المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سراب يمحوه الغبار



إيمان مصاروة
20-09-2012, 02:47 AM
سأموتُ في غُرْبتكَ
أشتهي وأحْلمُ
لأسيرَ على أحجارِ هذا الوعْدِ
أتجددُ في أبجدِياتي
وأموتُ زماناً لم يكنْ زماني
وأموتُ على حجارةٍ كانت حجارتي
وعلى تُرابٍ كنوزُهُ قبورٌ ودِماءٌ
أهُزُّ أعْمِدةَ مدينتي وأشهدُ التوبةَ
في يدي صَكَكتُ دموعَ الشوارعِ
الأزقَّة...الحاراتِ المكتظّةَ
وكلَّ الذكرياتِ

سأموتُ وانا أحضُنُ قُبلةَ ثراها
تتندّى على ضَفائري
ورائحةِ المسْكِ تَختلطُ بدُموعِ الرحيلِ
والتيهِ وأبوابِ الفقراءِ
وفيكَ وعنكَ حزنتُ دوماً
ورفعتُ ثِقْلَ الكلماتِ
صلَّيتُ بعد الصلاةِ بحراً من دعاءٍ
وقابلْتُ وجهي وأنا أمتلكُ
الموتَ في كلِّ أرواحِ الشهداءِ

احتلَّني الحديثُ عن تفاصيلِ لحْظةِ وداعٍ
وأشتهي ذِكْراكَ عن تفاصيلِ لحْظةِ وداعٍ
وأشتهي ذكراكَ في لحْظتي هذه أشهدُ بياضَ كفنٍٍ لي في غَفوةٍ

أراهم..ألمِسُهمْ في جَنَّةِ الطُّهرِ
وبعيداً عنْ مسافات النورِ
ألبستَني أكاليلَ الورودِ
في أغنيةِ الرَّحيلِ
وعلى مِصْباحِ صمتيَ الهَرِمِ
واشيائيَ الراحلةِ في كَفنِها
كيف بزغْتَ فردوساً في جنّاتِ عيْني
وكسوتَ جسديَ المعطَّرَ بشلالاتِ دُموعٍ
تنيرُ عتماتِه المنسيّةِ
وأنا أمشي إبراً وراءَ سرابٍ يمْحوه الغُبارُ
اشتاقُكَ
أشْتاقكَ من أوَّلي حتى آخِري
كلما عاندني الرحيلُ
أسْتبيحُ كلَّ المسافاتِ لأتيقَّنَ
أنني المرأةُ البحرُ
وأغنيةُ الزعفرانِ

إيمان مصاروة // القدس

فاطمه عبد القادر
20-09-2012, 10:26 PM
وأنا أمشي إبراً وراءَ سرابٍ يمْحوه الغُبارُ


السلام عليكم
نثرية تتلوى وجعا ,وتجهش في بكاء صامت
جميل نصك يا صديقتي إيمان
لقد أتقنت اعتصار أوجاع أمة ووضعها في زجاجة شفافة تراها العين مباشرة
شكرا لك
ماسة

ربيع بن المدني السملالي
21-09-2012, 11:44 PM
كلماتك جميلة ، ومضامينك راقية ، وأسلوبك ماتع يجعل القارئ لا يكلّ ولا يملّ من قراءته ...

دمت مبدعةً أيتها الكريمة

تحياتي لك

ربيحة الرفاعي
22-09-2012, 01:32 AM
وبعيداً عنْ مسافات النورِ
ألبستَني أكاليلَ الورودِ
في أغنيةِ الرَّحيلِ
وعلى مِصْباحِ صمتيَ الهَرِمِ
واشيائيَ الراحلةِ في كَفنِها
كيف بزغْتَ فردوساً في جنّاتِ عيْني
وكسوتَ جسديَ المعطَّرَ بشلالاتِ دُموعٍ
تنيرُ عتماتِه المنسيّةِ
وأنا أمشي إبراً وراءَ سرابٍ يمْحوه الغُبارُ

اكتفي باقتباس هذه وأضمر للجراح عودة لحد سنّها

جميل بوحك ايتها الفاضلة

أهلا بك في واحتك

تحاياي

سامية الحربي
22-09-2012, 11:23 AM
أتجددُ في أبجدِياتي
وأموتُ زماناً لم يكنْ زماني
وأموتُ على حجارةٍ كانت حجارتي
وعلى تُرابٍ كنوزُهُ قبورٌ ودِماءٌ
أهُزُّ أعْمِدةَ مدينتي وأشهدُ التوبةَ
في يدي صَكَكتُ دموعَ الشوارعِ
الأزقَّة...الحاراتِ المكتظّةَ
وكلَّ الذكرياتِ
توقفت هنا كثيراً.. تناول شجي و عريق لأثر الفقد بمعزوفة متكاملة فشكراً جزيلاً لكِ . كل التحايا والتقدير.

نداء غريب صبري
12-12-2012, 02:13 AM
أختي إيمان مصاروة

شكرا لك
وبوركت

براءة الجودي
12-12-2012, 07:43 PM
إيمان حرفك بديع ولديك فنُّ في الإحساس وجمال في التعبير , شكرا لقلمك الراقي

لانا عبد الستار
09-05-2013, 02:53 AM
نثر جميل يا إيمان
ومشاعر هفهافة
أشكرك

د. سمير العمري
13-05-2013, 10:22 PM
أنت صاحبة حرف دري ألق يا إيمان ، ويميز حرفك شاعريته ورقة مضمامينه ، ولكني أرى أن اعتماد أسلوب الفقرة وعلامات الترقيم في النثر يضفي على النص ألقا وجمالا ويزينه بثوب مستحق!

دام ألقك ، وأشكر لك جمال حرفك!

تقديري

فاتن دراوشة
19-05-2013, 10:17 PM
وهناك على الجانب الايمن من طور حنينك إليه

يتلفّع قدّيس حرفك ببياضه ليهبنا روعته

انتشت قلوبنا بهذا الخمر المعتّق في دنان بوحك غاليتي

محبّتي

كاملة بدارنه
20-05-2013, 10:08 AM
تسيرين في دروب رقّة المشاعر ناثرة أجملها بلغة سامية
بوركت
تقديري وتحيّتي