تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صغيرة جداً



مرمر القاسم
05-10-2012, 11:25 PM
من يدلّني على حسبة فلكيّة ترصد تحرّك كواكبه على أن أقايضه الحسبة بذاكرة جدي.؟

أثثتُ زاوية في القلب مستعينة بكاهنة عجوز،خصيصا من أجلك.


لا تخش عليّ،فكما قلتُ:تثقلني أسفاري.
فقط أخشى أن يغور الجرح في دمي وأن ينهمر التّعب من شناشيل الذّاكرة كــنهر.
أمهلنِ أُؤَثث العمر بسلّة من الدّموع حتى لا يسعل الضباب في منتهى الدّقيقة الأخيرة بوجهي.

مساء غيّوم وغيم يفترش له من فضاء أفكاري سجّادة ملوّنة،غيمة واحدة حبلى أشد ما أخشاه أن تلد الليلة عطرك.


شغب لا يضايقني حضوره ولا يضاعف اندفاعي،إنه يفضحُ السّر الّذي بيني وبينك،وإن بذَرَ بدور الصّراع الأزليّ بيننا وبين.
فلا تفكِّر بالذّكريات الملاصقة للمقاعد،فكِّر أن لابدّ أن تُقرأ فتشرئب بالنّوار أعناق اللّوز،


جفّف بالهجر اشتياقي وأحرس أدمغة الدّقائق من النّهب في الهزيع الأخير من الليل.


يجذبني من ساق الليل فأزداد التهاماً للذكريات العارية،أتناولها كقطع الشكولاتة وفناجين القهوة بنهم.
كنا جالسين في صمت ننتظر قدوم من يرفع كيس المواعيد المؤجّلة فوق ظهر الأيام القادمة سلّم بالنظر وغادر مبتهجاً.
لاحقا سوف أجعل من ابتسامته غلافا لدفتر الصّور،

ويبقى مقعدنا خلف غابات الصّنوبر مطلّا على أغلب الآثار ولا أثر لنا.


حرير أرزي

كنتُ صغيرة جداً عندما علّمتني أمي الحياكة،ولم أفهم في حينها حاجتي في تعلّم ما لست بحاجة إليه.
أما اليوم فلديّ خيط وصل يصلح لحياكة معطف يقيني برد الفقد المشلول وعجز الشّماته.


الآن الآن تعلن العجائز من الأحلام علو الشّخير،فتقسم الوسائد على خشونتها وينعطف النّعاس على السرر الإستثنائية.
الم أقل لك أنني لا أطيق الأشياء الرّكيكة.!سيجيؤك الحنين تترى بعصيّه وتكدّس الأشواق ناراً بسياطه ولسوف تعلم منهما ثورة تخرج منها منكسراً.
أردفنِ وراء النسيان وأرحل.



لسنا نفرِّق في الحب الكوابيس من الأحلام إلا بعد فُصام.

فاطمه عبد القادر
05-10-2012, 11:50 PM
ويبقى مقعدنا خلف غابات الصّنوبر مطلّا على أغلب الآثار ولا أثر لنا.

السلام عليكم
عقد من حبات ملونة ,لكنها جميلة وفاتنة
بوح رائع من عمق النفس وعمق القلب والإحساس
نثر جميل أعجبني
كوني بخير صديقتي العزيزة مرمر
ماسة

أمهلنِ / أمهلني

ربيحة الرفاعي
06-10-2012, 12:53 AM
شجي هذه البوح المرمري الحرف تراصت معانيه على شرفة الأمل تنتظر حلما وتداري ألما

مرهق أن تعلقنا الأيام بين توالي غصاتها

أهلا بك أيتها الكريمة في واحتك

تحاياي

خليل حلاوجي
07-10-2012, 04:12 PM
حين يتحول الحرف ترياقاً لأوبئة قادمة ...

وننتظر هطول الغدق والودق :

لنغتسل بطهارة المعنى فتولد الحروف في نبضنا ... فيخفق القلب ... فنكدح إلى الله وجنته في الأرض والسماء .


عندها : سنفهم تفاصيل الحكاية .

أختي الكريمة مرمر : نص جرئ

نسرين بن لكحل
27-11-2012, 04:57 PM
[QUOTE=مرمر القاسم;748403]


جفّف بالهجر اشتياقي وأحرس أدمغة الدّقائق من النّهب في الهزيع الأخير من الليل.
يجذبني من ساق الليل فأزداد التهاماً للذكريات العارية،أتناولها كقطع الشكولاتة وفناجين القهوة بنهم.
كنا جالسين في صمت ننتظر قدوم من يرفع كيس المواعيد المؤجّلة فوق ظهر الأيام القادمة سلّم بالنظر وغادر مبتهجاً.
لاحقا سوف أجعل من ابتسامته غلافا لدفتر الصّور،
ويبقى مقعدنا خلف غابات الصّنوبر مطلّا على أغلب الآثار ولا أثر لنا.



بوح رائع شجي جعلني أغوص في أعماقي ، أقرأ الحرف بتمهل لأنتشي من زلاله العذب ..
أعجبتني اللغة .جميلة و عميقة تشدّ انتباه الفكر و القلب معا .
أستاذتي الكريمة تقبلي تحيتي و اعجابي الشديد

سهى رشدان
27-11-2012, 05:48 PM
حرفك ِ عبارة عن تاريخ
يجب أن يُحفظ في كلّ كتاب
أحييك ِ

نداء غريب صبري
24-12-2012, 04:53 AM
جميل أختي مرمر
امتعتني قراءته

شكرا لك

بوركت

أميمة الرباعي
21-01-2013, 03:00 AM
مبهر هذا النص, ومذهلة هذه اللغة.
دخلت هنا أبحث عن قطرة عطر....فاجتاحتني بساتين الفل وأغرقني طوفان النور.
رائعة أختي مرمر...ويليق بك الاسم كثيراً بنعومته وصلابته وجماله.

د. سمير العمري
31-07-2014, 04:21 PM
بعيدا عن تناول الملامح النفسية للنص والتي لا تخلو من فلسفة ورؤية قد نتفق في بعضها وقد نختلف إلا أنني أريد هنا أن أقف على الجانب الأدبي في النص وهذا الأسلوب الراقي في التعبير بصور بكر ولغة قادرة على رسم معاني ممتدة بألوان وظلال وفق معطيات المقصود منها بلا تكلف وبلا تعقيد ولكن بقوة وألق.

أنت أديبة ذات أسلوب يحمل بصمتها وأزعم دوما بأنك لو أوليت حرفك بعض عناية باعتداد ولكن بلا عناد لوصل بك إلى فوق ما تتخيلين.

تقديري