تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في قصيدة: برقٌ إذا ضاربت لربيحة الرّفاعي



براءة الجودي
01-11-2012, 01:09 PM
قراءة في قصيدة برق إذا ضاربت لربيحة الرّفاعي
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=61162

إنَّ في هذا الزمن قليلونَ من نرفعُ لهم قبعتنا احترامًا وننحني تقديرًا ونحتفلُ بمجيئِهم
وجباهُنا تُشرقُ بحضورهم وتنطقُ بالحبور ,وشفاهُنا تتكأُ عليها ابتسامةُ شوقٍ
وأسماعُنا ترنو لحكاياهُمُ الشيِّقة ,ومقلُنا تدمعُ من وصاياهُمُ النيِّرة

النَّاسُ شتى إذا ماأنتَ ذُقتهُمُ = لايستوون كما لايستوي الشجرُ
هذا له ثمرٌ حلوٌ المذاقِ وذا = ك ليس له طعمٌ ولاثمرُ

صاحبة الحرف الغالية على القلوب ( ربيحة )هي ثمرة طيِّبة المذاقِ , نقيُّة السريرةِ , شريفُة المقصدِ
واضحُة المذهبِ , لاترضى بالدُّونِ , ولنْ تقفَ في الأخيرِ , ولاتقبلُ بالأقلِّ
ولسانُ حالها (لنا الصدرُ دونَ العالمينَ أو العذرُ )

قرأتُ القصيدة بشغف و بعد ماأنهيتها ووالله أني شعرتُ بهزة كهزة الزلالزل للأرض ودمعة سلخت خدي
لاتسأليني عن السبب ..!
مع كل كلمة في البيت أشعرُ بثبات وعزة وعنفوان وحينما أقف على الفاء رغم القوة التي اشعر بها والتماسك إلا أن نفسي تضعف واشعرُ بغصة
حين وصولي لآخر كلمة في البيت لربما غصتي تشارك خروج النفس مع الفاء الساكنة حينما نقفُ عليها , ولهذا كان للقصيدة اثرٌ يُنحتُ في أعماقنا
فهي بليغة ترتاحُ لها النفس , ومميزة بحق

سبحان الله ..
كنتُ أحدث نفسي قبل أيام ألن تعطف علينا ربيحة ؟ فإني أتطلع للجديد من قصائدها
فمااكان مني أمس إلا إن رأيتُ هذه الرائعة الذهبية التي تستحق أن تكون عروسة السماء كما هي الشمس المشرقة تماما


لَا يِرْتَوِي قَلْبٌ بِمَا يَلْقَى وَجَفْ =مِنْ نَبْعِ دَمْعِ العَيْنِ إِذْ أَجْفَتْ وَجَفّْ
المطلع هنا أراه كشجرة معمرة ضاربة جذورها في أعماق الأرض ثابتة إلا أن منظرها يحوي
الدفء والحنان فجمعت بين القوة والرقة


بَرْقٌ إِذَا ضَارَبْتُ وَالأَجْوَاءُ لِي =وَاللَيْلُ إِنْ أَهْوِي عَلَى صِنْوِي سَدَفْ
مَا خُضْتُ حَرْبًا دُونَ قَدْرِي نَاسُهَا= أَوْ جُبْتُ دَرْبًا فِي هَوَانٍ أَوْ سَرَفْ
الله الله تنافسين عنترة هنا ياابنة الكرام , والله جميل جميل لله درك


عُمْرِي ارْتِقَاءٌ بِانْتِقَائِي لِلذُّرَى = وَالشَّمْسُ رَهْنُ إِشَارَتِي حَرْفًا بِكَفّْ
لِي فِي الثُّرَيَّا مَنْزِلٌ، وَلِيَ الشُّمُوخُ = وَلا جُنُونَ وَلا مُجُونَ وَلا صَلَفْ
وهنا أرى فيك شموخ المتنبي وأنفته , ولكِ أن تفخري كما أنَّا نفخرُ بك


وَالأُمْنِيَاتُ عَلَى أَكُفِّ عَوَاذِلِي = تَأْتِي إِلَيَّ جُمَانَ عِزٍّ فِي الصَّدَفْ
دِرْعِي الدَّمَاثَةُ وَالفَخَارُ مَطِيَّتِي = مَا عَقَّنِي يَوْمًا وَلا عَنِّي صَدَفْ
وَرُبَى تَلِيدِي أَذْرُعٌ بِعَزِيمَةٍ= خَطَّتْ حُدُودَ الشَّمْسِ مَجْدًا لِلْخَلَفْ
شَرَّعْتُ لِلأَحْلامِ أَبْوَابَ الحِمَى = وَسَطَرْتُ فِي التَارِيخِ أَلْوَانَ الشَّرَفْ
وَأَتَيْتُ كَيِ يَحْيَا الإِبَاءُ بِطَارِفِي = وَلأَسْتَعِيدَ بِهِمَّتِي حَقًا سَلَفْ
دُنْيَايَ فِي كَفِّي وَجُودِي شِيمَتِي= وَالكَوْنُ مُلْكُ يَدِي وَعَيْشِي فِي شَظَفْ

والأمنيات على أكف عواذلي = تأتي إليَّ جمان عز في الصدف
أنتِ أنيقة جدا في وصفك ولديك لمسات وذائقة جميلة ليس في القصيدة فحسب أخمن أنه في حياتك ككل أيضا , في هذه الأبيات المقتبسة نبضٌ مختلف ياسر الألباب ويسحر الأنظار , بل أرى روحا هنا كالجبل في الثبات والصمود والإيمان العميق لايأس لاسخط لااستهتار , قرأتك هنا جادة جدا


لكِنَّ لِي وَطَنًا لَهُ بِالطَّعْنِ بِي= شَأْنً، أَتَى دُنْيَايَ أَوْ عَنِّي عَزَفْ
قَايَضْتُهُ بِدَمِي هُدُوءَ لَوَاعِجِي = فَأَتَى عَلَيَّ مُدَمِّرًا وَغَدِي خَسَفْ
خِلْتُ الأَمَانَ بِعِطْفِهِ لكِنَّهُ = نَحْوَ الرَّدَى هَامَاتِ أَمْجَادِي عَطَفْ
وَأَذَاقَنِي فِي غِيِّهِ مَا سَاقَنِي = لِلنَّائِبَاتِ وَنَجْمَ أَحْلامِي كَسَفْ
يَا مَوْطِنِي مُسْتَوحِشًا أَرْدَيْتَنِي = تَغْتَالُنِي الأَنْوَاءُ فِي ليْلٍ أَزَفّْ
هَلْ صُدْفةً جَرَّدْتُنِي مِنِّي لِأَحْـــ = ـيَا فِيكَ وَهْمًا باجْتِهَادِي يُحْتَرَفْ؟
أَوْ صُدْفَةً نَازَعْتُ نَفْسِيَ حَقَّهَا = بِي، كَيْ أقِيمَ لَدَيْكَ طَيْفًا يُسْتَخَفّْ؟
مَا كَانَ شَأْنًا عَارِضًا مَا ضَمّنَا = لا صُدْفَةً كُنَّا، وَلا تُغْنِي الصُّدَفْ
لكِنَّكَ اسْتَعْذَبْتَ أَنَّةَ خَافِقِي = وَسَلَبْتَنِي صَبْرِي فَأَزْهَقْتَ الهَدَفْ
وَأشَحْتَ عَنْ خَفَقَاتِ رُوحِي تَرْتَقِي = نَحْوَ السَّمَاءِ هُنَاكَ، وَاخْتَرْتَ الجِيَفْ
فَاهْنَأْ -فَدَيْتُكَ- نَبْضُنَا أَوْلَى بِنَا= وَالسُّهْدُ قَيْدَ الوَجْدِ لَوْنٌ مِنْ تَرَفْ
وَاشْرَبْ مَرِيئًا نَخْبَ مَا أَمَّلْتَنِي = هَذا دَمِي مِن عَيْنِ خَيْبَاتِي وَكَفْ
يَا مَوْطِنِي بَعْضُ المَنَايَا مُوجٍعٌ = حَتَّى شَهِيدًا بَعْضُهَا لا يُقْتَرَفْ
آتِيكَ أَشْكُو مِنْكَ تَعْسًا لِلْهَوَى = مَا لِي بِغَيرِكَ مِنْكَ -وَيْحِي- مُنْتَصَفْ

سامحكِ الله ياربيحة وأنا اقولُ ماسبب دمعي ؟
قد جعلتينا ندخلُ في فخرك ونشمخُ معك ايتها الباسقة
ثم انعطفتِ بنا إلى منحدر خطير كنَّا على وشك السقوط فيه
الابيات الأخير مؤلمة ولها وقعٌ يطحنُ القلب

أرجو أن تعذريني لطول ردي فإني اشتقتُ لحرفك الشهي جدا

أختك الصغرى / براءة الجودي

عبدالهادي القادود
03-11-2012, 10:06 AM
الله الله

قراءة رائعة في قصيدة أروع لقصيدة برق إذا ضاربت للشاعرة ربيحة الرفاعي

ستكوني هذه القراءة دعوة لي لكي أسجل حضوري على ضفاف قصيدة شاعرتنا المدهشة

دمتما والجمال

كاملة بدارنه
03-11-2012, 01:51 PM
السّلام عليكم أخت براءة ...
قراءة رائعة لقصيدة رائعة لشاعرة مميّزة... وقفت فيها على الكثير
دمت وحسّك النّقديّ الجميل
بوركتما
تقديري وتحيّتي

براءة الجودي
03-11-2012, 07:24 PM
الفاضل / عبد الهادي
الفاضلة / كاملة
مروركما هو الأروع
أشكركما على الثناء التشجيعي

أختكما / براءة

ربيحة الرفاعي
03-11-2012, 08:55 PM
قراءة جميلة أيتها الراقية
سايرت فيها مفاصل انعطاف الصورة والحس بمهارة
فأسعدتني برأيك الكريم وما رأيت هنا من مؤشرات إيجابية تملؤنا فرحا بشباب قادم للأمة بكثير مما نرجو يقرأ فيتأمل ويتدبر ويعي
ويقول فبيدع

شكرا حلوتي لجميل قراءتك
دام دفعك

وأهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير

تحاياي

د عثمان قدري مكانسي
03-11-2012, 09:31 PM
يسعدني أن أكون دقائق لطيفة مع الأساتذة يسمرون في قصيدة الأستاذة ربيحة
وأقرأ التعليقات الللماحة للأستاذة براءة الجودي ، وما كتبه الأفاضل
دمتم جميعا

براءة الجودي
07-11-2012, 07:48 PM
الأستاذة الفاضل / ربيحة
والفاضل الدكتور/ عثمان
أشكر كرم مروركما وكلماتكما اللطيفة
وفقكم المولى لما يحب ويرضى