المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصطلح المبارزة في القافية



خشان محمد خشان
15-09-2012, 12:14 PM
مصطلح المبارزة في القافية
من كتاب ( موسيقى الشعر العربي – الأوزان والقوافي والفنون ) تأليف أ.د. حسني عبد الجليل يوسف. ( ص- 144) ورد ما يلي :
التأسيس : وهو ألف بينها وبين الروي حرف يسمى الدخيل، وهو متحرك، وهو ألف لازمة في قوافي الأبيات جميعها، وتركها في بيت يكون عيبا، وتعرف ألف التأسيس بالقرينة، ففي قول عنترة :


ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر.....للحرب دائرة على ابني ضمضم
ألشاتمي عرضي ولم أشتمهما..... والناذرين إذا لم القهما دمي
إن يفعلا فلقد تركت أباهما جزرَ السباع وكلِّ نَسْرٍ قشعم


ليست الألف في ( القهما) ألف تأسيس، وليس لأنها من كلمة غير كلمة القافية، فلا يلزم ورودها في كل ابيات القصيدة. أما قول عطية بن الخرع



هما إِبِلان فيهما ما علمتمُ .....فأدوهما إن شئتمُ أن نسالما
وإن شئتما ألقحتما ونتجتما ......وإن شئتما مثل بمثل كما هما
وإن كان عقل فاعقلا لأخيكما ......بنات المخاض والفصال المقاحما



فالألف في ( كما هما ) ألف تأسيس، لأنه بارزها ألف تأسيس في المقاحما " إنتهى النقل
وفيما يلي إعادة لصياغة ما فهمته مبني على جعل قوله :" ليست الألف في ( ألقهما) ألف تأسيس في هذاالسياق ولو أنها من كلمة غير كلمة القافية " ومعنى هذا أنها في غير هذاالسياق يمكن أن تكون ألف تأسيس.
تعريف المبارزة في القافية كما فهمته.
في حال وجود " شبهة رخصة ما " لمعاملة ثابت من ثوابت القافية على أحد وجهين، فإنه يتبع أحد الوجهين حسب ما يؤازره من القرائن في سائر الأبيات، ومالم يكن مصطلح المبارزة معروفا متفقا عليه في القافية فإني أقترح مصطلح المؤازرة لأنه أقرب لتمثيل المضمون بما يجعله أقرب للذهن.
شبهة الرخصة في ( ألقهما دمي ) هي وجود الألف في كلمة غير كلمة الروي، وبذا يمكن أن ترد على أحد الوجهين حسب ما يؤازرها منهما. يؤازرها في أبيات عنترة سياق عدم التأسيس فلا نعتبرها ألف تأسيس، ويؤازرها سياق التأسيس في الأبيات التالية، والبيتان الأول والثالث للمتنبي :


أنا لائمي إنْ كنتُ وقتَ اللّوائِمِ...........عَلِمتُ بما بي بَينَ تلكَ المَعالِمِ
وقد أهدرت فاعلم سنانٌ حديدةٌ ...........لعينين عن بعد ، لم ألقهما دمي
وقفنا كأنّا كلّ وجْدِ قلوبِنا ...........تمكّن من أذوادنا في القوائم


فنعتبرها تأسيسا


أورد المؤلف مصطلح ( المبارزة ) ، ولا أدري إن كان هذا المصطلح متعارفا عليه أم هو من اقتراحه، فإن كان من اقتراحه فإني أقترح مصطلح (المؤازرة ) كما أراه أكثر تمثيلا للمضمون وبالتالي أكثر
وعلى عكس كثير من المصطلحات أراه إيجابيا لجهة تلخيصه لملابسات كثيرة تعتري القافية. ومن ذلك قول المتنبي :


كدعواك كلّ يدّعي صحة العقل.....ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهْل
تُمِرُّ الأنابيب الخواطر بيننا.......وتذكر إقدامَ الأمير فتحلوْلي
ولو كنت أدري أنها سببٌ له ........لزاد سروري بالزيادة في القتْلِ



نبدأ بالشبهة وهي الواو الساكنة قبل الروي، فإن كلمتي الجهْل والقتْل وبقية كلمات أواخر الأبيات تنتهي بحرف ساكن وهذه مؤازرة لمعاملة الواو الساكنة كمعاملة الحرف الصحيح وليس باعتبارها ردفا.


ورد في (31- ص ص 106-114) شرح عن التأسيس وجاء في ( ص- 113) بيتا امرئ القيس:


إذا قلت هذا صاحب قد رضيته ....... وقرت به العينان بدّلت آخرا
كذلك حظي لا أصاحب واحدا .........من الناس إلا خانني وتغيرا


فالشبهة في ( ءا خرا ) ، أن حركة الخاء الفتح، حيث يقول :" إن التأسيس أكثر ما ما يكون بكسر الدخيل [ الحرف الذي بين الألف والروي] فلما كانت الخاء مفتوحة كانت خالية من التأسيس"
وذكر في الهامش أن :" الخليل كان يجيزه وغيره من العلماء يكره ذلك. "
وإن جاز هذا على سبيل المؤازرة فإن هذا لا يمنع ورود كلمة آخرا باعتبار الألف تأسيسا في قصيدة يؤازرها فيها السياق. وتأمل كيف يحل هذا المفهوم ما في الفقرة التالية من تعدد اعتبارات:



ترد الياء الأصلية رويا كما في أبيات عمر بن أبي ربيعة :


قَد صَبا القَلبُ صِباً غَيرَ دَني .....وَقَضى الأَوطارَ مِن أُمِّ عَلي
وَقَضى الأَوطارَ مِنها بَعدَما .....كادَتِ الأَوطارُ أَن لا تَنقَضي
وَدَعاهُ الحَينُ مِنهُ لِلَّتي..... تَقطَعُ الغُلّاتِ بِالدَلِّ البَهي
فَاِرعَوى عَنها بِصَبرٍ بَعدَما..... كانَ عَنها زَمَناً لا يَرعَوي



وقد ذكر د. محمد الطويل ( 15-175) :" ...هذه هي الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا وإذا جاءت في شعر، واعتبرها الشاعر رويا فهو قليل لا يصح أن يقاس عليه، من ذلك مثلا قول صلتان العبدي:


نروح ونغدو لحاجاتنا..... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته..... وتبقى له حاجة ما بقي"


وقال الدكتور فاضل الجنابي (40-ص450): " الياء التي تكون من أصل بنية الكلمة لا تصلح أن تكون رويا ، ومثال ذلك قول بهاء الدين زهير :



إلى كم حياتي بالفراق مريرة ..... وحتّام طرفي ليس يلتذ بالغمْضِ
وكم قد رأتت عيني بلادأ كثيرةً..... فلم أر فيها ما يُسِرّ وما يُرضي
إذا لم يكم في الدار لي من أحبةٍ..... فلا فرق بين الدار أو سائر الأرض"


والصواب أن يرد أمر الياء الأصلية إلى مؤازرة السياق في ورودها رويا أو أصلا.
وكذلك الحال في الألف الاصلية، ففي الأبيات التالية هي روي:


سأحمل روحي على راحتي.....وألقي بها في مهاوي الردى
ونفسُ الشريف لها غايتان....ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن.....مخوف الجناب حرام الحمى



وفي الأبيات التالية هي وصل :


وقبِّـل شهيدًا على أرضها ..... دعا باسمها الله و استشهدا
فلسطينُ يفدي حِمـاكِ الشبابُ ..... وجلّ الفدائي و المُفتدى
فلسطين تحميكِ مناالصدورُ..... فإمّا الحياة و إما الرَّدى


وحسب المؤازرة تكون كاف الخطاب رويا أو وصلا:
فهي روي في أبيات رؤبة بن العجاج:


كَيْفَ إِذَا مَوْلَاكَ لَمْ يَصِلْكا
وَقَطَع الأَرْحامَ قَطْعاً بَتْكَا
يَبْرِي مَعَ البارِي وَلَمْ يَرِشْكا
وَالأَرْضُ لَوْ تَمْلِكُ لَمْ تَسَعْكا

وهي وصل في أبيات الراضي بالله والروي فيها النون:


مَنَحْتُكَ الْوُدَّ مِنِّي ..... فَجازِ بِالُودِّ مِنْكا
لَوْ كانَ قَلْبِي مُطِيعاً ..... طَمِعْتُ في الصَّبْرِ عَنْكا
لكِنَّهُ فِيكَ عاصٍ ..... يَكُفُّ إِنْ لَمْ يُعِنْكا
إِنْ خُنْتَ بِالْغَيْبِ عَهْدِي ..... فأَنَّنِي لَمْ أَخُنْكا


ومثل هذا في القافية كثير.
ليس فيما تقدم جديد سوى اختصار مصطلح المبارزة ( المؤازرة) لبعض الشرح، واحتمال حله لبعض إشكاليات الخلاف، ولعله يصلح في سوى العروض مما يقال فيه : ( يجوز الوجهان ) أو ( وفيه عدة أقوال ) من نحو وسواه.

ربيحة الرفاعي
16-09-2012, 08:48 AM
شكرا شاعرنا الكريم للدرس الممتع والمعلومة التوضيحية الطيبة

وكعروضي متمكن أستميحك العذر بسؤال
ماذا تقول في شاعر يرفض اعتبار الألف رويا وتأباها ذائقته برغم كل ما يقول العروضيون في جوازها؟

أسعد الله صباحك بكل الخير
وأهلا بك في واحتك

تحاياي

خشان محمد خشان
16-09-2012, 09:14 AM
شكرا شاعرنا الكريم للدرس الممتع والمعلومة التوضيحية الطيبة

وكعروضي متمكن أستميحك العذر بسؤال
ماذا تقول في شاعر يرفض اعتبار الألف رويا وتأباها ذائقته برغم كل ما يقول العروضيون في جوازها؟

أسعد الله صباحك بكل الخير
وأهلا بك في واحتك

تحاياي

شكرا لك استاذتي الكريمة وأسعد الله أيامك بكل خير.

أقول للشاعر الذي ذكرت " أسعدك الله "، والألف إذا كانت أصلية ففيها مؤازرة تأتي رويا أو وصلا. أما الألف الناجمة عن إشباع الفتحة فلا تكون رويا أبدا.

وأنقل المشاركة التالية :

هنا قصيدتنان يجمعهما ما يلي:
1- أنهما على بحر المتقارب
2- لهما ذات الوزن والقافية
3- أنهما نشيدان
4- أن عدد أبياتهما متقارب

الأولى قصيدة :
أخي جاوز الظالمون المدى
للشاعر علي محمود طه
وينشدها الموسيقار المقتدر محمد عبد الوهاب


والثانية:
سأحمل روحي على راحتي
وهي للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود ( والد الطيب عبد الرحيم )

الأولى ، الأنشودة :

http://www.youtube.com/watch?v=wg84UzOIFWA&feature=fvwrel


أخي، جاوز الظالمون الــمـدى = فحــــقَّ الجهـــادُ، وحقَّ الفـِدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُــــروبــ= ــةَ مجـــد الأبــــوَّةِ والـســـــؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ الســيـوف = يُجيـــبونَ صوتًا لنا أو صـدىِ
فجــرِّدْ حـــسامَكَ من غـــمــدِهِ = فليس لهُ، بـــعـــدُ، أن يُغـــمـدا
أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ = أرى اليوم موعـــدنا لا الـــــــغــــــدا
أخي، أقبل الشرقُ في أمــــــةٍ = تردُّ الـــضلال وتُحيي الــــهُـدى
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا = أعــــدَّ لها الذابحون الـــمُــــدى
صبرنا على غدْرِهم قادرين = و كنا لَهُمْ قــدرًا مُــــرصــــــدًا
طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ = فطاروا هبـــاءً، وصاروا سُدى
أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغــمـار َ = دمًا قانيًا و لــظى مـــــرعـــــدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيـــوفُ = فأوردْ شَباها الدم المُـــصــعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي = وشبَّ الضرام بهــا مـــــوقــدا
فـفــتـِّـشْ على مهجـــةٍ حُرَّة = أبَتْ أن يَمُرَّ عـــليها الـــعِـــــدا
وَخُــذْ راية الحق من قبضــةٍ =جلاها الوَغَى، و نماها الــنَّدى
وقبِّل شهـــيدًا على أرضهـــا = دعا باسمها الله و استــشهــدا
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ = وجلّ الفــــدائــي و المُــفتــدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ = فـــــإمًا الحياة و إمــا الـــرَّدى[

الثانية ، الأنشودة :

http://www.youtube.com/watch?v=T1XQGpwdsq0




سأحمل روحي على راحتي = وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق = وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان = ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن = مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلتُ أصغى لي العالمون = ودوّى مقالي بين الورى
لعمرك إنّي أرى مصرعي = ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب = ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصليل = ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدّل في الصحصحان = تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
فمنه نصيبٌ لأسد السماء = ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان = وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين = ولكن عُفاراً يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسامٌ = معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
ونام ليحلم َحلم الخلود= ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال = ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود = وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة = وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة = فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام = فيعلم قومي أنّي الفتى



وعلى الرابط التالي تعليق :
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/rawey

والله يرعاك.

نادية بوغرارة
16-09-2012, 10:57 PM
كما عودتنا يا أستاذنا خشان ، تحرص على تناول المواضيع بمنظار دقيق ،

يظهر لنا كل جوانبه .

لقد لاحظت أن بعض التفاصيل المتعلقة بأحكام التأسيس ليست معروفة و المعلومات بخصوصها

نادرة على الشبكة . كما في حالة الألف التي لا تعتبر تأسيسا حين تكون في كلمتين ( بشروط خاصة ) ...

و قد تفضلت بذكرها في البحث أعلاه ، و كأن المعروف الشائع و الذي يسهل الوصول إليه ،

هو الأحكام العامة للعروض العربي و خطوطه العريضة دون تفاصيله الدقيقة ، و هذا ما نلاحظه

في علوم اللغة أيضا .

لا أخفي عن أستاذي أن المصطلحات و كثرتها مازالت تشكل لدي عائقا ، و أحمد الله

أن العروض رقميا غيّب الكثير منها، حيث كرس الجوهر الذي نحاول المحافظة عليه .

شكرا لك على هذا البحث المفيد ودمت لنا معلما ومرشدا .

وليد عارف الرشيد
16-09-2012, 11:18 PM
لك الشكر الجزيل والتقدير الكبير أستاذنا الفاضل على موضوعك الماتع المفيد وكم كنت بحاجة له
والواقع أني وقعت بما ظننته تأسيسا مع أنه لم يبد من خلال ذائقتي نشازًا حتى قرأت هنا كا دلني على أنه بريء من تهمة التأسيس
موضوع قيم وكدأبك تقدم كل مفيد وجميل .. جزاك الله خيرا
محبتي لك وكثير ورد

خشان محمد خشان
20-09-2012, 09:55 AM
كما عودتنا يا أستاذنا خشان ، تحرص على تناول المواضيع بمنظار دقيق ،

يظهر لنا كل جوانبه .

لقد لاحظت أن بعض التفاصيل المتعلقة بأحكام التأسيس ليست معروفة و المعلومات بخصوصها

نادرة على الشبكة . كما في حالة الألف التي لا تعتبر تأسيسا حين تكون في كلمتين ( بشروط خاصة ) ...

و قد تفضلت بذكرها في البحث أعلاه ، و كأن المعروف الشائع و الذي يسهل الوصول إليه ،

هو الأحكام العامة للعروض العربي و خطوطه العريضة دون تفاصيله الدقيقة ، و هذا ما نلاحظه

في علوم اللغة أيضا .

لا أخفي عن أستاذي أن المصطلحات و كثرتها مازالت تشكل لدي عائقا ، و أحمد الله

أن العروض رقميا غيّب الكثير منها، حيث كرس الجوهر الذي نحاول المحافظة عليه .

شكرا لك على هذا البحث المفيد ودمت لنا معلما ومرشدا .



شكرا لك استاذتي

كعادتك متواضعة ، فقد تعلمت منك كذلك

يرعاك الله.

خشان محمد خشان
20-09-2012, 09:56 AM
لك الشكر الجزيل والتقدير الكبير أستاذنا الفاضل على موضوعك الماتع المفيد وكم كنت بحاجة له
والواقع أني وقعت بما ظننته تأسيسا مع أنه لم يبد من خلال ذائقتي نشازًا حتى قرأت هنا كا دلني على أنه بريء من تهمة التأسيس
موضوع قيم وكدأبك تقدم كل مفيد وجميل .. جزاك الله خيرا
محبتي لك وكثير ورد


شكرا جزيلا لك أخي وأستاذي الكريم

الحمد لله أن الموضوع أعجبك

يرعاك الله.