محمد فجر الدمشقي
14-09-2012, 10:31 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله عدد خلقه و زنة عرشه و رضا نفسه و مداد كلماته
و الصلاة و السلام على خير البشر و إمام المرسلين سيدنا و حبيبنا و أسوتنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ثم أما بعد :
في خضم ما يجري اليوم من إساءات متكررة للإسلام و رموزه و آخرها فيلم تافه مسيء للرسول صلى الله عليه و سلم
صار لا بد من وقفة عملية للدفاع عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و عن ديننا و رموزه و أعلامه
بعد أن تكررت الإساءات بشكل لم يعد مقبولا السكوت عنه و لا حتى تلك الردود الآنية الانفعالية التي تنتهي بسرعة مع انتهاء فورة الغضب
صار لا بد من حلول جذرية و تصرفات عملية يشارك فيها كل المسلمين شعوبا و حكومات في كل مكان في الأرض
سأكون معكم هنا منتظرا اقتراحاتكم العملية للدفاع عن مقدساتنا و نبينا و أمهاتنا و صحابتنا الكرام
و مشروعي هذا سيبدأ بأمور نظرية في ظاهرها لكنها عملية جدا في جوهرها و باطنها
مشروعي يتضمن ما يلي :
1- توضيح مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم عند الله عز و جل و عندنا كمسلمين
2- ذكر أخلاق سيد الأخلاق سيدنا محمد لى الله عليه و سلم الذي قال تعالى عنه : (( و إنك لعلى خلق عظيم ))
و التعلم منها و التحلي بها
3- وجوب اتباع سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام بتنفيذ أوامره و اجتناب نواهيه
4- الرد على الشبهات و الافتراءات التي يسوقها أعداء الإسلام بالحكمة و العقلانية و البرهان القاطع
5- الضغط على الحكومات العربية و الإسلامية لإيجاد صيغة تحمي مقدساتنا و بالقانون
و سأبدأ معكم مع الخطوة الأولى و هي دراسة عامة علمية توضح لنا مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم و السنة النبوية المطهرة و أهميتها في حياتنا كمسلمين
مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم :
للحديث عن مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم عند الله تعالى و عندنا كمسلمين لا بد من ما يلي :
1- الإيمان و اليقين التام بأن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو سيد البشر و إمام المرسلين و خير خلق الله عند الله
فسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو خير الخلق أجمعين و خير الأنبياء و سيد البشر جميعا
و لهذا أدلة كثيرة من القرآن الكريم
فقد خاطب الله تعالى كل الأنبياء باسمهم فقال مثلا :
( يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة )
( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح )
( يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك )
( يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض )
( يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم )
( يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله )
لكنه جل في علاه عندما خاطب سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم قال :
(( يا أيها النبي ))
و في أكثر من آية
و هذا دليل على تعظيم الله عز و جل لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم حتى بين سائر الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم جميعا
كيف لا و قد زكاه الله تعالى فقال عنه : (( و إنك لعلى خلق عظيم ))
و وعده بالأجر غير الممنون فقال ( و إن لك لأجرا غير ممنون )
كيف لا و قد منحه اسمين من أسمائه جل في علاه فقال (( بالمؤمنين رؤوف رحيم ))
كيف لا و قد آتاه الله تعالى شرف أن يفتح باب الجنة و أن يدعوه لبدء الحساب عندما يقول كل نبي نفسي نفسي إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يدعو الله تعالى أن يبدأ الحساب فيستجيب له
كيف لا و قد منحه الله تعالى شرف الإسراء و إمامة الرسل جميعا في المسجد الأقصى المبارك حوله ثم العروج إلى السموات العلا فكان قاب قوسين أو أدنى
نعم هذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم
سيد البشر و حبيب الرحمن و إمام المرسلين
2- الإيمان يقينا بأن طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم من طاعة الله تعالى و مقترنة بها
كيف لا و قد قال تعالى : (( و من يطع الرسول فقد أطاع الله ))
و قال تعالى : ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و احذروا ))
و قال أيضا : (( و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترجمون ))
و قال أيضا جل في علاه : ( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا )
بل و جعل الشرط الرئيسي لكسب محبة الله و مغفرته أن نتبع الرسول صلى الله عليه و سلم فقال جل في علاه :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم ))
بل و جعل من لا يطيع الرسول كافرا فقال جل في علاه :
(( قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ))
إذاً فطاعة الرسول صلى الله عليه و سلم من طاعة الله و اتباعه صلوات الله و سلامه عليه شرط رئيسي لقبول العمل و الدين
و هنا لا بد من التنبيه إلى وجوب اتباع كل أمر أمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين في الأحاديث الشريفة الصحيحة الموثوقة و ليس فقط في القرآن الكريم
و طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم أيضا تتجلى في اتباع سنته كما هي دون تحريف أو ابتداع أو غلو أو تفريط
و في التحلي بأخلاقة و التأسي بصفاته و أعماله قدر المستطاع
كوننا مهما فعلنا لن نصل و الله إلى مستوى نعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فداه أبي و أمي و نفسي و مالي و روحي
3- وجوب احترام رسول الله صلى الله عليه و سلم و عدم رفع الصوت في مقامه و عدم التقديم بين يدي الله و رسوله
و نجد ذلك المعنى واضحا في سورة الحجرات بقوله تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٢﴾ ))
أي أنه لا يجوز لأي مسلم أن يقدم رأيه على رأي رسول الله صلى الله عليه و سلم في حياته أو موته
فعندما تناقش أمرا أمرك به رسول الله صلى الله عليه و سلم و تجادل و تعترض و تتسخط و تقول رأيي كذا و أظن كذا فأنت عندها تقدم بين يدي الله و رسوله
و لهذا فقد لزم وجوبا التسليم الكامل لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي هو من أمر الله كشرط رئيسي للإيمان
(( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾))
فرسولنا لا ينطق عن الهوى كما قال تعالى :
(( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ))
و لهذا لا خيار لنا أبدا بعد اختيار الله و رسوله
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴿٣٦﴾ ))
4- وجوب اتباع كل أصحاب الرسالات السماوية لرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :
(( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾
و لهذا فرسولنا الكريم رسول كل البشر و اتباعه واجب على كل إنسان مؤمن مهما كان دينه و عقيدته لو كان صادقا منصفا فعلى كل متبع للرسائل السماوية السابقة أن يؤمن برسالة خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
و لا يتم هذا بالإكراه طبعا بل بالحكمة و الموعظة الحسنة لكن الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام فقط لا غير و هي نصيحة لكل إنسان عاقل مؤمن منصف مهما كانت عقيدته و مذهبه
يقول تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ ))
5- أهمية الصلاة على النبي و الأجر الكبير لذلك عند الله
و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشرا )
فلنكثر من الصلاة و السلام على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم و لنحترمه و نوقره و نطبعه
كانت هذه بداية لا بد منها لتوضيح مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم كيف لا و هو من قال عنه الله تعالى :
(( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٢﴾ ))
نعم يا رسول الله
كنا في ضلال مبين و أنت من أنار لنا الدرب بفضل الله و رحمته
و أقول كما قال سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي :
( أيها الملك ! كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام .))
الحمد لله عدد خلقه و زنة عرشه و رضا نفسه و مداد كلماته
و الصلاة و السلام على خير البشر و إمام المرسلين سيدنا و حبيبنا و أسوتنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
ثم أما بعد :
في خضم ما يجري اليوم من إساءات متكررة للإسلام و رموزه و آخرها فيلم تافه مسيء للرسول صلى الله عليه و سلم
صار لا بد من وقفة عملية للدفاع عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و عن ديننا و رموزه و أعلامه
بعد أن تكررت الإساءات بشكل لم يعد مقبولا السكوت عنه و لا حتى تلك الردود الآنية الانفعالية التي تنتهي بسرعة مع انتهاء فورة الغضب
صار لا بد من حلول جذرية و تصرفات عملية يشارك فيها كل المسلمين شعوبا و حكومات في كل مكان في الأرض
سأكون معكم هنا منتظرا اقتراحاتكم العملية للدفاع عن مقدساتنا و نبينا و أمهاتنا و صحابتنا الكرام
و مشروعي هذا سيبدأ بأمور نظرية في ظاهرها لكنها عملية جدا في جوهرها و باطنها
مشروعي يتضمن ما يلي :
1- توضيح مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم عند الله عز و جل و عندنا كمسلمين
2- ذكر أخلاق سيد الأخلاق سيدنا محمد لى الله عليه و سلم الذي قال تعالى عنه : (( و إنك لعلى خلق عظيم ))
و التعلم منها و التحلي بها
3- وجوب اتباع سنة المصطفى عليه الصلاة و السلام بتنفيذ أوامره و اجتناب نواهيه
4- الرد على الشبهات و الافتراءات التي يسوقها أعداء الإسلام بالحكمة و العقلانية و البرهان القاطع
5- الضغط على الحكومات العربية و الإسلامية لإيجاد صيغة تحمي مقدساتنا و بالقانون
و سأبدأ معكم مع الخطوة الأولى و هي دراسة عامة علمية توضح لنا مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم و السنة النبوية المطهرة و أهميتها في حياتنا كمسلمين
مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم :
للحديث عن مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم عند الله تعالى و عندنا كمسلمين لا بد من ما يلي :
1- الإيمان و اليقين التام بأن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو سيد البشر و إمام المرسلين و خير خلق الله عند الله
فسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو خير الخلق أجمعين و خير الأنبياء و سيد البشر جميعا
و لهذا أدلة كثيرة من القرآن الكريم
فقد خاطب الله تعالى كل الأنبياء باسمهم فقال مثلا :
( يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة )
( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح )
( يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك )
( يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض )
( يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم )
( يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله )
لكنه جل في علاه عندما خاطب سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم قال :
(( يا أيها النبي ))
و في أكثر من آية
و هذا دليل على تعظيم الله عز و جل لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم حتى بين سائر الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم جميعا
كيف لا و قد زكاه الله تعالى فقال عنه : (( و إنك لعلى خلق عظيم ))
و وعده بالأجر غير الممنون فقال ( و إن لك لأجرا غير ممنون )
كيف لا و قد منحه اسمين من أسمائه جل في علاه فقال (( بالمؤمنين رؤوف رحيم ))
كيف لا و قد آتاه الله تعالى شرف أن يفتح باب الجنة و أن يدعوه لبدء الحساب عندما يقول كل نبي نفسي نفسي إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي يدعو الله تعالى أن يبدأ الحساب فيستجيب له
كيف لا و قد منحه الله تعالى شرف الإسراء و إمامة الرسل جميعا في المسجد الأقصى المبارك حوله ثم العروج إلى السموات العلا فكان قاب قوسين أو أدنى
نعم هذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم
سيد البشر و حبيب الرحمن و إمام المرسلين
2- الإيمان يقينا بأن طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم من طاعة الله تعالى و مقترنة بها
كيف لا و قد قال تعالى : (( و من يطع الرسول فقد أطاع الله ))
و قال تعالى : ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و احذروا ))
و قال أيضا : (( و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترجمون ))
و قال أيضا جل في علاه : ( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا )
بل و جعل الشرط الرئيسي لكسب محبة الله و مغفرته أن نتبع الرسول صلى الله عليه و سلم فقال جل في علاه :
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم ))
بل و جعل من لا يطيع الرسول كافرا فقال جل في علاه :
(( قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ))
إذاً فطاعة الرسول صلى الله عليه و سلم من طاعة الله و اتباعه صلوات الله و سلامه عليه شرط رئيسي لقبول العمل و الدين
و هنا لا بد من التنبيه إلى وجوب اتباع كل أمر أمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين في الأحاديث الشريفة الصحيحة الموثوقة و ليس فقط في القرآن الكريم
و طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم أيضا تتجلى في اتباع سنته كما هي دون تحريف أو ابتداع أو غلو أو تفريط
و في التحلي بأخلاقة و التأسي بصفاته و أعماله قدر المستطاع
كوننا مهما فعلنا لن نصل و الله إلى مستوى نعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فداه أبي و أمي و نفسي و مالي و روحي
3- وجوب احترام رسول الله صلى الله عليه و سلم و عدم رفع الصوت في مقامه و عدم التقديم بين يدي الله و رسوله
و نجد ذلك المعنى واضحا في سورة الحجرات بقوله تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٢﴾ ))
أي أنه لا يجوز لأي مسلم أن يقدم رأيه على رأي رسول الله صلى الله عليه و سلم في حياته أو موته
فعندما تناقش أمرا أمرك به رسول الله صلى الله عليه و سلم و تجادل و تعترض و تتسخط و تقول رأيي كذا و أظن كذا فأنت عندها تقدم بين يدي الله و رسوله
و لهذا فقد لزم وجوبا التسليم الكامل لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي هو من أمر الله كشرط رئيسي للإيمان
(( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٦٥﴾))
فرسولنا لا ينطق عن الهوى كما قال تعالى :
(( و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ))
و لهذا لا خيار لنا أبدا بعد اختيار الله و رسوله
(( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴿٣٦﴾ ))
4- وجوب اتباع كل أصحاب الرسالات السماوية لرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم :
(( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾
و لهذا فرسولنا الكريم رسول كل البشر و اتباعه واجب على كل إنسان مؤمن مهما كان دينه و عقيدته لو كان صادقا منصفا فعلى كل متبع للرسائل السماوية السابقة أن يؤمن برسالة خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
و لا يتم هذا بالإكراه طبعا بل بالحكمة و الموعظة الحسنة لكن الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام فقط لا غير و هي نصيحة لكل إنسان عاقل مؤمن منصف مهما كانت عقيدته و مذهبه
يقول تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ ))
5- أهمية الصلاة على النبي و الأجر الكبير لذلك عند الله
و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشرا )
فلنكثر من الصلاة و السلام على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم و لنحترمه و نوقره و نطبعه
كانت هذه بداية لا بد منها لتوضيح مكانة الرسول صلى الله عليه و سلم كيف لا و هو من قال عنه الله تعالى :
(( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٢﴾ ))
نعم يا رسول الله
كنا في ضلال مبين و أنت من أنار لنا الدرب بفضل الله و رحمته
و أقول كما قال سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي :
( أيها الملك ! كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، يأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة ، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام .))