مشاهدة النسخة كاملة : متى يُكرم الأديب؟
سامية الحربي
22-10-2012, 02:48 AM
يبدو أن حالة عدم إنصاف المبدعين من كتاب وشعراء وغيرهم خلال حياتهم سمة مشتركة بين الشرق والغرب فمبدعون كجين أوستن , ثيودور وينثروب , أملي ديكنز ,فان جوخ و فرانك كافكا لم تُقدر أعمالهم الأدبية والفنية في الغرب إلا بعد موتهم بل و أصبحت أعمالهم مجالاً خصبًا للدراسات الأدبية والفنية و مثال يحتذى ويتعلم منه.
و في وطننا العربي يزداد الحال سوءاً فكثير من الكتاب والشعراء يبقون في طي النسيان مغمورون , و ما أن يغادر أحدهم الحياة حتى يلتفت إليه الناس و إعلامهم ليرّثـونه ويسبغون عليه من الألقاب و ينقبون أعماله! و إذا كان العلماء وهم المقياس العلمي والحضاري المادي يعانون من التهميش فكيف يطمع الأدباء أن ينزلوا منازلهم ؟
ظلت حياة أديب العربية الكبير الأستاذ علي أحمد باكثير مجهولة لم يعرف عنها شيء إلا بعد وفاته و إليه نُسبت ريادة الشعر الحر لترجمته العمل المسرحي "روميو وجوليت" إلى العربية و كذلك يُنسب إليه ريادة الإتجاه الإسلامي في الرواية التأريخية العربية بعد روايتيه (واإسلاماه) و (والثائر الأحمر ) في منتصف الأربعينيات. و شاعر مثل البردوني لم يمنعه العمى الذي أصيب به في مقتبل العمر أن يقتل الإبداع في نفسه رغم الظروف القاسية. فظلت الحياة تعتصره لتخرج شعراً ثائراً مغموسًا بتجارب حافلة لم تُعطى حقها إلى اليوم من الإحتفاء والدراسة.
و تعود الأسباب وراء الجهل بهؤلاء و عدم تقديرهم كما ينبغي فيحياتهم لأسباب عدة:
*أسباب تتعلق بالأديب نفسه:
1-كسوء تسويقه لأعماله.
2- الإنطواء على ذاته.
3_تصادم أفكاره مع قيم المجتمع و ثوابته.
4-عدم تناوله لقضايا مجتمعه وتحليقه خارج السرب . فكلما لا مس العمل الأدبي الواقع كان أدعى للبقاء والخلود .
*أسباب تتعلق بالمجتمع:
1- ضعف النوادي والمحافل الأدبية و اقتصارها على أسماء محددة تتوارث سجلاتهم و أعمالهم .
2- المحسوبيات و الولاءات في النوادي الأدبية و وسائل الإعلام التي لا تهتم بقيمة العمل الأدبي بقدر اهتمامها بتكريس مفاهيم تخدم مصلحتها.
3- تولية أشخاص ذوو توجهات تغريبية يفتقرون لأدنى الضوابط و المعايير الشرعية للأعمال الأدبية والفنية لكي يقيموا هذه الأعمال في وطننا العربي والإسلامي . ولا أدل على ذلك من فوز رواية ( ترمي بشرر كالقصر) بجائزة بوكر للرواية العربية وهي التي يفوح منها الشذوذ والكفر البواح. ولك أن تستعرض غالب الأعمال الفائزة حتى تعلم من يحظى بالتقدير والسمعة ومن يهمش وكيف تُكرم العربية.
4- قلة القراء الجيدين الذين يميزون بين الغث والسمين . فغالب القراء تستهويهم الأسماء والشكل دون المضمون .و متى قُدر أن يتم تشكيل شريحة واعية من القراء نهضت الأعمال الأدبية والفنية بأصحابها و عرفت بهم وكم قارئ جيد عرف بكاتب جيد وسوق له.
5- عدم إستشعار قيمة الأعمال الأدبية والفنية في تغيير واقع الأمة وكم غيرت كثير من الأعمال الأدبية الرائعة في أممها إلى الأفضل لما حوت من قيم ونقد بناء للمجتمع وجدت من يقرأها من المسؤولين و يتأثر بها. فروايات تشارلز ديكنز كانت من الأسباب التي غيرت واقع التعليم في إنجلترا و رواية "ذكريات من منزل الأموات" لدستوفسكي كانت سببًا لتغيير حال السجون في روسيا خصوصًا عقوبات الأعمال الشاقة.
يبدو أن الموت أفضل مُسوق للأعمال الأدبية والفنية والعلمية ويبقى قوله تعالى (..فأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) نبراسًا لخلود عملٍ ما و لننظر إلى كُتاب و أدباء كالمنفلوطي , و الرافعي ,و المازني والطنطاوي وروا التراب لكن بقت أعمالهم خالدة بيننا نتناقلها و ننظر إليه بكثير من التقدير بل كأنهم يعيشون معنا .
غصن الحربي
ربيع بن المدني السملالي
30-11-2012, 12:42 AM
مقالة جميلة ، كانت تحتاج لشيء من الإسهاب ليتم نضجها ، فمثل هذه الموضوعات الرائعة ، ينبغي فيها إطالة النفس ، ودراستها من جميع الجوانب ..
على العموم ، بارك الله فيك أستاذة غصن على ما تفضلت به ، ولي عودة بإذن الله
مغمورون= مغمورين / لم تُعطى = لم تُعط / فيحياتهم = في حياتهم / إستشعار = استشعار
تحياتي
ربيحة الرفاعي
31-12-2012, 08:08 AM
أخشى أن بعض هذه الأسباب لم يكن منصفا، فـعلى صعيد السباب المتعلقة بالأديب
1-كسوء تسويقه لأعماله. 2- الإنطواء على ذاته.
فهاتان بعض نتتائج التغييب المقصود الذي يمارس ضد كل كاتب جاد ملتزم يحمل رسالة إيجابية لخدمة أمته، وهذا يقودنا للسب الثالث الذي ساقت الكاتبة والذي يقول 3-تصادم أفكاره مع قيم المجتمع و ثوابته.
حيث يكون التصادم هنا في سبيل قيم المجتمع وثوابته ويكون مع دعاة الانسلاخ عن الأصول الناعقين بأبواق الغرب ولمصالحه، وهذه ذروة التحليق خارج السرب حين ينحاز كل المستعدين للتنازل إلى جانب أصحاب المنابر مقدمين مصلحتهم الشخصية ورغبتهم بتحقيق الأمجاد الآنية الواهية على حمل همّ الأمة وتقديم الرسالة بتبعاتها ، ولعل خير دليل على ذلك يتلمس من ربط مقدمة النص بالبند الرابع من هذه الأسباب 4-عدم تناوله لقضايا مجتمعه وتحليقه خارج السرب . فكلما لا مس العمل الأدبي الواقع كان أدعى للبقاء والخلود .
فما قدمت الكاتبة للموضوع به من الاعتراف بأقدار المبدعين بعد موتهم متعلق حتما ببقاء النصوص بعد رحيلهم لملامستها لواقعهم وشؤون أمتهم..
أما فيما يتعلق بالمجتمع من أسباب فقد أعفيت الأنظمة من مسؤوليتها الأكيدة عن دور المجتمع حيث يمكن القول أن النوادي والمحافل متورطة بشكل أو بآخر في مؤامرة التعويم الفكري والقيمي انسياقا وراء ما يروج له الإعلام بدوره المكشوف في خدمة أطراف ومخططات ومشاريع خارجية ، وهي في أنشطتها معنية بتكريس ذلك وتبحث عن الأسماء الأكثر وميضا ممن سبق الترويج لهم من منساقين في ركب التضييع، متخلية بذلك عن دورها التوعوي ومضيعة للرسالة الواجب اضطلاعها بها ، وعلى راسها دائما كما على كل المنابر ووسائل الإعلام تجد أذرعا لذات المؤامرة تتحرك بمهارة وتفعل بثقة وإجادة، فلا يجد المبدع الحق لناجه وسيلة عرض
مقالة قيمة في موضوع ذي شجون يطول الحديث فيه
دمت بألق أديبتنا
تحاياي
ياسر ميمو
31-12-2012, 08:10 AM
السلام عليكم
يكرم الأديب في الذكرى السنوية الأولى لرحيله
مودتي وامتناني
سامية الحربي
02-01-2013, 12:47 PM
مقالة جميلة ، كانت تحتاج لشيء من الإسهاب ليتم نضجها ، فمثل هذه الموضوعات الرائعة ، ينبغي فيها إطالة النفس ، ودراستها من جميع الجوانب ..
على العموم ، بارك الله فيك أستاذة غصن على ما تفضلت به ، ولي عودة بإذن الله
مغمورون= مغمورين / لم تُعطى = لم تُعط / فيحياتهم = في حياتهم / إستشعار = استشعار
تحياتي
الأستاذ الكريم ربيع بن المدني السملالي صدقت الحديث ذو شجون هذه المقالة قد تكون بذرة لمناقشات عدة في نفس الموضوع بانتظار من يضيف ونستفيد منه. أشكرك على المرور الطيب . تحياتي وتقديري.
سامية الحربي
02-01-2013, 12:52 PM
أخشى أن بعض هذه الأسباب لم يكن منصفا، فـعلى صعيد السباب المتعلقة بالأديب
1-كسوء تسويقه لأعماله. 2- الإنطواء على ذاته.
فهاتان بعض نتتائج التغييب المقصود الذي يمارس ضد كل كاتب جاد ملتزم يحمل رسالة إيجابية لخدمة أمته، وهذا يقودنا للسب الثالث الذي ساقت الكاتبة والذي يقول 3-تصادم أفكاره مع قيم المجتمع و ثوابته.
حيث يكون التصادم هنا في سبيل قيم المجتمع وثوابته ويكون مع دعاة الانسلاخ عن الأصول الناعقين بأبواق الغرب ولمصالحه، وهذه ذروة التحليق خارج السرب حين ينحاز كل المستعدين للتنازل إلى جانب أصحاب المنابر مقدمين مصلحتهم الشخصية ورغبتهم بتحقيق الأمجاد الآنية الواهية على حمل همّ الأمة وتقديم الرسالة بتبعاتها ، ولعل خير دليل على ذلك يتلمس من ربط مقدمة النص بالبند الرابع من هذه الأسباب 4-عدم تناوله لقضايا مجتمعه وتحليقه خارج السرب . فكلما لا مس العمل الأدبي الواقع كان أدعى للبقاء والخلود .
فما قدمت الكاتبة للموضوع به من الاعتراف بأقدار المبدعين بعد موتهم متعلق حتما ببقاء النصوص بعد رحيلهم لملامستها لواقعهم وشؤون أمتهم..
أما فيما يتعلق بالمجتمع من أسباب فقد أعفيت الأنظمة من مسؤوليتها الأكيدة عن دور المجتمع حيث يمكن القول أن النوادي والمحافل متورطة بشكل أو بآخر في مؤامرة التعويم الفكري والقيمي انسياقا وراء ما يروج له الإعلام بدوره المكشوف في خدمة أطراف ومخططات ومشاريع خارجية ، وهي في أنشطتها معنية بتكريس ذلك وتبحث عن الأسماء الأكثر وميضا ممن سبق الترويج لهم من منساقين في ركب التضييع، متخلية بذلك عن دورها التوعوي ومضيعة للرسالة الواجب اضطلاعها بها ، وعلى راسها دائما كما على كل المنابر ووسائل الإعلام تجد أذرعا لذات المؤامرة تتحرك بمهارة وتفعل بثقة وإجادة، فلا يجد المبدع الحق لناجه وسيلة عرض
مقالة قيمة في موضوع ذي شجون يطول الحديث فيه
دمت بألق أديبتنا
تحاياي
صدقتِ حتى النوادي الأدبية لم تسلم من التسيس والمحسوبية فأصبحت معاول هدم للفكر والنضج المعرفي والثقافي بدلاً من الرقي بالمجتمع و تشجيع الإبداع ولهذا السبب ربما ينكفأ المبدع على ذاته ويحلق حولها. الشاعرة القديرة ربيحة الرفاعي أثريتي الموضوع بمداخلتك القيمة فلك من الشكر أجزله . دمتِ بخير وعافية . تحياتي وتقديري.
نداء غريب صبري
13-01-2013, 05:24 AM
يحاربون المبدع الحقيقي طوال حياته لأنه يشكل عليهم خطرا بإبداعه الذي يكشف سخافة خربشتهم، ويكرمونه بعد موته، لأن خطره بموته يزول
موضوعك رائع أختي
شكرا لك
بوركت
سامية الحربي
03-03-2013, 04:50 PM
السلام عليكم
يكرم الأديب في الذكرى السنوية الأولى لرحيله
مودتي وامتناني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .ربما يكرم في السنة الأولى لرحيله لكن التكريم الحقيقي يبقى في قلوب القراء . شكراً جزيلاً لك أستاذ ياسر . دمت بخير.
محمد إسماعيل سلامه
03-03-2013, 11:29 PM
[RIGHT]
و تعود الأسباب وراء الجهل بهؤلاء و عدم تقديرهم كما ينبغي فيحياتهم لأسباب عدة:
*أسباب تتعلق بالأديب نفسه:
1-كسوء تسويقه لأعماله.
2- الإنطواء على ذاته.
3_تصادم أفكاره مع قيم المجتمع و ثوابته.
4-عدم تناوله لقضايا مجتمعه وتحليقه خارج السرب . فكلما لا مس العمل الأدبي الواقع كان أدعى للبقاء والخلود .
غصن الحربي
[SIZE="4"]
وأين الفقر ؟!
الفقر الذي يلجيء بعض الادباء إلى تسول اعمالا ً قاسية ، يؤدونها مجبرين .. ليقيموا عيشهم ..
ولا يجد احدهم وقتا كافيا للكتابة والإبداع .. الفقر عنصر اهم من كل ما قيل في نظري .
وأحيانا يكون تصادم الأديب مع المجتمع ، حتمي نتيجة الفساد الخلاقي وفساد ذائقة الأدب بوجه عام
فلا يملك إلا أن ينغلق على نفسه ، وبالتالي فليس له ذنب بمثل ما هو ضحية في الأصل .
أخشى أن بعض هذه الأسباب لم يكن منصفا، فـعلى صعيد السباب المتعلقة بالأديب
1-كسوء تسويقه لأعماله. 2- الإنطواء على ذاته.
فهاتان بعض نتتائج التغييب المقصود الذي يمارس ضد كل كاتب جاد ملتزم يحمل رسالة إيجابية لخدمة أمته، وهذا يقودنا للسب الثالث الذي ساقت الكاتبة والذي يقول 3-تصادم أفكاره مع قيم المجتمع و ثوابته.
حيث يكون التصادم هنا في سبيل قيم المجتمع وثوابته ويكون مع دعاة الانسلاخ عن الأصول الناعقين بأبواق الغرب ولمصالحه، وهذه ذروة التحليق خارج السرب حين ينحاز كل المستعدين للتنازل إلى جانب أصحاب المنابر مقدمين مصلحتهم الشخصية ورغبتهم بتحقيق الأمجاد الآنية الواهية على حمل همّ الأمة وتقديم الرسالة بتبعاتها
تحاياي
اتفق تماما مع كلام الأستاذة ربيحة فهو واقع مستمر ..
يحاربون المبدع الحقيقي طوال حياته لأنه يشكل عليهم خطرا بإبداعه الذي يكشف سخافة خربشتهم، ويكرمونه بعد موته، لأن خطره بموته يزول
موضوعك رائع أختي
شكرا لك
بوركت
هذا أيضا موجود ،، وهو منطقي طالما أنه مات وانزوى ولن ينازع احدهم في ريادته الشكلية السخيفة لباب الأدب
الذي استلمه ممن هم ليسوا أهلا له .
أعجبني النقاش هنا
تحيتي للجميع
براءة الجودي
04-03-2013, 12:39 AM
استفدت من قراءة الموضوع والتداخلات فيه
جزيت خيرا
د. سمير العمري
04-03-2013, 06:27 PM
يحاربون المبدع الحقيقي طوال حياته لأنه يشكل عليهم خطرا بإبداعه الذي يكشف سخافة خربشتهم، ويكرمونه بعد موته، لأن خطره بموته يزول
بوركت
مقالة مميزة رصدت الجوانب الكثيرة في ظاهرة مؤسفة وذات شجون وشؤون ، وهي مما لا أحب أن أخوض في تفاصيلها في هذا الوقت الراهن كي لا يبدو كلامي مجروحا.
وأنا إذ أتفق مع أكثر ما ورد في هذه المقالة المميزة رصدا وتوضيحا إلا أنني اؤكد أن هناك العديد من العوامل الأساسية التي أدت إلى هذا الجانب لعل من أهمها ما أشارت له الكريمة نداء في الاقتباس أعلاه إذ يتولى الجانب الإداري والإعلامي من يصنفون من الأدباء وهم أقل من هذا فيحرصون على تقديم الأمساخ كي يظهروا أمامهم أهراما ويحرصون على وأد الإبداع والمبدعين الحقيقيين أنه يكشفهم سواء أدبيا أو إعلاميا أو سياسيا.
وللأسف فإن الأمر عادة يكون كما ذكرت في أن الموت هو السبيل الوحيد لتقدير الإبداع وتكريم صاحبه هذا إن حدث هذا أصلا ، ولكن ما قيمة التقدير والتكريم حينها؟؟
إلام ستظل الأمة تقتل مبدعيها ومفكريها وعلمائها بالفقر والجهل والتجاهل؟؟ وإلام ستظل هذه الأمة تستخف بقدر الحي مهما كان عظيما وتقدس قدر الميت مهما كان وضيعا؟؟
تقديري
فاتن دراوشة
16-03-2013, 07:53 AM
نحن في زمن بات الفكر والأدب والتّرويج لهما في يد من يمتلك القوّة والمال
فمن يمتلك القوّة يفرض فكره وقيمه فرضا على بقيّة الشّعوب والحضارات.
وها نحن نرى الدّول العظمى تفرض غزوها الفكريّ على سائر الدّول والشّعوب
ونجدها تدعم وتساند من يحمل فكرها من الأدباء في سائر الأمم وتدفع به عبر وسائل الإعلام للنّجوميّة
وتسعى لدحر ودفن أعمال غيره ممّن لا يدينون بدينها ولا يتكلّمون بلسانها.
هو صراع فكريّ عالميّ بين القوى العظمى لفرض هيمنة فكرها.
وليت حكوماتنا سعت لفرض هيمنة أدبائها وفكرهم، بل هي من القوى التي تساعد الغرب في فرض هيمنة فكرهم على عقول أبناء شعبها، فجلّها ممّن نال الغزو الغربيّ من عقولهم وفكرهم، وغدوا تبّعا لها.
طرح جميل رائعتي.
محبّتي
فاتن
بهجت عبدالغني
16-03-2013, 08:57 AM
والله يا غصن ما إن قرأت بداية مقالك قفز إلى ذهني علي أحمد باكثير ، دون أن أصل إلى اسمه ..
والمشكلة أننا لا نتجاهل المبدعين وأعمالهم في حياتهم بل نحاربهم أيضاً ..
يقول علي احمد باكثير :
( أنا على يقين ان كتبي وأعمالي ستظهر في يوم من الايام، وتأخذ مكانها اللائق بين الناس، ولهذا فانا لن اتوقف عن الكتابة، ولايهمني ان ينشر ما اكتب في حياتي... إنني ارى جيلا مسلما قادما يستلم اعمالي ويرحب بها ) .
قال عنه الدكتور نجيب الكيلاني: ( وأرى أن باكثير مدرسة متميزة في معظم إنتاجه المسرحي تحمل الطابع الإسلامي، وهي مدرسة لم تأخذ حقها بعد من التحليل والدراسة ) .
والحقيقة كنت أفكر في تسليط الضوء على هذا الاديب الكبير في واحتنا الجميلة ، والاستفادة منه ، ولكن ذلك يحتاج وقتاً لا أملكه الآن ..
تحياتي لحرفك الجميل
وروحك المبدعة ..
سامية الحربي
16-03-2013, 09:05 PM
وأين الفقر ؟!
الفقر الذي يلجيء بعض الادباء إلى تسول اعمالا ً قاسية ، يؤدونها مجبرين .. ليقيموا عيشهم ..
ولا يجد احدهم وقتا كافيا للكتابة والإبداع .. الفقر عنصر اهم من كل ما قيل في نظري .
وأحيانا يكون تصادم الأديب مع المجتمع ، حتمي نتيجة الفساد الخلاقي وفساد ذائقة الأدب بوجه عام
فلا يملك إلا أن ينغلق على نفسه ، وبالتالي فليس له ذنب بمثل ما هو ضحية في الأصل .
اتفق تماما مع كلام الأستاذة ربيحة فهو واقع مستمر ..
هذا أيضا موجود ،، وهو منطقي طالما أنه مات وانزوى ولن ينازع احدهم في ريادته الشكلية السخيفة لباب الأدب
الذي استلمه ممن هم ليسوا أهلا له .
أعجبني النقاش هنا
تحيتي للجميع
صدقت أستاذ محمد ربما الفقر في بعض الأحيان يقف حائلاً بين الأديب و الناس وهذا أوحى لي لأكتب هذه الأقصوصة https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=61070 لكن هل كل أديب فقير لم يصل أدبه ؟ هناك كثير من الأدباء والشعراء المعوزين يشتكون في بعض أعمالهم الفقر و العوز لكن لم يمنع ذلك من شهرتهم إذا ما وعت القيمة الأدبية في المجتمع .شكراً جزيلاً لإثرائك الموضوع تحياتي وتقديري.
سامية الحربي
16-03-2013, 09:08 PM
يحاربون المبدع الحقيقي طوال حياته لأنه يشكل عليهم خطرا بإبداعه الذي يكشف سخافة خربشتهم، ويكرمونه بعد موته، لأن خطره بموته يزول
موضوعك رائع أختي
شكرا لك
بوركت
صدقتِ أختي العزيزة يهمشونه و إذا ما علا صوته حاربوه حتى لا يتقازمون أمام إبداعه . رائعة أنتِ دومًا. خالص تقديري.
ريبر أحمد
04-05-2013, 03:29 PM
أجد هذا الموضوع منزوياً في ركن ضيق ‘فالتاريخ وحده له مهمة النبش وهو في تنقيبه لا يعثر سوى على ما يجعله ينتصب كالألف،فالقصد مما أقول هو أن التاريخ يحفظ الأدب الخالد والمتميزون عن جدارة لا يمكن أن يهمشوا مع الزمن فعلى الأديب أن لا يتساءل في حاضره عن سؤال لا يرى له إجابة أو عن إنجاز لا يرى بمقابله الثناء،فالجيد واضح والغث واضح،وإلى هذا فليتنافس المتنافسون،التاريخ يروي لنا العديد من الشعراء الذين عاشوا منبوذين تماماً نذكر على وجه المثال/عروة بن الورد،طرفة بن العبد ،تأبط شراً، والشنفرى، وعنترة، مروراً بدعبل الخزاعي وبشار بن برد وأبي العلاء المعري والمتنبي وانتهاء بالسياب ومظفر النواب
فهؤلاء جميهعم مثلاً عاشوا في حاضرهم حياة قاسية منبوذة،فمنهم من نال نصيب الإعلام وقتئذ ومنهم عاش حياة تقشف ، فلا دخل للعصر بمغمورية شاعر أو شهرته
إنما الأدب الرصين اللامع من يخلد صاحبه إن في حياته أو في مستقبل أحفاده
أشكركم مجدداً
سامية الحربي
16-05-2013, 09:29 PM
استفدت من قراءة الموضوع والتداخلات فيه
جزيت خيرا
حياك الله أختي الكريمة شكرًا على المرور.بوركتِ تحيتي الدائمة.
سامية الحربي
16-05-2013, 09:33 PM
مقالة مميزة رصدت الجوانب الكثيرة في ظاهرة مؤسفة وذات شجون وشؤون ، وهي مما لا أحب أن أخوض في تفاصيلها في هذا الوقت الراهن كي لا يبدو كلامي مجروحا.
وأنا إذ أتفق مع أكثر ما ورد في هذه المقالة المميزة رصدا وتوضيحا إلا أنني اؤكد أن هناك العديد من العوامل الأساسية التي أدت إلى هذا الجانب لعل من أهمها ما أشارت له الكريمة نداء في الاقتباس أعلاه إذ يتولى الجانب الإداري والإعلامي من يصنفون من الأدباء وهم أقل من هذا فيحرصون على تقديم الأمساخ كي يظهروا أمامهم أهراما ويحرصون على وأد الإبداع والمبدعين الحقيقيين أنه يكشفهم سواء أدبيا أو إعلاميا أو سياسيا.
وللأسف فإن الأمر عادة يكون كما ذكرت في أن الموت هو السبيل الوحيد لتقدير الإبداع وتكريم صاحبه هذا إن حدث هذا أصلا ، ولكن ما قيمة التقدير والتكريم حينها؟؟
إلام ستظل الأمة تقتل مبدعيها ومفكريها وعلمائها بالفقر والجهل والتجاهل؟؟ وإلام ستظل هذه الأمة تستخف بقدر الحي مهما كان عظيما وتقدس قدر الميت مهما كان وضيعا؟؟
تقديري
نعم أستاذي الكريم يتحمل الجانب الإداري و الإعلامي وزر تقديم الأمساخ وجعلهم رموز أدبية تحتذى ويصفق لها بينما الغيارى و أصحاب الفكر و الكلمة الأصيلة يتم تهميشهم حتى يموت فيخلده ما كتب إن حالفه الحظ و نُبشت أعماله. كل التقدير والإحترام.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir