تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المستحيل



زبيدة خضير الزبيدي
20-10-2012, 08:38 PM
المستحيل ______


لماذا أكتب عن المستحيل ..
ولم َ أتحدث عنك لأوراقي ..
وأنا التي منذ زمن لم تهزني عينا رجل ..
أو كلمات لرجل ..
حتى أيقنت إن الحب أصبح محض خيال..
وكانت لي حصوني المنيعة أدافع بها جحافل من يمر بي طيفا ينفلت من إطار البوصلة
التي لا تحدد إلا الرفض
كامنة في دثار الأزمنة المتغضنة حزنا ..
متشرنقة في أحضان العزلة المتفردة ،فيما السكون والضيق يلامسان جذوة الروح المحتضرة ذبولا
وبالرغم من حنيني الدائم إلى رجل مجهول ، كنت أشعر كأني شيء
لم يكتمل بعد ،مازال له بقية هنا أو هناك ولم أحدد جهته
بل إني لم أجرؤ حتى على البوح به لنفسي
وأنا التي أبحث عن رجل عيناه نجمتان تمطران حنينا أخضر ، كعيون جدي البنفسجية ..
كنت أشعر إنه يحوم حولي ،بل كنت أجزم إنه يتوق الي كما أنا أتوق إليه .
لكني كنت دائما أجبن عن تجسيده لمخلوق بالذات ،
في محاولة مني لأقناع نفسي إن هذه مجرد أوهام ..وأحلام
على أن أعترف لها بأني ببساطة ((أسعى الى الحب))
وألتقيتك ..
أو إنك تعمدت أن تكون في طريقي ، يومها كان تموز في أول أيامه ..
يحمل وعدا للنخيل ..ويطلب صبرا لا يستطيع عليه أحد
كنت كأنبثاق الفجر في رذاذ السكون ..وشظايا حديث طويل في أمسيات وله .
يمتد ظلك نحو الأفق ليفتح كوة ضوئية ينثال منها فرح وديع ما أحسسته إلا معك
كنت كعروق للعرفان في تداعيات للورد ..لا تظهر إلا عند حدود الطلل.
نسكب النجوم في عباءة السماء في وهلة آسرة ... لترتمي الجاذبية صاغرة بين قدميك .
رأيتك.. مهرجان للرجولة ، قصيدة عشق أزلية خطت بأحرف كوفية ،رفرفة عبير عندما يضوع
في أثير سماء سابعة ..
عناق ما قبل الرحيل ،ومزيج متناقض من ضجيج وسكون
شراسة حلم .،ووداعة رؤيا.. وغباشير وعداً بالضياء
يومها ، سمعت عينيك تناديني من الرحيل ..
أن تعالي ..
وأفرشي جناحاك معي للحب والفرح ..
جعلت قلبي يتذوق طعم الشوق والوله والنشوة .
جعلتني أنثى تتأجج دفء وطمأنينة .. أنتفض معك وأتألق تألق قوس قزح
ولبيت ندائك .. بشوق سنونوة مهاجرة ، غالبها الحنين الى حضن وطن
وأستجبت لك لأعايش جرحك الأسمى ..
أستجبت وقلت لنفسي :
لمَ لا ؟؟
في عينيه وعد حب لم يهتدي بعد ، وغيمة بيضاء تحمل أملا بالمطر ..
وبدأ القلب ينبض ، يتنفس معك..أقف أمامك إمراة فتحت عينيها لترى فيك كل الدنيا .
وتورطنا معا حد الثمالة ..حد الأدمان
لكني لم أكن أجرؤ على البوح لك بكل مشاعري لم استطع كسر حاجز الخجل ..
وعقدة اليوم القادم ـوتماوج الرغبة والذوبان معا إليك .
تجمعنا شظايا الحديث عن الحب والوطن والأمهات والحزن الذي يمهر فجرنا المنتظر ،وبعض من
قلقنا وأحلامنا المستحيلة ،يجوس في لفافات تبغك ألما يتهادى وجعا في أوردتي ،ليفنى وجودي بظلك .
يوم كنا ننلتحف عطرا تنساق إليه النشوة بصمت صاخب ،نقتات احيانا على وجع ليلي
لا قمر فيه إلا مرايا تتسع له..
نصيخ السمع للأحلام ونحيلها الى أحجيات حارقة تذرع البهاء بكل ما لديها
من عصافير الوجد ترفرف على مساءات البوح وتتوحد معه
نتدفق بالحنو نذوب في بحار التيه والغضب والمشاكسة ، والتجني زبدا ..
ظلان أحمقان يمتزجان في حضرة الوجود المتألق ..
خارجان للتو من حدود المسافة والأطار ،داخلان في فيض من نور ..
مبحران في ماء قمري رقراق
كأرجوحة تتهادى وتنثني ما بين الماء والسماء .
كم أحببتك يومها .. كنت تحاصرني وجدا ، تخلع رداء وحدتك لترتمي في فضاء وهجي ..
الأن وبعد إنطفاء قوانين الأضاءة والأشتعال وخروج التقاسيم المحدودة
يسقط جبروت الحلم وتسري همهمة غريبة في لحظة إندغام النشوة ..
كزوبعة مدمرة تركض في دروب الحب المستطيلة عمياء لا بصر لها
قلت لي مرة:
لا تطلبي أكثر ..
لم تكن سوى لحظات عابرة ..
لكني مازلت أسكن فيك شوقا من البلور والبنفسج ..
ترى ما الذي يمنع وجهك عني ؟؟
من يمنع إنحدارات الشهيق فيك عن خلاياي ،أية سطوة فيك
لتحكم رياح المد والجزر في شهوات بحر ..لا يفهم إلا معناً واحداً للغرق .
سأربك مزامير التيه ، وستجيء بوصلة لا تحدد إلا برزخا لفردوس نائم
يفترش أوردتك حدائق من أمسيات حالمة ..
يتأرجح ما بين مخمل الزهرة وحدود الثمالة ،يشرب نخب الهروب ..
وسأبقى ، أنـــــــــــا


عشقا لا يموت ولا يذبل ..إنما وجها أخر للمستحيل .

خليل حلاوجي
20-10-2012, 10:08 PM
هذا النص يركب موجة التصريح وهو يرفع شراع التلميح ... تأخذه ريح الإرتباك وهو عصي على مطاولة هيجانها تلك الريح التي سيشعر المتلقي أنها ذات الريح التي تؤشر وتؤطر وتحرك سفن كاتب النص .. جمالاً ووصولاً لمرافئ الإعتراف ..



أحببت هذا النص ..

زبيدة خضير الزبيدي
21-10-2012, 02:42 AM
الأستاذ والأخ والصديق خليل حلاوجي
لحلاوة مرورك النبيل على صفحاتي أثر كبير
كنت مسكونة بعشق اللحظة .. أكتب اعترافات لا طائل منها
على هامش الموت والولادة ، فالأمر سيان .
تقبل مودتي وأحترامي وتقديري

فاطمه عبد القادر
22-10-2012, 02:09 AM
سأربك مزامير التيه ، وستجيء بوصلة لا تحدد إلا برزخا لفردوس نائم
يفترش أوردتك حدائق من أمسيات حالمة ..
يتأرجح ما بين مخمل الزهرة وحدود الثمالة ،يشرب نخب الهروب ..
وسأبقى ، أنـــــــــــا
عشقا لا يموت ولا يذبل ..إنما وجها أخر للمستحيل .


السلام عليكم
ما أرى هذا النص الجميل سوى قطعة من رواية جميلة
نثر قد تماهى مع الروعة نفسها
نثر رائع رائع يا زبيدة العزيزة
لكن عندي بعض الملاحظات
1/بعض هنات لغوية بسبب السرعة من غير شك
2/النص ليس مكتوبا بطريقة الفقرة ,وليس بالطريقة الأخرى ,إذ أنك لا نتهي جملتك قبل الانتقال للسطر الجديد
3/ تشويش بسيط أيضا في ترتيب الفكرة
لو انتبهت لهذة الأمور ستنتجين نثرا عظيما ورائعا للغاية
شكرا لك
ماسة

محمد محمود محمد شعبان
22-10-2012, 12:57 PM
يا لمستحيلك الذي لا يخترق
رائعة أديبتنا الفاضلة

لك تحية بحجم المجرة



حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر

ربيحة الرفاعي
28-10-2012, 10:44 PM
لبوحك مذاق خاص ماتع في هطله نبض المعاني ورونق الحس

دمت بألق

تحاياي

لمى ناصر
28-10-2012, 11:39 PM
نبضك له مذاق شهي
مختلف كــ مسائي هذا.
أبدعت وربي.

عبد السلام هلالي
29-10-2012, 09:46 AM
ماتع ما قرأت هنا بحق
جرعة كبيرة بل فيض من جميل الحرف ورائع الصور وعذب الأحاسيس المتضاربة بين إقدام وإحجام، بين الممكن والمستحل.
رغم قراءاتي المتعددة لهذا النص لم أصل بعد إلى معرفة التركيبة او الوصفة السحرية التي ترقى به إلى هذا المستوى الباذخ من الروعة ، وسأستمر في الإستكشاف.
احترامي وتقديري حياك الله.

كاملة بدارنه
29-10-2012, 04:15 PM
أبدعت في استعمال الأوصاف واللّغة الشّاعرية العبقة بالصّور الجماليّة
فاضت مشاعرك فأغدقت على الصّفحات الجمال، وأدخلت للقلوب المسرّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(همسة: مهرجانا - جناحيك - دفئا - نداءك - لم يهتدِ - نلتحف - أماسي (جمع مساء) معنًى - إنّما وجهٌ )

زبيدة خضير الزبيدي
31-10-2012, 09:12 PM
كحاكم فقد كل ما يملك ،كان كلما تجيئه إمراة طازجة وشفيفة كالصباح
وحبات نداه ..
يعتمها بمسائه .
هامشا للموت والمجهول والأرتياب ..

صديقتي وأستاذتي الغالية ..
فاطمة عبد القادر
سعيدة بهذا المرور العابق مثلك دائما
مازلت أقرأ القواعد .. وسأهتم بها أكثر
إلا إنني كما ذكرت لكِ مرة
أسلسل مشاعري وقت الكتابة فقط

ممتنة لكل كلماتك أيتها الغالية

زبيدة خضير الزبيدي
31-10-2012, 09:21 PM
يا لمستحيلك الذي لا يخترق
رائعة أديبتنا الفاضلة

لك تحية بحجم المجرة



حمادة الشاعر
أديب ، وشاعر




لمرورك الأول يـــــا أستاذ محمد محمود
ممتنة لكل كلماتك العاطرة
للمرور الجمبل على صفحاتي
تقبل أحترامي الدائم وتقديري

تيسير الزبيدي
04-11-2012, 01:57 PM
من قال يوما ان الخطوط المتوازية لا تلتقي ..؟

في كتاباتك تجتمع الرغبة والحواس والاوهام.. ترتدي عباءة الحروف بكل اللغات..

لماذا تموز..شهر الثورات..أم شهر جنون المشاعر التي تلتهب تحت شمسه؟

نداء غريب صبري
08-11-2012, 07:49 PM
مشاعر وصور وصراع شعوري
هذا نص بذخ امتعتني قراءته

شكرا لك أختي

بوركت

رياض شلال المحمدي
21-11-2012, 04:03 AM
**(( ... ولكن لو أنا فتشنا في الــ مستحيل ! ذاته ، لوجدنا :
مودّةً ، سؤدداً ، تواصلاً ، حُبّاً ، يُمْناً ، ثمّ لغةً لا يطاولها عنان السماء !،
أليس كذلك ؟ باقاتُ ودٍّ وطاقاتُ إعجاب على زواهر الكلم ، والمعاني الحِسان ))**