المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بناء الرسول بصفية بنت حيي بن أخطب حقيقة أم خيال؟!



سامح عسكر
01-10-2012, 09:57 PM
بقلم:سامح عسكر

بناء الرسول بصفية بنت حيي بن أخطب حقيقة أم خيال؟!

هذه الحادثة مشهورة تحكي بناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة"صفية بنت حيي بن أخطب" في غزة خيبر، وذلك بعد طُهرها من الحيضة الأولى في مخالفة واضحة لصريح القرآن، وقد اختلف الرواة في أمرها هل كانت زوجة أم ملك يمين...أنوه على أن هذا البحث هو ثمرة مجهودي في إحدى المواقع، فقد ناقشت القضية بكامل أركانها-تقريباً-حتى أننا لم نترك أمراً إلا وناقشناه، ولعدم سبق النتيجة سنترك للقارئ الكريم أن يكتشف النتيجة بنفسه...أيضاً فنوايا البحث ليست لتلميع أو لهدم كتاب أو شخص إنما هي محاولة للمكاشفة والوضوح وإزالة اللبس الذي اعترى الكثير من تراثنا التاريخي.

سؤال يدور في ذهني دائماً حين التطرق لقضية بحثية من قضايا التراث ..هل كان للإمام البخاري-كمثال- أن يستوثق صحة رواياته بأسلوب وآليات أفضل في زمانه لو قدّر الله له أن يعيش في القرن الحادي والعشرين؟!..الإجابة على هذا السؤال سيضعنا على مضمون النقد، وأن الانتقاص من الأئمة درب الجاهلين، فلا يقول قائل أن البخاري كان يتعمد الانتقاص من النبي إلا ويعتقد بأنه على غير ملة الإسلام-وحاشاه-بل نقول أن الانتقاص والاتهام لو حدث فهو عن جهل وبغير قصد منه، فهؤلاء الأئمة كانوا يتحركون بناءاً على قُدراتهم المحكومة بواقع زمانهم، فالأصل أن الفكر ابن الواقع وليس العكس وفي هذا مقام شرح طويل لا يتسنى لنا عرضه الآن... أيضاً فاعتقادي في البخاري وغيره-كمثله- أنه كتاب رواية بشرية غير معصومة، وأن الخطأ وارد فيه وبقوة، ومع ذلك أؤمن بأن أغلب ما في صحيح البخاري هو صحيح السند، أما أن ننسبه للنبي قطعاً فهذا بعد تبيان آحاده من تواتره ..فالثابت أن جمهور أهل العلم اتفقوا على أن رواية الآحاد- أياً كانت درجة صحتها- هي ظنية الثبوت لا قطع فيها كي ننسبها لرسول الله..وهذه نقطة في غاية الأهمية ويتغاضى عنها الشيوخ ويحجبونها عن العامة قصداً، وهذا أمر خطير بلا شك وقد نتج عنه أشياء لا تقل في خطورتها عن خطورة بناء إنسان عنيف أو كاذب أو منافق أو متناقض...وربما نتطرق لهذا الأمر مستقبلاً بإذن الله.

في البداية فقد استوقفتني عِدة روايات في صحيح البخاري بشأن بناء الرسول بصفية بنت حيي ، تقول الروايات بأن الرسول قد تزوجها بعد قتل زوجها وهي عروس، ولم ينتظر النبي قضاء عِدتها كما في كتاب الله إذ قال الله تبارك وتعالى.. "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهرٍ وعشرا "..الآية واضحة بضرورة انقضاء 130 يوماً على الأقل كي يجوز للمسلم أن يتزوج أرملة ..ولكن بعد مطالعة هذه الروايات رأيت أن البخاري قد اتهم النبي بمخالفة القرآن في تلك القضية ، وهذه هي الروايات بتمامها وسنعقبها بالصورة العامة المُنطبعة في الذهن ثم سنعقبها ببعض الإشكاليات للمناقشة:

أولاً:الروايات في صحيح البخاري:

1- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

"قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ ..."

2-حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ثُمَّ قَدِمْنَا خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ ..."

3-حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ح و حَدَّثَنِي أَحْمَدُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

"قَدِمْنَا خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الصَّهْبَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ"

ثانياً:الصورة العامة المنطبعة في الذهن

تصور هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يسمع لجمال النساء، ثم وفي حادثة من الحوادث أن ذُكر له جمال إحدى النساء وقد وقعت في ظرفٍ صعب على كل امرأة وهو موت بعلها، فما كان بعد ذكر جمال هذه المرأة للنبي أن أُعجِبَ بها، ثم أخذها معه في غزواته حتى حاضت حيضةً واحدة(حلّت)،ثم ما لبث النبي إلا وأن بنى بها أي دخل بها أي عاشرها معاشرة الأزواج..

ثالثاً:الإشكاليات

1-الرواة يقولون أن النبي تزوج السيدة صفية أم المؤمنين لجمالها وذلك كسبب أصيل لتلك الزيجة، أما موت بعلها ذلك الظرف الصعب على كل إمراة لم يكن إلا سبباً ثانوياً .

2-الروايات تُجمع على أن النبي دخل بزوجته بعد تمام حيضة واحدة ليس أكثر، وهذا ترفٌ فكري وهذيان واضح لا يجوز لصقه للنبي الذي لم يكن ليُخالف كتاب الله ولو للحظة.

3-السيدة التي تزوجها النبي كان أبيها يهوديا وهو حُيي بن أخطب، وهذا الرجل تزعم بعض كُتُب السنن أن الرسول قد قتله بعد ربطه..يعني يقول الرواة أن النبي قتل رجلاً وهو أسير.(السنن الكبرى للبيهقي ج6ص526).

4-هذه السيدة أيضاً يدعي عليها ابن حبان بأن رسول الله قام بقتل زوجها وأخو زوجها (صحيح ابن حبان ج11ص607)

5-مما قاله البيهقي وابن حبان وغيرهم نرى بأن النبي قد قتل رجلاً ثم تزوج إبنته طمعاً في جمالها، وقام أيضاً بقتل رجل آخر ثم تزوج زوجته التي هي ابنة الرجل الأول لنفس السبب وهو أيضاً لجمالها..والأعظم أنه دخل بها دون أن تنقضي عِدتها....

- ما الذي بقي إذاً كي ننتقص من نبينا بهذا الشكل؟!... إن هذه الصورة المنطبعة في ذهن الراوي أو كما سمعها دلالة على شيوع آفة النقل دون تمحيص..ودلالة أخرى على تعظيم السند دون المتن..هذا المتن الذي يوضح وبجلاء أن هناك أشياء في أنفس الرواة لصقوها للنبي عُنوةً -عمداً أو جهلاً –حتى وثقتها كُتُب المتون وصارت لدينا من الثوابت وأنه لا يجوز ردها طالما كان سندها موصولاً!.. راجعت شرح النووي على مسلم وشرح ابن حجر على البخاري فوجدت تبريراً لتناقض الروايات مع القرآن بحُجة .."عِدّة المسبية" ..وسوف نتعرض لهذه القضية من خلال البحث باستفاضة بإذن الله.
-
عرضنا هذه الرؤية على المخالف فقال أن الرسول بنى بصفية بنت حيي بن أخطب وهي سبية من السبايا ..وعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تضع ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء ....فلا تعارض إذاً لأن الآية عامة و حديث زواج النبي بصفية و حديث أبو داود و أحمد مخصصين للأية و هذا ظاهر.

قلت سنتخلى عن شرط الصحيح الذي لم يراعه من احتج بفقه سبايا أوطاس..وسنتعامل مع القضية كونها صحيحة السند وأن أي شبهة تعتري هذه الغزوة وأحداثها غير موجودة..! إذاً فعدة المسبية جاءت بناءاً على رواية تاريخية وثقت بناء الصحابة بسبايا المشركين في غزوة أوطاس..ولكن هذه الغزوة تكاد تكون مجهولة الزمن بشكلٍ كبير حتى اختُلف فيها هل هي غزوة حنين أم هي فتح مكة وهما حادثتين وقعتا في السنة الثامنة للهجرة، وفي كلتا الحالتين فقضية صفية بنت حيي أسبق لهذا الزمن بعامين، كون قضيتها حدثت في غزوة خيبر-حسبما يقول الرواة-وهذه الغزوة كانت في السنة السادسة من الهجرة ، أي أنها أسبق من هذا التاريخ وبناءاً عليه يسقط الزعم بأن بناء الرسول بصفية- بعد طُهرها بحيضة واحدة- كان بناءاً على فقهه في غزوة أوطاس، فإن كان من تشريع سابق لخيبر يخص فقه السبايا وعِدتهن فأين هو؟

حقيقة فإن كون صفية في السبايا أو ينطبق عليها أحكام السبايا هو ليس مُشكلاً في حد ذاته كي ننظر للحادثة بعين الريب، لأن هناك خلافاً حاصلاً مع رواية أنس بن مالك في الصحاح حكى فيها زواج صفية من الرسول وهو ما يعطيها حق العدة للأرملة المنصوص عليه في كتاب الله..ناهيك عن دعوى الحجب فكلها مؤشرات تقول بأن النبي تزوجها وليست مِلكاً لليمين...إذاً ما الحل لكي لا يرد الشُرّاح هذه الروايات؟!..الحل هو القول بأنها سبية من السبايا، وأن عِدّة السبية الأرملة تختلف عن عدة الحرة ليس بمقدار شهر أو اثنين بل إلى ثلاثة شهور على الأقل، وهو فارق زمني كبير سيضع شبهات حول القضية برمتها...ناهيك عن الصورة المنطبعة في الذهن من جراء عدم مناقشة تلك الروايات أو التبرير لها بما يلائم ظرفها الزماني والمكاني وإهمال حتى آراء الأطباء وبذلك لا نرد رواية صحيحة!

هذا السلوك ليس مُقنعاً على الإطلاق فهو سلوك أقرب إلى التبرير منه إلى المناقشة المنهجية..حقيقة أنا اطلعت على معظم الأقوال في القضية..إثباتاً ونُكرانا ..ثم سألت نفسي لماذا هذه القضية هي مشوشة عند الكثيرين حتى عند بعض طلاب العلم ، فتشوّش العقل من أحداثها يعني وجود ثغرات وأن الأحداث غير مرتبة وغير مقنعة فوق ذلك فهي تثير شُبهات حول أخلاق الرسول..قد تقنعنا نحن المسلمين أو نتعاطف معها كسُنة أو نجد لها التبرير المناسب -في ظننا- لأن هذا مذهبنا وهذا ديننا ويجب علينا فِعلُ ذلك..أما أن نُقنع بها الآخرين فصعب... .نحن لا نعي- حتى الآن- مقدار الخطر الحقيقي الذي يتهدد الإسلام بتشويه صورة نبيه..فلا يكفي أن ندافع عن نبينا بالكلام والتوصيف...إذ العقول تسأل وتنظر، ومن سأل ونظر ولم يُلقى لديه جواباً فسيثاوره الشك.

أيضاً فجميع الشروحات التي تناقش هذه القضية تعيش بالنص وتفكر به ولا تعيش في النص وتفكر فيه وتطرح ما فيه للتساؤل، قضية عدة المسبية أو ما قيل عنه فقه سبايا أوطاس الذي يحتج به الشُرّاح -كونه الدليل الوحيد-نسوا أن آيات الجهاد كانت تضع ضابطاً لمنع سبي نساء الأعداء تحت قاعدة.."ولا تزر وازرة وزر أخرى"..وأيضا.."واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"..فكيف لا يرضى الله لهم الظلم في الآخرة ثم يرضاه لهم في الدنيا تحت باب السبي والرق؟!..

أيضاً فمن لا يرى في إعجاب النبي بجمال صفية وزواجه بها لأجله كسبب أصيل بحُجة أن الإعجاب بحُسن النساء طبيعة بشرية والرسول غير معصوم من هذا أقول... أنه ليس الإعجاب بجمال وحُسن النساء كونه أتى في سياق الافتراض فيكون سببا أصيلاً في أي زيجة للرسول ، فالوارد في السنة غير ذلك حيث اشترط النبي على المسلمين أن يتزوجوا من تحققت فيهن تلك الصفات.."ذات الدين-الودود-الولود"..هذا كاختيار أولي مُعرف في قوله عليه الصلاة والسلام.."فاظفر"..أي هذه سنته وهذا سلوكه..وهذا يتسق أيضاً مع شخصية النبي وخُلقه في القرآن وصورته في كافة عقول المسلمين..هذا لو افترضنا أن النبي-حسب الروايات- سلك سلوكاً مشروعا في الزيجة..أي أتى لأبيها أو لولي أمرها يستأذنه ثم يدفع صداقها..ولكن الروايات تقول غير ذلك، فالروايات تقول أنه قتل أبيها بعد ربطه وهو أسير!..ثم أتى على إبنته ليتزوجها..ليس هذا فقط بل هناك روايات –صحيحة السند-تقول أن صفية وقعت في سهم أحد الصحابة ولكن بعد مشاورات أخذها النبي لنفسه ومنعها عن الصحابي فقط لمجرد أنها إبنة أحد أسياد اليهود كما سيأتي بيانه!

أيضاً نسى الشارحون بأن الله قد أنزل في سورة الأنفال أمراً بعدم الأسر ..يقول الله تعالى..." ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم"..وسورة الأنفال نزلت قبل غزوة خيبر بكثير فكيف يأسر النبي أمة ثم ينكحها تحت بند وما ملكت أيمانكم بعد نزول هذه الآية ؟!.. هذا يعني أن كافة روايات الأسر التي أعقبت نزول هذه الآية كلها محض خيال ولا علاقة لها بالنبي ولا بصحبه..وإلا كيف نجمع بين فهم هذه الآية وتلك الروايات التي تتعارض صراحة مع القرآن وأحداثه؟!

أيضاً نسى الشارحون أن حادثة صفية كانت في غزوة خيبر من السنة السابعة للهجرة، وسورة النساء التي نزلت قبل هذا التاريخ بعام أو بعامين..وسورة النساء يقول الله فيها بعدم جواز وطء ملك اليمين إلا بشروط.." ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم"......الآية تقول وبوضوح أنه لا يحل إقامة علاقة جنسية مع مِلك اليمين إلا بشرطين قال البغوي.."وفيه دليل على أنه لا يجوز للحر نكاح الأمة إلا بشرطين ، أحدهم : أن لا يجد مهر حرة ، والثاني أن يكون خائفا على نفسه من العنت"..بينما الروايات تقول بأن الرسول أعجب بها فاتخذها لنفسه دون الصحابي..بما يثبت بأن الرسول لم يكن خائفاً على نفسه من العنت كي يبني بها..

سلمنا أن الرسول بني بها خوفاً على نفسه من العنت فكيف ذلك وخيبر لا تبعد عن المدينة تلك المسافة المكانية والزمانية التي تُجيز للرجل الخوف على نفسه من العنت..سلمنا أيضاً أن المسافة توجب هذا العنت فلماذا رأوا بناء الرسول بصفية بعد قتل أبيها وزوجها والآية واضحة أنه لا نكاح للأمة إلا بإذن أهلها، وهل يجوز أن أقتل من كان له سلطة زواجي بابنته أو أخته ثم أبني يها بعد قتل أبيها أو أخيها؟!..هذا إشكالٌ أخلاقي لم يُراعه الفقهاء ولم يبحثوا فيه.

سلمنا أيضاً أنه يحل للرجل أن يبني بالأمة بعد حيضة واحدة فما الذي يجمع بين الأرملتين الحُرة والأمة غير العدة المنصوص عليها في القرآن وهي أربعة أشهرٍ وعشرا..ولماذا حملنا حديث أوطاس على الأمة ولم نحمله على الحُرّة، وهل العدة هي لحفظ الأنساب أم أن هناك أسباباً أخرى تراعي الحالات النفسية والاجتماعية، ولماذا راعينا هذه الحالات في الحُرّة ولم نُراعها في الأمة...هذا إشكالٌ أخلاقي يُضاف أيضاً إلى سابقيه... سلمنا أن صفية كانت مسبية وتنطبق عليها كافة حقوق وأحكام السبايا..إذاً ما هي هذه الحقوق وما هي الأحكام..هل لها وجود في القرآن أم هي مبينة على روايات تاريخية وحديثية متضاربة وأكثرها يحط من صورة وسمعة النبي في عقول وقلوب الناس...خلاصة ذلك أن من صنع عدةً مخصوصةً للجارية صنعها عن رواية وهذا عين التقليد وعبادة السند ، ولو تأملوا في القرآن لوجدوا أن الله قد شرّع فيه كافة صنوف العِدد من الأرملة إلى المُطلقة إلى التي لم تحض بينما لم يُشرّع أي عدة للجارية كون العدة مشروعة-كما هو واضح من القرآن-لأسباب بيولوجية وسيكولوجية وليس عن أسباب تصنيفية اجتماعية!.. فلننظر للقرآن سنجد أن لفظ"النساء" لم يُختص به مقام اجتماعي عن آخر، ولننظر أيضاً لأحكام الأسرى في القرآن سنجد أن جميعها مختصة بالحروب وظروفها ورؤية القائد مما يسمح لضمان حقوق أسرى المسلمين في المقابل..بينما لم يجعل الله للأسير أي حقوق متمايزة عن الحر اجتماعياً والعكس صحيح.

سلمنا أيضاً بصحة القصة كما وردت بتمامها في الصحاح وأن كافة الشبهات التي ألحقت بها قد تم ردها..ألم يقل الله عز وجل في سورة الأحزاب.."لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا "...وسورة الأحزاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة والآية واضحة بالأمر الإلهي للرسول بأنه لا يحل له أن يتزوج بعد نزول هذه الآية..!

سلمنا بصحة استثناء المسبية كيف ذلك وفي نفس الصحيح صحيح البخاري أيضاً يقول أنه تزوجها وكان صداقها عتقها :

1-حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها...صحيح البخاري

2-حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول سبى النبي صلى الله عليه وسلم صفية فأعتقها وتزوجها فقال ثابت لأنس ما أصدقها قال أصدقها نفسها فأعتقها..صحيح البخاري..

كيف ذلك ولا صداق للسبايا..هذا يؤكد-حسب كلام البخاري- أن صفية كانت زوجة وليست ملك يمين، فإذا قيل بأنه بنى بها وهي مسبية لذلك كانت عدتها أقصر مما نص عليه القرآن، أقول بأن الأحاديث الصحاح تؤكد أنه أعتقها وتزوجها وهذا يعني أنه بنى بها وهي زوجة، وقد مات عنها بعلها وهي زوجة أيضاً وبالتالي فهي تستحق العدة المنصوص عليها في القرآن كونها أرملة..فإذا قيل أنه بنى بها وهي مسبية ثم تزوجها بعد ذلك أقول أين الدليل...؟!

أظن أن الأمور اتضحت نوعاً ما..ولكن إمعاناً في البحث أكثر لرد كافة الشُبهات سنناقش أحد الأقوال عن الإمام النووي في شرحه على مسلم، وذلك إثر تعرضه لحادثة وقوع صفية في سهم دحية الكلبي، واشتباه القول "بأنانية وتصنيف" الرسول-وحاشاه أن يُقال عليه هذا..فقد قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :"رأى في إبقائها لدحية مفسدة لتميزه بمثلها على باقي الجيش، ولما فيه من انتهاكها مع مرتبتها وكونها بنت سيدهم، ولما يخاف من استعلائها على دحية بسبب مرتبتها، وربما ترتب على ذلك شقاق أو غيره، فكان أخذه صلى الله عليه وسلم إياها لنفسه قاطعا لكل هذه المفاسد المتخوفة أ.هـ...

والحقيقة أن قول النووي حكايته رده ،فخلاصة طرحه أنه يقول بأن زيجة الرسول بصفية كانت لأجل مقامها ومركزها الاجتماعي..أما الصحاح فتنفي لحُجة النووي وتجزم بأن النبي تزوجها لجمالها- أياً كانت درجة الاهتمام...فأيهما نصدق تبرير النووي أم تصريح الراوي؟!.. أيهما أصح ..من قال أن سبب اختيار النبي لها هو"جمالها"..أم من قال أن السبب هو"كونها من أسياد اليهود"؟!..ولو فرضنا تحقق السببين فهذا يعني أن الروايات وصفت النبي بالأنانية وأنه عليه الصلاة والسلام كان يحسب لنفسه مقاماً أعلى من مقام الصحب اجتماعياً، وأن له حقوق أعلى من غيره ليست مشروعة في القرآن –وحاشاه أن يتقوّل عليه أحد هذا القول الشنيع!....أيضاً أنا لم أقل على قول النووي أن حكايته رده إلا لفساد حجته فساداً بائناً، فلازم قوله أن النبي يتزوج من سادات العرب حصراً ،فكم يكفي النبي من الأزواج والسبايا بنات الأسياد من كامل غزواته ومعاركه، ولازمه أيضاً أنه لا يحق للصحابي بأن ينكح السبية إلا وأن كانت من صغار القوم وأسافلهم..فمن أين أتينا بهذا التفسير وهو يقدح في عدل النبي ومقام صحابته لهذه الدرجة؟!

إن معنى وقوف صفية أمام النبي ليُعاين جمالها كما وُرد في الروايات يتعارض مع كونها زوجة النبي لأجل أنها من بنات الأسياد وهذا رد صريح على تأويل النووي..أما التبرير بخصوصية بنات الأسياد للرسول وتأويله بالحكمة –كما يفعل البعض-فهذا عين التفكير بالنص الذي استشكلت على مثله من كلام الأئمة..لأنه حتى لو قطعنا بصحة الرواية فتأويل الحكمة يلزمه الوضوح ونظام الأفكار، ولكن الحاضر عكس ذلك إذ القضية يملأها الغموض!.. فما بالك بظني الثبوت وأحاديث صفية جميعها آحاد ظنية الثبوت..أقول أننا مطالبون بالتفكير في النص وليس بالنص-كما أسلفنا...على الأقل لنخرج من مُعضلة المُطلق والنسبي هذه التي تُعد العائق أمام فهم تلكم الأمور.... أي مسألة اجتهادية أو بحثية نقابلها بإشكالية المطلق والنسبي فلن يتم حلها..أرى أنه لو قمنا بإخراج عقولنا -جميعاً من أي فكرة أو اعتقاد مسبق فسنرى القضية بشكل أوضح...ذلك لأن التفكير عن قناعة مسبقة يُخرج الفكرة من سياق البحث إلى سياق التأكيد أو التبرير..

على الهامش ..فروايات صفية بنت حيي جميعها أخبار آحاد وجميعها تمس جناب وسمعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم..والآحاد لا قطع فيها بالحدوث إذ شهد جمهور الأمة تحرزاً في قبول روايات الآحاد في العقائد وأعدوها ظناً والبعض غلبة الظن، فما بالكم بما يمس جناب وسُمعة النبي، وألا يعتد بجناب النبي عقيدةً أم ماذا؟؟!..ومن هو ذلك الشخص الذي يعد أعظم البشر في الإسلام من النبي كي ندفع عنه النَقَص والزلل؟؟!..أسألكم بربكم لماذا كان الفاروق رضي الله عنه يحترز في قبول خبر الواحد..ومثله أم المؤمنين عائشة وذي النورين رضي الله عنهم أجمعين؟!...هل كانوا حين احترازهم يطعنون بالصحب والأتباع أم أن منهاج التحقق لديهم كان يقتضي التواتر، وهل كان مسلم مُحقاً حين صحح رواية مالك بن أوس التي شتم فيها العباس الإمام علي عليه السلام ووصفه" بالكاذب والغادر والخائن والآثم" أم أن مسلم أخطأ أو الراوي نفسه قد أخطأ..فلماذا لا نحمل الخطأ على الراوي بدلاً من حمل الخطأ على النبي وصحبه.

أخيراً ومع كل هذه المناقشات سييخرج علينا من يُحذرنا بالويل والثبور وعظائم الأمور فقط لمجرد تجرأنا واستخدامنا لعقولنا التي حبانا الله بها لمعرفة الدين ولمناقشة ما جاء به البخاري في صحيحه...لا تستهينوا ياأخوة بما لصق في أذهان الناس عن البخاري ، فمن كثرة تعظيم الأئمة والخطباء له بات الرجل وكتابه قرآناً ثانياً يعتقده الناس عملياً وليس نظرياً..ولو تكلم فيه الخطباء بمنطق الصحيح والضعيف والخطأ والصواب لكان للناس صورةً أخرى تسمح بنقد ما جاء في الكتاب متعارضاً مع القرآن والعقل..ولكنهم لا يفعلون.. لذلك أعذر كل من اعتقد هذا الاعتقاد –عن جهل-فهي تقريباً ثقافة عامة ،وهي بحاجة لتبيان وشرح وإخلاص علمي وخُلقي يدفع الناس لتغيير توجهاتهم بناءاً على الدليل وليس على الشخص والسُمعة.

إن المسلمين في هذا الزمان لا يستشهدون بالقرآن في نقاشهم وخُطبهم أكثر من الروايات الحديثية والتاريخية، حتى أنهم لايقرأون كُتب الحديث والتاريخ أصلاً..ولكنهم فقط يتلقفون المشهور الوارد عن شيوخهم ومراجعهم، حتى أنك لو عقدت استطلاعاً للرأي أي الروايات الحديثية الأكثر شُهرة ستجد أن حديث"حفوا الشارب واعفوا اللحى" هو الأكثر شُهرة..ويليه حديث "افترقت الأمة"..ثم حديث المعازف..ثم أحاديث تحريم العطور والذهب..قد تختلف الدرجات والرُتب لكن هذا مثال للتقريب، أن ثقافة التحريم لدينا أشد وأقوى تأثيراً وشيوعا بين الخطباء والعامة.. لذلك أنا لا أستغرب أن لو أردنا نقاش مسألة تخص سمعة النبي مع طلاب العلم أن يخافوا من الحديث والاجتهاد خوفاً على أنفسهم من العامة..ولكن مع ذلك فقلوب العامة تتصل بالنبي أكثر من هؤلاء الشيوخ والطلاب ،ولو سألت العامة هل تقبلون أن يُقال على النبي أنه كان شهوانياً؟!..لكانت الإجابة أسرع من البرق..سيُنكرون..نعم سيُنكرون لأنهم لا يعلمون ما دُسّ في الكتب وأوذي منه النبي..هؤلاء لا تزال عقولهم على الفطرة والعلم الصحيح..بينما الشيوخ –وكالعادة-سيختلقون التبريرات ولديهم أساليبهم التي تكفي للدفاع عن الراوي مهما كانت تلك الرواية تتصادم مع القرآن والسنة والعقل!

أقول أنه لا أصنام في الإسلام نعبدها، فلا إله إلا الله ولا معصوم إلا محمد ، ولا نبي معصوم إلا ما بلغنا في القرآن من خبره، ولا حق إلا الحق ، ولا شخص غير معصوم فوق المسائلة، ولا أحد فوق النقد حتى لو كان صحابياً لنعتبر..هكذا نفهم الإسلام دون تلوّن أو تمذهب، فالإسلام يحض على الوحدة والاعتصام لا على التنابز والتشتت،وما جعل الناس مختلفين إلا باختلافهم في تصور الحق في شخوصهم ومذاهبهم وأحزابهم، فلنجعل الحق ضياءاً في سماءٍ واحدة تجمعنا، ولنسلك إليه كلٌ بطريقته دون إنكارٍ على مسالك الآخرين، فالأهم أن تصل للحق حتى لو اختلفت الوسيلة أو حتى بعض الدوافع، أما أن نجعل الحق في أنفسنا وآرائنا فهذا ما سيقودنا إلى التبلّد والنفاق وسوء الأخلاق والإسلام برئٌ من هذا كله...

عبد الرحيم بيوم
02-10-2012, 08:27 PM
بقلم:سامح عسكر

بناء الرسول بصفية بنت حيي بن أخطب حقيقة أم خيال؟!

هذه الحادثة مشهورة تحكي بناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة"صفية بنت حيي بن أخطب" في غزة خيبر، وذلك بعد طُهرها من الحيضة الأولى في مخالفة واضحة لصريح القرآن، وقد اختلف الرواة في أمرها هل كانت زوجة أم ملك يمين...أنوه على أن هذا البحث هو ثمرة مجهودي في إحدى المواقع، فقد ناقشت القضية بكامل أركانها-تقريباً-حتى أننا لم نترك أمراً إلا وناقشناه

اشكرك اولا اخي سامح ان اتحفت الواحة بالنسخة الاخيرة من مجهودك والذي اغتنم الفرصة لاسالك تسطير ثماره لنا في نقاط، اذ طرح الاشكالات والايرادات ليس ثمرة ولا جهدا يشكر
واريد ان ابدا معك ايها الكريم بثلاثة امور:
- الاول: لفت انتباهي قولك "أنوه على أن هذا البحث هو ثمرة مجهودي"
لاسال: هل اصل هذه الشبهة على هذه الرواية هو لك ام انك ناقل؟ واذا كنت ناقلا فعمن؟ واتمنى ان تجيب
- الثاني: قولك "السيدة التي تزوجها النبي كان أبيها يهوديا وهو حُيي بن أخطب، وهذا الرجل تزعم بعض كُتُب السنن أن الرسول قد قتله بعد ربطه..يعني يقول الرواة أن النبي قتل رجلاً وهو أسير.(السنن الكبرى للبيهقي ج6ص526)." وقولك "مما قاله البيهقي وابن حبان وغيرهم نرى بأن النبي قد قتل رجلاً ثم تزوج إبنته طمعاً في جمالها،"
هل افهم منه انك تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم قتل ابا امنا صفية رضي الله عنها في خيبر لاجل جمالها؟ صحيح
- الثالث: اذا كان ماذكر في الروايات خيال فهلا قدمت الواقعة الحقيقية؟
ولدي عودة ان شاء الله لاصل ومحور الموضوع..

عبد الرحيم بيوم
02-10-2012, 11:41 PM
دعنا نلج قليلا الى اصل الموضوع ومحوره وهو قصة بناء النبي صلى الله عليه وسلم بصفية رضي الله عنها
- انت توهم القارئ بان الرواية اوردها البخارى فقط - مع ان مسلم اخرجها ايض واحمد - وبنيت عليه اتهاما للبخاري فقلت:
"ولكن بعد مطالعة هذه الروايات رأيت أن البخاري قد اتهم النبي بمخالفة القرآن في تلك القضية"
وازيدك من لازم قولك احمد ومسلم وووو
- على ماذا بنيت طعنك في القصة وهنا تساؤل:
هل تنكر صحة السند ام تنكر المتن ؟
واي جزء تنكر من المتن؟ ومن اخطا فيه هل هو الصحابي او من دونه؟ وباي علة؟
واتمنى جوابا علميا فان ما اوردته انما تبقى اشكالات وليست عللا يدفع بها الحديث
ولي عودة ان شاء الله..

عبد الرحيم بيوم
03-10-2012, 12:34 AM
قولك:
"فإن كان من تشريع سابق لخيبر يخص فقه السبايا وعِدتهن فأين هو؟"
مع ان ثبوت فعل النبي صلى الله عليه وسلم كاف لاثبات الشرعية نقول وحادثة اوطاس شاهدا له لكن مع ذلك فهاك قولا عاما حاكما رواه الامام أحمد من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعن ذهبا بذهب إلا وزنا بوزن، ولا ينكح ثيبا من السبي حتى تحيض " المسند ط الرسالة (28/ 209)

عبد الرحيم بيوم
03-10-2012, 12:45 AM
- في الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم دفع صفية لام سليم تعتد فى بيتها
قال عبد المحسن العباد:
"فأمرها أن تكون معها مرافقة لها، وتكون معها في خبائها حتى تطهر من الحيض، وهو استبراء للرحم، وليس عدة؛ لأن المرأة لا عدة عليها من زوجها الكافر، وإنما تستبرأ بحيضة حتى يطمأن أن رحمها بريء من الحمل، وهذا شأن الإماء إذا سبين، فإنهن يستبرأن بحيضة".
فتامل

احمد خلف
03-10-2012, 06:19 AM
[QUOTE=سامح عسكر;747286]بقلم:سامح عسكر

أخيراً ومع كل هذه المناقشات سييخرج علينا من يُحذرنا بالويل والثبور وعظائم الأمور فقط لمجرد تجرأنا واستخدامنا لعقولنا التي حبانا الله بها لمعرفة الدين ولمناقشة ما جاء به البخاري في صحيحه...لا تستهينوا ياأخوة بما لصق في أذهان الناس عن البخاري ، فمن كثرة تعظيم الأئمة والخطباء له بات الرجل وكتابه قرآناً ثانياً يعتقده الناس عملياً وليس نظرياً..ولو تكلم فيه الخطباء بمنطق الصحيح والضعيف والخطأ والصواب لكان للناس صورةً أخرى تسمح بنقد ما جاء في الكتاب متعارضاً مع القرآن والعقل..ولكنهم لا يفعلون.. لذلك أعذر كل من اعتقد هذا الاعتقاد –عن جهل-فهي تقريباً ثقافة عامة ،وهي بحاجة لتبيان وشرح وإخلاص علمي وخُلقي يدفع الناس لتغيير توجهاتهم بناءاً على الدليل وليس على الشخص والسُمعة.

أقول أنه لا أصنام في الإسلام نعبدها، فلا إله إلا الله ولا معصوم إلا محمد ، ولا نبي معصوم إلا ما بلغنا في القرآن من خبره، ولا حق إلا الحق ،

الأخ سامح عسكر:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو توضيح ما كان بخط كبير
هل العقل اعلى من النقل الثابت السند والمتن؟؟؟؟...........فإن كانت الإجابة بنعم ....فلماذا نغتسل من المني ولا نغتسل من البول (عقليا البول وشرعيا البول نجس ) والمني غير نجس فلو وقع على الثوب يكفي حكه إن نشف او قرصه ...كما جاء في الحديث الصحيح
2-ما المتعارضات في البخاري مع القرآن؟؟؟؟؟؟ أمثلة من فضلك
3- العصمة لكل الانبياء وبناء على قولك فهناك أنبياء غير معصومين .... لم يشهد لهم القرآن بالعصمة (هكذا منطوق قولك!!!!) فمن هم ؟؟؟؟؟؟
الاخ سامح تثبت مما تقول ...واكتب بروية .... فما تنقله برأيي المتواضع ....(شبهات يروجها الشيعة ) ولعلك وقعت من حيث لا تري بالشبهات تلك ..... هناك مجال للعودة بالستغفار ...وتلك نصيحة الاولين لي ولك
همسة: لاتعتبرني ممن يفندون قولك بل طالب حقيقة

عبد الرحيم بيوم
03-10-2012, 10:54 AM
قولك:
"تقول الروايات بأن الرسول قد تزوجها بعد قتل زوجها وهي عروس، ولم ينتظر النبي قضاء عِدتها كما في كتاب الله إذ قال الله تبارك وتعالى.. "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهرٍ وعشرا"
ما نقلناه من كلام الشيخ عبد المحسن العباد يبين انه لا ارتباط بين الاية والحديث حتى يدعى التعارض فالاية في سياق خطاب المسلمين والذين يتوفون منكم ويذرون" والسياق بسابقه ولاحقه واضح بين فيما قلت
والواقعة في استبراء من قتل زوجها من الكفار لا علاقة ابدا بينهما
فما سودت في موضوع من اسطر بني على وهم التعارض ولا ادري من اين جاء الوهم فعارضت بين مشرق ومغرب! فالاول في نظام الاسرة الاسلامية والثاني في مسالة احكام السبي في الجهاد

عبد الرحيم بيوم
03-10-2012, 11:29 AM
قلت:
"راجعت شرح النووي على مسلم وشرح ابن حجر على البخاري فوجدت تبريراً لتناقض الروايات مع القرآن بحُجة .."عِدّة المسبية" "
هذا كلام النووي:
"قوله ( حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم عروسا ) وفي الرواية التي بعد هذه ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها قال وأحسبه قال وتعتد في بيتها أما قوله تعتد فمعناه تستبريء فإنها كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم ووصل وغير ذلك من المنهي عنه وقوله أهدتها أي زفتها يقال أهديت العروس إلى زوجها أي زففتها والعروس يطلق على الزوج والزوجة جميعا وفي الكلام تقديم وتأخير ومعناه اعتدت أي استبرأت ثم هيأتها ثم أهدتها والواو لا تقتضي ترتيبها وفيه الزفاف بالليل وقد سبق في حديث تزوجه صلى الله عليه و سلم عائشة رضي الله عنها الزفاف نهارا وذكرنا هناك جواز الأمرين". شرح النووي على مسلم (9/ 222)
وهذا كلام ابن حجر:
"المراد بقوله: "حلت" أي طهرت من حيضها. وقد روى البيهقي بإسناد لين أنه صلى الله عليه وسلم استبرأ صفية بحيضة، وأما ما رواه مسلم من طريق ثابت عن أنس "أنه صلى الله عليه وسلم ترك صفية عند أم سليم حتى انقضت عدتها" فقد شك حماد راويه عن ثابت في رفعه، وفي ظاهره نظر لأنه صلى الله عليه وسلم دخل بها منصرفه من خيبر بعد قتل زوجها بيسير فلم يمض زمن يسع انقضاء العدة، ولا نقلوا أنها كانت حاملا فتحمل العدة على طهرها من المحيض وهو المطلوب، والصريح في هذا الباب حديث أبي سعيد مرفوعا: "لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة" قاله في سبايا أو طاس أخرجه أبو داود وغيره وليس على شرط الصحيح". فتح الباري (4/ 424)
فاين التبرير واين ذكر الاية واين واين كلها اوهام لاحقيقة لها ولا وجود

بهجت عبدالغني
03-10-2012, 02:48 PM
متابعون هذا الحوار الماتع ..

تحياتي ..

خليل حلاوجي
03-10-2012, 06:15 PM
هنا في الواحة : نؤكد أن الرأي البشري في أي نص شرعي ثابت الدلالة ثابت الورود : لايخضع لنظرية تعدد القراءات . وحتى تقوم الساعة.

أما في ماعدا ذلك فلاضير أن نستمع بعقولنا لقول أي قائل ... ثم يأتي دورنا الذي لايتعدى توضيح مقاصد الشريعة ..

المشكلة تكمن في الرؤية الإجتزائية واستقطاع _ نص أو موقعة _ من سياقها التأويلي أو من سياقها المقاصدي .. يعد أمراً مخالفاً للإنصاف ومتضاداً مع روح البحث العلمي العقلاني ..

ماطرح الباحث هنا ليس جديداً ... ولكن ماخلص إليه من نتائج لاينطبق مع المقدمات الواردة في بحثه .. اللهم إلا إذا استمعنا للباحث وهو يرد على اعتراضات الأخ الباحث : عبد الرحيم صابر .

أتمنى أن أنصت للرد ... وأنا على يقين بأن الجميع هنا يقاتلون في سبيل الحقيقة وهي غايتنا بكل تجرد


بوركتم جميعاً .

سامح عسكر
03-10-2012, 06:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله

الأخ العزيز أحمد خلف

1-النص الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح.

2-التعارض كثير كحديث التربة مثلاً وكذلك أحاديث الدجال ورجم المُحصن ونزول سيدنا عيسى وعذاب القبر وغيرها الكثير من القضايا..جميعها تتعارض مع القرآن ومع ألف باء إسلام..ولا تعتبرني قرآنياً أو منكراً للسنة-معاذ الله- فمنهجي هو مقاربة السنة بثلاث ضوابط مع الترتيب بالأولوية...(القرآن-العقل-السند)..

3-ما بلغنا القرآن من خبره ليس تصريحاً بالإسم-كما فهمت-بل هو اتجاه مُجمل يشمل من ذكروا بالمعنى أو بالإشارة..وجميعهم تحت بند"الإخبار"..كقوله تعالى..."ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك"..فانعدام القصص أتى في سياق الإشارة إلى وجود غير مذكور تصريحا.

بهجت عبدالغني
03-10-2012, 09:54 PM
الأخ الكريم سامح عسكر

حسبما قرأت رأيت أن المشكلة عندك ليست في مسألة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من صفية رضي الله عنها ، وإنما في المنهج الذي تتبناه في قبول ورفض الروايات بحجة مخالفتها للقرآن الكريم .
وأقف عند بعض ما جاء في الموضوع :

1 ـ هل البخاري معصوم ؟
كلا ..
هل عمله في الصحيح جهد فردي ؟
هذه نقطة يثيرها دائماً من يرون أن في البخاري مخالفات للقرآن ، أي يقولون أن البخاري شخص اجتهد في جمع الروايات وهو معرض للخطأ ، وهذا صحيح ، ولكن تأمل معي ..
البخاري كان يكتب صحيحه وعنده تلاميذه ، وهم من أصحاب الحديث وعلمائها كالإمام مسلم النيسابوري والإمام الترمذي ، كما عرض صحيحه كما في كتاب ( فتح الساري ) على أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة ، كما أنه رحمه الله كان يرتحل ويحدث بصحيحه فيجتمع عليه آلاف الناس يستمعون له ، فلماذا لم يرد عليه أحدهم أحاديثه التي خالفت القرآن ؟ ولماذا تلقت الأمة لأربعة عشر قرناً صحيحه بالقبول ؟

قلت : ( اتستهينوا يا أخوة بما لصق في أذهان الناس عن البخاري ، فمن كثرة تعظيم الأئمة والخطباء له بات الرجل وكتابه قرآناً ثانياً يعتقده الناس عملياً وليس نظرياً ) .

أقول : لماذا تتهم الخطباء والأئمة ، وقد تلقى الأمة صحيح البخاري منذ وقت تأليفه إلى الآن بالقبول ؟
ثم أعطني شخصاً واحداً يعتقد أن البخاري كالقرآن ..

2 ـ قلت : فالثابت أن جمهور أهل العلم اتفقوا على أن رواية الآحاد - أياً كانت درجة صحتها - هي ظنية الثبوت لا قطع فيها كي ننسبها لرسول الله .. وهذه نقطة في غاية الأهمية ويتغاضى عنها الشيوخ ويحجبونها عن العامة قصداً .

أقول : قولك أن كل الآحاد ظني الثبوت كلام أكاديمي يدرس لطلاب الشريعة في جامعاتنا ، والحقيقة أنه ليس كل الآحاد ظني الثبوت ولا يفيد إلا الظن ، فهذا ابن صلاح يصرح في مقدمته أن المتفق عليه بين البخاري ومسلم ( جميعه مقطوع بصحته ، والعلم اليقيني النظري واقع به ، خلافاً لقول من نفي ذلك محتجاً بأنه لا يفيد في أصله إلا الظن وإنما تلقته الأمة بالقبول لأنه يجب عليهم العمل بالظن ، والظن قد يخطئ ، وقد كنت أميل إلى هذا وأحسبه قوياً ، ثم بان لي أن المذهب الذي اخترناه أولاً هو الصحيح ) .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى :
( الصحيح أن خبر الواحد قد يفيد العلم إذا احتفت به قرائن تفيد العلم ، وعلى هذا فكثير من متون الصحيحين متواتر اللفظ عند أهل العلم بالحديث ، وإن لم يعرف غيرهم أنه متواتر ، ولهذا كان أكثر متون الصحيحين مما يعلم علماء الحديث علماً قطعياً أن النبي ( قاله : تارة لتواتره ، وتارة لتلقي الأمة له بالقبول . وخبر الواحد المتلقى بالقبول يوجب العلم عند جمهور العلماء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ، وهو قول أكثر أصحاب الأشعري كالاسفراييني وابن فورك ) .
ويقول في مجموع الفتاوى :
( اخبر الذي تلقاه الأئمة بالقبول تصديقاً له أو عملاً بموجبه يفيد العلم عند جماهير الخلف والسلف، وهذا في معنى التواتر ، لكن من الناس من يسميه المشهور والمستفيض، ويقسمون الخبر إلى متواتر ومشهور وخبر واحد، وإذا كان كذلك فأكثر متون الصحيحين معلومة متقنة تلقاها أهل العلم بالحديث بالقبول والتصديق وأجمعوا على صحتها، وإجماعهم معصوم من الخطأ ) .

وكذلك أنظر كتاب ( الباعث الحثيث لابن كثير ) وشرح الشيخ احمد محمد شاكر في الهامش .

كما أنك اتهمت العلماء من غير دليل ولا برهان على أنهم يخفون حقيقة أن الآحاد ظنية الثبوت ، كما اتهمتهم بحجب العلم قصداً فقلت ( وهذه نقطة في غاية الأهمية ويتغاضى عنها الشيوخ ويحجبونها عن العامة قصداً ) .
وهذا كلام لا صحة له أبداً ، وإني أحيلك إلى ابسط كتب مصطلح الحديث لتعلم أن القول بظنية خبر الواحد موجود فيه ، وأن العلماء لم يحجبوا ذلك عن الناس .. وأن ما قلته محض توهم ..

3 ـ نقد المتن قديم مارسه الصحابة رضي الله عنهم والعلماء من بعدهم ، ومن أن المحدثين لم يهتموا إلا بالسند فقد ابعد النجعة .

4 ـ في أكثر من مكان تؤكد على أن هناك روايات مدسوسة كقولك ( أن من صنع عدةً مخصوصةً للجارية صنعها عن رواية وهذا عين التقليد وعبادة السند ) و ( لأنهم لا يعلمون ما دُسّ في الكتب ) .
لكنك لم تذكر لنا من الذي صنع تلك الروايات ودسها في الكتب ..

5 ـ قلت : قول الله تعالى..." ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم"..وسورة الأنفال نزلت قبل غزوة خيبر بكثير فكيف يأسر النبي أمة ثم ينكحها تحت بند وما ملكت أيمانكم بعد نزول هذه الآية ؟!.. هذا يعني أن كافة روايات الأسر التي أعقبت نزول هذه الآية كلها محض خيال ولا علاقة لها بالنبي ولا بصحبه..وإلا كيف نجمع بين فهم هذه الآية وتلك الروايات التي تتعارض صراحة مع القرآن وأحداثه؟!

هل تعني بأن الرسول والصحابة لم يأسروا أحداً بعد هذه الآية ؟

6 ـ هل أحاديث الدجال ونزول المسيح عليه السلام وعذاب القبر تتعارض مع القرآن ؟
كيف وأين ؟
أخي الكريم التعارض معناه ـ مثلاً ـ أن يقول القرآن هذا حلال والحديث يقول لا هو حرام .
أما إذا جاء النص في القرآن مطلقاً فقيده الحديث ، أو عاماً فخصصه الحديث ، أو مجملاً ففصله الحديث ، فلا يعتبر ذلك تعارضاً بل تكاملاً ..

فهل القرآن قال أن لا وجود للدجال وان المسيح لن ينزل وأنه لا عذاب في القبر ، ثم جاءت الأحاديث بخلاف ذلك ؟
على أنك لو صبرت قليلاً وتأملك لوجدت موافقة بين القرآن والسنة بهذا الخصوص .

فالقرآن الكريم ذكر أن هناك آيات إذا أتت لا تنفع نفس إيمانها ، لكنه لا يذكر هذه الآيات

( هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) .

فيأتي الحديث يفصل بعض هذه الآيات ومنها الدجال :
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثٌ إِذَا خَرَجْنَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ ».
صحيح مسلم

وقال القرآن حول عيسى عليه السلام :
( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً )
أي لا يبقى أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى عليه السلام إلا آمن به قبل موت عيسى عليه السلام ... لأن السياق تقرير بطلان ما ادعته اليهود من قتل عيسى وصلبه، وتسليم من سلم لهم من النصارى الجهلة ذلك، فأختبر اللّه أنه لم يكن الأمر كذلك وإنما شبه لهم فقتلوا الشبه وهم لا يتبينون ذلك، ثم إنه رفعه إليه وإنه باق حي، وإنه سينزل قبل يوم القيامة .

والحديث يبين أن عيسى عليه السلام سينزل إلى الأرض :
( عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ) .
صحيح البخاري

وعن عذاب القبر قال تعالى :
( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ )
فواضح من الآية أن هناك عذاب قبل يوم القيامة .


تقبل مروري وخالص تحياتي ..

احمد خلف
04-10-2012, 02:48 AM
[QUOTE=سامح عسكر;747716]وعليكم السلام ورحمة الله

الأخ العزيز أحمد خلف

1-النص الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح.
بل يتعارض.......
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17)
قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19)
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (20)
الآيات من سورة طه

هل تتحول العصا إلى كائن حي عقلا.....هذا تعارض عقلي
وهنا نص قرآني ....فأين العقل هنا؟؟؟؟ ضع العصا في المخبر ملايين السنين فلن تتحول لثعبان
والأمثلة كثيرة
ومنها ...أين عذاب القبر عقلا ...فلو كشفت أي قبر لن تجد إلا الرمام عقلاً....لكنه ثبت بنص منقول
وقوله تعالى بعد أن أمر موسى عليه السلام بضرب البحر (الشعراء (آية:63): فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) أين قانون الاواني المستطرقة عقلاً؟؟؟؟ وهذا تعارض عقلي مع النص
والجنة والنار كذلك ويأجوج ومأجوج ..وحديث الجساسة ...والاعور الدجال....نصوص وفقط نصوص
وكلها أدلة على أن النقل أقوى من العقل ولا دور للعقل إلا التسليم......وأظنك تحاول هدم هذه المقولة لتنال من الثوابت المنقولة
(وعملك هذا ترديد لمحاولات الشيعة وإعادتها بأثواب جديدة )

احمد خلف
04-10-2012, 03:02 AM
إلى الأخ سامح عسكر
يجب ان تعيد قولبة أفكارك لتبتعد عن التصادم الفكري الذي تعيشه
واعلم انك لن تقوم بذلك ....إلا أن يشاء الله.....فالكلام السفسطائي
لايفيد الموضوع....لذا اترك الردود .....لدحض دليلك بأيات من كتاب الله
واعلم أن كلام الله هو الحق المبين

سامح عسكر
04-10-2012, 03:10 AM
الأخ الفاضل بهجت رشيد

في البداية أوضح أن منهجية الرؤية للسنة لا تنفصل بحال عن فهم القرآن..وأنه وكما قال الله عز وجل بأن رسوله على خلق عظيم فوجب علينا اعتقاد ذلك..أما تأتي الاحاديث لتقول بأن النبي كان يشتم بألفاظ خادشة للحياء فمنهجي يرفض هذه الروايات ويردها كونها أقيمت على الفعل ابتداء...قس ذلك على موضوع صفية..فالقضية واضحة أن هناك تشويهاً لسمعة النبي وإعطاءه صورة غير التي وردت في القرآن.

1-لعلك لم تطلع على رؤيتي للبخاري وكتابه..فنظن أنه أغلب ما اتى بها صحيحاً..أما قضية تقبلته الأمة بالقبول فهذا غير صحيح ولم يحدث أبدا، بل هناك من رده قديماً وحديثاً..حتى مشايخ التقليد منهم من قال في البخاري ورجاله، ناهيك عن الشبهات التي تحوط برجال مسلم وبعضها وثقه ابن حجر في التهذيب أنظر- كمثال -قوله في زياد بن جبير بن مسعود وكذلك عبدالله بن شقيق وغيرهم.

أيضاً هناك فارق بين النظرية والتطبيق...نعم من ينزل البخاري مرتبة العصمة يصرح بأنه لا عصمة لأحد فوق الوحي، وهذا نظرياً مقبول..ولكن حين التطبيق يختلف الأمر، فلا نرى وجوداً صريحاً للنظرية..بل تبرير ودفاع على طول الخط، والتحرز من رد أي رواية مهما كانت مخالفة للقرآن..راجع رأي الشيخ الالباني في حديث التربة وقارنه بقول ابن تيمية.

2-جمهور الأمة اتفق على أن خبر الواحد لا يُحتج به في العقائد، وقد خالف في ذلك البعض وخلافهم يراه البعض معتبراً والبعض غير ذلك..أما ابن الصلاح فشاهد ماذا يقول..:"" ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته ، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول ، على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق ، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره ، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن " "مقدمة ابن الصلاح"

وفي صحيح مسلم خاصة ، جملة من الأحاديث ، تكلم عليها بعض العلماء ، بالتضعيف والإعلال ، منهم أبو الحسن الدارقطني ، وأبو علي النيسابوري ، وأبو الفضل بن عمار ، وأبو علي الغساني ، وأبو الحسين العطار ، وأبو مسعود الدشقي وأبو عبد الله الذهبي "انتهى

أما عن قول ابن الصلاح بقطعية خبر الواحد فيرد عليه النووي:

قال النووي في التقريب:

"وذكر ابن الصلاح- أن ما روياه أو أحدهما فهو مقطوع بصحته، والعلم القطعي حاصل فيه، وخالفه المحققون والأكثرون، فقالوا: يفيد الظن ما لم يتواتر.

وفي النكت على مقدمة ابن الصلاح: وأيضا فينقض بفعل العلماء في سالف الأعصار من تعرضهم لأحاديث الصحيحين، وترجيح بعضها على بعض باعتبار من سلم من الكلام على من لم يسلم منه وغير ذلك من وجوه الترجيحات، فلو كان الجميع مقطوعا به لانسد باب الترجيح"

وقال ابن حجر فى شرحه لصحيح البخارى: " قال الكرمانى: ليُعلم أنما هو فى العمليات لا فى الاعتقاديات "، وانظر : فتح البارى لابن حجر: (13 / 287 ـ ك أخبار الآحاد). وقال أيضاً فى شرح النخبة: ".. وقد يقع فى أخبار الآحاد العلم النظرى (ولكن) بالقرائن "، وانظر : نزهة النظر لابن حجر: (48).

يقول المناوى: " ذهب الإمامان والغزالى والآمدى وابن الحاجب والبيضاوى إلى أن خبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرينة خلافاً لمن أبى ذلك وهم الجمهور ؛ فقالوا: لا يفيد (العلم) مطلقًا.
وقال التاج السبكى فى شرح المختصر: وهو الحق"، وانظر : اليواقيت للمناوى شرح شرح النخبة: (1 / 176 ـ 179).

ويقول الإمام الشاطبي:" فإنها إن كانت من أخبار الآحاد فعدم إفادتها القطع ظاهر "، وانظر : الموافقات للشاطبى: (1 / 24: المقدمة الثانية، 3/11، 106).
ويقول أيضًا: " أجمع المحققون على أن خبر الواحد لا ينسخ القرآن ولا الخبر المتواتر لأنه رفع للمقطوع به بالمظنون ".

ويقول الإمام الفخر الرازى: " إن خبر الواحد إما أن يكون مشتملاً على مسائل الأصول وهذا باطل، لأن تلك المطالب يجب أن تكون يقينية وخبر الواحد لا يفيد إلا الظن "، وانظر : المعالم فى أصول الفقه للرازى: (47 ـ الباب الثامن فى الأخبار: المسألة الرابعة) وكذلك المحصول له.

أيضاً فقد وافق الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - جمهور العلماء في الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام الشرعية كدليل معتبر.

كما يرى أن الأحكام الشرعية لا تُبنى على اليقين، بل هي مبنية على غلبة الظن، وإلا كانت الأحكام الشرعية كلها قطعية، لا اختلاف فيها، وإن كان الحق عند الله واحدا، فإن الناس متعبدون بما توصل إليه فقهاؤهم وعلماؤهم.

أما عن نظرة الشيخ الغزالي لأحاديث الآحاد في العقيدة فإنه يرى أنه لا يجوز الاحتجاج بأحاديث الآحاد في مسائل العقيدة، لما يترتب على ذلك من الحكم بالإيمان والكفر على الأشخاص، ومسائل العقيدة يجب أن تكون أدلتها متواترة لعظم أمرها، وخطورة شأنها، إلا إذا أحاطت بأخبار الآحاد قرائن أخرى تقويها.

ويرجع رفض الشيخ الغزالي لخبر الآحاد في العقيدة إلي أربعة أمور، أولها أن الخطأ والنسيان طبيعة بشرية، حتى أن بعض الرواة قد نقلوا ألفاظا متفاوتة في حادثة واحدة، ومن أمثلة ذلك حديث البخاري الذي يتحدث عن الإسلام والإيمان والإحسان، ففي بعض الروايات لم يذكر الحج، وذكر الأركان الأربعة، وفي رواية أخري ذكر الأركان عدا الصوم، وفي رواية ثالثة لم يذكر من الأركان إلا الشهادتين، وفي رواية رابعة ذكرت الأركان كلها، وزيد عليها: "وأن تعتمر وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء".

ويستدل الشيخ الغزالي بقول الحافظ ابن حجر: "فإن قيل: إنه لم يذكر الحج مع أنه من أهم أركان الإسلام، أجيب بأنه ذكره، لكن بعض الرواة، إما ذهل عنه أو نسيه".

والسبب الثاني لرفضه إثبات العقائد بأخبار الآحاد، هو أن الشريعة تثبت الحقوق المادية بشهادة رجلين عدل أو رجل وامرأتين، فكيف نهبط بنصاب الثقة في شئون الدين ؟ وإذا كان خبر العدل لا يثبت عشرة دنانير، فكيف يثبت عقيدة قد تطيح عند منكرها بالرقاب؟.

والسبب الثالث هو أن خبر الآحاد كان سببًا لاختلاف الفقهاء، حيث لم يصل لبعض الأئمة خبر الآحاد، أو وصل إليهم ثم نسوه، فهل هذه القناة المحدودة تصلح مجرى لنقل العقائد الرئيسة التي يهلك من جهلها؟ حيث يجب أن تأخذ العقائد طريقا لا يشوبه جهل أو غفلة، ويشبه الشيخ الغزالي أحاديث الآحاد بالحديث الصحفي مع رئيس الدولة. أما مصادر العقيدة والحقوق العامة، فهي تشبه الدستور الذي تيسرت مواده لكل مطلع.

والسبب الأخير الذي يرفض الشيخ الغزالي من أجله الاحتجاج بخبر الآحاد في مسائل العقيدة أن أخبار الآحاد قد رفض الأئمة بعضها، ويضرب على ذلك، أمثلة، مثل كون المعوذتين ليستا من القرآن، وأن سورة الأحزاب كانت في طول سورة البقرة ثم نسخت، وأن إرضاع الكبار يحرم كرضاع الصغار، وأن الصائم يتناول البرد ولا يفطر.

و يعقب الشيخ قائلا: "أن هذه المرويات حبر على ورق عند رجال الإسلام، مع ورودها في كتب السنة، والحق أن حديث الآحاد دليل محترم ما لم يكن هناك دليل أقوى منه وأولى بالقبول".

ويعرض الشيخ الغزالي لرأي جمهور المحدثين في خبر الآحاد بعد أن يذكر أن المالكية يقدِّمون عليه عمل أهل المدنية والأحناف يقدمون القياس عليه أيضا، ويرون ظاهر القرآن أولى به، نراه يعرض لرأي جمهور المحدثين، وهو يتلخص فيما يلي:

ويرد الغزالي - رحمه الله - على رأى جمهور المحدثين الذين يرفضون الطعن في حجية خبر الآحاد في العقيدة، بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرسل الأمراء وهم آحاد، ويبعث بالرسل إلى الملوك وهم كذلك آحاد فينقلون الشرائع والعقائد، كما يقولون أن خبر الآحاد لا يقدم عليه القياس باعتبار القياس فكر بشرى فلا يقدم على الوحي، ولا يقدم عليه عمل أهل المدينة، لأنه لو ثبت أن الرسول قال شيئا فلا يجوز الطعن فيه، فيقول الغزالي، أنه لا يرفض هذا الكلام بالكلية، ففي هذا الكلام جانب من الصواب، فإذا ثبت أن النبي قال، فلا رأي إلا السمع والطاعة! ولكن أنَّى لنا الثبوت؟إن الريبة في قيمة السند، هل يهب لنا يقينًا أم لا؟ وذلك موضوع النزاع. أما عن رفضهم تقديم القياس على الحديث الضعيف، بحجة أن الحديث الضعيف فيه رائحة النبوة، ويرفض الغزالي ذلك؛ لأن القياس يقوم على تعدية حكم شرعي ثابت في قضية ما إلي مشابهة أخرى كتحريم الإجارة وقت النداء يوم الجمعة قياسًا على تحريم البيع وقت النداء، فأين هوى البشر هنا؟.

وإن كان البعض يشم من الحديث رائحة الوحي، فإن آخرين يشمون منه روائح الوضع، فلا لوم عليهم.

كما يرد الغزالي في احتجاجهم ببعث الرسول صلي الله عليه وسلم الرسل والسفراء وهم آحاد، أن خبر الواحد في هذا المقام له قيمته، لأن الملابسات التي تحيط به، توفر له الضمانات التي تمنع من الخطأ، فإن أخطأ، وجد من يصحح له.

ويقرر الشيخ الغزالي رحمه الله أن العقائد في ديننا، لم تتلقاها الأمة بأسانيد مفردة أو مزدوجة، بل تلقتها بالتواتر المؤسس للثقة المطلقة.

ويلاحظ هنا أن الشيخ الغزالي - رحمه الله - لا يطعن في الحديث ولكنه يطعن في ثبوته، فإذا ثبت الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم كان الغزالي أول من يلتزم به، ومن هنا فإن الغزالي رحمه الله - طعن في صحة بعض الأحاديث، حيث رأى عدم ثبوتها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، كما فرق بين رفض الحديث، وبين الطعن في صحته أو ثبوته.

كما أن الغزالي عرض رأيه، ولم يجبر أحدًا على الأخذ به. بالإضافة إلى أن الشيخ الغزالي رفض ترك حديث الآحاد لمجرد الهوى، بل هو يخضع رفضه إلي موازين معينة.

المصدر/منهج الشيخ محمد الغزالي في التعامل مع السنة(اسلام اون لاين)

-لا أريد الإسترسال في طرح عقائد الأئمة..فلست بوارد الاستشهاد بكلام أحد..ولكن لو أردت فتح موضوع مخصوص لخبر الواحد فأنا جاهز بإذن الله...أما هذا الموضوع فخاص بقضية صفية لا غير..وأود الإلتزام بمحتوى الشريط..ولعلك اطلعت على الخلاف القديم مع بعض الزملاء..والسبب هو العمل على تشعيبب الحوار وإخراج البحث من مضمونه إلى هوامش وحوارات جانبية وشخصية..لذلك أفضل دوماً في حواراتي أن نلتزم بالمضمون وألا نخرج عنه قيد أنمله، ولو كان هناك من متابعة خارجه فتُناقش دون توسع، وأن لا يجري نقاش الخلاف بشأنها...دمتم بود.

سامح عسكر
04-10-2012, 03:26 AM
الأخ العزيز أحمد خلف

أولاً:المثال الذي أتيت به غريب ولا علاقة له بكلامنا البتة فقد قلنا ما يلي:


فمنهجي هو مقاربة السنة بثلاث ضوابط مع الترتيب بالأولوية...(القرآن-العقل-السند)..


أين ذلك من مثالك؟!

ثانياً: سُميت المعجزات بخوارق العادة..كونها لا تتسق مع تصور وتفكير العقل السليم والصريح..وعصا موسى معجزة فهي خارق للعادة وتكسر قواعد التفكير والتصور المنطقي.

ثالثا: هناك خلاف قديم حول ثبات الماهية في محل التغيير..فالله قد قلب العصا إلى حية، ولكن هل الحية كانت حية أصلاً..هنا خلاف فلسفي اعتمده الإمام أبي حامد الغزالي حين أقر بأن الماهية تثبت حين التغيير، ولو قلب الله الإنسان بغلاً فالماهية الجديدة هي القديمة..عموماً هذا نقاش فلسفي لا أود أيضاً التوسع فيه...

رابعاً وهو الأهم: لن نرد على أي مشاركة مقبلة ما لم تلتزم بأصل الموضوع ونقاشه ..وهو عن صفية بنت حيي بن أخطب وكون الرسول بنى بها أم لا؟..فلنطرح أدلتنا ولنترك للقارئ الحُكم...دمتم بود

محمد جاد الزغبي
04-10-2012, 06:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أقف عند قولك :

-لا أريد الإسترسال في طرح عقائد الأئمة..فلست بوارد الاستشهاد بكلام أحد..ولكن لو أردت فتح موضوع مخصوص لخبر الواحد فأنا جاهز بإذن الله...أما هذا الموضوع فخاص بقضية صفية لا غير..وأود الإلتزام بمحتوى الشريط
وهذا بلا شك أنفع للنقاش ..
لأنى انتظرت منك أن تقوم بالرد على ما جاء به الأخ عبد الرحيم صابر من بيان الحكم الفقهى فى قضية الزواج من السبي بمجرد طهرها من حيض واحد ..
وهو ما يهدم شبهة الإعتراض من الأساس , فلا النبي عليه السلام ــ وهو صاحب الشريعة ــ خالفها فى شيئ , ولا البخارى اتهم ــ كما تقول ــ النبي عليه السلام بمخالفة الشرع
فليتك ترد على ذلك حتى يمكننا الرجوع بالتعليق على ما جاء فى متن موضوعك الأصلي من اتهامات وأقوال ننتظر الأدلة عليها إن شاء الله

وبخاصة فهمك للآية الكريمة
( ما كان لنبي أن يكون له أسري حتى يثخن فى الأرض )
واعتبرت أنت الآية دليلا على أن أسر صفية غير مشروع للنبي عليه الصلاة والسلام !!!!!!!!!
ولم تنتبه إلى حقيقة بديهية
وهى أن النساء والأطفال لم يجعلهم الله ضمن آية الإثخان فى الأرض ولا حل عندئذ إلا السبي والأسر ..
وبناء على فهمك للآية فهل كنت تنتظر من النبي عليه السلام ألا يأخذ صفية رضي الله عنها ومن سواها أسري ويضرب أعناقهم مثلا !!
كيف خطرت ببالك هذه الفكرة وهذا الإعتراض
وارجع معى إلى حكم سعد بن معاذ فى قضية بنى قريظة بناء على أمر النبي عليه الصلاة والسلام
ماذا كان حكمه ,
كان حكمه قتل مقاتلتهم ــ أى مقاتليهم البالغين ــ وسبي ذراريهم وتقسيم أموالهم ..
وبمثل هذا حدث فى خيبر وفى كافة الغزوات لم يكن هناك تطبيق للقتل على الصبيان والنساء

ربيع بن المدني السملالي
04-10-2012, 11:32 AM
عبد الرحيم صابر ، أحمد خلف ، بهجت الرشيد ، محمد جاد الزغبي ...جزاكم الله خيرا وأكثر الله في الأمة من أمثالكم للتّصدي لشُبه المعتزلة والشّيعة الشنيعة وأفراخهم ، من عقلانيين وعصرانيين وقرآنيين ...لا فضّ فوكم ..للأسف الشّديد هذا الشّاب يريد أن يحول الواحة ميداناً لطرح الشّبهات ، ولا أخفيكم إنّ صفحته على الفيس مليئة بمثل هذه التّرهات وأكثر مما يندى له الجبين ...كان الله في عون الأمة .

بهجت عبدالغني
04-10-2012, 04:29 PM
الأخ الكريم سامح عسكر
حياك الله وبياك

أنا لم أخرج من موضوعك ، فالنقاط الخمسة التي ذكرتها جاءت في الموضوع ، وهي نقاط جد خطيرة وخاصة ونحن نتعامل مع دين الله تعالى قرآناً وسنة ..
النقطة السادسة جاءت تعقيباً على مداخلة لك مع الأستاذ أحمد خلف ، وهي تصب في نفس الموضوع ، أقصد موضوع تعارض القرآن والسنة ..
أما قصة زواج صفية من النبي صلى الله عليه وسلم فقد بدأ بالحوار الأخ عبدالرحيم فلا أريد أن أشوش عليكما الحوار ، وقد طرح نقاط مهمة لا زلنا بانتظار ردك عليها ..

هل البخاري تلقته الأمة بالقبول ؟
بكل تأكيد .. ودع عنك أهل الهوى والأغراض الذين يردون الأحاديث لمجرد مخالفتها هواهم ومذهبهم وطائفتهم ..
فالبخاري منذ تأليفه لصحيحه تلقاه العلماء والمحدثون والفقهاء والمجتهدون دراسة وحفظاً وشرحاً وتدريساً ، ولم يقل أحد أن فيه أحاديث مخالفة للقرآن ، وقد اعتمد فيه البخاري منهجاً علمياً موضوعياً لا يتقنه حتى علماء القرن الواحد والعشرين ..

أما أن بعض العلماء تكلموا في بعض أحاديث البخاري ومسلم ، فنتساءل من هم هؤلاء العلماء ؟
إنهم علماء ونقاد كبار بلغوا مرتبة الاجتهاد المطلق في علم الحديث ، ثم تأمل ماذا يقول الشيخ احمد محمد شاكر في نوعية انتقاد الدارقطني وغيره لبعض الأحاديث :
( الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين ومن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر : أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها ، ليس في واحد منهما مطعن أو ضعف وإن ما إنتقده الدارقطني وغيره من الحفاظ بعض الأحاديث ، على معنى أن ما أنتقدوه لم يبلغ في الصحة الدرجة العليا التي إلتزمها كل واحد منهما في كتابه . وأما صحة الحديث في نفسه فلم يخالف أحد فيها . فلا يهولنك إرجاف المرجفين وزعم الزاعمين وأن في الصحيحين أحاديث غير صحيحة ،وتتبع الحاديث التي تكلموا فيها . وأنقدها على القواعد الدقيقة التي سار عليها أئمة أهل العلم ، واحكم عن بينة، والله الهادي إلى سواء السبيل ) .
الباعث الحثيث ، ص32 .

ليس كل الآحاد لا تفيد إلا الظن ، فهناك آحاد تفيد القطع ، مثل حديث ( إنما الأعمال بالنيات ) ، فهو في اصطلاح علم الحديث آحاد ، لكنه في حقيقة الأمر متواتر ، لأن الناس منذ عهد الصحابة إلى اليوم يعملون به ، ويعتبرونه مدار الإسلام ..

أما الكلام عن أخبار الآحاد في العقيدة فبعيد عن الموضوع ، ويفتح باباً آخر للنقاش ..

هناك أسئلة لي طرحتها في مداخلتي السابقة انتظر الجواب عليها :
ـ من هو برأيك الذي صنع تلك الروايات ودسها في الكتب ؟
ـ هل تعني بأن الرسول والصحابة لم يأسروا أحداً بعد هذه الآية ؟


مع وافر تقديري وتحياتي ..

عبد الرحيم بيوم
05-10-2012, 01:38 AM
النص مليء بالاخطاء العلمية سواء منها الفقهية او الحديثية او الاصولية وحتى النحوية
تقميش شديد بلا وعي للمعلومة واضرب مثالا واحدا وهو قوله:
"السيدة التي تزوجها النبي كان أبيها يهوديا وهو حُيي بن أخطب، وهذا الرجل تزعم بعض كُتُب السنن أن الرسول قد قتله بعد ربطه..يعني يقول الرواة أن النبي قتل رجلاً وهو أسير.(السنن الكبرى للبيهقي ج6ص526)." وقولك "مما قاله البيهقي وابن حبان وغيرهم نرى بأن النبي قد قتل رجلاً ثم تزوج إبنته طمعاً في جمالها،"
ففي هذا المقطع وحده ثلاث ملاحظات
1= يوهم ان حيي بن اخطب انما هو احد اليهود من عامتهم مع انه من زعمائهم وممن تولى كبر حلف الاحزاب
2= يوهم ان حيي قتل وهو في حكم الاسير ويتضح بالملاحظة الثالثة
3= يوهم انه قتل في خيبر وانما قتل في غزوة بني قريظة بالمدينة سنة خمس بعد غزوة الاحزاب حيث نزلوا على حكم سعد وكان ان حكم بان تقتل مقاتلتهم وكان حيي في حصن بني قريظة حيث جاء لتاليبهم لنقض العهد فقتل مع من قتل وكانت صفية انذاك في خيبر
فكيف تدعي الدفاع عن النبي ولا تعرف حتى سيرته، فهما امران لا ثالث لهما
اما انك تعرف ما مر واما لا
فان كانت الاولى فهذا داع للتشكيك في مصداقيتك وان كانت الثانية فلا يليق بباحث مثل هذا الجهل بالسيرة
فاختر لك من الخيارين وان كان احلاهما مر
ولي عودة ان شاء الله..

عبد الرحيم بيوم
05-10-2012, 02:34 PM
ومما يندرج مع النقطة السابقة ويؤكد على انه يقمش المعلومات بطريقة سيئه قوله:
"قضيتها حدثت في غزوة خيبر-حسبما يقول الرواة-وهذه الغزوة كانت في السنة السادسة من الهجرة"
ثم قوله بعد:
"أيضاً نسى الشارحون أن حادثة صفية كانت في غزوة خيبر من السنة السابعة للهجرة"
تضارب في موضوع واحد من شخص واحد
ولي عودة ان شاء الله..

عبد الرحيم بيوم
05-10-2012, 02:47 PM
- مسالة حديث الآحاد
اجاب الاستاذ الفاضل بهجت عنها
لكن حقيقة استغربت لما قرات قوله
"فروايات صفية بنت حيي جميعها أخبار آحاد وجميعها تمس جناب وسمعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم..والآحاد لا قطع فيها بالحدوث إذ شهد جمهور الأمة تحرزاً في قبول روايات الآحاد في العقائد وأعدوها ظناً والبعض غلبة الظن، فما بالكم بما يمس جناب وسُمعة النبي، وألا يعتد بجناب النبي عقيدةً أم ماذا؟؟!."
فقد اقحم العقيدة هنا اقحاما وزج بها زجا، فلا ادري حقيقة هل اضحك ام ابكي
وهنا سؤال واتمنى ان يجيب:
هل استبراء المسبية بحيضة فقه ام عقيدة
هل احكام الاسر والسبي فقه ام عقيدة
لكنه اقحم العقيدة لعلمه اظن بالاتفاق على الاخذ بحديث الآحاد في الاحكام
ولي عودة ان شاء الله..

عبد الرحيم بيوم
05-10-2012, 05:13 PM
- قولك:
"هذا المتن الذي يوضح وبجلاء أن هناك أشياء في أنفس الرواة لصقوها للنبي عُنوةً -عمداً أو جهلاً –"
الحديث رواه عن أنس عند البخاري خمسة أنفس:
ـ عبد العزيز بن صهيب
371 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك ..
ـ عمرو بن أبي عمرو
2235 - حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك..
ـ ثابت
4200 - حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس ..
ـ حميد الطويل
4212 - حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن يحيى عن حميد الطويل سمع أنس بن مالك ..
ـ شعيب عن أنس
5169 - حدثنا مسدد حدثنا عبد الوارث عن شعيب عن أنس ..
وبغض النظر عن سياق كلامك الذي يدل على اتهام الرواة بالكذب لان العنوة تستقيم مع العمد وليس الجهل
فلازم كلامك هو اتهام للصحابي أنس بن مالك لاتفاق الرواة في النسبة اليه وتعددهم، وهذا طعن في عداالة من زكاهم الله في كتابه واتفقت الامة على ان انهم خارج مبحث الجرح والتعديل
ويكفي في بطلان اللازم بطلان الاصل
ثم نقول جدلا:
هبه اخطا بل كذب واخترع قصة باكملها ونعوذ بالله
فكيف استخرجت انت او اصول شبهتك هذا الخطأ؟
ولعلي افيدك هنا والقارئ بان اعلال الحديث يتطلب جمع الطرق جميعها فاين هذا المجهود؟
ولي عودة ان شاء الله..

عبد الرحيم بيوم
05-10-2012, 10:08 PM
- قلت:
"عرضنا هذه الرؤية على المخالف فقال أن الرسول بنى بصفية بنت حيي بن أخطب وهي سبية من السبايا ..وعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة ، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تضع ، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة) . وصححه الألباني ، وهو مخرج عنده في الإرواء ....فلا تعارض إذاً لأن الآية عامة و حديث زواج النبي بصفية و حديث أبو داود و أحمد مخصصين للأية و هذا ظاهر".
اي ظاهر واي مخالف بل واي نقاش هذا فلا يلتقي ومن فهم في الاصول ولو نزرا
فالتخصيص يكون لاحد افراد العام بدليل يخرجه تخصيصا له بحكم مغاير
بمعنى ان الفرد المخصص جزء يتناوله الحكم العام
بينما اية العدة ليس من افرادها استبراء المسبية فلا يتناول حكمها المسبية اصلا حتى يقال بالتخصيص
ولي عودة ان شاء الله..

عبد الرحيم بيوم
06-10-2012, 01:03 PM
تجميع أطراف المسألة
ـــ يدور إيراد ومحور هذه الشبهة على نصين:
1= قصة بناء النبي صلى الله عليه وسلم بأمنا صفية رضي الله عنها فيما أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما
2= آية عدة المتوفى عنها زوجها وهي قوله تعالى من سورة البقرة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)} [البقرة: 234]
ـــ أساس بناء الشبهة:
الشبهة بنيت على ربط النصين ببعضهما وأن عدة المتوفي عنها زوجها وهي أربعة أشهر وعشرا قد خالفها النبي صلى الله عليه وسلم في زواجه بصفية فتزوجها بعد حيضة واحدة
ـــ غايتها ومقصدها:
1ـ وضعت الشبهة في أصلها طعنا في دين الإسلام بإظهار مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن إذ وجود التناقض يدفع في مصداقية النبوة
2ـ ولمن شرب الشبهة، فبرأيي فإن إيرادها له مقصد ظاهري وآخر باطني
الأول ظاهري وهو حق لكن أريد به باطل وهو المقصد الباطني
فالظاهر ادعاؤهم وزعموا حمايتهم لجناب النبوة ودفاعا عنه من إلصاق هذا التناقض بالنبي صلى الله عليه وسلم
والمتأمل يدرك شربهم للطعن وانغماسهم فيه ويذكرني هذا بمسألة عقدية في الصفات وهي أن المعطل ما صار معطلا إلا بعد أن كان مشبها فشرب التشبيه أولا ثم عليه بنى مذهبه في التعطيل
وقد بينا جهله بالسيرة مما يؤكد بروز المقصد الثاني ألا وهو: التشكيك في مصادر السنة بالطعن في أصح كتاب فيها (صحيح البخاري) لذا تم اختياره من بين كل من روى القصة، مع ما يتبع ذلك من حيثيات تؤدي في مآلاتها جميعا إلى نفي علم الحديث تصحيحا وتضعيفا، جرحا وتعديلا، وهو خط الدفاع الأول عن منهج الإسلام فإذا أسقطوه فقد قطعوا خيط العقد الجامع
ـــ رد الشبهة:
يتمحور دحض الشبهة على دحض ربط القصة بالآية، فالربط المذكور مجرد وهم مزعوم لا وجود له علميا ولا يساوي في ميزان العلم نقيرا وذلك لأمر واضح وبسيط ميسور وهو:
أن الاية في سياق خطاب المسلمين والذين يتوفون منكم ويذرون" والسياق بسابقه ولاحقه واضح بين في ذلك، والواقعة في استبراء من قتل زوجها من الكفار فلا علاقة ابدا بينهما، فهو لا يعدو أن يكون وهما بنيت عليه أوهام من التعارض، فالاول في نظام الاسرة الاسلامية والثاني في مسالة احكام السبي في الجهاد، فزواج صفية من اليهودي خارج نطاق المنظومة الإسلامية فلا زوجها كان مسلما ولا هي آنذاك كذلك.
فواعجبي أن ادعوا التعارض بين موردين مختلفين تماما
قال عبدالمحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود عند هذا الحديث:
(وتعتد في بيتها) المقصود به الخباء؛ لأنهم كانوا مسافرين، فأمرها أن تكون معها مرافقة لها، وتكون معها في خبائها حتى تطهر من الحيض، وهو استبراء للرحم، وليس عدة؛ لأن المرأة لا عدة عليها من زوجها الكافر، وإنما تستبرأ بحيضة حتى يطمأن أن رحمها بريء من الحمل، وهذا شأن الإماء إذا سبين، فإنهن يستبرأن بحيضة، ولا علاقة لأزواجهن بهن".
لذلك فمن الفائدة العلمية هنا ذكر دليل استبراء المسبية بحيضة، وليست في أصل الرد لما أسلفنا لأن الآية والحديث منفكان دلالة، وأشير إلى أنه ولو لم يثبت –جدلا- نص يرشدنا إلى كيفية استبراء المسبية قبل البناء بها لكانت هذه القصة نصا، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم كاف لاثبات الشرعية، ولضرورة الجدل العلمي سآتي بدليل سيق عاما فكان حكما شاملا يحجم جدله في حادثة اوطاس مع أنها شاهد للقصة، وهو ما رواه الامام أحمد من حديث رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعن ذهبا بذهب إلا وزنا بوزن، ولا ينكح ثيبا من السبي حتى تحيض " المسند ط الرسالة (28/ 209(

وأختم قائلا:
فرغم قسوة الرد وشدته في مواطن فإنه كمثل طبيب يستأصل عضوا ليبقى سائر الجسد معافى
فإنا وربي لنرجو له الهداية حتى ينتشل من أدران الشبهات، لأني أدرك خطورة الشبهة، فكم ممن أراد الدفاع عن الاسلام وتصدى لكتب المخالفين وهو لم يعرف إسلامه بعد فكان أن استشرب قلبه ما يلقى عليه
فصار ضدا للإسلام من حيث ظن الدفاع عنه وهذا من أشد الضلال قال سبحانه {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) } [الكهف: 103 - 105]
وقد قال الإمام الذهبي قديما "القلوب ضعيفة والفتن خطافة"
فعلى المرء بالعلم قبل التعرض للشبهات وأن يلتزم غرز أهل العلم فهذي كتبهم مبسوطة منثورة وهذه دواوين شروحهم وفقههم ميسرة لكل باحث عن الهدى
وليعلم أن باب العلم كبير وأن مورده غزير، لذلك شدد السلف على التزام التدرج في الطلب، فغالب من يخوض في هذه الأمور هم ممن لم يسر على نهج العلم الأصيل، فضلوا وأضلوا غيرهم
فلنتواضع لله فكلنا على عتبة العلم نحبوا
هدانا الله جميعا للحق

محمد جاد الزغبي
07-10-2012, 06:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الإخوة المتحاورون الكرام ..
شكر الله لكم الجهد فى تحرى الحق ,
وبعد أن قام الأخ عبد الرحيم صابر بالتعرض المطلوب منه لأصل الشبهة , وهو الذى انتظرنا التعقيب عليه من صاحب الموضوع , فلم يأت بعد ..
تبقي لى بعض الإشارات إلى عبارات وردت فى هذا الموضوع استوقفتنى , ولم أكن أحب التعليق عليها قبل الإنتهاء من الشبهة الأصلية ..

والواقع أننا عملا بحسن الظن ,
قلنا ليس هناك عيب فى أن يعرض للمرء شبهة ما , فيبحث فيها أو يكتب عنها أو يسأل ويناقش حتى تنقشع عنه ,
وليس هناك عيب فى فتح أى نقاش أو دراسة طالما كان الهدف هو الفائدة العلمية ..
وحاولت قدر الإمكان تصنيف هذا الموضوع ــ عملا بحسن الظن ــ تحت هذا البند , إلا أنه عرض لى من عبارات الباحث ما يشي بغير ذلك ألا وهو الداء الذى ابتلينا به فى أيامنا هذى وهو طرح الشبهات المختلفة سعيا وراء التفرد واختباء خلف عباءة نقد التراث !!
وأكد لى وجهة نظرى للأسف بقية موضوعات الكاتب الذى لم يخل موضوع واحد له من تكرار أو تعرض لشبهات قديمة وحديثة تنال تراث الأمة وثوابتها .. ولا أحد يعلم ما هو المبرر فى ذلك ؟!
ولماذا يجند المرء نفسه ويستغل قدراته فى التشكيك والتشويه بدلا من استغلالها فى البناء والدفاع ضد الهجمات المتزايدة على السنة سواء من العلمانية أو الفرق المختلفة ..

والكاتب بنى موضوعه كله على شبهة حلها أبسط مما تصور هو , وكما بينها الإخوة فى أنها حكم فقهى تشريعى لا شيئ فيه , فكيف قلبها إلى طعن فى البخارى واتهام له بأنه يشوه صورة النبي عليه الصلاة والسلام , ثم اتهام لكافة الأحاديث الصحيحة وجمهور علماء الأمة والنظر إليهم بعين التنقص باعتبارهم على حد عبارة الكاتب نفسه , يفكرون بمقتضي عصرهم !
هذا بخلاف أخطاء علمية وأخرى منطقية لا يمكن أن نتصور صدورها من باحث له إطلاع على تراث الأمة وكيفية نقله ,



أيضاً فنوايا البحث ليست لتلميع أو لهدم كتاب أو شخص إنما هي محاولة للمكاشفة والوضوح وإزالة اللبس الذي اعترى الكثير من تراثنا التاريخي
يري الباحث أننا فى عصرنا الحالى , الذى اندرس فيه العلم , وتغلغلت فيه الفتن وانتهى عصر الحفاظ فيه , يري أننا بعصرنا الحالى أفضل مما كانت عليه أجيال الأمة منذ عصر الصحابة وحتى اليوم وأن هناك لبسا اعتري تراثنا التاريخى لم ينقه أحد ,
فهل هذا القول يمكن أن يصدر من شخص منصف له إطلاع على كيفية النقل الذى تم نقل التراث بها ؟!
إن المسلم لا يحتاج ليدرك عظمة أجيال علماء الأمة إلى مطالعة تراثهم وكيفية نقله , بل يكفي المسلم فى العصر الحديث أن يطالع شهادة أعدى أعداء الإسلام من المستشرقين الذين انبهروا بنظرية الإسناد التى هى الخصلة التى تميزت بها أمة الإسلام على سائر الأمم , فلم تفلح قبل أمتنا أمة واحدة من حفظ تراثها بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه , كما فعلت أمة الإسلام
سواء كان فى حفظ العقيدة والشريعة أو حفظ التاريخ , ونظرية الإسناد والتيقن والتثبت وعلم الرجال تلك النظرية العبقرية التى ملك بها المسلمون علومهم من الفناء هى التى أوصلت إلينا الإسلام غضا طريا كما نزل , وفى نفس الوقت عجزت الفرق المارقة عن السنة فى أن تحفظ شيئا من أفكارها بنفس الطريقة ,
ولهذا ومنذ ظهور المعتزلة والشيعة والخوارج وكل الفرق تحاول هدم البناء السنى المحكم الذى تحققت فيه بشارة النبي عليه الصلاة والسلام بأن هذا العلم سيجدد نفسه كل مائة عام , وأنه ستظل هناك فرقة مسلمة ظاهرة على الحق لا يضرها من خذلها حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك ..
وبالفعل فإن الدارس لتراث الأمة يجد أن منهج أهل السنة لم يكتف فيه العلماء بمجرد النقل الموثق وحسب , بل شرعوا فى تصنيف وتأسيس علوم كاملة للنقد الذاتى حفظت تراث الأمة وشريعتها من الشذوذ والعلل , ولا توجد مسألة من المسائل فى مجال العقيدة والشريعة وحتى التاريخ , إلا وقتلها علماء السلف بحثا ,
وظهرت فى ذلك عشرات المصنفات النقدية والشارحة للمتون والأسانيد بمختلف المناهج حتى ردوا كافة شبهات الفرق , وكافة شبهات المستشرقين ,

فجاء بعض المعاصرين اليوم واطلعوا على تلك الشبهات وأخرجوها لكن دون أن يخرجوا معها ما رد به علماء الإسلام عليها ,
وأنا هنا أتكلم بالعموم ولا أعنى الباحث صاحب الموضوع ..
ولعل أصدق مثال جربته شخصيا فى ذلك أننى عندما طالعت كتاب ( تأويل مختلف الحديث ) وكتاب ( مشكل الآثار ) وغيرها من كتب النقد الحديثي وهى مصنفة قبل مئات السنوات , وجدت فيها بالنص شبهات العلمانيين اليوم !
وكلها وردت فى تلك الكتب مع ردود وافية وشارحة , ولعل أشهرها شبهات حديث رضاع الكبير وحديث فقأ عين ملك الموت وغيرها كثير ..
فكيف جاز للكاتب أن يتهم التراث النقي بهذا الإتهام , ويتعالى عليه بهذه الطريقة وعلى العلماء الذين بشر بهم النبي عليه الصلاة والسلام فتحققت بهم البشارة ..
وأنا هنا لا أتجنى على الكاتب , وإلا انظروا إلى نص عباراته فى حق هؤلاء الأعلام ..


سؤال يدور في ذهني دائماً حين التطرق لقضية بحثية من قضايا التراث ..هل كان للإمام البخاري-كمثال- أن يستوثق صحة رواياته بأسلوب وآليات أفضل في زمانه لو قدّر الله له أن يعيش في القرن الحادي والعشرين؟!..الإجابة على هذا السؤال سيضعنا على مضمون النقد، وأن الانتقاص من الأئمة درب الجاهلين، فلا يقول قائل أن البخاري كان يتعمد الانتقاص من النبي إلا ويعتقد بأنه على غير ملة الإسلام-وحاشاه-بل نقول أن الانتقاص والاتهام لو حدث فهو عن جهل وبغير قصد منه، فهؤلاء الأئمة كانوا يتحركون بناءاً على قُدراتهم المحكومة بواقع زمانهم،
هكذا ببساطة يري أن البخارى إمام أئمة الحديث وغيره من أضرابه كانوا يخطئون على جهل وبغير قصد حسب قدراتهم !! المحكومة بواقع زمنهم !!
فما هى قدراتهم وما هو واقع زمنهم يا ترى ..؟!
والله إن أى عاقل لو طالع ترجمة البخارى أو غيره لخجل من هذا القول بقية عمره , وعصرهم الذى هو عصر حفاظ السنة بلا منازع لولاه لما فرق الناس اليوم بين السنة والبدعة ..
وقدرات هؤلاء الأئمة التى يراها الباحث مقيدة بطبيعة عصرهم , لا تعادلها اليوم قدرات دولة بأكملها !!
فالبخارى وأقرانه كانوا يحفظون متون الأحاديث وأسانيدها بأعداد تتعدى نصف مليون حديث !! يروى الواحد منهم الحديث تلو الآخر فلا يخطئ فى حرف أو تشكيلة إعراب ..
وقد صنف البخارى كتابه ( الجامع الصحيح ) من ستمائة ألف حديث كان يحفظها بمتونها وطرقها المختلفة , وكان لا يضع حديثا إلا بعد أن يصلي ركعتين , وبلغت دقة حكمه على رجال الصحيح أنه رفض أن يأخذ حديثا من راو يعمل راعيا كان يخدع إبله عن طريق ضم ثوبه على حجارة وتحريكه ليظن البعير أن بحجره طعاما فيأتى له , فلما رأى البخارى تصرف الراعى جرّحه ولم يأخذ منه !
وكان البخارى ذات يوم فى مجلس من بعض العلماء أرادوا الكيد له , فأتوا بأحاديث عدة فقبلوا أسانيدها وزاوجوها , بحيث يعجز أعتى الحفاظ عن استخراج المتون بطرقها الأصلية وطرحوها على البخارى فرد كل متن إلا إسناده الأصلي قبل أن يقوم من مجلسه وما فتح كتابا ولا تردد ولا تلعثم !!
وهذه قدرات تعجز عنها بعض أجهزة الكمبيوتر اليوم !!
ثم يأتى من يقول أن هؤلاء الأئمة كانوا بعصر قدراتهم مرهونة به !!

والقول بأن البخارى ليس بمعصوم وبأن تخطئة البخارى ليست جريمة , هو قول حق يراد به باطل ..
فنعم لم يكن البخارى معصوما ولكن ليس معنى هذا أن يأتى العامة من أمثالنا فيحكمون عليه ويدعون أن هذا الحكم بنوه على ثمرة بحثهم واجتهادهم !!
فهذا والله قمة الغرور وكبر النفس أن يضع المرء نفسه هكذا فى غفلة من الزمن حكما على أمثال البخارى ومسلم ..
وليت أن صاحب الموضوع طرح موضوعه من باب التساؤل وتأدب مع الأئمة كما ينبغي لجلالة قدرهم , إلا أنه طرح بحثه ونقاشه جازما بأن البخارى لبعض جهله وعدم إدراكه اتهم النبي عليه الصلاة والسلام بمخالفة الشرع !!
وهذا ليس طعن فى البخارى وحده ,
بل كما قلنا من قبل طعن فى أجيال الأمة التى تلقت صحيحه بالقبول مع صحيح مسلم واعتمدتهما عبر سبعة أجيال من العلماء اتفقوا على ذلك ..
ولو كانت الأمة تقبل أى صحيح من أى إمام , لما رفض نفس العلماء صحيح بن خزيمة وصحيح بن حبان , لأن العلماء وجودوا فيهما أحاديث دون شرط الصحيح فتم إسقاط الكتابين لأجل ذلك
أما الأحرف اليسيرة التى انتقدها وأخذها عليهم الحافظ الدارقطنى وبعض معاصريهم , فقد تكفل علماء نفس العصر بالرد عليها واستيفائها , وحتى لو كانت تلك الإنتقادات صحيحة فهذا ليس كما فهمه المبطلون من أنه طعن بضعف الأحاديث وإنما عاب الدارقطنى عدم استيفاء شرط البخارى فى الصحة على حد قول العلامة أحمد شاكر ..

ويقول الكاتب ناقد البخارى :

.فالثابت أن جمهور أهل العلم اتفقوا على أن رواية الآحاد- أياً كانت درجة صحتها- هي ظنية الثبوت لا قطع فيها كي ننسبها لرسول الله..
وهذا لعمرى مصيبة من مصائب الزمن !!
فالعبارة توحى بأن جمهور العلماء أجمعوا على رواية الآحاد ظنية لا قطع فيها , وتوحى بالتالى بالتشكيك فى كافة الأحاديث
وهذا فضلا على أنه قول باطل قطعا وكذب على الأئمة .. فإنه فيه من عدم الإدراك ما فيه ..
فالعلماء أجمعوا على عكس ذلك حتى القائلين بظنية ثبوت الحديث لم ينفوا العمل بها ..
ونقل هذا الإجماع الإمام ابن عبد البر فى كتاب التهميد وهو يتكلم عن خبر الواحد وموقف العلماء منه فقال :
( وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات ويعادي ويوالي عليها ويجعلها شرعاً وديناً في معتقده، على ذلك جميع أهل السنة )
وقال الإمام ابن القيم فى مختصر الصواعق المرسلة ..
( وأما المقام الثامن: وهو انعقاد الإجماع المعلوم المتيقن على قبول هذه الأحاديث وإثبات صفات الرب تعالى بها، فهذا لا يشك فيه من له أقل خبرة بالمنقول، فإن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ هم الذين رووا هذه الأحاديث وتلقاها بعضهم عن بعض بالقبول ولم ينكرها أحد منهم على من رواها، ثم تلقاها عنهم جميع التابعين ـ من أولهم إلى آخرهم )
وقال الإمام الشافعي في كتابه الرسالة :
( ولو جاز لأحد من الناس أن يقول في علم الخاصة: أجمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الواحد والانتهاء إليه، بأنه لم يعلم من فقهاء المسلمين أحد إلا وقد ثبته جاز لي ولكن أقول: لم أحفظ عن فقهاء المسلمين أنهم اختلفوا في تثبيت خبر الواحد بما وصفت من أن ذلك موجود على كلهم )
فهذا هو إجماع علماء أهل السنة منقولا على غير ما أشار إليه الكاتب ..

أما الخلط المتعمد فيكمن فى أنه أتى بقوله هذا حول ظنية حديث الآحاد فى معرض حديثه عن حكم فقهى , وهذا ما لم يقل به حتى أولئك العلماء المتكلمين الذين قالوا بعدم قبول خبر الواحد , وحددوه فى العقائد وحدها لا فى الفرائض والعبادات ,
وهى النقطة الهامة التى أشار إليها الأخ عبد الرحيم صابر فى رده وهو أننا بصدد حكم فقهى لا موقف عقائدى !!
وحتى فى مجال العقائد , فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم فى القرون الخيرة التى أوصانا بها النبي عليه الصلاة والسلام على قبول خبر الواحد الثقة فى كافة الشئون عقيدة وشريعة , ويكفينا هذا الإجماع الذى نقلناه آنفا , والذى شذ عنه بعض علماء المتكلمين فى القرن الخامس ووافقهم فى نفس العصر بعض علماء الأصول .. وهؤلاء قولهم ينهدم بعبارة واحدة ,
وهى أن قولهم ( لا نقبل خبر الواحد فى العقيدة ونقبل المتواتر فيها فقط )
هو قول فى حد ذاته عقيدة ! , فمن أين أتوا بها وأين الدليل عليها من الكتب والسنة ؟!
واعتمادهم على آيات القرآن الكريم التى تتحدث عن الظن هو استدلال فى غير موضعه لأن المقصود ليس إلا الظن المجرد الخالى من الدليل , والمعتمد على الهوى لا الظن المرجح بالدليل ..

ثم جاء الكاتب بأحد الطوام الكبري فى الحقيقة عندما واصل اتهاماته لعلماء الأمة فقال :

وهذه نقطة في غاية الأهمية ويتغاضى عنها الشيوخ ويحجبونها عن العامة قصداً، وهذا أمر خطير بلا شك وقد نتج عنه أشياء لا تقل في خطورتها عن خطورة بناء إنسان عنيف أو كاذب أو منافق أو متناقض...
فيالهول الإتهام !!
فعلماء السلف والخلف الذين يتهمهم الكاتب بخيانة الأمانة العلمية عمدا , هذا الجرم العظيم وبلا أى دليل , هؤلاء العلماء أنفسهم هم أول من تكلم فى عاقبة من يكتم العلم عامدا وبينوا للأمة كيف أنه جناية عظمى وخيانة لله ورسوله عليه الصلاة والسلام ثابتة فى حديث القرآن عن خيانة علماء اليهود فى قوله تعالى
[وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ] {آل عمران:187}
ولست أدرى أولا من أين ادعى الإجماع على رفض قبول خبر الواحد بينما الإجماع على خلافه ..
ولست أدرى على أى أساس بنى اتهامه لعلماء الأمة بكتمان هذا الأمر وكلا الطرفين الذى يأخذ بخبر الواحد والذى لا يأخذ به كتبوا ذلك وأعلنوه !!

ثم يواصل الكاتب عرض شبهته , وهو هنا بالفعل قد جاء بتساؤلات جديدة لم يثرها أحد قبله وزعم أن العلماء الذين تعرضوا لحادثة زواج صفية رضي الله عنها أغفلوها ولم يجيبوا عنها ,
وهذا صحيح ..
إذ أننا عندما نتأمل تساؤلاته الجديدة من المحتم أن نعلم السبب لعدم تعرض العلماء لها لأنها وببساطة شديدة التهافت لا تخطر على بال أحد كشبهة من الأصل مثل قوله :


2-الروايات تُجمع على أن النبي دخل بزوجته بعد تمام حيضة واحدة ليس أكثر، وهذا ترفٌ فكري وهذيان واضح لا يجوز لصقه للنبي الذي لم يكن ليُخالف كتاب الله ولو للحظة.
وغاب عن الكاتب أن الأسر له حكم فقهى ثابت مختلف عن حكم الحرة , وهو الذى بينته الردود السابقة بالتفصيل ..
وهو نفس الحكم الذى يهدم الشبهة من أصلها , وبالطبع لم يتصور علماء السلف أن يقول أحد بهذا القول فلم يردوا عليه ..
ومثال ذلك قول الكاتب أيضا ..

أيضاً نسى الشارحون بأن الله قد أنزل في سورة الأنفال أمراً بعدم الأسر ..يقول الله تعالى..." ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم"..وسورة الأنفال نزلت قبل غزوة خيبر بكثير فكيف يأسر النبي أمة ثم ينكحها تحت بند وما ملكت أيمانكم بعد نزول هذه الآية ؟!.. هذا يعني أن كافة روايات الأسر التي أعقبت نزول هذه الآية كلها محض خيال ولا علاقة لها بالنبي ولا بصحبه..وإلا كيف نجمع بين فهم هذه الآية وتلك الروايات التي تتعارض صراحة مع القرآن وأحداثه؟!
يقول نسي الشارحون أن الله أنزل آية بعدم الأسر !!
وهى الشبهة المضحكة حقيقة والتى تركت فيها سؤالا سابقا للكاتب ..
فلست أدرى هل اعتبر أن الإثخان فى الأرض داخلٌ فيه قتل النساء ؟!!
ومن الذى يعتدى على النبي عليه السلام الآن ..
البخارى الذى يروى حديثا متضمنا حكما فقهيا لا خلاف عليه .. أم كاتب الموضوع الذى استخرج من الآية السابقة حكما يسمح بقتل النساء الأسري !!
وكيف غاب عنه وهو الباحث المجد قصة شهيرة وهى قصة حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه فى يهود بنى قريظة , حيث حكم بقتل مقاتلتهم , وسبي نسائهم وذراريهم ..
بل الكارثة الأكبر كيف غابت عنه الفطرة الإسلامية التى أوصي بها النبي عليه الصلاة والسلام ويعلمها القاصي والدانى وهى تحريم قتل النساء والصبيان وكل من ألقي سيفه وشهد الشهادتين حتى لو قالها خوفا من السيف , والنهى عن الإفساد فى الأرض وتقطيع الشجر ومهاجمة العزل وغير ذلك من المبادئ النبوية الراسخة ..
فإن كان الكاتب يتعجب كيف أخذ النبي صفية أسيرة , ويستدل على ذلك بأية الإثخان فى الأرض , فليعذر علماء السلف أنهم لم ينتبهوا إلى هذا التساؤل لأنهم حقا وصدقا ما كانوا يتوقعونه فى يوم من الأيام !!

ثم يضيف الكاتب شبهة أخرى من نفس النوع ..


أيضاً نسى الشارحون أن حادثة صفية كانت في غزوة خيبر من السنة السابعة للهجرة، وسورة النساء التي نزلت قبل هذا التاريخ بعام أو بعامين..وسورة النساء يقول الله فيها بعدم جواز وطء ملك اليمين إلا بشروط.." ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم"......
وينسي أو يتناسي أن عقد النبي عليه الصلاة والسلام على صفية رضي الله عنها كان زواجا شرعيا ولم يكن بملك اليمين .. وجعل عتقها هو صداقها ..
والكارثة أن الكاتب فى نفس الموضوع يتحدث عن زواج صفية رضي الله عنها وليس ملكها بملك اليمين فما معنى التحدث عن حكم الأمة بعد ذلك ؟!
ولماذا التنقيب والبحث والتهتك ومحاولة اصطناع الأسباب والذرائع لرفض الحديث الصحيح وإلقاء الشبهات !!

ثم يعود ويقر بأن البناء بصفية رضي الله عنها كان زواجا !

سلمنا بصحة استثناء المسبية كيف ذلك وفي نفس الصحيح صحيح البخاري أيضاً يقول أنه تزوجها وكان صداقها عتقها
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن ثابت وشعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها...صحيح البخاري
فعلام إذا كان التخبط فى السطور الماضية عندما أنكر الزواج وقال أنها مأخوذة بملك اليمين وأنها لا تحل بذلك للنبي عليه السلام لأنه غير مضطر وذا طول !!

ثم يختم الكاتب كلامه ومقالاته , بأنه يبتغى الحق وأنه يعمل عقله ويبحث عن الحق ويسعى لهدم الأصنام فى الإسلام وأنه لا قداسة لأحد بعد النبي عليه الصلاة والسلام ..
وهذا الكلام هو بذاته نص ما رأيناه من كل طاعن بالسنة متهجم عليها ..
وكأننا عندما نحفظ لعلمائنا أقدارهم ونحفظ للأمة اجتماعهم على أمر , لا سيما وأن اجتماعهم معصوم من الخطأ , كأننا إن فعلنا ذلك نكون قد أنشأنا أصناما جديدة فى الإسلام ؟!
وهو يحترفون أمثال هذه التبريرات لتبرير هجماتهم على السنة النبوية تحت راية حرية الفكر والإجتهاد , ولو كانوا صادقين فى ذلك ونيتهم صافية للبحث العلمى لاتبعوا المنهج العلمى على الأقل ولما اخترعوا الشبهات وأقحموها إقحاما على نحو لا يفعله ألد أعداء الإسلام , فتجدهم يهملون كل فضية ويبحثون عن كل سقطة !
ولو كانت هدفهم البحث وحرية الفكر حقا , لما تخصصوا فى الطعن على السنة , بحيث أنهم لم يتفرغوا إلا لانتقاد الأحاديث الصحيحة ورفضها ؟!
فهل هى صدفة أم منهج منظم متعمد .. إما بقصد أو بغير قصد ..
وختام القول إن الكاتب منا عليه أن يتدبر لحقيقة تغفل عنها العيون ..
ألا وهى أن ينظر قبل أن يؤمن بشبهة , أين يقف هو وقلمه بالضبط ..
فإن وجد نفسه يقف نفس الموقف مع اليهود والنصاري والملحدين ومنكرى السنة والرافضة .. أفلا يمثل له هذا تحذيرا واضحا بوعورة الطريق الذى يسلكه ,
ألا يجعله هذا يتساءل عن كيفية قبوله أن يقف هو وهؤلاء فى صف واحد ضد السنة وعلمائها ..

الله المستعان ..

محمد جاد الزغبي
07-10-2012, 08:25 AM
شبهة نسيتها وهذه هى مع الرد استكمالا للموضوع ..
يقول :

سلمنا أيضاً بصحة القصة كما وردت بتمامها في الصحاح وأن كافة الشبهات التي ألحقت بها قد تم ردها..ألم يقل الله عز وجل في سورة الأحزاب.."لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا "...وسورة الأحزاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة والآية واضحة بالأمر الإلهي للرسول بأنه لا يحل له أن يتزوج بعد نزول هذه الآية..!
وهذه شبهة على نفس الطريقة المألوفة ..
فالرجل يجزم بأن سورة الأحزاب كلها نزلت فى السنة الخامسة بينما غزوة خيبر وواقعة زواج أم المؤمنين صفية وقعت فى السنة السادسة ..
والسؤال هنا من أين للباحث تأكيد نزول آية المنع التى أشار إليها قبل واقعة زواج النبي عليه السلام بصفية ؟!!
هل لديه دليل واحد على ذلك ؟!
الجواب لا ولا سبيل إلى إثباته مطلقا ..
بل الثابت عكسه تماما وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتزوج بعد نزول هذه الآية كما نص بن كثير فى تفسيره
يقول بن كثير :
( ذكر غير واحد من العلماء - كابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وابن زيد ، وابن جرير ، وغيرهم - أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضا عنهن ، على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة ، لما خيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما تقدم في الآية . فلما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان جزاؤهن أن [ الله ] قصره عليهن ، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن ، أو يستبدل بهن أزواجا غيرهن ، ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حجر عليه فيهن . ثم إنه تعالى رفع عنه الحجر في ذلك ونسخ حكم هذه الآية ، وأباح له التزوج ، ولكن لم يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون المنة للرسول صلى الله عليه وسلم عليهن )
أى أنه عليه السلام رغم الإباحة لم يتزوج بعد نزول هذه الآية ,
وهذا يثبت قطعا أن زواج السيدة صفية رضي الله عنها سابق على نزول الآية ..

بالإضافة إلى المفاجأة الخاصة بنسخ حكم المنع , وهو أن حكم منع زواج النبي عليه الصلاة والسلام هنا هو حكم منسوخ , أى أن الله عز وجل أباح له الزواج بالنساء وأطلقه ونسخ الآية السابقة
أى أنه حتى لو تم زواج صفية رضي الله عنها بعد هذه الآية ــ وهو ما لم يحدث ــ لما كانت هناك مخالفة أصلا ..
الدليل ما نجده عند علماء التفسير ومنهم بن كثير فى قوله بالنص :
( قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له النساء .
ورواه أيضا من حديث ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن عائشة . ورواه الترمذي والنسائي في سننيهما .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ، حدثني عمر بن أبي بكر ، حدثني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي ، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن عبد الله بن وهب بن زمعة ، عن أم سلمة أنها قالت : .
لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له أن يتزوج من النساء ما شاء ، إلا ذات محرم ، وذلك قول الله عز وجل { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء }.
فجعلت هذه ناسخة للتي بعدها في التلاوة ، كآيتي عدة الوفاة في البقرة ، الأولى ناسخة للتي بعدها ، والله أعلم .)
انتهى النقل ..

تتبقي تساؤلات شكلية نتمنى أن نجد إجابة عنها ..
فقد بحثت فى النت عن أقدم منشور لهذا الموضوع فوجدته بتاريخ يونيو 2012 م ومنشور باسم أبو مالك المصري !!!

فقلت ربما كان أبو مالك هذا نقل الموضوع عن سامح وهو صاحب الموضوع الأصلي
فبحثت عن أقدم تاريخ لنشره باسمه فلم أجد إلا بتاريخ سبتمبر 2012
فليت الأخ سامح يضع لنا رابطا بموضوعه منسوبا إليه سابق على تاريخ يونيو 2012 م لاثبات حقه ..

النقطة الثانية ..
حدث ما توقعته ونوهت عنه وهو أن أمثال هذه الموضوعات تجد مرتعا خصبا لدى منتديات الرافضة ومنتديات الملاحدة وأشباههم من المهاجمين للإسلام والسنة ,
وقد وجدت منتدى ( يا حسين ) أوقح المنتديات الشيعية على الإطلاق قد نقل الموضوع واحتفي به هناك ووجدها فرصة بالطبع للطعن فى البخارى باسم شخص ينتمى ــ كما يتفرض ــ إلى أهل السنة
فليتنا نأخذ العبرة !

بهجت عبدالغني
07-10-2012, 11:55 AM
واستكمالاً للفائدة

أثار موضوع إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بجمال صفية وزواجه منها من أجل هذا الجمال
وهذا محض وهم ، فالحديث لم يقل أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها لجمالها ، بل قال إن جمالها ذُكر له صلى الله عليه وسلم ، ولم يتطرق الحديث الى أبعد من ذلك ..

فتأمل ..