المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرآة نفسي...



ريمة الخاني
05-10-2012, 09:39 AM
مرآة نفسي...
*********
كل صفحات نفسي كانت مغلقة..
هكذا أحبها كي لايخترقها شيئ...لا يخترقها أحد...حتى في الفيس بوك!
كنت مللت جدران منزلي..رغم أنها تحتويني....فهي تغلفني بدفئها اليومي...
تحميني حتى من نفسي..تصون روحي من العابثين...
خرجت وارتديت مالا يصيبي بالحسد...ولا يصوب لي سهام العتب...
رمى أحدهم سلاما ..هل انا واهم أم هو حلم أو حقيقي؟تلفت ..فما وجدت أحدا...
مضيت لأشتري بعض حاجياتي..فطالعني البقال قائلا:
-هل تغير فيك شيئ؟
-لاأظن..
-بلى..صوتك..وجهك...بت نزقا ترمي بعباراتك بلا تؤدة...تعال وشاهد نفسك بالمرآة تعرفها..
لكنك رائع..
- ..أنا بخير..نقدته مالا ومضيت أحدث نفسي...متغير؟ .
وكيف ذلك؟.
وكل يوم يمضي يشبه سابقه..
مؤكد هناك خطأ ما..
فقد وقفت أمام المرآة كثيرا قبل ذهابي للعمل...
لاجديد سوى أنه يوم جديد!!
تعثرت في طريقي فوقعت أرضا بلا سبب...رفعني أحدهم قائلا:
- على مايبدو ملابسك تعيقك على المضي بسلام..هذا واضح انتبه مرة اخرى لهذا الامر..
لكنك رائع..
لكنني لم أقتنع بكلامه أبدا..فأنا أعرف نفسي جيدا وأعرف ماذا يناسبني ومالا يناسبني..
وبالطبع هو لايعرف عني شيئا.....
نفضت ماتبقى من تراب عالق في ثيابي..غريب....
فقد وقفت أمام المرآة كثيرا قبل ذهابي للعمل...
تناولت جريدة الاسبوع فطالعني البائع قائلا:
كل يوم وذات الجريدة..وذات التوقيت...وذات العبارات..ألم تمل من نفسك يارجل؟ شاهد قسمات وجهك كم هي ممتعضة وأنت تتناولها...
جميل هو التجديد إن كان تجديدا فعلا...
مازالت الجرائد تحكي منذ القدم نفس القصص وتكرر..لكنك رائع..
-ماذا هناك؟ ماالذي يجري؟وكيف سيكون التجديد؟
لقد وقفت أمام المرآة كثيرا قبل ذهابي للعمل...
رائع؟ كيف رائع وهو يوجه لي كل هذا النقد؟
أين المرآة يا أبا صالح ؟
إنه بقال فريد ورائع..
دخلت عمود الإنارة على غفلة مني وانا خارج من عنده فقد كانت صورة المرآة جيدة..فاصطدم رأسي عنوة وبقوة...بعمود الإنارة..
وأنا أحدث نفسي وأثرثر ..فقد خرجت من منزلي منزعجا فعلا هذا اليوم..
من كثرة ما سمعت أخبارا تقطع نياط القلب...وتحرقه حرقا..
جميعنا نتمزق...والبلاد تتمزق ..وكل شيئ حولنا...
أحسست حينها...
أن وجهي كله ينزف...
قلبي بنزف..
روحي تنزف..
نظر إلي أحدهم من طرف عينه..
حاولت النهوض بلا خجل...
رأيت وجهه المتلفت يلوح لي من خلال إعلان تجاري.. يحاول أن يغيظني...
قفزت لرأسي عبارة سمعتها من جارنا وهو يهم خارجا من منزله
-كلنا نعاج..
أمسك بي أحدهم يزعق في وجهي قائلا:
-هذا من سرقني اهجموا عليه...
-لا من قال هذا مؤكد هناك خطأ ما...طبعا لست أنا ..غريب..
لكنهم لم يصدقوني..
ركضت بلا وعي....وانا ألهث
وحتى الآن مازلت ألهث..

ريمه الخاني 29-9-2012

محمد فتحي المقداد
05-10-2012, 06:14 PM
استاذة ريمة
أسعدك الله
الرتابة والنمطية كثيراً ما تحتاجنا حتى بتنا مقتنعين
نتمترس بمواقفنا ونصرّ عيلها.
بينما نظرات الآخرين هي انعكاس صورتنا أي كأنهم
مرآتنا .. بعيونهم..
لكن كام قيل:ط" إذا قال اثنان رأسك ليس عليك, يجب
أن تتلمس رأسك.".
نص جميل وعميق الرؤية لكثير مما يجري حولنا ولا
نأبهُ به..
دمت بكل إبداع..

عمر الحجار
05-10-2012, 08:18 PM
الاستاذة المبدعة ريمة الخاني


رائع وممتع ومدعاة للوقوف طويلا امام النفس

ليس لنا الوقوف اما نعكاس الصورة في المرآة انما علينا الوقوف على خرائب النفس وعلى الدمار الذي يحل بها
ان النمطية سلوك ينم عن الاتزان والرصانة ولكنه دوما بحاجة الى اعادة ترتيب وتوضيب


كم كنت مبدعة

كاملة بدارنه
05-10-2012, 08:37 PM
لكنهم لم يصدقوني..
ركضت بلا وعي....وانا ألهث
وحتى الآن مازلت ألهث..

الحقيقة لا تظهر دائما... ونظلّ نركض ونلهث بحثا عنها وقد لا ندركها...
جميلة الفكرة والمغزى
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: شيء - عالق على - تعيقك عن )

الفرحان بوعزة
05-10-2012, 10:28 PM
الأخت المبدعة المتألقة .. ريمة الخاني .. تحية طيبة ..
نص جميل يتطرق لكثير من الهموم الزائدة التي تصادفنا في حياتنا اليومية ولا مفر منها ، فما على الإنسان إلا أن يتكيف معها ويعرف كيف يتعامل مع هذه المواقف عن طريق اللامبالاة وعدم إعطائها أي اهتمام ..
بطل أصبح مريضاً ، فكلما عاكسه أحد رجع إلى المرآة ليقرأ ذاته ونفسه كأنه فقد الثقة في تصرفاته وسلوكه .. ولو استمر الوضع هكذا فليس من المستبعد أن يحمل عصاه في المسقبل ليؤدب كل ناس الشارع ..
قال الشاعر :
وإن بليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع ولم يقل ..
نص قوي الدلالة ، غني بالمعاني ، منتزع من الحياة اليومية .. صيغ بأدبية فنية متميزة ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

ربيحة الرفاعي
06-10-2012, 02:00 AM
نثرية قوية الفكرة عميقة الغوص في قيعان المحيط الاجتماعي رسمت بمهارة وعناية مشهدا نابضا بالألم

أحسنت طرق الموضوع أيتها الراقية

اهلا بك ف يواحتك

تحاياي

مازن لبابيدي
06-10-2012, 09:14 AM
ربما كانت كلمة التمزق هي أفضل وصف هنا
التغير السريع والمتواصل والتردد على المرآة وكلام الناس وتعجبهم والعودة للمرآة ،
لكنه تغير كان مقبولا من وجه ما " أنت رائع" رغم ما رافقه من اضطراب في التوازن - الوقوع والارتطام بالعمود
ومع ما رافقه من ألم التمزق في النفس والبلاد والعباد وانعدام الثقة وتفككك الروابط وتبادل التهم والظلم والخوف ، فإن هذا التمزق والتغير يبعث على الخوف والحيرة في درب طويل مجهول النهاية ، فلا يزال يجري ويلهث .
قصة حوارية نجحت في ملامسة عمق غائر وعكست كعنوانها حالة تمزق وانقلاب وتغير كبير في شخص البطل الذي كان رمزا لشعب وبلد وحال .

أحييك أختي المبدعة الأديبة الشاعرة أم فراس
ولك من التقدير أوفره

ريمة الخاني
08-10-2012, 09:40 AM
استاذة ريمة
أسعدك الله
الرتابة والنمطية كثيراً ما تحتاجنا حتى بتنا مقتنعين
نتمترس بمواقفنا ونصرّ عيلها.
بينما نظرات الآخرين هي انعكاس صورتنا أي كأنهم
مرآتنا .. بعيونهم..
لكن كام قيل:ط" إذا قال اثنان رأسك ليس عليك, يجب
أن تتلمس رأسك.".
نص جميل وعميق الرؤية لكثير مما يجري حولنا ولا
نأبهُ به..
دمت بكل إبداع..


نعم تماما يجب ان تعرف أين أنت ف كل مرة تمضي فيها ألى هناك..
الف تحية وتقدير لك اديبنا العزيز.

ريمة الخاني
09-10-2012, 08:51 AM
الاستاذة المبدعة ريمة الخاني


رائع وممتع ومدعاة للوقوف طويلا امام النفس

ليس لنا الوقوف اما نعكاس الصورة في المرآة انما علينا الوقوف على خرائب النفس وعلى الدمار الذي يحل بها
ان النمطية سلوك ينم عن الاتزان والرصانة ولكنه دوما بحاجة الى اعادة ترتيب وتوضيب


كم كنت مبدعة
تماما أعجبني جدا أسقاطك وتوضيحك وتفسيرك اديبنا العزيز.
تحيتي وتقديري الكبير..

ريمة الخاني
10-10-2012, 10:56 AM
الحقيقة لا تظهر دائما... ونظلّ نركض ونلهث بحثا عنها وقد لا ندركها...
جميلة الفكرة والمغزى
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: شيء - عالق على - تعيقك عن )

هذا صحيح وشكرا لقراءتك الدقيقة التي احترمها.
دمت بخير وإبداع.

ريمة الخاني
12-10-2012, 10:47 PM
الأخت المبدعة المتألقة .. ريمة الخاني .. تحية طيبة ..
نص جميل يتطرق لكثير من الهموم الزائدة التي تصادفنا في حياتنا اليومية ولا مفر منها ، فما على الإنسان إلا أن يتكيف معها ويعرف كيف يتعامل مع هذه المواقف عن طريق اللامبالاة وعدم إعطائها أي اهتمام ..
بطل أصبح مريضاً ، فكلما عاكسه أحد رجع إلى المرآة ليقرأ ذاته ونفسه كأنه فقد الثقة في تصرفاته وسلوكه .. ولو استمر الوضع هكذا فليس من المستبعد أن يحمل عصاه في المسقبل ليؤدب كل ناس الشارع ..
قال الشاعر :
وإن بليت بشخص لا خلاق له *** فكن كأنك لم تسمع ولم يقل ..
نص قوي الدلالة ، غني بالمعاني ، منتزع من الحياة اليومية .. صيغ بأدبية فنية متميزة ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

حضورك القوي أسعدني جدا...
دمت نبراسا يستضاء به..
الف تحية.

ريمة الخاني
15-10-2012, 08:47 PM
نثرية قوية الفكرة عميقة الغوص في قيعان المحيط الاجتماعي رسمت بمهارة وعناية مشهدا نابضا بالألم

أحسنت طرق الموضوع أيتها الراقية

اهلا بك ف يواحتك

تحاياي

شكرا لحرصك عزيزتي على الحضور.
لك تقديري واحترامي

ريمة الخاني
15-10-2012, 08:48 PM
ربما كانت كلمة التمزق هي أفضل وصف هنا
التغير السريع والمتواصل والتردد على المرآة وكلام الناس وتعجبهم والعودة للمرآة ،
لكنه تغير كان مقبولا من وجه ما " أنت رائع" رغم ما رافقه من اضطراب في التوازن - الوقوع والارتطام بالعمود
ومع ما رافقه من ألم التمزق في النفس والبلاد والعباد وانعدام الثقة وتفككك الروابط وتبادل التهم والظلم والخوف ، فإن هذا التمزق والتغير يبعث على الخوف والحيرة في درب طويل مجهول النهاية ، فلا يزال يجري ويلهث .
قصة حوارية نجحت في ملامسة عمق غائر وعكست كعنوانها حالة تمزق وانقلاب وتغير كبير في شخص البطل الذي كان رمزا لشعب وبلد وحال .

أحييك أختي المبدعة الأديبة الشاعرة أم فراس
ولك من التقدير أوفره

أسعدتني بوصول الفكرة ومضمونها لكم وتحقيق ماكنت ابحث عنه .
كل التحية والتقدير.

د. سمير العمري
29-04-2013, 06:32 PM
نص سردي جميل اعتمد الخيال وصولا للحقيقة ورسم المعاني صورا واقعية في زمن فقد المرء فيه البوصلة وبات في حالة اغتراب حقيقي عن النفس حينا وعن المجتمع حينا آخر بما يفقده التوازن أحيانا.

أحسنت الطرح وإن كنت آمل لو كان للنص نصيب من تكثيف أكبر وأن تتجنبي بعض الهنات اللغوية العابرة.

ثم ليتك أختي الفاضلة تكتبين بخط يقرأ ومريح للعين فأنا بالكاد استطعت القراءة.


تقديري

نداء غريب صبري
17-08-2013, 11:31 AM
قصة حوارية جميلة غاصت في تمزق النفس ومعاناتها بأسلوب ممتع

شكرا لك اختي

بوركت