تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دموع ُمَتاهةٍ...



شينوار ابراهيم
02-11-2012, 04:25 PM
دموع ُمَتاهةٍ...
القصة الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة نازك الملائكة للقصة القصيرة 2012



الليلُ_يكتم ُ أنفاسي بسوادِهِ ، يسرقُ من داخلي بقايا دفءِ النهار...لا يدعني أن أتنفس ....أشمُّ رائحة َ مسقط ِرَأسي....بَينَ طيّاتِ رَملٍ تنامُ على سَواحلٍ تُعانِدُ البِحارَ .. وَ أمواجٍ دونَ شاطئٍ يَستَضيفُها ويلغي رحلةَ ريح ٍغاضبةٍ.....أفكِّرُ حائراً.. أقفُ.. أبحثُ عن ريشٍ ليرسم َ لنا كوخاً...ومن َالألوانِ فراشاتُ وطن ٍضاعَ بين ربيع ٍتائهٍ في أحضان ِخريفٍ لا يرحلُ....وخيمة ٍعلى متاهات ِواحةٍ أحرَقَتْها أصابعُ الظلامِ...كلُّ زاويةٍ في المنزل ِلا تتَحَمَّلُ عنفوانَ اشتياقي إلى ماضٍ يُجَرْجِرُني بعَرَباتِ ذكرياتِهِ ..بُيوتٌ بلونِ الشَّمسِ وشوارعٌ تَحْتَضِنُني بدفءٍ.أسمعُ أحاديثَ الأمَّهاتِ أمامَ أبوابٍ تَبتسِمُ للحياةِ ، وَهَمَساتُ جَدَّتي في ليال ِالصَّيفِ تحتَ ضَوءِ القَمرِ, وَهْيَ تروي بشَوقٍ حِكايةَ( شنكة وبنك) ....صُوَرٌ تَملأُ مساحاتِ النَّظَرِ وأعودُ أبحثُ عن مكانٍ... عن مخبأٍ كي أعانقَ ألمي بين أحضان ِمدينةٍ هَجرَتْها حتّى الذئابُ!.. أنا أبكي ..أصرخ ُحزناً ينادي خيالَ طفولتي بين َأبيات ِقصيدةٍ لم تكتبْ بعدُ ،

و تشُدُّني عرباتُ الماضي بعجلاتِ ذِكرياتِهِ إلى أعماقِ متاهةٍ في بُركانٍ خامدٍ يَغلي فُجأةً في داخلي ... ما عُدْتُ أَعْرفُ النَّومَ بين صفحاتِ اللَّيلِ.... أحلامٌ تتَرَاقصُ في شوارع ٍرُبَّما لَم أعدْ أجدُها..ماذا افعلُ .. إلى أين أَمضي ؟ رُبَّما أُريدُ العوْدة َمَعَ الطُّيورِ المُهاجِرةِ إلى دِياري.. ولكنْ أخافُ أنْ أكونِ غريباً حتَّى في وطني.....



شينوار إبراهيم

كاملة بدارنه
02-11-2012, 05:36 PM
أحلامٌ تتَرَاقصُ في شوارع ٍرُبَّما لَم أعدْ أجدُها..ماذا افعلُ .. إلى أين أَمضي ؟ رُبَّما أُريدُ العوْدة َمَعَ الطُّيورِ المُهاجِرةِ إلى دِياري.. ولكنْ أخافُ أنْ أكونِ غريباً حتَّى في وطني.....

قاتل أن يضيّع الفرد أحلامه في متاهات شوارع وطنه التي ضاعت دلالاتها!
وغربة الأوطان أكثر فتكا بروح الحياة، وإشراقة الأمل من سكاكين كلّ الأعداء...
قصّة نزفت منها دماء جراح الوطن
تقديري وتحيّتي

أحمد الأستاذ
02-11-2012, 07:09 PM
موجعُ أن تفتقد لشيء تُحبهُ وتخشاه في آن واحد

الأديب .. شينوار إبراهيم

طرح مميز وكلمات تعزف ألم ولحنها ما بين حنين وقصة وطن

بوركت

آمال المصري
02-11-2012, 08:11 PM
صراع بين ماضٍ حمل من الذكريات أدفأها وحاضر قضم هذا الدفء والاحتواء من مشاعرنا
وبين الغربة وكربتها وحنين العودة لوطن ينزف وجعا
رائعة قرأتها لك أديبنا الفاضل تستحق الفوز
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

عبد السلام هلالي
02-11-2012, 09:07 PM
حينما يتحول الوطن من حضن نسكنه إلى جرح يسكننا ، نتيه في متاهة البحث عن لقاء به ولو في حلم عابر.
قصتك أخي عميقة عمق الجرح ، بعيدة القصد بعد المغترب عن وطنه. جمعت بين وجع الغربة وجمال الكتابة.
تحمل تميزها في ذاهتها لا في المنصات التي تعتليها والمراكز التي تحتلها!
دمت بخير أيها المبدع.

شينوار ابراهيم
03-11-2012, 08:18 PM
نقية الروح والحرف .. الرائعة كاملة بدراثه
والأجمل منه هو عطر مروركِ الكريم الذي ملأ جنبات نصي فرحا..
تحياتي
اخوكم شينوار ابراهيم

شينوار ابراهيم
03-11-2012, 08:23 PM
استاذي الفاضل أحمد الأستاذ
لنور مروركَ الكريم سيدي ترتل حروفي تراتيل إمتنانها ..
لكَ إجلالي وشكري الجزيل..
اخوكم
شينوار ابراهيم

شينوار ابراهيم
03-11-2012, 08:26 PM
الأديبة المتالقة آمال المصري
شمس مروركِ سيدتي بددت عتمة الجرح في نزف حرفي..
لكِ إمتناني معزوفا بسمفونيات الود..

تحياتي
اخوكم
شينوار ابراهيم

شينوار ابراهيم
03-11-2012, 08:30 PM
الفاضل عبد السلام هلالي
إزدانت مفردات نصي بعطر الألق لنور مروركَ الكريم..
تقبل باقات إمتناني المعطرة بعظيم التقدير..
تحياتي
اخوكم
شينوار ابراهيم

ربيحة الرفاعي
06-11-2012, 04:21 PM
في المسافة الفاصلة بين الاغتراب عن الوطن والغربة في أحضانه يقبع شيطان الظلم ممسكا بيديه مقابضهما معا، يؤرجح المعذبين على ضفتي سلطانه
وتتراقص أضواء قناديل البوح حلما ببث النور على مساحات العتمة

نص حلقت مع فكرته الروح في متاهة اغتراب لا خريطة لها

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي

ناديه محمد الجابي
06-11-2012, 05:47 PM
الغربة داخل الوطن هى أقسى أنواع القهر الجتماعى الذى يمارس على الإنسان
حتى إنه يبدأ بفقدان ثقته بكل الأشياء من حوله و وبالتالى يعيش حالة ضياع وكأنه
بلا كيان ولا هوية وكانه فى متاهة ..
إن عذابات هذا الأغتراب الروحى قاتلة , ووجع هذا النوع من الغربة يكاد يصل إلى
النخاع لنزداد حزنا وقهرا وبعدا عن الوطن الذى نعشق تراب أرضه .

نص ملئ بالشجن , بعيد النظرة و عميق الفكرة , صيغ بنسق شعرى
شكرا على هذا القص الجميل .

نداء غريب صبري
20-11-2012, 06:10 PM
تحبه وتخافه
هذا هو الاجتماع الأصعب على روح الانسان
وعندما يكون وطنا يكون الوجع قاتلا

قصة رائعة

شكرا لك أخي

بوركت