تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انيسنا القرآن / قصة قصيرة



عماد محمد اليونس
02-10-2012, 08:47 PM
الوقت نهاية تشرين الاول 2004 و منتصف شهر رمضان وفي خضم معركة الفلوجة الثانية وحيث انتهى الانذار الذي اعلنته القوات الامريكيه الغازيه لاهالي الفلوجه بترك مساكنهم والخروج من المدينه بغية تكرار الهجوم عليها لطرد المقاومين الذين سيطرو على المدينة منذ معارك نيسان والتي فشل الامريكان من انتزاع المدينة منهم ورغم كل المحاولات اليائسه والاستخدام المفرط للقوة فقد كان صمود المقاتلين اسطوريا وشهد بذلك العدو قبل الصديق ... وكغيرها من العوائل التي اثرت البقاء في مساكنها على معاناة النزوح والمشقة كانت عائلة العم هادي المتكونه من ولديه اياد والذي لجات زوجته وولديها عند اهلها النازحين الى بغداد وبقي هو الى جانب ابيه الضرير ونهاد المتزوج حديثا والذي آثرت زوجته الصالحة البقاء لخدمة العم الضرير وولديه .
بدى الوقت عصيبا وطويلا فبعد أيام من القصف العشوائي والمستمر على كل احياء الفلوجه... بدأت المؤونة تنفذ عند الناس و لا احد يستطيع ان يخرج للتسوق وان خرج فلن يجد محلا للبقالة او الغذاء . كان العم هادي ورغم كل هذا مستبشرا متفائلا فكان دائم القول "ازمة وتعدي كسابقتها " و دائما ماكان يوصي الابناء بالحذر والتزام البيت وعدم الضهور للعيان.
في اليوم السادس من القصف بدأوا يسمعون اصوات الاليات العسكرية تقترب من الاحياء والبيوت مصحوبة بزخات الرصاص ودوي مدافع الهاون المتبادله بين الجيش الامريكي المهاجم وفصائل المقاومه والتي نتجت عن اشتباكات ضاريه بين الطرفين اقتربت الاليات الامريكية يتقدمها الجنود حتى اصبحت عند باب الدار.
انتاب القلق الجميع ماذا يفعلون هل يرفعون الراية البيضاء و يخرجون... ام ينتظرون المصير وبدافع الفضول والترقب فتح نهاد النافذة واخرج راسه لم ير احدا في البداية مما شجعه ليخرج بكامل جسده امام المدخل ومن ثم جاءته فكرة تغطية الزجاج الامامي بوضع ورق الكارتون عليه كيما يراهم احد ليلا . باشر العمل دقائق ثم باغتته رمية قناص فسقط مضرجا بدماءه وقبل ان يلفظ انفاسه نادى وبصوت متهدج على اخيه : اياد... اياد ..اياد خرج اياد ملبيا ومتفقدا وضع اخيه وفي ثوان معدودات سمعت زخة قناص اخرى لتحصد روح الابن الثاني فيسقط جثة هامدة جنب جثة اخيه ...
من خلف زجاج النافذة شاهدت زوجة نهاد المشهد المروع لمصرع زوجها واخيه
لم تجرؤ على الخروج وبفطرة البقاء اصطحبت عمها الضرير عبر السلم فاتخذوا الطابق العلوي مستقرا ومأمنا . كانت الفتاة تبكي وتتضرع الى الله طالبة الصبر والمساعدة فاتاهم المدد صبرا وسكينة واحتسابا ... بكت السماء عليهم مطراً منهمراً أغرق طابق البيت الارضي مما تعذرعلى الامريكان مداهمة المكان والوصول اليهم .
عاشت الفتاة وعمها في الطابق العلوي لحظات الرعب والترقب شهراً كاملا وتحتهما في الطابق الارضي وعلى بعد امتار يرقد الشهداء المغدورون زوجها نهاد واخيه اياد...لحظات وساعات وايام طويلة لا تدري كيف مرت وانتهت. وحين هدأت الحرب وسمح لفرق الهلال الاحمر بالدخول الى المدينة عثر عليهما وبمساعدة احد الاقارب وعندما سُئلت الفتاة عن كيفية تدبرها امر المأكل كل هذه المده ؟ قالت بان مؤونتهم كانت بضع بيضات وبضعة ارغفة حرصت على ان تقتصد بها اطول مدة حيث كانت تعد كل يوم وجبة واحدة تسلق بيضة واحده ورغيفا فتتقاسمها مع العم هادي. اما أنيسهم الذي يدينون له بالفضل والعرفان فقد كان كتاب الله القران حيث كانت وطوال تلك الايام العصيبة تقرأه وتتدبرهُ .

مصطفى حمزة
02-10-2012, 09:08 PM
أخي الأكرم عماد
أسعد الله أوقاتك
قصّة مؤثرة بأحداثها وعاطفتها وروحها الدينيّ . وهي من قصص الظلم الذي عاشه العراق ، وتعيشه أخته الآن .. سوريتي الحبيبة !!
كُتب الكثير عن أمة تكالبت عليها الأمم هناك ... وسيكتب الكثير عن أختها في الغد القريب ..
سلم القلم وكاتبه أخي النبيل ، وكم وددتُ لو أنك تريثتَ في النشر ؛ فلقد سقط في النص أخطاء ما أسقطها في رأيي إلا التسرع
- الهمزات الكثيرة تفتقدها كلماتُها !
- بدى = بدا
- بدأت المؤونة تنفذ = تنفد
- عدم الضهور = الظهور
- كيما يراهم أحد = كي لا يراهم
- بدماءه = بدمائه
- فاتخذوا الطابق العلويّ = فاتخذا
دمتَ بألف خير

عماد محمد اليونس
03-10-2012, 01:33 PM
أخي الأكرم عماد
أسعد الله أوقاتك
قصّة مؤثرة بأحداثها وعاطفتها وروحها الدينيّ . وهي من قصص الظلم الذي عاشه العراق ، وتعيشه أخته الآن .. سوريتي الحبيبة !!
كُتب الكثير عن أمة تكالبت عليها الأمم هناك ... وسيكتب الكثير عن أختها في الغد القريب ..
سلم القلم وكاتبه أخي النبيل ، وكم وددتُ لو أنك تريثتَ في النشر ؛ فلقد سقط في النص أخطاء ما أسقطها في رأيي إلا التسرع
- الهمزات الكثيرة تفتقدها كلماتُها !
- بدى = بدا
- بدأت المؤونة تنفذ = تنفد
- عدم الضهور = الظهور
- كيما يراهم أحد = كي لا يراهم
- بدماءه = بدمائه
- فاتخذوا الطابق العلويّ = فاتخذا
دمتَ بألف خير


الاستاذ القدير مصطفى حمزة

شكرا لمروركم وملاحظاتكم القيمة

اتساءل اذا كان بالامكان المشاركة بهذه القصة بعد التصحيح ضمن القصص المتنافسة للمجموعة القصصية والتي ستتولى رابطة الواحة اصدارها قريبا كما اعلن ذلك الاستاذ سمير العمري

دمتم ودام ظلكم ورعايتكم للادب والادباء

مصطفى حمزة
03-10-2012, 09:32 PM
الاستاذ القدير مصطفى حمزة

شكرا لمروركم وملاحظاتكم القيمة

اتساءل اذا كان بالامكان المشاركة بهذه القصة بعد التصحيح ضمن القصص المتنافسة للمجموعة القصصية والتي ستتولى رابطة الواحة اصدارها قريبا كما اعلن ذلك الاستاذ سمير العمري

دمتم ودام ظلكم ورعايتكم للادب والادباء
---------
أهلا أخي العزيز عماد
مساء الخير
ولمَ لا ؟ رشّحها ، وأولو الأمر هناك ينظرون في أمرها .
والله الموفق
دمت بخير

محمد فتحي المقداد
04-10-2012, 05:33 PM
استاذ عماد اليونس
أسعدك الله
من وحي الواقع قصة جميلة ورائعة
ومت يتق الله يجعل له مخرجاً, وكلك
هم أهل القرآن لا خوف عليهم و لاهم
يحزنون ما داموا في معيّة الله,
كن مع الله ولا تبالي ..

دمت بكل خير

عماد محمد اليونس
05-10-2012, 01:33 PM
استاذ عماد اليونس
أسعدك الله
من وحي الواقع قصة جميلة ورائعة
ومت يتق الله يجعل له مخرجاً, وكلك
هم أهل القرآن لا خوف عليهم و لاهم
يحزنون ما داموا في معيّة الله,
كن مع الله ولا تبالي ..

دمت بكل خير


الاستاذ محمد فتحي المقداد

سبق لي ان تشرفت بصداقتك على الفيس بوك وانا سعيد بوجودك معناهنا في هذه الواحة الغناء

شكرا لجميل مرورك بهذا النص وتعليقك الراقي عليه

سلمكم الله ورعاكم

عماد اليونس/ face book\imad ali

ربيحة الرفاعي
06-10-2012, 02:13 AM
قصة جميلة مؤثرة مادتها الخام وجعنا المرتحل بين شظايا وطن لم يكفهم ما قسذموه وما زالوا يقسمونه
أثني على ملاحظة الرائع مصطفى حمزة
واتطلع لقراءتها بعد المراجعة والتصحيح
ولك طبعا ان تقوم بترشيحها لتكون ضمن المجموعة القصصية التي ستقوم الواحة بنشرها

أهلا بك ايها الكريم ف يواحتك

تحاياي

نداء غريب صبري
30-10-2012, 04:34 PM
قصة رائعة ومؤثرة عن الوجع العراقي
وتنسحب علىالوجع السوري اليوم

شكرا أخي

بوركت

سامية الحربي
31-10-2012, 11:27 PM
تحية لمدينة المساجد و أهلها الكبار الذين أركعوا العدو لا عجب أن صبوا جام غضبهم عليها و قصفوها بالفسفور الأبيض ليلد كل يوم جنين مشوه . قصة رائعة لواقع أليم . كل التحايا.

محمد النعمة بيروك
01-11-2012, 01:06 AM
قصة مؤثرة لمضمونها الصّعب، رغم أسلوبها المباشر، وبعض الهنات اللغوية المختلفة..

د. سمير العمري
12-12-2013, 10:03 AM
أنعم به أنيسا وسندا فمن كان الله معه فلن يضيره جوع ولن يضره فزع!ّ

قصة مؤثرة كان فيها القص بحاجة لبعض الأداء الأدبي والبعد عن المباشرة ، وكان فيها النص يحتاج لضبط اللغة وبعض تكثيف وتوظيف.

ويظل ما تمر به بلادنا من آلام وأهوال مما يحتاج وقفة حقيقية لمعرفة الأسباب ووسائل الخلاص ، وأزعم أن الثورة الأخلاقية هي أحد أخم طرق الخلاص.

تقديري

آمال المصري
17-12-2013, 11:51 AM
أنيس كان خير صاحب يعين على تخطي المحن
وأي محنة التي تصيب الوطن في مقتل ؟
من عمق الوجع كانت تلك الحكائية الشائقة بالتريث قبل النشر لاكتمل بهاؤها
بوركت واليراع
تحاياي

خلود محمد جمعة
20-12-2013, 10:46 PM
قصة ألمها في مصداقيتها
ليتها كانت من وحي الخيال
كان الله في عون أبناء عروبتنا في كل مكان
العراق
فلسطين
لبنان
مصر
وسوريا
جرحنا النازف
قصة مؤثرة
دمت بخير
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
20-11-2022, 08:03 PM
ونعم بالله وكفى بالله وكيلا ، وأنعم بالقرآن أنيسا
قصة إنسانية رسمت لوحة معبرة لواقع الألم العراقي تنزف ألما ولوعة
مشهد موجع لقاص متمكن أبدع في نقل قصة مؤثرة وقوية بتعبيرها.
بوركت واليراع.
:009::004::009: