تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غاده سمان



رحيل أحمد
14-10-2012, 09:21 PM
أحب ضجيجك لحظة الصمت، وثرثرة سكوتك

وأجد في زالزالك استقراري،

وأنتمي إلى زئبقك الهارب خارج الأوعية المألوفة..

ولأن الفراق هو اللقاء اليومي لنا

حضورك مفاجأة دائمة

كما لو أنك وصلت للتو من كوكب آخر..

أحبك لأنك الغريق الذي يخشى البلل

والنار المتأججة التي تخشى الدفء..

***

أحبك لأنني ألتقي بك لحظة أغادرك..

أحبك لأنك بسيط كالأسرار

واضح كالغموض.. ولأنني أجد سورياليتك منطقية!

أحبك لأنك لست الأبيض ولا الأسود..

كلحظة التقاء الأشياء

التي تتعانق لأنها لا تمتزج..

أحبك لأنك لا تدعو للاطمئنان،

بوسعي أن ألمحك كومضة برق،

ويستحيل امتلاكك كفراشة مثبتة تحت دبوس..

أحبك لأنك مذهل وآسر،

كعبارة صباح الخير لحظة الاحتضار!..

وحين أكتب عنك،

أتلاشى مع السطر الأخير..

كأنني أسيل في أنابيب السطور..

حتى لا يتبقى مني شيء.. ب.ع.د.ك...

***

أتمنى أن تحبني لأنني طرت قارّتين كي أراك

ثم أخلفتُ موعدي معك!

أتمنى أن تحبني لأن رفضي

دعوة ورجاء...

ودربي رحيل بلا وصول...

وقلم وعودي ممحاة..

أحب أن تناديني لحظة إقلاع طائرتي بعيداً..

وأن تأمرني بالكف عن الثرثرة حين أصمت..

أتمنى أن تخلو حياتنا من فراق اللقاء

وموت الحب تحت سنابك العناق.

وسأظل أمشي في حقول ألغامك،

وأنا أحمل بيدي عكازي الأبيض كالعميان

لأرى غموضك بوضوح..

وسأظل أحبك،

لأنك الماء المستحيل،

وإذا انكسرتُ داخلك

صرت قوس قزح أبجديته الألوان..

وسأظل أحبك،

دون أن تقصّ جناحيك لي كهدية!

كي تظل شاعراً... وأظل عاشقة..

رحيل أحمد
14-10-2012, 09:46 PM
ومع شاعر مبدع مثلك أنام ملء جفوني عن شواردي جنونك،

فأنت لا تزال طفلاً نقياً،

في بلاد لابسي القفازات البيض على أظافرها الخناجر.

أحبك لأنك تتسلل هارباً من مجدك.

لتعود متسولاً على أبواب الشوق.

أحبك لأنني أتسلق معك المدارات لكواكب الخرافة

والدهشة.

أحبك لأنك حين نتواصل،

أصير قادرة على فهم الحوار بين النوارس والبحر.

رجل مثلك،

لا تقدر على احتوائه عشرات النساء،

فكيف أكونهن كلهن مرة واحدة يا حبيبي؟

رحيل أحمد
14-10-2012, 10:00 PM
آه أيها الغريب !

كنت أعرف منذ اللحظات الأولى

انني عابرة سبيل في عمرك

وانني لن املك

إلا الخروج من جناتك

حاملة في فمي إلى الأبد

طعم تفاحك وذكراه ...

أذكر بحزن عميق

انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق

وحين تركتك

( آه كيف استطعت أن اتركك ! )

فرحت لانك لم تدر قط

مدى حبي

ولأنك بالتالي لن تتألم

ولن تعرف أبدا أي كوكب

نابض بالحب فارقت !..

فراقك مسمار في قلبي

واسمك نبض شراييني

وذكراك نزفي الداخلي السري

وها أنا أفتقدك

وأذوق طعم دمعي المختلس

في الليل المالح الطويل

لم يعد الفراق مخيفا

يوم صار اللقاء موجعا هكذا ...

وأيضا أتعذب

لما فعلته بك

بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك

لقد مات الأمل

ولذا تساوت الأشياء ...

واللقاء والفراق

كلاهما عذاب

و ( أمران أحلاهما مر ) ...

رحيل أحمد
15-10-2012, 06:34 AM
من الحبر تعلّمت حبك..

قطرة واحدة تركض طويلاً على البياض..

من العود تعلّمت حبك،

صرت وتراً وتركت عاصفتك تعزفني...

من النوارس تعلّمت حبك،

تعيد كتابة الأفق بأجنحة الرحيل خلف الضوء..

من الأطفال والمجانين تعلّمت حبك،

اللغة مرآة القلب في عريه المطلق..

من النملة تعلّمت حبك،

حبة قمح أسطورية حتى الرمق الأخير، تلاحقها..

من العصفور الدوري تعلّمت حبك،

سعيدة بشجرتك..

وسعيدة بشهية التحليق: لست عصفوراً في اليد!...

***

ها هي حروفي تجنّ..

داخل أقفاص الواقع اليومي،

المتورم تفاهة وصدأ تحت ذباب الثرثرة..

ها هي حروفي تجنّ،

وتضرب رأسها بالقضبان حتى النزف..

آه كيف أروّض روحي الأثيرية،

في أبدية الخمول؟ وأسدّ مساماتي العاشقة،

بالغبار المتراكم على الوجوه حولي.. والشفاه..

كيف أعلّم شهيقي وزفيري الرتابة والطاعة،

وحرفة الانتماء إلى الأطلال، بدل الأفق؟

آه كيف تستقر أعماقي القلقة كالزئبق،

في أوعية الركود المتسنقعية

لدورة دموية، لم تدرْ منذ عصور؟..

... وكيف أحيا إذا لم أحبك،

وأشاركك سرقة النار وحب الأٍسرار؟...

***

ما الذي تفعله ذاكراك لتصير لؤلؤة سوداء

تتدلى من عنقي إلى الأبد؟

ما الذي يفعله البجع..

راكضاً بالحبر الأبيض على جناحيه،

فوق دفتر الغابات والضباب،

وأنا أهرول في قارّات ليست لي..

وأنادي حبيباً ليس لي؟

وما الذي أفعله بجثث الحروف،

إذا لم أحبك؟ كيف تدبّ الروح

في اللغة، وأشتعل بالحب المستحيل

لملايين نساء وطني الصامتات، مقطوعات الحناجر؟

وكيف أطلق سراح صرختهن،

إذا لم أختر حبك وأعيشه وأموته..

وأسبّحه داخل محبرتي هائمة على وجهك،

وجهك اللامنسي ، بحثاً عن وجهي الحقيقي؟..

***

... يظل القلم يقتحم يدي عنوة

ويجرّها إلى متاهة الورقة، لأكتبك وأتنهدك

وأعيد السلالم المعدنية المتحركة للزمن إلى الوراء

وأرسمك داخل تلك اللحظة اللامنسية،

وأنت تهمس لي: "أحبك"..

تقولها خلسة عن نفسك، وبحدّة

مثل طعنة خنجر سريعة في الظلام..

وجسدك قارّة،

الداخل إليها مفقودة، والخارج أيضاً!..

وعيناك شروق الليل، برق الأمطار الحارة.

أذكرك . أتنهدك. أستعيدك وأنا أنحني على أوراقي،

كساحرة تستحضر وجه حبيبها في مرآة،

وأكتبك بجموع القلب إلى المستحيل،

وحين ترف بأهدابك على الورقة، وتتنفس حياً،

أقفز إليك داخل الدفتر،

لنركض معاً هاربين بين السطور..

رحيل أحمد
15-10-2012, 11:29 PM
لعلي صاحية أكثر مما ينبغي

لامرأة تريد أن تفهم الحياة حقاً

وتتجول في أسرار القاع المظلم للآبار..

من يضربني على رأسي بعصا الهذيان

ليومض برق الحقيقة في عينيّ

وترشدني نجوم الظهر إلى الليل الحقيقي؟

رحيل أحمد
15-10-2012, 11:32 PM
ألعن تلك اللحظة المباركة

حين اصطدم مركبي بجزيرتك

و تحطم

و أسعده حطامه

و عشق شطآنك .....!!

***

ألعن تلك اللحظة المباركة

و أنا أهرول كعادتي

في دروب مدينة ليست لي

لأحلم برجل ليس لي ....!

رحيل أحمد
15-10-2012, 11:41 PM
حزنٌ يطوقني

واعصار القهر يتحدى ضلوعي الملتوية

فوق شعاب الفجر

يصلبني الحنين

لألقٍ مجنون

أحاسيسي المحمومة تلتهب كبركان

انفجار رهيب

يلعلع في جمجمتي

النزف يتدفق من أحداقي

ومن حنجرتي المسحوقة

نزف الكلمات القاتم

لا توقفه ريشة، أو ورقة

نزف الكلمات القاتم

يغمرني ، يعمّدني

وفي أعماق النزف

أغوص .. ثم .. أغوص

علّها

أحزاني

تتلاشى

لكن ...

عبثاً . تتلاشى؟

غداً، سأصلب جثماني

فقد طال الاحتضار

في تلافيف الحقيقة

غداً ، سأنثر أشعاري

فوق الجبال

والجداول

والأشجار اليابسة

لتمضغي

يا ديدان الأرض الحمقى

ما شئت.. من حروفي البائسة

رحيل أحمد
17-10-2012, 09:26 AM
حين التقينا للمرة الأولى

كتبتك في أوراقي نسراً

حين عرفتك جيداً - أو توهمت ذلك -

سميتك نبعاً

يوم تشاجرنا اكتشفتك خنجراً

وليلة افترقنا ظننتك نجماً

ويوم خنتني دعوتك وَغْداً..

واليوم وقد أحببتك مئات الأعوام

أراك بوضوح وأنا أذرف حبري

وأعي أنك كنتَ كلهم مرة واحدة،

نسراً وخنجراً ونبعاً ووغداً ونجماً،

فقد كنت رجلاً حقيقياً...

رحيل أحمد
17-10-2012, 09:38 AM
حين التقيتك، كنت سلحفاة تتقن الانسحاب داخل صدفتها،

وتبدع في فن الاختباء و "الكاموفلاج"

حين ودعتك كنت قد صرت سنونوة،

ستظل أجنحتها تُذَكِّرها بك دائماً...

رحيل أحمد
17-10-2012, 09:41 AM
صرت هاجسي

اكتب عنك ولك

كي استحضرك

كساحرة محنية على قدرها

تخرج منه رأس حبيبها المقطوع

بك

اغادر تلك البئر السحيقة المعتمة

التي اقطنها

كن جناحي

لاطير من جديد

إلى الشمس والفرح ...

وصدرك

انها لنعمة انني أحيا

فقط لأكون قادرة على ان أحبك

ومن المؤسف ان اموت

وأنا قادرة على هذا الحب كله !

رحيل أحمد
17-10-2012, 09:45 AM
أحاول أن أتقن علم الكيمياء لأفهم ما كان يحدث لي حين

نلتقي مصادفة في شوارع بيروت وتشطرني نظراتك مثل "ذرّة"

مسكينة!

أحاول أن أتقن علم الفيزياء، لأفهم صواعق مكهربة

تركض في دمي حين تعانق يدك يدي تحت قناع المصافحة.

أحاول أن أتقن "الهندسة الفراغية" كي لا أضلّ الطريق في

فضاءات أكوانك العاطفية اللامتناهية.

أحاول أن أتقن علم الفلك لأقرأ مدارات كواكب عينيك.

أحاول أن أتقن درس الحساب لأتعلم "الجمع" بيني وبينك

و "الضرب" عرض الحائط بكل من يريد "قسمة" حبنا.

أحاول أن أكتشف جدول "لوغاريتمات" مزاجك كي لا

أخطئ مع جرحك.

أحاول أن أتقن علم الجغرافيا لأعي حدود قاراتك

ومحيطاتك.

أحاول أن أتقن علم التاريخ كي لا يعيد نفسه معنا بقصص

الحب القديمة الخاسرة.

أحاول أن... وأفشل دائماً.

رحيل أحمد
17-10-2012, 10:04 AM
لعلّي أحببتكَ لأنك الغموض،

لأنني لا أعرف من أنت،

أعرف من ليس أنت!

أحببتكَ لأنك الركض المستمر خلف شارات الاستفهام

المشعة،

لأنك الزلزال لا التثاؤب،

لأنك الرجل لا يُحصى،

لأن الثلج لا يستطيع أن ينسى آثار خطاك حتى بعد ذوبانه،

لأنك حقول تستعصي على الحصاد.

لقد حلّق بي حبك ذات يوم وأصبت بدوار المرتفعات.

مأساتي أنني لا أبوح بحبي إلا بعد أن ينقضي.

رحيل أحمد
21-10-2012, 10:27 PM
أيها الغريب !

حين أفكر بكل ما كان بيننا

أحار

هل علي أن أشكرك ؟

أم أن أغفر لك ؟ ..

مازن لبابيدي
22-10-2012, 11:27 AM
شكرا لك يا رحيل هذه المختارات الجميلة

أرجو أن أقرأ شيئا من إبداعك الخاص

تحيتي

رحيل أحمد
24-10-2012, 09:22 AM
سأغسل وجهي هذا الصباح عشرات المرات

سأبتسم ابتسامة مشرقة

كالفجر الذي عرفتك فيه

سأتلو آيات التفاؤل

وأردد أغنيات الفرح

التي حفظتها عنك

سأخلع عني سواد الأيام وحزن الماضي

وأرقص على أنغام كلماتك

العازفة بأوتار قلبي

ثم أرتشف قهوتي

دون أن أضع فيها مزيداً من السكر

فعذوبة الأمس تمنحني أيّما عذوبة

وفي زحام الطريق

سأبحث عنك في كل الوجوه

وكلما افتقدتك

سأخرج صورتك من حنايا الفؤاد

وأنظر إليها بشوق كبير

ثم أدسها ثانية بين الضلوع

واذا ما سمعت صوتك هاتفاً لي

سأسعد كثيراً حتى الاضطراب

حتى تجن الدماء في العروق

وككل العذارى سيمنعني حيائي أن أقول أحبك

وأعزم في نفسي أن أقولها

فاتحة لذاك اللقاء القريب

رحيل أحمد
24-10-2012, 07:36 PM
في أي غرف بيتك تقع صور حبيباتك

لأعلق لهن الأزهار و زينات العيد؟

اعذرني ..حبي لك غير متحضر

يجهل الغيرة و شهية التملك ..

انه عفوي ..بدائي ..ساذج ..بسيط كالمطر

ينخرط في قبيلة عشقك

دونما طقوس و مراسيم

أو اوسمة او فواتير او دموع

***

افترشت الغربة و التحفت بحبك

فوجدتني في وطني

أي بركان جميل يرحب بي ؟

و عاصفة الألعاب النارية تغطي الكواكب

و أمد يدي لأقطف نجمة

و أكتشف معك

طائرا نسيته قبيلتنا منذ دهور اسمه الفرح ..

***

اسمك السر و حبك عيد

شارباك انفراجة ابتسامة الاجداد

ذراعاك ارجوحة نسيان

و داخل عينيك دروب أركض فيها الى الطفولة

و بحيرات كالمرايا أمشي فوق مياهها و لا أبتل

سعيدة لأننا نتحرك في مجرة واحدة

و لأنني مررت يوما بمدارك و لم أرتطم بكوكبك ..و أحترق

سعيدة لمجرد أنك موجود

و يكفينني أنني عرفتك... و أحببتك..

...و اعرف اسماء زوجاتك و محظياتك ..

.. و اعرف تضاريس عمرك الشرسة ووهاد مزاجك .. و أحبك

ما كان بوسعي ان احب سبورة ممسوحة

جديدة لا خدش فيها و لا طعنة ذكرى

***

أحبك لأنني عرفت معك شيئا جديدا غريبا عني

اسمه الفرح

كل اللذين احببتهم قبلك

صنعوا لي قفصا وسوطا و لجاما ..

و مقصا لأجنحتي و كمامة لأغاني الغجرية في أعماقي ..

فصار الهوى معتقلا و الحوار محاكمة

و علموني الحزن و القسوة و اللامبالاه

و الغدر و السخرية المصفرة ..

معك التقيت الشمس صافحت الضحك راقصت البراءة

و قدمت اوراق اعتمادي الى الشروق ..

و اكتشفت كم همسك الازرق جميل عند الفجر

***

لأن الحب حالة متحركة

لأن الحب ليس تدجينا للصدق و تزويرا للعمر

احبك كما انت داخل اطارك

و احب حكايا حبك لسواي

مباركة لحظات حنانك الشفاف و لحظات جنونك ...

مباركة عيون المراة التي ستحب بعدي

و التي أحببت قبلي ..

مباركة همساتكما معا ..

مبارك اشتعالك بالحب أيا كان الإناء !..

فأنا لن أفهم يوما

لماذا يجب ان يحولني الحب

الى مؤسسة مكرسة لتخريبك

و التجسس عليك

و شبكة ارهابية تحصي همساتك ..

لا أفهم لماذا يجعل الحب بعض العشاق

اعداء لمخلوقات هذا الكوكب كله حتى الحبيب !!

***

أن احبك يعني ان اتصالح و القمر

و الاشجار و الفرح و العصافير

و العيد في وطني

ان احبك يعني انني اعلنت هدنة مع الحزن

و اعدت علاقاتي الدبلوماسية

و رقصة الليل في دمي ...

***

لا تعتب على صمتي فاللغة ( ديكور ) العواطف ..

و بعيدا عن وحل الكلمات

كبر حبي لك

زهرة مائية غامضة تتغذى بالليل و السكون ...

و ضوء القمر المتاجج فضة ..

و ثمار غابات العذوبة...

و تعال نكتشف معا ( وحدة قياسية ) للحب

غير التدمير المتبادل و جنون الامتلاك ..

***

حبك سعادة مقطرة ..أفراحك مباركة

في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة ...

وحده الموت يثير غيرتي اذا انفرد بك !..

***

أتمنى ان اكون ضوءا في اعماقك

و لا اشتهي تبديل تضاريس المصباح

فهل تقبل حبي ؟

و تمنحني تأشيرة دخول الى دورتك الدموية ؟

***

ابق كما انت ..عيدا

ستسعد بك النساء جميعا

رحيل أحمد
30-12-2012, 02:15 AM
أنت قريب مني أينما كنت وكيفما كنت..

ثمة ضوء أسود يشعّ من القلوب الحزينة..

فتلتقي على ذلك الجسر الأبجدي..

وتتعارف بلا صوت..

وتقرأ بلا شفاه..

وتمسك بأيدي بعضها بعضاً بلا أصابع..

لك أهمس: كل سنة وأنت قارئي...

رحيل أحمد
24-01-2013, 04:49 AM
رجل ممحاة

أصابعه تمسح ضوضاء الذاكرة

وتعيد القلب سبورة نظيفة

لطباشير الأطفال الملوّنة.

رجل زئبق، تخسرينه إذا حاولت الإمساك به.

عصفور مستحيل يحترف إضرام النار في الأقفاص.

رجل مجرّة،

لا يطيق سجن البحر الشاسع

راحلاً أبداً إلى ما وراء جدار الأفق.

رجل كالخرافة يعبر النساء كالظل

في مواكب أمومة تنجب الدهشة.

رجل كاللغم الشهي فوق أرائك الانفجار الضوئي الملوّن

رجل الحضور الخفي،

الحاضر ولكن تحت جلدي، كالضوء داخل المصباح.

***

متأججة بحبك، مشتعلة بحرائق جنوني

ولكن داخل صَدَفة العقل المتكلسة

المتسترة حتى على دخان نيرانها السرّية..

وأصابع حبك تهزني من كتفي

كلما ذهبت لأنام، وتوقظني خلية بعد أخرى.

آه متى يتنهد الكسل ملاءاته البيض لسريري،

متى يهديني الكسلُ التثاؤب ووسائد الفتور؟

رحيل أحمد
24-01-2013, 04:55 AM
تزورني مثل قبعة نسيت رأسها في مقهى ما فوق معطف ما،

أرحب بك مثل نورس يخطّ آثار جناحيه على شاطئ ما،

ويحرص على محوها في آن...

هكذا تمضي خطى حبنا، في المنطقة الرمادية،

حقيقية ووهمية،

كالمرئيات عبر نافذة قطار مسرع،

منزلق داخل حلم، سكّته الحديدية من ضباب...

وحين تمسك بيدي،

أشعر بأصابعك تتسرب من قبضتي كالرمال يا رجلاً من

غيم... فهلا أمطرت؟

رحيل أحمد
24-01-2013, 05:03 AM
رهيب أن تتكسر القوقعة التي تستر جرأتي

أن تشاد السدود على مفارق الطرق

أن تدفن الآمال في مقابر الذات

أن نصاب بعلة الشكوى المزمنة

وأن يصبح الشفاء منها

ضرباً من ضروب.. (المحال)

رحيل أحمد
24-01-2013, 05:14 AM
أقرع باب قلبك

دون أن ألحظ اللافتة المضيئة التي تقول:

"لم تبقَ أماكن شاغرة"..

أتابع طيراني الليلي سعيدة برفضك

متعتي أن أظل أغرد للحب، لا أن أعيشه،

وأن أعزفه على الأصابع البيض لبيانو الورقة

حتى أسقط في منتصف البياض

قطرة حبر تحاول رسم أجنحة لتحلّق بها!

رحيل أحمد
24-01-2013, 05:50 AM
يا حبي العسير،

حتامَ أتعثر بالذاكرة والنسيان معاً،

على أعتاب لقاء له طعم الوداع؟

وفراق له طعم الموت؟

رحيل أحمد
24-01-2013, 06:01 AM
أيتها الغيوم اللامتناهية،

المحيطة بجناحَي طائرتي..

كوني أوراقاً بيضاء لأخطّ عليك اسم حبيبي...

أيتها البحار التي تسلمني لبحار

كوني محبرة، لأخطّ بك اوديسة تشردي..

أيتها الصخور، كوني صوّاناً

كي أقدح عليك جرحي،

وأشعل ناراً يستدفئ بها حبيبي الغريب مثلي..

أيتها النجوم، كوني عقداً

لأحيط بك عنق ذاكرتي...

أيتها الرياح، كوني صمتاً،

كي لا تذيعي سرّ حبي...

_______

رحيل أحمد
24-01-2013, 06:17 AM
الإله واحد وقد وحدّنا

جسدين في فكر واحد

أطيل النظر فيك

وتطيل النظر إليّ

مرآتان ، وجهاً لوجه

صافيتان بلا خدوش

بلا ضباب

لامعتان رغم الغبار الذي يلف الوجود

اختصر المسافات مسافرة إليك

اللوائح كثيرة..كثيرة..كثيرة

ليتني لا أعرف القراءة

لتجاهلتها تماما..تماماً، ودونما خجل

الدرب طويل يلتهم لهاثي

اعذرني.. سأنام قليلاً

رحيل أحمد
28-01-2013, 07:15 AM
متوحشة و حزينة

مثل درب جبلية تفضي الى البحر

تشتعل الغابات على طرفيها

و يهب رمادها على ريعان الموج البعيد ...

متوحشة و حزينة غادرتك ..

ولست مدينا لي

بغير فرح عرفته معك ...

***

مرصودة لحزن كبير ؟

لم أجهل هذا في أي يوم ...

سأذهب وحيدة الى الليل الأخير ؟

كنت دوما موقنة من ذلك ...

سأمضي الى البحر كأنني ساستحم

لكنني وحدي أعرف أنني ذاهبة الى القاع

لأبحر وحيدة في المياه المظلمة

وسأقفز اليها من منارة القارات

المتوجة بالأضواء ...

بينما الموت يراودني عن نفسي ...

واستسلم لحبه

آمال المصري
16-04-2013, 02:50 AM
شكرا رحيل على نافذة الشاعرة السورية غادة السمان والتي جمعت العديد من أشعارها
بوركت
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

رحيل أحمد
14-09-2014, 11:32 PM
عدتُ من اللقاء،

لأخطّ على الورقة البيضاء جموحي...

ولم أقدر.

لم أكتب كلمة،

وظلت الورقة بيضاء.

نمت ثملة بسعادتي، وحين صحوت،

وجدت الورقة قد كتبت لي:

عيشي...

فالحب كتابة بالأثير على سطر الأفق.

ياسرحباب
07-08-2017, 02:14 AM
كأني مت
كأنك كنت حقاً من بعضي
وحين قتلتك في نفسي
لم أكن أدري أني انتحرت

* غادة السمان

ناديه محمد الجابي
11-08-2017, 08:09 PM
مختارات رائعة للشاعرة غادة السمان
شكرا لك على جميل اختياراتك
ولك مودتي وتقديري.
:011::010::v1: