تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار أدبي جاد حول "ق.ق.ج"



د. سمير العمري
01-10-2012, 10:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا ريب أنكم لاحظتم ما لاحظت في الآونة الأخيرة من إقبال شديد على أغراق قسم القصة بما يطلق عليه عدد غير قليل من الأدباء القصة القصيرة جدا "ق.ق.ج" بشكل يرى فيه عدد أكبر منهم إجحافا بفن القصة كفن أدبي يقوم على مقومات عدة لعل من أهمها فن"الحكي" أو "السرد" فهو العلامة الفارقة للفن القصصي وهذا ما تفتقده الومضات الأدبية المسماة بالقصة القصيرة جدا.

وللحق فإني شخصيا أعتبر أن القصص القصيرة جدا "ق.ق.ج" هي تلك القصص التي يكتبها عدد كبير من الأدباء بما لا يقل عن صفحة أو صفحتين وتتناول حدثا معينا وترصد فكرة محددة ، وأن القصة القصيرة "الأقصوصة" هي ما تتناول أكثر من حدث لفكرة، أو أكثر من فكرة لحدث وتكون عادة في ما لا يقل عن صفحتين ، والقصة هي تلك التي التي تشتمل على عدة أحداث وعدة شخصيات ومساحة أوسع للزمان والمكان ويمكن أن تمتد طولا لتمثل الرواية.

أما ما نراه من كتابة سطر واحد أو كتابة ستة كلمات لتكون قصة فهذا مما لا يستقيم معنى ولا ينطبق أصلا على مقومات القصة التي تقوم أساسا على فن الحكي السردي كما أسلفت ، وهذا القول لا يعني التقليل من أثر وقيمة هذا الفن الجميل الذي يعتمد التكثيف ليكون قولا أقرب للحكمة باتكاء على بعض مقومات القصة من الزمانية والمكانية والحدث ، وأنا شخصيا أزعم أن القصة القصيرة جدا حين تأتلق فإنما هي مجموعة من تلك الومضات المميزة بكثافتها ودقة توظيفها للوصول إلى حالة سردية تحمل فكرة أو تقدم حكاية لحدث ما.

ومن باب إنصاف كلا الفنيين الأدبيين وحرصا على أن لا يجحف أحدهما بالآخر فإني أقترح هنا حوارا أدبيا جادا يتعلق بفصل حقيقي لهما على أن يلتقيا وفق السياق المحدد كالتقاء النثر الأدبي بالقصة في بعض جوانبه والتقاء الجملة الشعرية بالنثر أو بالقصة وهكذا.
وإني أقترح أن يطلق على الفن القديم الجديد "فن الومضة الأدبية" ليمثل بمقوماته حالة مستقلة بين النثر والقصة والحكمة يتميز بعمق فكرته وتكثيف لغته وحصافة حكمته ، وأقترح أن يتم تحديد قسم مخصص لهذا الفن في الواحة ينقل له كل المشاركات التي لا تنطبق عليها مقومات القصة وينطبق عليها مقومات الومضة وأن يكون اسم هذا القسم مثلا "ملتقى الومضة الأدبية".

أنتظر منكم تفاعلا مناسبا مع هذا الأمر وتناولا جادا للمقترحين بشكل أدبي وعلمي هادف.


تحياتي

براءة الجودي
01-10-2012, 10:26 PM
وإني أقترح أن يطلق على الفن القديم الجديد "فن الومضة الأدبية" ليمثل بمقوماته حالة مستقلة بين النثر والقصة والحكمة يتميز بعمق فكرته وتكثيف لغته وحصافة حكمته ، وأقترح أن يتم تحديد قسم مخصص لهذا الفن في الواحة ينقل له كل المشاركات التي لا تنطبق عليها مقومات القصة وينطبق عليها مقومات الومضة وأن يكون اسم هذا القسم مثلا "ملتقى الومضة الأدبية".

اقتراح جميل ومنطقي يادكتور
مع الفكرة

وليد عارف الرشيد
01-10-2012, 10:27 PM
نعم أستاذي الكبير وأخي الحبيب موضوع في غاية الأهمية والقيمة أتى في وقته كدأبك في كل مناسبة وقضية تستحق الحديث والحوار تكون الأسبق لطرحها من كافة جوانبها وبكل وضوح ووعي وحصافة رأي
الأجمل فيما قرأت أنك كنت غيورًا على القصة القصيرة كفن أدبي مميز دون التقليل من شأن ما اقترحت تسميتها الومضة القصية
لم أجد ما أخالفك به هنا وأنا بصراحة كنت أحضر لطلب فصل الومضة عن القصة القصيرة على ألا يستسهل المارون قراءة الومضة على حساب القصة
لك الشكر أخي الأمير على ما تفضلت به وجهودك الدائمة الجادة لاختيار الأفضل للأدب عمومًا وللواحة آخذًا بمشورة وآراء الجميع .. بارك الله بك
محبتي وكثير تقديري

نادية بوغرارة
01-10-2012, 10:59 PM
تصرف حكيم كنا ننتظره ونتطلع إلى تنفيذه منذ فترة ، خاصة مع تزايد صنف الومضة في

صفحات قسم القصة ، وأرى في ذلك خدمة للصنفين معا ، حيث سيحظى بإذن الله تعالى ،

كل منهما بما يستحق من اهتمام ومتابعة وتطوير ،وفي هذا إثراء نسأل الله أن يكون

حافزا لعطاء أكثر وحراك أكبر .

بارك الله فيك يا دكتور سمير ودمت سباقا إلى كل خير .

دامت واحتنا أبهى وأرقى .

:os:

أحمد عيسى
01-10-2012, 11:09 PM
الأستاذ الدكتور سمير العمري

تحية واحترام

الاشكال في نظري دائماً في ذاك التوصيف (جداً ) الذي يحصر القصة في سطور وكلمات وصفحات ، والقصة أكبر من ذاك وأعمق ، فلا هي تحدها السطور ولا هي تحددها الصفحات ، بل هي انطلاق عميق في الآفاق الانسانية ، عبر فكرة جميلة وطرح هادف وأسلوب فريد وتناول متقن ، القصة القصيرة هي الريشة التي يرسم بها الأديب صوراً واقعية فريدة لمشاكل وأمراض يعاني منها المجتمع ، وهي تمتلك في طياتها تشخيصا للمرض ، وتوصيفاً دقيقاً له ولتداعياته ، ووسيلة للعلاج أحياناً ، أو لاثارة التساؤل والتفكير حول المرض وسبل علاجه في أحايين كثر .
أما توصيف القصة القصيرة بجداً ، فهو ما يقنع الكثير من المبتدئين والمستسهلين بالمحاولة ، ولو أن بناء البيت سهلاً لأصبح كل الناس مهندسين ومقاولين ، فكيف بمن وجد خلطة سهلة يصنع بها بيتاً صغيراً بأقل التكاليف والوقت ، بيتاً غير واضح المعالم والأسس ، وربما كان هشاً آيلاً للسقوط ، لكنه في كل الأحوال يطلق عليه مصطلح (بيت ) حتى لو اقترن به توصيف (صغير ) أو (صغيرا جداً )
والحال هكذا صرنا نعاني من طوفان من هذه القصص التي شكلت غزواً ثقافياً من المستسهلين ، ممن يكتبون أي كلام من نكتة أو طرفة أو حدوتة ظريفة أو مضحكة أو حكمة ، وهذا الطوفان لم يغرقنا معه لأن هؤلاء المستسهلين لا يملكون الامكانات الأصيلة للكتابة ، ولا الأرضية المناسبة التي تؤهله للتحليق في هذا العالم الصعب ، فصار انتاجهم يقل يوماً بعد يوم ، ولم يشكل في حقيقة الأمر أي اضافة حقيقية لهم أو لرصيدهم الأدبي أو الفكري .
ربما لا أختلف مع الفاضل دكتور سمير الا في توصيف القصة القصيرة جداً بأنها لا تقل عن صفحة أوصفحتين ، انما أرى بأي حال من الأحوال أن القصة القصيرة لا تحددها سطور أو صفحات ، فربما تستوفي مقوماتها وشروطها وركائزها في بضعة سطور أو بضعة صفحات ، لا يهم ، لكن الأهم هو تركز هذه الشروط ووصول الفكرة كاملة للمتلقي دون ايحاء عام وطرح أفكار عامة ، القصة تتحدث عن حدث بعينه ولا تنقل لنا أفكاراً عامة
فلو أردنا أن نكتب قصة عن قهر الحكومات
لا يصح أن يقول الكاتب ( مثال )
" اشتد الليل وظلمته في عين الجلاد ، ثارت الضحية عشية العيد ، ولأول مرة منذ قرون ، عرف الشعب طريقة استخدام اللسان "
الطريقة السابقة في الكتابة مستخدمة بكثرة ، التحدث في العموم دون تخصيص ، وهو ما يحول القصة ذات الحدث الواحد الى فكرة عامة تصلح كحكمة أو جملة فلسفية لا أكثر
ولو أردنا تقريب الفكرة أكثر وتحويل القصة حسب رؤيتي ، الى قصة ، ستصبح القصة كالتالي :
وكما أكرر كمثال سريع وليس قصة :
" بينما يرسم الليل خيوطه الحالكة فوق سهل الروج ، كانت "سيدة " تنحني أكثر ، ليستطيع قاتلها تسلق الجسد الذبيح ، صراخ أطفالها يدوي ليوقظ سكان القرية ، ودماء زوجها طازجة تنساب أرضاً صانعة مجرى وحيد يمتد خارج المنزل وصولاً للقمر .
يضربها \قاتلها بقدمه ، يتجاوزها أو يطؤها ، عابراً الطريق الى أطفالها ، يصرخ الطفل الأكبر :
- ماذا فعلتم بأمي ؟
فيضحكون
يصرخ الذي يليه :
- لم قتلتم أبي ؟
فيضحكون
يرسل الأطفال دمائهم لتعانق دماء والديهم وتنساب معانقة القمر ، فيستيقظ سكان سهل الروج قبل الفجر قبيل انقشاع العتمة ، في مسيرٍ طويل يبدأ من منزلها ولا ينتهي هناك
يستيقظ الجمع بعد برهة
فلا يجد القاتل غير سيدة فوق بقاياه
وأطفالها يرقصون بأغنية الوطن الذبيح . "

بم تختلف القصة الثانية عن الأولى ؟
أتحدث في الأولى عن عموميات ، عن فكرة مجملة لقهر الشعوب والثورة التي تأتي بعد اشتداد الظلم وهي فكرة قديمة ولا جديد في الطرح أصلاً ناهيك عن عدم وضوح الفكرة أو الشخوص أو المكان أو الزمان أو الحدث
في الثانية هناك تحديد لشخوص ( سيدة وأبنائها – القاتل – زوجها الذبيح) وهناك تحديد لمكان (قرية سهل الروج في سوريا والتي شهدت عدة مذابح ) وهناك حدث ( قتل الزوج ومحاولة الاعتداء على الأطفال وصراخ الأطفال وحوارهم مع القاتل ) وهناك فكرة ورؤية تعود بنا لذات رؤية القصة الأولى ولكن أكثر تحديداً

يمكنني أنا أن أعتبر الثانية قصة قصيرة ، ولتوصف بكلمة جداً لو أحب كاتبها ، لكني لا أقبل اطلاقاً السطر الأول تحت أي مسمى له علاقة بالقصة , مهما جملناه ووضعنا له مبررات

للنقاش تتمة باذن الله

محمد مشعل الكَريشي
02-10-2012, 10:15 AM
احيي جناب الدكتور على مبادرة اسمحوا لي ان اسميها (اهتمام) وليس كما هو عادة المتقنين لفن ما ، يبخول باي اهتمام ولايقدمون لك اي نصيحة حتى ولو سالتهم : اين الطريق...
شكرا لكم اعتز بانتمائي لواحتكم التي بت اشعر انها واحتي ....عفوا ....واحتنا جميعا

أحمد عيسى
02-10-2012, 11:04 AM
احيي جناب الدكتور على مبادرة اسمحوا لي ان اسميها (اهتمام) وليس كما هو عادة المتقنين لفن ما ، يبخول باي اهتمام ولايقدمون لك اي نصيحة حتى ولو سالتهم : اين الطريق...
شكرا لكم اعتز بانتمائي لواحتكم التي بت اشعر انها واحتي ....عفوا ....واحتنا جميعا

فما بالك أخي الكريم لو أخبرتك أن نتيجة أي محاولة لابداء النصح مع أي من الأعضاء يكون نتيجتها الكثير من الضيق ويرى البعض نفسه فوق مستوى النقد ،
وليت الجميع يطلبون النصح مثلك ومثلي

تقديري

مازن لبابيدي
02-10-2012, 11:04 AM
شكرا عميدنا الكبير لهذا الطرح
وبعيدا عن الغرق في المجاملات ، سأبدأ مباشرة في الانخراط في هذا الحوار الهادف ككاتب لي محاولا في القصة ، وأترك الأفكار النقدية المتخصصة والتعريفات الفنية الدقيقة لأهل الاحتراف .
أعتقد بفائدة تخليص محاور النقاش واحدا تلو الآخر ليتم التركيز عليه .
أرى أن القصة حتى تكون قصة تحتاج إلى جانب مكوناتها الأساسية - من حدث وحبكة ومقدمة وخاتمة وشخصيات ... - إلى عنصرين شديدي الأهمية بنظري ، وهما المغزى والإمتاع ، فلا معنى عندي لقصة بلا مغزى أو عبرة أو فائدة ، وكذلك تفقد أي قصة جل قيمتها - من الناحية الفنية طبعا - إذا لم تمتع القارئ أي تؤثر فيه عاطفيا ، ولا يكفي برأي التأثير اللغوي مهما بلغ من الإتقان والبلاغة ، فكم من قصة لاقت رواجا وقبولا مع ركاكة الأسلوب وكم من قصة لم يحفل بها رغم لغتها القوية .

وأتابع معكم وبالله التوفيق

وليد عارف الرشيد
02-10-2012, 05:31 PM
شكرا عميدنا الكبير لهذا الطرح
وبعيدا عن الغرق في المجاملات ، سأبدأ مباشرة في الانخراط في هذا الحوار الهادف ككاتب لي محاولا في القصة ، وأترك الأفكار النقدية المتخصصة والتعريفات الفنية الدقيقة لأهل الاحتراف .
أعتقد بفائدة تخليص محاور النقاش واحدا تلو الآخر ليتم التركيز عليه .
أرى أن القصة حتى تكون قصة تحتاج إلى جانب مكوناتها الأساسية - من حدث وحبكة ومقدمة وخاتمة وشخصيات ... - إلى عنصرين شديدي الأهمية بنظري ، وهما المغزى والإمتاع ، فلا معنى عندي لقصة بلا مغزى أو عبرة أو فائدة ، وكذلك تفقد أي قصة جل قيمتها - من الناحية الفنية طبعا - إذا لم تمتع القارئ أي تؤثر فيه عاطفيا ، ولا يكفي برأي التأثير اللغوي مهما بلغ من الإتقان والبلاغة ، فكم من قصة لاقت رواجا وقبولا مع ركاكة الأسلوب وكم من قصة لم يحفل بها رغم لغتها القوية .

وأتابع معكم وبالله التوفيق

أخشى هنا فقط يا أخي الحبيب الدكتور أنك بطرحك هذا أسقطت اللغة من المعايير، وبرأيي أن اللغة وإن لم يكن مطلوب منها أن تكون جزلة في القصة، ولكنها عامل أساسي وإلا فقد أسقطنا القصة من الأدب ومثلك يعلم ما تعني اللغة للأدب .
أرجو أن أكون قد أخطأت الفهم فيما رميت إليه
مع كامل محبتي وتقديري

أحمد عيسى
02-10-2012, 05:52 PM
بل لا أعتقد أنا أخي القدير أ وليد الرشيد الا أنك قد أخطأت فهم القدير : مازن لبابيدي وأخطأت فهم ما يرمي اليه
فهو بحال من الأحوال لم ولن يقصد اسقاط اللغة ، انما يقصد أن قوة القصة من قوة فكرتها لا قوة لغتها فقط ، وأن كم من قصة قوية لغة ضعيفة الفكرة والحبكة لم تلق رواجا أو اهتماماً من مهتم ، وكم من قصة عادية اللغة بسيطة دون تعقيدات لغوية ومعان فخمة لاقت رواجاً واهتماماً من القراء والمهتمين بسبب جودة الفكرة وجمال السرد والحبكة
ولعل في قصص يوسف ادريس ما يغني عن كل هذا التوضيح

تقديري وآسف لتدخلي

مازن لبابيدي
02-10-2012, 07:22 PM
أخشى هنا فقط يا أخي الحبيب الدكتور أنك بطرحك هذا أسقطت اللغة من المعايير، وبرأيي أن اللغة وإن لم يكن مطلوب منها أن تكون جزلة في القصة، ولكنها عامل أساسي وإلا فقد أسقطنا القصة من الأدب ومثلك يعلم ما تعني اللغة للأدب .
أرجو أن أكون قد أخطأت الفهم فيما رميت إليه
مع كامل محبتي وتقديري


بل لا أعتقد أنا أخي القدير أ وليد الرشيد الا أنك قد أخطأت فهم القدير : مازن لبابيدي وأخطأت فهم ما يرمي اليه
فهو بحال من الأحوال لم ولن يقصد اسقاط اللغة ، انما يقصد أن قوة القصة من قوة فكرتها لا قوة لغتها فقط ، وأن كم من قصة قوية لغة ضعيفة الفكرة والحبكة لم تلق رواجا أو اهتماماً من مهتم ، وكم من قصة عادية اللغة بسيطة دون تعقيدات لغوية ومعان فخمة لاقت رواجاً واهتماماً من القراء والمهتمين بسبب جودة الفكرة وجمال السرد والحبكة
ولعل في قصص يوسف ادريس ما يغني عن كل هذا التوضيح

تقديري وآسف لتدخلي

شكرا أخي الحبيب وليد لطرح هذه النقطة الهامة جدا ، والشكر لأخي الحبيب أحمد ، ولا غضاضة في التدخل هنا أخي فالحوار مفتوح للجميع .

من الطبيعي أن اللغة هي الوعاء لكل عمل أدبي ، وهي اللبنات الأساسية في بنائه ، ولكن نعم أخي وليد أؤكد أن اللغة - بمعناها العام - ليست العنصر الأهم في القصة من وجهة النظر الفنية ، رغم أهميتها الجمالية والبلاغية في إبراز عناصر القصة الرئيسية .
طبعا أفترض هنا أن اللغة المستعملة تعبر بالحد الأدنى عن قصد الكاتب ، فلا يستعمل مفردات بمعنى خاطئ تعطي غير المراد منها .
فيفترض أن القصة لو ترجمت من لغة إلى أخرى أن لا تفقد شيئا هاما من معناها وتأثيرها على القارئ ما لم يكن لها خصوصية لغوية متعلقة بأحداثها . إن هذا الأمر يختلف كثيرا عن تناول أنواع أدبية أخرى مثل الشعر والنثر والمقامة - وإن كانت قصة - لأن العنصر اللغوي هو مركب أساسي في هذه الأنواع بدرجات مختلفة طبعا . فلو فرضنا أننا سنترجم قصيدة كف وإزميل للدكتور سمير العمري مثلا إلى لغة أخرى لفقدت جزءا كبيرا من قيمتها وتأثيرها ، بينما يمكن بسهولة أن تترجم "قصيدة" نحت وتعرية مع الاحتفاظ بكامل المعنى المطلوب منها ، وهكذا في الفنون الأخرى .
أنا لا أقلل من قيمة المحتوى اللغوي في القصة فهو يثري القصة ويبرز عناصرها كما قلت ، بل إنني أعشق القصص التي أتلمس فيها جمال اللغة وأتذوق حلاوتها ، إلا أنني أرى أن هذه إضافة تميز كاتبا عن آخر ، وربما قارئا عن آخر ، مع أهمية أن لا يطغى هذا المحتوى اللغوي على عناصر القصة الثانية ، ولعل هذا يكون مأخذا أحيانا على الكاتب كما ألمح لذلك أخي أحمد عيسى .

حسين الطلاع
03-10-2012, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع جد مهم .
وقرأت الآراء كلها ولا شك أنها سامية الغايات .
وأصدقكم القول أنا لا تروقني ( ق ق ج ) التي أحيانا تكون جملة لا سطرا وحسب .
ولقد كتبت رأيا في مواقع أخرى قبل سنة ونصف تقريبا بشأن ( ق ق ج ) لم أجده أعجب أحدا ! وذلك لقناعتهم بهذا الأسلوب .
وعليه
أنا من رأي كل من الأحبة : مازن لبابيدي ،،، ووليد الرشيد ،،، فكلاهما يقولان نفس الفكرة .
وفعلا للقصة مقوماتها وحبكتها وشخصياتها ،،، وإن عولنا على القصة القصيرة فهي من صفحة إلى صفحتين ، وما عداها لا أعتبره قصة ، وهو رأي ووجهة نظر وليس لزاما على أي كاتب .
رأيي بها وأقصد ( ق ق ج ) التي لا تتعدى جملة مثلا ، أنها تشبه الإعجاب ( like ) في بعض المنتديات من حيث الفكر .
وهذه ( اللايك ) أعتبرها محاولة لإعفاء المخ من الإبداع في الرد أو إبداء الرأي ، وتحجيم للقدرات أو سياسة استراتيجية ترمي إلى التحجيم مستقبلا .
وإلا
فما معنى كلمة ( لايك ) إذا وُضعت تحت معلقة أو رائعة أو ما شابه ،،، وتلك ( اللايك ) الأخرى التي وضعت تحت طرفة أو نكته سخيفة ؟؟؟
كلا اللايكان يفيدان نفس المعنى !!! فأيهما أفضل إذن ؟
وكذلك القاف قاف جيم ،،، أعتبره نفس الخطة .
وليعذرني الأحبة محبي القاف قاف جيم على رأيي الشخصي الذي كما قلت سالفا : ليس لزاما .
للنقاش تتمة .
حسين الطلاع

بهجت عبدالغني
03-10-2012, 06:43 PM
جميل أن يرى المرء الأدب يتطور ويتنوع فيكون كحديقة غناء فيها من كل لون وشكل ما يسر الخاطر ويهدئ البال .
لكن المشكلة في ( القصيرة القصيرة جداً ) هي دخول الكاتب هذا المجال دون أن يستوي ساقه في كتابة القصة القصيرة أو الرواية أو المسرحية
لأنه يظن أن كتابة مجموعة أسطر سوف تفي بالغرض ، والحقيقية أن كتابة هذا النوع صعبة ، إذ يحاول فيه الكاتب تركيز وضغط فكرة كبيرة بأسطر قليلة ، فيحتاج بذلك الى فنون البلاغة وبراعة اللغة ..

قسم القصة والمسرحية بات لا يحمل من القصة والمسرحية سوى الاسم ، فهو غارق في الـ ق. ق. ج. ، فقليلاً ما نقرأ قصة متكاملة الأركان والشروط ، ونادراً ما نقرأ مسرحية !
والحقيقة أني منذ فترة طويلة جداً لم أقرأ مسرحية في الواحة سوى مسرحياتي كـ ( بابل ـ الأسوار ـ ثقافة ) ، ومسرحيتين لا يحضرني اسمهما ، وكانت إحداها بسيطة ..
وهذا ليس مدحاً لنفسي ولا ترويجاً :007: لكنه واقع حال ..

وفي مداخلة للأستاذ الأديب محمد النعمة بيروك في مسرحيتي ( أسوار ) قال :
أحييك أخي الكاتب بهجت على هذا النص المسرحي الذي كسر قليلا رتابة القص في القسم، ونوع قليلا تجنيسه الأدبي.

فأجبته :
أرى أن قسم القصص طغت عليه القصص القصيرة جداً
وانا شخصياً لا أحبذ الاكثار منها ، وخاصة اذا كان الكاتب في بداية مشوراه الأدبي
وقد رميت في الماء الساكن حجراً ، عسى أن يستجيب لموجاته أحد ..

هذا ما جاد به القلم ، عسى أن يكون مفيداً

تحيتي لك أستاذي الدكتور سمير العمري
وشكراً لك على فتح هذه الصفحة المهمة لإعادة النظر في القضايا الأدبية


مع وافر تقديري ..

آمال المصري
03-10-2012, 07:37 PM
رغم أنها كثيرا ماتكون ماتعة يروق لي فك شفرتها ومحاولة حل مابها من لغز أو ألغاز أجدني أستنكر وبشدة انتماءها لملتقى القصة بما تحمل القصة من مقومات وعناصر من المقدمة والعقدة والحل ... والشخصيات والحدث والبيئة ـ والزمكان ... وإلمام باللغة وتمكن من استعمال ألفاظ موحية وعاطفة صادقة تؤثر فينا
هناك من يحاول الإقناع بأن الـ ق ق ج هي قصة قصيرة متكاملة العناصر ولكنها اختُزلت واعتصرت حتى ظهرت في صورتها الأخيرة والتي تتلخص أحيانا في سطر أو جملة أو ق ق س ليقولوا تلك قصة من ست كلمات لاتحتاج لجهد في الكتابة ربما أحيانا تُكتب في ثوانٍ
ولكنها بعيدة كل البعد عن القصة
أستغرب أحيانا من أديبة تقول أنا لا أكتب سوى القصيرة جدا وعند تشجيعها بكتابة القصيرة تقول أنها لم تحاول ذلك وليس عندها الاستعداد للخوض فيها
.. وقتها أعتبره هروباً من نتاج أدبي حقيقي يستحوذ على وقت وجهد وفكر
مع فكرة فصل تلك الومضات الأدبية لملتقى منفصل بها
شكرا كثيرا سيدي لاهتمامك بنقطة هامة قد طغت على ملتقى القصة فأثرت سلبا وأغرقته
لي عودة لمتابعة آراء باقي رواد القصة
تحاياي

فاطمه عبد القادر
03-10-2012, 11:45 PM
وهذا القول لا يعني التقليل من أثر وقيمة هذا الفن الجميل الذي يعتمد التكثيف ليكون قولا أقرب للحكمة باتكاء على بعض مقومات القصة من الزمانية والمكانية والحدث ، وأنا شخصيا أزعم أن القصة القصيرة جدا حين تأتلق فإنما هي مجموعة من تلك الومضات المميزة بكثافتها ودقة توظيفها للوصول إلى حالة سردية تحمل فكرة أو تقدم حكاية لحدث ما.

السلام عليكم
أحببت أن أقول رأيا شخصيا بسيطا لا يعتمد على أي شيء مسبق
وهو أن القصة القصيرة كانت امتدادا للرواية, ولم تلغ الرواية أبدا ,والقصة القصيرة جدا هي امتداد للقصة القصيرة, ولا يمكنها إلغاء ما قبلها
والإيجابية المحسوبة للقصة ل / ق ق ج هي أنها تتناسب مع أدب الحاسوب ,ومع هذة الأيام السريعة الإيقاع ,
إذ أن كل شيء أصبح جاهزا ,كالطعام والشراب وأغلب الأشياء
القراءة المستفيضة لم تعد كما كانت في السابق ,متعة واستجمام وشغف ,فالمرئيات كالتلفزيون والسينما ووجود الحاسوب في كل بيت تقريبا,قد لغى القراءة المستفيضة ,ولم تعد هذة الأخيرة سوى للنخبة وهم قلة ,أو للهواة وهم قلة أيضا ,أو للباحثين في شيء معين ,او عن شيء معين ,

عجلة الزمن لا تعود للخلف أبدا ,والكتب تختفي من البيوت يوما بعد يوم ,,وهذا واقع فض نفسه بشدة
أنا لا أكتب الق ق ج ولا أتمنى كتابتها ,ولكني أحب قراءتها وأبحث عنها ,لأنها وجبة جاهزة لا تحتاج للوقت الطويل
شكرا للأصدقاء جميعا
ماسة

وليد عارف الرشيد
04-10-2012, 05:15 AM
أعود هنا لأعقب من جديد فعذرًا إن أكثرت .
للتنويه فقط وجدت القليل ممن اعتدل في نظرته تجاه الومضة كما أحب أن يطلق عليها الأمير فمنهم من رفضها بشدة ومنهم من تقبلها قبولًا حسنًا والقليل من أنصفها إن كانت كما ينبغي من قلم مبدعٍ متمكن ..
أفضل تشبيهٍ لذاك هو رسم الكاريكاتير أليس فنًا مستحدثًا نسبيًا ؟ أليس له الآن في العالم الكثير من المريدين؟؟ المشكلة أنه لا يستطيع الرسام أن يرسم لوحة الكاريكاتير ما لم يكن بارعًا في الرسم التقليدي..
كما أنه لا يبرع في القصة القصيرة جدًا من ليس يتقن السرديات الطويلة بكل شروطها وإلا كيف سيكثف أصلًا ما ليس له به علم؟ .. وليست الطريق السهلة للكتابة كما يعتقد البعض .
هي وجهة نظر أحببت طرحها لعلها تنال القبول
للأمير الحبيب صاحب الموضوع القيم وللجميع محبتي وتقديري

مازن لبابيدي
04-10-2012, 06:11 AM
.......

أفضل تشبيهٍ لذاك هو رسم الكاريكاتير أليس فنًا مستحدثًا نسبيًا ؟ أليس له الآن في العالم الكثير من المريدين؟؟ المشكلة أنه لا يستطيع الرسام أن يرسم لوحة الكاريكاتير ما لم يكن بارعًا في الرسم التقليدي..



أعجبني جدا تشبيهك أخي وليد
إن التغير في وسائل النشر والإعلام والتواصل التي نشهدها في زمننا تدفع بقوة إلى واجهة الاهتمام هذا النوع من الفنون ، فالسرعة هي المفتاح في كل شيء الآن ، الخبر السريع ، المقابلة التلفزيونية السريعة ، التقرير المختصر ، رسالة الاس ام اس ، وال ام ام اس ، لقطة الفيديو القصيرة المعبرة ، الدعاية الإعلانية في دقيقة أو أقل ، الوجبات السريعة ، المصاعد السريعة ... إلى ما هنالك من مظاهر السرعة والاختصار والتكثيف والاختزال . فمن الطبيعي أن تتطور القصة القصيرة والقصيرة جدا ، خاصة أن القراءة بحد ذاتها تغيرت ، نحن نقرأ الآن هذا الحوار في المنتدى على الشابكة ، ولا شك أنكم توافقونني الرأي أن النص القصير أكثر قبولا من النص الطويل ، يكفي أن نحتاج للنزول أو الصعود بالصفحة لنشعر بشيء من عدم الارتياح .
من الطبيعي أن أحدا لن يشتري كتابا فيه قصة قصيرة جدا ، أو اثنتان أو ثلاثة ، ولكن من الممكن أن يحتوي مجموعة منها ، كالمشروع المزمع عمله في الواحة إن شاء الله تعالى ، كذلك تناسب القصة القصيرة جدا ، مناهج الدراسة والكتب المدرسية ، فما أجمل أن تكون هناك قصة متكاملة العناصر ذات مغزى وهدف واضحين تربويين في صفحة واحدة يقابلها صورة معبرة ثم يتلو ذلك شرح وتحليل للطالب . كذلك يمكن للقصة القصيرة جدا ولو بسطر واحد أن تستعمل في محافل متنوعة مثل الحملات التعريفية بالكوارث والحروب ، والدعاية لأنشطة متنوعة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ، أو للتوعية بمشاكل ومخاطر اجتماعية أو بيئية أو سلوكية ، وهناك بالتأكيد الكثير الكثير من التطبيقات التي يمكن الاستفادة فيها من صورة وقصة قصيرة كثنائي يغني عن الكثير من الكلام المطول المنشورات التي يحجم الناس عن قراءتها ويحدث في نفس الوقت تأثيرا أبلغ ويخرج بنفع أكبر .

أحمد عيسى
04-10-2012, 02:35 PM
أرى أننا متفقون جميعاً على بعض النقاط ان جاز لي تجميعها حسب ردودكم السابقة :
1. لا يوجد من ينكر فن القصة القصيرة جداً كفن أو جنس أدبي مستحدث
2. القصة القصيرة جداً صعبة جداً وتحتاج الى كتاب مهرة لكن يقع في شباكها الكثير من المستسهلين
3. يجب على كاتب القصة القصيرة جداً أن يكون كاتباً قصصياً ليتمكن من التكثيف والاختزال وكتابة القصة القصيرة جداً
4. القصة القصيرة جداً لها شروط وخواص ومقومات وعناصر تحتاج الى قاص بارع للغاية للالمام بها ، طبخة سريعة ولكنها طبخة صعبة جداً اذا أردنا أن تكون "طبخة ناجحة"
5. نتفق جميعاً على ضرورة فصلها في قسم مستقل

تحيتي

وليد عارف الرشيد
04-10-2012, 03:16 PM
فإذًا نعود إلى معظم ما طرحه الحبيب الدكتور في نص الموضوع الأصلي وأنا من جهتي أؤيد ما جاء في تلخيص الأستاذ أحمد .. كما أني أؤيد ما تفضل به الدكتور مازن من استثمار القصة القصيرة الأكاديمية المعبرة في المناهج الدراسية..
أشكركم مع أعطر التحايا

مصطفى حمزة
04-10-2012, 08:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
القصّة القصيرة جداً نوع أدبي حديث جداً في أدبنا العربيّ ، بدأ وجودها في تسعينات القرن الماضي كما يقرر متابعو التاريخ الأدبي . وهو فن أثبت وجوده ، وجذب أعداداً هائلة من المُعجبين والكتاب المبدعين عبر هذه السنين ، ولا يزال . وللاطلاع على ذلك بشكلٍ وافٍ يُرجع إلى كتاب (من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جداً : ( المقاربة الميكروسردية) للدكتور جميل حمداوي ، لا سيّما الفصل الذي عقده بعنوان : " المستوى البيبليوغرافي " والذي خصصه " للجرد والإحصاء والوصف والتقدير الكمي والكيفي والمقارنة بين المعطيات والنتائج الإحصائية. أي تابع فيه " المستوى الببليوغرافي بموضعة الكاتب داخل خريطة ببليوغرافيا القصة القصيرة جدا، وتحديد الجيل الذي ينتمي إليه، ورصد المنشورات التي نشرها في إطار جنس القصة القصيرة جداً، وتبيان مكانته داخل هذه الخريطة على مستوى الأسبقية والتبعية، وجرد إنتاجاته كمياً وإحصائياً، وتعداد مجموعاته القصصية بالمقارنة مع إصدارات المبدعين الآخرين... " .. الخ .
ويقول الدكتور مسلك ميمون : " القصة القصيرة جداً وجدتْ لها مكاناً في الكتابة السّردية . وأصبحت تستقطب رواداً في الكتابة القصصية . و مهتمين دارسين في مجال السّرديات و التّحليل و النّقد رغم قلتهم "
ولعلّ إغراق الكثير من المنتديات الأدبيّة بهذا النوع من الكتابة القصصيّة مؤشّرٌ قويّ على مكانتها العالية عند الكتّاب والمتلقين في آن معاً .
ولا تُلغي القصّة القصيرة جداً أختها القصّة القصيرة ، ولا الرواية ، ولا ينبغي لها ، بل هي الأخت الصغرى لهما تمشي في ركابهما ، فلا تتخلى عن أصل العائلة السرد ، ولا يعترف أهلُها أصلاً بمن يُهمل هذا الأصل !
حين اخترع أهل الأندلس الموشّحات لمْ تؤثّر على مكانة الشعر ، ولم يذمها الشعراء ، ولم يحسدوها حين رأوا عشرات الموشّحات الخالدة ، وحشود المعجبين ببابها عبر العصور .. ذلك لأنهم عرفوا أنها فرد أصيل من عائلة الكلام الشاعريّ الموزون ... ولكنْ نجد هناك دائماً مَن يتخوّف من كل جديد مُحدَث ..
السرد المكثّف ، والرمز الموظّف ، والشخصيّة ، والحدث ، والتلميح للمكان وللزمان ، والقفلة الوامضة المثيرة المؤثّرة ، هي قوام القصّة القصيرة جداً ، هذا الإبداع الكتابيّ الصعب المرتقى ، الذي استطاعَ بأقلام مبدعين فيه أن يُثير بكلمات قليلة أحداثاً في عقلية وذهن القارئ الحصيف ، وأن يُحدث لديه إثارة فكريّة تمتدّ طويلاً عقبَ انتهائه من القراءة ! فليست القصّة القصيرة جداً- إذن - ومضة وحسب ، بل الومضة عنصرٌ من عناصرها ، وهي منها بمنزلة الربيع من الزمان..
واقتراح الدكتور الأمير بأن تُسمى " فن الومضة الأدبية " على جمال التسمية وروائها ، لا تعبّر – في رأيي – عن القصّة القصيرة جدا، وتنزع منها روحها إذ تنزع عنها لفظة القصّة !
لقد سبق وأطلق كثيرون تسميات مختلفة عليها من مثل : ( قصص في دقائق - ولوحات قصصية، وومضات قصصية، ومقطوعات قصيرة، وبورتريهات، وقصص قصيرة، ومقاطع قصصية، ومشاهد قصصية، و فن الأقصوصة، وفقرات قصصية، وملامح قصصية، وخواطر قصصية، وقصص، وإيحاءات،والقصة القصيرة الخاطرة، و القصة القصيرة الشاعرية، والقصة القصيرة اللوحة.... وما كانت عندهم جميعاً إلاّ قصّة ..
غيرَ أني مع اقتراح الأمير الآخر بأن يُخصص لها قسمٌ خاص ، ولكن تحت تسميتها ( القصّة القصيرة جداً ) تستقل به عن قسم القصّة والمسرحيّة . وكنت اقترحت – مع الإخوة في قسم القصة في اجتماع ضمّنا – أن تُفصل أيضاً المسرحية عن القصّة ، ورفعنا المقترح للإدارة في حينه .
هذا ما أحببتُ أن أشارك به في هذا الحوار الجاد النافع الماتع ، والذي فتحه أديبنا الأمير الدكتور سمير ، فتح الله عليه أبواب الرضى والخير
مع تحياتي وتقديري للجميع

د. سمير العمري
04-10-2012, 11:00 PM
السلام عليكم

أشكر لكم بداية هذا التفاعل الكريم مع الموضوع وأنتم أهل لكل مكرمة ، وما أزال أطمع بالمزيد من الحوار والتفاعل الكبير من الجميع.

ثم إني بعد الاطلاع على ما دار هنا ولأنني لا أملك الوقت ولا الصحة حاليا للرد المفصل على الكثير مما ورد هنا أستأذنكم في أن أرد على ما أجده يحتاج توضيحا أو تفسيرا غير آجل لضرورة استقامة الحوار في سياقه الذي يوصل للنتيجة المثمرة.

1- الحوار المطلوب هنا لا يتعلق مطلقا بطبيعة القصة والرأي حولها إلا بما يخدم الفكرة المطروحة ، أما البحث حول مفهوم أوضح للقصة القصيرة ومعوقات هذا وأسباب ومسببات المعوقات التي شابت فن القصة فهذا محور حوار آخر قد نطلقه مستقبلا. وعليه فمن أجل أن لا يتعشب الحوار وأن لا نفقد الاتجاه والهدف أرجو من الجميع التزام المحور الأساسي للحوار بما هو موضح في أساس الطرح.

2- نحن هنا لا نرفض فن الومضة الأدبية فهو جميل ومقبول جدا متى أتقنه كاتبه ، وإنما ندعو للترحيب به كفن أدبي مستقل بمصطلح دال دقيق وغير مربك أو مختلف عليه ، وكل المداخلات التي تحدثت عن هذا الشكل الأدبي الجديد تحدثت للأسف بلسان المدافع عن كيانها وهو ما لم نمسه لا من قريب ولا من بعيد ، وعليه فأرجو أن يعود المحاورون إلى أصل الطرح بدقة ليكون رأيهم أكثر تحديدا.

3- أنا حين تحدثت عن الصفحة والصفحتين لم أكن أكثر من محاول التبسيط لكل الأفهام من جهة ومحاولا سد الباب على من يتعمد الدخول من الثقوب والفرج. وأحمد العزيز جاء بسيف القصة يدافع عنها بما كنا نتوقع وبما كنا نبتسم له حين كتبنا الأمر ، ولا أحسب أن أحمد أو أحدا من الأحبة يظن بأن معيار القصة عندي يكون بعدد الصفحات أو بدون اكتمال الفكرة والحالة السردية.

4- نحن هنا أصحاب رأي ومبادرة ولسنا فقط أصحاب تبعية وتلقين نكرر ما يلقي في أفواهنا، فثقافة المصطلح وتزيينه بكلمات كبيرة جوفاء قد أفسد الكثير من مشاهدنا الثقافية والفكرية والأدبية والإعلامية وعلينا أن نتعلم كيفية المبادرة ورفض التلقين وكذا تصحيح المفاهيم وتحديد المصطلحات. هذا ما أرجو على الأقل!

5- فن القصة والأقصوصة والمسرحية فن مستقل وثابت وله مقوماته ، ولعل أهم ما يميز فن القصة عن الفنون الأدبية الأخرى هو الحكي والحالة السردية وبدونها تتلاشى معالم القص الأساسية فالحديث عن الحدث وحده أو عن العبرة أو عن أي شيء سواه هو حديث غير دقيق ذلك أن الشعر والنثر بكل أنواعه لا ينقصه الحدث ولا الحالة ولا الزمكانية ولا الحكمة والعبرة في أغلب الأحوال على أقل تقدير. والحالة السردية هذه لا تكون حالة سردية إلا بالحوار وبالأخذ والرد بتكثيف طبعا في وسياق ما يخدم الفكرة ، وليس المقصود من السردية الثرثرة ولا نقيضها من الإشارة بغمزة عين. يجب تسمية الأشياء بمسمياتها وعدم الاستهانة بتأثير التداخل في تأثير المصطلح ولو على المدى المتوسط والطويل.

6- ليس بالضرورة أن يجيد من يكتب الومضة القصة الأقصوصة كما لا يشترط أن يجيد رسام الكريكاتير الرسم ، بل إن الواقع يؤكد أن أكثر من يجيدون فن الكريكاتير لا يجيدون الرسم ومن يكتبون الومضة لا يجيدون فن القص ، وإنني لا أجد الومضة أكثر من جملة مهمة في نص أدبي سواء أكان قصة أو نثر أو حتى شعر ، وليس لها ثمة علاقة بالقص إلا بقدر علاقتها بالفنون الأدبية الأخرى تزيد أو تقل وفق مضمونها. ورغم هذا فلها أثرها الجميل أيضا مستقلة وفي سياق جميل وأسلوب راق.

7- عنصر الإمتاع والتسلية والعظة لا يتحقق بشكل تام إلا عبر فن القص القائم على السردية المباشرة أو غير المباشرة. والحقيقة أنني مصر على أن جل ما نكتب هنا هو من فن الأقصوصة مما ينطبق عليه وصف القصة القصيرة جدا فأغلب ما نكتب من نصوص لا يكاد يكمل نصف صفحة في كتاب ، ولذا فإني أرى أن هذا الوصف هو من نصيب النصوص الأخرى وليس من نصيب الومضة التي تتكون من سطر أو سطرين.

8- لست ممن يحب أو يحبذ الانحناء لموجة العصف الواقعي المفروض من خلال إعلام غير صحي وغير صحيح ومضلل في أغلب أوقاته. والحقيقة أن الواقع يقول بأن أكثر الإصدارات الأدبية المطبوعة نجاحا هي الرواية ، وهذا أيضا موجود في الغرب ، وقراء الرواية التي هي قصة طويلة كثر جدا ، ولكن هذا طبعا لا ينفي أهمية الأقصوصة في مجالها وتأثيرها ، ولذا أرجو أن لا يتم الحكم على الأمور من منطلقات غير واصفة أو تقرير الرأي من فهم خاص لجزء ما من الصورة.

9- أخالف تلخيص أحمد في أمر واحد ولكنه مهم وأساسي وهو أن الأمر يتعلق بالمصطلح الذي نطرحه هنا لتحديد المسميات ووصف دقيق شارح للفن المقصود ، والومضة الأدبية التي أقترحها هي بتقديري مصطلح شارح وواصف لهذا الفن الجديد وشخصيا اصر على أنها لا تتعلق بفن القصة إلا بقدر تعلقها بالفنون الأدبية الأخرى من شعر ونثر رغم جمالها مستقلة أيضا ، ولذا كان الحوار كي لا يختلط الحابل بالنابل في ثقافة المصطلح.

10- أعود على بدء للقول بأن الحوار هنا لا يسعى لرفض أو وأد هذا الفن الأدبي الجديد بل تسميته بما نراه أنسب وأدق وأقوم، وكذا لفكرة فصله عن قسم القصة باعتباره فنا مستقلا لا علاقة له بالقص ، وفي هذا إكرام لهذا الفن وإكرام لفن القص في آن معا.


تحياتي

كاملة بدارنه
04-10-2012, 11:39 PM
وللحق فإني شخصيا أعتبر أن القصص القصيرة جدا "ق.ق.ج" هي تلك القصص التي يكتبها عدد كبير من الأدباء بما لا يقل عن صفحة أو صفحتين وتتناول حدثا معينا وترصد فكرة محددة
السّلام عليكم أخي الدّكتور سمير وأشكر لك اهتمامك بموضوع القصّة القصيرة جدّا كونها لونا أدبيّا كثر طارقو أبوابها، ولكن لا يفلح جميعهم في فتح الباب!
أعجبني ما ورد في تعريفك هذا، كونه يبقي على اللّون الأدبيّ الذي تكتب عنه اسم قصّة. ولكن هناك من حدّد للقصّة القصيرة جدّا عدم تجاوز الصّفحة الواحدة.
وهناك من لم يلتزم بالتّعريف وظلّت تنسب لهذا اللّون.
لي اقتراح ولا أدري إن كان سيقبل - نظرا لرغبتي الشّديدة في كتابة القصص القصيرة جدّا - وهو إطالة السّرد،حسبما أشير إليه في التّعريف أعلاه، وعدم الاكتفاء بالاختزال لعدّة كلمات شرط أن تكتمل في النّصّ كلّ العناصر المطلوبة لكتابة هذا اللّون .
أؤيّد الفصل عن القصّة القصيرة ، وتسميتها(قصّة الومضة) وأبارك هذه الخطوة مع الإبقاء على الاسم ( قصّة) وإطالة السّرد عن بضعة سطور؛ كي يكتمل التّعريف كقصّة تعتمد على السّرد غير المطوّل. أمّا إن ظلّت الكتابات سطرا أو سطرين كما تفيض بها الصّفحات فإنّي أؤيّد تسميتها بالومضة الأدبيّة .
شكرا لك أستاذنا على الطّرح القابل للمناقشة وتعدديّة الآراء
بوركت
تقديري وتحيّتي

ياسر ميمو
05-10-2012, 12:03 AM
السلام عليكم

تحية عربية عطرة للأخ الفاضل الأستاذ سمير

أشكرك على هذا الطرح المميز والغني بأطروحاته المتعددة

واسمح لي أن أدلي بمداخلة بسيطة مع تقديري و احترامي لاآراء الجميع


كنت قد قلت :







ما ما نراه من كتابة سطر واحد أو كتابة ستة كلمات لتكون قصة فهذا مما لا يستقيم معنى ولا ينطبق أصلا على مقومات القصة




إليك هذه ال ق.ق.ج




( نكران )



وفاءً لعطائه تذكروه عند .... المقبرة




قصة قصيرة جداً وهي مع العنوان ست كلمات

وهي تحكي حياة أديب أو فنان أو لاعب كرة أو عالم أو تاجر أو أو له إنجازات وبصمات واضحة

في حياة الناس أو المحيطين به و لأنه لم يعد يثمر ويعطي بدأت تخمد شعلته في أذهن الناس حتى

تلاشى صيته إلى درجة ( النكران ) وعندما توفاه الأجلأصبحوا كالنائم إذا استيقظ فقد تنبهوا

إلى أن هذا الرجل المميز بحاجة إلى من يتذكر أعماله الخالدة في الذاكرة

فهو أعطى كذا وكذا وكذا وبالتالي لا بد من تكريمه لكن هذا المكرم قد مات فما سينفعه التكريم

وقد مات قهراً وحزناً وكمداً على تجاهل الناس له في الحياة وخذلانهم له فالتكريم الحقيقي

والوفاء الحقيقي لأي شخص يجب أن يكون في حياته قبل مماته فالحقيقة

هو خذلان حقيقي و تكريم وهمي


هذه القصة فيها حدث وأسلوب لغوي وفكرة وكان العنوان فيها جزء من النص

وفيها عنصر الزمان لأنه عنصر مطلوب هنا لأيصال المعنى

و لا أهمية لعنصر المكان هنا فهو لن يقدم ولن يؤخر

وبالتالي التكثيف كما أرى هو القدرة على حذف أي عنصر من عناصر القصة لا يخدم الفكرة

المراد إيصالها باستثناء ثلاث عناصر وهي الحدث و الأسلوب اللغوي و الفكرة سواء تمثلت في ( معنى أو شعور )




أتمنى قبول مداخلتي برحابة صدر ومنكم نستفيد أيها لأفاضل



مودتي وتحياتي للجميع

خليل حلاوجي
05-10-2012, 12:24 AM
أرى أن القصة حتى تكون قصة تحتاج إلى جانب مكوناتها الأساسية - من حدث وحبكة ومقدمة وخاتمة وشخصيات ... - إلى عنصرين شديدي الأهمية بنظري ، وهما المغزى والإمتاع ، فلا معنى عندي لقصة بلا مغزى أو عبرة أو فائدة ، وكذلك تفقد أي قصة جل قيمتها - من الناحية الفنية طبعا - إذا لم تمتع القارئ أي تؤثر فيه عاطفيا ، ولا يكفي برأي التأثير اللغوي مهما بلغ من الإتقان والبلاغة ، فكم من قصة لاقت رواجا وقبولا مع ركاكة الأسلوب وكم من قصة لم يحفل بها رغم لغتها القوية .

وأتابع معكم وبالله التوفيق

وفي ( ق. ق. ج. ) نضيف فن التكثيف الذي يستنفر الحدث فيجعله ... شديد الاختصار في طريقة العرض ، وعند هذه الزاوية الحادة يبدع أدباء ويخفق آخرون .

أضف إلى ذلك : تعشيق الحبكة مع [ التكثيف ] يفرض شرطاً آخر للابداع ... من حيث أن مدار الامتاع يرتكز على روعة الحبكة واتقانها ..


/

بوركتم جميعاً .

ياسر ميمو
05-10-2012, 12:36 AM
كما أنه لا يبرع في القصة القصيرة جدًا من ليس يتقن السرديات الطويلة بكل شروطها وإلا كيف سيكثف أصلًا ما ليس له به علم؟ ..

وليست الطريق السهلة للكتابة كما يعتقد البعض .




حقيقة أجد نفسي معجباً أيما إعجاب لهذه القراءة العميقة لمصطلح ال ق .ق.ج

مودتي وكثير من الورود .......... للجميع

عصام ميره
05-10-2012, 02:00 PM
أرجو أن يكون مسوحا لي المشاركة في هذا الحوار الهاديء والهادف حول القصة القصيرة ..
في البداية . يجب أن أتوجه بالشكر للدكتور سمير لفتح باب الحوار ..
أرى أن العبرة ليست بالمسميات
( قصة - قصة قصيرة - ق. ق. ج - ق . س . ك ) ..
أذكر أن أحد المخرجين السينمائيين المشهورين سأله أحد الصحفيين عن سبب تسمية فيلم له ..
فأجاب بأن الاسم هو مجرد اسم .. شاهد الفيلم واحكم عليه ..
أركان القصة معروفة لمن يكتب .. ولنا أن نحكم بعد أن نقرأ ..
فإذا تحققت الأركان فهي قصة .. وإلا فهي ليست بقصة ..
ولانتعب أنفسنا في البحث لها عن اسم يتناسب مع ماابتدعه كاتبها ..

وعن قول البعض أن قسم القصة نادرا مانرى به سوى ( ق . ق . ج ) ..
فأعتقد أن الخلل هنا يأتي من جانب كُتاب القصة .. وليس من القسم ..
فليكن هناك فرع للقصة وآخر للقصة القصيرة وثالث للمسرحية ورابع للقصة . ق . ج ..
ولكن ذلك - في رأيي - لن يحل المشكلة ..
سيظل كُتاب ( ق.ق.ج) لهم الغلبة طالما توارى كتاب القصة والقصة القصيرة .. أو حاولوا السير مع التيار وكتابة ق .ق . ج ..
وطالما لانجد - إلا فيما ندر -النقد الهادف الذي يبرز ويؤيد ويشجع السمين منها .. ويلفظ الغث ..
( عفوا للتشبيه )
فلماذاتُكال عبارات المديح والثناء على أعمال أصحابها لايفرقون بين كتابة القصة والأقوال المأثورة والحكم ..
وقد تكون ( القصة ) مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية ..
قد يرى البعض أنه لابد من تشجيع الأعضاء على الكتابة متناسين أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج معكوسة ..
فمن يُمدح على أخطائه .. لن يتعلم أبدا .. وستزداد الأمور سوءا ..

وأرى
أن يكون هناك قسم للمحاولات الأدبية بكل فروعها يضع فيه العضو ماكتب ..
يكون للمشرف فقط حق التعليق والرد واقتراح التعديل إن رأى ذلك ..
ثم يُنقل المنتج النهائي إلى القسم المناسب ..
وهنا لاأقصد طبعا الكتاب المعروفين للجميع ..
أقصد الهواة الجدد ..

وفي النهاية تبقي القصة قصة بماتحتويه من فكرة ولغة وحبكة وشخوص وصور وزمان ومكان ..

أرجو ألا تكون مشاركتي قد جاءت طويلة جدا ( م . ط . ج ) أو سطحية جدا ( م . س . ج ) ..
وتحيتي وتقديري للجميع ..

ربيحة الرفاعي
06-10-2012, 11:12 PM
كنت أحجمت عن التعليق على هذا الموضوع، لما رأيت فيه من إشعال فتيل متصل ببرميل بارود، أمام ما نرى في عموم المشهد الأدبي وليس واحتنا أو الانترنت فقط من زخم الإقبال على ما يسمى تجاوزا – وأصر على تجاوزا هنا – بالـقصة القصيرة جدا "ق. ق. ج" برغم افتقاره لمكونات القصة الأساسية من حدث وشخوص وحبكة وسرد ، ونسبته قسرا للفن القصصي لمجرد تحقق الحكمة والعمق فيه، والتقوي على غياب مقومات القصة بدلالة الضمير بدلا من الشخوص، وما هو مضمر في فكر الكاتب أو ما ينفتح أمام القاريء من أبواب للتأويل يسقط بها النص على ما شاء من شأن يعنيه على المستوى العام أو الخاص بدلا من الحدث، بحجة إعمال العقل والتفكّر واستنباط الظرف، فنقع في فخ الاختزال المضيع لمراحل الصراع والحبكة والسرد بما تتلاشى معه جماليات القص وراء الخبر أو الومضة الأدبية وما لا ننفي عنه جماله ما لم يسمّ قصا.

وقد فاجأني هنا القفز عن كل ذلك للقبض على ملاحظة أوردها الدكتور سمير العمري في الموضوع الأصلي تقول "فإني شخصيا أعتبر أن القصص القصيرة جدا "ق.ق.ج" هي تلك القصص التي يكتبها عدد كبير من الأدباء بما لا يقل عن صفحة أو صفحتين" مسقطين تماما رأسها الجليّ " فإني شخصيا أعتبر" ومتجاوزين بقيتها الفائقة الأهمية "وتتناول حدثا معينا وترصد فكرة محددة" بما ليس مضمرا في فكر الكاتب ولا متروكا لخيال القاريء يفصّل على قياسه ما يشاء، وأزعم أني برغم عدم تأييدي لحيثية صفحة أو صفحتين هذه والتي أرى واضحا أنها لم تكن أكثر من تعبير تقريبي، فأنا أؤيد بقوة بقية الوصف، وانتهزها فرصة لتسجيل اعتراضي على ما نراه من ومضات منسوبة لفن القصّة تكون أحيانا قوية، حكيمة، لاذعة وربما عميقة وفاعلة لكنها ليست قصة ولا يصح بزعمي تسميتها بالقصة تحت أي وصف.

وإذا كان آرنست همنجواي كتب ذات ظرف هو أعلم به "للبيع حذاء أطفال غير مستعمل" وإذا كانت الحركة النقدية في الغرب رضيت باعتبارها قصة نزولا عند تماشيها مع نظرية نقدية ما هناك مما لسنا في معرض الحديث عنه، أو إكبارا للرجل باعتباره قامة شامخة في المشهد الأدبي عندهم أو لغير ذلك، فإننا أمة ذات فكر ولنا أدب ليس بدعا ما زلنا في طور تشكيله ، ولا هو بمستورد ولا قابل لاستيراد ما لا يتفق ومكوناته ودعائمه في تاريخ وحضارة الأمة منذ حكّائي الجاهلية ورواة أساطير الأولين، مما يفرض علينا التعامل اليقظ مع هذه الموجة التي لا يستغرب أن يسارع بركوبها الهواة والمبتدئون ليغرقوا بنتاجهم منها رفوف المكتبات ، وأن يضطر لمجاراتهم فيها بعض أدباء حقيقين لهم باع في كتابة القصة وقدرة على الاختزال كبيرة يجنّدونها في محاولة تطوير وتنقية لون أدبي يجدون مدّه مهددا بإغراق غيره.

وأعود هنا للقول أن من الجور في حق القصّة تسمية نص يفتقر للسرد نمطا وللشخصية المركزية والصراع عمادا بقصة تحت أي وصف كان، وأرى في تسميتها بالومضة الأدبية إنصافا للّونين معا فكلاهما في جوهره فنّ نصّي أدبيّ...
وأؤيد بذلك اقتراح الأمير بـ "أن يطلق على الفن القديم الجديد "فن الومضة الأدبية" ليمثل بمقوماته حالة مستقلة بين النثر والقصة والحكمة يتميز بعمق فكرته وتكثيف لغته وحصافة حكمته ، وأقترح أن يتم تحديد قسم مخصص لهذا الفن في الواحة "

دمتم سندا منيعا في وجه التغريب وتضييع معالم الأدب الأصيل

تحاياي

ياسر ميمو
07-10-2012, 12:45 AM
السلام عليكم

أشكر الأستاذة ربيحة على مداخلتها الهامة

وحقيقة لفت انتباهي قولها



وانتهزها فرصة لتسجيل اعتراضي على ما نراه من ومضات منسوب لفن القصّة تكون أحيانا قوية، حكيمة، لاذعة وربما عميقة وفاعلة لكنها ليست قصة
ولا يصح بزعمي تسميتها بالقصة تحت أي وصف.


ليس دفاعاً عن ال ق.ق.ج الذي أثبت نفسه وبجدارة كجنس أدبي متميز حديث الولادة

ولكني أشعر أن ال ق.ق.ج تشبه قصيدة التفعيلة , هوجمت كثيراً ثم ما لبس أن أعترف

المشهد الأدبي بوجودها وكيانها المستقل دون أن ينزع عنها ثياب ..... الشعر

و إن كان لي أن أعيب على هذا الجنس الأدبي فلا أجد عيباً أكبر من القصص التي تشبه الألغاز المستعصي

على العقل فك طلاسمها بحيث يتوجب عليك أن تشق على صدر كاتبها حتى يتبين لك المعنى المقصود بذريعة الرمزية





ثم من باب الحقيقة اللغوية فإن كل ما يكتب في النت وغيره من قصص خيالية و وهمية

لا يصلح أن يطلق عليه وصف قصة أي مصطلح قصة لأن لفظ قصة أصله في اللغة هو ( قص الأثر )

أي تتبعه فلا يمكن قص الأثر لأحدٍ لم يمش فعلاً وبالتالي ما يصلح لغة أن يوصف بالقصة هو الحدث التاريخي

الذي ثبت الصدق في روايته أي وقع فعلاً وليس خيالاً أو وهماً

و إلا فليكن الوصف أو المصطلح لأي نص خيالي وهمي غير حقيقي ما شئتم ( رواية ... أقصوصة أو .. إلخ

ما عدا مصطلح قصة لأنها لفظ يثبته الواقع لا........الخيال



وللحديث بقية إن شاء الله

الفرحان بوعزة
07-10-2012, 11:11 AM
رمز متعدد الدلالة جميل الفكرة هادف وماتع
بسرد مشوق ولغة رائقة وأداء قصي جميل أقدمه حجة للرد على من يرون بضرورة اختصار النص إلى حد يجرد القصة من خيط السرد فلا تعود قصة أصلا بحجة ضرورة اعمال عقل القاريء في فهم النص
بديع ما قرأت هنا أديبنا
أهلا بك في واحتك
تحاياي
*********************************
شكراً لك أختي المبدعة المتألقة ربيحة الرفاعي على قراءتك القيمة للنص ، اهتمام أعتز به ..
فعلا أختي الفاضلة ، لقد نبشت هاجساً ينز في فكري .. فوجدت الجواب في هذا التعليق الهادف والمقتضب ..
كثيراً من النقاد يعتبرون القصة القصيرة جداً ليست جنساً حديثاً ، وإنما لبست ثوباً جديداً واختبأت في ما يسمى في أدبنا العربي ب/ الأقصوصة / وهو شكل فني أصغر من القصة القصيرة وله أصوله وقواعده المعروفة .. في مقابل ذلك ينادي بعض النقاد بالاختصار والاختزال والتكثيف والحذف .... حتى انعدم السرد نهائياً من القصة .. فأصبحنا نقرأ سطراً مكوناً من جملة أو جملتين متنافرتين .. فنحمل القارئ متاعب فكرية وتأويلية .. وإذا لم يصل إلى الهدف ، نقول له : يجب أن ترقى بفكرك ولغتك وثقافتك إلى مستوى القصة القصير جداً .. أخاف أن يتحول هذا النوع من القصص إلى لغز أو طلسم ..
شكراً على كلمتك الطيبة .
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة ..

فاطمه عبد القادر
09-10-2012, 02:44 AM
نحن هنا لا نرفض فن الومضة الأدبية فهو جميل ومقبول جدا متى أتقنه كاتبه ، وإنما ندعو للترحيب به كفن أدبي مستقل بمصطلح دال دقيق وغير مربك أو مختلف عليه ، وكل المداخلات التي تحدثت عن هذا الشكل الأدبي الجديد تحدثت للأسف بلسان المدافع عن كيانها وهو ما لم نمسه لا من قريب ولا من بعيد ، وعليه فأرجو أن يعود المحاورون إلى أصل الطرح بدقة ليكون رأيهم أكثر تحديدا.
د / سمير العمري


السلام عليكم
نعم نعود
يظهر أن الجميع قد وافقوا على إفراد صفحة مستقلة ل// ق ق ج ,وأنا معهم
بالنسبة لتغيير الإسم ,ارى أنه لا داعي لذلك فال // ق ق ج قد عرفت منذ ولادتها بهذا الإسم, وصار عنوانها ,,, وهذا لا يضير بشيء .
من أجل أن يهتدي عليها القارىء بسهولة ويسر ,,أرى أن تبقى باسمها


دمتم سندا منيعا في وجه التغريب وتضييع معالم الأدب الأصيل
السيدة ربيحة الرفاعي


ليس كل شيء في الغرب سيء يا عزيزتي ربيحة
الكثير جدا جدا في الغرب أعمالا راقية وعملاقة ,ليس في موضوع الآداب فقط ,,ليتنا نستطيع استقلابها لمنفعة امتنا ,ليتنا نقدر على امتصاصها وهضمها وإطلاقها في بلادنا
والكثير جدا جدا في الغرب أعمالا سيئة ورديئة وحقيرة ,,ليتنا نستطيع منعها بشدة عن مجتمعاتنا ,
ولكني للأسف لا أرى سوى العكس ,او تقريبا
شكرا
ماسة

نداء غريب صبري
15-10-2012, 12:51 PM
وأعود هنا للقول أن من الجور في حق القصّة تسمية نص يفتقر للسرد نمطا وللشخصية المركزية والصراع عمادا بقصة تحت أي وصف كان، وأرى في تسميتها بالومضة الأدبية إنصافا للّونين معا فكلاهما في جوهره فنّ نصّي أدبيّ... "[/COLOR]

وجدت في هذا الجزء من تعليق الأستاذة ربيحة ما يختصر الموضوع ويطابق رأيي فيه
فإن هذه الومضات التي يسميها بعض زملائنا قصة قصيرة جدا، ليست قصة وليس فيها ما يجب ان يتوفر في القصة من سرد يدخل القارئ في جوّها

ولهذا فأنا أيضا اؤيد اقتراح الأمير الدكتور سمير العمري بتسميتها ومضة أدبية وانشاء قسم خاص لها

شكرا سيدي أمير الواحة لحرصك

بوركت

د. سمير العمري
04-11-2012, 10:00 PM
عدت للموضوع بعد طويل انتظار لأجد أن الأمر بدا للعديد وكأننا نحارب هذا الفن أو هذا اللون وبات العديد يتحدثون عن التكثيف وعن الرمزية وكأن هذا حكر على هذا اللون أو أنه اختراع متعلق به رغم أنني شرحت شخصيا هنا في هذا الحوار ، ثم قمت بطرح قصص توضح الأمر بطريقة عملية ولكن فتور القوم عن متابعة النقاش أخذا وردا وتفاهما جمد الموضوع كعادة الأمة في عصرها الحديث للأسف.

وأنا هنا أحب أن أؤكد على ما يلي:

1- المسميات مهمة جدا وثقافة المصطلحات مما لا يجب التساهل معه أو التهاون فيه ، ولذا نهتم هنا بمسألة المسمى والمصطلح بما يحمل من معاني ومواصفات.

2- لسنا ضد هذا الفن بل نعتبره فنا جديدا وجميلا لمن يجيده ، ونرحب به هنا في الواحة ولكن نتوقف عند المسمى والوصف ونعود للتأكيد على أنه فن مستقل لا ينتمي للقص إلا بقدر علاقته بمقومات هذا الفن ولا يختص بالشعر أو بالنثر إلا بقدر ما يتعلق به ويؤدي له دوره. وعليه فهذا في نظري وحدة البناء الأساسية للنصوص الأدبية باختلاف تصنيفاتها ، ولا يصح أن نجعل من اللبنة قصرا ، ولا يصح أن نقبل ممن لا نفس لهم ولا طاقة في بناء أكثر من لبنة أو لبنتين ليقدماه على أنه قصر منيف.

3- فصل الموضوع عن قسم القصة لا يعني أنه قطع لحبل سري بينهما بل هو كما أسلقنا وبالمفهوم الذي نراه لهذا الفن ربط له بكل الفنون الأدبية الأخرى مع الحفاظ على استقلاليته كفن جديد وجميل. وأنا طبعا لم أجد مخالفا لفكرة الفصل بما يحسمها ، ولكن الخلاف في فهم الرؤية وفي قضية المصطلح!

4- لا أزال أنتظر تناولا أكثر دقة وأنتظر من كل من يدافع عن المسمى أن يقدم ما يشفع وجهة نظره وليس مجرد رأي وهوى فحسب.


تحياتي

كريمة سعيد
05-11-2012, 01:30 PM
القدير الدكتور سمير العمري
أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع القيم الجدير بالإشادة والتنويه خصوصا وأن مشكل المصطلح هو السبب الحقيقي في تراجع بعض الفنون الأدبية لما يتخللها من فوضى وانفلات...
والدعوة إلى التفكير في ضبط المصطلح هي الخطوة الأولى للحفاظ على التراث الأدبي العريق والنهوض بالفنون الأدبية الجديدة بحصرها في خاناتها وتنقيتها مما يساهم في الإساءة إليها ...

وبالنسبة للقصة القصيرة جدا (القصة الومضة) الناجحة فهي تلك التي تتوفر لها بالإضافة إلى مقومات القصة عناصر تميزها عنها وتتمثل أساسا في التكثيف والإيحـاء والخاتمة المفاجئة وغير المتوقعة، وذلك من خلال الاستغناء عن الحشو بالحذف والتلميح والإحالة الضمنية بواسطة لغة تضمر أكثر مما تظهر....
وهذا الإيجاز أو الاقتصاد في الكلام هو الذي يستفز عقل القارئ ومخزونه المعرفي... لأنه يعتمد لغة ذات دلالات متعددة يمكن للقارئ استنباط معانيها المختلفة من خلال سبر أغوارها وربطها بمضامين تدل عليها بعض القرائن التي قد تكون عبارة عن حرف أو كلمة أو رمز... مما يقحم (القارئ ( في عملية تأويل النص وملء فراغاته والكشف عن المسكوت عنه.. وهذا يستدعي من القاص المهارة في انتقاء لغة مجازية تومئ ولا تصرح...
وبالنسبة لموضوع الفصل بين القصة والققجة أعتقد بأن الجميع متفق حوله ويسعى إليه.... ولكن الإشكال يبقى في الاتفاق حول ضبط المصطلح وفي رأيي مصطلح القصة القصيرة جدا مصطلح غير دقيق ما دام يرتكز فقط على معيار القصر أو الطول دون تجاوزهما إلى الشكل الذي هو الأساس، لذا يبقى مصطلح القصة الومضة أقرب إلى هذا الفن لأن " الومضة" تحمل خاصية الإشعاع والتنوير التي تلزم الكاتب بالتعمق والدقة كما تجبر القارئ على التأمل والتفكير دون الوقوف عند المعنى الظاهر....

وتجدر الإشارة إلى أن أغلب ما يعرض تحت مسمى الققجة في قسم القصة لا يمت إلى هذا الجنس بصلة، إذ يلاحظ تغليب صفة القصر على حساب المحتوى فيلجأ أغلب الكتاب إلى تدوين جمل قصيرة ومباشرة لاتحمل قيمة فنية مضافة وينسبونها إلى القصة...

بهجت عبدالغني
21-11-2012, 01:43 PM
تسمية هذا النوع بـ ( قصة ) تحتاج الى وقفة ، فالقصة لها مقوماتها وأسلوبها وبناؤها الخاص المعروف
وأكثر ما يكتب من هذا النوع لا يحقق تلك المقومات والشروط ، فهو أقرب ما يكون الى ( الخاطرة ) لو تأملنا ذلك جيداً
أنا عندما اقرأ قصة أنتظر فيها شخوصاً وأحداث تتعقد أو تنحل صعوداً ونزولاً ، أعيش فيها تجربة متكاملة ، وهذا ما لا نراه على الأغلب في ( ق. ق. ج. )
تسمية هذا النوع بـ ( الومضة ) مثلاً أراها قريباً الى هذا النوع الذي يعتمد على إنارة لحظة خاطفة ، ربما تقفز الى ذهن الكاتب في لحظة شعورية كومظة خاطفة سريعة إزاء شعور أو حدث ما ..


تحياتي ..

لانا عبد الستار
22-11-2012, 03:16 PM
لا هي قصة ومضة
ولا هي قصة قصيرة جدا
ولا هي ومضة قصصية
إقحام لفظ قصة في التسمية هو في رأيي خطأ
ويكفي أن نسميها ومضة

حوار مهم

أشكركم

ياسر ميمو
29-11-2012, 11:25 AM
السلام عليكم

حتى يكون لحوارنا الشيق والهام ..... ثمرة

أتمنى من الدكتور الفاضل سمير اتخاذ قرار نهائي

في افتتاح قسم خاص بالومضة الأدبية أو ال ق.ق.ج

أو تركها في قسم القصة و الرواية

و إن كنت أتمنى افتتاح ركن خاص بالومضة الأدبية أو القصة القصيرة جداً على اختلاف الرأي في تسميتها

وتوقعات شخصية إن حدث هذا فسيكون لهذا الركن الشعبية المتميزة والمكانة الرفيعة كجنس أدبي حديث الولادة

مودتي وتحيتي للجميع

أحمد رامي
02-12-2012, 01:03 AM
كان المقترح في البداية هو فصل الومضة عن القصة ,
و أرى أنه تطور لإبراز العضلات في المعرفة القصيّة ,
أعجبتني جميع الآراء صدقوني , و المضحك في الأمر أن كل من تبنى شيئا صعب عليه تركه , إلا من رحم ربي ,
لذا أوافق على فصل الومضة الأدبية , أو ربما يحلو لي تسميتها باسم ثان : اللقطة المشهدية ,
لأنها تبقى برأيي جزءا من حدث , رغم أن اسم الومضة أو اللقطة أو ق ق ج أحيانا لا نراه , لأن كلّ من هبّ و دبّ يكتب فيما هبّ و دبّ .
فافصلوا يرحمكم الله , و من أراد التعرف على مفهوم القصة بكل أنواعها فليذهب إلى العم جوجل و ليطلب لبن العصفور منه .


محبتي للجميع .

بهجت عبدالغني
13-12-2012, 01:39 PM
كان المقترح في البداية هو فصل الومضة عن القصة ,
و أرى أنه تطور لإبراز العضلات في المعرفة القصيّة ,
أعجبتني جميع الآراء صدقوني , و المضحك في الأمر أن كل من تبنى شيئا صعب عليه تركه , إلا من رحم ربي ,
لذا أوافق على فصل الومضة الأدبية , أو ربما يحلو لي تسميتها باسم ثان : اللقطة المشهدية ,
لأنها تبقى برأيي جزءا من حدث , رغم أن اسم الومضة أو اللقطة أو ق ق ج أحيانا لا نراه , لأن كلّ من هبّ و دبّ يكتب فيما هبّ و دبّ .
فافصلوا يرحمكم الله , و من أراد التعرف على مفهوم القصة بكل أنواعها فليذهب إلى العم جوجل و ليطلب لبن العصفور منه .

محبتي للجميع .


لا أراه إبرازاً للعضلات أخي الحبيب أحمد
بقدر ما هو إيجاد تسمية مناسبة لهذا النوع الأدبي
فعملية فصله عن قسم القصة سوف تستدعي بشكل عفوي ومباشر إشكاليات التسمية
كمولود جديد يحتاج الى اسم بعد ان ينفصل عن أمه ..

والعم جوجل في الحقيقة ما يقصر :nj:

ومحبتي للجميع ..

عبد الرحيم صادقي
30-12-2012, 10:09 AM
الومضة أم القصة القصيرة جدا؟
جئت متأخرا، لذلك سأكتفي ببعض الإشارات:
أولا: لا غنى عن تحرير المسمى أوّلا حتى يتسنّى اختيار الاسم الأنسب. لأن اللفظ يتبع المعنى لا العكس.
ثانيا: مسألة "الومضة أم القصة القصيرة جدا؟" تندرج في تصنيف العلوم. وهدف "علم التصنيف" تنظيم المعرفة. لكن الخلاف لم يُحسم أبدا بين العلماء، لأن مدار المسألة على تصور، والحكم على الشيء فرع عن تصوره. فمن يرى أن أهم ما في القصة هو السرد سيُخرج القصة القصيرة جدا من الفن القصصي، ومن يعدّ القصة القصيرة جدا قائمة على التكثيف والاختصار فإنه لا محالة سيراها نوعا من الفن القصصي، وحينها تكون عناصر القصة كلها متوافرة على وجه مضمَر. أما من يتمسك بالعناصر كلها دون زيادة أو نقصان (الأحداث، الأشخاص، الفكرة، الزمان والمكان، الحبكة، الأسلوب) لن يجد صعوبة في طرد ال "ق.ق.ج" من مملكة القصة.
ثالثا: من الومضة ما ليس أدبا، فحين يقول سقراط للجالس الصامت بجانبه: " تكلم حتى أراك!"، يجعلنا نتذوق الومضة الفلسفية. وتأملْ أيضا ما نقله لنا أخونا بهجت الرشيد عن أحمد خيري العمري: "ليلى علوي ويسرا في ميدان التحرير اليوم. الحق حتما في مكان آخر"!
رابعا: نظرية الأجناس الأدبية محل خلاف، والتداخل بين الأجناس الأدبية وارد. أنبّه إلى ذلك حتى لا يقع توهُّم التمايز الذي لا لبس فيه. وإلا فإن القصة نفسها تُدرَج عند طائفة من الأدباء في فن الرواية، التي هي أحد فنون الإنشاء السبعة، كما الأمر عند أحمد الهاشمي في جواهر الأدب، وهو من المتأخرين.
المقامة مثلا نثر أدبي، وفيها على الغالب قصّ. ومن النقاد من يراها أمّ القصة العربية. فمن هذا الوجه يكون بين المقامة والقصة تداخل، لكن المقامة استقلت بخصائص أكسبتها تفرّدا، فكانت فنا قائما بذاته. وكذلك اختصت القصة بعناصر فكانت فنا مستقلا. وقل الشيء نفسه عن الرواية والمسرحية والخطبة... إلخ. وقد نجد في الشعر قصّا، كما عند الحطيئة في رائعته "وطاوي ثلاث...". ومن النثر ما ليس أدبا، كالتاريخ والتدوين والمقال والتقرير...
مجمل القول، الفنون الأدبية بينها عموم وخصوص.
خامسا: القول بالخلاف في نظرية الأجناس الأدبية ليس لمجاراة ذوي الأهواء ومُستسهلي الكتابة وأهل الغلو والتطرف الأدبي، ممن يدافعون مثلا عن "قصيدة البيت الواحد".
فما رأيكم أن نُجري في كل مرة نقاشا حول المختلف فيه من القضايا الأدبية؟ ما تقولون في قصيدة النثر، والشعر المنثور، والنثر المشعور... أرى أكثركم يتأفف! :006:
سادسا: التكثيف والاختصار دأب الكبار.
قرأت أن سعد زغلول ختم رسالة أرسلها إلى الشيخ محمد عبده بقوله: "معذرة على الإطالة، لم يكن لدي وقت للاختصار". التكثيف مهارة لا يحسنها كل أحد. لكن التكثيف لا تستقل به "القصة القصيرة جدا". فإنه يكون في النثر كما في الشعر. وفي النثر تجده في الرسالة كما في المقامة والخطبة والقصة... إلخ. ولعلنا لا نجد الإيجاز كما نجده في أدب التوقيعات، على ما فيه من بلاغة القول ولطف الإشارة.
سابعا: بناء على ما تقدم أرى ما يلي:
1- أميل إلى عدِّ "الرواية" عنوانا جامعا دون حاجة إلى الأوصاف التي لا تغير من حقيقة القصّ (القصيرة، القصيرة جدا، جدا جدا...). إذ ما معيار القِصر؟ مثلما لا يضيف الوصف "جاد" معنى زائدا إلى قولنا "حوار أدبي" في صفحتنا هذه. أميل إلى هذا الرأي من باب الاقتصاد في الكلام، فلا تفريع بلا حاجة أو ضرورة. ثم لا بد من التنبه إلى أن المعيار الكمي معيار قديم، إذ اعتمده صنف من النقاد في نقدهم الشعر، فميزوا بين القصيدة والقطعة وغيرهما بناء على عدد الأبيات، ثم تمييزهم بين المُكثر والمُقل.
2- أرى الومضة اسما مناسبا لفن مستقل. ولقد كنت دوّنت منذ مدة شيئا شبيها بما يسمى ال "ق.ق.ج"، احتفظت به لنفسي سمّيته "ومضات".
3- لكن لمَ اقتصر الأمر على ال "ق.ق.ج" في الملتقى؟ فالمسرحية فن مستقل، و"النقد التطبيقي والدراسات النقدية" ليست من فنون الإبداع الأدبي. وكذلك "قضايا أدبية وثقافية". ولمَ وُضعت "مختارات شعرية مميزة" في أكاديمية الواحة؟... المهم، يبدو أنّ أمورا أخرى تحتاج إلى الاستقلال. وكذلك نجد في النثر الأدبي ما له خصوصية فكان من الممكن أن يُعزل، كالمقامة. كيف وهي من أقدم الفنون النثرية العربية الأصيلة، إذ لم تأخذه العرب عن الأمم الأخرى؟
وفي قسم النثر الأدبي تلتقي بخواطر الشاعر المفلق أمير الواحة، وخواطر الأديب الرائع ربيع مدني. هي نثرٌ نعم، لكن الأُولى أقرب إلى الحِكم والتوقيعات، والثانية تتراوح بين التوقيعات والبوح، وهي إلى البوح أقرب. وكثير مما يُنشر في "بوح الذات" يشبه ال "ق.ق.ج"، وكثير حقه أن يُنشر في النثر الأدبي. ربما تسألون فلِمَ لم تُثِرْ هذه الفنون نقاشا كهذا؟ والجواب أن رواد ال "ق.ق.ج" ومحبيها كُثر.
عزمت على بعض الإشارات، لكن يبدو أني استطردت، معذرة!
تحياتي لكم جميعا.

لانا عبد الستار
13-01-2013, 07:53 AM
[COLOR="Red"]
2- أرى الومضة اسما مناسبا لفن مستقل. ولقد كنت دوّنت منذ مدة شيئا شبيها بما يسمى ال "ق.ق.ج"، احتفظت به لنفسي سمّيته "ومضات".

ليس مشروطا في السرد طوله النص، لكنه توفر قول يجعل القصة قصة
بضعة ومضات متتابعة قد تكون قصة
لكن ست كلمات وعشرا وسطرا واحدا لن تكون اكثر من فكرة
أشكرك

الطنطاوي الحسيني
28-02-2013, 12:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أميرنا د سميرالعمري حفظك الله
وكل الاخوة والاخوات المبدعين
اولا اعتذر عن عدم انتباهي للموضوع الا متأخرا
اما عن رأيي في الموضوع
فأرى أن القصة والرواية يشتركان مع القصة القصيرة جدا في اكثر من ركن
واساس وهو ما يجلعها قصة
اولا الحدث
ثانيا المعالجة كقصة اي حكيها وليس سردها وهناك فرق في الاحداث والزمن وحجم القصة في كلمة سرد
ثالثا البطل
رابعا التطور او بداية ثم جسم ثم نهاية او الوصول لخاتمة وهذا ايضا في القصة القصيرة والرواية
الاشياء المختلف فيها بين ق ق ج و القصة القصيرة والرواية
كما عددها اخونا د سمير الا وهي قصر الحكي والسرد ثانيا حجم الق ق ج الصغير جدا
ثالثا عدم التلذذ فيها بكثرة الاحداث اذ تعتمد على حدث واحد او منظر مقتطف فقط ما نسميه او سميتموه بالومضة
دعوني اخواني اتفق معكم في اشياء واختلف في اشياء
اما اتفاقي على فصلها مؤقتا او بشكل دائم حتى ايضا حتى تتبلور اكثر فهذا صحيح جدا وانا معكم فيه
أما اختلافي فهو عن فصل مفهومها ليأخذ معنى وإسم أخر غير القص لمجرد ان سردها أقل أو هي فكر وومضة صغيرة او حدث صغير او اوحد ليس مكرر وليس به الحكي او السرد كما اتفقنا
فهذا كله لا يخرجها عن نطاقها قصة وان قصرت فلو نظرنا في أيتين من كتاب الله و اجتزأناهما من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في موضوع الضيوف
هما قوله تعالى "فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين @فقربه إليهم قال ألا تأكلون@ فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم"صدق الله العظيم القصة هنا لو قرأت الآيات تلك لعلمت ما حدث لسيدنا ابراهيم عليه السلام منذ وصول الملائكة اليه نعم لم تتدرج الي ان يفهم منها كل شيئ ولكن وشت باشياء عدة الخلاصة
ان ضغط الحدث بطريقة زكية قد يفسر احداث واحداث سابقة او لاحقة عليه وذكاء القاص هنا في توصيل المعاني و ضغط الاحداث لتصبح في نهايتها وفي ذروتها اي انها قد لا تكون حدث واحد بالمعنى الحرفي ولكنه حدث يحمل اكثر من حدث في قلبه ولذلك تختلف فهم المتلقين لها كل على حسب ما فسر مما سبق الحدث او مما صاحبه او مما تلاه
و لو اجتزانا من قصة يوسف عليه السلام قوله تعالى
"واستبقا الباب وقدَّت قميصه من دبرٍ وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءً " صدق الله العظيم هذه الاية او ما تليها معها يصنعان القصة كاملة مع ضغطها
الخلاصة اخواني القصة القصيرة جدا ولدت من رحم القصة القصيرة والرواية
إذن هي لا ينطبق عليها وصف ومضة ادبية فما هو تعريف الومضة
النكتة ومضة زكية مضحكة
الفكرة ومضة زكية تكتب وتحمل بصمة الشخص لا غير
و كل هذا مختلف عن بعضه
أرى خلاصة أخي د سمير العمري
أن نسميها
مثلا
" القصة الومضة " أو الومضة القصِّية
وان كنت أفضل الآسم الآول
هذا رأيي والله اعلى واعلم
وأنا كما قلت معكم في الفصل لا المعنوي فهي قصة على كل حال ولكن المكاني حتى يسهل ويتثنى لكل نوع من الادب الاهتمام به و ووصول رواده اليه بسهولة ويسر و لا ارى ان تطور الق ق ج سيؤثر على القصة القصيرة فهي موجودة وكلنا نتصفحها لعل الزمان وسرعته هو ما فرض علينا كتابتها
كالساندوتش الذي كان من يأكله في ازمنة سابقة لا يؤخذ بشهادته في المحاكم اما الآن فاصبح لا غناء لنا عنه مع شدة الحياة وتطورها وتلونها
تحياتي للجميع وأسف للاطالة ايه الاحباب

غاندي يوسف سعد
13-05-2013, 02:29 PM
بداية أتقدم بالشكر لكم على هذه الواحة الأدبية الغنّاء كما لايفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لموافقة الإدارة بقبول انتسابي لكم...
فالقصة ق ج هي ليست وليدة العصر فهي موغلة في القدم ولعله أول من قدم حياته من المبدعين
كان كاتب ق ق ج منذ أكثرمن ألفي عام ...
مانراه اليوم من أن القصة ق ج هي حديثة العهد كونها لم تحظى بعناية ورعاية في العصر الحديث
بل بالعكس تماما كانت ومازالت تتعرض لهجمات مفكرين وأدباء ونقاد ومبدعين ...
هذا من جهة ومن جهة أخرى كتّاب ال ق ق ج أنفسهم إذ يجعلون منها قصة قصيرة ذات زمان ومكان وموضوع ... وأحيانا خاطرة أو شعرا شبيها بشعر الهايكو...
القصة ق ج ليست مجرد نبأ صحفي أو صورة لحادثة أو موقف معيّن .. وليست لغزا فقط لاقيمة له
بعد معرفة الإجابة عليه...
بل هي مشاركة المتلقي في البحث عن جواب وربما عن قيمة أخلاقية ...وجدانية..انسانية..أدبية.
حكمة... موعظة...الخ....
هي تشبه الشرارة ( سقط الزند ) الذي يؤدي إلى الاشتعال......
وأهم مافيها هي هذه البلاغة والإيجاز في التعبير بإيصال الفكرة بأقل عدد من الكلمات.
لهذا أعتبر تسميتها بالومضة الأدبية هي التسمية التي تفيها حقها واستقلاليتها ....
والأهم ستفرز كاتب القصة عن كاتب و(مفكر) الومضة ...
الأديب الدكتور سمير العمري تقبل منّي أنت وكل أخوة الكلمة في واحتنا الجميلة كل المحبّة
والتقدير والإعجاب ....

يحيى أوهيبة
29-05-2013, 03:05 PM
السلام عليكم
أصبح الأادب العربي متأثرا ايما تأثير بالفنون الغربية الجديدة, حتى غرقنا في واد من المفاهيم, لدرجة أن كل واحد أصبح له تعريفه ومبادئه الخاصة في كتابة هذه الألوان الأدبية, وكثيرا ما تتهاطل علي تعليقات حول كثرة الحشو في قصة ما واقتراحات اعادة الصياغة, وحان الوقت لوضع مفاهيم ومصطلحات دقيقة, فالقصة المكتوبة من صفحة واحدة فقط هي قصة قصيرة جدا كما هو الحال لقصة مكتوبة من سطر, وأنا مع اقتراح الأاستاذ الفاضل صاحب الاقتراح في الفصل بين الومضة والقصة القصيرة جدا, حسنها ستكون الأأمور أكثر وضوحا وعلى المنتديات والمنصات الأادبية على الأنترنت أن تعمل من أجل الترسيخ لهذه المفاهيم.

محمد عبد المجيد الصاوي
10-08-2013, 12:12 AM
بداية ..
الومضة في اللغة لا تدل على القصِّ لفظا ومعنى
فالومضة لفظ مطلق يدل على إشعاع لغوي يصاغ وفق مقومات الإبداع المتعارف عليه
ومن خلال درايتي النقدية عبر رحلتي الأكاديمية كمتخصص في علوم اللغة والأدب
لم أعثر لدى من احتفوا في الفن القصصي والروائي على تعريف قرن الومضة الأدبية بالقصة القصيرة جدا ( ق . ق. ج )
أوجعله خصيصا ولصيقا به .. ولا يفارقه إلى غيره
فالومضة تكون نثرا وقصا
وإن كانت إدارة واحتنا قد جعلت من الومضة الأدبية قسما للقصة القصيرة
فإنني أقترح أن يعاد تسمية تلك الأبواب على النحو التالي :
الرواية والمسرحية : وتخصص للأعمال الروائية والمسرحية
القصة القصيرة : وتخصص لنمط القصة القصيرة التي تتوافر فيها تقانات التكثيف
القصة القصيرة جدا : وتخصص لنط القص الأشد تكثيفا
الومضة الأدبية : وتخصص للومضة الأدبية نثرا وشاعرية
وبهذا يفرد لكل لون وجنس ما يحمل مضامينه وما يكون قرينا به
وبوركتم

كاملة بدارنه
19-09-2013, 10:07 PM
قرأت مقالا في أحد المواقع ( وأحببت نقله) بعنوان:
بين القصة القصيرة جدّا والومضة القصصية..منظور إشكالي / عبد الجبّار ربيعي
" في هذا المقال سعي للتفريق بين نمطين إبداعيين عرفا في الفضاء الإبداعي والنقدي على أنهما شيء واحد..وقد كان هذا موقفي في البداية لكنني بعد محاورة مع الذات وجدتني أنحاز إلى موقف جديد..

يمكن القول إن القصة القصيرة جدّا كما تعرف في غالب الأقطار العربية شكل تعبيري جديد يمتاز ببنية فنية وفكرية خاصة إلى حد كبير ، فهي تقوم على الإيجاز والتكثيف والإيحاء أو البعد الإشاري وهي قريبة من قصيدة النثر والومضات الشعرية من حيث توظيف تقنية الاختصار والتكثيف الدلالي والزخم التأويلي وهي كذلك تجسّد بعدا رمزيا للأدب في عالم التقنية والمدنية التي تتأسس على الرقمية والعلاقات الإجرائية المتسارعة.. لكن السؤال المركزي الذي يمكن طرحه في خصوص هذا اللون الإبداعي الجديد يكمن في التفريق بين لونين متفاصلين في تقديري وهما القصة القصيرة جدّا والومضة القصصية أو القصة الومضة..هل الومضة القصصية هي القصة القصيرة جدا عينها أم هما جنسان متمايزان؟ وقد سبق لي شخصيا أن نشرت ومضيتين قصصيتين الأولى بعنوان مقاربات جد طاعن في الخرافة والثانية بعنوان كاميرا مخفية وقد نشرتا لي ضمن إصدار خاص للمتكأ الثقافي في البحرين بعنوان: يوم واحد من العزلة..لكن تحت اصطلاح ثان هو مجموعة قصص قصيرة جدا لمبدعين من العالم العربي..فنشأ عن هذه المفارقة المصطلحية المألوفة في الممارسة النقدية والمصطلحية العربية سؤال ملح: هل هذا مجرّد تباين مصطلحي أم هم تمايز أجناسي؟
في رأيي ..نحن أمام جنسين أدبيين مختلفين الأوّل هو القصة القصيرة جدا والذي يمكن أن نصنّف ضمنه القصتين السالفتين والثاني هو الومضة القصصية ولكي أشرح وجهة نظري فإنني سأعتمد أسلوبا شبيها بأسلوب هذين الجنسين وهو الاختصار وذلك بإحداث مقارنة بسيطة وسريعة بينهما من خلال بيان أوجه التشابه والاختلاف وصولا إلى تمييز حد فاصل بين الجنسين بحسب ما يظهر لي..
أوجه التشابه:
كل من القصة القصيرة جدا والومضة القصصية تعتمد على أسلوب الاختصار .
كلا الجنسان يعتمد على التكثيف الدلالي والإيحاء الرمزي.
لغتهما متقاربة معجميا و بنيتهما الأسلوبية متشابهة إلى حد كبير.
كلاهما يوظّف المشهدية مع التقليل من حضور الفضاء المكاني في مقابل التركيز على الإيحاء الفكري.
الجنسان يمارسان نقدا حادا للبنية الإيديولوجية والمجتمعية في ظل الوضع العربي المتشظي.
أوجه الاختلاف:
الومضة القصصية شديدة الاختصار بحيث لا تتجاوز غالبا سطرين أو ثلاثة فيما يمكن أن تتراوح القصة القصيرة جدا بين أربعة أسطر وعشرة أسطر.
الومضة القصصية في جل نماذجها لا تجاوز وصف المشهد الواحد فهي تعتمد على تقنية تفريغ الصورة وتحويلها إلى بناء فكري و ذهني بينما يمكن أن تتشكل القصة القصيرة جدا من أكثر من صورة مشهدية واحدة وهي على عكس الأولى تركز على الإيحاء بالفكرة غالبا لا الإيحاء بالصورة.
تتناول الومضة القصصية غالبا الصور الحياتية الجزئية وتتخذ القصة القصيرة جدا بعدا كليا كفعل فلسفي وجودي.
البنية العامة للقصة القصيرة جدا تشترك في كثير من عناصرها مع القصة القصيرة لأنهما في سياق فني متقارب، أما الومضة القصصية من حيث البنية فهي أقرب إلى أسلوبية القصيدة الحداثية عموما خاصة قصيدة النثر في إشاريتها و تقاطيعها الإيحائية .
وأقول في خلاصة الرأي إن هذا التفريق اجتهاد محض وهو يحتاج إلى شواهد ونماذج عملية تقوّيه..وذلك ما أعد به لاحقا إن شاء الله في دراسة تحليلية مستفيضة لكنني أردت أن أسجل هذا الرأي ابتداء حتى يكون بداية الطريق.."

الدكتور ضياء الدين الجماس
04-10-2013, 01:17 PM
أخوتنا الأدباء
مررت واستمتعت بحواراتكم ، وأحب مشاركتكم بدلو متلق لهذا النوع من الأدب لعلكم تأخذون بشيء من فتاته:
1- لم أجد من يتوجه إلى كتابنا العزيز للاستشهاد به إلا الأخ الطنطاوي . وأحب أن أشير هنا إلى قول الله تعالى " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين." وهذا يعني ، لي على الأقل ، أن القرآن الكريم سرد جميع أنواع القصص وقال بأنها الأفضل ، منها ما استغرق أية واحدة أو جزءاً منها ، ومنها ما استغرق بضع آيات ، ومنها ما استغرق سورة كاملة ، وهذا يعني أيضاً أن كلمة القصة أوسع من كلمة الرواية والمسرحية التي تندخل كتصنيف تحتها، لأن مفهوم القصة كتسمية كما ذكر أحد الأخوة من قص الأثر ، شامل للرواية والمسرحية ، وأرى أن الراوية والمسرحية لم يذكرها القرآن وإنما اعتبرها نوعاً من القصص ، فلماذا لا يكون منهلنا القرآن الكريم حتى في التسميات ؟
ولذلك أرى أن لا تنسى كلمة "القصة" من أي تسمية تطلق على القصة القصيرة جداً وهي واردة في القرآن بمختلف نماذجها لمن يريد أن يستنبط ويتعلم من تلك النماذج .
2- أرى أن تحدد مواصفات القصة القصيرة جداً ليتقيد بها الكتاب ، فمثلاً قرأت من شروطها في أحد المنتديات ألا تقل عن خمسة أسطر ولا تزيد عن عشرة ، وعلى أن تكون نهايتها مفاجئة غير متوقعة لسرد أحداثها وحبكتها لتكون مثيرة لتساؤلات القارئ.
3- نحن نكتب لعموم الناس ، بمختلف مستوياتهم ، وليس للأدباء وحدهم ، ولذلك أبسط المسلمات في مثل هذه القصص أن تكون واقعية يقبلها العقل وبلغة سليمة مكثفة ويمكن أن يفهمها معظم الناس دون استخدام الكلمات التي تحتاج للمعاجم.
هذا ما وددت مشاركتكم به وأنا أعتذر لأنني لست متخصصاً في الأدب وقد تدخلت فيما لا يعنيني ، لكنني أحب مجالسة الأدباء لعلي أكتسب شيئاً من أدبهم.
أشكر الجميع مقدراً لمكانتهم وما يفيضون به علينا من أنهار الأدب والمعرفة والعلم.

عبدالقادر الحسيني
06-11-2013, 09:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد أن القصة الومضة قد أثبتت دورها في فن السرد
وليس المهم هو طول أو قصر القصة
بل المهم في الفكرة والمغزي والهدف
لذلك لايمكن تسمية القصة الومضة إنها ومضة أدبية
بل هي جنس من أنواع السرد
أصبح له مريدون وله كتابه
وله قواعده المتفق عليها ومعلومة للجميع
أما الومضة الأدبية فلا تعدو أن تكون خاطرة أدبية مرسلة
ربما لايكون لها هدف إلا التنفيس عن مشاعر مكبوتة
أو التعبير عن رؤية خاطفة.
وليس المهم عندي بالتسمية
فإنما الكاتب يكتب عندما تستدعيه الفكرة
ورب ومضة قصصية في سطر
تكون أبلغ من قصة في مجلدات
تقبلوا تحياتي وتقديري

عبدالقادر الحسيني
06-11-2013, 09:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء رأيت أن أن أنقل لكم ماجاء في خصائص الومضة القصصية:ـ
"ق ق ج هي سرد مختزل في نص حكائي يقتنص لحظات وجودية في حياة الإنسان. رغم أنه يمتح من أشكال سردية أخرى فله شخصيته المستقلة التي تختلف بصماتها الفنية من قاص لآخر حسب قدراته اللغوية والمنهجية والفنية.
ليست ق ق ج هي تخصص من لا تخصص له كما يعتقد البعض، بل هي من أصعب الأجناس على الإطلاق لارتكانها إلى الاختزال والإيماض والأضمار..... وفي هذا الصدد يقول جابر عصفور
«لا يبرع فيه سوى الأكفاء من الكتاب القادرين علي اقتناص اللحظات العابرة قبل انزلاقها علي أسطح الذاكرة‏، وتثبيتها للتأمل الذي يكشف عن كثافتها الشاعرية بقدر ما يكشف عن دلالاتها المشعة في أكثر من اتجاه» (1). هذا ما يجعل من كاتب ق ق ج قناصا اصبعه على الزناد (balle au canon) بشكل دائم كي لا يفلت اللقطة الطريدة.
كل هذه المهارات تبقى بلا معنى في غياب الوعاء الأبداعي الفني الذي يخرج ال ق ق ج في أحسن حللها."


(1) د. جابر عصفور: "أوتار الماء" . الأهرام ـ العدد 42470، في 17/3/2003م

مصطفى الصالح
05-05-2014, 11:29 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هناك العديد من الدراسات والأبحاث في هذا الموضوع وأفضل ما قرأته هو مقالة الدكتور مسلك الميمون المتخصص في هذا المجال
من لا يكتب القصة لا يكتب الق ق ج بالضرورة لأن الخيال والسرد عنصران أساسيان
الق ق ج لها شروط وليس كل من كتب كتب

قد تكون عشر كلمات ق ق ج ولا تكون صفحة كذلك

التقسيم بين السرديات لا يكون بعدد الصفحات بل بعد الشخوص والأحداث وطريقة تسليط الضوء على الحدث

باختصار الق ق ج كاميرا خارجية تعنى بفكرة واحدة وشخصية واحدة وقد تكون اعتبارية.. ولا تهتم بالزمان ولا بالمكان فزمانها لا متناهي ومكانها الكون.. التكثيف عنصر أساسي والمفارقة والقفلة..

لن أنتقل إلى باقي التصنيفات وأنصح كل من يود الكتابة أن يقرأ جيدا المقالات والأبحاث المميزة قبل كتابة حرف واحد في الق ق ج فهو أصعب فنون السرد وإن بدا سهلا وولجه الكثيرون

لكنني اليوم من قراءتي للقصص في القسم وجدت فقك ثلاث قصص ق ج من أصل عشرين منشورة..

تقديري للجميع

الطنطاوي الحسيني
15-05-2014, 05:18 PM
شكر الله لكم اخواني واخواتي الأدباء جميعا
وشكرا لرائدنا العبقري د سمير العمري ابو حسام على اثارة الموضوع الرائع
والله إخواني و أخواتي جاءتني فكرة بعد كل هذا السجال والعلم الرائع وإبداء الرأي
أن نصنع من موضوع التسمية حتى نستقر على مسمى أفضل موضوع منفصل به تصويت
اي اولا نختار عدة مسمياة لل ق ق ج ثم نصنع منهم نافذة تصويت
ولا تجتمع أمتي على ضلالة وأظن عندنا من الكبار في اللغة أدباء ومفكرين ومختصين لغويا و ابداعيا ما يثرينا و يرشدنا للحق و الخير والصواب بإذن الله تعالى
ارفع الأمر لرئيس واحتنا ومديريها الافاضل والفضليات
وجزاكم الله خيرا جميعا على الطرح الراقي الرائع
واعتذر للتقديم بين يدي اخي د سمير العمري

الطنطاوي الحسيني
30-08-2014, 03:21 PM
ايها الاحباب الكرام مديرونا ومشرفونا الافاضل
ما زال في الصدر من تسمية الق ق ج بالومضة الأدبية شييئ وهي ليست ومضة ادبية
سأدافع عن رأيي للممات فإما أقنع الناس أو أقتنع أنا
كنت قد اقترحت تعقيبا وفكرة لموضوع اخينا د سمير العمري في مناقشة الق ق ج وهو موضوع رائع ولو غربلناه لوصلنا الي ان الق ق ج هي قصة قصيرة جدا
و ان مثلها ذكر في كتاب الله تعالى في بعض ايات الكتاب العزيز
فلو اخوانا المشرفيين او الاداريين يأخذون برأيي الختامي هناك
وسأنقل الفكرة هنا والرابط حتى يقرأه اخواني واخواتي مبدعي الق ق ج
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=60425&page=5
واليكم الراي والمشورة
شكر الله لكم اخواني واخواتي الأدباء جميعا
وشكرا لرائدنا العبقري د سمير العمري ابو حسام على اثارة الموضوع الرائع
والله إخواني و أخواتي جاءتني فكرة بعد كل هذا السجال والعلم الرائع وإبداء الرأي
أن نصنع من موضوع التسمية حتى نستقر على مسمى أفضل موضوع منفصل به تصويت
اي اولا نختار عدة مسمياة لل ق ق ج ثم نصنع منهم نافذة تصويت
ولا تجتمع أمتي على ضلالة وأظن عندنا من الكبار في اللغة أدباء ومفكرين ومختصين لغويا و ابداعيا ما يثرينا و يرشدنا للحق و الخير والصواب بإذن الله تعالى
ارفع الأمر لرئيس واحتنا ومديريها الافاضل والفضلياتوجزاكم الله خيرا جميعا على الطرح الراقي الرائع
واعتذر للتقديم بين يدي اخي د سمير العمري

ارجو الاهتمام بآراءنا فإنها خالصة بإذن الله و ستدفع للتقدم بالاسرع والأفضل
اعلم ان هذا لا يستوي مع الادب ولكن احب ان انوه على مبدعي الق ق ج ان ينضمون الينا حتى نبلغ بالتصويت الجهد و الحكمة والرأي السديد
ولتكن واحتنا واحة السبق في كل شيئ
اعتذر انها ليست قصة قصيرة جدا ولكن اين نتواصل بأراءنا
يستطيع اخواننا المسئولون نقلها في مكانها الصحيح او تعليقها كراي نبدا في تنفيذه لو اردتم ولكم الشكر والتقدير

تيسير الغصين
31-05-2016, 10:31 PM
كثر الحديث والجدل حول موضوع القصة القصيرة جداً وذهب البعض إلى البحث عن قواعد هذا الفن كما أرساه أهل الغرب فتقيدوا وقيدونا معهم بتلك القواعد حتى بتنا لا نجد في القصة القصيرة جداً سرداً ولا متعة ولا تشويقا بل نصاً من كلماتٍ قليلة جدا موغلة في الغموض ، وتحتاج إلى محلل كيميائي ليفرز فكرتها وما ترمي إليه أو مبرمج ليفك شيفرتها..أوافقك د. سمير على ماذكرته بخصوص تعريفك للقصة القصيرة جداً رغم مخالفة دعاة هذا النوع من القص لما ذكرت.

تحياتي،،،