المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قناع.!



مرمر القاسم
20-10-2012, 02:16 AM
سوف أضع على وجهي قناعا سخيفا لشدّ الخدين،وربّما أخيّط فمي، لأجرب لمرة واحدة فقط أن أكون أكثر النّساء سذاجة،ففي الفترة الأخيرة بدأت أكتشف بأن العديد من الأمور لم أجرب،وليست لديّ معها مرة أولى.

سوف أضعه بعد قليل،ربما لاحقا،أظنني سوف أفعل حال أفرغ من كتابة هذه الخزعبلات الّتي بدأت تداهمني مثل جَراد جرّاد.... لحظة لحظة.... تباً أضعتُ مرودي،ومكحلتي النحاسية الّتي ورثتها عن جدّتي، حقيقة لم أرثها،هي أمي بسذاجة الأمهات عرضت علينا إرثها من أمها،وأنا،مكابدة كيدي،ولكني نكاية بكل عين سوداء وقعت عيني على المكحلة،ولطالما أغرتني بين كفّي جدّتي،....سحقاً أجدني بدأت أعترف وما كنت أنتوي،كأنني بيني وبين بيني تمنّيت موت جدّتي كي أرث المكحلة،هكذا إذا أسقطت نواياي في حض ورقة مسائية،لعلّ يغفر لي من في السّماء زلّتي،وهل التّمني زلّة توجب سماحا وعقابا.؟

ليس موضوعي.
ما يهمني الآن قناع الشّدّ الّذي نويت به شدّ فكّيّ وعينيّ،وربما استطالت رقبتي،ولعلّ فيه فائدة ومنفعة لصقل قوام مقعدي.
في هذه اللحظات المقنعة تعجبني ثقافة الرّفس،ولعل أقوم الآن من مقعدي وأرفس القيّمين على المجموعات المضارعة المتصارعة والجماعات المكفّرة وربما أرفس رأسي.

تباً فَتَر فنجان قهوتي،وأنا أحبّها ضرب سخّين،تلهب فمي،حتى إذا ما حرّقت لساني فقدت مذاقك الّذي عليه تفطّرَت شفتي...ما الّذي حملني على ذكرك الآن.؟
نعم إني أشعر بك الآن عميقاً صعلوكاً فيّ،وشكراً للرّب إذ لا أحد يراك الآن سواي.

ولكن قبل أن أضع القناع حتى إذا ما صرخت من رهبة الإجابة لا تفسد عليّ هناءة الاسترخاء والتّمتّع بالشّدّ،أريد أن أسألك،من خادم من،أنت أم عقلي.؟
تذكّرت الآن من أعد لي أول فخ في حب بغداد،وبالتأكيد كلكم تلعمون،إنه أبتي،يا أبني تباً لك من لئيم.

أوت أمي إلى فراشها قبل ساعة،وقبل أن تفعل أحضرت لي قطوف عنب بلون العسل،هي تنسى أنني اليوم وحدي معها في هذه المساءات،لكنها مازالت في قرارة نفسها ترفض التّخلي عن أطفالها الّذين كبروا،فتحضر لي كل ما كانت ترغب بتقديمه لي ولجميع إخوتي. تباً لي،علي التهام العنب قبل أن تصحو وإلا ظنّت أني ما أحببت،وأعلم يقينا أنها في قرارة أحلامها حين تصحو باكية تعلم أنني أحببتك حتى توجعي،كما تعلم أن غيرك لن يمدّ الكحل في عيني.

كئيبة،غبيّة دميمة هذه اللحظات،من الّذي ثبّت أحمر الشفاه في اللوحة،إنه دائما يوجد خطآن،أنا وأنت.!
لسوف أضع القناع وأشدّ الجرح حتى أدميه،فأثبّت أن لا جرح أوسع من شقّ المسافات.

سامية الحربي
23-10-2012, 04:23 PM
"أوت أمي إلى فراشها قبل ساعة،وقبل أن تفعل أحضرت لي قطوف عنب بلون العسل،هي تنسى أنني اليوم وحدي معها في هذه المساءات،لكنها مازالت في قرارة نفسها ترفض التّخلي عن أطفالها الّذين كبروا،فتحضر لي كل ما كانت ترغب بتقديمه لي ولجميع إخوتي"
من غير الأمهات نداري عنهن المواجع فلا نجد سوى قناع نتنكر به؟؟ . تحياتي وتقديري.

كريمة سعيد
23-10-2012, 04:28 PM
نص رائع لا يشبه سواك يا غالية
عبارات تتالت في صور بديعة تحمل تأويلات متعددة وتستفز العقل للغوص خلف معانيها البعيدة
خالص ودي وتقديري

كاملة بدارنه
23-10-2012, 04:48 PM
يبدو أنّ القناع من مكوّنات عدّة ... خلطته غير متساوية المقادير !
تتحفينا بخلطات نصيّة جميلة الأفكار والرّمزيّة
بوركت
تقديري وتحيّتي

ماهر يونس
23-10-2012, 06:07 PM
كلما قرأتك يا المرمرية أتفلت بين الضحكة، والدهشة، والانبهار!
لحرفك بصمة خاصة تترك أثرا لا يمحى على القلب والذاكرة..

ثم،
ما نوع القناع الذي تستعميلنه إذ يبدو أنه يضفي لحرفك إشراقا خاصا؟
تخيطين فمك! ومن سيجلدنا إذن!؟
محبتي وتعلمين

آمال المصري
23-10-2012, 07:20 PM
تباً أضعتُ مرودي،ومكحلتي النحاسية الّتي ورثتها عن جدّتي، حقيقة لم أرثها،هي أمي بسذاجة الأمهات عرضت علينا إرثها من أمها،

كما أضاعت بعض الشعوب العربية حضاراتها بسذاجة وجهل لقيمة تراثنا
رائعة ترمي كل عبارة منها لدلالات كثيرة وتآويل جديرة بالوقوف عند كل منها
المرمر الرائعة ...
لك قلم سامق يشبهك
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

فاطمه عبد القادر
25-10-2012, 12:28 AM
كئيبة،غبيّة دميمة هذه اللحظات،من الّذي ثبّت أحمر الشفاه في اللوحة،إنه دائما يوجد خطآن،أنا وأنت.!
لسوف أضع القناع وأشدّ الجرح حتى أدميه،فأثبّت أن لا جرح أوسع من شقّ المسافات.

السلام عليكم صديقتي العزيزة مرمر
دافىء هذا النص,,, سلس ولذيذ ومشوق
كلمات عالية الجودة ,معبر بشدة
سلمت يدك عزيزتي
ماسة

ربيحة الرفاعي
02-11-2012, 11:16 PM
أغيمة ودقها نبض امرأة تكتم عشقا
أم فيضان نيل يغرق المساحات على ضفتيه بغضبة شعب نطق أخيرا
أم انثيال حروف تتسربل بالرمز لتغري المكلومين بانتحال المعاني

جذلى استقبلت أرواحنا هذا الغيث يروي ظمأها

فلا حرمك البهاء مرمرية الحرف

أهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير

تحاياي

نداء غريب صبري
30-04-2013, 12:56 PM
تباً فَتَر فنجان قهوتي،وأنا أحبّها ضرب سخّين،تلهب فمي،حتى إذا ما حرّقت لساني فقدت مذاقك الّذي عليه تفطّرَت شفتي...ما الّذي حملني على ذكرك الآن.؟
نعم إني أشعر بك الآن عميقاً صعلوكاً فيّ،وشكراً للرّب إذ لا أحد يراك الآن سواي.
أكثر ما أحب فيك صدقك مع نفسك
وصدقك في وصفه
هذا العالم لا يشبه الصادقين أختي
وسيظل صعلوكا

شكرا لك

بوركت