تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سَيَّارَة



ربيحة الرفاعي
08-10-2012, 05:00 PM
قَطَعَتْ في بِضْعِ خُطُواتٍ سَريعَةٍ المَسافَةَ ما بَيْنَ مِرآةِ المَدْخَلِ الَّتي وَقَفَتْ أَمامَها فِي كَشْفِ الهَيْئَةِ الصَّباحِيِّ الأَخيرِ، تَتَفَقدُ انْعِكاسَ صورَتِها الجَميلَةِ فِيها، وَبَيْنَ البَوّابَةِ الخارِجِيَّةِ تَقْفِزُ دَرَجاتِها القَليلَةَ بِخِفَّةٍ تُوحِي لِمَنْ يَراها أنَّها تِلْمِيذَةٌ لَمْ تُغادِرْ مَقاعِدَ الدِّراسَةِ بَعْدْ، فَجَسَدُها المُنْتَصِبُ طَوْدًا فِي وَجْهِ عَواصِفِ الدَّهْرِ الجائِرَةِ ما يَزالُ نابِضًا بِالشَّبابِ، لَمْ تُغَيِّرِ السُّنونَ الَّتِي حَمَّمَتْ رُوحَها الكَثِيرَ مِنْ مَظْهَرِه الخَارِجِيّ، وَما تَزالُ إِرادَةُ الحَياةِ فِيها سَيِّدًا يَتَحَكَّمُ بِحِوارِ اليَأْسِ والأَمَلِ عَلَى مَسْرَحِ عُمْرِها، وَيَشُقُّ الأَرْضَ عَنَ وَعْدٍ بِرَبِيعٍ يَدُومْ.

أَلْقَتْ نَظْرَةً حائِرَةً عَلَى البُقْعَةِ الضَّيِّقَةِ الّتي كانَتْ مِرْآبًا فِي زاوِيَةِ الفِناءِ لِسَيّارَةٍ صَغِيرَةٍ قَدِيمَةٍ غَادَرَتْها لِلأَبَدِ، وَغَادَرَ مَعَها حُلُمُها القَدِيمُ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْها يَوْمًا، لِتَرْكَبَ عَرَبَةً جَدِيدَةً فارِهَةً قَضَتْ ساعاتِ القِيادَةِ فِي تَخَيُّلِها وَرَسْمِ صَوَرٍ ساحِرَةٍ لِفَخامَتِها بِطولِها وَلَوْنِها الأَسْوَدِ المَهِيبِ وَرَوْعَةِ اصْطِفافِها بِبابِ مَنْزِلِها، وَشَطَنَتْ بِخَيالِها أَحْيانًا فَجَعَلَتْ لَها سائِقًا بِبِزَّةٍ رَسْمِيَّةٍ يُوقِفُها بِانْتِظارِها وَيَتَرَجَّلُ مِنْها مُسْرِعًا لِيَفْتَحَ لَها بَابَها فَتَصْعَدُ إِلَيْها أَوْ تَتَرَجَّلُ مِنْها.

تَبَسَّمَتْ بِسُخْرِيَةٍ وَهِيَ تَتَأَمَّلُ الدَّوالِيبَ تُصْدِرُ صَوْتًا كَالنَّحيبِ انْزِعاجًا لِقَمْعِ الكَوابِحِ جِماحَ دَوَرانِها، قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ نَظَرَها لِتُوَجِّهَهُ نَحْو السَّائِقِ بِوَجْهِهِ الكَئِيبِ يُغْرِيها بِصَفْعِ وَجْنَتِهِ الشَّاحِبَةِ، كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْها بِعَيْنَيْنِ شَرِهَتَيْنِ تَنْدَلِقُ مِنْهُما رَغْبَةٌ وَقِحَةٌ، شَعَرَتْ أَمامَها بِانْقِلابِ مَعِدَتِها وَرَغْبَةٍ مَجْنونَةٍ بِقَذْفِ حِمَمِ بُرْكانِ الغَضَبِ المُسْتَعِرِ فِي أَعْماقِهَا تُحَرِّقُهُ وَالحَافِلَةَ بِرُكّابِها.

مازن لبابيدي
08-10-2012, 07:33 PM
السيارة الرمز ، السيارة الرفاهية ، السيارة الارتقاء ، السيارة الطموح ، السيارة المكانة والطبقة
إرادة الحياة والطموح الكبير تتجسد في هذه السيارة التي لم تأت وكذلك اليأس .
وقفت قليلا عند الغاية من التفرع لسلوك السائق ومظهره الذي يثير الغثيان ، ثم اهتديت إلى حالة الرفض التي تعيشها البطلة لواقعها والتي ربما تجعلها تمقت كل ما فيه ، مبالغة في ذلك على الأكثر ، حالة من عدم الرضا عن الواقع توازي شدة الطموح المتجسدة في السيارة التي ما هي إلا رمز للدنيا بكل مظاهرها .

قصة رائعة شائقة ماتعة تستحق التقدير الكبير

ولك أختي كل التقدير والتحية

آمال المصري
08-10-2012, 08:42 PM
كان صراعا بين الأمل واليأس متجسدا في تلك الفارهة التي فكرت في استبدالها بقديمتها للارتقاء وعِوضا عن مافرَّ منها من العمر
ولكن تجسد أمامها صورة هذا السائق والذي يمثل الواقع بكل مساوئه يحاول النيل منها فتحاول مصارعة رغباتها ويتملكها الغضب فتجور على بقايا أمل
رائعة لغة وفكرة وتعابير كما عهدناك سيدتي
دام ألقك
ولي عودة للنص فهو يستحق أكثر من قراءة
تحاياي ومحبتي

محمد مشعل الكَريشي
08-10-2012, 09:11 PM
اتذكر اني مررت من هنا وعلقت ولكن اختفى تعليقي ...! ربما لم يكتمل بسبب ضعف النت عندي...

اعجبتني ، وما زلت اتلذذ بهذا الحرف البديع وقد اقتطفت منه هذا السطر الرائع لانه اعجبني جدا

تَتَأَمَّلُ الدَّوالِيبَ تُصْدِرُ صَوْتًا كَالنَّحيبِ انْزِعاجًا لِقَمْعِ الكَوابِحِ جِماحَ دَوَرانِها

دام لنا ابداعك اديبتنا الرائعة ربيحة الرفاعي ...

نداء غريب صبري
09-10-2012, 07:19 PM
ما أجمل هذا الوصف المتناغم لخطوتها وأحلامها يوقعنا في وهم امتلاكها السيارة التي حلمت بها
لنقع بعده على أم رؤوسنا حين تركب الحافلة

قصة رائعة سيدتي
أسلوبها مشوق ومهارات القص في عالية
ولغتك جميلة وقوية

شكرا لك سيدتي

بوركت

كاملة بدارنه
10-10-2012, 05:49 PM
مِرآةِ المَدْخَلِ الَّتي وَقَفَتْ أَمامَها فِي كَشْفِ الهَيْئَةِ الصَّباحِيِّ الأَخيرِ، تَتَفَقدُ انْعِكاسَ صورَتِها الجَميلَة
نظرة إيجابيّة للذّات طالما رأت البطلة صورتها جميلة ...

وَما تَزالُ إِرادَةُ الحَياةِ فِيها سَيِّدًا يَتَحَكَّمُ بِحِوارِ اليَأْسِ والأَمَلِ عَلَى مَسْرَحِ عُمْرِها، وَيَشُقُّ الأَرْضَ عَنَ وَعْدٍ بِرَبِيعٍ يَدُومْ.
جميل هذا الرّبط بين الجمال والرّغبة في الحياة، والحلم بالرّبيع ...
يسود جوّ من التّفاؤل، قمّته كانت بلفظة الرّبيع، لكن تتغيّر الأجواء بالعودة إلى الماضي:

نَظْرَةً حائِرَةً عَلَى البُقْعَةِ الضَّيِّقَةِ الّتي كانَتْ مِرْآبًا فِي زاوِيَةِ الفِناءِ لِسَيّارَةٍ صَغِيرَةٍ قَدِيمَةٍ غَادَرَتْها لِلأَبَدِ
كون البطلة تذكّرت السّيارة القديمة، يعني أنّ الفترة المرتبطة بالسّيارة لم تُنس بالرّغم من مغادرة تلك السّيارة. ومن هذه النّقطة تأخذ الأحداث مسارا مغايرا، مسارا فيه تمرّد على الماضي، وتوق لحاضر جديد مغاير، تمثّل بالرّغبة بركوب سيّارة فارهة ... رمز للتّغيير والتّمرّد على الواقع الذي لا يعجب.

وَغَادَرَ مَعَها حُلُمُها القَدِيمُ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْها يَوْمًا، لِتَرْكَبَ عَرَبَةً جَدِيدَةً فارِهَةً
فالسّيارة هي الحياة وهي عجلة الزّمان الذي يدور بنا...

قَضَتْ ساعاتِ القِيادَةِ فِي تَخَيُّلِها وَرَسْمِ صَوَرٍ ساحِرَةٍ لِفَخامَتِها بِطولِها وَلَوْنِها الأَسْوَدِ المَهِيبِ وَرَوْعَةِ اصْطِفافِها بِبابِ مَنْزِلِها
التّغيير الذي تبغيه ليس عشوائيّا، إنّما قضت وقتا في رسمه، أي التّخطيط له . فالفخامة تدلّ على رغبة لما هو مميّز وذي قيمة، وروعة الاصطفاف تدلّ على وضع الأمور في مكانها الملائم، وباب المنزل هو المكان الأكثر أهميّة وقربا وخصوصيّة ( وله دلالة أخرى سآتي على ذكرها) . بعد هذا التّخطيط، شطن الخيال... جاء انتقاء الكلمة رائعا شطن من الشّيطان، الوسوسة والعواطف نادت غير ما نادى به العقل، فبعد التّخطيط وتصوّر الحصول على المبتغى، راحت الوسوسة إلى صور أخرى تعكس الفخامة والخدمة من قبل الآخرين، ولكنّها قد تكون وسوسة للمصلحة إذا ما كانت الخدمة تعكس علوّ شأن!.
تأخذ الأحداث منحى آخر في الفقرة الأخيرة

تَبَسَّمَتْ بِسُخْرِيَةٍ وَهِيَ تَتَأَمَّلُ الدَّوالِيبَ تُصْدِرُ صَوْتًا كَالنَّحيبِ انْزِعاجًا لِقَمْعِ الكَوابِحِ جِماحَ دَوَرانِها، قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ نَظَرَها لِتُوَجِّهَهُ نَحْو السَّائِقِ بِوَجْهِهِ الكَئِيبِ يُغْرِيها بِصَفْعِ وَجْنَتِهِ الشَّاحِبَةِ، كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْها بِعَيْنَيْنِ شَرِهَتَيْنِ تَنْدَلِقُ مِنْهُما رَغْبَةٌ وَقِحَةٌ، شَعَرَتْ أَمامَها بِانْقِلابِ مَعِدَتِها وَرَغْبَةٍ مَجْنونَةٍ بِقَذْفِ حِمَمِ بُرْكانِ الغَضَبِ المُسْتَعِرِ فِي أَعْماقِهَا تُحَرِّقُهُ وَالحَافِلَةَ بِرُكّابِها.
تعود البطلة إلى الواقع بنظرة ساخرة حين تأملّت الدّواليب، أي حركة الزّمان التي لا تعجبها، وزاد عصف الجوّ الغاضب حين نظرت للسّائق، الذي يرمز للقائد الذي يدير الأمور، ولكنّه هنا بوجنتين شاحبتين، لا يصلح لما يطلب منه، وليس هذا فحسب فهو نهم طامع باحتواء كيانها، فتثور الثّائرة عليه؛ كونه قائد العربة التي أظهرت لنا أنّها لا زالت في وضعها القديم، ولم تحقّق الرّغبات والطّموحات... أنّها في حافلة تنقلها وتنقل غيرها! . ضاعت الأحلام والتّخطيطات...
وتنهي القصّة ببركان من الغضب والرّفض لكلّ ما هو أمامها، وما اعتقدت أنّه المنقذ بالرّغبة في التّقيّؤ الذي يعني رفض المعدة للطّعام جسديّا، ولكنه رفض هنا وتمرّد.
قد تفسّر الأحداث على الصّعيد العام، إضافة للخاصّ، وترمز إلى الوضع في بلداننا. فالسّيارات القديمة هي الحكومات والرّؤساء التي مشت سنوات طويلة، وحان تغييرها ، وتصوّر الصّور هو التّخطيط فكريّا وليس عمليّا، وكان ذا طموحات كثيرة - سيّارة فارهة سوداء وبباب المنزل- أي بمتناول اليد ولخدمة من يخطّطون. ولكن أمل الطّموحات الزّائدة للشّعوب لم يتحقّق، ولا يزال النّاس كأنّهم في الحافلة نفسها رغم اختلاف الماركة.
قصّة رائعة تحتمل أكثر من تأويل على الصّعيد الخاص والعام
بوركت عزيزتي الأخت ربيحة
تقديري وتحيّتي

محمد فتحي المقداد
10-10-2012, 07:13 PM
أستاذة ربيحة الرفاعي
أسعدك الله
قطار الزمن يسير بسرعة لا ينتظر أحدا .
كذلك أحلامها راحت تسابق القطار لتتغلب
على واقعها وعَدْوِ الزمن عليها ..
لكنها نظرت للحياة من جديد بتجديد رفاهيتها
واستبدلت نفسها زيادة في الرفاهية لتحقيق
حلم , بالسائق الوقح.. لكنها تعالت وتسامت
على نداء جسدها .. بشمم وإباء ..
دمت بكل خير

ربيحة الرفاعي
11-10-2012, 11:00 PM
السيارة الرمز ، السيارة الرفاهية ، السيارة الارتقاء ، السيارة الطموح ، السيارة المكانة والطبقة
إرادة الحياة والطموح الكبير تتجسد في هذه السيارة التي لم تأت وكذلك اليأس .
وقفت قليلا عند الغاية من التفرع لسلوك السائق ومظهره الذي يثير الغثيان ، ثم اهتديت إلى حالة الرفض التي تعيشها البطلة لواقعها والتي ربما تجعلها تمقت كل ما فيه ، مبالغة في ذلك على الأكثر ، حالة من عدم الرضا عن الواقع توازي شدة الطموح المتجسدة في السيارة التي ما هي إلا رمز للدنيا بكل مظاهرها .

قصة رائعة شائقة ماتعة تستحق التقدير الكبير

ولك أختي كل التقدير والتحية

قراءة مضيئة تليق بمرور أديبنا الرائع في حرفي المتواضع
ووقوف على رمزين مركبين يشهد بتميز حضورك الذي أسعدني
شرف بردك الحرف وصاحبته

اهلا بك في صفحتي

تحاياي

ريمة الخاني
12-10-2012, 10:49 PM
موقف حي وسرد موفق تمنيت لو وجدت عنوانا مشوقا أكثر يكلل جهدك الجميل.
الف تحية وتقدير لك دوما يانحلة الواحة.

نداء غريب صبري
15-10-2012, 01:15 PM
السيارة الحركة والسيارة التقدم والسيارة الانطلاق نحو ما نريد
وبين السيارة الصغيرة القديمة التي ترمز لواقع أرادت تغييره، والسيارة الفخمة الكبيرة التي ترمز لطموحها كان الحدث المضمر وراء المشاهد، سقطة وفشل، لقد فقدت السيارة القديمة التي كانت تمتلكها لكنها لم تحصل على السيارة التي حلمت بها بل صار عليها ان تركب وسائط النقل العام، وبدلا من سائق أجير لديها صار عليها ان تتحمل وتتجاهل عذابها أمام نظرات وقحة من سائق (الباص) الذي تركبه مع عشرات غيرها

كل كلمة في النص حملت معنى ودلالة
حاولت اختزالها سيدتي لأعلق على اللغة، لكني فشلت فكل كلمة او عبارة اردت رفعها من النص افقدته جزءا مهما منه

قصة رائعة
سأحاول التعلم منها

بوركت

مصطفى حمزة
15-10-2012, 09:51 PM
لقطة لحال نفسيّة إنسانيّة ، لا بدّ كابدها كلّ فقير بين واقعه وحلمه صحارى الفقر والقهر ! من هنا القيمة الفكرية للقصّة
أما قيمتها البلاغيّة فواضحة في بوح هذا القلم الثرّ المطواع ليد أديبتنا الصَناع ..
والصراع النفسي الداخلي للبطلة صنع دراما مؤثرة واخذة لدى القارئ ، وهذا ما منح القصّة قيمتها الفنية ..
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة : تقبلي تقديري واحترامي ، وشكري على لحظاتٍ جميلة منحتِها لنا من عالم إبداعك

فاطمه عبد القادر
16-10-2012, 02:22 AM
وَشَطَنَتْ بِخَيالِها أَحْيانًا فَجَعَلَتْ لَها سائِقًا بِبِزَّةٍ رَسْمِيَّةٍ يُوقِفُها بِانْتِظارِها وَيَتَرَجَّلُ مِنْها مُسْرِعًا لِيَفْتَحَ لَها بَابَها فَتَصْعَدُ إِلَيْها أَوْ تَتَرَجَّلُ مِنْها.

السلام عليكم
كان عنصر التشويق واضحا ,,لقد قفزت فوق السطور لأعرف النهاية ,,وعدت لقراءة القصة مرة أخرى
حبكة القصة رائعة ,,أعجبتني كثيرا,, إذ أنها لم تتخلى عن التقنية اللازمة للحبكة .واللغةأيضا متمكنة
حلم البطلة كان فضفاضا ,,فظا وأنانيا ,إذ لم يعد ينقصها إلا موكب من السيارات الفارهة ترافقها ,,,,إنه الحلم بالسيادة
وضعت الوطن والإنسانية والبيئة جانبا وحلمت بالتميز على حساب كل شيء
برأيي أن استعمال الدراجة الهوائية كان سيكون أرقى من سيارتها الفارهة التي ستلوث البيئة ذهابا وإيابا
برأيي أن استعمال النقل العام كالحافلة هو أسمى وأقرب للإنسانية والحضارة الحقيقية من سيارتها وسائقها
كان عليها أن تحلم بشوارع أوسع وأنظف وأسهل
وبحافلات أكثر وأصلح للإستعمال ,وبسائق لها أكثر أخلاقا وإحساسا بالمسؤولية
على كل ,,بينما كانت هي تحلم بالتفوق على غيرها ,كان هناك من يحلم لسلبها ما تبقى لها ,وهو سائق الحافلة
لا عجب ,,,فهذة حال أمة تحلم بأكل بعضها لحما نيئا
سلمت يدك يا ربيحة
قصة جميلة جدا
ماسة

ناديه محمد الجابي
16-10-2012, 10:33 AM
يتبعنا الطموح ويسير معنا رحلة العمر فى هذة الدنيا التى ما هى إلا
خليط من طموحات ورغبات تتداخل لتكون الهدف من الحياة .
والعمر ماهو إلا عبور مسافات بين الطموح ومحاولة تحقيقه ..
بين الأهداف المرسومة ومحاولة الوصول إليها ..
هناك من يحركه طموحه وآخر لا تحرك الطموحات فيه ساكنا
ومن الأفضل أن يكون هناك تناسب بين المقدرة وبين ما تطمح
إليه حتى لا يضيع الزمن فى طريق مستحيل , ويعيش الإنسان
فى أحلام يقظة وأمانى لا يستطيع تحقيقها فى الواقع ..
فإذا ما أستيقظ منها وجد الواقع الأليم ..

رسمت الشخصية بإقتدار وعبرت عنها بلغة قوية متمكنة
ووصف دقيق فعشنا معها أحلامها , ثم إستيقظنا معها
وقد ضاعت الأحلام والتخطيطات .
تحية لك بحجم روعة قلمك .

د. سمير العمري
18-10-2012, 07:54 PM
بين الحلم والواقع وما بين الأمل والألم عشنا أحداث هذه القصة التي تمثل نزفا نفسيا شعوريا معبرا.

كم من الكرام الكبار من تطحنه الحياة وتطمع فيه الأرذال وتستخف به الأيام والأنام ، وكم من عظيم لا يدرك مكانته ولا يجد حقه ويسلب قدره.

قصة معبرة يمكن تأويلها بأكثر من معنى إضافة للمعنى الظاهر المعبر عن الحالة النفسية والشعورية.

أما المبنى فهو ألق الحرف الرفاعي برقي وشموخ.

دمت بخير وعافية!


تحياتي

سامية الحربي
20-10-2012, 02:02 AM
بضعة خطوات هي الفاصل بين حلم زاهر و واقع مربك مُوغل في جفوة المادية .هي نفسها خطوات بطلة القصة فهي تتوثب بخطى موفورة الشباب لحياة مُترفة لا توجد إلا في مخيلتها البريئة لتصدم بلهاث مسعور يطاردها. تحية وتقدير أستاذتي الكريمة.

وليد عارف الرشيد
20-10-2012, 02:41 PM
عذرًا لأنني فوت على نفسي فرصة التواجد في مقدمة الصف لأتابع قصة رائعة المضمون والمعالجة والسرد واللغة وكانت لحظة الاستيقاظ من الحلم نهاية مثيرة وقوية
استخدام السيارة كان أكثر من موفق كرمز للنقلة الطبقية الحلم .
ليس غريبًا هذا الألق على حروفك شاعرتنا الأديبة القديرة
سررت واستمتعت هنا .. دمت بهذا العطاء الراقي
مودتي وكثير تقديري

الفرحان بوعزة
20-10-2012, 09:30 PM
قَطَعَتْ في بِضْعِ خُطُواتٍ سَريعَةٍ المَسافَةَ ما بَيْنَ مِرآةِ المَدْخَلِ الَّتي وَقَفَتْ أَمامَها فِي كَشْفِ الهَيْئَةِ الصَّباحِيِّ الأَخيرِ، تَتَفَقدُ انْعِكاسَ صورَتِها الجَميلَةِ فِيها، وَبَيْنَ البَوّابَةِ الخارِجِيَّةِ تَقْفِزُ دَرَجاتِها القَليلَةَ بِخِفَّةٍ تُوحِي لِمَنْ يَراها أنَّها تِلْمِيذَةٌ لَمْ تُغادِرْ مَقاعِدَ الدِّراسَةِ بَعْدْ، فَجَسَدُها المُنْتَصِبُ طَوْدًا فِي وَجْهِ عَواصِفِ الدَّهْرِ الجائِرَةِ ما يَزالُ نابِضًا بِالشَّبابِ، لَمْ تُغَيِّرِ السُّنونَ الَّتِي حَمَّمَتْ رُوحَها الكَثِيرَ مِنْ مَظْهَرِه الخَارِجِيّ، وَما تَزالُ إِرادَةُ الحَياةِ فِيها سَيِّدًا يَتَحَكَّمُ بِحِوارِ اليَأْسِ والأَمَلِ عَلَى مَسْرَحِ عُمْرِها، وَيَشُقُّ الأَرْضَ عَنَ وَعْدٍ بِرَبِيعٍ يَدُومْ.
أَلْقَتْ نَظْرَةً حائِرَةً عَلَى البُقْعَةِ الضَّيِّقَةِ الّتي كانَتْ مِرْآبًا فِي زاوِيَةِ الفِناءِ لِسَيّارَةٍ صَغِيرَةٍ قَدِيمَةٍ غَادَرَتْها لِلأَبَدِ، وَغَادَرَ مَعَها حُلُمُها القَدِيمُ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْها يَوْمًا، لِتَرْكَبَ عَرَبَةً جَدِيدَةً فارِهَةً قَضَتْ ساعاتِ القِيادَةِ فِي تَخَيُّلِها وَرَسْمِ صَوَرٍ ساحِرَةٍ لِفَخامَتِها بِطولِها وَلَوْنِها الأَسْوَدِ المَهِيبِ وَرَوْعَةِ اصْطِفافِها بِبابِ مَنْزِلِها، وَشَطَنَتْ بِخَيالِها أَحْيانًا فَجَعَلَتْ لَها سائِقًا بِبِزَّةٍ رَسْمِيَّةٍ يُوقِفُها بِانْتِظارِها وَيَتَرَجَّلُ مِنْها مُسْرِعًا لِيَفْتَحَ لَها بَابَها فَتَصْعَدُ إِلَيْها أَوْ تَتَرَجَّلُ مِنْها.
تَبَسَّمَتْ بِسُخْرِيَةٍ وَهِيَ تَتَأَمَّلُ الدَّوالِيبَ تُصْدِرُ صَوْتًا كَالنَّحيبِ انْزِعاجًا لِقَمْعِ الكَوابِحِ جِماحَ دَوَرانِها، قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ نَظَرَها لِتُوَجِّهَهُ نَحْو السَّائِقِ بِوَجْهِهِ الكَئِيبِ يُغْرِيها بِصَفْعِ وَجْنَتِهِ الشَّاحِبَةِ، كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْها بِعَيْنَيْنِ شَرِهَتَيْنِ تَنْدَلِقُ مِنْهُما رَغْبَةٌ وَقِحَةٌ، شَعَرَتْ أَمامَها بِانْقِلابِ مَعِدَتِها وَرَغْبَةٍ مَجْنونَةٍ بِقَذْفِ حِمَمِ بُرْكانِ الغَضَبِ المُسْتَعِرِ فِي أَعْماقِهَا تُحَرِّقُهُ وَالحَافِلَةَ بِرُكّابِها.

***********************************


الأخت المبدعة ربيحة الرفاعي .. تحية طيبة ..
بطلة قرأت نفسها وذاتها من خلال المرآة ، أعطت تقييماً لمظهرها الخارجي الذي قد لا ينطبق مع ما هو باطني .. كابدت وصارعت الأيام من أجل أن تحافظ على طراوتها ونضارتها .. أعتقد هي قراءة أحادية الجانب ، غلفت أيامها بالأمل والتفاؤل مما أعطاها طاقة صامتة لمحاصرة الحياة ومحاولة إخضاعها لإرادتها ، مع أنها متأكدة أن الأيام خذلتها لما تباطأت عنها في تحقيق طموحاتها على الواقع .. بطلة تحاول أن تولد أملا مشكوكاً فيه ، فما لم تستطع أن تحققه في الواقع استطاعت أن تحققه في الخيال .. فوجدت في سيارتها القديمة إلهاماً وملاذاً لها ، فصبت غضبها على ما هو قديم .. غضب دافع إلى تغييرات قد ترتقي بها لتعزيز مكانتها الاجتماعية ، لكنها غير مبنية على أسس ممكنة ،إنها تغييرات عشوائية لم تمس جوهر حياتها ، ولا تستند لتخطيط وتدبير محكم .. تغيرات تجلت في استبدال سيارتها القديمة بأخرى جديدة ، لها سائق يوجد تحت تصرفها وإمرتها ..
والواقع ، هي بطلة حالمة متوهمة أن التغيير يأتي دفعة واحدة دون مكابدة ومجاهدة الظروف ، إنها بطلة تبحث في قرارة نفسها عن رجل يحميها ويذيب يأسها ، لأنها خافت أن يتجمد الأمل من حولها وتبقى عالة على نفسها ومجتمعها بدون زواج ..لكنها خابت في مسعاها لأنها جنحت للخيال وحلقت في الغموض والمجهول .. ومن سوء حظها سقطت في رجل لم يرضها من خلال صورته الخلقية .. مما دفعها أن تعود إلى واقعها الذي أدركت أنه لم يتغير وهو وجودها مع عامة الناس في الحافلة ..
تلك هي أحلام تنتاب الإنسان بين الحين والآخر ، تعبر عن طموحاته المخبوءة في النفس والذات والفكر ..
أعجبني النص لأنه يغوص في النفس البشرية ، ويكشف عن التناقضات التي يعيشها كل كائن بشري .. صياغة جميلة وبناء محكم للنص يحقق متعة القراءة بامتياز .. جميل ما أبدعت أختي الفاضلة ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

ربيحة الرفاعي
31-10-2012, 10:23 PM
كان صراعا بين الأمل واليأس متجسدا في تلك الفارهة التي فكرت في استبدالها بقديمتها للارتقاء وعِوضا عن مافرَّ منها من العمر
ولكن تجسد أمامها صورة هذا السائق والذي يمثل الواقع بكل مساوئه يحاول النيل منها فتحاول مصارعة رغباتها ويتملكها الغضب فتجور على بقايا أمل
رائعة لغة وفكرة وتعابير كما عهدناك سيدتي
دام ألقك
ولي عودة للنص فهو يستحق أكثر من قراءة
تحاياي ومحبتي

وأحلام تتكشف عن أوهام
وخسائر بضربات قاضية
أليس هو الواقع غاليتي؟
سعدت بمرورك، وبشوق سأترقب عودتك الموعودة
فمثلك يعود بالغنائم

دمت بألق
واهلا بك في صفحتي

تحاياي

ربيحة الرفاعي
21-01-2013, 07:45 AM
اتذكر اني مررت من هنا وعلقت ولكن اختفى تعليقي ...! ربما لم يكتمل بسبب ضعف النت عندي...
اعجبتني ، وما زلت اتلذذ بهذا الحرف البديع وقد اقتطفت منه هذا السطر الرائع لانه اعجبني جدا
دام لنا ابداعك اديبتنا الرائعة ربيحة الرفاعي ...

كان ظرفا طارئا اختفت فيه مشاركات الكثيرين وتم شرحه في وقته
وها أنا حظيت بفضله بعودتك وإكرامك نصي بتعليق جديد

دمت والألق

تحاياي

معزوز أسامة
21-01-2013, 05:26 PM
بسلم الطموح نسعى للوصول الى سدرة منتهى تحقيق الحلم النبيل و الابتعاد عن أديم الحقيقة القاحلة و الواقع الأليم ...

ولو أني وصلت متأخرا و لكني سعيد بتواجدي بين ألق حرفك و بهاء فكرك...

دمت أيتها الجميلة ...

أســـامة.

محمد الشرادي
22-01-2013, 08:36 PM
قَطَعَتْ في بِضْعِ خُطُواتٍ سَريعَةٍ المَسافَةَ ما بَيْنَ مِرآةِ المَدْخَلِ الَّتي وَقَفَتْ أَمامَها فِي كَشْفِ الهَيْئَةِ الصَّباحِيِّ الأَخيرِ، تَتَفَقدُ انْعِكاسَ صورَتِها الجَميلَةِ فِيها، وَبَيْنَ البَوّابَةِ الخارِجِيَّةِ تَقْفِزُ دَرَجاتِها القَليلَةَ بِخِفَّةٍ تُوحِي لِمَنْ يَراها أنَّها تِلْمِيذَةٌ لَمْ تُغادِرْ مَقاعِدَ الدِّراسَةِ بَعْدْ، فَجَسَدُها المُنْتَصِبُ طَوْدًا فِي وَجْهِ عَواصِفِ الدَّهْرِ الجائِرَةِ ما يَزالُ نابِضًا بِالشَّبابِ، لَمْ تُغَيِّرِ السُّنونَ الَّتِي حَمَّمَتْ رُوحَها الكَثِيرَ مِنْ مَظْهَرِه الخَارِجِيّ، وَما تَزالُ إِرادَةُ الحَياةِ فِيها سَيِّدًا يَتَحَكَّمُ بِحِوارِ اليَأْسِ والأَمَلِ عَلَى مَسْرَحِ عُمْرِها، وَيَشُقُّ الأَرْضَ عَنَ وَعْدٍ بِرَبِيعٍ يَدُومْ.

أَلْقَتْ نَظْرَةً حائِرَةً عَلَى البُقْعَةِ الضَّيِّقَةِ الّتي كانَتْ مِرْآبًا فِي زاوِيَةِ الفِناءِ لِسَيّارَةٍ صَغِيرَةٍ قَدِيمَةٍ غَادَرَتْها لِلأَبَدِ، وَغَادَرَ مَعَها حُلُمُها القَدِيمُ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْها يَوْمًا، لِتَرْكَبَ عَرَبَةً جَدِيدَةً فارِهَةً قَضَتْ ساعاتِ القِيادَةِ فِي تَخَيُّلِها وَرَسْمِ صَوَرٍ ساحِرَةٍ لِفَخامَتِها بِطولِها وَلَوْنِها الأَسْوَدِ المَهِيبِ وَرَوْعَةِ اصْطِفافِها بِبابِ مَنْزِلِها، وَشَطَنَتْ بِخَيالِها أَحْيانًا فَجَعَلَتْ لَها سائِقًا بِبِزَّةٍ رَسْمِيَّةٍ يُوقِفُها بِانْتِظارِها وَيَتَرَجَّلُ مِنْها مُسْرِعًا لِيَفْتَحَ لَها بَابَها فَتَصْعَدُ إِلَيْها أَوْ تَتَرَجَّلُ مِنْها.

تَبَسَّمَتْ بِسُخْرِيَةٍ وَهِيَ تَتَأَمَّلُ الدَّوالِيبَ تُصْدِرُ صَوْتًا كَالنَّحيبِ انْزِعاجًا لِقَمْعِ الكَوابِحِ جِماحَ دَوَرانِها، قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ نَظَرَها لِتُوَجِّهَهُ نَحْو السَّائِقِ بِوَجْهِهِ الكَئِيبِ يُغْرِيها بِصَفْعِ وَجْنَتِهِ الشَّاحِبَةِ، كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْها بِعَيْنَيْنِ شَرِهَتَيْنِ تَنْدَلِقُ مِنْهُما رَغْبَةٌ وَقِحَةٌ، شَعَرَتْ أَمامَها بِانْقِلابِ مَعِدَتِها وَرَغْبَةٍ مَجْنونَةٍ بِقَذْفِ حِمَمِ بُرْكانِ الغَضَبِ المُسْتَعِرِ فِي أَعْماقِهَا تُحَرِّقُهُ وَالحَافِلَةَ بِرُكّابِها.


أخ ربيحة

الأحلام الوردية التي تتمنى تحقيقها جعلتها تكره كل شيء حولها إلى درجة الرغبة في تدمير و إحراق كل شيء. فالبون واسع بين الطموح و التنكر الفج للواقع
تحياتي

ربيحة الرفاعي
13-02-2013, 06:41 AM
ما أجمل هذا الوصف المتناغم لخطوتها وأحلامها يوقعنا في وهم امتلاكها السيارة التي حلمت بها لنقع بعده على أم رؤوسنا حين تركب الحافلة
قصة رائعة سيدتي
أسلوبها مشوق ومهارات القص في عالية
ولغتك جميلة وقوية
شكرا لك سيدتي
بوركت

لا أقسى ولا أمر من لحظة تتكشف فيها أحلامنا عن حقائق تكاد تنقذف معها أمعاؤنا
شكرا لقراءته المتأنية حلوتي

لا حرمك البهاء

تحاياي

ربيحة الرفاعي
15-03-2013, 11:41 PM
نظرة إيجابيّة للذّات طالما رأت البطلة صورتها جميلة ...

جميل هذا الرّبط بين الجمال والرّغبة في الحياة، والحلم بالرّبيع ...
يسود جوّ من التّفاؤل، قمّته كانت بلفظة الرّبيع، لكن تتغيّر الأجواء بالعودة إلى الماضي:

كون البطلة تذكّرت السّيارة القديمة، يعني أنّ الفترة المرتبطة بالسّيارة لم تُنس بالرّغم من مغادرة تلك السّيارة. ومن هذه النّقطة تأخذ الأحداث مسارا مغايرا، مسارا فيه تمرّد على الماضي، وتوق لحاضر جديد مغاير، تمثّل بالرّغبة بركوب سيّارة فارهة ... رمز للتّغيير والتّمرّد على الواقع الذي لا يعجب.

فالسّيارة هي الحياة وهي عجلة الزّمان الذي يدور بنا...

التّغيير الذي تبغيه ليس عشوائيّا، إنّما قضت وقتا في رسمه، أي التّخطيط له . فالفخامة تدلّ على رغبة لما هو مميّز وذي قيمة، وروعة الاصطفاف تدلّ على وضع الأمور في مكانها الملائم، وباب المنزل هو المكان الأكثر أهميّة وقربا وخصوصيّة ( وله دلالة أخرى سآتي على ذكرها) . بعد هذا التّخطيط، شطن الخيال... جاء انتقاء الكلمة رائعا شطن من الشّيطان، الوسوسة والعواطف نادت غير ما نادى به العقل، فبعد التّخطيط وتصوّر الحصول على المبتغى، راحت الوسوسة إلى صور أخرى تعكس الفخامة والخدمة من قبل الآخرين، ولكنّها قد تكون وسوسة للمصلحة إذا ما كانت الخدمة تعكس علوّ شأن!.
تأخذ الأحداث منحى آخر في الفقرة الأخيرة

تعود البطلة إلى الواقع بنظرة ساخرة حين تأملّت الدّواليب، أي حركة الزّمان التي لا تعجبها، وزاد عصف الجوّ الغاضب حين نظرت للسّائق، الذي يرمز للقائد الذي يدير الأمور، ولكنّه هنا بوجنتين شاحبتين، لا يصلح لما يطلب منه، وليس هذا فحسب فهو نهم طامع باحتواء كيانها، فتثور الثّائرة عليه؛ كونه قائد العربة التي أظهرت لنا أنّها لا زالت في وضعها القديم، ولم تحقّق الرّغبات والطّموحات... أنّها في حافلة تنقلها وتنقل غيرها! . ضاعت الأحلام والتّخطيطات...
وتنهي القصّة ببركان من الغضب والرّفض لكلّ ما هو أمامها، وما اعتقدت أنّه المنقذ بالرّغبة في التّقيّؤ الذي يعني رفض المعدة للطّعام جسديّا، ولكنه رفض هنا وتمرّد.
قد تفسّر الأحداث على الصّعيد العام، إضافة للخاصّ، وترمز إلى الوضع في بلداننا. فالسّيارات القديمة هي الحكومات والرّؤساء التي مشت سنوات طويلة، وحان تغييرها ، وتصوّر الصّور هو التّخطيط فكريّا وليس عمليّا، وكان ذا طموحات كثيرة - سيّارة فارهة سوداء وبباب المنزل- أي بمتناول اليد ولخدمة من يخطّطون. ولكن أمل الطّموحات الزّائدة للشّعوب لم يتحقّق، ولا يزال النّاس كأنّهم في الحافلة نفسها رغم اختلاف الماركة.
قصّة رائعة تحتمل أكثر من تأويل على الصّعيد الخاص والعام
بوركت عزيزتي الأخت ربيحة
تقديري وتحيّتي

تنثرين الجمال حيث مررت
وتضفين على النصوص بعميق قراءتك وبديع فهمك ألقا وقيمة

شرف بحضورك نصي وتملقت قصتي

دمت بألق ايتها الراقية

تحاياي

ربيحة الرفاعي
31-03-2013, 12:22 AM
أستاذة ربيحة الرفاعي
أسعدك الله
قطار الزمن يسير بسرعة لا ينتظر أحدا .
كذلك أحلامها راحت تسابق القطار لتتغلب على واقعها وعَدْوِ الزمن عليها ..
لكنها نظرت للحياة من جديد بتجديد رفاهيتها واستبدلت نفسها زيادة في الرفاهية لتحقيق حلم , بالسائق الوقح.. لكنها تعالت وتسامت على نداء جسدها .. بشمم وإباء ..
دمت بكل خير


لستُ ممن يؤيد توضيح الكاتب لدلالات حرفه ومرامي نصه، لكني أسالك فضلا معاودة قراءة النص، فلم يكن نداء جسدها أو التسامي عليه مما حوى فيما أذكر أني أردت

دمت بألق أديبنا

تحاياي

فاتن دراوشة
31-03-2013, 11:30 AM
ربّما لم تكن الحافلة وسائقها بتلك المواصفات

لكنّ خيالها الذي ينزع إلى العزّ والسؤدد هو ما جعلها تراهم بتلك الضّعة

تصوير رائع للأبعاد النّفسيّة للفجوة بين الواقع وبين الطّموح

دام لقلمك البهاء غاليتي

محبّتي

فاتن

ربيحة الرفاعي
16-09-2013, 09:19 PM
مرور كريم أفاض على النص روعة

دمت بخير غاليتي

تحاياي

ربيحة الرفاعي
24-11-2013, 03:06 PM
السيارة الحركة والسيارة التقدم والسيارة الانطلاق نحو ما نريد
وبين السيارة الصغيرة القديمة التي ترمز لواقع أرادت تغييره، والسيارة الفخمة الكبيرة التي ترمز لطموحها كان الحدث المضمر وراء المشاهد، سقطة وفشل، لقد فقدت السيارة القديمة التي كانت تمتلكها لكنها لم تحصل على السيارة التي حلمت بها بل صار عليها ان تركب وسائط النقل العام، وبدلا من سائق أجير لديها صار عليها ان تتحمل وتتجاهل عذابها أمام نظرات وقحة من سائق (الباص) الذي تركبه مع عشرات غيرها

كل كلمة في النص حملت معنى ودلالة
حاولت اختزالها سيدتي لأعلق على اللغة، لكني فشلت فكل كلمة او عبارة اردت رفعها من النص افقدته جزءا مهما منه

قصة رائعة
سأحاول التعلم منها

بوركت

تدهشني قدرتك على فهم المقروء
ويعجبنيي التقاط لمفاتيح النصوص وتعاملك معها

جميل تعليقك وماتع حضورك غاليتي
لا حرمك البهاء



تحاياي

خلود محمد جمعة
26-11-2013, 11:00 PM
لم تقتنع يوماً بما لديها فكافأتها الحياة بما تستحق
سرد مائز، رمزية عميقة، قصة تحمل الكثير من العبر
دمت رائعة،متجددة ومبهرة
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
20-03-2014, 12:59 AM
لقطة لحال نفسيّة إنسانيّة ، لا بدّ كابدها كلّ فقير بين واقعه وحلمه صحارى الفقر والقهر ! من هنا القيمة الفكرية للقصّة
أما قيمتها البلاغيّة فواضحة في بوح هذا القلم الثرّ المطواع ليد أديبتنا الصَناع ..
والصراع النفسي الداخلي للبطلة صنع دراما مؤثرة واخذة لدى القارئ ، وهذا ما منح القصّة قيمتها الفنية ..
أختي العزيزة ، الأستاذة ربيحة : تقبلي تقديري واحترامي ، وشكري على لحظاتٍ جميلة منحتِها لنا من عالم إبداعك

عشرات ومئات وآلاف القراءات تحظى بها النصوص
لكن بعضها يملأ الكاتب رضا بحرفه ، تلك هي التي تكون لقامات في الأدب متمكنة صادقة واضحة كأنت أيها الرائع

أكرمت الحرف وصاحبته بمرورك ورأيك

دمت بألق
ودام دفعك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
11-05-2014, 12:30 AM
وَشَطَنَتْ بِخَيالِها أَحْيانًا فَجَعَلَتْ لَها سائِقًا بِبِزَّةٍ رَسْمِيَّةٍ يُوقِفُها بِانْتِظارِها وَيَتَرَجَّلُ مِنْها مُسْرِعًا لِيَفْتَحَ لَها بَابَها فَتَصْعَدُ إِلَيْها أَوْ تَتَرَجَّلُ مِنْها.

السلام عليكم
كان عنصر التشويق واضحا ,,لقد قفزت فوق السطور لأعرف النهاية ,,وعدت لقراءة القصة مرة أخرى
حبكة القصة رائعة ,,أعجبتني كثيرا,, إذ أنها لم تتخلى عن التقنية اللازمة للحبكة .واللغةأيضا متمكنة
حلم البطلة كان فضفاضا ,,فظا وأنانيا ,إذ لم يعد ينقصها إلا موكب من السيارات الفارهة ترافقها ,,,,إنه الحلم بالسيادة
وضعت الوطن والإنسانية والبيئة جانبا وحلمت بالتميز على حساب كل شيء
برأيي أن استعمال الدراجة الهوائية كان سيكون أرقى من سيارتها الفارهة التي ستلوث البيئة ذهابا وإيابا
برأيي أن استعمال النقل العام كالحافلة هو أسمى وأقرب للإنسانية والحضارة الحقيقية من سيارتها وسائقها
كان عليها أن تحلم بشوارع أوسع وأنظف وأسهل
وبحافلات أكثر وأصلح للإستعمال ,وبسائق لها أكثر أخلاقا وإحساسا بالمسؤولية
على كل ,,بينما كانت هي تحلم بالتفوق على غيرها ,كان هناك من يحلم لسلبها ما تبقى لها ,وهو سائق الحافلة
لا عجب ,,,فهذة حال أمة تحلم بأكل بعضها لحما نيئا
سلمت يدك يا ربيحة
قصة جميلة جدا
ماسة


شكرا لك أيتها الرائعة
حضورك إكرام لحرفي وتعقيبك يضفي عليه من رفعتك رفعة

أكرمتني غاليتي
أكرمك الله ورفع قدرك


تحاياي

ربيحة الرفاعي
15-05-2014, 12:43 AM
يتبعنا الطموح ويسير معنا رحلة العمر فى هذة الدنيا التى ما هى إلا
خليط من طموحات ورغبات تتداخل لتكون الهدف من الحياة . والعمر ماهو إلا عبور مسافات بين الطموح ومحاولة تحقيقه .. بين الأهداف المرسومة ومحاولة الوصول إليها .. هناك من يحركه طموحه وآخر لا تحرك الطموحات فيه ساكنا ومن الأفضل أن يكون هناك تناسب بين المقدرة وبين ما تطمح إليه حتى لا يضيع الزمن فى طريق مستحيل , ويعيش الإنسان فى أحلام يقظة وأمانى لا يستطيع تحقيقها فى الواقع .. فإذا ما أستيقظ منها وجد الواقع الأليم ..

رسمت الشخصية بإقتدار وعبرت عنها بلغة قوية متمكنة ووصف دقيق فعشنا معها أحلامها , ثم إستيقظنا معها وقد ضاعت الأحلام والتخطيطات .
تحية لك بحجم روعة قلمك .

الرائعة نادية محمد الجابي

مرورك يثري النص وتعقيبك يكرم كاتبه
وعبق حضورك يغري بالوقوف بين يدي ردك

دمت غاليتي ودام دفعك


تحاياي

ربيحة الرفاعي
09-07-2014, 02:57 AM
بين الحلم والواقع وما بين الأمل والألم عشنا أحداث هذه القصة التي تمثل نزفا نفسيا شعوريا معبرا.
كم من الكرام الكبار من تطحنه الحياة وتطمع فيه الأرذال وتستخف به الأيام والأنام ، وكم من عظيم لا يدرك مكانته ولا يجد حقه ويسلب قدره.
قصة معبرة يمكن تأويلها بأكثر من معنى إضافة للمعنى الظاهر المعبر عن الحالة النفسية والشعورية.
أما المبنى فهو ألق الحرف الرفاعي برقي وشموخ.
دمت بخير وعافية!
تحياتي

نيشان على صدر حرفي هذا المرور السامق وهذه الشهادة فيه من أمير الحرف
أكرمتني بتقييمك
لا حرمك البهاء سيدي

تحاياي

فوزي الشلبي
15-08-2014, 02:48 PM
الأديبة النبيلة ربيحة:
تحية محبة وتقديرٍ وود..
في سيارةٍ تنقلت..فيها بين محطات في النفس الإنسانية..فمن هروب لماض ما زال يفرض نفسه عل صورة عبثية متقلبة..فمن شعور بالكبر وتعال على الضعيف وهو سائق سيارتها هنا..إلى أن تلقى نفس الإهانة من سائق حافلة اخترمها بنظراته الوقحة من علٍ في الحافلة..إلى مكانها الوطيء..كيل بكيل!
نص بهي، تقديري الكبير وخالص دعائي لقلم يسطع بالبهاء!
أخوكم

لانا عبد الستار
15-10-2014, 02:30 AM
حلمت بسيارة فخمة بدلا من سيارتها العتيقة المهلهلة، فضيعت سيارة كانت لها وحدها، وركبت حافلة يستقلها معها العشرات، هذه فكرة القصة التي قرأتها، وهي كفكرة مجردة كبيرة وتحث على الرضى بالمقسوم وشكر الإله على نعمه التي لا نعرف قدرها حتى نفقدها
السيارة كما ذكر الأديب الكبير مازن لبابيدي رمز يمكن أن يشير للرفاه والعزّ وربما لهذا حدثتنا القصة عن سيارتين فارهة تحلم بها ومهلهلة تمتلكه، فرسمت قصة القهر بين الحلم والواقع
بلاغة وجمال وأسلوب قوي ولغة متألقة
حقا أمتعتني
أشكرك

ربيحة الرفاعي
12-12-2014, 02:06 AM
بضعة خطوات هي الفاصل بين حلم زاهر و واقع مربك مُوغل في جفوة المادية .هي نفسها خطوات بطلة القصة فهي تتوثب بخطى موفورة الشباب لحياة مُترفة لا توجد إلا في مخيلتها البريئة لتصدم بلهاث مسعور يطاردها. تحية وتقدير أستاذتي الكريمة.

قراءة تابعت بحس إنساني نديّ صراع البطلة داخليا وخارجيا
شكرا لمرورك

دمت بروعتك أيتها الغالية

تحاياي

ربيحة الرفاعي
05-03-2015, 12:46 AM
عذرًا لأنني فوت على نفسي فرصة التواجد في مقدمة الصف لأتابع قصة رائعة المضمون والمعالجة والسرد واللغة وكانت لحظة الاستيقاظ من الحلم نهاية مثيرة وقوية
استخدام السيارة كان أكثر من موفق كرمز للنقلة الطبقية الحلم .
ليس غريبًا هذا الألق على حروفك شاعرتنا الأديبة القديرة
سررت واستمتعت هنا .. دمت بهذا العطاء الراقي
مودتي وكثير تقديري

تضفي بحضورك على النصوص ألقا
وتنتشي بعبير تعقيبك الحروف وتسعد صاحبتها

دمت بروعتك أديبنا الرائع

تحاياي

وليد مجاهد
27-03-2015, 09:44 PM
قَطَعَتْ في بِضْعِ خُطُواتٍ سَريعَةٍ المَسافَةَ ما بَيْنَ مِرآةِ المَدْخَلِ الَّتي وَقَفَتْ أَمامَها فِي كَشْفِ الهَيْئَةِ الصَّباحِيِّ الأَخيرِ، تَتَفَقدُ انْعِكاسَ صورَتِها الجَميلَةِ فِيها، وَبَيْنَ البَوّابَةِ الخارِجِيَّةِ تَقْفِزُ دَرَجاتِها القَليلَةَ بِخِفَّةٍ تُوحِي لِمَنْ يَراها أنَّها تِلْمِيذَةٌ لَمْ تُغادِرْ مَقاعِدَ الدِّراسَةِ بَعْدْ، فَجَسَدُها المُنْتَصِبُ طَوْدًا فِي وَجْهِ عَواصِفِ الدَّهْرِ الجائِرَةِ ما يَزالُ نابِضًا بِالشَّبابِ، لَمْ تُغَيِّرِ السُّنونَ الَّتِي حَمَّمَتْ رُوحَها الكَثِيرَ مِنْ مَظْهَرِه الخَارِجِيّ، وَما تَزالُ إِرادَةُ الحَياةِ فِيها سَيِّدًا يَتَحَكَّمُ بِحِوارِ اليَأْسِ والأَمَلِ عَلَى مَسْرَحِ عُمْرِها، وَيَشُقُّ الأَرْضَ عَنَ وَعْدٍ بِرَبِيعٍ يَدُومْ.

أَلْقَتْ نَظْرَةً حائِرَةً عَلَى البُقْعَةِ الضَّيِّقَةِ الّتي كانَتْ مِرْآبًا فِي زاوِيَةِ الفِناءِ لِسَيّارَةٍ صَغِيرَةٍ قَدِيمَةٍ غَادَرَتْها لِلأَبَدِ، وَغَادَرَ مَعَها حُلُمُها القَدِيمُ بِأَنْ تَتَخَلَّصَ مِنْها يَوْمًا، لِتَرْكَبَ عَرَبَةً جَدِيدَةً فارِهَةً قَضَتْ ساعاتِ القِيادَةِ فِي تَخَيُّلِها وَرَسْمِ صَوَرٍ ساحِرَةٍ لِفَخامَتِها بِطولِها وَلَوْنِها الأَسْوَدِ المَهِيبِ وَرَوْعَةِ اصْطِفافِها بِبابِ مَنْزِلِها، وَشَطَنَتْ بِخَيالِها أَحْيانًا فَجَعَلَتْ لَها سائِقًا بِبِزَّةٍ رَسْمِيَّةٍ يُوقِفُها بِانْتِظارِها وَيَتَرَجَّلُ مِنْها مُسْرِعًا لِيَفْتَحَ لَها بَابَها فَتَصْعَدُ إِلَيْها أَوْ تَتَرَجَّلُ مِنْها.

تَبَسَّمَتْ بِسُخْرِيَةٍ وَهِيَ تَتَأَمَّلُ الدَّوالِيبَ تُصْدِرُ صَوْتًا كَالنَّحيبِ انْزِعاجًا لِقَمْعِ الكَوابِحِ جِماحَ دَوَرانِها، قَبْلَ أَنْ تَرْفَعَ نَظَرَها لِتُوَجِّهَهُ نَحْو السَّائِقِ بِوَجْهِهِ الكَئِيبِ يُغْرِيها بِصَفْعِ وَجْنَتِهِ الشَّاحِبَةِ، كَانَ يَنْظُرُ إِلَيْها بِعَيْنَيْنِ شَرِهَتَيْنِ تَنْدَلِقُ مِنْهُما رَغْبَةٌ وَقِحَةٌ، شَعَرَتْ أَمامَها بِانْقِلابِ مَعِدَتِها وَرَغْبَةٍ مَجْنونَةٍ بِقَذْفِ حِمَمِ بُرْكانِ الغَضَبِ المُسْتَعِرِ فِي أَعْماقِهَا تُحَرِّقُهُ وَالحَافِلَةَ بِرُكّابِها.


لأول مرة أشعر بهذه الرغبة في تشريح نص قرأته، فكل كلمة في القصة كانت إشارة لها دلالتها أو رمزا تريد به الكاتب توصيل فكرة ما
وقد وجدت في تحليلها متعة كبيرة فاقت متعة قراءة النص نفسه
الأستاذة ربيحة الرافعي
لك تقديري

أحمد عيسى
27-03-2015, 10:49 PM
لعلي أرى حلم الشباب الذي يرغب بتغيير واقعه ، فيتفاجأ بالأسوأ ، بالحلم حين يتحطم كقطعة ثلجٍ فوق صخرة الطمع والتكسب والفساد ..
لعلي أرى ربيعاً عربياً أراد أصحابه أن يكون مزدهراً يافعاً يخلص الشعوب من حكاما جثموا على صدورهم لسنوات ، لينعموا بالحرية السياسية والكرامة الانسانية ، فاذا بهم في حافلة مسرعة كئيبة يقودها سائق مجنون متهور ، استبدلت قياداتهم المترهلة /سياراتهم القديمة بقيادات أكثر فساداً/حافلة قديمة ، فلم ينعموا لا بسيارة فارهة ولا بحرية كانوا يمتلكون جزءاً يسيراً منها فضاعت كل أحلامهم فجأة ,

لا أعلم هل كان الضير في أن نحلم منذ البداية ؟
هل وجب علينا أن نرضى بسيارتنا القديمة مهما كان عيبها ؟
هل حلمنا بسيارة فارهة حرام ؟
وهل يمكن لنا أن نقفز من هذه الحافلة ، لننجو من سائق مجنون ؟.
هل ؟

شكراً لأنك سمحت لنا أن نفكر وأن نتسائل ، أديبتنا القديرة ربيحة الرفاعي

نتعلم منك دائماً ، كوني بخير باذن الله ..

ربيحة الرفاعي
02-06-2015, 02:28 AM
***********************************


الأخت المبدعة ربيحة الرفاعي .. تحية طيبة ..
بطلة قرأت نفسها وذاتها من خلال المرآة ، أعطت تقييماً لمظهرها الخارجي الذي قد لا ينطبق مع ما هو باطني .. كابدت وصارعت الأيام من أجل أن تحافظ على طراوتها ونضارتها .. أعتقد هي قراءة أحادية الجانب ، غلفت أيامها بالأمل والتفاؤل مما أعطاها طاقة صامتة لمحاصرة الحياة ومحاولة إخضاعها لإرادتها ، مع أنها متأكدة أن الأيام خذلتها لما تباطأت عنها في تحقيق طموحاتها على الواقع .. بطلة تحاول أن تولد أملا مشكوكاً فيه ، فما لم تستطع أن تحققه في الواقع استطاعت أن تحققه في الخيال .. فوجدت في سيارتها القديمة إلهاماً وملاذاً لها ، فصبت غضبها على ما هو قديم .. غضب دافع إلى تغييرات قد ترتقي بها لتعزيز مكانتها الاجتماعية ، لكنها غير مبنية على أسس ممكنة ،إنها تغييرات عشوائية لم تمس جوهر حياتها ، ولا تستند لتخطيط وتدبير محكم .. تغيرات تجلت في استبدال سيارتها القديمة بأخرى جديدة ، لها سائق يوجد تحت تصرفها وإمرتها ..
والواقع ، هي بطلة حالمة متوهمة أن التغيير يأتي دفعة واحدة دون مكابدة ومجاهدة الظروف ، إنها بطلة تبحث في قرارة نفسها عن رجل يحميها ويذيب يأسها ، لأنها خافت أن يتجمد الأمل من حولها وتبقى عالة على نفسها ومجتمعها بدون زواج ..لكنها خابت في مسعاها لأنها جنحت للخيال وحلقت في الغموض والمجهول .. ومن سوء حظها سقطت في رجل لم يرضها من خلال صورته الخلقية .. مما دفعها أن تعود إلى واقعها الذي أدركت أنه لم يتغير وهو وجودها مع عامة الناس في الحافلة ..
تلك هي أحلام تنتاب الإنسان بين الحين والآخر ، تعبر عن طموحاته المخبوءة في النفس والذات والفكر ..
أعجبني النص لأنه يغوص في النفس البشرية ، ويكشف عن التناقضات التي يعيشها كل كائن بشري .. صياغة جميلة وبناء محكم للنص يحقق متعة القراءة بامتياز .. جميل ما أبدعت أختي الفاضلة ..
مودتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

شكرا لحضورك المثري للنص أديبنا الكريم
وأخشى أن القصّة حملت رموزا وإشارات عدّة لم تكن بعيدة المنال بما يغيبها عن قامة نقديّة كأنت

وتبقى قراءتك الطيبة شامة على خد النص
دمت بروعتك

تحاياي

ربيحة الرفاعي
30-07-2015, 03:20 AM
بسلم الطموح نسعى للوصول الى سدرة منتهى تحقيق الحلم النبيل و الابتعاد عن أديم الحقيقة القاحلة و الواقع الأليم ...

ولو أني وصلت متأخرا و لكني سعيد بتواجدي بين ألق حرفك و بهاء فكرك...

دمت أيتها الجميلة ...

أســـامة.

فيوض شكري لكريم مروركم أديبنا لا حرمك البهاء

تحايايا

ربيحة الرفاعي
24-02-2016, 07:55 PM
أخ ربيحة
الأحلام الوردية التي تتمنى تحقيقها جعلتها تكره كل شيء حولها إلى درجة الرغبة في تدمير و إحراق كل شيء. فالبون واسع بين الطموح و التنكر الفج للواقع
تحياتي

قد تجعلنا الأحلام نرى الواقع أسوأ مما هو، وربما أسهمت بسعينا وراءها لجعله أسوأ وأسوأ، وتبقى في ذاتها أحلاما نجهل حقيقتها حتى نعيشها لنكتشف عندها حجم خديعتها

شكرا لحضورك الكريم أديبنا المتألق
تحيتي