقتاده خالد نحو المنزل، وقد دب نشاطٌ هائل فى جسده، قطع المسافة من النهر إلى المنزل بخطواتٍ واسعة يسبقهُ شوقه المتدفق إلى الحياة . مضت السنون، ووهن العظم واشتعل الرأس شيبًا، لكنه مازال إنسانًا يشعر ويسعد ويسعد الآخرين، خالد يعدو ويقفز وخلفه الجد حتى دخلا المنزل. وكانت الشمس قد رحلت مودعة النهار، هبت رياح تلتمس طريقها ليلا مصحوبة بسحب ركامية، ساورالقلق الوالدين عندما افتقدا ابنهما.
دلفا إلى الداخل فهرع الأب نحو خالد يضمه إليه، ويسأله مؤنبا، رافضا خروجه مع جَدّه المُسن، خالد حكى جمال لحظاته والسمك والصيد ولم يجد أذنًا صاغيةً. فقد علا صوت أمه واغتال عُمر اللحظة عندما انهمرت عباراتهاالجارحة، مؤنبةً الجد على وخروجه من حجرته، وهجمت عليه كسجان فقد سيطرته . ولكن الجد مضى سريعاً نحو حجرته، بخطواتٍ واسعةٍ حتى كاد أن ينكفئ على وجهه وأغلق الباب خوفًا من الآتى.
ناديه محمد الجابي
14-09-2012, 09:22 PM
مقدرتك على السرد الذى يشد المتلقى مبهرة
وعندك مقدرة على تصوير الأحداث بدقة فى
الوصف للحوار الداخلى والخارجى .
تحية لك بحجم روعة قلمك ..
مازلنا نتابع وفى الأنتظار .
سعاد محمود الامين
14-09-2012, 10:13 PM
الأخت نادية
شكرا على المبادرة بالمرور والتعليق وتشجيعك له عميق الأثر فى نفسى آمل أن أكون عند حسن ظنك.
آمال المصري
14-09-2012, 10:57 PM
مازلت متابعة لحكايتك الشائقة بأسلوبها الجميل ومتانة الحبكة وروعة الحكي جاءت في لقطات متحركة تدب فيها الروح
كنت أتمنى لو كانت الحكاية في نافذة واحدة ليسهل على المتلقي متابعة حلقاتها
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
باسم سعيد خورما
15-09-2012, 12:24 AM
أوراق خريف العمر(2
تسلل خالد إلى حجرة جَدّه، وجده مرتديًا أبهى حلله وابتسامة عريضة تنير وجهه وعيناه قد استعادتا بريقهما الذى ينبئ بسعادةٍ عابرةٍ تمور فى دواخله. كانت شمس الأصيل تودع الكون تاركة على صفحة السماء ألوان أشعتها الذهبية المنعكسة على صفحة مياه النهر المتدفق فرحًا. يلثم الضفة حيث جلس الجد وحفيده. أخرج الجَدُ أدوات الصيد القديمة. وألقى بصنارته داخل المياه وانتظر وهو يستمع لثرثرة حفيده التى لاتنتهى
ــ متى يأتى السمك ياجَدى إلى الصنارة لياكل الطعم؟
ــ الصيد يابنّى يعلم الصبر سوف ننتظر حتى يأتى..
كان الجَدُّ سعيدً،ا نشطت ذاكرته وتراءت له تلك الصور البهية لأيام خَلت. يهز رأسه طربًا عندما تندفع المياه فتنثر بلورات الرذاذ على وجهه فيمسحها بكفه المرتعش ويميل مقبلا حفيده الذى يُزيّن حياته، يحس معه بقيمته، لولاه لم يأت إلى النهر . لقد أخبر خالد اباه ولكنه رفض. فما كان من الصغير إلّا أن عصى أوامره وصحب جده إلى النهر. الجد لايعلم ذلك تبع خالد لرغبته الملحة للخروج من سجنه الإجبارى الذى فرضه عليه تساقط أوراق عمره البخيلة، وابنه العاق الذى أوقف له حياته حيث لا يريد، أخرجه من حجرة عمره داخل منزله نزولا عند رغبة حرمه المصون، معللة ذلك بأن وجوده لايتناسب ومكانتهم الإجتماعية. وإن ديكور المنزل البديع لايتحمل وجود رجل مُسن، يتحرك كيفما اتفق ويحرك الأشياء.. اقنعته .فأودع اباه فى حجرة تنتبذ ركنًا قصيًا فى المنزل، يفصلها من داخل الحجرات فناءاً واسعاً.
ــ ياجدى إن الخيط يتحرك بشدة أنظر هل أرفعها .......؟
عاد الجد إلى الواقع بعض رحلة الخيال البديعة، وجذب الخيط فخرجت سمكةٌ تتلوى محاولة تخليص نفسها، خالد يقفز فرحًا ويضحك من أعماقه والجَد محاولا تخليصها، الرحلة يسودها الوئام حتى غربت الشمس وحان موعد الرحيل.
اقتاده خالد نحو المنزل، وقد دب نشاطٌ هائل فى جسده، قطع المسافة من النهر إلى المنزل بخطواتٍ واسعة يسبقهُ شوقه المتدفق إلى الحياة . مضت السنون، ووهن العظم واشتعل الرأس شيبًا، لكنه مازال إنسانًا يشعر ويسعد ويسعد الآخرين، خالد يعدو ويقفز وخلفه الجد حتى دخلا المنزل. وكانت الشمس قد رحلت مودعة النهار، هبت رياح تلتمس طريقها ليلا مصحوبة بسحب ركامية، ساورالقلق الوالدين عندما افتقدا ابنهما.
دلفا إلى الداخل فهرع الأب نحو خالد يضمه إليه، ويسأله مؤنبا، رافضا خروجه مع جَدّه المُسن، خالد حكى جمال لحظاته والسمك والصيد ولم يجد أذنًا صاغيةً. فقد علا صوت أمه واغتال عُمر اللحظة عندما انهمرت عباراتهاالجارحة، مؤنبةً الجد على وخروجه من حجرته، وهجمت عليه كسجان فقد سيطرته . ولكن الجد مضى سريعاً نحو حجرته، بخطواتٍ واسعةٍ حتى كاد أن ينكفئ على وجهه وأغلق الباب خوفًا من الآتى.
باسم سعيد خورما
15-09-2012, 12:26 AM
أبدعتم في هذه القصة الرائعة ، دمتم مميزين
سعاد محمود الامين
15-09-2012, 05:55 AM
الأستاذة أمال تحياتى العطرة متابعتك تحفزنى للمواصلة فى النص شكرا لك
سعاد محمود الامين
15-09-2012, 05:57 AM
الأخ باسم سعيد تحياتى شكرا للمرور يسعدنى وجودك فى متصفحى .
ربيحة الرفاعي
16-09-2012, 02:03 AM
بعون معك حلقات هذه المأساة الانسانية
تحتاج اللغة لبعض عناية ليتك تولينها إياها بشيء من المراجعة قبل النشر
وأيضا
أستأذنك بدمج الحلقتين، لتتابع أحداث الرواية في نفس الموضوع
وبانتظار التتمة
تحاياي
سعاد محمود الامين
16-09-2012, 05:11 AM
الأستاذة ربيحة
شكرا على متابعتك للنص واهدائى عيوبه اللغوية سأحاول ماستطعت تجنبها ودمت .
وليد عارف الرشيد
16-09-2012, 10:06 AM
جميل ما قرأت مبدعتنا رغم الألم .. عشتها بكل تفاصيلها لاهثًا خلف قدرة حروفك المنسابة والبارعة على جذب جميع انتباهي
لن أكرر الملاحظات فقد سبقني إليها من هو أكفأ مني ولكني لاحظت الفارق بدا واضحًا بين القسمين
سأتابع بشغف .. هل هناك المزيد؟؟
مودتي وتقديري مبدعتنا الراقية
سعاد محمود الامين
16-09-2012, 05:45 PM
الأستاذ وليد تحياتى
سعدت بمرورك وتعليقك أثلج صدرى والأخطاء اللغوية سأحاول جاهدة بمساعدتكم . كنت قد أنزلت الجزء الثانى أول امس واختفى من الصفحة لست أدرى ياربى الراجل العجوز قام هرب ههه أبحثوا معى خرج للنهر ولم يعد لنكمل باقى الحكاية.
آمال المصري
16-09-2012, 09:40 PM
الأستاذ وليد تحياتى
سعدت بمرورك وتعليقك أثلج صدرى والأخطاء اللغوية سأحاول جاهدة بمساعدتكم . كنت قد أنزلت الجزء الثانى أول امس واختفى من الصفحة لست أدرى ياربى الراجل العجوز قام هرب ههه أبحثوا معى خرج للنهر ولم يعد لنكمل باقى الحكاية.
https://www.rabitat-alwaha.net/showpost.php?p=741631&postcount=14
الجزء الثاني هنا بنفس النافذة مشاركة رقم " 14 " وهي بالرابط أعلاه وقد قمت بالرد عليك بالتواصل الإداري بأن الالقة الثانية قد أُدمجت هنا
واصلي حكايتك الجميلة هنا ونحن لك تُبَّع
تحاياي
سعاد محمود الامين
17-09-2012, 05:21 AM
شكرا لك عزيزتى الأستاذة آمال وآسفة للإزعاج وعميق امتنانى وتقديرى لمرورك والتوضيح.
سعاد محمود الامين
21-09-2012, 05:54 AM
أوراق خريف العمر
كان صوتُ الرياح مزمجرًا يرسل صفيرًا مخيفًا. ومازال صوت أم خالد يخترق الجدار وهى تلفظ عباراتها السامة فتهتز دواخله،عندما هدأت ثائرتها وخفت صوت الرياح. تمدد على فراشه ،
متوسدًا يده وشخص ببصره بعيدًا يستعيد ذكريات يلجأ إليها كلما عصفت به أمواج الحياة المتنوعة، ويجد فيها السلوى، أيام من عمره مضت علمًا على رأسه نار، لايستطع أحد التطاول عليه ، عندما أنجب ابنه الوحيد أبوخالد احتفل به احتفالا يليق بعزيزٍ تأخرقدومه عشرة أعوام، كان المنزلُ مشتاقًا إليه. عندما أتى إلى الوجود ظنه سيكون سنده حتى الممات، فوفّر له حياة رغدة كريمة، تنفس الصعداء وزفرة زفرة ألم وهو مندهشاً، كيف ترك هذه الدخيلة أن تستولى على منزله وابنه الوحيد، لقد هجرت زوجته المُسنة المنزل بسببها. لقد أعياه الضعف والخذلان . أراد أن ينتفض فاستدعى قوته، وصمم على استعادة منزله سيدا له فنام مسرورًا.
استيقظ من نومه على صوت نقرات منتظمة على نافذة حجرته، فتح عينيه على اتساعهما فرأى حفيده خالد يريد الدخول إليه من النافذة، ابتسم الجد فرحًا برؤيته، فتح النافذة وضمه إليه فبكى الصغير معتذرًا:
لقد سببت لك المتاعب ياجَدّى لقد منعتنى أمى من الدخول إلى حجرتك فأتيتك من النافذ لأنى أحبك يا جدى.. ولا...
سمع خالد صوت أمه تناديه، ووقع خطواتها يقترب من الحجرة، فذعر الصغير ونظر إلى جَدّه فرأى وجهًا غير الذى اعتاد عليه، رأى وجهًا جاداً وعيون تقدح الشرر، وقوة لم يرها من قبل، حين نهض الجَدّ وفتح باب الحجرة .. وناداه: أيتها اللعينة هذا حفيدى معى أرينى ما أنت فاعلة؟...
قفز خالد من النافذة هاربا وتوارى، خوفا من الآتى.فقد رأى فى جَدّه شخصًا غير الذى ألفه، رجلاً قويًا يستعد لخوض معركةٍ بدت علاماتها واضحة على محياه.
اندهشت أم خالد وهرعت مسرعة نحوه،مشيرة بسبابتها إلى وجهه المتغضن مهددةً تسب: أيها العجوز المُخرّف... من أين أتتك الشجاعة لتحدثنى هكذا؟أريد ابنى..
ــ أنا أيضا أريد ابنى ألم تجعليه يترك أمه ترحل؟
استشاطت أم خالد غضبًا، وبكلتا يديها أرادت أن تدفع الجَدّ من أمامها، سرت قشعريرة فى بدنه كمن صعقه تيار كهربائى مفاجئ، فدفع بصدره إلى الأمام، ورفع يده عاليًا وهوى بها على وجهها قائلا:
لم يجتهد أهلك فى تعليمك الأدب اليوم سترى...
أراد أن يلحقها بصفعةٍ أخرى فتراجعت محدقة من هول الصدمة تتحسس وجهها.
صرخت بأعلى صوتها ثم هرعت مسرعةً نحو زوجها الذى كان نائماً فى حجرته لا يدرى، فهب مذعورا عند رؤيتها...
نواصل..
آمال المصري
21-09-2012, 01:48 PM
الله على الجمال قاصتنا البارعة
تلك الجزئية من القصة راقت لي فقد بدت تتحرك الشخوص والأحداث بحركات مفاجأة تعلن الحرب لاسترداد الحق ماديا ومعنويا ورد الظلم بالشدة
مازلت متابعة بشوق أيتها الرائعة
واسمحي لي بنقل الجزء الثالث لسابقيها من أجزاء لسهولة المتابعة
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
سعاد محمود الامين
21-09-2012, 02:02 PM
شكرا لك آمال على المرور والإهتمام أفعلى باانصوص ماتريه مناسبا ومريحا للقارئ عميق امتنانى وتقديرى لمبادراتك الطيبة ودمت
ناديه محمد الجابي
21-09-2012, 09:02 PM
كان صوت الرياح مزمجرا .. وهكذا بدأ
بطلنا يزمجر هو الآخر , ويترك ضعفا لا أعرف
كيف وصل له .. سعيدة بقصتك وتفاصيلها وسرد
مشوق وروعة فى الحبكة والحكى ..
بشغف وشوق نتابع ..
بارك الله فى القلم وصاحبته .
سعاد محمود الامين
22-09-2012, 12:12 PM
العزيزة الأخت نادية
تسعدنى تعليقاتك. عندما يأتى الكبر وضعف الجسد تضعف الإرادة وتساور المُسن مخاوف العزل وسجن الشيخوخة. ولكنها يمكن تخطيها لولا حصار المجتمع والاسرة ووصمهم للمسن بأنه أصبح عبء. أنا أهتم بهذه الشريحة المنسية فى الأعلام والأدب كتبت كثيرا عنهم لقد عشت بينهم زمنا وسمعت حكاويهم. ومتاعبهم وجحود الابناء فى دور المسنين هذه الدور التى غزت الدول العربية التى ترفع راية الاسلام. بطل نصى هذا مُلهم. تابعى رجاءً.....
نداء غريب صبري
07-05-2013, 02:08 AM
هذه القصة الجميلة للقاصة سعاد محمود الأمين
أظن أني قرأت القصة كاملة
إنها ممتعة جميلة ورائعة
شكرا لك اختي
بوركت
سعاد محمود الامين
07-05-2013, 04:11 AM
شكرا لك الاديبة الصديقة نداء لكم يسعدنى مرورك وانتشالك لنصوصى من طي النسيان للذاكرة .. سرنى تعليقك ورفع معنوياتى ألف شكر وتقدير حيّاك الله اينما كنت. وساعد الجميع فى تخطى الشيخوخة بسلام.
خلود محمد جمعة
23-10-2014, 10:28 AM
قصة تصور احدى حالات التردي الاخلاقي الذي وصلت له الانسانية
فقد الابن ملامح انسانيته فأفقد أباه ملامح الحياة وسيتعلم طفله كيف يهبه العقوق على طبق هو أعده له
قصة مؤثرة وطرح طيب بأسلوب مشوق
كل التقدير ومودتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir