مشاهدة النسخة كاملة : حاء وباء
رحيل أحمد
09-10-2012, 12:11 AM
منذ ألف عام ...
شاعر يموت في فندق بحري
و صبية تتسكع امام الباب
على رصيف الاحلام تنتظر مركبا تجهله
سيرسو حاملا حبيبها المجهول
دون ان تحين منها التفاتة الى نافذة المحتضر ..
و مر الف عام
كبرت الصبية و صارت " انا "
و اكتشفت حين تعلمت القراءة جيدا
ان الشاعر الذي ابحر به الموت ذلك الزمان
كان الرجل الذي احبت
و كان اسمه بدر شاكر السياب
***
لقد وقع خطأ بسيط :
قرأت حروفه بعدما رحل به المركب
ووعيت انه الرجل الذي كنت انتظر
و لكن بعدما مضى !..
اهذا قدر الفنان ؟
خطأ صغير في التوقيت
مع القراء و الزمان ؟...
و هل سيبكيني حبيبي الحقيقي
على باب الفندق
و لكن بعد رحيلي على ذلك المركب
بعد ذلك بسنوات طويلة ..!
أشهد على شاعر آخر أحببته-غادة سمان
رحيل أحمد
09-10-2012, 12:18 AM
ذلك الرجل
الذي استطاع اقتحام مملكتي
على صهوة رسالة ...أحببته
***
خارق العذوبة و الكبرياء
نقاء صحاري طهرتها الشمس
طوال عصور من اللهيب
ايها القادم من مسقط راس اجدادي
و مسقط قلبي
اطلق سراحي من حريتي
خذني اليك
اجهز علي بحبك
هل ترضى بان تموت امراة مثلي
بغير خنجر العشق المستحيل
***
اني احرضك على قتلي
فليجلبوا حروفي بعد مصرعي
كأحد الشهود على برائتك
من هدر دمي
على ارصفة الغربة ...
أشهد برجل على صهوة رسالة-غادة سمان
رحيل أحمد
09-10-2012, 12:27 AM
لأني لا أبحث عن أحد،
ذهلت حين وجدتك!
على الآلة الكاتبة السرية في قاعي
أضرب لك رسائل الحب المغفلة من التوقيع!
لا أريد حباً مدججاً بالوعود الكبيرة كبيان وزاري
مزيّناً بالآمال المستقبلية كالمارشات العسكرية..
عصفور ينقر حبة قمح من يدك
ثم يعاود طيرانه في المدى... هكذا الحب
لحظة فرح كونية هاربة، كنجم اشتعل ثم هوى.
***
لا تتنصل ممن أحببتَ قبلي، وستحب بعدي
واعطنا حبنا كفاف يومنا،
لحظة صدق عابرة تدوم أطول من عمرٍ من الأكاذيب المرصّعة!
***
بلا وجل، أمدّ يدي إلى صدرك
وأثقب قلبك بمخلبي
ليهطل دمك البنفسجي على ورقتي
وتولد النجوم والفراشات والقصائد..
ما الذي يبقى من قصص الحب غير الحب على ورق الرسائل؟
ما الذي يخلد أكثر من "حبر على ورق" يتندرون به؟
ومن قال إن الجسد أكثر حقيقة من الظل؟
***
قلبي ممتلئ بحضورك وأنت غائب،
وأنا محاطة بالحاضري - الغائبين في السهرة.
تسيل فوقي أصواتهم وألوانهم مطراً خارج زجاج نافذة منيعة،
ويهطل حضورك من جلدي إلى قاعي...
***
أحب الكلمات التي كادت أن تُقال بيننا،
ثم امتنعنا عن إطلاقها إلى العدم،
واحتفظنا بها أسماكاً ملوّنة مضيئة داخل دورتنا الدموية...
وها أنا أتأمل أصابعي وأنا أكتب رسالة لك
تتحول إلى خمسة عصافير
وتطير..
عاشقة حبر على ورق!غادة سمان
رحيل أحمد
09-10-2012, 12:32 AM
لقد حبسني حبيبي داخل زجاجة عطره
كما حبسوا الجنّي في القمقم ورموا به إلى قاع البحر.
ومن يومها وأنا أراسل برقيات الاستغاثة،
فهل تعثرت بواحدة منها على الشاطئ
وقرأت فيها هذه السطور؟
إذا فعلتَ ، لا تأتِ ، لا تحاول إنقاذي !
لقد ألفتُ قارورتي
في ركنها نصبت طاولة كتابتي، ونثرت أوراقي وربطت
روحي إلى فرشاة أسناني
وامتطيت قلمي في الليل كما تمتطي الساحرة عصاها لترحل
في سموات النجوم...
ومن يومها وأنا أطير بعيداً في أحلامي
بحثاً عن أسئلة تاهت مني،
عن كيف كان ذلك بيننا،
ولماذا أنت،
ومتى اكسرُ زجاجة عطرك، وأستعيد ذاكرتي؟
ذاكرة كيف ومتى ولماذا..غادة سمان
نداء غريب صبري
09-10-2012, 01:27 PM
اني احرضك على قتلي
فليجلبوا حروفي بعد مصرعي
كأحد الشهود على برائتك
من هدر دمي
على ارصفة الغربة ...
اختيار جميل اختي
مع اني لا احب غادة السمان
شكرا لك
بوركت
رحيل أحمد
11-10-2012, 11:34 PM
ضبطت نفسي متلبسة بحبك
مثل لصة صغيرة
تسرق رغيف حنان ..
***
وسط موقد الحمى
رأيت جنوني بك يتلهب
و انتظاري لهبوب رياحك
لا ينتهي ..
***
ضبطت نفسي متلبسة بالهذيان
أمام الأقمار الاصطناعية
ووهم حضورك ..
بينما كنت أنت مشغولا
بقطف رأس امرأة أخرى ..
لم أشعر بالغيرة
بقدر ما وعيت عظمة حماقتي !
رحيل أحمد
11-10-2012, 11:40 PM
أيقظت حواسي النائمة
وأنعشت حماسي الممطر ضجراً
وأعدت إلي الضحك
الذي عدوت خلفه طويلا في دروب العالم
ومنذ عرفتك
لم تمر لحظة لم أهتف بها باسمك
كما اتنفس
ولم تمر دقيقة لم أكن فيها ملتهبة حماسا وعملا
حتى كدت لا أجد وقتا لك
انت يا نهر الفرح
جرفتني
خذني إلى قاعك
دعني أغرق اليك ! ...
يقول غراهام غرين :
ان الفشل شكل من أشكال الموت
أقول له :
ولكن الفراق هو الموت ...
رحيل أحمد
11-10-2012, 11:54 PM
لومي عليك..
لومي عليك أيها البحر
للمرة العاشرة تبصقني
أتيتك راعشة منبوذة من أرجاء الكون
أحلم بدثار الموج، أو حفنة رمل حتى
أتيتك راعشة، هلعة
تطاردني أشباح عدة
لا حصر لها
ولا هوية
اه لو أتقيأ بقية عمري الساذج
شدّني إليك أيها البحر
شدّني إليك
إني تائهة
تائهة في الترهات
لن أهمر دموعي فوق شطآنك
أخشى عليك الفيضان
لن أرفض دعوتك لاحتساء الخمر
فأنا ثملة قبلاً بالحزن المعتق في شراييني
اني أتقهقر.. أتقهقر
لا أملاً أن أرجع ثانية للكون القفْر
خبئني في أعماقك
لاجئة في طيات النسيان
واحفظني أغنية عذبة
أو لؤلؤة مغمورة أضاعها الحمقى
واسمع نجواي للقمر الساطع أو للشمس الملتهبة
وودّع عني الدهر الآثم
فقد أدركتني الغفوة
رحيل أحمد
12-10-2012, 12:03 AM
لا تقل لي إننا افترقنا لأنني رحلت...
لقاؤنا صار فراقاً.
الفراق هو أن نجلس متلاصقين في "كارنيجي هول"، نصفق
لأغاني الحب، وكل منا يحتضن عود قلبه، ويتابع عليه عزفه
المنفرد، وحيداً في غرفة عمره.
الفراق هو أن نجلس إلى مائدة واحدة في الـ "غرينتش
فيلاج" ، وكل منا يهيم وحيداً في مجرّته، كوكباً تكسوه الثلوج،
مهرولاً في مدارات الظلمة الصامتة.
لم أقتل شيئاً برحيلي، كان كل شيء قد مات، فحرّرتُ به
شهادة وفاة! أنا الصرخة لا القاتل...
من القاتل؟ أنت؟ أنا؟ الآخرون؟ ما الفرق؟
جثة الحب ثقيلة، والرحيل ولادة...
رحيل أحمد
12-10-2012, 12:15 AM
حبك لا يتطرق إليه اليقين
مبهم كالجنون، عذب كالطفولة..
غجري، يكتم اللقاء أنفاسه ويجدده الفراق..
حب معلّق بين الاختفاء والعناق..
الغيرة هراء..
عما قريب - أو بعيد - نصير تراباً
ولن يكون بوسعي محاسبتك
على الرياح التي تمزجك بغير ترابي..
الامتلاك كلمة هوجاء،
وعلى المرء أن يستمتع بقدر هائل من الحماقة
ليتوهّم أن بوسعه امتلاك مخلوق آخر،
هيولي مثله، ترابي مثله، زئبقي مثله..
راكب قطار لا يدري إلى أين يمضي به
ولا يذكر متى استقله،
ولا يملك لإيقاعات قلبه غير الكتمان...
أيها الغريب: مع الليل يشرق فجر حبك
فالليل دفتر لقارئ استثنائي اسمه العاشق..
رحيل أحمد
12-10-2012, 12:22 AM
وسوسني الحب،
وسوّل لي أنني غابة شاسعة تحت القمر..
فلم ألحظ تلك الليلة،
أنني لستُ أكثر من شجرة أحرقها الإعصار،
ولم أسمع أصوات الحطّابين
وهم ينهالون بفؤوسهم على جذعي...
يا صديقي،
تبادلنا الأدوار
مرة أنت المطرقة،
ومرة أن المسمار...
ويضحك في سره الجدار...
***
كأية مجنونة حرف،
تعشق الحب وتكره الحبيب
لا أريد أن أتعرّى من حبك
كي لا أفقد ذاكرتي
ولا أستطيع أن أرتدي حبك
كي لا أفقد ذاتي..
أريد أن أتلاشى في حبك
كما يتلاشى جسدي في النوم،
وأريد أن أنهض من حبك
صباح اليوم التالي، كمن ينهض من حلمه،
كأن شيئاً لم يكن..
ولكن كيف؟ ومن يستطيع أن يؤكد
أن ما نراه في أحلامنا
لا يحدث لنا حقاً؟..
ولماذا كلما أهديتني وردة في الحلم
أجدها على وسادتي فجر اليوم التالي؟
رحيل أحمد
03-12-2012, 12:19 AM
في المساء
يتفتح شوقي اليك
حقلا من أزهار الجنون الليلية ...
آه كل تلك الأسوار بيننا ..
آه بيني وبين وجهك
ليل طويل من الفراق ..
وريثما يطلع الصباح
ستلفني الكوابيس كالكفن ..
وسأستيقظ كالعادة على صوتي ..
وأنا أنادي اسمك ..
وتحلم بك أحلامي ! ؟
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir