المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهنهات 5 " على درب التشظّي "



عبلة الزغاميم
22-09-2012, 05:43 PM
إن كان للقلب أن يتشظّى... فلأنّه قاصرٌ عن التّفكير
قل لي، كيف لمرآة مهشّمةٍ أن تعكس صورة الأشياء بلا خلاف؟
و كيف لقلبٍ تطاولت عليه المسافة أن يعقل الوجوه و قد فقدَ وجهكَ في الطّوفان؟
ذاكرتي تأبى أن تختزل وجوها جديدة، لم تعد تستوعب كمّ الوجع لصورةٍ لا تكتمل إلّا بك، يقولون يا أنا: هو يكمّلها، هي تتمّمه، ما كنتَ كما قالوا أبدا، لأنّك تبدؤني و تنهيني.

أدركيني يا مسافة ببضع سنين.
ستُّ سنين تكفي كي أكسر رقبة الوجع، و إن أردتِ زيديها عشرا، لستُ أريدُ أن أتشظّى في قادم أيّامي و حسب، تململ الصّبح منذ ليلي ولم تدركيني بابتسامة، فجوةٌ واحدةٌ منكِ كانت تكفي لكسري، هي ذات الفجوة بعكسها تجبرني، فهل لي ألّا أحلم؟؟!!!
شيء من الحنين تسمّر على الواجهة و ما أنبأني أنّ طعم الدّمع ليس مالحا كما أخبروني، طعمه حامضٌ، أذاب أنفاسي و ما هوى، و ما هوى يا مسافةُ ماااا هوى.

كنتَ يا أنت ترسم لي بكرة اللّفائف ذاتِها أحلامي، تدحرجها كما شاء ليومي أن يكون، و كنتُ أرقبُ كما عادتي، لم تزجرني يوما و لم تحدّثني بلهجةٍ أخرى، غير أنّي كنتُ أفهم نظرتك تماااااما، كما كانت أمّي تزجرُنا بعينيها، و إن كان حديث عينيك أخفّ وطأةً من غضب أمّي.
لِمَ لم تخبرني أنّك لن تكون ريّ عجافي؟
و لِمَ لم تخبرني أنّك لم تكن تدري؟
و لِمَ كان عليك ألّا تدري...؟؟؟؟؟
هل لهم أن يقسّطوا وجعي كي أتنفّس على دفعات، لأنّ رئتيّ ضاقتا، و لأنّ الهواء خارج دائرتِك ملوّث، و قد أخرجتني المسافةُ منها رغما.

كانت كلّ الأسئلة تأتيني دفعة واحدة، و لم تكن لتجيبَني إلّا بإيمائة لطالما أحببتُها.
كلّما اشتدّ غضبي منك أزفُر غضبي في وجهك و تكتفي أنت بالضّحك، لم تكن تعلمُ كم كنتُ أكره هذه اللّحظة الّتي تعاملني فيها كطفلة، و صرتُ أعشقها لأنّك تبتسمُ لأجلها، و كم يا أنت أعشق ابتسامتك.
كيف لي أن أشدّ وترا على طول قلبينا كي أشعر بنبضك حين تراني؟؟؟
و كيف لي أن أحتمل دمعك الّذي أنبأني به صوتُك المتقطّع عبر سمّاعة هاتفٍ و حنينٍ مسجّى على أحرف الوجد؟

- أحتاجُكِ لكن.....
- لكن ماذا؟
- انسي... شو رح تلبسي لمّا نلتقي؟
- ما دخلك، في حال التقينا.
- طيّب... أريد أن أقرأ لكِ قصّة
- يااااااااالله شو بكره القصص، كمّلّي قصّتنا و بس، تكفيني هذه لوحدها
.......................
يمتدُّ صوتُك طويلا صامتا، فأعبثُ بسمّاعةِ الهاتف كي تنزعج و تتململ، فقط... كي أطمئنّ على أنفاسك، لأكون بخير



عبلة الزّغاميم
العطشـــــى
22-9-2012

كاملة بدارنه
22-09-2012, 06:10 PM
نهنهات رائعة اللّغة شجيّة المعاني عزفت على أوتار المشاعر
بوركت
تقديري وتحيّتي

وليد عارف الرشيد
22-09-2012, 11:49 PM
حلقة أخرى بسلسلة الجمال تابعتها بكل متعة ودهشة المعجب ببديع الحرف وسلاسة الأسلوب
شهادتي بحرفك أصبحت لديك معلومة ولكني مررت أؤكدها بتوقيع متواضع
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
23-09-2012, 12:57 AM
تستنزف القلوب وجعها هذه النهنهات المرسلة ترانيم سحر على أجنحة الحس الشفيف والقول الرائق اللطيف

أهلا بك غاليتي في واحتك

تحاياي

ماهر يونس
24-09-2012, 07:20 PM
أشكرك يا العبلة مرتين، مرة لأنك متجددة الإبداع، ومرة لأنك تصرين على أن لا تخيبي أملي في حرف مشبع بهطوله
محبتي أخية

فاطمه عبد القادر
25-09-2012, 12:00 AM
شيء من الحنين تسمّر على الواجهة و ما أنبأني أنّ طعم الدّمع ليس مالحا كما أخبروني، طعمه حامضٌ، أذاب أنفاسي و ما هوى،

السلام عليكم
صديقتي عبلة
كنت هنا ,وتأثرت كثيرا بنهنهاتك المميزة ,
لغة جميلة ,كلمات رائعة ,أسلوب شيق
كوني بخير
ماسة

نداء غريب صبري
12-12-2012, 01:14 AM
نهنهاتك جميلة أختي عبلة
ومليئة بالحزن

شكرا لك

بوركت

محمدحمدالله ابوزيد
12-12-2012, 06:44 AM
شجن عميق حد الجمال
يمنح للروح فرصة للتجوال في عوالمه الشاسعة..
جميل وأكثر جمالا تلك الروح المتعبة من الغربة
مودتي وتقديري

سلمى عمر
12-12-2012, 02:51 PM
الأديبة عبلة،
نص مميز بشهادة الجميع!
باقات ياسمين

سهى رشدان
12-12-2012, 05:38 PM
نص مميز وقوي
سعيدة
بمروري من هنا
خالص ودي وكثير تقديري

خليل حلاوجي
12-12-2012, 06:21 PM
نص بالغ الشفافية يستفز المتلقي كي يتحول مشاركاً وجع الحروف ... وزاد الجمال أن اللغة كانت تنساب من بين أصابع الشعور عذبةً.

رغم أني لا أستسيغ إدخال العامية في أي نص فصيح ..

/

بالغ قديري .

براءة الجودي
12-12-2012, 08:06 PM
عبلة أنتِ أكثر من رائعة , مشاعرك اراها كالأنجم تملأ السماء وحرفكِ بحرٌ ياأنيقة
سلم هذا البنان ومايطربنا به قلمك الماسي ... شكرا كثيرا