المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداعيات - لغز البدايات



عمر الحجار
27-09-2012, 07:56 PM
تداعيات
لغز البدايات





أنا لستُ من يُنجبك، إنهم الموتى. إنه أبي وأبوه، سلسلة طويلة من الآباء، متاهة حبٍّ متلهفة. تنطلق من آدم، من الندم الأخوي، من الصباحات الأولى التي سيخضع لها الإنسان، والتي أصبحت أساطير لدرجة قدمها، حتى يبلغ، دماً ولبّاً، ذلك اليوم من المستقبل، الثانية الآتية التي أنجبك فيها يا بنيّ .
هذا الحشد، أشعر به بقربي. إنه نحن جميعاً، إنه أسلافي وأنت، وأطفالك وأطفال آدم الفلسطيني. هؤلاء هم أنا أيضاً. إنها إرادة الطقس الأبوي. الأبدية هي لأشياء الزمن، في ذلك الذي يُسرع ويعبر ويتحرك.
لن تكون هذه الكلمات أقل غموضاً من كلمات كتاب " الإنسان المتمرد" أو الكتب التي ترددها الأفواه الجاهلة، معتبريها من عمل الإنسان، وليس مرايا معتمة للروح.
أنا الكائن الذي كان وسيكون ما زلتُ أتنازل واستخدم اللغة التي هي زمن متوال وشعار. من يلعب مع طفلٍ يلعب مع شيء مألوف وغامض، لطالما أردتُ اللعب مع أطفالي. كنتُ بينهم بدهشة وحنان. بفعلِ سحرٍوُلدتُ بغرابة من أحشاء، عشتُ مسحورا، مسجوناً في جسدٍ وفي تواضع نفس. عرفتُ الذاكرة، تلك العملة المتغيرة دوماً. عرفتُ الأمل والخوف، وجهيّ المستقبل الحائر. عرفتُ السهر والنوم والأحلام والجهل والشهوة ومتاهات العقل الفظة، وصداقة الإنسان، وٕإخلاص الكآبة الغريب.
أُحببتُ وفُهمتُ ومُدحتُ وسُمّرتُ على صليب. شربتُ الكأس حتى مرّها. أريتُ بعينيّ ما لم أره من قبل: الليل ونجومه.
عرفتُ الأملس والرملي والمتفاوت واللاذع وطعم العسل والتفاحة، والماء في حلق العطش، ووزن معدن في الكف، والصوت البشري، ووقع أقدامٍ على العشب، و رائحة المطر في الجليل، وصراخ العصافير.
عرفتُ أيضاً المرارة. اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي، لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله، ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
أبديتي توقع هذه العلامات. فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي في السهول والكروم، أو أكون شجرة ليمون كبيرة تسيج جبل الطابور. أحياناً أستحضر بحنين رائحة الأخشاب وما صنعت أيدي يسوع الجليلي.
ورسامٌ وعدنا بلوحة.
أُعلمتُ اليوم بسفره. مرة أخرى، شعرتُ بحزن من يفهم أن جوهرنا يشبه قليلاً جوهر الأحلام. فكّرتُ بفقدان الرجل واللوحة.
فكّرتُ للوحة بمكانٍ مقرر سلف لن تحتله. ثم فكّرتُ : لو كانت هنا لأصبحت مع السنين شيئاً إضافياً، شيئاً مألوفاً في المنزل، الآن لا حدود لها، إنها دائمة الحضور، قابلة لأي شكل ولأي لون وغير مرتبطة بأي منهما. موجودة بشكل ما. ستعيش وتنمو كموسيقى، ستبقى معي حتى النهاية. الناس أيضاً قادرون على الوعد، لأن في الوعد شيئاً من الأبدية.

فاطمه عبد القادر
27-09-2012, 08:34 PM
عرفتُ أيضاً المرارة. اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي، لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله، ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
أبديتي توقع هذه العلامات. فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي في السهول والكروم، أو أكون شجرة ليمون كبيرة تسيج جبل الطابور. أحياناً أستحضر بحنين رائحة الأخشاب وما صنعت أيدي يسوع الجليلي.

السلام عليكم
قرأت هنا حيرتك كإنسان مفكر ,تخلط الألوان, وتخرج الخطوط من بعضها ,وتربطها ببعضها حيث يجب ,,وحيث ترى أنت نفسك أنه يجب.
زبدة الكلام كان ما ورد أعلاه ,بحكم أبديتك المؤمن بها ,,سترسم علامات ورموز لقصيدة سيكتبها غيرك .
نثر رائع يستدعي الغوص
شكرا لك أخي عمر الحجار
أحسست كآبة وحزنا بين السطور
كن بخير
ماسة

وليد عارف الرشيد
28-09-2012, 02:34 AM
ما أدري أتبرر إدمان الحلم بمداد الحنين .. أم ترسم الحنين وأنت في قمة إدمانك ؟
لو سالتني رأيي لقلت لك أن استحضار اللوحة أولى لأنه يوجع أكثر .. وما زلنا بحاجةٍ للمزيد من الوجع حتى ندرك قيمةً أخرى فأخرى للبرء من علاتنا التي أزمنت .
الصديق الغالي المبدع عمر رائعة من روائعك التي تجعلني ألهث أكثر بين حروف حنينها لأستدرك الجمال .
محبتي وكثير قديري

ربيحة الرفاعي
28-09-2012, 11:56 PM
فلسفة الحروف هنا غمرتني بنوع آخر من الشعور لم يكن أبويا كما زعم الحرف بل وطنيا مسكونا بالوجع حد النزف ملونا بالحنين والأمل والخوف
وكدائما
أعود لنصوصك بحثا عني

دمت بألق

تحاياي

عمر الحجار
29-09-2012, 06:20 PM
عرفتُ أيضاً المرارة. اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي، لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله، ولن تسمح أن تكون انعكاسه.
أبديتي توقع هذه العلامات. فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي في السهول والكروم، أو أكون شجرة ليمون كبيرة تسيج جبل الطابور. أحياناً أستحضر بحنين رائحة الأخشاب وما صنعت أيدي يسوع الجليلي.

السلام عليكم
قرأت هنا حيرتك كإنسان مفكر ,تخلط الألوان, وتخرج الخطوط من بعضها ,وتربطها ببعضها حيث يجب ,,وحيث ترى أنت نفسك أنه يجب.
زبدة الكلام كان ما ورد أعلاه ,بحكم أبديتك المؤمن بها ,,سترسم علامات ورموز لقصيدة سيكتبها غيرك .
نثر رائع يستدعي الغوص
شكرا لك أخي عمر الحجار
أحسست كآبة وحزنا بين السطور
كن بخير
ماسة



الاستاذة فاطمة

الحيرة القلق الكآبة ومزيد من الاغتراب اصبحت خبزنا اليومي
كل شيء يسير باتجاه المجهول
ليس من خطوات محددة ولا احلام تراودنا ولا امل ولا كوابيس ايضا فهي تخاف من كابوس واقعنا
الدم المستباح صباحاتنا ، الخوف من الاتي مساءتنا
وبينهما اللاوعي سيد الموقف


استاذة فاطمة كل التقدير والاحترام لك

كاملة بدارنه
20-12-2012, 07:55 PM
تداعيات تلاعبت بالكلمات وألقت عليها رونقا فلسفيّا خاصّا
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
06-01-2013, 09:07 AM
كنت هنا ماهرا جدا
ولعبت بالحروف فجعلتها تلعب بقراءتنا

أخي عمر الحجار
نرجوا أن تكون بخير

بوركت

عمر الحجار
18-08-2013, 04:23 PM
ما أدري أتبرر إدمان الحلم بمداد الحنين .. أم ترسم الحنين وأنت في قمة إدمانك ؟
لو سالتني رأيي لقلت لك أن استحضار اللوحة أولى لأنه يوجع أكثر .. وما زلنا بحاجةٍ للمزيد من الوجع حتى ندرك قيمةً أخرى فأخرى للبرء من علاتنا التي أزمنت .
الصديق الغالي المبدع عمر رائعة من روائعك التي تجعلني ألهث أكثر بين حروف حنينها لأستدرك الجمال .
محبتي وكثير قديري




القدير الغالي

المعلم الجليل
لست هنا في معرض الرد على ما اتحفتني به من حرف انيق انما جئت كي اعبر عن شوقي لك ولهفي للقاء حرفك وفكرك
لك انحناءات الطيور

دمت

عمر الحجار
20-08-2013, 06:08 PM
فلسفة الحروف هنا غمرتني بنوع آخر من الشعور لم يكن أبويا كما زعم الحرف بل وطنيا مسكونا بالوجع حد النزف ملونا بالحنين والأمل والخوف
وكدائما
أعود لنصوصك بحثا عني

دمت بألق

تحاياي




استاذتي ابحث عن ذاتي بين الخرائب ودمار الروح لعلي اجد جذوة نار او حتى بقايا رماد ساخن


شكرا لحضورك الذي يعني لي الكثير

عمر الحجار
20-08-2013, 06:12 PM
تداعيات تلاعبت بالكلمات وألقت عليها رونقا فلسفيّا خاصّا
بوركت
تقديري وتحيّتي




انما الاقدار تتلاعب بي ولا شطآن ولا مياه عذبة الا في الواحة


دمت كما تحبين

عمر الحجار
20-08-2013, 06:13 PM
كنت هنا ماهرا جدا
ولعبت بالحروف فجعلتها تلعب بقراءتنا

أخي عمر الحجار
نرجوا أن تكون بخير

بوركت




اشكر حضورك الثمين
وقراءتك الواعية
ومهارة التعقيب التي تمتلكين


كل الامنيات الطيبة لك

فاتن دراوشة
22-08-2013, 11:52 AM
هنا وجدت الوطن ينزف بين حروفك

ووجدتني أتلوّى من الألم

دام لحرفك التميّز ولروحك الشّموخ مبدعنا

مودّتي

عمر الحجار
23-08-2013, 12:23 PM
هنا وجدت الوطن ينزف بين حروفك

ووجدتني أتلوّى من الألم

دام لحرفك التميّز ولروحك الشّموخ مبدعنا

مودّتي



الاستاذة فاتن دراوشة
نعم الاوطان تنزف ولكن تضميك الجراح ومسح يدك هو البلسم ، والمك هو الفرح الاتي وشموخ للوطن

دمت رائعة مبدعة

خليل حلاوجي
23-08-2013, 11:33 PM
[CENTER]

فليكتب القصيدة شخص آخر، غير الذي يخط رموزها الآن. غداً سأكون عائداً بين العائدين، مبشراً بشريعتي


الناس أيضاً قادرون على الوعد، لأن في الوعد شيئاً من الأبدية.

[/align]

هاقد رفعتُ شراع زورقي .. مبحرًا مترفًا بالضوء .. أستميحُ الارتشاف انهمارًا بين يدي حرفك الباهر .



مودتي.

ايلينا المدني
26-08-2013, 03:07 PM
العزيز عمر ...........
حين تبدأ التداعيات بغزونا نستسلم لها بارادة وحنو على ما ستأتينا به
وكأنها ستأتينا بجديد لم نكون نعلمه أو لم يكن يوماً تاريخنا الذي عشناه
بحلوه ومراره .....
تأتينا على دفعات متلاحقة وكأنها شريط لا ينتهي حتى تغدو هي الغد المنتظر
فنستيقظ على حين غفلة منا لنجدنا حيث نحن لم نغادر وحيث هي ما زالت
تهجع في الذاكرة ....
جميلة جداً