تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ودفعت الثمن عمري ... وأشياء أخرى !



آمال المصري
25-09-2012, 11:45 PM
أَتَدَاجَى فِرَارًا مِنْ قَسْوَتِهَا ...
لاأَحْسِبُ الْزَمَنَ , وَكَمْ مَرَّتْ مِنْ سَنَوَاتِ عُمْرٍ مُهْتَرِئٍ غَيْرَ شُعُورِي بِكُهُولَةٍ مُبَكِّرَةٍ, وأنَا دُونَ الثَّمَانِيَة عَشْرَ رَبِيعَاً .
لاأعْرِفُ مِنَ الْحَيَاةِ إلَّا كِتَابَاً ومِقْعَدًا دِرَاسِيَّا تُصَفِّدُنِي عَلَيْهِما كَآلَةٍ تَتَحَرَّك وِفْقَاً لإشَارَاتِهَا بِالْإصْبَعِ فَأَهْرَعُ لِتَلْبِيةِ مَاتُرِيدُ؛ كَيْ أحْظَى مِنْهَا بِنَظْرَةٍ يَبِيسَةٍ لارُوحَ فِيهَا
رَغْمَ أنِّي أَرَى أُخْتِي الَّتِي تَكْبُرُنِي بِعَامٍ وَاحِدٍ تَحْظَى بِالْكَثِيرِ مِنَ الْاهْتِمَامِ والْرِعَايَةِ ونَوْعٍ جَيِّدٍ مِنَ الْصَدَاقَةِ, وأخِي الْوَحِيد الَّذِي يَصْغُرُنِي بِعَامَيْنِ كَانَ الْعَيْنَ, والْقَلْبَ, والْجَيْبَ .. وكَفَى .
والِدِي رَحِمَهُ اللهُ كَانَ يُحِتُّ مِنْ هَيْبَتِهِ أَمَامَهَا فَيُرْدِي جَافلاً مَابَيْنَ غَمْغَمَةٍ, ووَعْوَعَةٍ تَعِجُّ, ودَمْدَمَةٍ تَؤُجُّ .
انْطَلَقْتُ مُتَحَرِّرَةً مِنْ قُيُودٍ خَنَقَتْ رُوحِي, وحَظَيَ بِالْمُوَافَقَةِ مَنْ كَلَّ مَتْنُهُ الْوَحِيدُ, ولَا أدْرِي أنِّي كُنْتُ أهْرَبُ مِنْ جَحِيمِهَا لِأَرْتَمِي فِي أحْضَانِ الْلَظَى .
وَعَدَنَي ... أَنْ يَكُونَ لِي الدُّنْيَا, وأنْ أكُونَ لَهُ اليَد الأُخْرَى؛ فَكُنْتُ يَدَيْهِ وقَدَمَيْهِ أَتَمَرَّغُ عِنْدَ أعْتَابِ رِضَاه ,
سَمَعَاً وطَاعَةً ! سَلَبَنِي بِهَا جُلَّ إرَادَتِي, بَلْ وتَفْكِرِي حَتَّى اعْتَشْتُ أتَنَفَّسُ كُلَّ تَفَاصِيلِه ,
حَارَبَ مِنْ أجْلِ أنْ يَسْلُبَنِي دِرَاسَتِي الَّتِي كَانَتْ انْتِصَارًا لَهَا فِي مُوَاجَهَةِ نَظَرَاتٍ تَقْتُلُهَا, وأفْوَاهٍ تَتَشَدَّقُ غَمْزًا لأُمِّيَّتهَا, وكَانَتْ هِيَ الْفَائِزُ بِمِهْرَجَانِ خَيْبَتِي .
ادَّعَى أنَّهُ لَمْ يَعْرِفُ فَتَاةً قَط مِنْ قَبْلٍ, ولِعُقْدَةٍ مَا كَرِهَ كُلَّ نِسَاءِ الأَرْضِ .
صَدَّقْتُهُ .. رَغْمَ مَاقِرَعَ مَسَامِعِي مِنْ مُغَامَرَاتٍ, وعِلاقَاتٍ, وأَفْوَاهٍ تَتَلَوَّى اسْتِنْكَارًا مِنْ قَبُولِي الزَّوَاجَ بِهِ, ومَعَ ذَلِكَ أسْلَمْتُهُ قَلْبِي ؛ فَسَلِبَنِي كُلِّي لأَكُونَ لَهُ فَقَط انْتِقَامَاً مِنْهَا ... بَعْدَمَا هَدَّدَتْهُ بِتَطْلِيقِي مِنْه ؛ فَكَانَ اغْتِصَابَا حَلاَلاً .
ادَّعَى الثَّرَاءَ وتَحَدَّثَ بِلُغَةِ أَهْلِهِ, رَغْمَ أَنَّنِي لا أطْمَعُ سِوَى فِي ذِرَاعَيْنِ يُلَمْلِمَانِ شِتَاتِي, وصَدْرٍ يَحْتَوِي خَوْفِي, ولُقَيْمَةٍ تَسُدُّ رُمْقِي,
فَحَصُلْتُ عَلَى مَاكُنْتُ أتَمَنَّى , ويَزِيدُ ... ويَزِيدُ !؟
وبَعْدَ حِينٍ انْتَقَلْنَا لِقَفْرٍ خالٍ مِنَ الدِّفْءِ, فَارِغِ مِنَ الأمَلِ , يَفْتَقِرُ الرُّوحَ ... البَسْمَةَ ... الحُبَّ !
حَتَّى المَالَ الَّذِي ادَّعَى .
خَتَلَتْنِي لَوَامِعاً يَرُفُّ بَرِيقُهَا الزَّائِفُ ازْدَانَتْ بِهَا بِدَايَاتِ حَيَاةٍ مُمْتَهِنَةٍ؛
فَجَاءَ الذَّرَاعَانِ وَاحِدًا .. ورَضَيْتُ, والصَّدْرُ ظَهْرًا .. وظَلَلْتُ والْلُقَيْمَةُ مَسْمُومَةُ بالهُمُومِ .. وقَضَمْتُ .

حَبَانِي اللهُ مِنَ الأزَاهِيرِ اثْنَتَيْنِ , ومِنَ الْبَرَاعِمِ اثْنَيْنِ سَكَنُوا حُشَاشَتِي .. تَنْظُرُنِي عَلَيْهِمْ أُخْتِي الَّتِي تَعَدَّدَتْ زِيجَاتِهَا بِسَبَبِ الإنْجَابِ حَتَّى وَهَبَهَا الْبَارِي بَعْدَ سَنَوَاتٍ طِفْلاً أَوْلَقَاً, وأَخِي الَّذِي لَمْ يُنْجِبُ إلَّا بَعْدَ زِيجَتَيْنِ, ولِذَاتِ الْسَبَب حَتَّى حَبَاهُ اللهُ مِنْ زَوْجَتِهِ الثَّالِثَةِ والَّتِي كَانَتْ تَتَمَتَّعُ بِقَدْرٍ وَفِيرٍ مِنْ بَذَاءَةِ الْلِسَانِ والْجَّهْلِ .

بَدَتْ لِي الْحَيَاةُ جَمِيلَةً بِهِم .. تُرَفْرِفُ رُوحِي لِكَلِمَةِ أُمِّي إذَا مَانَادَانِي بِهَا أَيُّهُم؛ فَأظَلُّ أُدَاعِبُهُم وأُهَامِسُهُم الضَّحِكَ , وأُشَاطِرُهُم الْحَيَاةَ وأدْفَعُهُم للاسْتِذْكَارِ والنَّجَاحِ بِتَفَوُّقٍ , ولا أَسْتَفِيقُ إلَّا عَلَى سَوْطِ صَوْتِه يَشُولُ؛ فَيُرْعِبُهُم .. وَيُرْهِبُنِي :
- أنْتُمْ لاتَشْعُرُونَ بِمُعَانَاتِي وآلامِي الَّتِي أعِيشُهَا !
أيُّ آلامٍ وأنَا أسْمَعُ صَوْتَ قَهْقَهَاتِه لاتَنْطَلِقُ إلَّا خَارِجَ الْبَيْتِ ؟ فَأُظِلُّ أبْنَائِي الْحَائِمِينَ بَسْمَةً أُرْوِيهُمْ بِهَا؛ لِيَمْرِئُوا مِنْ حَالَةِ خَصَاصَةٍ لِأُبُوَّةٍ اعْتَقَلَهَا, ولَوَاهَا عَنْهُم لِيَمْنَحَهَا لآخَرَين .

ذَاتَ مَرَّةٍ آبَ إلَى الْبَيْتِ, يَتَطَايَرُ الشَّرَرُ مِنْ عَيْنَيْهِ يَضْرِبُ هَذَا, ويَلْتَقِفُ ذَاكَ, ويَنْدُبُ حَظَّهُ؛ فَقَدْ أَعْجَزَهُ أَحَدَ الْعُمَلاءِ؛ عِنْدَمَا أحْضَرَ إلَيْهِ تَصْمِيمَاً عَلَى وُرَيْقَةٍ مِنْ دِفْتَرٍ, مُطَالِبَاً تَنْفِيذَهُ عَلَى خَامَاتٍ بِالْحَجْمِ الْكَبِيرِ ُمقَابِلَ مِبْلَغٍ مِنَ الْمَالِ لا بَأْسَ بِهِ, فِي حِين كَانَ الْحَالُ عَسِيرًا, والْجَلْبَةُ وَفِيرَةً .
- كَيْفَ وأنَا ......؟
هَدّأْتُ مِنْ رَوْعِهِ, وَأَبْدَيْتُ لَهُ سُهُولَةَ الْأمْرِ .
فَقَطْ .. اِحْضِرْ لِي وَرَقَاً مِنَ الْحَجْمِ الْكَبِيرِ, وَمَايَلْزَمُ مِنْ أَدَوَاتٍ, وسَأقُومُ بِتَخْطِيطِ مَاطُلِبَ مِنْكَ بِاسْتِخْدَامِ مِقْيَاسَ الرَّسْمِ البِدَائِي الَّذِي تَعَلَّمْتُ أثْنَاءَ الدَّرَاسَةِ , وسَيَسْهُلُ عَلَيْكَ التَّنْفِيذُ بَعْدَهَا .
حَاوَلَ أَنْ يَطْبَعَ فَشَلَهُ عَلَى إرَادَتِي, ولَكِنِّي أفْشَلْتُهُ بِنَجَاحِي , وكَانَتْ بِدَايَةً لِوَصْلٍ مِنْ نَوْعٍ جَدِيدٍ بَيْنَنَا لايَخْرُجُ عَنْ نِطَاقِ عَمَلٍ للْتَرْقِيحِ !.



يتبع


التعديل لوضع الجزء الثاني من النصهنا (https://www.rabitat-alwaha.net/showpost.php?p=761415&postcount=30)

آمال المصري
25-09-2012, 11:45 PM
" 2 "

لَوْ امْتَطَى الْفَقْرُ صَارُوخَاً لَنْ يَلْتَحِق بِي ...
هَكَذَا وَصَلْت بِه !؟



وأنَا أنْكَفِئُ عَلَى أَرْبَعٍ أجُوبُ رُدْهَةَ البَيْتِ فَوْقَ الأوْرَاقِ, أخُطُّ عَلَيْهَا تَقَاسِيمَاً, أُسَافِرُ مَعَ كُلِّ انْحِنَاءَةٍ بِهَا لِذِكْرَيَاتٍ غَابِرَةٍ لاتَنْمَحِي .. هُجُوم ضار .. مُوَاجَهَاتٌ لِحُشُودٍ تَغْدُو وتَرُوحُ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ؛ مُعَلِّلينَ رَفْضَهُم واسْتِنْكَارَاتِهِم لِمُخَامَرَتِي الَّتِي فَعَلْت, أَنَّ كُلَّ ذِي عَاهَةٍ جَبَّار, وأَنَّهُ لا بُدَّ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ أَرْفَعُ فِيهِ رَايَةَ عِصْيَانِي عَلَى الْفَقْر
جَابَهْتُهُم جَمِيعَاً مُتَشَبِّثَة بِدَيْمُومَتِي؛ أَدْرَأُ عَنْهَا مَايَؤُودُهَا .
فَجَاءَ الْضَّرْبُ مُبْرِحَاً, والتَّعْذِيبُ بَلَغَ مِنَ الشِّدَةِ مَدَاهُ؛ فَأرْدَانِي طَرِيحَةَ الفِرَاشِ لاأقوَى عَلَى الحِرَاكِ كَمَنْ وَلَجَتْ مِنْ حَلَبَةِ مُصَارَعَةٍ : مَسْدُودَة العَيْنَيْنِ بِكُتْلَتَيْنِ مِنْ لَحْمٍ أَزْرَقٍ مُدَمَّمٍ, وشَعْرٍ قَدْ نُتِفَ مُعْظَمُهُ؛ فَبَدَتْ فَرْوَةُ الرَّأْسِ مِنْ بَيْن مِسَاحَاتِهِ كَقَرْعَاءٍ جَرْبَاءٍ .. وجَسَدٍ أبْدَعَتْ فِي تَشْكِيلِ خَارِطَةٍ جَدِيدَةٍ لَهُ بِتَضَارِيسٍ وألْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ.. وعَقْلٍ رَسَمَتْ اللَكَزَاتُ مَعَالِمَ مُمَيَّزَة؛ فَجَعَلَتْهُ يُسَارِعُ للْخَلاص .

رَغْمَ ثُبُوتِ الرُّؤْيَةِ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ, ونَيْفٍ مِنَ الأبْنَاءِ, ازْدَدْتُ إصْرَارًا عَلَى اسْتِبْدَالِ نَظْرَةٍ كَادَتْ تَغْتَالنِي؛ اقْتَرَبَتْ بِهَا لِسَحْبِ بِسَاطَ النَّجَاحِ مِنْ تَحْتِ قَدَمَاي,
أوْ رَبَّمَا اشْتَقْتُ لِنَظْرَةِ رِضَاً حَتَّى لَوْ ابْتَعْتَهَا مِنْهَا؟! , رَغْمَ ثَرَائِهَا سَتَنَال الثَّمَنَ وتَمْنَحَنِيهَا
عَقَدْت العَزْمَ عَلَى المُضِيِّ قُدُمَاً, ومَاكَانَ مِنْهُ سِوَى الإنَاطَة بِأَمَلٍ ارْتَآهُ وَاهِيَ النَّسْجِ, ولَكِنْ لِمَ لا وأنَا مَنْ فَرَدَتْ كَفَّيْهَا للْسَّعْي ؟.
أحْضَرَ مَاطَلَبْته وانْطَلَقْتُ أَفْنِي كُلِّي فِي تَحْضِيرِ التَّصَامِيمِ
كُنْتُ أَرْعَى أطْفَالِي نَهَارًا حَتَّى إذَا أخْلَدُوا للْنَّومِ, وأَخَذَ كُلٌ مِنْهُم مُتَّكَأً, أَزِيحُ فُرُوشَاتِ الأرْضِ لِيَبْدُو بَلاط المَنْزِلِ, وأَظَلُّ جَاثِيَةً عَلَى رُكْبَتَيّ طَوَالَ الليْلِ أتَأَنَّق
ورَأْسِي بِجِوَارِ قَدَمَيْه ...
تَذَكَّرْتُ حِينَهَا عِنْدَمَا اشْتَقْتُ كَكُلِّ النِّسَاءِ أوْ بَعْضِهِنَّ لإصْبَعٍ مِنْ أحْمَرِ الشَّفَاةِ لأتَزَيَّنَ لَه فَكَانَ الرَّفْضُ يَسْبِقُ الرَّجَاءَ, تَطَاوَلْتُ عَلَى بِنْطَالِهِ .. سَطَوْتُ عَلَى بَعْضِ الْجُنَيْهَاتِ وأشْتَرَيْتُ مَا اشْتَقْتهُ, وتَزَيَّنْت ...
- وقَذَ جَوَانِحِي مُوَبِّخَاً : وَهَلْ تُعِدِّي نَفْسَكِ أُنْثَى ؟ عِنْدَمَا أدْفَعُ ثَمَنَه سَيَكُونُ لِزَوْجَةٍ جَدِيدَة !
ثرْتُ لأنُوثَتِي .. أوْ رُبَّمَا لكَرَامَتِي أمَامَ أبْنَائِي مُطَالبَةً بِالطَّلاقِ
- مَنْ تَطْلُب الانْفِصَالَ هِي امْرَأَة فَاسِقَة مُومِـ ... !؟
- لاتَتَلَفَّظ, ولا تُكْمِل .. كَفَى ورَبّكَ ..
- بَلْ يَعُدُّهَا القَانُون نَاشِزًا, وعَلَيْهِ فَلتَتَنَازَلِي عَنْ كُلِّ مُسْتَحَقَّاتك وأبْنَاءكِ ولتَرْحَلِي .
صَفَعْتَهُ صَفْعَةً كَانَتْ كَلِمَاتُهُ اللاعِجَةُ أشَدَّ وَقْعَاً عَلَى نَفْسِي مِنْهَا ألْفَاً ..
تَدَخَّلَتْ بَيْنَنَا بَعْدَمَا اسْتَحَالَت الحَيَاةُ؛ فَتَوَجَّسْتُ وهُوَ يُحَاوِرُهَا مُطَالِبَا أَنْ أُقَبّلَ قَدَمَيْهِ أمَامَ عَائِلَتِهِ .. وأَبْنَائِي !.
وخَفَتَ الصَّوْتُ بَعْدَمَا احْتَدَمَ بَيْنَهُمَا نِقَاشٌ؛ فَهَاجَمَتْهُ بِشِدَّةٍ لاتِّفَاقٍ آخَرٍ, خَرَجَ عَلَى إثْرِهِ يَتَنَاوَبُ عَلَى وَجْهِي الصَّفَعَات .. وهِيَ .. تَقِفُ وابْتِسَامَة عَرِيضَة تَغْزُو وَجْهَهَا : الآنَ نِلْتَ مِنْهَا فَاهْدَأْ وطِبْ خَاطِرًا !.
كَرِهْتُ جَسَدِي الَّذِي يَلْتَصِقُ بِهِ, وآثَرْت الاسْتِلْقَاءَ عَلَى أرْضِ الْحُجْرَةِ؛
بَعْدمَا كَانَ يَنْزِغُ اصْبَعَهُ بِقِوَّةٍ فِي جَسَدِي لِيُوقِظني ِوَجِلَةً, ويَسْتَنْكِرُ إذَا مَاوَاجَهْتُه مُعَلِّلا أنَّنِي مُصَابَةٌ بِنَوْعٍ مِنَ الألَسِ يَسْتَوْجِب العِلاجَ, وأنَّهُ قَدْ تَحَمَّلَ مَالا يَقْدِر عَلَى تَحَمُّلِهِ بَشَرٌ , وتَكَرَّرَتْ تلْكَ الفَعْلَة الَّتِي كَادَتْ أنْ تَصْنَعَ مَنِّي أَوْلَقَةً .. كُنْتُ أسْتَيْقِظُ عَلَى تَفْلٍ يَلْصِقُهُ بِوَجْهِي أوْ بِجِوَارِ فَيِّ, فَأَسْرِع مُتَقَيِّأةً مَافِي جَوْفِي
فَيُوقِظُنِي لَكْزًا بِقَدَمِهِ؛ لِيُعَلِّمنِي كَيْفَ أُقَدّم فَرَائِضَ الطَّاعَةِ الَّتِي يَرْجُو, حَتَّى وإنْ بَالَ أوْ تَغَوَّطَ عَلَى وَجْهِي عَمْدًا .
كَرِهْتُ الْمَكَانَ الَّذِي يَحْتَوِي عَرَقه .. عِطْره, وأَنْفَاسه الَّتِي كَادَتْ تَخْنِقُ رُوحِي, واتَّخَذْتُ لنَفْسِي رُكْنَاً بَعِيدًا لايُوجَد بِه سِوَاي .

يَطُلُّ الصَّبَاحُ وأنَا ماتَمَضْمَضَتْ مُقْلَتَيَ بَكَرَى, أسْتَأْنِفُ العَمَلَ حَتَّى أسْتَنْجِزهُ؛ ليَأْخُذهُ ويَخْرُجُ لِحَيِّزِ التَّنْفِيذِ ..
يا إلَهِي ... لَقَدْ نَجَحَتْ المُهِمَّة وحَازَتْ القبُولَ واسْتَلَمَ أوَّلَ دُفْعَةٍ نَقْدِيَّةٍ بَعْدَ عَنَاءٍ وَجَهْدٍ .
كَانَ يَرْقُصُ وتَرْقُصُ حَوْلَه الزُّهُورُ فَرَحَاً
وتَمُرُّ السِّنُون فِي كَدٍّ وكَمَدٍ وعَمَلٍ خَزَعَ مِنْ عَافِيَتِي الكَثِير, ونَالَ مِنْ عُمْرِي زَهْوَهُ وزُهُورَهُ الَّتِي ذَبُلَتْ عَلَى أَرْضِهِ الجَدْبَاءِ
وهُوَ .. يَسْتَبْحِرُ حَدَّ الارْتِوَاءِ الَّذِي لِمْ يَرْوِهِ, ..
كَانَ كَدُودًا .. يَرْمِي لِيَ الفُتَاتَ أَجْرَاً, وأنَا أرِيدُ أنْ أشْتَرَي حُبَّهَا باِلشَّقَاءِ,
أنَزعُ لنَظْرَةِ وِدٍّ مِنْهَا, فَأسْرِع إلَيْهَا أُصَافِيهَا رَاضِيَةً سَعِيدَةً وهِيَ تُطَالِبُ المَزِيدَ , وأنَا أزِيدُ حَتَّى تَمْرَأ .. ولَمْ تُمْرِئ !

ولَكِنْ دَائِمَاً لايَدُومُ حَال ... قَدْ أعْيَانِي الجهدُ, وأصَابَنِي الوَصْبُ؛ فَقَرَّرَ الأطِبَّاءُ عَلَى إثْرِه إجْرَاء َجِرَاحَةٍ عَاجِلَةٍ, وإعْفَائِي مِنْ أيّ جهْدٍ أوْ حِرَاكٍ بَاتَ يُمَثِّلُ خَطَرًا يُهَدِّدُ حَيَاتِي .




يتبع

آمال المصري
25-09-2012, 11:45 PM
" 3 "

نَتَسَاقَطُ تِبَاعَا مِنْ لَوْحَةٍ مُطَرَّزَةٍ بِالأوْهَامِ, ويَظَلُّ وَحْدهُ مُعَلَّقَا بِهَا, تَنْتَفِخُ أوْدَاجُهُ بِالغرُورِ, وَيَبْصِقُ عَلَيْنَا خَيْبَاتَهُ .!

جَاءَتْ تَعْلِيمَاتُ الأطِبَّاءِ عَلَى غَيْرِ مَاكَانَت التَوَقُّعَات, والَّتِي أَوْدَت بِمَا تَبَقَّى مِنْ قُوَّةٍ قَدْ خَارَتْ, واسْتَوْطَنَ مَكَانُهَا الهَشْيمُ؛ حَتَّى بَاتَ حَالِي يَشْحُذُ مِنْهُ الشَّفَقَةَ .. لاأَعْرِفُ مَا جَرِيرَتِي ؟, ولَمْ أحْسُبْ صَدَىً اغْتَالَ وَهْمَ سَنَوَاتِ الشَّقَاءِ,
عِنْدَمَا جَذَبَنِي مِنْ مَجْمَعِي مُحَاوِلًا أنْ يُرْدِينِي أَرْضَا, لاتَنْفَكُ مَلامِحُهُ قَاطِبَةً, فِي حِين تُنَاشِدُ لَفَائِفِي ووَهَنِي عَدَمَ الْحَرَكَةِ حَتَّى أرْأَمَ, وبِصَوْتٍ جَهْوَرِيٍّ :
ارْحَلِي لِأهْلِك فَقَدْ انْخَزَعَ نَفْعُكِ بِالْبَيْتِ .
تَذَكَّرَتُ حِينَهَا عِنْدَمَا حَاوَلَ ذَاتَ مَرَّةٍ أَنْ يُبْصِرَنِي مَتْنَهُ, ويَتَرَقَّبُ تَقَاسِيمَ وَجْهِي الَّذِي أشَحْتُ بِهِ بَعِيدًا حَتَّى لاتَجْرَحهُ الطَّوَاِرفُ, وابْتَسَمْتُ حَسْرَةً والدُّمُوعُ مُنْهَمِرَةً .. تَتَوَسَّلُ عَيْنَايَ جُمُودَ وَجْهِهِ الْعَبُوسِ ..
أَيْنَ أذْهَبُ ؟ ولِمَنْ؟, وكَيْفَ لِي حَتَّى القِيَامُ مِنْ مَرْقَدِي الَّذِي أتَوَسَّدُهُ مَسْلُوبَةَ الْمُنَّةِ ؟
لَمْ يَكُنْ بِوسْعِي إلا أَنْ أتَقَلَّبَ عَلَى القَتَادِ .. حَامِلَة الضَيْمِ أمَامَ جَلافَتِهِ حَتَّى لاأَعُود إلَيْهَا ..
يَمُرُّ أمَامِي شَرِيطُ الأحْدَاثِ حِينَمَا قَرَّرَ الطَّبِيبُ وُلُوجِي حُجْرَةَ الجِّرَاحَةِ عَلَى عَجَلٍ, كَانَ يُجَاهِدُ العُزُوفَ عَنْ إجْرَائِهَا رَغْمَ التَّصْرِيحِ بِأنَّهَا فَقَط إنْقَاذ للْحَيَاةِ, ولَمْ يُفَكِّرْ فِي النَّتَائِجِ الَّتِي تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا
وتَمُرُّ عَجَلَةُ الأيَّامِ, وأتَمَاثَلُ لِشِفَاءٍ يَجْعَلُنِي أُبَاشِرُ بَعْضَ الأُمُورِ البَسِيطَةِ ..
كَانَ مَايُسَيْطِرُ عَلَى تَفْكِيرِي هُوَ أنْ أُخَلِّصَ الفَتَاتَيْنِ مِنْ قَبْضَتِهِ طَالَمَا مَازِلْتُ أَتَمَتَّعُ بِشَهْقَةِ هَوَاءٍ؛ فقد وَجَدْتُها فِيِه بِكُلِّ تَفَاصِيلِهَا, لايُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا سِوَى مَعَالِمِ الوَجْهِ .
كَانَ قَاسِيًا .. عَنِيفًا .. كَدُودًا عَلَيْهِمَا
حَتَّى اشْتَاقَتْ كَلُّ مِنْهُمَا الْخَلاصَ كَمَا تَمَنَّيْتُهُ فِي المَاضِي؛

قُمْتُ بِتَجْهِيزِهِمَا رَغْمَ تَهْدِيدِه بالانْفِصَالِ إذَا ما أقْدَمْت عَلى ذَلِكَ, أتْمَمْتهُ مُسْتَعِينَةً بِبَعْضِ مَاانْكَفَأْت بِهِ عَلَى رُكْبَتَيَّ وادَّخَرْتُهُ مُعِينَا لِي عَلَى زَمَنٍ أجْهَلُ مَعَالِمَهُ ...
, وكَانَ الانْعِتَاقُ حَلِيفَهُمَا
تَحَرَّرَتَا .. رَغْمًا عَنْهُ؛ فأَعْلَنَ عَلَى إثْرِ ذَلِكَ ضَارِيَ الحَرْبِ, واتَّهَمَنِي بِأنِّي أفْقَدْتُهُ أحَدَ أرْكَانِ المَنْزِلِ بِفَقْدِهِمَا؛ وأَضْرَمَ نَارَ الحَرْبِ لأُسَلِّمُ ... ولَمْ أسْتَسْلِم ...
.
لَمْ يَجِدْ وسِيلَةً سِوَى أنْ يَسْلُبَنِي مَاتَبَقَّى مَعِي حَتَّى لاأُقْدِمُ عَلَى خُطْوَةٍ أُخْرَى كَانَ يَخْشَاهَا, وقَدْ حَارَبَ مِنْ أجْلِهَا بِكُلِّ مَا أُوتِيَ مِنْ قُوَّةٍ - زَوَاجُ ابْنِهِ الأكَبْر - والَّذِي دَفَعَهُ بِجَهَالَةٍ لِطَرِيقِ الفَشَلِ فِي دِرَاسَتِهِ بِحُجَّةِ مَسِيرَةٍ أبَتْ إلَّا أنْ تَعْنَقَ نَحْوَ الثَّرَاءِ بِصُحْبَتِهِ, ومَا إنْ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ عَنْ مُسْتَقْبَلِهِ, وتَعَلَّقَ بِأَذْيَالِ أمَلٍ وَهْمٍ حَتَّى لَفِظَهُ بَعِيدًا عَنْهُ .

كَانَتْ المُطَارَدَاتُ عَنِيفَةً عَنِيدَةً, والأنْفَاسُ تَلْهَثُ بَيْنَ مُتَصَيِّدٍ ضَبَّتْ لِثَاتُهُ, وفَرِيسَةٍ تُحَاوِلُ الفِرَارَ مِنْ بَيْن بَرَاثِنِه المَسْمُومَةِ؛ فلَمْ أَجِد وسِيلَةً إلَّا أنْ أحُّطَ بِمَا حَمِلْتُ لأخْتِي الَّتِي كَانَتْ تَنْتَظِرُ يَوْمًا تَرُدُّ لِي مَاأوْدَعْتهُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ إيثَارٍ ووِدَادٍ .

ماتَبَقَّى مَعِي كَانَ كَافِيًا لِدَفْعِ مُقَدَّمِ سَيَّارَةٍ ابْتَعْتُهَا بِقَنَاعَةٍ مِنْهَا, حَيْثُ فَازَتْ بِنَصْبِ حَبَائِلِهَا عِنْدَمَا ألَحَّتْ بِالفِكْرَةِ لأعْتَاشَ مِنْهَا, فَقَدْ أَبَى إلَّا أنْ أَبِيتَ عَلَى الطَّوَى ,
وكَضَامِنٍ لِي فِي تِلْكَ الصَّفْقَةِ الرَّابِحَةِ .. أجْبَرَتْنِي وابْنِي بِالتَّوْقِيعِ لَهَا عَلَى مَبْلَغٍ يُكَافِئُ ثَمَنَ السيَّارَةِ باعْتِبَارِهِ أمَانَةً أوْدَعَتْهَا بِحَوْزَتِنَا
لِحِينِ سَدَاد الأقْسَاطِ البَنْكِيَّةِ, وعَنْ قَنَاعَةٍ بَعْدَمَا اسْتَنْجَزَتْ مُهِمَّتَهَا, أوْجَدَتْ لِي الشَّخْصَ الَّذِي ارْتَأَتْهُ أمِينًا عَلَى إدَارَتِهَا, وأسْلَمَتْهَا لَهُ .
ولضَعفِ حِيلَتِي وقِلَّةِ خِبْرَتِي وَافَقْتُهَا رَغْمًا .
لَمْ يَمُرّ شَهْرَانِ إلَّا وقَدْ فَقَدْتهَا, بَعْدَمَا أصْبَحْتُ خَاوِيَةَ الوِفَاضِ,
واخْتَفَى السَّارِقُ بِمَا سَرَقَ .!


يتبع

آمال المصري
25-09-2012, 11:45 PM
" 4 "

كانَت هي المرَّة الأُولى منذُ أنْ تزوَّجْت الَّتي عزَمْتُ فيها على زِيارتِها؛ أدْعُوها لحضُورِ حفْلِ زِفافِ ابْنتي الصُّغْرى,

كانَ لي فيها حُوبَةٌ, رفِيعةَ السناءِ باذِخةَ الذّرَى هِي .. لكنَّها كالحِجَارةِ أشدّ منْها قسْوَةً؛ ممَّا دَفَع أبْنَاءها للانْفِضاضِ مِنْ حَوْلِها, تارِكين السَّاحةَ خاوِيةً إلَّا منْها وزوْجَها الدِرْدَح وشيْبًا ذَرَأَ على ما تَبَّقى من أيامِها, وثرْوةً كبيرةً تناسَلتْ منَ الرَّبْط على بطنيْهِما .

بدَعْوةٍ هاتِفيَّةٍ منْها كانَتْ زِياراتي المُتكرِّرةُ, حيْثُ اسْترْسَلَت إليَّ بأنْسِها, رُوَيْدًا .. تَمَازَجَ الحُضُورُ باسْتشَاراتٍ في أُمورٍ حياتِيَّةٍ, ثُمَّ مالبثتْ أنْ تحَوَّلتْ لمُساعداتٍ منزليةٍ, وخَجلًا منِّي وافقتُ على مضَضٍ .
كانَتْ بدايةَ اقْتِحامِ حياةٍ استَمرَّت ثلاثينَ عامًا وَقَّرْتُها وجَلَّلتُها بالغُمُوضِ ..
توغَّلَتْ في تَفَاصِيلي, فأخْلَدْتُ إليْها بثِقتي !... أشْعَرَتْنِي بالاحْتِوَاءِ الَّذي أفْتَقِد, فَوَارَيْتُ أوْجَاعي بِثَرَاها .. ولمْ أحْسَبْ أنَّني بذَلِك قدْ فتحْتُ بابًا لايُغْلقُ, فباتَتْ تَرْسُمُ لي مسَارَاتٍ وطرقًا أسلُكُها؛ لتُغْنيني بها عنْ انْتِظارِ فتاتٍ أو لقيمةٍ منْه تحُييني .

وتَمَرُّ الأيامُ ...
يَرنَّ الهاتفُ لأسْمَعَها جَاهِشةً ناشِجةً بأنَّ زوْجَها فاظَتْ نفْسُه أمامَها, يسْتَغيثُ عجْزُها بِليِّنِ مِعْجَمي .. فالأبناءُ تُشتِّتُهم الغربةُ؛ أسرعْتُ إليْها, لأجِدها ترْتَجفُ ودُموعُها تسْتَدِّر منِّي الكلِمات :
* لا تقْلقِي لنْ أترُكَك أنَا لكِ كمَا ترِيدِين !
" كمَا تُرِيدِين " ؟ ويَالها من كلِمَةٍ تفوَّهْت بِها ! آااه لوْ كُنْتُ أعْلمُ ماتُريد ؟
تَمَّتْ مرَاسِمُ التأْبينِ وانْفضَّ الجميعُ منْ حوْلِها لتَجُوبَ جدْرانَ المنْزلِ بعيْنيْها تائِهةً في بيْداءِ الفكْر, ثُمَّ ترْمِيني بطَوارفِها تنْتَظِرُ الجَواب : لنْ أتَخَلَّى كمَا وعدْتُ
كانَتْ على يقينٍ منْ حاجَتِي بعدَما سُرِقَت سيارَتي وأصْبَحتُ خاويةَ الوِفَاضِ إلَّا منْ بَعْضِ ما يَجْلُبه لي ابْني منْ مبلغٍ زهيدٍ لايكْفي لأتَمِّمَ الأقْساطَ الشهْريةَ ... وأحْصُلُ على قُوتِي ..
أنْتِ ابْنتِي ... أصْرَفَتْ بها وصِيفَتَها
أنْتِ ابْنَتِي ... أعْفَت بها منْ يَتَسَوَّق لهَا
أنْتِ ابْنَتِي ... لمْ أتَنَاولْ طعامًا منْ أيدٍ غيْر يديْك قَبْلَ اليَوْمِ
.. نعَمْ مَاذَقَتْنِي في الوُدِّ...وقدْ فَلَجَ سَهْمُها, وفَازَ قِدْحُها .
وبِحَصَافةٍ وكِياسَةٍ قبَضَتْ على مسَاعِيَّ في محاوَلةِ إيجادِ حُلولٍ قضَائِيَّةٍ لاسترْدادِ ما سُرِق مني؛
فلَجأتْ لأحدِ مَعارفِها ليَتَبنَّى قضِيَّتي وحضَّضَنِي بأنَّها ستكُونُ خاصَّتَه حتَّى ينَالَنِي حقِّي كاملًا دونَ سعْيٍ منِّي, وبدوْرِها نَمَّقَت ويرْقَشَتْ ليَ البُهْتانَ, صَدَّقْتُ وتَعَلَّقْتُ منْها بهُدْبِ أملٍ؟
بذَلْتُ لها طَاعَتِي وألْقيتُ إليْها رِبْقَتي, كانتُ لا تَصْحو إلَّا بحُضُوري .. ولا تَنْهَمُ وتَمْرَأُ إلَّا ممَّا أصْنَعُه بيديَّ .. ولا تثِقُ إلَّا بِما أبْتَاعُهُ لها, قالتْ لي كثيرًا : أنتِ منْ تُشْعِرُني بالحياةِ .. أنْتِ ابْنتي بحقٍ .. رُبَّما لمْ أسمَعْها منْ قبْل فجَاءَتْ بَلْسَمًا يَمْسَحُ بعضَ الكَمدِ رَغْمَ ما أعَانِيهِ منْ مَشَقَّةِ عَمَلٍ لا أتَذوَّقُ فيه للدَعةِ طعمًا يوميًا حتَّى أغادِرَها بعْدَما يقْتَاتُ التَّعبُ منِّي ويرْتَوِي ..
أذْهبُ لمُتَّكئي جَسَدًا ميِّتًا تعْبثُ بِه الرُّوحُ .. يُلْقِي نَظْرةً لاذِعةً, ثُمَّ يرْميني بِعَوْراءِ القَوْلِ أن الآتي أشدَّ وأقْسى وما ارْتَأيْته منْ ذُلٍّ وكَمَدٍ ماهو إلَّا تمْهيدًا للمَزِيدِ : سَتُجْهزُ على ما تَبَقَّى منْ كرامةٍ فيكِ .. سَتتلمَّظُك متلذِّذةً بمذلتِك ثمَّ تَمُجُّكِ على يسَارِها

كانَ الصِّراعُ عنيفًا بينَها وبيْنَ أبنائِها على ماتَرَكَه الوالدُ منْ إرثٍ, وازْدادَ الهجران واتَّسَعَت كُوَّتُه, فتَمَزَّع الحَنَقُ بيْنهم كما ازْدادَت هي تَسَعُّرًا وتَلَعُّجًا, وكنتُ مجردَ شاهدٍ صامتٍ لا تعْنِيني الأحداثَ رغْم أنَّها كانتْ ترْمي في بئْري مالا يرتفع له حِجَابُ سمْعي .

عُدْتُ يَوْمًا خَائِرَةَ القُوى ... وما إنْ آوَيْت لمُضَّجِعي ليَرِنَّ الهاتِفُ وتَكُون صاعِقة جدِيدة أنْ ابِني قدْ تعرَّضَ أثْنَاء عوْدتِه منَ الصَّلاةِ لاعتداءٍ وحشيٍ أصَابه بكسرٍ في الرأسِ انْتقلَ على إثرهِ إلى المشْفَى ....



يتبع

آمال المصري
25-09-2012, 11:45 PM
" 5 "

على الفورِ ركضتُ إليه لأجده مستلقيًّا على ظهرهِ مكبلًا بقيدٍ حديديّ طرفه الآخر بيدِ شرطيٍّ أبَى أنْ يفكَه.

لفقتْ له زوجُ خالِه تهمةَ تعدٍّ عليها وابنيْها قبيل أنْ يشرعوا في قتلِه, ثم سارعوا بشكايتِه, وماأن أفضى من صلاةِ المغربِ, وانصرفَ متوجِّهًا إلى عملِه, انهالوا على رأسِه بآلةٍ من الحديدِ ليردوه على الأرضِ مضرجًا في دمائِه, أحدُ المارةِ يأخذه إلى قسمِ الشرطةِ بسيارتِه, يُصعقُ من تحريرِ محضرٍ مسبقٍ ضده وبدلًا من نجدته تقيد يداه.
ثارتْ ثائرتي عندما رأيته يترنحُ ..لا يعي ما حوله .. تجري دماؤه تحتَ قدميه؛ أنهرُ المحققَ الذي يتهكم ساخرا .. أطالبه فكَّ قيدِه في محاولة لاسعافه ... يأمرُ بتحويلِه تحتَ حراسةٍ مشددةٍ, وتقومُ المشفى بتحويلِه إلى طوارئ الحالاتِ الحرجةِ القاطنةِ في مدينةٍ أخرى؛لافتقارِهم التشخيصِ الدقيقِ للحالة !.

تقلنا عربةُ إسعافٍ انتهى عندها مهمة القيدِ الحديدي؛ لتتلقفه أيادي الأطباء مابين فحوصٍ وصورٍ مقطعية لحالةِ الدماغ ... تأتي النتائج أنه مصابٌ بكسرٍ مضاعف في عظامِ الجمجمة ونزفٍ في المخ حيث انتقل على الفورِ إلى غرفةِ الجراحة التي تَوارى خلفَ بابِها كل أملٍ في عودته بعدما أقرَّ أحدُ الأطباءِ أن سويعات ويفقدُ حياتَه إنْ لمْ يتم انقاذه سريعًا ..

يمرُّ أمامي شريطٌ أسود الأحداث تسببت لي فيه منذُ نعومةِ أظفاري, كانت نهايتَه هذا اليوم المشؤوم, ولا أدري حينها هل هي نهايته حقًّا أم أنه مازال هناك بقايا وجعٍ ؟؟

تذكرتُ استدراجها له ذاتَ مرَّةٍ تحفِّزُه على العملِ وأعطته دكانًا في عقارٍ لها, فاعترضْتُ بشدةٍ ليقيني بما سيواجهه من مشكلاتٍ مع ابنها وزوجِه وأولادِه القانطين به !

شهرٌ مضى كأعوامٍ توقعتُ فيه أكثرَ مما حدثَ .. عندما جرحت زوجُه نفسَها جرحًا غائرًا ونسجتْ حوله خيوطَ قضيةٍ هو منها براءة؛ لاستيائِه من اقتحامٍ متكررٍ لدكانه ونهب مابه من مشغولاتٍ وأدوات؛ فسارعَ بتركِ المكان, والانتقال لآخر .
لم يتركوه بل كادُوا له عندما افتضحَ أمرهَم وباتت الأيامُ لاتخلوا من تهديدٍ ووعيد, بيَّتوا له النوايا الخبيثة وانتظروا عودته من الصلاةِ وكان ماحدث.

أقفُ عندَ بوابةٍ خارجيةٍ أتسولُ شفقةَ المارةِ علَّ أحدهم يطمئنني أنه مازالَ على قيدِ الحياة .. وإذا بهاتفي يرنُّ .. أسمعُ جمودَ صوتِها يئد بقايا ودٍّ كنتُ أحمله لها وهي تبرئُ الجناةَ وتعنِّفُني بالقولِ.

خرجَ تركضُ حوله ملائكةُ الرحمةِ إلى غرفةِ العنايةِ الفائقةِ .. يلحقهم الطبيبُ معربًا عن خطورةِ الحالة.. وأنا أُجمِّلُ الألمَ بأماني كاذبةٍ وآمالٍ تنتحب,
حتى كتبَ اللهُ له النجاةَ, وإن كان سيواجه حياةً جديدةً تحرمُ عليه ما أُحِلّ لأقرانه.

يتبع

ربيحة الرفاعي
26-09-2012, 01:28 AM
هل نحن في الحلقة الأولى من رواية جديدة؟
ولعلي بهذه العراقة في اللغة أقول جديدة في مجمل الخط الروائي ببساطة لغته ومباشرة القول في معظمه
نص أراه مثيرا لتساؤلات كبيرة حول قابلية المتلقي لهذا النسق، وأراه أيضا طبقا رائعا على موائد النخب الأدبية

بانتظار التتمة نبقى

مع التحية

مصطفى حمزة
26-09-2012, 11:38 AM
أختي العزيزة ، الأستاذة آمال
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ نصّاً سرديّاً مؤثّراً ، ذكّرني بأيّام طه حسين ، وآلام فارتر ..
بوحٌ ملؤه الأسى ممزوجاً بالحب المُعاقـَب بالجحود !
لزمتِ أختي الفاضلة ما لا يلزم حين حرصتِ على الضبط الكامل لكلمات هذا الجزء من القصّة ، فوقع من الأخطاء الكثير !
- أحسِبُ = أحسُبُ
- مِقْعَداً = مَقعَداً
- فأهرَعُ = فأُهرَعُ ( بضم الهمزة )
- أهرَبُ = أهرُبُ
- قَرِعَ = قَرَعَ
- شِتاتي = شَتاتي
وغيرها ...
أرجو أن تتقبلي استدراكي ، ونصيحتي بعدم الضبط الكامل
تحياتي وتقديري

عبد السلام دغمش
26-09-2012, 12:04 PM
الاخت الفاضلة امال
نص جميل ينبئ عن حبكة قصصية تشد من قراها ان يتتبع سلسلتها..لا يعيب النص ابدا جزالة لفظه..ولكنني تمنيت ان تيسر الالفاظ على من يقراها اكثر لأن الموضوع يمس قطاعا من النساء عانين الظلم و ضحين باحلامهن ليكون الفرار من سيء الى اسوأ.. وصدق رسول الله : استوصوا بالنساء خيرا
تقولين في النص :ختلتني لوامعا يرف بريقها ..ولكنها لوامع بالضم..
دمت مبدعة ونترقب ما بعد ذلك

عصام ميره
26-09-2012, 01:13 PM
أ . آمال المصري ..
قرأت القصة وسرحت بخيالي بعيدا ..
كم مر علينا من مآس لنساء تعانين من مشكلات متعددة ..
يشعرن بالظلم ..
يمنحن كل مالديهن من حنان وحب ..
ويُقابل ذلك منهن بالجحود والنكران ..
ويدفعن الثمن فعلا من عمرهن ..
عسى الله أن يجازيهن عن صبرهن جنات لاظلم فيها ولاجحود ..
تحيتي لك

عبد المجيد برزاني
26-09-2012, 08:56 PM
المبدعة القديرة أمال :
عندنا في المغرب مثل جميل يقول تقريبا ما معناه :
"نساء كثيرات لم يحضين برجال .. ورجال كثيرون لم يحضون بنساء.."
والحب المجازى بالنكران والجحود ليس قصرا لا على المرأة ولا على الرجل.
نص استمتعت بصياغته ولغته وحبكته،،،، شكرا لك.
تحيتي الخالصة وكل التقدير.

كاملة بدارنه
26-09-2012, 10:10 PM
رائعة لغة وفكرة وسبكا عزيزتي الأخت آمال
في انتظار ما سيأتي ...
بوركت
تقديري وتحيّتي

الفرحان بوعزة
26-09-2012, 10:47 PM
هي مأساة تدرجت فيها البطلة ، كانت تطمح أن تنفلت من أزمة فسقطت في أخرى ، الأولى يمكن أن تكون لها نهاية أما الثانية فهي ممتدة ومستمرة .. اللهم إن تدخلت ظروف قاهرة .. سرعة الزواج وعدم التخطيط له كانت وراءه دوافع وحوافز منها : الإحساس بالقهر والقمع والتهميش .. فرغم إثبات تفوقها فسوف تبقى في عينيه لا قيمة لها في نظره .. لأنه اعتاد على سلوكه المشين وتربى على قواعد خاصة به يصعب أن يتخلى عنها ..
نص جميل كتب بلغة قصصية شيقة .. يكشف عن معاناة بعض النساء ، على اعتبار أن بعض الرجال يتصورون أن النساء ما هن إلا بضاعة تستهلك فقط ..
جميل ما أبدعت وكتبت أختي آمال ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

براءة الجودي
26-09-2012, 11:10 PM
متابعة معكِ
لغتك راقية ويستهويني الصعب لأتعلم وأتقوى ودام هنا الجميع من الأدباء الكبار فلا عيب بينما لو كانت القصة معروضة لأدباء مبتدئين لوجدوا صعوبة كما وجدت
وأنا في حالة البحث عن معاني بعض الكلمات التي راقتني
الفكرة التي تتحدثين عنها ايضا واقعية واجتماعية وبالتأكيد الأحداث مشوقة
اظل متابعة أيتها الرائعة
دمتِ

براءة الجودي
26-09-2012, 11:19 PM
قصة بديعة جميلة تحاكي الواقع , الزواج ليست لعبة وهروب من مصيبة لتقبل به دون تفكير وروية واقتناع فهذا قد يزيد الطين بلة
وكلها في النهاية اقدار ودروس في الحياة نتعلم منها ومالمصائب إلا لتكفير الذنوب
وأكثر من يقع عليهن الظلم النساء في هذه المسألة إما بإجبارها بالزواج من شخص لاترتاح له أو هربا من مشاكل البيت فترمي نفسها على اي شخص
وهذا أكبر خطأ في عدم التروي والحكمة في ذلك , وتحمل القصة مسألة اخرى وهو الاعتناء بالسوال عن الخاطب قبل القبول به
وايضا مشاكل البيت لابد من معايشتها وبدلا من الهرب أو البكاء أن نحاول في التفكير لحل يخفف منها على الاقل
ولاننسى الرجال أيضا يقع لهم من ذلك الظلم لاسباب لانحصيها كغجبار الوالدين له أو غيرها من الضغوطات والأمور الكثيرة

حقيقة القصة ستناقش قضايا عدة مثيرة ومفيدة
إضافة غلى اسلوبك جدا قوي وصعب قليلا على المبتدئين امثالي لكن الكلمات الصعبة تستهويني لابحث عن معانيها وتثري ملكتي

شكرا كثيرا لك



حَبَانِي اللهُ مِنَ الأزَاهِيرِ اثْنَتَيْنِ , ومِنَ الْبَرَاعِمِ اثْنَيْنِ سَكَنُوا حُشَاشَتِي .. تَنْظُرُنِي عَلَيْهِمْ أُخْتِي الَّتِي تَعَدَّدَتْ زِيجَاتِهَا بِسَبَبِ الإنْجَابِ حَتَّى وَهَبَهَا الْبَارِي بَعْدَ سَنَوَاتٍ طِفْلاً أَوْلَقَاً, وأَخِي الَّذِي لَمْ يُنْجِبُ إلَّا بَعْدَ زِيجَتَيْنِ, ولِذَاتِ الْسَبَب حَتَّى حَبَاهُ اللهُ مِنْ زَوْجَتِهِ الثَّالِثَةِ والَّتِي كَانَتْ تَتَمَتَّعُ بِقَدْرٍ وَفِيرٍ مِنْ بَذَاءَةِ الْلِسَانِ والْجَّهْلِ

هل لي ان اسالك مامعنى زيجات وزيجتين ؟

فاطمه عبد القادر
27-09-2012, 12:43 AM
فَحَصُلْتُ عَلَى مَاكُنْتُ أتَمَنَّى , ويَزِيدُ ... ويَزِيدُ !؟

السلام عليكم
متى حصلت عزيزتي آمال ,في أي فترة ؟؟
أم كانت سخرية ,؟؟
على العموم نحن حصلنا على قصة حياة مشوقة لامرأة مناضلة ,,وأم مثالية ,وزوجة صبورة
ولكن لا المرأة المناضلة ,ولا الأم المثالية ,ولا الزوجة الصبورة, من أصحاب الحظ الجيد في الحياة
لأن الحياة تعاندهن وتجحد تضحياتهن ,وربما ظروف الحياة نفسها هي التي تصنع منهن مثاليات صابرات مناضلات
لأنني اشاهد بأم رأسي نساء لا يقمن وزنا لأي شيء ,ومع ذلك يحظين بالحظ الوفير من أزواجهن ,فيهتم لها, ويخاف عليها, ويغدق عليها ,ويشكرها دائما على أي شيء تعمله من أجل العائلة حتى لو كان شيئا صغيرا عاديا
على اية حال ,كل واحد في الحياة ينال نصيبه فقط منها ,ولا شيء آخر
كيف ؟؟؟لا أحد يدري
ننتظر القادم يا آمال بكل شوق
ماسة

وليد عارف الرشيد
27-09-2012, 02:04 AM
سرد جميل لحالة إنسانية متوفرة بكثرة في مجتمعاتنا أجدت تصويرها بلغة قوية وأسلوب جميل متمكن ولا عجب فأنت أختاه أديبة قديرة ويطيعك القلم وترضخ لك الحروف
إلا أني ومع كل التقدير للغة أمتعتني شخصيا أعتقد أن بعض مفرداتها بمعجميته لا تتحمله القصة بخلاف النثر
كنت هنا أسجل حضوري بجميلتك مبدعتنا وأنتظر المزيد
مودتي وكثير تقديري

آمال المصري
27-09-2012, 11:00 PM
هل نحن في الحلقة الأولى من رواية جديدة؟
ولعلي بهذه العراقة في اللغة أقول جديدة في مجمل الخط الروائي ببساطة لغته ومباشرة القول في معظمه
نص أراه مثيرا لتساؤلات كبيرة حول قابلية المتلقي لهذا النسق، وأراه أيضا طبقا رائعا على موائد النخب الأدبية

بانتظار التتمة نبقى

مع التحية

أهلا ومرحبا بك سيدتي وبحضورك المائز هنا وإطرائك الطيب وأتمنى أن يُقْبّل النص بقبول حسن لدى المتلقي وأن يروق حرفي لمن يلج
يشرفني مرورك وحرصك الدائم عليه
تحاياي

محمد محمود محمد شعبان
28-09-2012, 01:08 AM
تابعت لأنها أثارت العين ، والروح ، والوجدان
بوركت أديبتنا الفاضلة ، ودمت للإبداع قبلة .

تحيتي


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

آمال المصري
28-09-2012, 01:33 PM
أختي العزيزة ، الأستاذة آمال
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ نصّاً سرديّاً مؤثّراً ، ذكّرني بأيّام طه حسين ، وآلام فارتر ..
بوحٌ ملؤه الأسى ممزوجاً بالحب المُعاقـَب بالجحود !
لزمتِ أختي الفاضلة ما لا يلزم حين حرصتِ على الضبط الكامل لكلمات هذا الجزء من القصّة ، فوقع من الأخطاء الكثير !
- أحسِبُ = أحسُبُ
- مِقْعَداً = مَقعَداً
- فأهرَعُ = فأُهرَعُ ( بضم الهمزة )
- أهرَبُ = أهرُبُ
- قَرِعَ = قَرَعَ
- شِتاتي = شَتاتي
وغيرها ...
أرجو أن تتقبلي استدراكي ، ونصيحتي بعدم الضبط الكامل
تحياتي وتقديري

وأسعد الله كل أوقاتك أخي الفاضل
أعترف بتقصيري وتسرعي بنشره قبل أن يحظى بوقتٍ كافٍ من المراجعة فقد كتبته ونشرته بنفس اليوم
وسأعمل بنصيحتك إن شاء الله أو أتريث قبل الإدراج
شكرا كثيرة لحضورك المثمر
تحاياي

آمال المصري
30-09-2012, 03:49 PM
الاخت الفاضلة امال
نص جميل ينبئ عن حبكة قصصية تشد من قراها ان يتتبع سلسلتها..لا يعيب النص ابدا جزالة لفظه..ولكنني تمنيت ان تيسر الالفاظ على من يقراها اكثر لأن الموضوع يمس قطاعا من النساء عانين الظلم و ضحين باحلامهن ليكون الفرار من سيء الى اسوأ.. وصدق رسول الله : استوصوا بالنساء خيرا
تقولين في النص :ختلتني لوامعا يرف بريقها ..ولكنها لوامع بالضم..
دمت مبدعة ونترقب ما بعد ذلك

بورك الحضور الجميل وتوغلك بالنص لاقتطاف الفكرة كما وردت بخاطري عندما ههمت بالكتابة
وأجل رأيك الكريم وأشكر لك ملاحظتك الصحيحة فهي العجلة لعنها الله من أوقعتني
مرحبا بك في واحتك أديبنا الفاضل
تحاياي

سامية الحربي
01-10-2012, 03:44 PM
رائعة و أكثر رغم الألم حكاية تتكرر بأثواب جديدة دون أن نتعلم في انتظار التتمة بفارغ الصبر. تحية وتقدير .

آمال المصري
01-10-2012, 06:39 PM
أ . آمال المصري ..
قرأت القصة وسرحت بخيالي بعيدا ..
كم مر علينا من مآس لنساء تعانين من مشكلات متعددة ..
يشعرن بالظلم ..
يمنحن كل مالديهن من حنان وحب ..
ويُقابل ذلك منهن بالجحود والنكران ..
ويدفعن الثمن فعلا من عمرهن ..
عسى الله أن يجازيهن عن صبرهن جنات لاظلم فيها ولاجحود ..
تحيتي لك

جميل العبور أخي عصام بالفعل فكثير من النساء تعانين بصمت لتستمر الحياة مهما قوبلن بظلم أو نكران
ويقايضن العمر بالعذاب دون أن يعترضن
ربما من أجل الأبناء .. أو نظرة المجتمع .. أو كما يقال انكسار جناج هو طبيعة الكثير منهن .. ..
بورك المرور
تحاياي

آمال المصري
03-10-2012, 09:09 PM
المبدعة القديرة أمال :
عندنا في المغرب مثل جميل يقول تقريبا ما معناه :
"نساء كثيرات لم يحضين برجال .. ورجال كثيرون لم يحضون بنساء.."
والحب المجازى بالنكران والجحود ليس قصرا لا على المرأة ولا على الرجل.
نص استمتعت بصياغته ولغته وحبكته،،،، شكرا لك.
تحيتي الخالصة وكل التقدير.

صدقت القول أديبنا الفاضل
ولكن هناك رجال لم يعملوا بحديث رسولنا الكريم والذي أوصاهم فيه بالنساء خيرا وحين قال " رفقا بالقوارير"
مرور ثر وتواجدك مثمر
دام ألقك
ومرحبا بك دائما في واحتك
تحاياي

آمال المصري
06-10-2012, 12:16 PM
رائعة لغة وفكرة وسبكا عزيزتي الأخت آمال
في انتظار ما سيأتي ...
بوركت
تقديري وتحيّتي

مرحبا بالكاملة القديرة سعدت بتواجدك هنا وبإطرائك الطيب
دام دفعك
ولك جل التقدير
تحاياي

آمال المصري
08-10-2012, 08:06 PM
هي مأساة تدرجت فيها البطلة ، كانت تطمح أن تنفلت من أزمة فسقطت في أخرى ، الأولى يمكن أن تكون لها نهاية أما الثانية فهي ممتدة ومستمرة .. اللهم إن تدخلت ظروف قاهرة .. سرعة الزواج وعدم التخطيط له كانت وراءه دوافع وحوافز منها : الإحساس بالقهر والقمع والتهميش .. فرغم إثبات تفوقها فسوف تبقى في عينيه لا قيمة لها في نظره .. لأنه اعتاد على سلوكه المشين وتربى على قواعد خاصة به يصعب أن يتخلى عنها ..
نص جميل كتب بلغة قصصية شيقة .. يكشف عن معاناة بعض النساء ، على اعتبار أن بعض الرجال يتصورون أن النساء ما هن إلا بضاعة تستهلك فقط ..
جميل ما أبدعت وكتبت أختي آمال ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

قراءة واعية من أديب قدير وسبر في أغوار الحكاية لاستخلاص الفكرة
شكرا كثيرا لتواجدك المثمر هنا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

آمال المصري
10-10-2012, 08:35 PM
متابعة معكِ
لغتك راقية ويستهويني الصعب لأتعلم وأتقوى ودام هنا الجميع من الأدباء الكبار فلا عيب بينما لو كانت القصة معروضة لأدباء مبتدئين لوجدوا صعوبة كما وجدت
وأنا في حالة البحث عن معاني بعض الكلمات التي راقتني
الفكرة التي تتحدثين عنها ايضا واقعية واجتماعية وبالتأكيد الأحداث مشوقة
اظل متابعة أيتها الرائعة
دمتِ

تواضعك شاعرتنا الرائعة أكبره وأحترمه
بورك العبور الجميل وعبق تركه حرفك بين السطور
وأهلا ومرحبا بك على صفحاتي والواحة
شكرا كثيرا لك
مودتي والتحايا

آمال المصري
13-10-2012, 10:47 AM
قصة بديعة جميلة تحاكي الواقع , الزواج ليست لعبة وهروب من مصيبة لتقبل به دون تفكير وروية واقتناع فهذا قد يزيد الطين بلة
وكلها في النهاية اقدار ودروس في الحياة نتعلم منها ومالمصائب إلا لتكفير الذنوب
وأكثر من يقع عليهن الظلم النساء في هذه المسألة إما بإجبارها بالزواج من شخص لاترتاح له أو هربا من مشاكل البيت فترمي نفسها على اي شخص
وهذا أكبر خطأ في عدم التروي والحكمة في ذلك , وتحمل القصة مسألة اخرى وهو الاعتناء بالسوال عن الخاطب قبل القبول به
وايضا مشاكل البيت لابد من معايشتها وبدلا من الهرب أو البكاء أن نحاول في التفكير لحل يخفف منها على الاقل
ولاننسى الرجال أيضا يقع لهم من ذلك الظلم لاسباب لانحصيها كغجبار الوالدين له أو غيرها من الضغوطات والأمور الكثيرة

حقيقة القصة ستناقش قضايا عدة مثيرة ومفيدة
إضافة غلى اسلوبك جدا قوي وصعب قليلا على المبتدئين امثالي لكن الكلمات الصعبة تستهويني لابحث عن معانيها وتثري ملكتي

شكرا كثيرا لك




هل لي ان اسالك مامعنى زيجات وزيجتين ؟

قد لملمت كل الخيوط التي تتضمنها القصة بمهارة أخت براءة وهذا ما أعنيه بالفعل
أما عن اللغة فلا تصعب على أمثالك من أدباء واحتنا الكرام
زيجات جمع زيجة أي زواج وفي قاموس المعاني زِيجة : جمع زِيجات : زواج " انخفض معدَّل الزِّيجات في السَّنوات الأخيرة ".
أكرر الترحيب بك في صفحتي وبوركت ألفا على زيارتك الرائعة
تحاياي

آمال المصري
15-10-2012, 09:17 PM
فَحَصُلْتُ عَلَى مَاكُنْتُ أتَمَنَّى , ويَزِيدُ ... ويَزِيدُ !؟

السلام عليكم
متى حصلت عزيزتي آمال ,في أي فترة ؟؟
أم كانت سخرية ,؟؟
على العموم نحن حصلنا على قصة حياة مشوقة لامرأة مناضلة ,,وأم مثالية ,وزوجة صبورة
ولكن لا المرأة المناضلة ,ولا الأم المثالية ,ولا الزوجة الصبورة, من أصحاب الحظ الجيد في الحياة
لأن الحياة تعاندهن وتجحد تضحياتهن ,وربما ظروف الحياة نفسها هي التي تصنع منهن مثاليات صابرات مناضلات
لأنني اشاهد بأم رأسي نساء لا يقمن وزنا لأي شيء ,ومع ذلك يحظين بالحظ الوفير من أزواجهن ,فيهتم لها, ويخاف عليها, ويغدق عليها ,ويشكرها دائما على أي شيء تعمله من أجل العائلة حتى لو كان شيئا صغيرا عاديا
على اية حال ,كل واحد في الحياة ينال نصيبه فقط منها ,ولا شيء آخر
كيف ؟؟؟لا أحد يدري
ننتظر القادم يا آمال بكل شوق
ماسة

وعليكم السلام أخت ماسة
لم تحصل البتة ياعزيزتي ولكن كان تهكماً وسخرية على أحلامٍ كدودة ووعودٍ بالية
وتستمر الحياة كما رسمتها الأقدار رغما
شرفت النص يارائعة
فأهلا ومرحبا بك دائما
تحاياي

آمال المصري
18-10-2012, 12:49 AM
سرد جميل لحالة إنسانية متوفرة بكثرة في مجتمعاتنا أجدت تصويرها بلغة قوية وأسلوب جميل متمكن ولا عجب فأنت أختاه أديبة قديرة ويطيعك القلم وترضخ لك الحروف
إلا أني ومع كل التقدير للغة أمتعتني شخصيا أعتقد أن بعض مفرداتها بمعجميته لا تتحمله القصة بخلاف النثر
كنت هنا أسجل حضوري بجميلتك مبدعتنا وأنتظر المزيد
مودتي وكثير تقديري

ولأنها حالة متوفرة كما قلت أديبنا الرائع, وكما لمست من الواقع؛ فقد استفزت حرفي وقلمي لترجمتها وأحمد الله أن نالت استحسانكم
وأحترم رأيكم فيما ذهبت إليه ولكنه داء لم أتمكن من انتفاضه أو التخلص منه فأرجو أن تتحملوني
مرورك استطابت به النفس أخي
دمت بود وألق
تحاياي

آمال المصري
20-10-2012, 12:01 AM
تابعت لأنها أثارت العين ، والروح ، والوجدان
بوركت أديبتنا الفاضلة ، ودمت للإبداع قبلة .

تحيتي


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

مرحبا بك هنا أديبنا الفاضل وشكرا كبيرة للثناء الطيب
دمت بالخير
وكل عام وأنت بخير
تحاياي

آمال المصري
21-10-2012, 03:41 PM
رائعة و أكثر رغم الألم حكاية تتكرر بأثواب جديدة دون أن نتعلم في انتظار التتمة بفارغ الصبر. تحية وتقدير .

مرحبا بك أخت غصن وشكرا للثناء الطيب والحضور
دمت بخير
وكل عام وأنت بخير
تحاياي

رسول عبد الله
22-10-2012, 03:02 PM
نص جميل ومبدع فيه شيء من واقعية نجيب محفوظ الذي طالما قرأنا في رواياته عن شخصيات مماثلة تملأ دنيانا وحاراتنا ..
ننتظر ان نكمل معك القصة او الرواية ..
شكرا سيدتي .

آمال المصري
23-10-2012, 07:43 PM
نص جميل ومبدع فيه شيء من واقعية نجيب محفوظ الذي طالما قرأنا في رواياته عن شخصيات مماثلة تملأ دنيانا وحاراتنا ..
ننتظر ان نكمل معك القصة او الرواية ..
شكرا سيدتي .

أكرمك الله كما أكرمت نصي بعبورك أخي وبثناءك الذي أتمنى أن أستحق
دام دفعك
ومرحبا بك في واحتك وعلى صفحاتي
تحاياي

آمال المصري
12-11-2012, 03:47 AM
لَوْ امْتَطَى الْفَقْرُ صَارُوخَاً لَنْ يَلْتَحِق بِي ...
هَكَذَا وَصَلْت بِه !؟



وأنَا أنْكَفِئُ عَلَى أَرْبَعٍ أجُوبُ رُدْهَةَ البَيْتِ فَوْقَ الأوْرَاقِ, أخُطُّ عَلَيْهَا تَقَاسِيمَاً, أُسَافِرُ مَعَ كُلِّ انْحِنَاءَةٍ بِهَا لِذِكْرَيَاتٍ غَابِرَةٍ لاتَنْمَحِي .. هُجُوم ضار .. مُوَاجَهَاتٌ لِحُشُودٍ تَغْدُو وتَرُوحُ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ؛ مُعَلِّلينَ رَفْضَهُم واسْتِنْكَارَاتِهِم لِمُخَامَرَتِي الَّتِي فَعَلْت, أَنَّ كُلَّ ذِي عَاهَةٍ جَبَّار, وأَنَّهُ لا بُدَّ أنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ أَرْفَعُ فِيهِ رَايَةَ عِصْيَانِي عَلَى الْفَقْر
جَابَهْتُهُم جَمِيعَاً مُتَشَبِّثَة بِدَيْمُومَتِي؛ أَدْرَأُ عَنْهَا مَايَؤُودُهَا .
فَجَاءَ الْضَّرْبُ مُبْرِحَاً, والتَّعْذِيبُ بَلَغَ مِنَ الشِّدَةِ مَدَاهُ؛ فَأرْدَانِي طَرِيحَةَ الفِرَاشِ لاأقوَى عَلَى الحِرَاكِ كَمَنْ وَلَجَتْ مِنْ حَلَبَةِ مُصَارَعَةٍ : مَسْدُودَة العَيْنَيْنِ بِكُتْلَتَيْنِ مِنْ لَحْمٍ أَزْرَقٍ مُدَمَّمٍ, وشَعْرٍ قَدْ نُتِفَ مُعْظَمُهُ؛ فَبَدَتْ فَرْوَةُ الرَّأْسِ مِنْ بَيْن مِسَاحَاتِهِ كَقَرْعَاءٍ جَرْبَاءٍ .. وجَسَدٍ أبْدَعَتْ فِي تَشْكِيلِ خَارِطَةٍ جَدِيدَةٍ لَهُ بِتَضَارِيسٍ وألْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ.. وعَقْلٍ رَسَمَتْ اللَكَزَاتُ مَعَالِمَ مُمَيَّزَة؛ فَجَعَلَتْهُ يُسَارِعُ للْخَلاص .

رَغْمَ ثُبُوتِ الرُّؤْيَةِ بَعْدَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ, ونَيْفٍ مِنَ الأبْنَاءِ, ازْدَدْتُ إصْرَارًا عَلَى اسْتِبْدَالِ نَظْرَةٍ كَادَتْ تَغْتَالنِي؛ اقْتَرَبَتْ بِهَا لِسَحْبِ بِسَاطَ النَّجَاحِ مِنْ تَحْتِ قَدَمَاي,
أوْ رَبَّمَا اشْتَقْتُ لِنَظْرَةِ رِضَاً حَتَّى لَوْ ابْتَعْتَهَا مِنْهَا؟! , رَغْمَ ثَرَائِهَا سَتَنَال الثَّمَنَ وتَمْنَحَنِيهَا
عَقَدْت العَزْمَ عَلَى المُضِيِّ قُدُمَاً, ومَاكَانَ مِنْهُ سِوَى الإنَاطَة بِأَمَلٍ ارْتَآهُ وَاهِيَ النَّسْجِ, ولَكِنْ لِمَ لا وأنَا مَنْ فَرَدَتْ كَفَّيْهَا للْسَّعْي ؟.
أحْضَرَ مَاطَلَبْته وانْطَلَقْتُ أَفْنِي كُلِّي فِي تَحْضِيرِ التَّصَامِيمِ
كُنْتُ أَرْعَى أطْفَالِي نَهَارًا حَتَّى إذَا أخْلَدُوا للْنَّومِ, وأَخَذَ كُلٌ مِنْهُم مُتَّكَأً, أَزِيحُ فُرُوشَاتِ الأرْضِ لِيَبْدُو بَلاط المَنْزِلِ, وأَظَلُّ جَاثِيَةً عَلَى رُكْبَتَيّ طَوَالَ الليْلِ أتَأَنَّق
ورَأْسِي بِجِوَارِ قَدَمَيْه ...
تَذَكَّرْتُ حِينَهَا عِنْدَمَا اشْتَقْتُ كَكُلِّ النِّسَاءِ أوْ بَعْضِهِنَّ لإصْبَعٍ مِنْ أحْمَرِ الشَّفَاةِ لأتَزَيَّنَ لَه فَكَانَ الرَّفْضُ يَسْبِقُ الرَّجَاءَ, تَطَاوَلْتُ عَلَى بِنْطَالِهِ .. سَطَوْتُ عَلَى بَعْضِ الْجُنَيْهَاتِ وأشْتَرَيْتُ مَا اشْتَقْتهُ, وتَزَيَّنْت ...
- وقَذَ جَوَانِحِي مُوَبِّخَاً : وَهَلْ تُعِدِّي نَفْسَكِ أُنْثَى ؟ عِنْدَمَا أدْفَعُ ثَمَنَه سَيَكُونُ لِزَوْجَةٍ جَدِيدَة !
ثرْتُ لأنُوثَتِي .. أوْ رُبَّمَا لكَرَامَتِي أمَامَ أبْنَائِي مُطَالبَةً بِالطَّلاقِ
- مَنْ تَطْلُب الانْفِصَالَ هِي امْرَأَة فَاسِقَة مُومِـ ... !؟
- لاتَتَلَفَّظ, ولا تُكْمِل .. كَفَى ورَبّكَ ..
- بَلْ يَعُدُّهَا القَانُون نَاشِزًا, وعَلَيْهِ فَلتَتَنَازَلِي عَنْ كُلِّ مُسْتَحَقَّاتك وأبْنَاءكِ ولتَرْحَلِي .
صَفَعْتَهُ صَفْعَةً كَانَتْ كَلِمَاتُهُ اللاعِجَةُ أشَدَّ وَقْعَاً عَلَى نَفْسِي مِنْهَا ألْفَاً ..
تَدَخَّلَتْ بَيْنَنَا بَعْدَمَا اسْتَحَالَت الحَيَاةُ؛ فَتَوَجَّسْتُ وهُوَ يُحَاوِرُهَا مُطَالِبَا أَنْ أُقَبّلَ قَدَمَيْهِ أمَامَ عَائِلَتِهِ .. وأَبْنَائِي !.
وخَفَتَ الصَّوْتُ بَعْدَمَا احْتَدَمَ بَيْنَهُمَا نِقَاشٌ؛ فَهَاجَمَتْهُ بِشِدَّةٍ لاتِّفَاقٍ آخَرٍ, خَرَجَ عَلَى إثْرِهِ يَتَنَاوَبُ عَلَى وَجْهِي الصَّفَعَات .. وهِيَ .. تَقِفُ وابْتِسَامَة عَرِيضَة تَغْزُو وَجْهَهَا : الآنَ نِلْتَ مِنْهَا فَاهْدَأْ وطِبْ خَاطِرًا !.
كَرِهْتُ جَسَدِي الَّذِي يَلْتَصِقُ بِهِ, وآثَرْت الاسْتِلْقَاءَ عَلَى أرْضِ الْحُجْرَةِ؛
بَعْدمَا كَانَ يَنْزِغُ اصْبَعَهُ بِقِوَّةٍ فِي جَسَدِي لِيُوقِظني ِوَجِلَةً, ويَسْتَنْكِرُ إذَا مَاوَاجَهْتُه مُعَلِّلا أنَّنِي مُصَابَةٌ بِنَوْعٍ مِنَ الألَسِ يَسْتَوْجِب العِلاجَ, وأنَّهُ قَدْ تَحَمَّلَ مَالا يَقْدِر عَلَى تَحَمُّلِهِ بَشَرٌ , وتَكَرَّرَتْ تلْكَ الفَعْلَة الَّتِي كَادَتْ أنْ تَصْنَعَ مَنِّي أَوْلَقَةً .. كُنْتُ أسْتَيْقِظُ عَلَى تَفْلٍ يَلْصِقُهُ بِوَجْهِي أوْ بِجِوَارِ فَيِّ, فَأَسْرِع مُتَقَيِّأةً مَافِي جَوْفِي
فَيُوقِظُنِي لَكْزًا بِقَدَمِهِ؛ لِيُعَلِّمنِي كَيْفَ أُقَدّم فَرَائِضَ الطَّاعَةِ الَّتِي يَرْجُو, حَتَّى وإنْ بَالَ أوْ تَغَوَّطَ عَلَى وَجْهِي عَمْدًا .
كَرِهْتُ الْمَكَانَ الَّذِي يَحْتَوِي عَرَقه .. عِطْره, وأَنْفَاسه الَّتِي كَادَتْ تَخْنِقُ رُوحِي, واتَّخَذْتُ لنَفْسِي رُكْنَاً بَعِيدًا لايُوجَد بِه سِوَاي .

يَطُلُّ الصَّبَاحُ وأنَا ماتَمَضْمَضَتْ مُقْلَتَيَ بَكَرَى, أسْتَأْنِفُ العَمَلَ حَتَّى أسْتَنْجِزهُ؛ ليَأْخُذهُ ويَخْرُجُ لِحَيِّزِ التَّنْفِيذِ ..
يا إلَهِي ... لَقَدْ نَجَحَتْ المُهِمَّة وحَازَتْ القبُولَ واسْتَلَمَ أوَّلَ دُفْعَةٍ نَقْدِيَّةٍ بَعْدَ عَنَاءٍ وَجَهْدٍ .
كَانَ يَرْقُصُ وتَرْقُصُ حَوْلَه الزُّهُورُ فَرَحَاً
وتَمُرُّ السِّنُون فِي كَدٍّ وكَمَدٍ وعَمَلٍ خَزَعَ مِنْ عَافِيَتِي الكَثِير, ونَالَ مِنْ عُمْرِي زَهْوَهُ وزُهُورَهُ الَّتِي ذَبُلَتْ عَلَى أَرْضِهِ الجَدْبَاءِ
وهُوَ .. يَسْتَبْحِرُ حَدَّ الارْتِوَاءِ الَّذِي لِمْ يَرْوِهِ, ..
كَانَ كَدُودًا .. يَرْمِي لِيَ الفُتَاتَ أَجْرَاً, وأنَا أرِيدُ أنْ أشْتَرَي حُبَّهَا باِلشَّقَاءِ,
أنَزعُ لنَظْرَةِ وِدٍّ مِنْهَا, فَأسْرِع إلَيْهَا أُصَافِيهَا رَاضِيَةً سَعِيدَةً وهِيَ تُطَالِبُ المَزِيدَ , وأنَا أزِيدُ حَتَّى تَمْرَأ .. ولَمْ تُمْرِئ !

ولَكِنْ دَائِمَاً لايَدُومُ حَال ... قَدْ أعْيَانِي الجهدُ, وأصَابَنِي الوَصْبُ؛ فَقَرَّرَ الأطِبَّاءُ عَلَى إثْرِه إجْرَاء َجِرَاحَةٍ عَاجِلَةٍ, وإعْفَائِي مِنْ أيّ جهْدٍ أوْ حِرَاكٍ بَاتَ يُمَثِّلُ خَطَرًا يُهَدِّدُ حَيَاتِي .




يتبع

نداء غريب صبري
16-11-2012, 10:51 PM
معك بدموعي في هذه الرواية الجميلة والموضوع الواقعي الحزين

شكرا لك أختي

بوركت

آمال المصري
18-11-2012, 02:18 PM
معك بدموعي في هذه الرواية الجميلة والموضوع الواقعي الحزين

شكرا لك أختي

بوركت

شكرا لتواجدك هنا أخت نداء
ولا أدمع الله لك عينا
سعدت لمتابعتك فكوني هنا دائما لتكتمل
تحاياي

سعاد محمود الامين
18-11-2012, 07:41 PM
عدت لأثرى حاستى الأدبية فوجدت وجبة دسمة فى نصك الرائع الأسلوب والسرد واللغة العالية الراقية عصية المنال إلا على غواصها شكرا لك على هذا الألق منتظرة مايحدث لبطلتنا الصامدة بوركت

آمال المصري
19-11-2012, 07:46 PM
عدت لأثرى حاستى الأدبية فوجدت وجبة دسمة فى نصك الرائع الأسلوب والسرد واللغة العالية الراقية عصية المنال إلا على غواصها شكرا لك على هذا الألق منتظرة مايحدث لبطلتنا الصامدة بوركت

شكرا لباذخ العبور وكرم الإطراء الذي أتمنى أن أستحقه أخت سعاد
دام دفعك
ومرحبا بك دائما على صفحاتي والواحة
تحاياي

محمد الشرادي
19-11-2012, 08:10 PM
المبدعة القديرة أمال :
عندنا في المغرب مثل جميل يقول تقريبا ما معناه :
"نساء كثيرات لم يحضين برجال .. ورجال كثيرون لم يحضون بنساء.."
والحب المجازى بالنكران والجحود ليس قصرا لا على المرأة ولا على الرجل.
نص استمتعت بصياغته ولغته وحبكته،،،، شكرا لك.
تحيتي الخالصة وكل التقدير.

دخول جيد، ينضح بجمال ما سيأتي.
لا داعي اضبط النص.
مودتي

آمال المصري
24-11-2012, 04:12 PM
دخول جيد، ينضح بجمال ما سيأتي.
لا داعي اضبط النص.
مودتي

شكرا لتواجدك أديبنا الفاضل الذي أضاء المتصفح
تحاياي

لانا عبد الستار
07-12-2012, 08:21 PM
استمتع جدا بالأدب الذي تكون لغته رائعة هكذا

رواية تستحق أن نتابعها

أشكرك

آمال المصري
08-12-2012, 02:32 PM
استمتع جدا بالأدب الذي تكون لغته رائعة هكذا

رواية تستحق أن نتابعها

أشكرك

شكرا لك لانا على التواجد والمتابعة
سررت بك هنا
تحاياي

آمال المصري
18-04-2013, 07:30 PM
للرفع استعدادا للجزء القادم
خالص التحايا لكل من مر وترك بصمة وبسمة

هَنا نور
18-04-2013, 10:00 PM
سيدتي المبدعة أستاذة آمال المصري
عندما أقرأ لكِ أشعر وكأنني أسبح في بحرٍ مائج، فإذا سلمتُ من أمواج اللغة القوية، تكاد تغرقني أمواج الأفكار، فأجدني أغوص في أعماقٍ بعيدة ..أستخلص لؤلؤ المعاني من المحار ..
سبحان من علم بالقلم، علم الإنسانَ ما لم يعلم.
دمتِ مبدعةً سيدتي.

آمال المصري
04-05-2013, 05:53 AM
سيدتي المبدعة أستاذة آمال المصري
عندما أقرأ لكِ أشعر وكأنني أسبح في بحرٍ مائج، فإذا سلمتُ من أمواج اللغة القوية، تكاد تغرقني أمواج الأفكار، فأجدني أغوص في أعماقٍ بعيدة ..أستخلص لؤلؤ المعاني من المحار ..
سبحان من علم بالقلم، علم الإنسانَ ما لم يعلم.
دمتِ مبدعةً سيدتي.


شكرا هنا على الحضور الجميل والإطراء الطيب
سعدت أن راق لك حرفي ونصي المتواضع
ويسعدني أكثر متابعة باقي النص
محبتي

آمال المصري
08-08-2013, 10:17 AM
" 3 "

نَتَسَاقَطُ تِبَاعَا مِنْ لَوْحَةٍ مُطَرَّزَةٍ بِالأوْهَامِ, ويَظَلُّ وَحْدهُ مُعَلَّقَا بِهَا, تَنْتَفِخُ أوْدَاجُهُ بِالغرُورِ, وَيَبْصِقُ عَلَيْنَا خَيْبَاتَهُ .!

جَاءَتْ تَعْلِيمَاتُ الأطِبَّاءِ عَلَى غَيْرِ مَاكَانَت التَوَقُّعَات, والَّتِي أَوْدَت بِمَا تَبَقَّى مِنْ قُوَّةٍ قَدْ خَارَتْ, واسْتَوْطَنَ مَكَانُهَا الهَشْيمُ؛ حَتَّى بَاتَ حَالِي يَشْحُذُ مِنْهُ الشَّفَقَةَ .. لاأَعْرِفُ مَا جَرِيرَتِي ؟, ولَمْ أحْسُبْ صَدَىً اغْتَالَ وَهْمَ سَنَوَاتِ الشَّقَاءِ,
عِنْدَمَا جَذَبَنِي مِنْ مَجْمَعِي مُحَاوِلًا أنْ يُرْدِينِي أَرْضَا, لاتَنْفَكُ مَلامِحُهُ قَاطِبَةً, فِي حِين تُنَاشِدُ لَفَائِفِي ووَهَنِي عَدَمَ الْحَرَكَةِ حَتَّى أرْأَمَ, وبِصَوْتٍ جَهْوَرِيٍّ :
ارْحَلِي لِأهْلِك فَقَدْ انْخَزَعَ نَفْعُكِ بِالْبَيْتِ .
تَذَكَّرَتُ حِينَهَا عِنْدَمَا حَاوَلَ ذَاتَ مَرَّةٍ أَنْ يُبْصِرَنِي مَتْنَهُ, ويَتَرَقَّبُ تَقَاسِيمَ وَجْهِي الَّذِي أشَحْتُ بِهِ بَعِيدًا حَتَّى لاتَجْرَحهُ الطَّوَاِرفُ, وابْتَسَمْتُ حَسْرَةً والدُّمُوعُ مُنْهَمِرَةً .. تَتَوَسَّلُ عَيْنَايَ جُمُودَ وَجْهِهِ الْعَبُوسِ ..
أَيْنَ أذْهَبُ ؟ ولِمَنْ؟, وكَيْفَ لِي حَتَّى القِيَامُ مِنْ مَرْقَدِي الَّذِي أتَوَسَّدُهُ مَسْلُوبَةَ الْمُنَّةِ ؟
لَمْ يَكُنْ بِوسْعِي إلا أَنْ أتَقَلَّبَ عَلَى القَتَادِ .. حَامِلَة الضَيْمِ أمَامَ جَلافَتِهِ حَتَّى لاأَعُود إلَيْهَا ..
يَمُرُّ أمَامِي شَرِيطُ الأحْدَاثِ حِينَمَا قَرَّرَ الطَّبِيبُ وُلُوجِي حُجْرَةَ الجِّرَاحَةِ عَلَى عَجَلٍ, كَانَ يُجَاهِدُ العُزُوفَ عَنْ إجْرَائِهَا رَغْمَ التَّصْرِيحِ بِأنَّهَا فَقَط إنْقَاذ للْحَيَاةِ, ولَمْ يُفَكِّرْ فِي النَّتَائِجِ الَّتِي تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا
وتَمُرُّ عَجَلَةُ الأيَّامِ, وأتَمَاثَلُ لِشِفَاءٍ يَجْعَلُنِي أُبَاشِرُ بَعْضَ الأُمُورِ البَسِيطَةِ ..
كَانَ مَايُسَيْطِرُ عَلَى تَفْكِيرِي هُوَ أنْ أُخَلِّصَ الفَتَاتَيْنِ مِنْ قَبْضَتِهِ طَالَمَا مَازِلْتُ أَتَمَتَّعُ بِشَهْقَةِ هَوَاءٍ؛ فقد وَجَدْتُها فِيِه بِكُلِّ تَفَاصِيلِهَا, لايُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا سِوَى مَعَالِمِ الوَجْهِ .
كَانَ قَاسِيًا .. عَنِيفًا .. كَدُودًا عَلَيْهِمَا
حَتَّى اشْتَاقَتْ كَلُّ مِنْهُمَا الْخَلاصَ كَمَا تَمَنَّيْتُهُ فِي المَاضِي؛

قُمْتُ بِتَجْهِيزِهِمَا رَغْمَ تَهْدِيدِه بالانْفِصَالِ إذَا ما أقْدَمْت عَلى ذَلِكَ, أتْمَمْتهُ مُسْتَعِينَةً بِبَعْضِ مَاانْكَفَأْت بِهِ عَلَى رُكْبَتَيَّ وادَّخَرْتُهُ مُعِينَا لِي عَلَى زَمَنٍ أجْهَلُ مَعَالِمَهُ ...
, وكَانَ الانْعِتَاقُ حَلِيفَهُمَا
تَحَرَّرَتَا .. رَغْمًا عَنْهُ؛ فأَعْلَنَ عَلَى إثْرِ ذَلِكَ ضَارِيَ الحَرْبِ, واتَّهَمَنِي بِأنِّي أفْقَدْتُهُ أحَدَ أرْكَانِ المَنْزِلِ بِفَقْدِهِمَا؛ وأَضْرَمَ نَارَ الحَرْبِ لأُسَلِّمُ ... ولَمْ أسْتَسْلِم ...
.
لَمْ يَجِدْ وسِيلَةً سِوَى أنْ يَسْلُبَنِي مَاتَبَقَّى مَعِي حَتَّى لاأُقْدِمُ عَلَى خُطْوَةٍ أُخْرَى كَانَ يَخْشَاهَا, وقَدْ حَارَبَ مِنْ أجْلِهَا بِكُلِّ مَا أُوتِيَ مِنْ قُوَّةٍ - زَوَاجُ ابْنِهِ الأكَبْر - والَّذِي دَفَعَهُ بِجَهَالَةٍ لِطَرِيقِ الفَشَلِ فِي دِرَاسَتِهِ بِحُجَّةِ مَسِيرَةٍ أبَتْ إلَّا أنْ تَعْنَقَ نَحْوَ الثَّرَاءِ بِصُحْبَتِهِ, ومَا إنْ أَشَاحَ بِوَجْهِهِ عَنْ مُسْتَقْبَلِهِ, وتَعَلَّقَ بِأَذْيَالِ أمَلٍ وَهْمٍ حَتَّى لَفِظَهُ بَعِيدًا عَنْهُ .

كَانَتْ المُطَارَدَاتُ عَنِيفَةً عَنِيدَةً, والأنْفَاسُ تَلْهَثُ بَيْنَ مُتَصَيِّدٍ ضَبَّتْ لِثَاتُهُ, وفَرِيسَةٍ تُحَاوِلُ الفِرَارَ مِنْ بَيْن بَرَاثِنِه المَسْمُومَةِ؛ فلَمْ أَجِد وسِيلَةً إلَّا أنْ أحُّطَ بِمَا حَمِلْتُ لأخْتِي الَّتِي كَانَتْ تَنْتَظِرُ يَوْمًا تَرُدُّ لِي مَاأوْدَعْتهُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ إيثَارٍ ووِدَادٍ .

ماتَبَقَّى مَعِي كَانَ كَافِيًا لِدَفْعِ مُقَدَّمِ سَيَّارَةٍ ابْتَعْتُهَا بِقَنَاعَةٍ مِنْهَا, حَيْثُ فَازَتْ بِنَصْبِ حَبَائِلِهَا عِنْدَمَا ألَحَّتْ بِالفِكْرَةِ لأعْتَاشَ مِنْهَا, فَقَدْ أَبَى إلَّا أنْ أَبِيتَ عَلَى الطَّوَى ,
وكَضَامِنٍ لِي فِي تِلْكَ الصَّفْقَةِ الرَّابِحَةِ .. أجْبَرَتْنِي وابْنِي بِالتَّوْقِيعِ لَهَا عَلَى مَبْلَغٍ يُكَافِئُ ثَمَنَ السيَّارَةِ باعْتِبَارِهِ أمَانَةً أوْدَعَتْهَا بِحَوْزَتِنَا
لِحِينِ سَدَاد الأقْسَاطِ البَنْكِيَّةِ, وعَنْ قَنَاعَةٍ بَعْدَمَا اسْتَنْجَزَتْ مُهِمَّتَهَا, أوْجَدَتْ لِي الشَّخْصَ الَّذِي ارْتَأَتْهُ أمِينًا عَلَى إدَارَتِهَا, وأسْلَمَتْهَا لَهُ .
ولضَعفِ حِيلَتِي وقِلَّةِ خِبْرَتِي وَافَقْتُهَا رَغْمًا .
لَمْ يَمُرّ شَهْرَانِ إلَّا وقَدْ فَقَدْتهَا, بَعْدَمَا أصْبَحْتُ خَاوِيَةَ الوِفَاضِ,
واخْتَفَى السَّارِقُ بِمَا سَرَقَ .!


يتبع

آمال المصري
07-10-2013, 04:48 AM
للرفع استعدادا للجزء الرابع
وشكرا لكل من مر هنا وترك بصمة دافعة للاستمرار
تحاياي

ناديه محمد الجابي
09-03-2014, 10:27 AM
قصة من أجمل ما قرأت .. نص مؤلم بسرد جميل ، ولغم مميزة لا تكتبها إلا آمال المصري
واقعية درامية.. محزنة جمعت بين شد الإنتباه ببراعة وحسن البناء وعميق الفكرة والتماسك والوصف الباهر.
هناك نقطة تعجبت لها ـ كما تعجبت من إن أحد المارين لم يعلق عليها .. فإذا كان من غير المستغرب أن تعامل
المرأة بقسوة من الزوج الخبيث الأصل ـ فمن الغريب أن تعامل بقسوة من أمها .. لقد مررت بالإشارة السريعة
على مشكلة الطفل الأوسط ـ فلا هو بالكبير ليوجه إليه جل الإهتمام ولا هو بالصغير ليعامل بالدلال .. وهي مشكلة
معروفة ـ لكن أن تكون الأم بهذه القسوة التي أشارت لها القصة في أكثر من موضع ـ تحاول البطلة كسب محبتها
ورضاها ولكنها لا تحصل عليها. لقصتك أكثر من معنى تربوي هادف وجميل.
نص شائق منحني قراءة ممتعة ـ لوحة شاعرية ملونة بالعذاب والألم والصبر بتصوير رائع وسرد ماتع.
أرجوك لا تتركينا معلقين .. فلتكملي ما بدأت ـ نتمنى أن نقرأ الجزء الرابع
لننهل من جمال أسلوبك وبديع حرفك لنعرف تتمة الحكاية فلا تتأخري علينا.

خلود محمد جمعة
12-03-2014, 06:57 AM
عندما تحب النساء ينهار صمودها ، يخطأ بحقها ثم يمن عليها بالغفران
عن ذنب لا تعرف ما هو ، لكنها تطلب ان يسامحها عليه
نمثل دور المراة السعيدة في فيلم الحياة الزوجية ونتفادى الشجارات بتنازلنا عن كينونتنا ظانين اننا نشترى الراحة ولو لحفنة من الوقت لا تسد رمق الفقد الذي يحتوينا
يستمر التنازل حتى ييتقمصنا ويستمر استحواذه حد الايذاء بحكم ورقة ثبوتية نوقعها بملك غبائنا
ثمة ما يربط سعادة هؤلاء القوم في جعل زوجاتهم تعيسات حتى تصبح الحياة موتا لها
كم هي طويلة قصيرة الحياة
وكم نحن متعبون
انتظر البقية أديبتنا الرائعة
دمت مشرقة الحرف والطلعة
مودتي وتقديري

آمال المصري
17-03-2014, 01:59 PM
قصة من أجمل ما قرأت .. نص مؤلم بسرد جميل ، ولغم مميزة لا تكتبها إلا آمال المصري
واقعية درامية.. محزنة جمعت بين شد الإنتباه ببراعة وحسن البناء وعميق الفكرة والتماسك والوصف الباهر.
هناك نقطة تعجبت لها ـ كما تعجبت من إن أحد المارين لم يعلق عليها .. فإذا كان من غير المستغرب أن تعامل
المرأة بقسوة من الزوج الخبيث الأصل ـ فمن الغريب أن تعامل بقسوة من أمها .. لقد مررت بالإشارة السريعة
على مشكلة الطفل الأوسط ـ فلا هو بالكبير ليوجه إليه جل الإهتمام ولا هو بالصغير ليعامل بالدلال .. وهي مشكلة
معروفة ـ لكن أن تكون الأم بهذه القسوة التي أشارت لها القصة في أكثر من موضع ـ تحاول البطلة كسب محبتها
ورضاها ولكنها لا تحصل عليها. لقصتك أكثر من معنى تربوي هادف وجميل.
نص شائق منحني قراءة ممتعة ـ لوحة شاعرية ملونة بالعذاب والألم والصبر بتصوير رائع وسرد ماتع.
أرجوك لا تتركينا معلقين .. فلتكملي ما بدأت ـ نتمنى أن نقرأ الجزء الرابع
لننهل من جمال أسلوبك وبديع حرفك لنعرف تتمة الحكاية فلا تتأخري علينا.

بل الجمال في حضورك الرائع وبصمتك المائزة وقراءتك الدقيقة الفاحصة التي وضعت بها إصبع الإشارة لنقطة هامة مررت عليها سريعا وتركت للمتلقي فسحة لتلمسها من بين السطور وهي الابن الأوسط خاصة إن كانت أنثى أتت بعد بكور بأنثى
شكرا لك ألفا حضورك المحبب للنفس وإن شاء الله أكمل ما بدأته قريبا
محبتي وودادي

يحيى البحاري
18-03-2014, 06:54 PM
أستاذة آمال
حقيقة اطربني أسلوبك حد الدهشة
أتمنى لك التوفيق والسداد

آمال المصري
21-03-2014, 10:23 PM
عندما تحب النساء ينهار صمودها ، يخطأ بحقها ثم يمن عليها بالغفران
عن ذنب لا تعرف ما هو ، لكنها تطلب ان يسامحها عليه
نمثل دور المراة السعيدة في فيلم الحياة الزوجية ونتفادى الشجارات بتنازلنا عن كينونتنا ظانين اننا نشترى الراحة ولو لحفنة من الوقت لا تسد رمق الفقد الذي يحتوينا
يستمر التنازل حتى ييتقمصنا ويستمر استحواذه حد الايذاء بحكم ورقة ثبوتية نوقعها بملك غبائنا
ثمة ما يربط سعادة هؤلاء القوم في جعل زوجاتهم تعيسات حتى تصبح الحياة موتا لها
كم هي طويلة قصيرة الحياة
وكم نحن متعبون
انتظر البقية أديبتنا الرائعة
دمت مشرقة الحرف والطلعة
مودتي وتقديري

بل معذبون رغما ولكن نلتحف بالصبر ونتدثر بالرضا طمعا في رحمته وعفوه وجنته
مرور أنتظره دائما أيتها الرائعة لتزدان به نصوصي فلا حرمني منك أبدا
كوني بالجوار تزهر حدائقي
محبتي

آمال المصري
26-03-2014, 01:24 AM
أستاذة آمال
حقيقة اطربني أسلوبك حد الدهشة
أتمنى لك التوفيق والسداد

شكرا لك أديبنا الفاضل أن راق لذائقتك حرفي
وشكرا لدعواتك الطيبة
تحاياي

آمال المصري
18-05-2014, 09:52 PM
ودفعت الثمن عمري ... وأشياء أخرى 1 , 2 , 3 (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=60310)


كانَت هي المرَّة الأُولى منذُ أنْ تزوَّجْت الَّتي عزَمْتُ فيها على زِيارتِها؛ أدْعُوها لحضُورِ حفْلِ زِفافِ ابْنتي الصُّغْرى,

كانَ لي فيها حُوبَةٌ, رفِيعةَ السناءِ باذِخةَ الذّرَى هِي .. لكنَّها كالحِجَارةِ أشدّ منْها قسْوَةً؛ ممَّا دَفَع أبْنَاءها للانْفِضاضِ مِنْ حَوْلِها, تارِكين السَّاحةَ خاوِيةً إلَّا منْها وزوْجَها الدِرْدَح وشيْبًا ذَرَأَ على ما تَبَّقى من أيامِها, وثرْوةً كبيرةً تناسَلتْ منَ الرَّبْط على بطنيْهِما .

بدَعْوةٍ هاتِفيَّةٍ منْها كانَتْ زِياراتي المُتكرِّرةُ, حيْثُ اسْترْسَلَت إليَّ بأنْسِها, رُوَيْدًا .. تَمَازَجَ الحُضُورُ باسْتشَاراتٍ في أُمورٍ حياتِيَّةٍ, ثُمَّ مالبثتْ أنْ تحَوَّلتْ لمُساعداتٍ منزليةٍ, وخَجلًا منِّي وافقتُ على مضَضٍ .
كانَتْ بدايةَ اقْتِحامِ حياةٍ استَمرَّت ثلاثينَ عامًا وَقَّرْتُها وجَلَّلتُها بالغُمُوضِ ..
توغَّلَتْ في تَفَاصِيلي, فأخْلَدْتُ إليْها بثِقتي !... أشْعَرَتْنِي بالاحْتِوَاءِ الَّذي أفْتَقِد, فَوَارَيْتُ أوْجَاعي بِثَرَاها .. ولمْ أحْسَبْ أنَّني بذَلِك قدْ فتحْتُ بابًا لايُغْلقُ, فباتَتْ تَرْسُمُ لي مسَارَاتٍ وطرقًا أسلُكُها؛ لتُغْنيني بها عنْ انْتِظارِ فتاتٍ أو لقيمةٍ منْه تحُييني .

وتَمَرُّ الأيامُ ...
يَرنَّ الهاتفُ لأسْمَعَها جَاهِشةً ناشِجةً بأنَّ زوْجَها فاظَتْ نفْسُه أمامَها, يسْتَغيثُ عجْزُها بِليِّنِ مِعْجَمي .. فالأبناءُ تُشتِّتُهم الغربةُ؛ أسرعْتُ إليْها, لأجِدها ترْتَجفُ ودُموعُها تسْتَدِّر منِّي الكلِمات :
* لا تقْلقِي لنْ أترُكَك أنَا لكِ كمَا ترِيدِين !
" كمَا تُرِيدِين " ؟ ويَالها من كلِمَةٍ تفوَّهْت بِها ! آااه لوْ كُنْتُ أعْلمُ ماتُريد ؟
تَمَّتْ مرَاسِمُ التأْبينِ وانْفضَّ الجميعُ منْ حوْلِها لتَجُوبَ جدْرانَ المنْزلِ بعيْنيْها تائِهةً في بيْداءِ الفكْر, ثُمَّ ترْمِيني بطَوارفِها تنْتَظِرُ الجَواب : لنْ أتَخَلَّى كمَا وعدْتُ
كانَتْ على يقينٍ منْ حاجَتِي بعدَما سُرِقَت سيارَتي وأصْبَحتُ خاويةَ الوِفَاضِ إلَّا منْ بَعْضِ ما يَجْلُبه لي ابْني منْ مبلغٍ زهيدٍ لايكْفي لأتَمِّمَ الأقْساطَ الشهْريةَ ... وأحْصُلُ على قُوتِي ..
أنْتِ ابْنتِي ... أصْرَفَتْ بها وصِيفَتَها
أنْتِ ابْنَتِي ... أعْفَت بها منْ يَتَسَوَّق لهَا
أنْتِ ابْنَتِي ... لمْ أتَنَاولْ طعامًا منْ أيدٍ غيْر يديْك قَبْلَ اليَوْمِ
.. نعَمْ مَاذَقَتْنِي في الوُدِّ...وقدْ فَلَجَ سَهْمُها, وفَازَ قِدْحُها .
وبِحَصَافةٍ وكِياسَةٍ قبَضَتْ على مسَاعِيَّ في محاوَلةِ إيجادِ حُلولٍ قضَائِيَّةٍ لاسترْدادِ ما سُرِق مني؛
فلَجأتْ لأحدِ مَعارفِها ليَتَبنَّى قضِيَّتي وحضَّضَنِي بأنَّها ستكُونُ خاصَّتَه حتَّى ينَالَنِي حقِّي كاملًا دونَ سعْيٍ منِّي, وبدوْرِها نَمَّقَت ويرْقَشَتْ ليَ البُهْتانَ, صَدَّقْتُ وتَعَلَّقْتُ منْها بهُدْبِ أملٍ؟
بذَلْتُ لها طَاعَتِي وألْقيتُ إليْها رِبْقَتي, كانتُ لا تَصْحو إلَّا بحُضُوري .. ولا تَنْهَمُ وتَمْرَأُ إلَّا ممَّا أصْنَعُه بيديَّ .. ولا تثِقُ إلَّا بِما أبْتَاعُهُ لها, قالتْ لي كثيرًا : أنتِ منْ تُشْعِرُني بالحياةِ .. أنْتِ ابْنتي بحقٍ .. رُبَّما لمْ أسمَعْها منْ قبْل فجَاءَتْ بَلْسَمًا يَمْسَحُ بعضَ الكَمدِ رَغْمَ ما أعَانِيهِ منْ مَشَقَّةِ عَمَلٍ لا أتَذوَّقُ فيه للدَعةِ طعمًا يوميًا حتَّى أغادِرَها بعْدَما يقْتَاتُ التَّعبُ منِّي ويرْتَوِي ..
أذْهبُ لمُتَّكئي جَسَدًا ميِّتًا تعْبثُ بِه الرُّوحُ .. يُلْقِي نَظْرةً لاذِعةً, ثُمَّ يرْميني بِعَوْراءِ القَوْلِ أن الآتي أشدَّ وأقْسى وما ارْتَأيْته منْ ذُلٍّ وكَمَدٍ ماهو إلَّا تمْهيدًا للمَزِيدِ : سَتُجْهزُ على ما تَبَقَّى منْ كرامةٍ فيكِ .. سَتتلمَّظُك متلذِّذةً بمذلتِك ثمَّ تَمُجُّكِ على يسَارِها

كانَ الصِّراعُ عنيفًا بينَها وبيْنَ أبنائِها على ماتَرَكَه الوالدُ منْ إرثٍ, وازْدادَ الهجران واتَّسَعَت كُوَّتُه, فتَمَزَّع الحَنَقُ بيْنهم كما ازْدادَت هي تَسَعُّرًا وتَلَعُّجًا, وكنتُ مجردَ شاهدٍ صامتٍ لا تعْنِيني الأحداثَ رغْم أنَّها كانتْ ترْمي في بئْري مالا يرتفع له حِجَابُ سمْعي .

عُدْتُ يَوْمًا خَائِرَةَ القُوى ... وما إنْ آوَيْت لمُضَّجِعي ليَرِنَّ الهاتِفُ وتَكُون صاعِقة جدِيدة أنْ ابِني قدْ تعرَّضَ أثْنَاء عوْدتِه منَ الصَّلاةِ لاعتداءٍ وحشيٍ أصَابه بكسرٍ في الرأسِ انْتقلَ على إثرهِ إلى المشْفَى ....



يتبع

مصطفى حمزة
19-05-2014, 06:37 AM
أختي الفاضلة ، الأستاذة آمال
أسعد الله أوقاتك
يبقى النقد النهائي للقصّة منتظراً قسميها الآخرين .
لكن ما قرأتُهُ هنا تجربة إنسانية مع صديقة انتهازيّة - كما تبدو حتى الآن - ستأكل من كتف من تدعي أنها بمنزلة ( ابنتها ) ما تستطيع !
تداخلت أحداث في الحدث الأساس ، والشكوى جمعتها ..
اللغه مُتعبة في معجميّتها ، تكاد تبوح بأنّها هي الغاية لا الوسيلة !
بانتظار التكملة تقبلي تحياتي وتقديري

آمال المصري
05-11-2015, 12:17 PM
أختي الفاضلة ، الأستاذة آمال
أسعد الله أوقاتك
يبقى النقد النهائي للقصّة منتظراً قسميها الآخرين .
لكن ما قرأتُهُ هنا تجربة إنسانية مع صديقة انتهازيّة - كما تبدو حتى الآن - ستأكل من كتف من تدعي أنها بمنزلة ( ابنتها ) ما تستطيع !
تداخلت أحداث في الحدث الأساس ، والشكوى جمعتها ..
اللغه مُتعبة في معجميّتها ، تكاد تبوح بأنّها هي الغاية لا الوسيلة !
بانتظار التكملة تقبلي تحياتي وتقديري

وأسعد الله كل أيامك أخي الفاضل
ذكرت في النص : كانَ لي فيها حُوبَةٌ ... أي أنها ليست صديقة ولكن قرابة من قبل الأم والتي إذا ما استرجع المتلقي ما قرأه في الأجزاء الأولى تكتمل الصورة
ومؤكد ليست اللغة الغاية هي فقط حلى حاولت بها تأنيق النص
أشرقت كلماتي بحضورك الطيب فلا حُرمت بهاء تواجدك
وإن شاء الله التكملة قريبا
مرحبا بك دائما

آمال المصري
21-07-2016, 02:13 PM
على الفورِ ركضتُ إليه لأجده مستلقيًّا على ظهرهِ مكبلًا بقيدٍ حديديّ طرفه الآخر بيدِ شرطيٍّ أبَى أنْ يفكَه.

لفقتْ له زوجُ خالِه تهمةَ تعدٍّ عليها وابنيْها قبيل أنْ يشرعوا في قتلِه, ثم سارعوا بشكايتِه, وماأن أفضى من صلاةِ المغربِ, وانصرفَ متوجِّهًا إلى عملِه, انهالوا على رأسِه بآلةٍ من الحديدِ ليردوه على الأرضِ مضرجًا في دمائِه, أحدُ المارةِ يأخذه إلى قسمِ الشرطةِ بسيارتِه, يُصعقُ من تحريرِ محضرٍ مسبقٍ ضده وبدلًا من نجدته تقيد يداه.
ثارتْ ثائرتي عندما رأيته يترنحُ ..لا يعي ما حوله .. تجري دماؤه تحتَ قدميه؛ أنهرُ المحققَ الذي يتهكم ساخرا .. أطالبه فكَّ قيدِه في محاولة لاسعافه ... يأمرُ بتحويلِه تحتَ حراسةٍ مشددةٍ, وتقومُ المشفى بتحويلِه إلى طوارئ الحالاتِ الحرجةِ القاطنةِ في مدينةٍ أخرى؛لافتقارِهم التشخيصِ الدقيقِ للحالة !.

تقلنا عربةُ إسعافٍ انتهى عندها مهمة القيدِ الحديدي؛ لتتلقفه أيادي الأطباء مابين فحوصٍ وصورٍ مقطعية لحالةِ الدماغ ... تأتي النتائج أنه مصابٌ بكسرٍ مضاعف في عظامِ الجمجمة ونزفٍ في المخ حيث انتقل على الفورِ إلى غرفةِ الجراحة التي تَوارى خلفَ بابِها كل أملٍ في عودته بعدما أقرَّ أحدُ الأطباءِ أن سويعات ويفقدُ حياتَه إنْ لمْ يتم انقاذه سريعًا ..

يمرُّ أمامي شريطٌ أسود الأحداث تسببت لي فيه منذُ نعومةِ أظفاري, كانت نهايتَه هذا اليوم المشؤوم, ولا أدري حينها هل هي نهايته حقًّا أم أنه مازال هناك بقايا وجعٍ ؟؟

تذكرتُ استدراجها له ذاتَ مرَّةٍ تحفِّزُه على العملِ وأعطته دكانًا في عقارٍ لها, فاعترضْتُ بشدةٍ ليقيني بما سيواجهه من مشكلاتٍ مع ابنها وزوجِه وأولادِه القانطين به !

شهرٌ مضى كأعوامٍ توقعتُ فيه أكثرَ مما حدثَ .. عندما جرحت زوجُه نفسَها جرحًا غائرًا ونسجتْ حوله خيوطَ قضيةٍ هو منها براءة؛ لاستيائِه من اقتحامٍ متكررٍ لدكانه ونهب مابه من مشغولاتٍ وأدوات؛ فسارعَ بتركِ المكان, والانتقال لآخر .
لم يتركوه بل كادُوا له عندما افتضحَ أمرهَم وباتت الأيامُ لاتخلوا من تهديدٍ ووعيد, بيَّتوا له النوايا الخبيثة وانتظروا عودته من الصلاةِ وكان ماحدث.

أقفُ عندَ بوابةٍ خارجيةٍ أتسولُ شفقةَ المارةِ علَّ أحدهم يطمئنني أنه مازالَ على قيدِ الحياة .. وإذا بهاتفي يرنُّ .. أسمعُ جمودَ صوتِها يئد بقايا ودٍّ كنتُ أحمله لها وهي تبرئُ الجناةَ وتعنِّفُني بالقولِ.

خرجَ تركضُ حوله ملائكةُ الرحمةِ إلى غرفةِ العنايةِ الفائقةِ .. يلحقهم الطبيبُ معربًا عن خطورةِ الحالة.. وأنا أُجمِّلُ الألمَ بأماني كاذبةٍ وآمالٍ تنتحب,
حتى كتبَ اللهُ له النجاةَ, وإن كان سيواجه حياةً جديدةً تحرمُ عليه ما أُحِلّ لأقرانه.

يتبع

ناديه محمد الجابي
21-07-2016, 07:20 PM
رغم كم الألم والوجع والحزن..
رغم حرفك المتخم بأنفاس الأسى وذكريات العذاب
وقد نسجت من خيوط الحزن عباءة تلف الذكرى في لغة راقية
( راقية جدا فوق مستواى ..ها ) وبمشاعر صادقة
برغم كل الوجع المطل بين الحروف فقد وجدت نفسي أقف بإعجاب ودهشة
أمام قدرتك في التعبير المرهف الرقيق، بلغة قوية وصور أدبية رائعة
تتلاعبين بالحروف كالعازف الذي تنساب بين يديه سيمفونية حالمة إطارها شجن وعزفها منفرد
أقف وأعذريني إذا قلت .. والسعادة تتملكني أن عدت أقرأ حرفك من جديد..
سعيدة غاليتي آمال برجوع أسمك وحرفك يتلألأ في الواحة التي اشتاقتك كثيرا كقلبي.
جميل حرفك أيتها الرائعة
وفي انتظار التتمة سأكون لك على انتظار
تحياتي وكل ودي. :014::v1:

آمال المصري
27-10-2016, 04:45 AM
رغم كم الألم والوجع والحزن..
رغم حرفك المتخم بأنفاس الأسى وذكريات العذاب
وقد نسجت من خيوط الحزن عباءة تلف الذكرى في لغة راقية
( راقية جدا فوق مستواى ..ها ) وبمشاعر صادقة
برغم كل الوجع المطل بين الحروف فقد وجدت نفسي أقف بإعجاب ودهشة
أمام قدرتك في التعبير المرهف الرقيق، بلغة قوية وصور أدبية رائعة
تتلاعبين بالحروف كالعازف الذي تنساب بين يديه سيمفونية حالمة إطارها شجن وعزفها منفرد
أقف وأعذريني إذا قلت .. والسعادة تتملكني أن عدت أقرأ حرفك من جديد..
سعيدة غاليتي آمال برجوع أسمك وحرفك يتلألأ في الواحة التي اشتاقتك كثيرا كقلبي.
جميل حرفك أيتها الرائعة
وفي انتظار التتمة سأكون لك على انتظار
تحياتي وكل ودي. :014::v1:

دائما يؤسرني حضورك الزاهي ويصبغ روحي بسعادة غامرة لاتفارقني
كان تواجدك ثرا وثناؤك فياضا كريما فلا حُرمت بهاء نبضاتك على صفحاتي
وبتشجيعك سأكملها إن شاء الرحمن
محبتي التي تعلمين

سحر أحمد سمير
16-10-2022, 08:55 AM
سطور لملمت قص واقعي و حبكة منسوجة بدقة صاغتها أناملك حبيبتي ..
هويتِ على جذوع اليأس بفأس الأمل ..مهما تضافرت المشكلات و تشابكت و جاثت على صدورنا ذكريات بغيضة لا نفقد الثقة في أنفسنا لأنها الطريق لتحقيق الإنجازات ..
أنتظر و أترقب التكملة ..
أرجو أن تكون قريبا ..
محبتي و أزهار اشتياقي لأغلى حبيبة :0014:

ناديه محمد الجابي
19-10-2022, 12:21 PM
كم أدين لهذه القصة للحبيبة آمال لأنها أتت بك إلى الواحة لتعقبي عليها
فكل المحبة والشوق لك ولصاحبة القصة ـ وأتمنى أن أرى حروفكما تجري من جديد
لتروي عطش أرض الواحة لأقلامكما.
ولكما معا كل الود والتقدير.
:014::014::014:

آمال المصري
14-11-2022, 09:39 PM
سطور لملمت قص واقعي و حبكة منسوجة بدقة صاغتها أناملك حبيبتي ..
هويتِ على جذوع اليأس بفأس الأمل ..مهما تضافرت المشكلات و تشابكت و جاثت على صدورنا ذكريات بغيضة لا نفقد الثقة في أنفسنا لأنها الطريق لتحقيق الإنجازات ..
أنتظر و أترقب التكملة ..
أرجو أن تكون قريبا ..
محبتي و أزهار اشتياقي لأغلى حبيبة :0014:

أعدتيني للوراء رغما أيتها الحبيبة الغالية لأعاود القراءة هنا مجددا فكانت من دواعي سروري
وعدتك بالعودة وها أنا ألبي النداء
محبتي لك وباقات عطر

آمال المصري
14-11-2022, 09:42 PM
كم أدين لهذه القصة للحبيبة آمال لأنها أتت بك إلى الواحة لتعقبي عليها
فكل المحبة والشوق لك ولصاحبة القصة ـ وأتمنى أن أرى حروفكما تجري من جديد
لتروي عطش أرض الواحة لأقلامكما.
ولكما معا كل الود والتقدير.
:014::014::014:


ترتوي الواحة بانهماراتك وتسديدك أيتها الغالية العزيزة فلا حرمني منك
ودام اسمك يحلق في سماء واحتنا الحبيبة
محبتي التي تعلمين .. وباقة زهر

ناريمان الشريف
06-01-2023, 08:32 PM
سبحان الله ..!!
وصدق من قال : يُقرأ المكتوب من عنوانه
وإنني أكاد أجزم أنه عندما تكون لغة أي نص سليمة وبليغة تجبر القارئ على القراءة بعمق
فيتأكد له أنه أمام كاتب كبير ..
أبدعتِ .. فما أجملك !!
أفيدك أنني تتبعت الرابط وعدت للأجزاء الأولى
أنتظر ما تبقى
يعطيك العافية
تحية ومحبة ... ناريمان

آمال المصري
05-10-2023, 02:28 AM
سبحان الله ..!!
وصدق من قال : يُقرأ المكتوب من عنوانه
وإنني أكاد أجزم أنه عندما تكون لغة أي نص سليمة وبليغة تجبر القارئ على القراءة بعمق
فيتأكد له أنه أمام كاتب كبير ..
أبدعتِ .. فما أجملك !!
أفيدك أنني تتبعت الرابط وعدت للأجزاء الأولى
أنتظر ما تبقى
يعطيك العافية
تحية ومحبة ... ناريمان
يسعدني تتبعك لحرفي وأن راق لك ياغالية
تراتيل شكر لا تكفي
محبتي وزهور البيلسان