المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحبةٌ ولكن!



قصي النوري
27-10-2012, 03:36 PM
صُحبةٌ .. ولكن..!





على مدار بضعةِ أيام كُنتُ بصحبةِ أحدهم وبيننا التواصلُ مستمرٌ إما بالهاتف أو بزياراتٍ بين الفينةِ والأُخرى ..
فشغلتنا الحياة وابتعدنا قليلاً ؛ لكنا نسرق منها رسالة تواصل قدر ما نستطيع ..
وفي مساءِ ذات يوم خطرَ لي أن أتصل بهِ فحال بيننا الوقت إذ كان متأخراً
قلت : إنهُ مشغول بالقراءة والبحث أو ربما هو يعدُ بحثاً جديداً في الطرحِ والمضمون فهذا سحره الساحر كما هو شُغلُه ...
فعدتُ لمكتبتي وبعضاً من وريقاتِ التي بها أجدُ ربيع نفسي وريعان شبابها ..
أفقتُ مع الفجرِ وكعادتي رأيتُ جدول أعمالي و حسب الأولويات أعيدُ تدوينُها..
وفي إحدى ساعات الذِروة اتصلتُ بذاك الصاحب فهللَ بي ورَحَب فهذهِ شمائلهُ
دعاني لوجبة الغداء فتعذرتُ لكثرة انشغالي حينها قطعنا موعد لقاء بمساء اليوم عندها أنهيت الاتصال ، فتبين لي أنهُ كان نائماً فعجبتُ من أمرهِ فالوقت بذروة حيويتهِ ...!
فقلتُ : ربما لكثرةِ ما يطيلُ السهر و الاعتكاف على قراءةِ الكتاب تلو الكتاب...
ورغم هذا أنا أُعزرُ نفسي لتقصيرها الشديد في هذا المجال و أغبطهُ على ما هو عليهِ فهنأتُ نفسي بصحبتهِ والأمة الإسلامية لوجود مثل هكذا شباب فلا زالت على الخير..
قضيتُ الساعات على أحر من الجمر ما أرهقني حينها هو أنني أُفكر فيما سنخطط لهُ و ما سنفعلهُ في المستقبل القريب ..
جاء الموعد فاتصلتُ بهِ فدعاني نحو بيتهِ ليسألني إن كان بإمكاني البقاء لوقتٍ أطول ؟
ففرحتُ من أعماق قلبي فقلت : نعم هيا بنا علنا نجد ما لم نجدهُ بين صفحاتِ ما قراناه فنخرجُ بمادةٍ فيها فائدة لهذهِ الأمة الإسلامية التي هي بين الرجاء بأمل العودة لشبابها .
قطعنا الطريق سيراً على الأقدام حيثُ لم يتكلم منا أحد!
ونحنُ نمشي توقف فجأةً متجهاً نحو اليمين فدخلنا والكلُ يرحب بهِ منهم من أعرفهُ والذي زاد استغرابي هو ما الذي جمعَ هذا مع هذا ؟ وما الروابط و الصفات المشتركة التي بينهم ؟
فقلت : ربما دخل يدعو شخصاً ومن ثَم نُكملُ المسير إلى حيثُ الوجهة المطلوبةَ !
جلس وطلب لِكلينا الشاي فبعدما كادت أنفاسي تنقطع من هذا الجو الملوث بهذهِ السموم والروائح القذرة التي تخرج من عمق الأراكيل ودخان سجائرها فسألتهُ : أين أصدقائُكَ الجدد الذي وعدتني أن أراهم ؟ ربما قد ذهبوا نحو المكان المطلوب الذي يجب أن نكون فيهِ .؟!
فتبسمَ قائلاً : هؤلاء هم أصدقائي وهذا المكان هو المجتمع الجديد الذي نتجمع ونفترق لشيءٍ واحد ألا وهي السِجارة ..
قلت : وما المواضيع التي تصل بكم حد الجدل ...؟
فقال : لغة القوم بأحاديثِ الساعة وعن السجائر أيهما أخف وطأةً على الصحة وبعضاً مما يقولهُ الساسة ؛ وأضيف لك أننا نبقى لساعةٍ متأخرة هنا وهذا كلُ شيء..
فسألتهُ : أجلُ وقتك تقضيهِ في هذهِ الأشياء ..؟
فأجابني وهو يقهقهُ ضحكاً ملأَ فيهِ : جُلَ وقتي إن كان الوقتُ لي. .
فخرجتُ وكأن السماءُ انطبقت على الأرض فكادت أن تنهار قِواي فلم يكن مني إلا أن أبثُ شكواي داعياً وراجياً منهُ عز وجل أن يهديهم سواء السبيل رغم ذرف الدموع على هذا الواقع لضياع شبابهِ بين المقاهي والنوادي الدنيئة . واللهُ المستعان..

عبد السلام هلالي
27-10-2012, 03:46 PM
ما أقساه من إحساس حينما يخيب ظننا بشخص ما خصوصا اذا ابتعدنا في إلباسه ما ليس عليه . ويبقى السؤال: أنحن من خانتنا فراستنا أم هو من سوق لنا صورة غير صورته.
فكرة جميلة أخي أظنها كانت تحتاج بعض التكثيف وقوة أكثر في التعبير.
احترامي وتقديري.

كاملة بدارنه
27-10-2012, 04:01 PM
الفكرة جميلة لعرضها في قصّة لكن الحبكة بحاجة لأن تكون أكثر تشويقا وكذلك اللّغة
نتمنّى قراءة الأجود مستقبلا
بوركت
تقديري وتحيّتي
(تدوينها - أصدقاؤك - ملءَ - السّما ءَ - أبثَّ )

ربيحة الرفاعي
29-10-2012, 03:22 PM
نص قوي الفكرة حلو المحمول
تمنيت لو حظي من الكاتب ببعض عناية وشي من اشتغال على حبكته ليوازي محموله

بانتظار جديدك

أهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير

تحاياي

نداء غريب صبري
30-04-2013, 02:29 PM
موضوع جميل

شكرا لك اخي

بوركت

قصي النوري
11-02-2015, 06:08 AM
انا لا أنكر أنني أحتاج إلى الكثير والكثير من التعلم لكي ارتقي معكم.. مودتي لكم وتقديري العالي بنصرهم..، أما نحن لا نعلم ما يخفون ما في نفوسهم لأنهم يظهرون لنا جميل ما نريد لا جميل ما يريدون فهذا هو الذي يترك في كل منا كلمة (لكن) بما تحمله من صوت حزين.. دمتبخير

خلود محمد جمعة
19-02-2015, 10:20 AM
فكرة نبيلة وطرح طيب مع مباشرة في رسالة القصة وضعف في الحبكة
احتاج النص بعض تكثيف وملراجعة
بوركت
تقديري

ناديه محمد الجابي
04-11-2022, 06:09 PM
أصعب شعور ممكن أن يعايشه الإنسان خيبة الأمل في شخص رسمنا
له صورة مبجلة لنكتشف تفاهته وضياعه
ومن المؤسف ان نرى هذا الضياع الذي يعيشه الكثير من الشباب
بين جنبات المقاهي وأماكن اللهو الخبيثة.
الفكرة جميلة ولكن النص احتاج للكثير من التكثيف وإعادة الصياغة.
تحياتي.
:011::002::004:

أسيل أحمد
07-11-2022, 11:18 AM
الصاحب ساحب ......فاختر من تصاحب !
نسأل الله عز و جل أن يجعلنا من المهتدين .
قصة جميلة الفكرة فشكرا لك.

سحر أحمد سمير
07-11-2022, 02:43 PM
من المؤكد أن التعامل مع الآخرين سيكون أسهل كثيرا لو تمكنا من اختراقهم ببصيرتنا و مراقبتهم بدقة حتى نتعرف إلى النمط الذي ينتموا إليه من بين البشر ..
قصة هادفة بلغة سلسة ..
سلمت يمينك..تحيّتي و احترامي