تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من يوميات رجل



رسول عبد الله
18-10-2012, 08:31 AM
من يوميات رجل

يومٌ قبل الرحيل:
كانت الساعة قد قاربتِ الرابعة صباحا, نهظتُ منَ الفراشِ أتحسسُ بيديّ باحثا عن الكتابِ الذي كنت أقرأ فيه قبلَ أن يغشاني النومْ, تُرى أينَ أوقعتُه, حسنا لا بأس, سأجدُهُ حتما, ولكن بعدَ حين. صوتُ المؤذّنِ أفزَعَني, يا له مِنْ صوتٍ مزعجْ, ما أسوأ أن تدعونا أصواتٌ مثلُها إلى الخشوعِ والتأمُلْ.. حي على الصلاة.. حي على الصلاة.. وكأنه يركلني بصوته.. لكن لا بأس , لا بأس. نهظتُ متكأً على ذِراعِ السرير لأجِدَ المصباحْ.. حسنا حي على الصلاة.. أنرتُ طريقي كي اذهبَ لأتوظأ.. أحسَسْتُ ببرودةِ الماء تلسعُ وجهي.. وتذكرتُ زوجتي التي كانت تهيئ لي حتى الماءَ الدافيء.. ما أكثرَ النِعمْ التي لا نحسُ بوجودِها حتى نَفقِدُها فنتحسّرُ عليها ..
ألله أكبرْ.. ألله أكبرْ.
عبلة.. واقفة تنتظر كعادتها, حسنا قطتي الصغيرة سأجِدُ ما يسدُ جوعَكِ. توجهتُ إلى المطبخ باحثا عما يريحُ رفيقتي كل صباح, عندما عُدتُ كانت عبلة قد إختفتْ.. أينَ هي يا ترى, إنها لا تتركني إطلاقا في مثل هذه اللحظات.. وجهتُ نورَ المصباحِ إلى الممرِّ المؤدي للباحةِ الخلفية.. أينَ أنتِ يا صغيرتي.. إنها تعرفني من صوتي ولن تتركني وهي على يقين بأنني سأُطعِمُها كل صباح بعد أذانِ الفجر. ولكنْ مهلا ,, ما هذا؟ تسمرتُ في مكاني وكأنني أرى شيئا ما أمامي في نهاية الباحة.. ليس معي شيءُ لادافِعَ به عن نفسي في هذا الظلام .. حاولتُ أنْ أستجمعَ قواي ..ركزتُ نورَ المصباحِ إلى الشيء الذي أراهُ أمامي .. ما هذا .. إنّه يُطعمُ عبلة بيده .. رفع رأسه باتجاهي .. يا إلهي .. إنه هو .. هو وليس غيرُه .. هو وكيف أتوهُ عنه.. لا .. لا .. مستحيل .. تجمدتْ أوصالي وأنا أنظرُ إليه , وجهُه , لحيتُه التي لم أرها قط من قبلُ .. أيكون هو فعلا , أم أنني أحلُمْ .. لا إنه ليس بِحُلم .. أنا على يقين ولمْ اُجَنْ .. رأيته أمامي .. نهضَ وانتصبتْ قامتُه.. قال بصوته التي طالما سمعته.. لا تخف.

يوم الرحيل :
- أي بني.. قد أثقلتُ عليك .. وحمّلتُكَ ما لا تُطيقْ .. جزاكَ اللهُ خيرا على ما صنعتْ .. خُذْ هذا.
ناولني مبلغا من المال لَمْ أرَ له مثيلا من قبلُ ..
- لَمْ أفعلْ ذلكَ مقابلَ اموالٍ تقدمُها لي.
- لقد تعرضتَ لِخطرٍ كبير وربَما للموت .
- ليس أكثر مما تعرض له الكثيرون . رأيتُكَ بِحاجَةٍ للمساعدةَ فقدمتُها لكْ .
- لقد إشتريتَ الكثيرَ من الأدوية لتعالجني مِنْ جُرحي .. وهذا الذي قدمته لك جزءٌ مما تستحقْ.
لم أستطِعْ ألتلفظَ بكلمةٍ واحدة .. لِمَ تُراني فعلتُ ذلك .. لا أدري , ولكن كلَ الذي أعلمه أني كنتُ أتمنى أنْ اُساعدَهُ أكثر مما فعلتْ.. وَضَعَ يَدَهُ على كتفي.
- إنك رجلٌ شهم وطيبَ القلب . إياكَ أنْ تتحدث عما رأيتَ ما دُمتُ حيا.. ولكنكَ حُرٌ بالحديث عما جرى في بيتِكَ بَعدَ أن أرحلْ , ليسَ مِنْ دارِكَ فحسبْ .. بلْ مِنَ الدنيا.
- سيدي , أليس من الأفضل أنْ تُغادِرَ البلاد بَعدَ أنْ كَثُرَ فيها الغوغاءُ وسادَ فيها قومٌ لا يرحمون..
- بلى.. لكنها الاقدار .. وأنا لست مِنَ الرِجالِ الذينَ يتركونَ ساحات الوغى . عِشتُ هنا وسأموت هنا ..
- وأهلك الذين سيفتقدونَك .. ألا تشتاقُ لهم .
إبتسم ونظرَ الي نظرةَ الواثقِ الذي لا تهزُهُ الدنيا إن أدبَرَتْ ..
- لا عليك .. كل شيءٍ سيكون على ما يرام..
خطواته وهو يبتعد عني أشعرتني بالاسى .. ما كان ينبغي أنْ أترُكَهُ يَرحلْ.. ولكنها الاقدار كما قال.

يوم بعد الرحيل
لن أكتُبَ شيئا عَنْ أيامي بَعدَ رَحيله.. فكلها سواء..وليس فيها ما يُثلجُ الصدور.. كل الايامِ سواسية .. بليدة .. أم تُراني أنا الذي فَقَدْتُ الاحساس بغدي.. ليتَكَ تعودُ يا سيدي .. ليتَكَ تعودْ.

محمد محمود محمد شعبان
18-10-2012, 12:37 PM
لن أكتُبَ شيئا عَنْ أيامي بَعدَ رَحيله.. فكلها سواء..وليس فيها ما يُثلجُ الصدور.. كل الايامِ سواسية .. بليدة .. أم تُراني أنا الذي فَقَدْتُ الاحساس بغدي.. ليتَكَ تعودُ يا سيدي .. ليتَكَ تعودْ.

أهلا ومرحبا بك أخي رسول
وسعيد بمصافحة نصك الجميل ، وتلك اليوميات
تحيتي ، والمحبة
في انتظار جديدك


حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

رسول عبد الله
18-10-2012, 06:13 PM
أهلا ومرحبا بك أخي رسول
وسعيد بمصافحة نصك الجميل ، وتلك اليوميات
تحيتي ، والمحبة
في انتظار جديدك

حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

شكرا استاذي الفاضل على تعليقك ومرورك الجميل.. يشرفني ان يقرا الادباء امثالكم ما كتبت..تحية من بغداد الى رواد الواحة الخضراء جميعا..وتحيتي لشخصكم الكريم.. ولنا عودة ان شاء الله.

آمال المصري
22-10-2012, 10:41 AM
مليئة حياتنا بالأحداث التي منها مايستجب الوقوف بمحطة تأبى أن تغادرنا رغما؛ فقد تكون عزاء لنا من رتابة الأيام
جميل نصك أديبنا الفاضل وحبكة قوية بربط يومياتها بجدائل من ألق
مرحبا بك في واحتك
تحاياي
لأتوضأ

رسول عبد الله
22-10-2012, 02:49 PM
مليئة حياتنا بالأحداث التي منها مايستجب الوقوف بمحطة تأبى أن تغادرنا رغما؛ فقد تكون عزاء لنا من رتابة الأيام
جميل نصك أديبنا الفاضل وحبكة قوية بربط يومياتها بجدائل من ألق
مرحبا بك في واحتك
تحاياي
لأتوضأ

شكرا سيدتي على مرورك .. أسعدتني ملاحظتك وتعليقك الجميل . هذه الفصة كتبتها في ساعة واحدة لا اكثر ولم انشر الفقرة الاخيرة منها ربما خوفا من اطّلاع البعض عليها ممن لا تعجبهم كلمة تصدر من انسان له رؤية تخالف رؤاهم وارائهم لما يحدث في وطن كان اسمه العراق .. عذراَ فانا لا ادري ما اسمّي وطني .. وعذراً مرة اخرى لاقحامكم في اوجاع أهلي وأحبتي فالامكم في بلادكم لا تقل عن الامنا في بلاد الرافدين ..
تحيتي لك سيدتي .. وشكرا مرة اخرى .
اسف للخطأ الاملائي .. وشكرا للتصحيح.

ربيحة الرفاعي
22-10-2012, 09:13 PM
نص حكى مشهدا إنسانيا بحس عميق ورسم للوجع في الأوطان ملامح بتنا بتلمسها

وضوء ، نهوض
ووددت لو حظي النص بشيء من المراجعة قبل اعتماد نشره

أهلا بك أيها الكريم في واحتك

تحاياي

لانا عبد الستار
31-12-2012, 08:46 AM
اليوميات إحدى طرق حفظنا لذاتنا
ونصك جميل وأعجبني
أشكرك

رسول عبد الله
10-01-2013, 05:24 AM
اليوميات إحدى طرق حفظنا لذاتنا
ونصك جميل وأعجبني
أشكرك

شكرا على مرورك .. تعليقك جميل جدا .. كلمات قليلة لكنها سرتني.. تحيتي اينما تكونين .

نداء غريب صبري
30-01-2013, 04:07 PM
في الحياة أناس لا يمكن أن تعود ايامنا لما كانت عليه قبلهم إن رحلوا
لكنهم يرحلون عندما يحين الوقت

شكرا لك اخي

بوركت

رسول عبد الله
06-02-2013, 04:58 AM
في الحياة أناس لا يمكن أن تعود ايامنا لما كانت عليه قبلهم إن رحلوا
لكنهم يرحلون عندما يحين الوقت

شكرا لك اخي

بوركت

شكرا سيدتي .. فعلا انه يوم يفصل بين ما كنّا عليه وما نكون بعد رحيلهم .. انه يوم موجع .. لكنه يوم لا بد منه .. والرحيل شئنا ام ابينا اّت لا محال.. اشكرك مرة اخرى على مرورك وتعليقك الذي اعادني لأيام مضت وضننتها لن تعود .. تحيتي .

ناديه محمد الجابي
12-03-2017, 06:43 PM
لن أكتُبَ شيئا عَنْ أيامي بَعدَ رَحيله.. فكلها سواء..وليس فيها ما يُثلجُ الصدور.. كل الايامِ سواسية ..
بليدة .. أم تُراني أنا الذي فَقَدْتُ الاحساس بغدي.. ليتَكَ تعودُ يا سيدي .. ليتَكَ تعودْ.

راقت لي القصة ومعناها واستمتعت بالمرور من هنا
قصة بديعة وقفت طويلا أمام محمولها
تحياتي وتقديري. :0014:

رسول عبد الله
28-05-2017, 11:09 AM
نص حكى مشهدا إنسانيا بحس عميق ورسم للوجع في الأوطان ملامح بتنا بتلمسها

وضوء ، نهوض
ووددت لو حظي النص بشيء من المراجعة قبل اعتماد نشره

أهلا بك أيها الكريم في واحتك

شكرا سيدتي على كلماتك .. نعم النص بحاجة الى مراجعة... كنت قد كتبتها على عجالة واذ انا اقراها الان تذكرت لم كتبتها حينها... ماذا لو طرق صدام حسين باب بيتي ايام ما كان مطاردا من الكثيرين؟ .. هذا الامر كان يراودني حتى في احلامي .. فارتايت ان اكتب شيئا عساني اشعر ببعض الراحة .. قد اعود يوما للكتابة مرة اخرى واستعيد شتات اوراقي المبعثرة .. شكرا سيدتي .

رسول عبد الله
28-05-2017, 11:12 AM
لن أكتُبَ شيئا عَنْ أيامي بَعدَ رَحيله.. فكلها سواء..وليس فيها ما يُثلجُ الصدور.. كل الايامِ سواسية ..
بليدة .. أم تُراني أنا الذي فَقَدْتُ الاحساس بغدي.. ليتَكَ تعودُ يا سيدي .. ليتَكَ تعودْ.

راقت لي القصة ومعناها واستمتعت بالمرور من هنا
قصة بديعة وقفت طويلا أمام محمولها
تحياتي وتقديري. :0014:


شكرا لك سيدتي على اعجابك وكلماتك الراقية .. احلم بان اعود الى اوراقي وكتاباتي بعد ان ضاعت كلها وبعد ان ضاع كل شيء في بلدي..

مصطفى الصالح
21-06-2017, 11:45 PM
سردية أنيقة مشوقة
ربما مع بعض المعالجة تصبح قصة قصيرة
نسج خيالي جميل
بعض السهوات تم التنبيه إليها لذلك يجب مراجعة النص جيدا قبل النشر
بانتظار جديدك
دمت والابداع
تقديري

رسول عبد الله
02-07-2017, 10:54 AM
سردية أنيقة مشوقة
ربما مع بعض المعالجة تصبح قصة قصيرة
نسج خيالي جميل
بعض السهوات تم التنبيه إليها لذلك يجب مراجعة النص جيدا قبل النشر
بانتظار جديدك
دمت والابداع
تقديري
اشكرك اخي الفاضل على مرورك الكريم.
لم ادخل الموقع منذ فترة طويلة لانشعالي بامور كثيرة .. استغربت عند قرائتي النص للاخطاء الاملائية التي ارتكبتها ,ولكن جل من لا يسهو .. شكرا مرة اخرى.

رسول عبدالله
27-08-2020, 09:56 PM
من يوميات رجل

يومٌ قبل الرحيل:
كانت الساعة قد قاربتِ الرابعة صباحا، نهضت منَ الفراشِ أتحسسُ بيديّ باحثا عن الكتابِ الذي كنت أقرأ فيه قبلَ أن يغشاني النومْ، تُرى أينَ أوقعتُه، حسنا لا بأس، سأجدُهُ حتما، ولكن بعدَ حين. صوتُ المؤذّنِ أفزَعَني، يا له مِنْ صوتٍ مزعجْ، ما أسوأ أن تدعونا أصواتٌ مثلُها إلى الخشوعِ والتأمُلْ.. حي على الصلاة.. حي على الصلاة.. وكأنه يركلني بصوته.. لكن لا بأس، لا بأس. نهضت متكأً على ذِراعِ السرير لأجِدَ المصباحْ.. حسنا حي على الصلاة.. أنرتُ طريقي كي اذهبَ لأتوضأ.. أحسَسْتُ ببرودةِ الماء تلسعُ وجهي.. وتذكرتُ زوجتي التي كانت تهيئ لي حتى الماءَ الدافئ.. ما أكثرَ النِعمْ التي لا نحسُ بوجودِها حتى نَفقِدُها فنتحسّرُ عليها ..
ألله أكبرْ.. ألله أكبرْ.
عبلة.. واقفة تنتظر كعادتها، حسنا قطتي الصغيرة سأجِدُ ما يسدُ جوعَكِ. توجهتُ إلى المطبخ باحثا عما يريحُ رفيقتي كل صباح، عندما عُدتُ كانت عبلة قد اختفت.. أينَ هي يا ترى، إنها لا تتركني إطلاقا في مثل هذه اللحظات.. وجهتُ نورَ المصباحِ إلى الممرِّ المؤدي للباحةِ الخلفية.. أينَ أنتِ يا صغيرتي.. إنها تعرفني من صوتي ولن تتركني وهي على يقين بأنني سأُطعِمُها كل صباح بعد أذانِ الفجر. ولكنْ مهلا، ما هذا؟ تسمرتُ في مكاني وكأنني أرى شيئا ما أمامي في نهاية الباحة.. ليس معي شيءُ لأدافع به عن نفسي في هذا الظلام.. حاولتُ أنْ أستجمعَ قواي.. ركزتُ نورَ المصباحِ إلى الشيء الذي أراهُ أمامي.. ما هذا.. إنّه يُطعمُ عبلة بيده.. رفع رأسه باتجاهي.. يا إلهي.. إنه هو.. هو وليس غيرُه.. هو وكيف أتوهُ عنه.. لا.. لا.. مستحيل.. تجمدتْ أوصالي وأنا أنظرُ إليه، وجهُه، لحيتُه التي لم أرها قط من قبلُ.. أيكون هو فعلا، أم أنني أحلُمْ.. لا إنه ليس بِحُلم.. أنا على يقين ولمْ اُجَنْ.. رأيته أمامي.. نهضَ وانتصبتْ قامتُه.. قال بصوته التي طالما سمعته.. لا تخف.

يوم الرحيل:
- أي بني.. قد أثقلتُ عليك.. وحمّلتُكَ ما لا تُطيقْ.. جزاكَ اللهُ خيرا على ما صنعتْ.. خُذْ هذا.
ناولني مبلغا من المال لَمْ أرَ له مثيلا من قبلُ ..
- لَمْ أفعلْ ذلكَ مقابلَ اموالٍ تقدمُها لي.
- لقد تعرضتَ لِخطرٍ كبير وربَما للموت.
- ليس أكثر مما تعرض له الكثيرون. رأيتُكَ بِحاجَةٍ للمساعدةَ فقدمتُها لكْ.
- لقد اشتريت الكثيرَ من الأدوية لتعالجني مِنْ جُرحي.. وهذا الذي قدمته لك جزءٌ مما تستحقْ.
لم أستطِعْ ألتلفظَ بكلمةٍ واحدة.. لِمَ تُراني فعلتُ ذلك.. لا أدري، ولكن كلَ الذي أعلمه أني كنتُ أتمنى أنْ اُساعدَهُ أكثر مما فعلتْ.. وَضَعَ يَدَهُ على كتفي.
- إنك رجلٌ شهم وطيبَ القلب. إياكَ أنْ تتحدث عما رأيتَ ما دُمتُ حيا.. ولكنكَ حُرٌ بالحديث عما جرى في بيتِكَ بَعدَ أن أرحلْ، ليسَ مِنْ دارِكَ فحسبْ.. بلْ مِنَ الدنيا.
- سيدي، أليس من الأفضل أنْ تُغادِرَ البلاد بَعدَ أنْ كَثُرَ فيها الغوغاءُ وسادَ فيها قومٌ لا يرحمون..
- بلى.. لكنها الاقدار.. وأنا لست مِنَ الرِجالِ الذينَ يتركونَ ساحات الوغى. عِشتُ هنا وسأموت هنا ..
- وأهلك الذين سيفتقدونَك.. ألا تشتاقُ لهم.
ابتسم ونظرَ الي نظرةَ الواثقِ الذي لا تهزُهُ الدنيا إن أدبَرَتْ ..
- لا عليك.. كل شيءٍ سيكون على ما يرام..
خطواته وهو يبتعد عني أشعرتني بالاسى.. ما كان ينبغي أنْ أترُكَهُ يَرحلْ.. ولكنها الاقدار كما قال.

يوم بعد الرحيل
لن أكتُبَ شيئا عَنْ أيامي بَعدَ رَحيله.. فكلها سواء. وليس فيها ما يُثلجُ الصدور.. كل الايامِ سواسية.. بليدة.. أم تُراني أنا الذي فَقَدْتُ الاحساس بغدي.. ليتَكَ تعودُ يا سيدي.. ليتَكَ تعودْ..

نظرا للاخطاء الاملائية الكثيرة التي وردت في النص الاصلي لذا اردت ان اعيد الكتابة بعد ادخال التعديلات.. ملاحظة احببت ان اذكرها علما ان هذه القصة كتبتها بعد ان روى لي احد الاصدقاء الواقعة التي جمعته مع الرئيس الراحل صدام حسين. كنت قد وعدته بنسيان الموضوع ولكن بعد رحيل صديقي بفيروس كورونا عدت لاقرا القصة وقد انتبهت لكثرة الاخطاء التي وردت فيها .. فعذرا مرة اخرى.

أسيل أحمد
10-09-2020, 10:03 PM
نص قصي طيب بفكرة قوية، وبحكائية شائقة، وأداء قصي طيب
مما يمنح النص عفوية وحلاوة ومصداقية.
دمت بكل خير.