المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عَــوْدٌ على درب البرتقال



حميد العمراوي
27-09-2012, 08:02 AM
قصيدة في إطار عمل مشترك بين:
ريــم الدراعين ( الأردن )
و حميد العمراوي ( المغرب )


***


عَــوْدٌ على درب البرتقال



أندروميدا!
يا جارةَ الدرب المعصومةَ من ذنوب الأرض
يا مغفـــورةَ الكواكب
بيضاءَ الحقيقة
ما طعمُ التفاح في بستانك؟
و هـــل عليك أرضٌ؟
و هل عليها ما يستحق الحياة؟
أَيُخلفُ الوعــدَ فجرُك؟ أَوَيُخلفْ؟!
و برتقالُـــك..
هل حاولَ يوماً في الخداع
أندروميدا!
اليوم على أبوابك أقــفْ
فــأعدِّي ليَ الأرضَ و السماء
كـــيْ أعـــود..

اليوم أعــــودْ..
و روحي برغم الحجبِ
بصرت بالظنــون
لا يطالُها تَجَرُّم العابثيـــن
و لا يجْرِمَنَّها فسيــحُ العتبِ
يتجافى سمعي عن ضِيقِ الكلام و اللَّمَمِ
أدُسُّ تعبي في طيف نجمــهْ
و ألملمُ نُدْباتٍ سقطنَ من سمائي سهواً
أرتِّـق الجسد مُدامةً و الجوزاءُ شاهدي:
أنا نجمة الجنوب
و لريـــح الشمال الدليلْ..
و هذه الأرض لا تطاول ظلي
إذْ أتنزَّل ودَقـاً من عُلوِّ الغيوم
أنْبَجسُ من مسامِّ الأجــرام
أندفــــعُ ناراً
أصقـل السديمَ الواهــي
و أعيـــدُ تشكيل الدروب
أنتشقُ القــوافــيَ نسائمَ من بحر فضيض
لا المسافات تفلــــحُ إذ تستبـــد بـــــي
لا القِصص تستتـر عن أنوف العابرين
و لا سياطَ للحقيقــــة في دمـــي
كيفَ تَــجلُدنـــي؟
و لا فرشاة لهذا الليل
كيف يبهتنــي؟
أنَّى يحاصرُ النور!

اليوم أعـــــود..
و قد نَفـــواْ للعَوْد كل الدروبْ
فتـــداعــــى جســدي!
وتداعيـــتُ..
حيـــن أخــذوا اسمـي عنـي
و نُــفيــتُ..
حين انتزعـــوا كوخي منــي:
اسمي بخبــز الفجـــر قد عجنـــوه
و كوخي بالبرتقال الرَّحْب عطروه!

اليوم أعـــــود..
لا أهيــمُ على وجَعـــي
و برتقالي من جراحي يفــوحْ
كيف في دمي عتَّقوه؟
يتمخَّض شوقـاً
على أعتاب الفجــر
يؤُزُّ كَـــدَري
يغلبُ العطرَ حَدْوَهُ في الأثر
يسلي الهمَّ يطبِّبُه،
ليس عنه بِوانٍ..
و عن أُرجوانه لا يتـــوه
و خطايَ لو تغشاها المفازاتُ
تُقَدِّر موضعَ القـــدم:
أرومُ نفقــاً لا أخرجُ منـــه،
أخرجُ منِّـــــي
أعــــودُ إلـــيّ
و لو يسقــطُ رأســـي..
أحمله بين يــديّ
أتأمل ملامحــيَ المتعبـــاتِ
و أحــنُّ لجبهتي بلا نـــدوبْ

اليوم أعـــود…
لا طريقَ تُطِــل على ظلــي
و ظلي لو أَرَّقَــهُ حديثٌ عن البؤس
يسَلِّيه خـــدُّ النــدى
والندى ما قُشِّرعن وُدِّ الفراشاتِ
فلا قصائدَ تَعَــضُّ على الصخر
تفتـــحُ حيــزاً يعبــرهُ الكــلام
فكيف و أنا الموغل في الشقوق
لا أصلُ،
لا تصلُ خطايَ
و لا يصــــل الكــلام؟

اليوم أعــــود...
أعصر العطشَ في قَــدَح شـرودي
ألعَــقُ الصّبـر لو هبَّت من فزعها الجــراح
و صراخي لا يواسي نُعْمَى الرجوع
و إذ تحـــنُّ ذاكرتي لخصب الفــؤاد
أطعمها كســـرةً من النسيان
و أمضــــي..
ليكبـــرَ البنفسجُ فــي شهقاتـــي
وأحظى بنصيبي معتقاً من زفراتي
و عيني.. ما لعيني من آهاتي رمداء!
و قلبي.. قلبي ما له من أوتادي شفاء!
و من سهـــادي تنمو نرجساتٌ ســود

اليوم أعــــود...
للكهف البعيــد أعـــود
تزَّاورُ شمسي عن أوجـــار الذئـاب
أفـــــرُّ من ازدحامـــي بالعناويــن
من رَحْـبِ المســافاتِ تضيــقُ بالوصول
من قدم يخرمُ خَطــوُها رملَ الطريق
من خَطوٍ تعثـر في أرضِ المحاق
و هذه صَوَّانةٌ بنــار في التِّيه تُدفئني
تنيـر الحصى،
أعـدُّهُ.. جمراً جمراً
تحت قدميَّ.. و لا ينقضي
و هذا ليلٌ يستحب التكور على نوري
من حيث يأتي يهتكهُ.. لا يبالي
يسمو باللحن صامتا في الأغانــي
يقُــــضُّ في مَهْجَع الكلام
مضاجــعَ اللســان
و في دمــــي تفــور المعاني
فأزعِجُ البــلاءَ… و أغالــي

اليـــوم أعــــود
لم أحـــرقْ سفُنــي في يـــمِّ الجاحدين
وهــذي بارقــاتي حديــــدْ
أذيقُ الموتَ منها.. بعضَ موتِه
أنمــوغُصَّةً في حلقــه
أهيجُ.. أُرْغــي.. أزبدُ.. أستحثُّ الرعود
أعُــدُّ في السماء نجوماً تَلألأُ بالوعـود
أرقُــبُها إذ تأفُـــل و أقطف الأماني
حتى إذا ما تدلتْ كواكـــبُ
تَبغي من نوري جَذوتَها
لا تبغــي السجــــودْ!
تلمستُ ملامحــيَ المنهكاتِ
و صرخـــتُ الآن أعـــود...
و آنَسْتُ ظلي على الطريق
لا يسبقني بعد اليـــوم
و لا يقتفــــي أثـــري
اليوم تُكسَّــر الناياتُ دون قلقـــي
و تهــــدأُ الحياة في صخبي
و تهـــوي حكايــاتٌ
تسربت من شروخ بواباتٍ لا تُغلَـــقُ إذْ أطرقُها
و إذْ تُفَتَّـــحُ فكلها تُفْضــــي إلــيْ

اليـــــوم أعـــــودْ...
لمواسم الزَّهْــر في قصائــدي
للخصْب في كوكــب الأقْحوان المجيـــد
أخلعُ أبوابَ المجراتِ تَتْرى
يتماهى صوتي و السديـم
أمحَـــق الزيـــفَ باليقيـــن
و كواكبُ الرماد خلف خطايَ
يحجُبها الغبـــارُ
يمحُـــوها الصهيــل
كوخي ثابتُ لا ينبري..
و فجــرُهـــم كــاذبُ الإشــراق
و برتقالُهــم من شجــر مريـــب.





أندروميدا!
أيْ جارة الدرب المختوم بالجُرم
تعفرَّ لبَنُه بالدماء
إليك يصَّعَدُ القصيــدُ طاهرا
أثخنته الجـــراحُ
و الخداعُ أضنــاه
كل طائر في سمائك حــرٌّ
و على كل نجم يهدل حمام يبغي السلام
و كــل شاعــر في سمائك طائرٌ
يتغنى بالحب و فسيح الكلام

وليد عارف الرشيد
27-09-2012, 11:52 PM
نص بديع لمبدعين من العيار الثقيل
اجتمع الإبداع والعمق والفكر والتصوير المحلق واللغة الماتعة لتغزل لنا هذه اللوحة الثنائية المبهرة
شكرا لكما مبدعنا الحبيب حميد والاخت ريم التي أتمنى أن نقرأ لها هنا المزيد في واحة الخير
وشكرًا مضافًا لتقديمها لنا هنا طبقًا فنيًا ملفتًا وشهيا
مودتي وتقديري كما يليق

محمد محمود محمد شعبان
28-09-2012, 12:32 AM
ما شاء الله
نص ساوى الجوزاء قدرا ، ومكانا
دمتما من أديب ، وأديبة لا يشق لهما غبار
تحاياي


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

فاطمه عبد القادر
28-09-2012, 11:51 PM
السلام عليكم أخي حميد والعزيزة ريم
شعر جامح ,,وجارح ورائع

أنا نجمة الجنوب
و لريـــح الشمال الدليلْ..
و هذه الأرض لا تطاول ظلي
إذْ أتنزَّل ودَقـاً من عُلوِّ الغيوم
أنْبَجسُ من مسامِّ الأجــرام
أندفــــعُ ناراً
أصقـل السديمَ الواهــي
و أعيـــدُ تشكيل الدروب
أنتشقُ القــوافــيَ نسائمَ من بحر فضيض

هنا شعور بالقوة اللامحدودة والفخار ,جميل التعبير,,, قوي اللفتات

فتـــداعــــى جســدي!
وتداعيـــتُ..
حيـــن أخــذوا اسمـي عنـي
و نُــفيــتُ..

هنا الوجع اللامحمول ,التداعي والانهيار الرهيب ,أيصا تصاوير رائعة وبليغة

أرومُ نفقــاً لا أخرجُ منـــه،
أخرجُ منِّـــــي
أعــــودُ إلـــيّ
و لو يسقــطُ رأســـي..
أحمله بين يــديّ

الأمل,,, بكل عناد وجبروت ينتصب هنا عملاق لا يعرف التراجع أبدا

كوخي ثابتُ لا ينبري..
و فجــرُهـــم كــاذبُ الإشــراق
و برتقالُهــم من شجــر مريـــب.

تصميم وإرادة وفهم عميق لما يدور في الجوار وفي المحيط
رائعة أخي حميد ,سلمت يدك ويد العزيزة ريم
ماسة

ربيحة الرفاعي
29-09-2012, 12:01 AM
معرض للوحات زاخرة بالألوان تبايناتها منعشة وانزياحات معانيها مدهشة
ولغة ثرّة ماتعة يحلو في تصاويرها المرور

تحاياي

د. سمير العمري
26-11-2012, 07:18 PM
لا أزال كلما قرأت لك نصا أقول بأنك صاحب حرف يمكن أن يبلغ مدارات عالية في سماء النثر الأدبي حين تتخلص من هذا الأسلوب الكتابي المقيد وأن تبتعد عن هذا الشكل الكتابي الذي يمكنني أن أسميه منذ اليوم بأسلوب "كتابة المنتديات".

أنت أديب مميز فلا تبخل بجهد أكثر وعنابة أكبر بحرفك وأن لا تستنكف عن نصح صادق يريد لحرفك ولك الخير.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

حميد العمراوي
27-11-2012, 06:40 PM
نص بديع لمبدعين من العيار الثقيل
اجتمع الإبداع والعمق والفكر والتصوير المحلق واللغة الماتعة لتغزل لنا هذه اللوحة الثنائية المبهرة
شكرا لكما مبدعنا الحبيب حميد والاخت ريم التي أتمنى أن نقرأ لها هنا المزيد في واحة الخير
وشكرًا مضافًا لتقديمها لنا هنا طبقًا فنيًا ملفتًا وشهيا
مودتي وتقديري كما يليق

أستاذي وليد عارف الرشيد

أشكر لك قراءتك و حضورك الكريمين

تحية تقدير لشخصك الكريم

حميد العمراوي
27-11-2012, 06:41 PM
ما شاء الله
نص ساوى الجوزاء قدرا ، ومكانا
دمتما من أديب ، وأديبة لا يشق لهما غبار
تحاياي


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

الأخ الشاعر حمادة الشاعر

أسعدني حضورك الكريم

و شرفتنا بالقراءة

شكرا لك

و تحية تقدير

حميد العمراوي
27-11-2012, 06:44 PM
السلام عليكم أخي حميد والعزيزة ريم
شعر جامح ,,وجارح ورائع

أنا نجمة الجنوب
و لريـــح الشمال الدليلْ..
و هذه الأرض لا تطاول ظلي
إذْ أتنزَّل ودَقـاً من عُلوِّ الغيوم
أنْبَجسُ من مسامِّ الأجــرام
أندفــــعُ ناراً
أصقـل السديمَ الواهــي
و أعيـــدُ تشكيل الدروب
أنتشقُ القــوافــيَ نسائمَ من بحر فضيض

هنا شعور بالقوة اللامحدودة والفخار ,جميل التعبير,,, قوي اللفتات

فتـــداعــــى جســدي!
وتداعيـــتُ..
حيـــن أخــذوا اسمـي عنـي
و نُــفيــتُ..

هنا الوجع اللامحمول ,التداعي والانهيار الرهيب ,أيصا تصاوير رائعة وبليغة

أرومُ نفقــاً لا أخرجُ منـــه،
أخرجُ منِّـــــي
أعــــودُ إلـــيّ
و لو يسقــطُ رأســـي..
أحمله بين يــديّ

الأمل,,, بكل عناد وجبروت ينتصب هنا عملاق لا يعرف التراجع أبدا

كوخي ثابتُ لا ينبري..
و فجــرُهـــم كــاذبُ الإشــراق
و برتقالُهــم من شجــر مريـــب.

تصميم وإرادة وفهم عميق لما يدور في الجوار وفي المحيط
رائعة أخي حميد ,سلمت يدك ويد العزيزة ريم
ماسة

الكريمة بماساتها؛
أختي فاطمة عبد القادر
مجهود منك في القراءة واضح و مفرح و مشكور
أسعدني جدا حضورك الفاخر
تحيتي لك
و التقدير

حميد العمراوي
27-11-2012, 06:46 PM
معرض للوحات زاخرة بالألوان تبايناتها منعشة وانزياحات معانيها مدهشة
ولغة ثرّة ماتعة يحلو في تصاويرها المرور

تحاياي

الأديبة القديرة
و الأخت الكريمة ربيحة الرفاعي
لقراءتك فرحة
و حضورك دوما يسعدني
تحيتي لك
و كل التقدير

حميد العمراوي
27-11-2012, 07:02 PM
لا أزال كلما قرأت لك نصا أقول بأنك صاحب حرف يمكن أن يبلغ مدارات عالية في سماء النثر الأدبي حين تتخلص من هذا الأسلوب الكتابي المقيد وأن تبتعد عن هذا الشكل الكتابي الذي يمكنني أن أسميه منذ اليوم بأسلوب "كتابة المنتديات".

أنت أديب مميز فلا تبخل بجهد أكثر وعنابة أكبر بحرفك وأن لا تستنكف عن نصح صادق يريد لحرفك ولك الخير.

دمت بخير وعافية!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي

أستاذي الكريم
الدكتور سمير العمري
تحية طيبة و بعد

أولا أشكر لك حضورك و قراءتك و رأيك الذي يشرفني و يرفعني
و الشكر موصول ثانية على النصح و التوجيه
ليست المرة الأولى التي أجد منك نفس الملاحظة على نصوصي
و كنت كل مرة أتقبل بصدر رحب و أشكرك.
لكن اسمح لي هذه المرة أن أقول رأيي كما أراه :
وددت سيدي لو أنك تقدم بين يدي نصحك ما يدلني و ينير الطريق..
وددت لو أنك تتفضل علي بقراءة تحليلية للنص؛فيما يخص بناءه و أسلوبه و الهنات التي تعتريه و نقاط قوته و ضعفه ...
و أشير هنا سيدي الكريم أن هذا النص هو عمل مشترك لم ينتج عن صدفة أو حوار بين صديقين.
و لا أدري لماذا توجه الخطاب لي شخصيا و أنت تحاكم قلمين.
أما عن التسمية الجديدة لهذا النوع من الكتابات فأنا أستغربها و لا أفهم قصدك بها
أرجو منكم لو تفضلتم مزيدا من التوضيح، فأنا أحسن الظن بسمو روحكم.

أستاذي الكريم؛
تقبلوا فائق التقدير و الاحترام
و شكرا للحضور و التتبع و التوجيه

لانا عبد الستار
27-12-2012, 08:54 AM
تحيرني الكتابة المشتركة
حاولتها مع بعض الأصدقاء من كبار الكتاب
وفشلنا في كل محاولة فقد كان كل يغني على ليلاه
أشكركما

نداء غريب صبري
05-01-2013, 06:54 AM
نثر جميل وكاتبين يجيدان الكتابة
شكرا لكما

بوركتما

حميد العمراوي
18-01-2013, 08:01 AM
تحيرني الكتابة المشتركة
حاولتها مع بعض الأصدقاء من كبار الكتاب
وفشلنا في كل محاولة فقد كان كل يغني على ليلاه
أشكركما

بصراحة لا أدري أين اصنف ردك من النص؟
اسمحي لي بسؤال أختي الكريمة :
لو أنني لم أُشر في الديباجة أن النص عمل مشترك، هل كنت من خلال القراءة تكتشفين الأمر؟
شكرا لك